الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد الثاني عشر

 

٤٠ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو مُوسَي الأشْعَرِيّ

٩

أبو مُوسَي الأشْعَرِي ّ

هو عبد الله بن قيس بن سليم ، المشهور بأبى موسي الأشعرى . من أهل اليمن(١) ، وأحد صحابة النبىّ  ½ (٢) . أسلم فى مكّة(٣) . وكان حَسَنَ الصوت ، واشتهر بالقراءة(٤) .

ولاّه النبىّ  ½ علي مناطق من اليمن(٥). ولى البصرة(٦) فى عهد عمر بعد عزل المغيرة(٧).


(١) تاريخ الإسلام للذهبى: ٣/٥٤٨ ، الفتوح: ٤/١٩٨، الإمامة والسياسة : ١/١٥١ ; وقعة صفّين : ٥٠٠ .
(٢) تاريخ دمشق : ٣٢ / ١٤ ، اُسد الغابة : ٣ / ٣٦٤ / ٣١٣٧ ; رجال الطوسى : ٤٢ / ٢٩٥ .
(٣) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٥٢٦ / ٥٩٥٣ ، الطبقات الكبري : ٤ / ١٠٥ وج ٦ / ١٦ ، تهذيب الكمال : ١٥ / ٤٤٧ / ٣٤٩١ ، تاريخ دمشق : ٣٢ / ١٨ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٣٨٢ / ٨٢ .
(٤) الطبقات الكبري : ٢ / ٣٤٤ وج ٤ / ١٠٧ و١٠٨ ، تهذيب الكمال : ١٥ / ٤٤٩ / ٣٤٩١ ، حلية الأولياء : ١ / ٢٥٦ وص ٢٥٨ ، الاستيعاب : ٣ / ١٠٤ / ١٦٥٧ ، تاريخ دمشق : ٣٢ / ٢٢ .
(٥) تهذيب الكمال : ١٥ / ٤٤٧ / ٣٤٩١ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ٦١ ، الاستيعاب : ٣ / ١٠٤ / ١٦٥٧ ، اُسد الغابة : ٣ / ٣٦٥ / ٣١٣٧ ، تاريخ دمشق : ٣٢ / ١٥ .
(٦) الطبقات الكبري : ٦ / ١٦ ، تهذيب الكمال : ١٥ / ٤٤٧ / ٣٤٩١ ، تاريخ دمشق : ٣٢ / ١٥ وفيهما "استعمله عمر علي الكوفة والبصرة" ، تاريخ الطبرى : ٤ / ٦٩ ، الطبقات لخليفة بن خيّاط : ١٢٦ / ٤٥٨ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٣٨٢ / ٨٢ ، اُسد الغابة : ٣ / ٣٦٥ / ٣١٣٧ .
(٧) تاريخ خليفة بن خيّاط : ١١١ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٣٩٠ / ٨٢ ، الاستيعاب : ٣ / ١٠٤ / ١٦٥٧ ، الإصابة : ٤ / ١٨١ / ٤٩١٦ .

 ٤١ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو مُوسَي الأشْعَرِيّ

عندما كان والياً علي البصرة ، فتح كثيراً من مناطق إيران ، منها الأهواز(١) ، وتُستَر(٢) ، وقمّ(٣) ، وأصفهان(٤) ، وجُنديسابور(٥) . وظلّ والياً علي البصرة فى أوّل خلافة عثمان(٦) ، ثمّ عزله عثمان ونصب مكانه عبد الله بن عامر بن كريز(٧) الذى كان ابن خمس وعشرين سنة(٨) .

ولمّا ثار أهل الكوفة علي عثمان وواليه سعيد بن العاص وطلبوا أبا موسي ، وافق عثمان علي ذلك ، وولى أبو موسي الكوفة(٩) .

وعندما تسلّم أمير المؤمنين  ¼ مقاليد الخلافة أبقاه فى منصبه باقتراح مالك الأشتر(١٠) . وهو الوالى الوحيد الذى ظلّ فى منصبه من ولاة عثمان(١١) .


(١) تاريخ خليفة بن خيّاط : ٩٤ وص ٩٧ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٣٩٠ / ٨٢ ، اُسد الغابة : ٣ / ٣٦٥ / ٣١٣٧ ، الإصابة : ٤ / ١٨١ / ٤٩١٦ ، معجم البلدان : ١ / ٢٨٥ .
(٢) تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٠٢ و١٠٣ ، تاريخ دمشق : ٣٢ / ٢٢ .
(٣) معجم البلدان : ٤ / ٣٩٧ .
(٤) الطبقات الكبري : ٤ / ١١٠ ، اُسد الغابة : ٣ / ٣٦٥ / ٣١٣٧ ، الإصابة : ٤ / ١٨١ / ٤٩١٦ ، تاريخ دمشق : ٣٢ / ٢٠ .
(٥) تاريخ خليفة بن خيّاط : ٩٧ .
(٦) الطبقات لخليفة بن خيّاط : ١٢٦ / ٤٥٨ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٣٣ ، تاريخ دمشق : ٣٢ / ٢٠ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٣٨٢ / ٨٢ ، اُسد الغابة : ٣ / ٣٦٥ / ٣١٣٧ ، الإصابة : ٤ / ١٨٢ / ٤٩١٦ .
(٧) تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٣٣ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٣٩٠ / ٨٢ ، الاستيعاب : ٣ / ١٠٤ / ١٦٥٧ ، اُسد الغابة : ٣ / ٣٦٥ / ٣١٣٧ ، الإصابة : ٤ / ١٨٢ / ٤٩١٦ .
(٨) الطبقات الكبري : ٥ / ٤٥ ، المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٧٤١ / ٦٦٩٦ وفيه "فتي من قريش" بدل "ابن خمس وعشرين سنة" .
(٩) أنساب الأشراف : ٦ / ١٥٩ ، تاريخ الطبرى : ٤ / ٣٣٢ ، مروج الذهب : ٢ / ٣٤٧ ، الاستيعاب : ٣ / ١٠٤ / ١٦٥٧ ، اُسد الغابة : ٣ / ٣٦٥ / ٣١٣٧ ، الإصابة : ٤ / ١٨٢ / ٤٩١٦ .
(١٠) الأمالى للمفيد : ٢٩٦ / ٦ ، تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٧٩ ; تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٩٩ .
(١١) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٧٩ .

 ٤٢ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو مُوسَي الأشْعَرِيّ

وكان أبو موسي يثبّط الناس عن نصرة الإمام  ¼ فى فتنة أصحاب الجمل ، فعزله الإمام(١) ، وأخرجه مالك الأشتر من الكوفة(٢) .

اعتزل أبو موسي القتال فى صفّين(٣) وانضمّ إلي القاعدين . ولكن عندما فُرِضَ التحكيم علي الإمام  ¼ ، فُرِضَ أبو موسي عليه أيضاً حَكَماً بإصرار الأشعث بن قيس والخزرج وبلبلتهم(٤) .

وكان الإمام  ¼ يعلم أنّ أبا موسي سيُضيع الحقّ بمكيدة عمرو بن العاص ، وكذلك كان يعتقد أصحابه الأجلاّء كمالك الأشتر ، وابن عبّاس ، والأحنف بن قيس(٥) . وفى آخر المطاف انخدع أبو موسي بمكيدة ابن العاص ، وعجز عن استخلاف عبد الله بن عمر ، الذى كان صهره(٦) ، وكان يطمع فيها(٧) .

لقد وَهِم أبو موسي أنّه عزل عليّاً  ¼ ومعاوية . واستغلّ ابن العاص الفرصة ، وكادَ فأبقي معاوية . وعبّر أبو موسي بحماقته هذه عن دوره المخزى فى التاريخ


(١) نهج البلاغة : الكتاب ٦٣ ، الجمل : ٢٤٢ ; المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٢٦ / ٤٦٠٢ ، تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٩٩ ، مروج الذهب : ٢ / ٣٦٧ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٤٩ ، الفتوح : ٢ / ٤٥٩ .
(٢) الجمل : ٢٥٣ ; تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٨٧ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٢٩ . راجع : القسم السادس / وقعة الجمل / استنصار الإمام من أهل الكوفة .
(٣) وقعة صفّين : ٥٠٠ ; تاريخ الطبرى : ٥ / ٥٢ .
(٤) راجع : القسم السادس / وقعة صفّين / تعيين الحكم .
(٥) وقعة صفّين : ٥٠٠ وص ٥٠١ و٥٤٥ ; مروج الذهب : ٢ / ٤٠٦ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ٥٢ وص ٧٠ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٨٨ وص ٣٩٦ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٥٤٧ ، اُسد الغابة : ٣ / ٣٦٥ / ٣١٣٧ .
(٦) مروج الذهب : ٢ / ٤٠٨ .
(٧) وقعة صفّين : ٥٤٠ ; مروج الذهب : ٢ / ٤٠٨ ، حلية الأولياء : ١ / ٢٩٣ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٣٩٤ / ٨٢ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٥٤٨ .

 ٤٣ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو مُوسَي الأشْعَرِيّ

مرّة اُخري ، وساق المجتمع الإسلامى إلي هاوية الدمار(١) .

ويا عجباً ! فإنّ التدقيق فى حوار الرجلين يدلّ علي أنّ أبا موسي كان غير مطّلع علي موضوع التحكيم ، ولم يعلم فى الحقيقة كُنه ما يريد أن يُحكّم فيه .

لجأ أبو موسي بعد ذلك إلي مكّة(٢) . وعندما مَلَكَ معاوية كان يتردّد عليه ، وكان معاوية يحتفى به(٣) .

وكان أمير المؤمنين علىّ  ¼ يدعو فى صلاته علي أبى موسي ، ومعاوية ، وابن العاص(٤) . ويدلّ التدبّر فى حياة أبى موسي الأشعرى وإنعام النظر فيما ذكرناه أنّه كان ذا "جمود فكرى" من جهة ، و"خمود سلوكى" من جهة اُخري .

فلا هو من اُولى الفكر الحركى الفعّال ، ولا هو من أصحاب السعى اللائق المحمود .

لقد كان رجلاً ظاهر التنسّك دون الاهتداء بما عليه العقل .

مات أبو موسي سنة ٤٢ هـ(٥) وهو ابن ثلاث وستّين سنةً(٦) .


(١) وقعة صفّين : ٥٤٦ ; مروج الذهب : ٢ / ٤١٠ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ٧١ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٩٦ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٥٤٩ . راجع : القسم السادس / وقعة صفّين / خيمة التحكيم .
(٢) وقعة صفّين : ٥٤٦ ; مروج الذهب : ٢/٤١٠ ، تاريخ الطبرى : ٥/٧١ ، الكامل فى التاريخ : ٢/٣٩٧ .
(٣) الغارات : ٢ / ٦٥٦ ; تهذيب الكمال : ١٥ / ٤٤٨ / ٣٤٩١ ، تاريخ دمشق : ٣٢ / ١٥ وفيهما "قدم دمشق علي معاوية" .
(٤) وقعة صفّين : ٥٥٢ ; شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٣١٥ .
(٥) الطبقات الكبري : ٦ / ١٦ ، تهذيب الكمال : ١٥ / ٤٥٢ / ٣٤٩١ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٣٨٢ / ٨٢ ، وفى وفاته أقوال اُخر : "مات سنة ٥٠ أو ٥١ هـ " كما فى الطبقات لخليفة بن خيّاط : ١٢٦ / ٤٥٨ ، وقيل "مات سنة ٥٢ هـ " كما فى المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٥٢٦ / ٥٩٥٦ والطبقات الكبري : ٤ / ١١٦ وسير أعلام النبلاء : ٢ / ٣٩٧ / ٨٢ .
(٦) المستدرك علي الصحيحين: ٣/٥٢٦/٥٩٥٦ ، تهذيب الكمال: ١٥/٤٥٢/٣٤٩١، الإصابة: ٤/١٨٣/٤٩١٦ .

 ٤٤ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو مُوسَي الأشْعَرِيّ

٦٤٠٣ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى وصف أبى موسي الأشعرى ـ : والله ما كان عندى مؤتمناً ولا ناصحاً ، ولقد كان الذين تقدّمونى استولوا علي مودّته ، وولّوه وسلّطوه بالإمرة علي الناس ، ولقد أردت عزله فسألنى الأشتر فيه أن اُقرّه ، فأقررته علي كُره منّى له ، وتحمّلت علي صرْفه من بعدُ(١) .

٦٤٠٤ ـ مروج الذهب ـ فى ذكر حرب الجمل ـ : كاتب علىّ من الربذة أبا موسي الأشعرى ليستنفر الناس ، فثبّطهم أبو موسي وقال : إنّما هى فتنة ، فنُمى(٢) ذلك إلي علىّ ، فولّي علي الكوفة قَرظَة بن كعب الأنصارى ، وكتب إلي أبى موسي : اعتزل عملنا يابن الحائك مذموماً مدحوراً ، فما هذا أوّل يومنا منك ، وإنّ لك فينا لهنات وهُنيّات(٣) .

٦٤٠٥ ـ سير أعلام النبلاء عن شقيق : كنّا مع حذيفة جلوساً ، فدخل عبد الله وأبو موسي المسجد ، فقال : أحدهما منافق ثمّ قال : إنّ أشبه الناس هَدْياً ودَلاًّ وسَمتاً برسول الله  ½ عبد الله(٤) .

٦٤٠٦ ـ شرح نهج البلاغة : روى أنّ عمّاراً سُئل عن أبى موسي ، فقال : لقد سمعت فيه من حذيفة قولاً عظيماً ، سمعته يقول : صاحب البُرْنُس(٥) الأسود ، ثمّ كلح كلوحاً(٦) ، علمت منه أنّه كان ليلة العقبة بين ذلك الرهط(٧) .


(١) الأمالى للمفيد : ٢٩٥ / ٦ .
(٢) نَمَيتُ الحديثَ : أى رفَعتُه وأبلَغتُه (النهاية : ٥ / ١٢١) .
(٣) مروج الذهب : ٢ / ٣٦٧ وراجع تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٩٩ و٥٠٠ والكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٤٩ .
(٤) سير أعلام النبلاء : ٢ / ٣٩٣ / ٨٢ ، تاريخ دمشق : ٣٢ / ٩٣ ، المعرفة والتاريخ : ٢ / ٧٧١ .
(٥) البُرنُس : قلنسوة طويلة كان النسّاك يلبسونها فى صدر الإسلام (النهاية : ١ / ١٢٢) .
(٦) الكلوح : العبوس (النهاية : ٤ / ١٩٦) .
(٧) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٣١٥ ، الاستيعاب : ٣/١٠٤/١٦٥٧ وفيه "عزله علىّ   ¢ عنها، فلم يزل ف واجداً منها علي علىّ، حتي جاء منه ما قال حذيفة. فقد روي فيه لحذيفة كلام كرِهْتُ ذكره، والله يغفرله".

 ٤٥ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو مُوسَي الأشْعَرِيّ

٦٤٠٧ ـ تاريخ دمشق عن أبى تِحيَي حُكَيّم : كنت جالساً مع عمّار ، فجاء أبو موسي فقال : ما لى ولك ؟ قال : أ لست أخاك ؟ قال : ما أدرى إلاّ أنّى سمعت رسول الله  ½ يلعنك ليلة الجمل . قال : إنّه قد استغفر لى . قال عمّار : قد شهدتُ اللعنَ ، ولم أشهد الاستغفار(١) .

٦٤٠٨ ـ تاريخ الطبرى عن جويرية بن أسماء : قدم أبو موسي علي معاوية ، فدخل عليه فى بُرنُس أسود ، فقال : السلام عليك يا أمين الله ! قال : وعليك السلام ، فلمّا خرج قال معاوية : قدم الشيخُ لاُوَلّيه ، ولا والله لا اُولّيه(٢) .

٦٤٠٩ ـ الغارات عن محمّد بن عبد الله بن قارب : إنّى عند معاوية لجالس ، إذ جاء أبو موسي فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ! قال : وعليك السلام ، فلمّا تولّي قال : والله لا يلى هذا علي اثنين حتي يموت(٣) .

٦٤١٠ ـ الطبقات الكبري عن أبى بُردة [ بن أبى موسي ] : دخلت علي معاوية بن أبى سفيان حين أصابته قرحته ، فقال : هلمّ يابن أخى تحوّل فانظر . قال : فتحوّلت ، فنظرت ، فإذا هو قد سبرت(٤) ـ يعنى : قرحته ـ فقلت : ليس عليك بأس . . . إذ دخل يزيد بن معاوية ، فقال له معاوية : إن وليتَ من أمر الناس شيئاً ، فاستوصِ بهذا ; فإنّ أباه كان أخاً لى ـ أو خليلاً أو نحو هذا من القول ـ غير أنّى قد رأيت فى القتال ما لم يَرَ(٥) .


(١) تاريخ دمشق : ٣٢ / ٩٣ ، كنز العمّال : ١٣ / ٦٠٨ / ٣٧٥٥٤ .
(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٣٣٢ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٥٢٧ ، أنساب الأشراف : ٥ / ٥٠ نحوه .
(٣) الغارات : ٢ / ٦٥٦ .
(٤) السَّبْر : امتحان غور الجرح وغيره (تاج العروس : ٦ / ٤٩٠) .
(٥) الطبقات الكبري : ٤ / ١١٢ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٤٠١ / ٨٢ ، تاريخ الطبرى :٥ / ٣٣٢ .

 ٤٦ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو الهَيْثَم

١٠

أبو الهَيْثَم

هو مالك بنُ التَّيِّهانِ بن مالك أبو الهيثم الأنصارى ، وهو مشهور بكنيته . من أوائل الأنصار الذين أسلموا فى مكّة قبل هجرة النبىّ  ½ (١) . وكان قبل الإسلام موحّداً أيضاً ولم يعبد الأصنام(٢) . وشهد مشاهد النبىّ  ½ جميعها(٣) ، وهو ممّن روي حديث الغدير(٤) .

وكان من السابقين فى معرفة الحقّ بعد رسول الله  ½ ; إذ سبق إلي معرفة خلافة الحقّ(٥) ، ولم يتنازل عنها إلي غيرها(٦) ، وهو أحد الإثنى عشر الذين احتجّوا فى مسجد النبىّ مدافعين عن الإمام  ¼ ، ومعارِضين لتغيير مسار الخلافة(٧) .

وهكذا كان ; فقد رافق الإمام  ¼ منذ بداية تبلور خلافته ، وتصدّي مع عمّار بن ياسر لأخذ البيعة من الناس(٨) .


(١) الطبقات الكبري : ٣ / ٤٤٨ ، سير أعلام النبلاء : ١ / ١٩٠ / ٢٢ ، الاستيعاب : ٣ / ٤٠٤ / ٢٢٨٦ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٠٩ .
(٢) الطبقات الكبري : ٣ / ٤٤٨ ، سير أعلام النبلاء : ١ / ١٩٠ / ٢٢ .
(٣) الطبقات الكبري : ٣ / ٤٤٨ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٢٢١ ، سير أعلام النبلاء : ١ / ١٩٠ / ٢٢ ، الاستيعاب : ٣ / ٤٠٤ / ٢٢٨٦ .
(٤) الغدير : ١ / ١٦ .
(٥) رجال الكشّى : ١ / ١٨١ .
(٦) الخصال : ٦٠٧ / ٩ ، عيون أخبار الرضا : ٢ / ١٢٦ / ١ .
(٧) الخصال : ٤٦٥ / ٤ ، الاحتجاج : ١ / ١٩٧ / ٩ ، رجال البرقى : ٦٦ .
(٨) الأمالى للطوسى : ٧٢٨ / ١٥٣٠ .

 ٤٧ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / الأحْنَفُ بنُ قَيْس

جعله الإمام  ¼ وعمّارَ بن ياسر علي بيت المال . وهو آية علي نزاهته(١) .

وعندما ذكر الإمامُ  ¼ بلَوعة وألم ـ وهو فى وحدته ومحنة نُكول أصحابه وضعفهم ـ أحِبَّته الماضين الذين ثبتوا علي الطريق ، ذكر فيهم مالك بن التَّيِّهان ، وتأسّف علي فقده(٢) .

واختلف المؤرّخون فى وقت وفاته ، لكن يستبين من خطبة الإمام  ¼ ، التى ذكر فيها اسمه وتأوَّة علي فقده وفقد عمّار بن ياسر ، وخزيمة بن ثابت ذى الشهادتين ، قائلاً : "أين إخوانى الذين ركبوا الطريق ومضَوا علي الحقّ ؟ أين عمّار ؟ وأين ابنُ التَّيِّهان ؟ وأين ذو الشهادتين وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا علي المنيّة ، واُبرد برؤوسهم إلي الفجرة ؟" يستبين أنّه استُشهد فى صفّين(٣) . وبه صرّح ابن أبى الحديد(٤) ، والعلاّمة التسترى(٥) .

١١

الأحْنَفُ بنُ قَيْس

الأحنف بن قيس بن معاوية ، أبو بحر التميمى السعدى ، والأحنف لقب له لحَنَف(٦) كان برجله ، واسمه الضحّاك وقيل : صخر ، من كبار تميم(٧) . أسلم علي


(١) الاختصاص : ١٥٢ .
(٢) نهج البلاغة : الخطبة ١٨٢ .
(٣) الطبقات الكبري : ٣ / ٤٤٩ ، الاستيعاب : ٣ / ٤٠٤ / ٢٢٨٦ ، اُسد الغابة : ٥ / ١٣ / ٤٥٧٢ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٠٩ وفيه "و قيل : عاش بعدها يسيراً" .
(٤) شرح نهج البلاغة : ١٠ / ١٠٨ .
(٥) قاموس الرجال : ٧ / ٤٦٢ .
(٦) الحَنَفُ فى القَدَمينِ : إقبال كلّ واحدة منهما علي الاُخري بإبهامها (لسان العرب : ٩ / ٥٦) .
(٧) سير أعلام النبلاء : ٤ / ٨٧ / ٢٩ ، المعارف لابن قتيبة : ٤٢٥ ، تاريخ دمشق : ٢٤ / ٣١٠ وفيه "و كان سيّد قومه" .

 ٤٨ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / الأحْنَفُ بنُ قَيْس

عهد النبىّ  ½ (١) ، لكنّه لم يَرَهُ(٢) . حُمِدَ بالحلم والسيادة ، وربّما أفرط مترجموه فى نقل بعض الأمثلة من حلمه وسيادته(٣) .

وكان الأحنف من اُمراء الجيش فى فتح خراسان أيّام عمر(٤) . وفتح مَرْو فى عصر عثمان(٥) . واعتزل الإمامَ أمير المؤمنين عليّاً  ¼ فى حرب الجمل(٦) ، فتبعه أربعة آلاف من قبيلته تاركين عائشة(٧) ، ودَعته عائشة إلي اللحاق بها ، فلم يُجِب ودحض موقفها بكلام بصير واع(٨) .

وكان من قادة جيش الإمام  ¼ فى معركة صفّين(٩) ، واقترح أن يمثّل الإمام  ¼ فى التحكيم بدل أبى موسي(١٠) .

واعتزل فى فتنة ابن الحضرمى ولم يدافع عن الإمام  ¼ . وكانت سياسته ترتكز علي المسامحة والموادعة ، ومسايرة قومه وقبيلته ، والابتعاد عن


(١) سير أعلام النبلاء: ٤/٨٧/٢٩، تاريخ الإسلام للذهبى: ٥/٣٤٦/١٣٦ ، الاستيعاب: ١/٢٣٠/١٦١.
(٢) الاستيعاب : ١ / ٢٣٠ / ١٦١ ، اُسد الغابة : ١ / ١٧٩ / ٥١ ، الإصابة : ١ / ٣٣٢ / ٤٢٩ .
(٣) سير أعلام النبلاء : ٤ / ٩١ / ٢٩ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٥ / ٣٤٥ / ١٣٦ ، وفيات الأعيان : ٢ / ٤٩٩ وفيهما "يُضرب به المثل فى الحلم" .
(٤) المعارف لابن قتيبة : ٤٢٥ ، تاريخ دمشق : ٢٤ / ٣١٣ .
(٥) تاريخ الطبرى : ٤ / ٣١٠ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٢١ ، المعارف لابن قتيبة : ٤٢٥ ، تاريخ دمشق : ٢٤ / ٣١٣ .
(٦) تاريخ الطبرى : ٤ / ٥٠٠ ، الأخبار الطوال : ١٤٨ ; الجمل : ٢٩٥ .
(٧) الجمل : ٢٩٥ ; تاريخ الطبرى : ٤ / ٥٠١ .
(٨) اُسد الغابة : ٣ / ١٣ / ٢٤٩٣ .
(٩) وقعة صفّين : ١١٧ وص ٢٠٥ ; سير أعلام النبلاء : ٤ / ٨٧ / ٢٩ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٤٦ ، تاريخ دمشق : ٢٤ / ٢٩٩ .
(١٠) وقعة صفّين : ٥٠١ ; تاريخ الطبرى : ٥ / ٥٢ ، الأخبار الطوال : ١٩٣ .

 ٤٩ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / الأحْنَفُ بنُ قَيْس

التوتّر(١) .

وكانت له منزلة حسنة عند معاوية(٢) ، لكنّه لم يتنازل عن مدح الإمام أمير المؤمنين  ¼ والثناء عليه وتعظيمه يومئذ(٣) . وكاتَبه الإمام الحسين  ¼ قبل ثورته فلم يُجِبه(٤) . وإن صحّ هذا (أى عدم استجابته لدعاء الإمام  ¼ ) ; فهو دليل علي ركونه إلي الدنيا ، وتزعزع عقيدته .

وكانت تربطه بمصعب بن الزبير صداقة ، من هنا رافقه فى مسيره إلي الكوفة(٥) . مات الأحنف سنة ٦٧ هـ (٦) .

٦٤١١ ـ تاريخ دمشق عن عبد الله بن المبارك : قيل للأحنف بن قيس : بأىّ شىء سوّدك قومك ؟ قال : لو عاب الناس الماءَ لم أشربه(٧) .

٦٤١٢ ـ الجمل ـ فى ذكر حرب الجمل ـ : بعث إليه [علىٍّ  ¼ ] الأحنفُ بن قيس رسولاً يقول له : إنّى مقيم علي طاعتك فى قومى ; فإن شئتَ أتيتك فى مائتين من أهل بيتى فعلتُ ، وإن(٨) شئتَ حبست عنك أربعة آلاف سيف من بنى سعد .

فبعث إليه أمير المؤمنين  ¼ : بل احبس وكفّ . فجمع الأحنف قومه ، فقال : يا بنى سعد ! كُفّوا عن هذه الفتنة ، واقعدوا فى بيوتكم ; فإن ظهر أهل البصرة فهم


(١) الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤١٥ .
(٢) سير أعلام النبلاء : ٤ / ٩٥ / ٢٩ .
(٣) العقد الفريد : ٣ / ٨٧ ، وفيات الأعيان : ٢ / ٥٠٤ .
(٤) عيون الأخبار لابن قتيبة : ١ / ٢١١ .
(٥) الطبقات الكبري : ٧ / ٩٧ ، تاريخ الطبرى : ٦ / ٩٥ ، تاريخ دمشق : ٢٤ / ٣٠١ .
(٦) تاريخ خليفة بن خيّاط : ٢٠٣ ، سير أعلام النبلاء : ٤ / ٩٦ / ٢٩ ، تاريخ دمشق : ٢٤ / ٣٠٢ .
(٧) تاريخ دمشق : ٢٤ / ٣١٦ ، سير أعلام النبلاء : ٤ / ٩١ / ٢٩ .
(٨) فى المصدر : "فإن" ، والصحيح ما أثبتناه .

 ٥٠ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / الأحْنَفُ بنُ قَيْس

إخوانكم لم يُهيّجوكم ، وإن ظهر علىٌّ سلمتم . فكَفّوا وتركوا القتال(١) .

٦٤١٣ ـ الجمل : لمّا جاء رسول الأحنف وقد قدم علي علىّ  ¼ بما بذل له من كفّ قومه عنه ، قال رجل : يا أمير المؤمنين ، من هذا ؟ قال : هذا أدهي العرب وخيرُهم لقومه .

فقال علىّ  ¼ : كذلك هو ، وإنّى لأمثَلُ بينه وبين المغيرة بن شعبة ; لزِمَ الطائفَ ، فأقام بها ينتظر علي من تستقيم الاُمّة ! فقال الرجل : إنّى لأحسب أنّ الأحنف لأسرع إلي ما تحبّ من المغيرة(٢) .

٦٤١٤ ـ وقعه صفّين ـ فى ذكر إعزام الحكمين فى آخر حرب صفّين ـ : قام الأحنف بن قيس إلي علىّ فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّى خيّرتك يوم الجمل أن آتيك فيمن أطاعنى وأكفّ عنك بنى سعد ، فقلت : كفّ قومك فكفي بكفّك نصيراً ، فأقمت بأمرك . وإنّ عبد الله بن قيس رجل قد حلبت أشطره فوجدته قريب القعر كليل المُدية ، وهو رجل يمان ، وقومه مع معاوية . وقد رُمِيتَ بحجر الأرض وبمن حارب الله ورسوله ، وإنّ صاحب القوم من ينأي حتي يكون مع النجم ، ويدنو حتي يكون فى أكفّهم . فابعثنى وو الله لا يحلّ عقدة إلاّ عقدتُ لك أشدّ منها . فإن قلت : إنّى لست من أصحاب رسول الله  ½ ; فابعث رجلاً من أصحاب رسول الله  ½ ، غير عبد الله بن قيس ، وابعثنى معه . فقال علىّ : إنّ القوم أتَونى بعبد الله بن قيس مُبَرْنَساً ، فقالوا : ابعث هذا ; فقد رضينا به . والله بالغُ أمره(٣) .


(١) الجمل : ٢٩٥ .
(٢) الجمل : ٢٩٦ .
(٣) وقعه صفّين : ٥٠١ .

 ٥١ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / الأحْنَفُ بنُ قَيْس

٦٤١٥ ـ وقعة صفّين ـ بعد ذكر دعوة الإمام  ¼ أهل البصرة لقتال معاوية ، وقراءة ابن عبّاس كتابه  ¼ عليهم ـ : فقام الأحنف بن قيس فقال : نعم ، والله لنجيبنّك ، ولنخرجنّ معك علي العسر واليسر ، والرضا والكره ، نحتسب فى ذلك الخير ، ونأمل من الله العظيم من الأجر(١) .

٦٤١٦ ـ تاريخ دمشق : إنّ الأحنف بن قيس دخل علي معاوية ، فقال : أنت الشاهر علينا سيفك يوم صفّين ، والمخذِّل عن أمّ المؤمنين ؟ ! فقال : يا معاوية ! لا تردّ الاُمور علي أدبارها ; فإنّ السيوف التى قاتلناك بها علي عواتقنا ، والقلوب التى أبغضناك بها بين جوانحنا ، والله لا تمدّ إلينا شبراً من غدر إلاّ مددنا إليك ذراعاً من خَتْر(٢) ، وإن شئت لتستصفينّ كدر قلوبنا بصفو من عفوك . قال : فإنّى أفعل(٣) .

٦٤١٧ ـ العقد الفريد عن أبى الحباب الكندى عن أبيه : إنّ معاوية بن أبى سفيان بينما هو جالس وعنده وجوه الناس ، إذ دخل رجل من أهل الشام ، فقام خطيباً ، فكان آخر كلامه أن لعن عليّاً ، فأطرق الناس وتكلّم الأحنف ، فقال :

يا أمير المؤمنين ! إنّ هذا القائل ما قال آنفاً ، لو يعلم أنّ رضاك فى لعن المرسلين للعنهم ! فاتّقِ الله ودعْ عنك عليّاً ; فقد لقى ربّه ، واُفرد فى قبره ، وخلا بعمله ، وكان والله ـ ما علمنا ـ المُبرِّز بسبقه ، الطاهر خُلقه ، الميمون نقيبته(٤) ،


(١) وقعة صفّين : ١١٦ .
(٢) الخَتْر : شبيه بالغدر والخديعة ; وقيل : هو أسوأُ الغدر وأقبحه (لسان العرب : ٤ / ٢٢٩) .
(٣) تاريخ دمشق : ٢٤ / ٣٢٦ ، عيون الأخبار لابن قتيبة : ٢ / ٢٣٠ ، العقد الفريد : ٣ / ٨٦ وفيهما من "لا تردّ الاُمور . . ." ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٥ / ٣٥١ وفيه إلي "جوانحنا" ، وفيات الأعيان : ٢ / ٥٠٠ كلّها نحوه .
(٤) أى مُنَجّح الفِعال ،مظفَّر المطالب . والنقيبة : النفس . وقيل : الطبيعة والخليقة (النهاية : ٥ / ١٠٢) .

 ٥٢ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / الأحْنَفُ بنُ قَيْس

العظيم مصيبته .

فقال له معاوية : يا أحنف ! لقد أغضيت العين علي القذي ، وقلت بغير ما تري ، وايم الله لتصعدنّ المنبر فلتلعنّه طوعاً أو كرهاً ، فقال له الأحنف : يا أمير المؤمنين ! إن تُعفِنى فهو خير لك ، وإن تجبرنى علي ذلك فو الله لا تجرى به شفتاى أبداً ، قال : قم فاصعد المنبر .

قال الأحنف : أما والله مع ذلك لاُنصفنّك فى القول والفعل .

قال : وما أنت قائل يا أحنف إن أنصفتنى ؟

قال : أصعد المنبر ، فأحمد الله بما هو أهله ، واُصلّى علي نبيّه  ½ ، ثمّ أقول : أيّها الناس ، إنّ أمير المؤمنين معاوية أمرنى أن ألعن عليّاً ، وإنّ عليّاً ومعاوية اختلفا فاقتتلا ، وادّعي كلّ واحد منهما أنّه بُغى عليه وعلي فئته ; فإذا دعوت فأمِّنوا رحمكم الله . ثمّ أقول :

اللهمّ العن أنت وملائكتك وأنبياؤك وجميع خلقك الباغى منهما علي صاحبه ، والعن الفئة الباغية ، اللهمّ العنهم لعناً كثيراً . أمِّنوا رحمكم الله !

يا معاوية ! لا أزيد علي هذا ولا أنقص منه حرفاً ولو كان فيه ذهاب نفسى .

فقال معاوية : إذن نُعفيك يا أبا بحر(١) .

٦٤١٨ ـ عيون الأخبار عن السكن : كتب الحسين بن علىّ رضى الله عنهما إلي الأحنف يدعوه إلي نفسه فلم يردّ الجواب ، وقال : قد جرّبنا آل أبى الحسن ، فلم نجد عندهم إيالة(٢) للملك ، ولا جمعاً للمال ، ولا مكيدة فى الحرب(٣) .


(١) العقد الفريد : ٣ / ٨٧ ، وفيات الأعيان : ٢ / ٥٠٤ ، نهاية الأرب : ٧ / ٢٣٧ .
(٢) الإيَالة : السياسة . يقال : فلان حَسن الإيالة وسَيّئ الإيالة (النهاية : ١ / ٨٥) .
(٣) عيون الأخبار لابن قتيبة : ١ / ٢١١ .

 ٥٣ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / الأشْعَثُ بنُ قَيْس

١٢

الأشْعَثُ بنُ قَيْس

الأشعث بن قيس بن معديكَرِب الكِندى ، يُكنّي أبا محمّد ، واسمه معديكَرِب(١) . من كبار اليمن ، وأحد الصحابة(٢) . عَوِرت عينه فى حرب اليرموك(٣) . وهو وجه مشبوه مُريب متلوّن ، ردىء الطبع ، سيّئ العمل فى التاريخ الإسلامى .

ارتدّ بعد رسول الله  ½ عن الدِّين واُسِر ، فعفا عنه أبو بكر ، وزوّجه اُخته(٤) . وكان أبو بكر يُعرب عن ندمه ، ويتأسّف لعفوه(٥) .

زوّج بنته لابن عثمان فى أيّام خلافته(٦) . ونصبه عثمان والياً علي آذربايجان(٧) . وكان يهبه مئة ألف درهم من خراجها سنويّاً(٨) .

عزل الإمام علىّ  ¼ الأشعث عن آذربايجان ، ودعاه إلي المدينة(٩) ، فهمّ


(١) سير أعلام النبلاء : ٢ / ٣٨ / ٨ ، اُسد الغابة : ١ / ٢٤٩ / ١٨٥ .
(٢) سير أعلام النبلاء : ٢ / ٣٨ / ٨ ، تاريخ الطبرى : ٣ / ١٣٨ ، تاريخ دمشق : ٩ / ١١٦ وص ١١٩ .
(٣) تهذيب الكمال : ٣ / ٢٨٨ / ٥٣٢ ، اُسد الغابة : ١ / ٢٥٠ / ١٨٥ ، تاريخ دمشق : ٩ / ١١٩ .
(٤) الطبقات الكبري : ٦ / ٢٢ ، تهذيب الكمال : ٣ / ٢٩٠ / ٥٣٢ ، تاريخ الطبرى : ٣ / ٣٣٩ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٣٩ / ٨ ; الأمالى للطوسى : ٢٦٢ / ٤٨٠ ، تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٣٢ .
(٥) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٣٧ ; تاريخ الطبرى : ٣ / ٤٣٠ .
(٦) وقعة صفّين : ٢٠ ; الأخبار الطوال : ١٥٦ .
(٧) وقعة صفّين : ٢٠ ; تهذيب الكمال : ٣ / ٢٨٩ / ٥٣٢ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٤١ / ٨ ، تاريخ دمشق : ٩ / ١٤٠ ، مروج الذهب : ٢ / ٣٨١ .
(٨) الغارات : ١ / ٣٦٥ ; تاريخ الطبرى : ٥ / ١٣٠ .
(٩) وقعة صفّين : ٢٠ ، تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢٠٠ ; مروج الذهب : ٢ / ٣٨١ .

 ٥٤ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / الأشْعَثُ بنُ قَيْس

بالفرار فى البداية ، ثمّ قدم المدينة بتوصية أصحابه ، ووافي الإمامَ  ¼ (١) .

تولّي رئاسة قبيلته "كِندة" فى حرب صفّين(٢) ، وكان علي ميمنة الجيش(٣) . وتزعّم الأشعث التيّار الذى فرض التحكيمَ(٤) وفرض أبا موسي الأشعرى علي الإمام  ¼ . وعارض اختيارَ ابن عبّاس ومالك الأشتر حكَمَين عن الإمام  ¼ بصراحة(٥) ، ونادي بيمانيّة أحد الحكمين(٦) . وله يدٌ فى نشوء الخوارج ، كما كان له دور كبير فى إيقاد حرب النهروان مع أنّه كان فى جيش الإمام  ¼ (٧) . وهو ممّن كان يعارض الإمام  ¼ وأعماله داخل الجيش بكلّ ما يستطيع(٨) ، حتي عُدَّت مواقفه أصل كلّ فساد واضطراب(٩) . وكان شرساً إلي درجة أنّه هدّد الإمامَ  ¼ مرّةً بالقتل(١٠) . وسمّاه الإمام  ¼ منافقاً ، ولعنه(١١) .


(١) وقعة صفّين : ٢١ ; الإمامة والسياسة : ١ / ١١٢ .
(٢) وقعة صفّين : ٢٢٧ ; تاريخ دمشق : ٩ / ١٢٠ ، الأخبار الطوال : ١٨٨ .
(٣) وقعة صفّين : ٢٠٥ ; تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٤٥ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٤٠ / ٨ ، تاريخ دمشق : ٩ / ١٣٦ .
(٤) وقعة صفّين : ٤٨٢ ، تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٨٩ ; تاريخ الطبرى : ٥ / ٥١ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٤٠ / ٨ ، مروج الذهب : ٢ / ٤٠٠ .
(٥) وقعة صفّين : ٤٩٩ ; تاريخ الطبرى : ٥ / ٥١ ، مروج الذهب : ٢ / ٤٠٢ .
(٦) وقعة صفّين : ٥٠٠ ; الفتوح : ٤ / ١٩٨ .
(٧) شرح نهج البلاغة : ٢ / ٢٧٩ ، تاريخ دمشق : ٩ / ١٢٠ وفيه "حضر قتال الخوارج بالنهروان" .
(٨) نهج البلاغة : الخطبة ١٩ ، الغارات : ٢ / ٤٩٨ ; الكامل للمبرّد : ٢ / ٥٧٩ ، تاريخ دمشق : ٩ / ١٣٥ ، شرح نهج البلاغة : ٤ / ٧٥ .
(٩) شرح نهج البلاغة : ٢ / ٢٧٩ .
(١٠) سير أعلام النبلاء : ٢ / ٤٠ / ٨ ، تاريخ دمشق : ٩ / ١٣٩ ، مقاتل الطالبيّين : ٤٨ .
(١١) نهج البلاغة : الخطبة ١٩ ; الأغانى : ٢١ / ٢٠ ، شرح نهج البلاغة : ٤ / ٧٥ .

 ٥٥ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / الأشْعَثُ بنُ قَيْس

وكان ابن ملجم يتردّد علي داره(١) ، وهو الذى أشار علي المذكور بالإسراع يوم عزمه علي قتل الإمام  ¼ (٢) . ونحن وإن لم نمتلك دليلاً تاريخيّاً قطعيّاً علي صلته السرّيّة بمعاوية ، لكن لا بدّ من الالتفات إلي أنّ الأيادى الخفيّة تعمل بحذر تامّ وكتمان شديد ، ولذا لم تنكشف إلاّ نادراً . لكن ملفّ جنايات هذا البيت المشؤوم يمكن عدّه وثيقة معتبرة علي علقته بل وعلقة اُسرته بأعداء أهل البيت ، وممّا يعزّز ذلك تعبير الإمام عنه بالمنافق .

قامت بنته جعدة بسمّ الإمام الحسن  ¼ (٣) . وتولّي ابنه محمّد إلقاء القبض علي مسلم بن عقيل بالكوفة ، بعد أن آمنه زوراً ، ثمّ غدر به(٤) "و كلُّ إناء بالذى فيه ينضحُ" . وكان ابنه الآخر قيس(٥) من اُمراء جيش عمر بن سعد فى كربلاء ، ولم يقلّ عن أبيه ضعَةً ونذالةً ; إذ سلب قطيفة الإمام الحسين  ¼ فاشتهر بــ "قيس القطيفة"(٦) .

هلك الأشعث سنة ٤٠ هـ (٧) ، فخُتم ملفّ حياته الدَّنِس الملوَّث بالعار .

٦٤١٩ ـ شرح نهج البلاغة عن الأعمش : إنّ جريراً والأشعث خرجا إلي جبّان(٨)


(١) الإرشاد : ١ / ١٩ وفيه "و كانوا قبل ذلك ألقوا إلي الأشعث بن قيس ما فى نفوسهم من العزيمة علي قتل أمير المؤمنين  ¼ وواطأهم عليه" .
(٢) أنساب الأشراف : ٣ / ٢٥٤ ; الإرشاد : ١ / ١٩ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣١٢ .
(٣) الكافى : ٨ / ١٦٧ / ١٨٧ ; أنساب الأشراف : ٣ / ٢٩٥ ، اُسد الغابة : ١ / ٢٥١ / ١٨٥ .
(٤) تاريخ الطبرى : ٥ / ٣٧٤ ; الإرشاد : ٢ / ٥٨ .
(٥) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٢٢ .
(٦) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٥٣ .
(٧) سير أعلام النبلاء : ٢ / ٤٢ / ٨ ، تاريخ دمشق : ٩ / ١٤٤ ، اُسد الغابة : ١ / ٢٥١ / ١٨٥ .
(٨) الجَبّان والجَبّانة: الصحراء، وتسمّي بهما المقابر، لأنّها تكون فى الصحراء ، تسمية للشىء بموضعه (النهاية: ١ / ٢٣٦) .

 ٥٦ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / الأشْعَثُ بنُ قَيْس

الكوفة ، فمرّ بهما ضبٌّ يعدو ، وهما فى ذمّ علىّ  ¼ ، فنادياه : يا أبا حِسْل ، هلمّ يدك نبايعك بالخلافة ، فبلغ عليّاً  ¼ قولهما ، فقال : أما إنّهما يُحشران يوم القيامة وإمامُهما ضبّ(١) .

٦٤٢٠ ـ الإمام الصادق  ¼ : إنّ الأشعث بن قيس شرك فى دم أمير المؤمنين  ¼ ، وابنته جعدة سمّت الحسن  ¼ ، ومحمّد ابنه شرك فى دم الحسين  ¼ (٢) .

٦٤٢١ ـ تاريخ دمشق عن إبراهيم : ارتدّ الأشعث بن قيس وناس من العرب لمّا مات نبىّ الله  ½ فقالوا : نُصلّى ولا نُؤدّى الزكاة ، فأبي عليهم أبو بكر ذلك ، قال : لا أحلّ عقدة عقدها(٣) رسول الله  ½ ، ولا أعقد عقدة حلّها رسول الله  ½ ، ولا أنقصُكم شيئاً ممّا أخذ منكم رسول الله  ½ ، ولاُجاهدنّكم ، ولو منعتمونى(٤) عقالاً ممّا أخذ منكم نبىّ الله  ½ ، لجاهدتكم عليه ، ثمّ قرأ : ³ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ  ²  (٥) الآية .

فتحصّن الأشعث بن قيس هو وناس من قومه فى حصن ، فقال الأشعث : اجعلوا لسبعين منّا أماناً فجعل لهم ، فنزل بعد سبعين ، ولم يُدخل نفسه فيهم ، فقال أبو بكر : إنّه لا أمان لك ، إنّا قاتلوك ، قال : أ فلا أدلّك علي خير من ذلك ؟ تستعين بى علي عدوّك ، وتزوّجنى اُختك ، ففعل(٦) .


(١) شرح نهج البلاغة : ٤ / ٧٥ .
(٢) الكافى : ٨ / ١٦٧ / ١٨٧ عن سليمان كاتب علىّ بن يقطين عمّن ذكره .
(٣) فى المصدر : "عقد" ، والصحيح ما أثبتناه كما فى تهذيب الكمال .
(٤) فى المصدر : "منعونى" ، والصحيح ما أثبتناه كما فى تهذيب الكمال .
(٥) آل عمران : ١٤٤ .
(٦) تاريخ دمشق : ٩ / ١٣٤ ، تهذيب الكمال : ٣ / ٢٩٠ / ٥٣٢ ; الأمالى للطوسى : ٢٦٢ / ٤٨٠ كلّها عن إبراهيم النخعى .

 ٥٧ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / الأشْعَثُ بنُ قَيْس

٦٤٢٢ ـ الأخبار الطوال : كان [الأشعث] مقيماً بأذْرَبيجان طول ولاية عثمان بن عفّان ، وكانت ولايته ممّا عتب الناس فيه علي عثمان ; لأنّه ولاّه عند مصاهرته إيّاه ، وتزويج ابنة الأشعث من ابنه(١) .

٦٤٢٣ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ من كتابه إلي الأشعث بن قيس عامل أذربيجان ـ : وإنّ عملك ليس لك بطُعْمة ، ولكنّه فى عنقك أمانة ، وأنت مسترعيً لمن فوقك ، ليس لك أن تَفتَات(٢) فى رعيّة ، ولا تُخاطر إلاّ بوثيقة ، وفى يديك مالٌ من مال الله عزّ وجلّ ، وأنت من خُزّانه حتي تسلّمه إلىَّ ، ولَعلِّى ألاّ أكون شرّ وُلاتك لك ، والسلام(٣) .

٦٤٢٤ ـ وقعة صفّين عن الأشعث بن قيس ـ من خطبته فى أذربيجان بعد بيعة الناس مع علىّ  ¼ ـ : أيّها الناس ! إنّ أمير المؤمنين عثمان ولاّنى أذربيجان ، فهلك وهى فى يدى ، وقد بايع الناس عليّاً ، وطاعتنا له كطاعة من كان قبله ، وقد كان من أمره وأمر طلحة والزبير ما قد بلغكم ، وعلىٌّ المأمون علي ما غاب عنّا وعنكم من ذلك الأمر .

فلمّا أتي منزله دعا أصحابه فقال : إنّ كتاب علىّ قد أوحشنى ، وهو آخذ بمال أذربيجان ، وأنا لاحق بمعاوية .

فقال القوم : الموت خير لك من ذلك ، أ تدع مِصرَك وجماعة قومك وتكون


(١) الأخبار الطوال : ١٥٦ وراجع وقعة صفّين : ٢٠ .
(٢) تَفتَات : من الفوات ; السبق . يُقال لكلّ من أحدث شيئاً فى أمرك دونك : قد افتات عليك فيه (النهاية : ٣ / ٤٧٧) .
(٣) نهج البلاغة : الكتاب ٥ ، وقعة صفّين : ٢٠ ; الإمامة والسياسة : ١ / ١١١ كلاهما نحوه وليس فيهما من "أنت مسترعىً" إلي "إلاّ بوثيقة" وراجع تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢٠٠ .

 ٥٨ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / الأشْعَثُ بنُ قَيْس

ذنباً لأهل الشام ؟ !

فاستحيي فسار حتي قدم علي علىّ(١) .

٦٤٢٥ ـ تاريخ اليعقوبى ـ فى كتابة وثيقة التحكيم واختلافهم فى تقديم الإمام وتسميته بإمرة المؤمنين ـ : فقال أبو الأعور السلمى : لا نُقدّم عليّاً ، وقال أصحاب علىّ : ولا نُغيّر اسمه ولا نكتب إلاّ بإمرة المؤمنين ، فتنازعوا علي ذلك منازعة شديدة حتي تضاربوا بالأيدى ، فقال الأشعث : امحوا هذا الاسم ، فقال له الأشتر : والله ـ يا أعور ! ـ لهممتُ أن أملأ سيفى منك ، فلقد قتلتُ قوماً ما هم شرّ منك ، وإنّى أعلم أنّك ما تحاول إلاّ الفتنة ، وما تدور إلاّ علي الدنيا وإيثارها علي الآخرة !(٢)

٦٤٢٦ ـ الإمام علىّ  ¼ : أمّا هذا الأعور ـ يعنى الأشعث ـ فإنّ الله لم يرفع شرفاً إلاّ حسده ، ولا أظهر فضلاً إلاّ عابه ، وهو يُمنّى نفسه ويخدعها ، يخاف ويرجو ، فهو بينهما لا يثقُ بواحد منهما ، وقد منّ الله عليه بأن جعله جباناً ، ولو كان شجاعاً لقتله الحقّ(٣) .

٦٤٢٧ ـ الإمام الصادق  ¼ : حدّثتنى امرأة منّا ، قالت : رأيت الأشعث بن قيس دخل علي علىّ  ¼ فأغلظ له علىّ ، فعرض له الأشعث بأن يفتك به .

فقال له علىّ  ¼ : أ بالموت تهدّدنى ؟ ! فو الله ما اُبالى وقعت علي الموت ، أو وقع الموتُ علَىَّ(٤) .


(١) وقعة صفّين : ٢١ ; الإمامة والسياسة : ١ / ١١٢ نحوه .
(٢) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٨٩ .
(٣) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٢٨٦ / ٢٧٧ ; نثر الدرّ : ١ / ٣٢٥ نحوه .
(٤) مقاتل الطالبيّين : ٤٧ عن سفيان بن عيينة .

 ٥٩ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / الأشْعَثُ بنُ قَيْس

٦٤٢٨ ـ تاريخ دمشق عن قيس بن أبى حازم : دخل الأشعث بن قيس علي علىّ فى شىء ، فتهدّده بالموت ، فقال علىّ : بالموت فتهدّدنى ! ما اُبالى سقط علىَّ أو سقطتُ عليه . هاتوا له جامعة وقيداً ، ثمّ أومأ إلي أصحابه فطلبوا إليه فيه ، قال : فترَكَه(١) .

٦٤٢٩ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ من كلام قاله للأشعث بن قيس وهو علي منبر الكوفة يخطب ، فمضي فى بعض كلامه شىء اعترضه الأشعث فيه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هذه عليك لا لك ، فخفض  ¼ إليه بصره ثمّ قال ـ : ما يُدريك ما علىَّ ممّا لى ؟ عليك لعنة الله ولعنة اللاعنين ! حائك ابن حائك ! منافق ابن كافر ! والله لقد أسرك الكفرُ مرّة والإسلامُ اُخري ! فما فداك من واحدة منهما مالُك ولا حسَبك ! وإنّ امْرَأً دلّ علي قومه السيفَ ، وساق إليهم الحتفَ ، لحرىٌّ أن يمقته الأقرب ، ولا يأمنه الأبعد !(٢)

٦٤٣٠ ـ شرح نهج البلاغة : كلّ فساد كان فى خلافة علىّ  ¼ ، وكلّ اضطراب


(١) تاريخ دمشق : ٩ / ١٣٩ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٤٠ / ٨ وليس فيه "ما اُبالى سقط علىَّ أو سقطتُ عليه" .
(٢) نهج البلاغة : الخطبة ١٩ ; الأغانى : ٢١ / ٢٠ نحوه . قال الشريف الرضى : يريد  ¼ أنّه اُسر فى الكفر مرّة وفى الإسلام مرّة . وأمّا قوله : "دلّ علي قومه السيف" فأراد به حديثاً كان للأشعث مع خالد بن الوليد باليمامة ، غرّ فيه قومه ومكر بهم حتي أوقع بهم خالد ، وكان قومه بعد ذلك يسمّونه "عُرْفَ النار" وهو اسم للغادر عندهم . وقيل إنّ الأشعث وجماعة من قبيلته ومن قبائل حضرموت الاُخري كانوا قد ارتدّوا فى خلافة أبى بكر ، وامتنعوا من أداء الزكاة . فحاصرهم حينئذ جيش المسلمين بقيادة زياد بن لبيد ، فطلب منهم الأشعث أن يُعطي الأمان لأهله وعائلته فى مقابل أن يفتح لهم بوّابة القلعة ! وكانت نتيجة ذلك هو قتل جميع أفراد قبيلته . يقول الطبرى: "فكان معهم يلعنه المسلمون ويلعنه سبايا قومه وسمّاه نساء قومه عُرْف النار ـ كلام يمان يسمّون به الغادر (تاريخ الطبرى : ٣ / ٣٣٨) .

 ٦٠ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / الأشْعَثُ بنُ قَيْس

حدث فأصله الأشعث ، ولولا محاقّته(١) أمير المؤمنين  ¼ فى معني الحكومة فى هذه المرّة لم تكن حرب النهروان ، ولكان أمير المؤمنين  ¼ ينهض بهم إلي معاوية ، ويملك الشام ; فإنّه صلوات الله عليه حاول أن يسلك معهم مسلك التعريض والمواربة(٢) .

وفى المثل النبوىّ صلوات الله علي قائله : "الحرب خدعة" ، وذاك أنّهم قالوا له : تُبْ إلي الله ممّا فعلت كما تُبنا ننهضْ معك إلي حرب أهل الشام ، فقال لهم كلمة مجملة مرسلة يقولها الأنبياء والمعصومون ، وهى قوله : "أستغفر الله من كلّ ذنب" ، فرضوا بها ، وعدّوها إجابة لهم إلي سؤلهم ، وصفَتْ له  ¼ نيّاتهم ، واستخلص بها ضمائرهم ، من غير أن تتضمّن تلك الكلمة اعترافاً بكفر أو ذنب .

فلم يتركه الأشعث ، وجاء إليه مستفسراً وكاشفاً عن الحال ، وهاتكاً ستر التورية والكناية ، ومخرجاً لها من ظلمة الإجمال وستر الحيلة إلي تفسيرها بما يُفسد التدبير ، ويُوغِر الصدور ، ويُعيد الفتنة ، ولم يستفسره  ¼ عنها إلاّ بحضور من لا يمكنه أن يجعلها معه هُدْنة علي دَخَن(٣) ، ولا ترقيقاً عن صَبوح(٤) ، وألجأه بتضييق الخناق عليه إلي أن يكشف ما فى نفسه ، ولا يترك الكلمة علي احتمالها ،


(١) احتَقّ القوم : قال كلّ واحد منهم : الحقّ فى يدي(لسان العرب : ١٠ / ٤٩) والمراد هنا : المحاجّة والمجادلة .
(٢) المواربة : المداهاة والمخاتَلة ، والتوريب : أن تُوَرِّى عن الشىء بالمُعارَضات والمباحات (لسان العرب : ١ / ٧٩٦) .
(٣) الهُدْنة : اللِّين والسُّكون ، ومنه قيل للمصالحة : المهادنة ; لأنّها ملاينة أحد الفريقين . والدَّخَن : تَغَيُّر الطعام من الدُّخان (مجمع الأمثال : ٣ / ٤٦٠ / ٤٤٦٤) .
(٤) أصل المثل : "عن صَبُوح تُرَقَّق" الصبوح : ما يُشرب صَباحاً ، وترقيق الكلام : تزيينه وتحسينه . يُضرَب لمن كَنَي عن شىء وهو يريد غيره (مجمع الإمثال : ٢ / ٣٤٨ / ٢٤٥١) .

 ٦١ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أصْبَغُ بنُ نُباتَة

ولا يطويها علي غَرّها(١) ، فخطب بما صدع به عن صورة ما عنده مجاهرة ، فانتقض ما دبّره ، وعادت الخوارج إلي شبهتها الاُولي ، وراجعوا التحكيم والمُروق .

وهكذا الدول التى تظهر فيها أمارات الانقضاء والزوال ، يُتاح لها أمثال الأشعث من اُولى الفساد فى الأرض ³ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً  ²  (٢)(٣) .

١٣

أصْبَغُ بنُ نُباتَة

أصبغ بن نباتة التَّمِيمى الحنظلى المُجاشِعى . كان من خاصّة الإمام أمير المؤمنين علىّ  ¼ ، ومن الوجوه البارزة بين أصحابه(٤) ، وأحد ثقاته  ¼ (٥) ، وهو مشهور بثباته واستقامته علي حبّه  ¼ . وصفته النصوص التاريخيّة القديمة بأنّه شيعىّ(٦) ، وأنّه مشهور بحبّ علىّ  ¼ . وكان من "شرطة الخميس"(٧) ، ومن


(١) أصل المثل : "طَوَيتُه علي غَرَّهِ" غَرُّ الثوب : أثَر تكسُّره ، يُضرَب لمن يؤكَل إلي رأيه (مجمع الأمثال : ٢ / ٢٩٠ / ٢٢٩٨) .
(٢) الأحزاب : ٦٢ .
(٣) شرح نهج البلاغة : ٢ / ٢٧٩ .
(٤) رجال النجاشى : ١ / ٦٩ / ٤ ، الفهرست للطوسى : ٨٥ / ١١٩ ، وقعة صفّين : ٤٠٦ وراجع ميزان الاعتدال : ١ / ٢٧١ / ١٠١٤ .
(٥) كشف المحجّة : ٢٣٦ ، وقعة صفّين : ٤٠٦ .
(٦) الطبقات الكبري : ٦ / ٢٢٥ .
(٧) الطبقات الكبري : ٦ / ٢٢٥ ; الاختصاص : ٦٥ .

 ٦٢ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أصْبَغُ بنُ نُباتَة

اُمرائهم(١) . عاهد الإمام  ¼ علي التضحية والفداء والاستشهاد(٢) .

وشهد معه الجمل ، وصفّين(٣) . وكان معدوداً فى أنصاره الأوفياء المخلصين . وهو الذى روي عهده إلي مالك الأشتر ;(٤) ذلك العهد العظيم الخالد !

وكان من القلائل الذين اُذن لهم بالحضور عند الإمام  ¼ بعد ضربته(٥) . وعُدّ الأصبغ فى أصحاب الإمام الحسن  ¼ أيضاً(٦) .

٦٤٣١ ـ وقعة صفّين عن عمر بن سعد الأسدى ـ فى ذكر وقعة صفّين ـ : حرّض علىّ بن أبى طالب أصحابه ، فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال : يا أمير المؤمنين ! قدِّمنى فى البقيّة من الناس ; فإنّك لا تفقد لى اليوم صبراً ولا نصراً . أمّا أهل الشام فقد أصبنا منهم ، وأمّا نحن ففينا بعض البقيّة ، ايذن لى فأتقدّم ؟ فقال علىّ : تقدّم باسم الله والبركة ، فتقدّم وأخذ رايته ، فمضي وهو يقول :

حتّي متي ترجو البقايا أصبغُإنّ الرجاء بالقنوط يُدمَغُ
أ ما تري أحداث دهر تنبغُفادبُغْ هواك ، والأديمُ يُدبَغُ
والرفق فيما قد تريد أبلغُاليوم شغل وغداً لا تفرغُ

فرجع الأصبغ وقد خضَبَ سيفه دماً ورمحه ، وكان شيخاً ناسكاً عابداً ، وكان إذا لقى القوم بعضهم بعضاً يغمد سيفه ، وكان من ذخائر علىّ ممّن قد بايعه علي


(١) وقعة صفّين : ٤٠٦ .
(٢) رجال الكشّى : ١ / ٣٢١ / ١٦٥ .
(٣) وقعة صفّين : ٤٠٦ .
(٤) رجال النجاشى : ١ / ٧٠ / ٤ ، الفهرست للطوسى : ٨٥ / ١١٩ .
(٥) الأمالى للطوسى : ١٢٣ / ١٩١ .
(٦) رجال الطوسى : ٩٣ / ٩١٩ وراجع تهذيب المقال : ١ / ١٩٨ ـ ٢٠٤ / ٥ .

 ٦٣ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / اُمُّ الفَضْلِ بنْتُ الحارِث

الموت ، وكان من فرسان أهل العراق ، وكان علىّ  ¼ يضنّ به علي الحرب والقتال(١) .

١٤

اُمُّ الفَضْلِ بنْتُ الحارِث

هى لبابة بنت الحارث بن حَزْن الهلاليّة ، أمّ الفضل ، وهى زوجة العبّاس بن عبد المطّلب ، واُمّ أكثر بنيه ، وهى اُخت ميمونة زوج النبىّ  ½ . يقال : إنّها أوّل امرأة أسلمت بعد خديجة ، روي ابن عبّاس عن رسول الله  ½ قال :

"الأخوات المؤمنات : ميمونة بنت الحارث وأمّ الفضل [و] سلمي وأسماء(٢)" .

٦٤٣٢ ـ الفتوح : كتبت أمّ الفضل بنت الحارث إلي علىّ   ¢ : بسم الله الرحمن الرحيم ، لعبد الله علىّ أمير المؤمنين من أمّ الفضل بنت الحارث ، أمّا بعد ; فإنّ طلحة والزبير وعائشة قد خرجوا من مكّة يريدون البصرة ، وقد استنفروا الناس إلي حربك ، ولم يخفّ معهم إلي ذلك إلاّ من كان فى قلبه مرض ، ويد الله فوق أيديهم ، والسلام .

قال : ثمّ دفعت أمّ الفضل هذا الكتاب إلي رجل من جُهينة له عقل ولسان ، يقال له : ظفْر ، فقالت : خذ هذا الكتاب ، وانظر أن تقتل فى كلّ مرحلة بعيراً وعلىَّ ثمنه ، وهذه مائة دينار قد جعلتها لك ، فجُدّ السيرَ حتي تلقي علىّ بن أبى طالب   ¢ ، فتدفع إليه كتابى هذا .


(١) وقعة صفّين : ٤٤٢ .
(٢) الاستيعاب : ٤ / ٤٦٢ / ٣٥١٤ وراجع اُسد الغابة : ٧ / ٢٤٦ / ٧٢٥٢ .

 ٦٤ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / اُوَيْسٌ القَرَنِيّ

قال : فسار الجهنى سيراً عنيفاً حتي لحق أصحاب علىّ   ¢ وهم علي ظهر المسير(١) ، فلمّا نظروا إليه نادوه من كلّ جانب : أيّها الراكب ما عندك ؟ فنادي الجهنى بأعلي صوته شعراً يخبر فيه قدوم عائشة وطلحة والزبير(٢) .

١٥

اُوَيْسٌ القَرَنِىّ

هو اُويس بن عامر بن جَزْء المرادى القرنى . كان طاهر الفطرة ، سليم الفكرة ، ووجهاً متألّقاً فى التاريخ الإسلامى . أسلم علي عهد النبىّ  ½ ، لكنّه ما رآه(٣) . لذا عُدَّ فى التابعين .

وصفه رسول الله  ½ بأنّه أفضل التابعين وأعلاهم شأناً(٤) ، وصرّح بأنّه يشفع لخلق كثيرين يوم القيامة(٥) . وكان فى عداد الزهّاد المشهورين(٦) ، وأحد ثمانيتهم المعروفين(٧) . لم يكن له حضور مشهور فى القضايا الاجتماعيّة ، وكان نَصِباً(٨)


(١) أى يتهيّؤوا للخروج إلي الشام .
(٢) الفتوح : ٢ / ٤٥٦ وراجع تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٥١ .
(٣) تاريخ دمشق : ٩ / ٤١٥ ، حلية الأولياء : ٢ / ٨٦ ، اُسد الغابة : ١ / ٣٣٢ / ٣٣١ ; رجال الكشّى : ١ / ٣١٦ / ١٥٦ .
(٤) صحيح مسلم : ٤ / ١٩٦٨ / ٢٢٣ ، الطبقات الكبري : ٦ / ١٦٣ ، المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٤٥٥ / ٥٧١٧ ، تاريخ دمشق : ٩ / ٤١٣ وفيه "من خير التابعين" ; رجال الكشّى : ١ / ٣١٥ / ١٥٥ .
(٥) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٥٨ / ٥٧٢١ ، المصّنف لابن أبى شيبة : ٧ / ٥٣٩ / ٥٠ ، دلائل النبوّة للبيهقى : ٦ / ٣٧٨ ; الإرشاد : ١ / ٣١٦ ، رجال الكشّى : ١ / ٣١٦ / ١٥٦ .
(٦) اُسد الغابة : ١ / ٣٣٢ / ٣٣١ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٥٥٥ .
(٧) تهذيب الكمال : ٢٤ / ٢١٩ / ٤٩٩٦ ، تاريخ دمشق : ٥٠ / ٢٥٠ .
(٨) نَصِبَ الرجل : أعيا وتعِب (لسان العرب : ١ / ٧٥٨) .

 ٦٥ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / اُوَيْسٌ القَرَنِيّ

فى العبادة ، ونُقل أنّه ربما أمضي الليل كلّه ساجداً . شهد مع الإمام أمير المؤمنين  ¼ الجمل ، وصفّين(١) ، وعاهده علي الشهادة فى صفّين . وفيها نال ذلك الوسام بوجه مُدمي(٢) ، ودُفن هناك(٣) .

وقد وصف الإمام موسي بن جعفر  ¼ اُويساً وصفاً يبيّن منزلته الرفيعة ، حين قال : "إذا كان يوم القيامة نادي مناد . . . أين حواريّو علىّ بن أبى طالب . . . فيقوم عمرو بن الحمق . . . واُويس القرنى(٤) .

٦٤٣٣ ـ رسول الله  ½ : خليلى من هذه الاُمّة اُويس القرنى(٥) .

٦٤٣٤ ـ صحيح مسلم عن اُسير بن جابر : كان عمر بن الخطّاب إذا أتي عليه أمداد أهل اليمن ، سألهم : أ فيكم اُويس بن عامر ؟ حتي أتي علي اُويس ، فقال : أنت اُويس بن عامر ؟ قال : نعم ، قال : من مُراد ، ثمّ من قَرَن ؟ قال : نعم ، قال : فكان بك برص فبرأت منه إلاّ موضع درهم ؟ قال : نعم .قال : لك والدة ؟ قال : نعم . قال : سمعت رسول الله  ½ يقول : "يأتى عليكم اُويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مُراد ، ثمّ من قَرَن ، كان به برص فبرأ منه إلاّ موضع درهم ، له والدة هو بها برّ ، لو أقسم علي الله لأبرّه; فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل" فاستغفرْ لى ، فاستغفرَ له .

فقال له عمر : أين تريد ؟ قال : الكوفة ، قال : أ لا أكتب لك إلي عاملها ؟ قال :


(١) راجع: القسم السادس / وقعة الجمل / وصول قوّات الكوفة إلي الإمام ، ووقعة صفّين / أكابر أصحاب الإمام .
(٢) راجع : القسم السادس / حرب صفّين / اشتداد القتال / استشهاد اُويس بن عامر القرنى .
(٣) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٤٥٥ ، اُسد الغابة : ١ / ٣٣٣ / ٣٣١ ; رجال الكشّى : ١ / ٣١٦ / ١٥٦ ، وقعة صفّين : ٣٢٤ .
(٤) رجال الكشّى : ١ / ٤١ / ٢٠ ، الاختصاص : ٦١ كلاهما عن أسباط بن سالم ، روضة الواعظين : ٣٠٩ .
(٥) الطبقات الكبري : ٦ / ١٦٣ ، تاريخ دمشق : ٩ / ٤٤٢ كلاهما عن سلاّم بن مسكين عن رجل .


إرجاعات 
١٦٠ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / الحرب الاُولى : وقعة الجمل / الفصل الخامس : استنصار الإمام من أهل الكوفة / وصول قوّات الكوفة إلى الإمام
٢٨٤ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / الحرب الثانية : وقعة صفّين / الفصل الأوّل : مواصفات الحرب / أكابر أصحاب الإمام
١٢٤ - المجلد السادس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / الحرب الثانية : وقعة صفّين / الفصل التاسع : اشتداد القتال / استشهاد اُويس بن عامر القرني

 ٦٦ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / اُوَيْسٌ القَرَنِيّ

أكون فى غبراء(١) الناس أحبّ إلىَّ .

قال : فلمّا كان من العام المقبل حجّ رجل من أشرافهم ، فوافق عمر ، فسأله عن اُويس ، قال : تركته رثّ البيت ، قليل المتاع(٢) .

٦٤٣٥ ـ المستدرك علي الصحيحين عن عبد الرحمن بن أبى ليلي : لمّا كان يوم صفّين نادي مناد من أصحاب معاوية أصحابَ علىّ : أفيكم اُويس القرنى ؟ قالوا : نعم ، فضرب دابّته حتي دخل معهم ، ثمّ قال : سمعت رسول الله  ½ يقول : "خير التابعين اُويس القرنى"(٣) .

٦٤٣٦ ـ حلية الأولياء عن أصبغ بن زيد : إنّما منعَ اُويساً أن يقدم علي رسول الله  ½ برُّه باُمّه(٤) .

٦٤٣٧ ـ خصائص الأئمّة (ع) عن الأصبغ بن نباتة : كنت مع أمير المؤمنين  ¼ بصفّين فبايعه تسعة وتسعون رجلاً ، ثمّ قال : أين تمام المائة ؟ فقد عهد إلىَّ رسول الله  ½ أنّه يبايعنى فى هذا اليوم مائة رجل . فقال : فجاء رجل عليه قباء صوف متقلّد سيفين ، فقال : هلمّ يدك اُبايعك ، فقال علي ما تبايعنى ؟ قال : علي


(١) غَبْراء الناس : أى فقراؤهم ، ومنه قيل للمحاويج : بنو غبراء ، كأنّهم نُسبوا إلي الأرض والتراب (النهاية : ٣ / ٣٣٨) .
(٢) صحيح مسلم : ٤ / ١٩٦٩ / ٢٢٥ ، المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٤٥٦ / ٥٧١٩ ، اُسد الغابة : ١ / ٣٣٢ / ٣٣١ ، الطبقات الكبري : ٦ / ١٦٣ وص ١٦٢ ، تاريخ دمشق : ٩ / ٤١٧ كلاهما نحوه وراجع المصنّف لابن أبى شيبة : ٧ / ٥٣٩ / ٢ ورجال الكشّى : ١ / ٣١٦ / ١٥٦ .
(٣) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٤٥٥ / ٥٧١٧ ، الطبقات الكبري : ٦ / ١٦٣ وفيه "إنّ من خير" بدل "خير" ، تاريخ دمشق : ٩ / ٤٤٢ ، حلية الأولياء : ٢ / ٨٦ وفيه "اُويس القرنى خير التابعين بإحسان" بدل "خير التابعين . . ." ; رجال الكشّى : ١ / ٣١٥ / ١٥٥ وص ٣١٦ / ١٥٦ والثلاثة الأخيرة نحوه .
(٤) حلية الأولياء : ٢ / ٨٧ .

 ٦٧ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / اُوَيْسٌ القَرَنِيّ

بذل مهجة نفسى دونك . قال : ومن أنت ، قال : اُويس القرنى ، فبايعه فلم يزل يُقاتل بين يديه حتي قُتل ، فوُجد فى الرجّالة مقتولاً(١) .

٦٤٣٨ ـ الإمام الكاظم  ¼ : إذا كان يوم القيامة . . . ينادى مناد : أين حوارى علىّ بن أبى طالب  ¼ وصىّ محمّد بن عبد الله رسول الله  ½ ؟ فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعى ، ومحمّد بن أبى بكر ، وميثم بن يحيي التمّار مولي بنى أسد ، واُويس القرنى(٢) .

٦٤٣٩ ـ الأمالى للطوسى : قيل لاُويس بن عامر القرنى : كيف أصبحت يا أبا عامر ؟ قال : ما ظنّكم بمن يرحل إلي الآخرة كلّ يوم مرحلة لا يدرى إذا انقضي سفره أعَلَي جنّة يرد أم علي نار ؟(٣)

٦٤٤٠ ـ حلية الأولياء عن أصبغ بن زيد : كان اُويس القرنى إذا أمسي يقول : هذه ليلة الركوع ، فيركع حتي يُصبِح .

وكان يقول إذا أمسي : هذه ليلة السجود ، فيسجد حتي يُصبح .

وكان إذا أمسي تصدّق بما فى بيته من الفضل من الطعام والثياب ، ثمّ يقول : اللهمّ من مات جوعاً فلا تؤاخذنى به ، ومن مات عرياناً فلا تؤاخذنى به(٤) .

راجع : القسم السادس / وقعة الجمل / وصول قوّات الكوفة إلي الإمام .

/ وقعة صفّين / اشتداد القتال / استشهاد اُويس بن عامر القرنى .


(١) خصائص الأئمّة (ع) : ٥٣ ، رجال الكشّى :١ / ٣١٥ / ١٥٦ وراجع الإرشاد : ١ / ٣١٥ وإعلام الوري : ١ / ٣٣٧ والمستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٤٥٥ / ٥٧١٨ .
(٢) رجال الكشّى : ١ / ٤١ / ٢٠ ، الاختصاص : ٦١ كلاهما عن أسباط بن سالم ، روضة الواعظين : ٣٠٩ .
(٣) الأمالى للطوسى : ٦٤١ / ١٣٢٨ .
(٤) حلية الأولياء : ٢ / ٨٧ .


إرجاعات 
١٦٠ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / الحرب الاُولى : وقعة الجمل / الفصل الخامس : استنصار الإمام من أهل الكوفة / وصول قوّات الكوفة إلى الإمام
١٢٤ - المجلد السادس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / الحرب الثانية : وقعة صفّين / الفصل التاسع : اشتداد القتال / استشهاد اُويس بن عامر القرني