الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد الثاني عشر

 

٦٨ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / تَمِيمٌ المَازِنيُّ

١٦

تَمِيمٌ المَازِنىُّ

هو تميم بن عمرو(١) المازنى الأنصارى أبو حسن [أبو حنش] عُدّ من الصحابة فى المصادر التى ترجمت لهم(٢) . ذكره الشيخ الطوسى  § فى أصحاب الإمام علىّ  ¼ ، ونقل أنّ الإمام  ¼ استعمله علي المدينة ، حتي وصل سهل بن حُنَيف(٣) .

١٧

ثَاِبتُ بنُ قَيْس

ثابت بن قيس بن الخطيم الأنصارى الظفرى . أحد الصحابة . كان مع النبىّ  ½ فى اُحد(٤) ، ويقال : إنّه جُرح فيها اثنى عشر جرحاً(٥) ، وسمّاه رسول الله  ½ "الحاسر" . واشترك فى الغزوات التى تلتها أيضاً(٦) ، وكان ثابت الخُطي ، شديد النفس(٧) .

عندما ثار الناس علي عثمان ، واستدعي ولاته علي الأمصار إلي المدينة للمشورة ، استخلف سعيد بن العاص والى الكوفة يومئذ ثابتاً عليها(٨) . وذكر


(١) اُسد الغابة : ١ / ٤٣٣ / ٥٢٦ وفيه "تميم بن عبد عمرو ، أبو الحسن المازنى" .
(٢) الإصابة : ٧ / ٧٦ / ٩٧٦٩ ، اُسد الغابة : ٦ / ٧٠ / ٥٨١٣ ، الاستيعاب : ٤ / ١٩٧ / ٢٩٤٥ .
(٣) رجال الطوسى : ٥٨ / ٤٩٢ ; اُسد الغابة : ١ / ٤٣٣ / ٥٢٦ .
(٤) تاريخ بغداد : ١ / ١٧٥ / ١٥ .
(٥) تاريخ بغداد : ١ / ١٧٥ / ١٥ ، الإصابة : ١ / ٥١٠ / ٩٠٤ .
(٦) الإصابة : ١ / ٥١٠ / ٩٠٤ .
(٧) تاريخ بغداد : ١ / ١٧٦ / ١٥ .
(٨) الإصابة : ١ / ٥٠٩ / ٩٠٤ .

 ٦٩ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / جَابِرُ بنُ عبدِ اللهِ الأنْصارِيّ

المؤرّخون أنّ الإمام عليّاً  ¼ ولاّه علي المدائن(١) . وكان معاوية يهابه(٢) . وظلّ علي المدائن إلي أن استعمل معاوية المغيرة علي الكوفة ، فعزله(٣) .

كان ثابت مع الإمام  ¼ فى حروبه الثلاث(٤) .

٦٤٤١ ـ تاريخ بغداد ـ فى ذِكر ثابت بن قيس بن الخطيم ـ : شهد مع رسول الله  ½ اُحداً والمشاهد بعدها . ويقال : إنّه جُرح يوم اُحد اثنتى عشرة جراحة، وعاش إلي خلافة معاوية، واستعمله علىّ بن أبى طالب علي المدائن(٥).

٦٤٤٢ ـ اُسد الغابة : شهد ثابت مع علىّ بن أبى طالب   ¢ الجمل وصفّين والنهروان(٦) .

٦٤٤٣ ـ تاريخ بغداد عن عبد الله بن عمارة بن القداح : كان ثابت بن قيس بن الخطيم شديد النفس ، وكان له بلاء مع علىّ بن أبى طالب ، واستعمله علىّ بن أبى طالب علي المدائن ، فلم يزل عليها حتي قدم المغيرة بن شعبة الكوفة ، وكان معاوية يتّقى مكانه(٧) .

١٨

جَابِرُ بنُ عبدِ اللهِ الأنْصارِي ّ

جابر بن عبد الله بن عمرو الأنصارى ، يُكنّي أبا عبد الله . صحابىّ ذائع


(١) تاريخ بغداد : ١ / ١٧٥ / ١٥ ، الإصابة : ١ / ٥١٠ / ٩٠٤ .
(٢) تاريخ بغداد : ١ / ١٧٦ / ١٥ .
(٣) تاريخ بغداد : ١ / ١٧٦ / ١٥ ، الإصابة : ١ / ٥١٠ / ٩٠٤ .
(٤) اُسد الغابة : ١ / ٤٥٠ / ٥٦٨ .
(٥) تاريخ بغداد : ١ / ١٧٥ / ١٥ .
(٦) اُسد الغابة : ١ / ٤٥٠ / ٥٦٨ .
(٧) تاريخ بغداد : ١ / ١٧٦ / ١٥ .

 ٧٠ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / جَابِرُ بنُ عبدِ اللهِ الأنْصارِيّ

الصِّيت(١) ، عمّر طويلاً . وكان مع أبيه فى تلك الليلة التاريخيّة المصيريّة التى عاهد فيها أهل يثرب رسول الله  ½ علي الدفاع عنه ودعمه ونصره ، وبيعتهم هى البيعة المشهورة فى التاريخ الإسلامى بــ "بيعة العقبة الثانية"(٢) .

ولمّا دخل النبىّ  ½ المدينة ، صحبه وشهد معه حروبه(٣) ولم يتنازل عن حراسة الحقّ وحمايته بعده  ½ ، كما لم يدّخر وسعاً فى تبيان منزلة علىٍّ  ¼ والتنويه بها(٤) . أثني الأئمّة (ع) علي رفيع مكانته فى معرفة مقامهم (ع) ، وعلي وعيه العميق للتيّارات المختلفة بعد رسول الله  ½ ، ومعارف التشيّع الخاصّة ، وفهمه النافذ لعمق القرآن . وأشادوا به واحداً من القلّة الذين لم تتفرّق بهم السبل بعد النبىّ  ½ ، ولم يستبِقوا الصراط بعده ، بل ظلّوا معتصمين متمسّكين به(٥) .

قلنا إنّه عمّر طويلاً، لذا ورد اسمه الكريم فى صحابة الإمام أمير المؤمنين  ¼ (٦)، والإمام الحسن  ¼ (٧) ، والإمام الحسين  ¼ (٨) ، والإمام السجّاد  ¼ (٩) ، والإمام


(١) رجال الطوسى : ٣١ / ١٣٤ ، رجال البرقى : ٢ ; المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٦٥٢ / ٦٣٩٨ ، المعجم الكبير : ٢ / ١٨٠ / ١٧٣٠ ، الطبقات الكبري : ٣ / ٥٧٤ .
(٢) رجال الكشّى : ١ / ٢٠٥ ـ ٢١٧ .
(٣) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٦٥٢ / ٦٣٩٨ ، تاريخ دمشق : ١١ / ٢٠٨ ، تهذيب الكمال : ٤ / ٤٤٨ / ٨٧١ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ١٩١ / ٣٨ ; رجال الطوسى : ٣١ / ١٣٤ .
(٤) رجال الكشّى : ١ / ١٨٢ .
(٥) الخصال : ٦٠٧ .
(٦) رجال الطوسى : ٥٩ / ٤٩٨ ، رجال البرقى : ٣ وفيه "من أصفياء أمير المؤمنين  ¼ " .
(٧) رجال الطوسى : ٩٣ / ٩٢١ ، رجال البرقى : ٧ .
(٨) رجال الطوسى : ٩٩ / ٩٦٤ ، رجال البرقى : ٧ .
(٩) رجال الطوسى : ١١١ / ١٠٨٧ ، رجال البرقى : ٧ .

 ٧١ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / جَابِرُ بنُ عبدِ اللهِ الأنْصارِيّ

الباقر  ¼ (١) ، وهو الذى بلّغ الإمام الباقر  ¼ سلامَ رسول الله  ½ له(٢) . وكان قد شهد صفّين مع الإمام  ¼ (٣) . وهو أوّل من زار قبر الحسين  ¼ وشهداء كربلاء فى اليوم الأربعين من استشهادهم ، وبكي علي أبى عبد الله كثيراً(٤) .

والروايات المنقولة عنه بشأن الإمام أمير المؤمنين  ¼ ، وما اُثر عنه من أخبار تفسيريّة ، ومناظراته ، تدلّ كلّها علي ثبات خُطاه ، وسلامة فكره ، وإيمانه العميق ، وعقيدته الراسخة . وصحيفة جابر مشهورة أيضاً(٥) ولأنّه لم ينصر عثمان فى فتنته ، فقد ختم الحجّاج بن يوسف علي يده يريد إذلاله بذلك(٦) . فارق جابر الحياة سنة ٧٨هـ (٧) .

٦٤٤٤ ـ علل الشرائع عن أبى الزبير المكّى : رأيت جابراً متوكّئاً علي عصاه وهو يدور فى سكك الأنصار ومجالسهم ، وهو يقول : علىّ خير البشر ، فمن أبى فقد كفر . يا معشر الأنصار ! أدّبوا أولادكم علي حبّ علىّ ، فمن أبى فانظروا فى شأن اُمّه(٨) .


(١) رجال الطوسى : ١٢٩ / ١٣١١ ، رجال البرقى : ٩ .
(٢) الكافى : ١ / ٤٧٠ / ٢ ، رجال الكشّى : ١ / ٢٢١ / ٨٨ .
(٣) الاستيعاب : ١ / ٢٩٣ / ٢٩٠ ، اُسد الغابة : ١ / ٤٩٣ / ٦٤٧ .
(٤) مصباح المتهجّد : ٧٨٧ .
(٥) التاريخ الكبير : ٧ / ١٨٦ / ٨٢٧ ، الطبقات الكبري : ٥ / ٤٦٧ .
(٦) تهذيب الكمال : ١٢ / ١٩٠ / ٢٦١٢ ، الاستيعاب : ٢ / ٢٢٥ / ١٠٩٤ ، اُسد الغابة : ٢/٥٧٦/٢٢٩٤ .
(٧) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٦٥٣ / ٦٤٠٠ ، المعجم الكبير : ٢ / ١٨١ / ١٧٣٣ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ١٩٢ / ٣٨ ; رجال الطوسى : ٣٢ / ١٣٤ وراجع قاموس الرجال : ٢ / ٥١٤ / ١٣٣٦ .
(٨) علل الشرائع : ١٤٢ / ٤ ، الأمالى للصدوق : ١٣٥ / ١٣٤ ، رجال الكشّى : ١ / ٢٣٦ / ٩٣ وفيه "سكك المدينة" بدل "سكك الأنصار" .

 ٧٢ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / جارِيَةُ بنُ قُدامَةَ السَّعْدِيّ

٦٤٤٥ ـ الإمام الصادق  ¼ : إنّ جابر بن عبد الله الأنصارى كان آخر من بقى من أصحاب رسول الله  ½ ، وكان رجلاً منقطعاً إلينا أهلَ البيت(١) .

راجع : القسم التاسع / علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / جابر بن عبد الله الأنصارى .

١٩

جارِيَةُ بنُ قُدامَةَ السَّعْدِي ّ

جارية بن قدامة التميمى السعدى . كان من صحابة النبىّ  ½ (٢) ، ومن أنصار علىِّ  ¼ الأبرار الشجعان(٣) . وكان فتىّ القلب ، عميق الرؤية ، ذا شخصيّة رفيعة جعلته ودوداً محبوباً . وكان ثابت القدم فى حبّ علىٍّ  ¼ ، شديداً علي أعدائه(٤) .

ولمّا تقلّد الإمام الخلافة ، أخذ له البيعة فى البصرة(٥) . وكان من جملة الهائمين بحبّه ، الذين عُرفوا باسم "شرطة الخميس" . وقد شهد مشاهده كلّها بجدٍّ وتفان(٦) .

وتولّي قيادة قبيلة "سعد" و"رباب" فى صفّين .


(١) الكافى : ١ / ٤٦٩ / ٢ ، رجال الكشّى : ١ / ٢١٧ / ٨٨ كلاهما عن أبان بن تغلب ، رجال ابن داود : ٦٠ / ٢٨٨ .
(٢) الطبقات الكبري : ٧ / ٥٦ ، مختصر تاريخ دمشق : ٥ / ٣٦٤ ، تقريب التهذيب : ١٣٧ / ٨٨٥ ، تهذيب التهذيب : ١ / ٤١٥ / ١٠٤٥ ; رجال الطوسى : ٣٣ / ١٥٧ .
(٣) تهذيب الكمال : ٤ / ٤٨١ / ٨٨٦ ، مختصر تاريخ دمشق : ٥ / ٣٦٤ ، تهذيب التهذيب : ١ / ٤١٥ / ١٠٤٥ ; الغارات : ٢ / ٤٠١ .
(٤) الغارات : ٢ / ٤٠١ .
(٥) تاريخ الطبرى : ٥ / ١١٢ .
(٦) الاستيعاب : ١ / ٢٩٩ / ٣٠٦ ، اُسد الغابة : ١ / ٥٠٢ / ٦٦٤ ، الإصابة : ١ / ٥٥٦ / ١٠٥٢ ، الوافى بالوفيات : ١١ / ٣٧ .


إرجاعات 
٣٠٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل السادس : عليّ عن لسان أصحاب النبيّ / ثابتُ بن قَيْس الأنصاري

 ٧٣ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / جارِيَةُ بنُ قُدامَةَ السَّعْدِيّ

وكان خطيباً مفوَّهاً ، ويشهد علي لباقته وبلاغة لسانه محاوراته فى صفّين ، وكلماته الجريئة ، وعباراته القويّة الدامغة فى قصر معاوية دفاعاً عن إمامه  ¼ .

وجّهه علىّ بن أبى طالب إلي أهل نجران عند ارتدادهم عن الإسلام(١) .

بدأت غارات معاوية الظالمة علي أطراف العراق بعد معركة النهروان ، وأشخص عبد الله بن عامر الحضرمى إلي البصرة ليأخذ له البيعة من أهلها ، ففعل ذلك واستولي علي المدينة ، فوجّه الإمام أمير المؤمنين  ¼ فى البداية أعين بن ضبيعة لإخماد فتنة ابن الحضرمى لكنّه استشهد ليلاً فى فراشه ، فأرسل جاريةَ ، فاستعادها بتدبير دقيق وشجاعة محمودة ، فأثني عليه الإمام  ¼ (٢) .

وبعثه  ¼ فى الأيّام الأخيرة من حياته لإطفاء فتنة بسر بن أرطاة الذى كان مثالاً لا نظير له فى الخبث واللؤم ، وبينا كان جارية فى مهمّته هذه استُشهد الإمام  ¼ . وأخذ جارية البيعة للإمام الحسن  ¼ من أهل مكّة والمدينة بخُطيً ثابتة ، ووعى عميق للحقّ(٣) .

وكان جارية ذا سريرة وضيئة ، وروح كبيرة . ولم يخشَ أحداً فى إعلان الحقّ قطّ . وهكذا كان ، فقد دافع عن الإمام أمير المؤمنين  ¼ بعد صلح الإمام الحسن  ¼ بحضور معاوية ، وأكّد ثباته علي موقفه(٤) . وتوفّى هذا الرجل الجليل


(١) رجال الكشّى : ١ / ٣٢٢ / ١٦٨ .
(٢) أنساب الأشراف : ٣ / ١٩٢ ، تهذيب الكمال : ٤ / ٤٨١ / ٨٨٦ ، مختصر تاريخ دمشق : ٥ / ٣٦٤ / ٢٠١ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ١١٢ ; الغارات : ٢ / ٤٠٨ .
(٣) أنساب الأشراف : ٣ / ٢١٥ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ١٤٠ ; الغارات : ٢ / ٦٢٣ وص ٦٤٠ ، تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٩٩ .
(٤) تهذيب الكمال : ٤ / ٤٨٢ / ٨٨٦ ، مختصر تاريخ دمشق : ٥ / ٣٦٥ .

 ٧٤ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / جارِيَةُ بنُ قُدامَةَ السَّعْدِيّ

بعد حكومة يزيد(١) .

٦٤٤٦ ـ تهذيب الكمال عن الفضل بن سويد : وَفَد الأحنف بن قيس ، وجارية بن قُدامة ، والحباب بن يزيد المجاشعى علي معاوية ، فقال لجارية : يا جارية ! أنت الساعى مع علىّ بن أبى طالب ، والموقد النار فى شعلك ، تجوس قري عربيّة تسفك دماءهم ؟ قال جارية : يا معاوية ! دعْ عنك عليّاً ; فما أبغضْنا عليّاً مذ أحببناه ، ولا غششناه مذ نصحناه .

قال : ويحك يا جارية ! ما كان أهونك علي أهلك ، إذ سمّوك جارية !

قال : أنت يا معاوية كنت أهون علي أهلك إذ سمّوك معاوية .

قال : لا اُمّ لك .

قال : اُمّ ما ولدتنى . إنّ قوائم السيوف التى لقيناك بها بصفّين فى أيدينا .

قال : إنّك لتهدّدنى !

قال : إنّك لم تملكنا قسرة ، ولم تفتحنا عَنْوَة(٢) ، ولكن أعطيتنا عهوداً ومواثيق ; فإن وفيت لنا وفينا لك ، وإن نزعت إلي غير ذلك ، فقد تركنا وراءنا رجالاً مداداً(٣) ، وأذرعاً شداداً ، وأسنّةً حداداً ، فإن بسطت إلينا فِتْراً من غدر ، دلفنا إليك بباع من خَتْر(٤) .

قال معاوية : لا كثّرَ الله فى الناس أمثالك !


(١) الثقات : ٣ / ٦٠ ; أعيان الشيعة : ٤ / ٥٨ .
(٢) عَنْوَة : أى قهراً وغلبة (النهاية : ٣ / ٣١٥) .
(٣) المِدادُ : هو ما يُكثّر به ويُزاد (النهاية : ٤ / ٣٠٧) .
(٤) الفِتْر : ما بين الإبهام والسبّابة . والدِّلْف : التقدّم . والباعُ : مسافة ما بين الكفّين إذا بسطتهما ، والخَتْر : أسوأ الغدر وأقبحه (لسان العرب : ٥ / ٤٤ وج ٩ / ١٠٦ وج ٨ / ٢١ وج ٤ / ٢٢٩) .

 ٧٥ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / جُعْدَةُ بنُ هُبَيرَةَ المَخْزومِيّ

قال : قل معروفاً يا أمير المؤمنين ! فقد بلونا قريشاً ، فوجدناك أوراها زَنْداً ، وأكثرها رفداً ، فارعنا رويداً ; فإنّ شرّ الرِّعاء الحُطَمة(١) (٢) .

راجع : القسم السابع / هجمات عمّال معاوية / هجوم ابن الحضرمى علي البصرة .

٢٠

جُعْدَةُ بنُ هُبَيرَةَ المَخْزومِىّ

جعدة بن هبيرة بن أبى وهب القرشى المخزومى ، واُمّه أمّ هانئ بنت أبى طالب . وُلِد علي عهد النبىّ  ½ ، لكنّه لم يصحبه(٣) ، ورآه(٤) . أثني المؤرّخون علي استبساله فى القتال(٥) ، وفقاهته(٦) ، وقدرته الخطابيّة(٧) . وهو ابن اُخت الإمام  ¼ (٨) ، وصهره(٩) . وكان الإمام  ¼ يحبّه كثيراً ويحتفى به(١٠) . وحين دخل


(١) الحُطَمَة : العنيف برعاية الإبل فى السَّوق والإيراد والإصدار ، ويُلقى بعضها علي بعض ، ويعسفها . ضربه مثلا لِوالى السوء (النهاية : ١ / ٤٠٢) .
(٢) تهذيب الكمال : ٤ / ٤٨٢ / ٨٨٦ ، أنساب الأشراف : ٥ / ٦٨ نحوه عن أبى اليقظان وغيره ، مختصر تاريخ دمشق : ٥ / ٣٦٥ / ٢٠١ ، العقد الفريد : ٣ / ٨٦ نحوه من "ما كان أهونك علي أهلك . . ." .
(٣) رجال الطوسى : ٣٣ / ١٥٦ ; الإصابة : ١ / ٦٢٨ / ١٢٦٨ .
(٤) الإصابة : ١ / ٦٢٨ / ١٢٦٨ ، تهذيب الكمال : ٤ / ٥٦٤ / ٩٢٩ .
(٥) شرح نهج البلاغة : ١٠ / ٧٧ .
(٦) تهذيب الكمال : ٤ / ٥٦٤ / ٩٢٩ ، الاستيعاب : ١ / ٣١١ / ٣٢٨ ، شرح نهج البلاغة : ١٠ / ٧٧ .
(٧) وقعة صفّين : ٤٦٣ .
(٨) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٢١٠ / ٤٨٧٠ ، تهذيب الكمال : ٤ / ٥٦٤ / ٩٢٩ ; رجال الطوسى : ٥٩ / ٥٠٧ ، رجال الكشّى : ١ / ٢٨١ / ١١١ .
(٩) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٢١٠ / ٤٨٧٠ ، نسب قريش : ٣٤٥ .
(١٠) وقعة صفّين : ٤٦٣ .


إرجاعات 
١١١ - المجلد السابع / القسم السابع : أيّام المحنة / الفصل الثامن : هجمات عمّال معاوية / هجوم ابن الحضرمي على البصرة

 ٧٦ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / جُعْدَةُ بنُ هُبَيرَةَ المَخْزومِيّ

الكوفة كان معه فى داره(١) . وفى حرب صفّين قابل عتبة بن أبى سفيان وتحدّث معه باقتدار كبير ، وأثني علي منزلة الإمام  ¼ الرفيعة ، وطعن فى أبى سفيان بكلّ صلابة(٢) ، وجَبُن عتبة فى مواجهته إيّاه ، ففرّ منه(٣) . وحواره معه آية علي وعيه لموقف الإمام الحقّ ، وسفاهة العدوّ ورِجسه . استعمله الإمام  ¼ علي خراسان(٤) . وكان بالكوفة عند استشهاد الإمام  ¼ . وعندما ضُرب الإمام صلّي مكانه(٥) .

توفّى جعدة فى أيّام معاوية(٦) .

٦٤٤٧ ـ رجال الكشّى : قال له [أى لجعدة] عتبةُ بن أبى سفيان : إنّما لك هذه الشدّة فى الحرب من قبل خالك . فقال له جعدة : لو كان خالك مثل خالى لنسيتَ أباك(٧) .

٦٤٤٨ ـ وقعة صفّين : قال عتبة : يا جعدة ! إنّه والله ما أخرجك علينا إلاّ حبّ خالك . . . فقال جعدة : أمّا حبّى لخالى فو الله أن لو كان لك خال مثله لنسيت أباك(٨) .


(١) وقعة صفّين : ٥ ; الفتوح : ٢ / ٤٩٢ .
(٢) رجال الكشّى : ١ / ٢٨١ / ١١١ ، الاختصاص : ٧٠ ، وقعة صفّين : ٤٦٤ .
(٣) وقعة صفّين : ٤٦٤ .
(٤) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٢١١ / ٤٨٧٠ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ٦٣ ، تهذيب الكمال : ٤ / ٥٦٤ / ٩٢٩ ، الإصابة : ١ / ٦٢٨ / ١٢٦٨ ; تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٨٣ .
(٥) تاريخ الطبرى : ٥ / ١٤٥ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٣٥ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٢٧ .
(٦) التاريخ الكبير : ٢ / ٢٣٩ / ٢٣١٥ ، التاريخ الصغير : ١ / ١٤٧ .
(٧) رجال الكشّى : ١ / ٢٨١ / ١١١ ، الاختصاص : ٧٠ .
(٨) وقعة صفّين : ٤٦٣ .

 ٧٧ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / جُندَبُ بنُ عبدِ اللهِ الأزدِيّ

٦٤٤٩ ـ وقعة صفّين عن الأصبغ بن نباتة : إنّ عليّاً لمّا دخل الكوفة ، قيل له : أىّ القصرَين ننزلك ؟ قال : قصر الخبال لا تُنزِلونيه ! فنزل علي جعدة بن هبيرة المخزومى(١) .

٦٤٥٠ ـ المستدرك علي الصحيحين عن مصعب بن عبد الله الزبيرى : قال جعدة :

ومن ذا الذى يأبي علىَّ بخالهِ وخالى علىٌّ ذو الندي وعقيلِ(٢)

٢١

جُندَبُ بنُ عبدِ اللهِ الأزدِي ّ

هو جندب بن كعب بن عبد الله الأزدى الغامدى ، وربّما يُنسَب إلي جدّه ويقال : جندب بن عبد الله ، وهو جندب الخير ، وأحد جنادب الأزد(٣) . وهو من أصحاب النبىّ  ½ (٤) والإمام علىّ  ¼ (٥) . وهو قاتل الساحر بالكوفة أيّام عثمان عند إمارة الوليد بن عقبة عليها ، بعدما أخذ يمارس الشعوذة والسحر فى مسجد الكوفة ، بحضور الوليد(٦) ، فسجنه الوليد ثمّ نفاه إلي المدينة .

وقد نُفى إلي الشام أيضاً ومعه مالك الأشتر ورجال آخرون ; لأنّهم كانوا


(١) وقعة صفّين : ٥ .
(٢) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٢١٠ / ٤٨٧٠ ، تهذيب الكمال : ٤ / ٥٦٥ / ٩٢٩ ، نسب قريش : ٣٤٤ ، الاستيعاب : ١ / ٣١١ / ٣٢٨ نحوه وفيه "يباهى" بدل "يأبي" ، اُسد الغابة : ١ / ٥٣٩ / ٧٥٣ ، شرح نهج البلاغة : ١٠ / ٧٩ .
(٣) الإصابة : ١ / ٦١٥ / ١٢٣٠ ، اُسد الغابة : ١ / ٥٦٨ / ٨٠٦ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ١٧٥ / ٣١ .
(٤) سير أعلام النبلاء : ٣ / ١٧٥ / ٣١ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٥٤٥ .
(٥) رجال الطوسى : ٥٩ / ٤٩٧ .
(٦) سير أعلام النبلاء : ٣ / ١٧٦ و١٧٧ / ٣١ ، الاستيعاب : ١ / ٣٢٥ / ٣٤٧ وقيل : قاتل الساحر غير جندب الأزدى وراجع ص ٣٢٦ واُسد الغابة : ١ / ٥٦٥ / ٨٠٢ وص ٥٦٨ / ٨٠٦ .

 ٧٨ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / جُندَبُ بنُ عبدِ اللهِ الأزدِيّ

يذكرون مساوئ عثمان ومثالبه ، وحضر جُندَب حروب الإمام أمير المؤمنين  ¼ كلّها(١) .

٦٤٥١ ـ الإرشاد عن جندب بن عبد الله : دخلت علي علىّ بن أبى طالب بالمدينة بعد بيعة الناس لعثمان ، فوجدته مُطرِقاً كئيباً ، فقلت له : ما أصاب قومك ؟ قال : صبرٌ جميلٌ . فقلت له : سبحان الله ! والله إنّك لصبور ! قال : فأصنع ماذا ؟ فقلت : تقوم فى الناس وتدعوهم إلي نفسك ، وتُخبرهم أنّك أولي الناس بالنبىّ  ½ بالفضل والسابقة ، وتسألهم النصر علي هؤلاء المتمالئين عليك ; فإن أجابك عشرة من مائة شددت بالعشرة علي المائة ، فإن دانوا لك كان ذلك علي ما أحببت ، وإن أبَوا قاتلتهم ; فإن ظهرت عليهم فهو سلطان الله الذى آتاه نبيّه  ¼ ، وكنت أولي به منهم ، وإن قُتلت فى طلبه قُتلت شهيداً ، وكنت أولي بالعذر عند الله ، وأحقّ بميراث رسول الله  ½ .

فقال : أ تراه ـ يا جندب ـ يبايعنى عشرة من مائة ؟

قلت : أرجو ذلك .

قال : لكنّنى لا أرجو ولا من كلّ مائة اثنين ، وساُخبرك من أين ذلك ; إنّما ينظر الناس إلي قريش ، وإنّ قريشاً تقول : إنّ آل محمّد يرَون لهم فضلاً علي سائر الناس ، وإنّهم أولياءُ الأمر دون قريش ، وإنّهم إن وَلُوه لم يخرج منهم هذا السلطان إلي أحد أبداً ، ومتي كان فى غيرهم تداولتموه بينكم ، ولا ـ والله ـ لا تدفع قريش إلينا هذا السلطان طائعين أبداً .

قال : فقلت له : أ فلا أرجع فاُخبر الناس بمقالتك هذه ، وأدعوهم إليك ؟ فقال


(١) إعلام الوري : ١ / ٣٣٩ ; تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٥٤٥ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ٧٧ / ٣١ .

 ٧٩ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / جُوَيرِيَةُ بنُ مُسهِر

لى : يا جندب ، ليس هذا زمان ذاك .

قال : فرجعت بعد ذلك إلي العراق ، فكنت كلّما ذكرت للناس شيئاً من فضائل علىّ بن أبى طالب  ¼ ومناقبه وحقوقه زَبَرُونى(١) ونَهَرُونى ، حتي رُفِع ذلك من قولى إلي الوليد بن عقبة ليالى وَلِيَنا ، فبعث إلىّ فحبسنى حتي كُلّم فىّ ، فخلّي سبيلى(٢) .

٢٢

جُوَيرِيَةُ بنُ مُسهِر

جويرية بن مسهر العبدى . من أصحاب الإمام  ¼ (٣) السابقين المقرّبين(٤) ، ومن ثقاته(٥) .

كان عبداً صالحاً ، وصديقاً للإمام  ¼ ، وكان الإمام يحبّه(٦) .

استشهد جويرية فى أيّام خلافة معاوية ، حيث قطع زياد يده ورجله ثمّ صلبه(٧) .

٦٤٥٢ ـ الإرشاد : إنّ جويرية بن مسهر وقف علي باب القصر فقال : أين أمير المؤمنين ؟ فقيل له : نائم ، فنادي : أيّها النائم ! استيقظ ، فو الذى نفسى بيده ،


(١) زَبَرَه : نهره وأغلظ له فى القول والردّ (النهاية : ٢ / ٢٣٩) .
(٢) الإرشاد : ١ / ٢٤١ ، الأمالى للطوسى : ٢٣٤ / ٤١٥ ; شرح نهج البلاغة : ٩ / ٥٧ .
(٣) رجال الطوسى : ٥٩ / ٤٩٩ ، رجال البرقى : ٥ .
(٤) الاختصاص : ٧ .
(٥) كشف المحجّة : ٢٣٦ .
(٦) شرح نهج البلاغة : ٢ / ٢٩٠ .
(٧) الإرشاد : ١ / ٣٢٣ ، إعلام الوري : ١ / ٣٤١ ; شرح نهج البلاغة : ٢ / ٢٩١ .

 ٨٠ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / الحارِثُ بنُ الرَبِيع

لتُضربنّ ضربةً علي رأسك تُخضَب منها لحيتك ، كما أخبرتنا بذلك من قبل . فسمعه أمير المؤمنين  ¼ فنادي : أقبِل يا جويرية حتي اُحدّثك بحديثك .

فأقبل ، فقال : وأنت ـ والذى نفسى بيده ـ لَتُعْتلنَّ إلي العُتُلّ الزنيم(١) ، وليقطعنّ يدك ورجلك ، ثمّ ليصلبنّك تحت جذع كافر .

فمضي علي ذلك الدهر حتي ولىَ زياد فى أيّام معاوية ، فقطع يده ورجله ، ثمّ صلبه إلي جذع ابن مكعبر ، وكان جذعاً طويلاً ، فكان تحته(٢) .

٦٤٥٣ ـ شرح نهج البلاغة عن حبّة العرنى : سرنا مع علىّ  ¼ يوماً ، فالتفت فإذا جويرية خلفه بعيداً ، فناداه : يا جويرية ! الحق بى لا أبا لك ! أ لا تعلم أنّى أهواك واُحبّك ؟ قال : فركض نحوه ، فقال له : إنّى محدّثك باُمور فاحفظها ، ثمّ اشتركا فى الحديث سرّاً ، فقال له جويرية : يا أمير المؤمنين ، إنّى رجل نسىّ ، فقال له : إنّى اُعيد عليك الحديث لتحفظه .

ثمّ قال له فى آخر ما حدّثه إيّاه : يا جويرية ، أحبب حبيبنا ما أحبّنا ، فإذا أبغضنا فأبغضه ، وأبغض بغيضنا ما أبغضنا ، فإذا أحبّنا فأحبّه(٣) .

٢٣

الحارِثُ بنُ الرَبِيع

الحارث بن الربيع بن زياد العبسى ، يُكنّي أبا زياد .


(١) عَتَلَهُ فانعتَلَ : جرّهُ جرّاً عنيفاً وجذبه فحمَلَهُ . والعُتُلّ : الشديد الجافى والفظّ الغليظ من الناس . والزنِيمُ : الدَّعىّ المُلصق بالقوم وليس منهم . وقيل : الذى يُعرَف بالشرّ واللؤم (لسان العرب : ١١ / ٤٢٣ وج ١٢ / ٢٧٧) .
(٢) الإرشاد : ١ / ٣٢٢ ; شرح نهج البلاغة : ٢ / ٢٩١ نحوه وراجع إعلام الوري : ١ / ٣٤١ والخرائج والجرائح : ١ / ٢٠٢ / ٤٤ .
(٣) شرح نهج البلاغة : ٢ / ٢٩٠ .

 ٨١ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / الحارِثُ الهَمْدانِيّ

استعمله الإمام  ¼ علي المدينة مدّةً . كان من قبيلة مازن بن النجّار(١) . وكانت له منزلة خاصّة بين قومه فى الجاهليّة . عدّه المؤرّخون من المهاجرين الأوّلين نحو رسول الله  ½ (٢) .

٢٤

الحارِثُ الهَمْدانِىّ

هو الحارث بن عبد الله بن كعب الأعور الهَمْدانى الكوفى ، أبو زهير . كان من أصحاب الإمام علىّ(٣) والإمام الحسن    ¤ (٤) ومن الشيعة الاُوَل(٥) ، كثير العلم(٦) ، من أفقه الناس وأفرضهم ، تعلّم الفرائض من الإمام علىّ  ¼ (٧) .

كان من وجوه الناس بالكوفة ، ومن الذين ثاروا علي عثمان وطالبوا بعزل سعيد بن العاص(٨) وممّن سيّرهم عثمان(٩) .

توفّى سنة ٦٥ هـ بالكوفة(١٠) .


(١) رجال الطوسى : ٦١ / ٥٢٨ ، رجال ابن داود : ٦٨ / ٣٦٠ .
(٢) اُسد الغابة : ١ / ٦٠٥ / ٨٨٠ ، الإصابة : ١ / ٦٦٨ / ١٤١٠ ، الطبقات الكبري : ١ / ٢٩٥ .
(٣) رجال الطوسى : ٦٠ / ٥١٣ ; المحبّر : ٣٠٣ .
(٤) رجال الطوسى : ٩٤ / ٩٢٧ .
(٥) سير أعلام النبلاء : ٤ / ١٥٣ / ٥٤ ; الجمل : ١٠٩ .
(٦) سير أعلام النبلاء : ٤ / ١٥٢ / ٥٤ .
(٧) تهذيب الكمال : ٥ / ٢٥٢ / ١٠٢٥ ، تهذيب التهذيب : ١ / ٤٧١ / ١٢١٠ ، سير أعلام النبلاء : ٤ / ١٥٣ / ٥٤ .
(٨) تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٤٣٠ .
(٩) وقعة صفّين : ١٢١ .
(١٠) سير أعلام النبلاء : ٤ / ١٥٥ / ٥٤ ، ميزان الاعتدال : ١ / ٤٣٧ / ١٦٢٧ .

 ٨٢ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / الحارِثُ الهَمْدانِيّ

٦٤٥٤ ـ الطبقات الكبري عن علباء بن أحمر : إنّ علىّ بن أبى طالب خطب الناس فقال : من يشترى علماً بدرهم ؟ فاشتري الحارث الأعور صحفاً بدرهم ، ثمّ جاء بها عليّاً ، فكتب له علماً كثيراً ، ثمّ إنّ عليّاً خطب الناس بعد فقال : يا أهل الكوفة ! غلبكم نصف رجل(١) .

٦٤٥٥ ـ شرح الأخبار عن أبى الحجاف : بلغنى أنّ الحارث أتي علىّ بن أبى طالب  ¼ ليلا ، فقال له : يا حارث ما جاء بك هذه الساعة ؟ فقال : حبّك يا أمير المؤمنين .

قال : والله ما جاء بك إلاّ حبّى ؟ قال : والله ما جاء بى إلاّ حبّك .

قال  ¼ : فأبشر يا حارث ، لن تموت نفس تُحبّنى إلاّ رأتنى حيث تحبّ ، والله لا تموت نفس تبغضنى إلاّ رأتنى حيث تبغضنى(٢) .

٦٤٥٦ ـ الأمالى للمفيد عن جميل بن صالح : أنشدنى أبو هاشم السيّد الحميرى(٣) :

قولُ علىّ لحارث عجبٌكم ثَمَّ اُعجوبةٌ له حَمَلا
يا حارِ همدانَ من يمُت يرَنىمن مؤمن أو منافق قُبلا
يعرفنى طرفه وأعرفهبنعتِه واسمه وما عَمِلا
وأنت عند الصراط تعرفنىفلا تخف عثرة ولا زَللا
أسقيك من بارد علي ظماتخالهُ فى الحلاوة العسلا
أقول للنار حين توقِف للــعرضِ دعيهِ لا تقربى الرَّجلا
دعيهِ لا تقربيه إنّ لهُحبلا بحبلِ الوصىّ متّصلا(٤)

(١) الطبقات الكبري : ٦ / ١٦٨ ، سير أعلام النبلاء : ٤ / ١٥٣ / ٥٤ وفيه ذيله .
(٢) شرح الأخبار : ٣ / ٤٥١ / ١٣٢٠ وراجع الأمالى للمفيد : ٢٧١ / ٢ .
(٣) هو إسماعيل بن محمّد الحميرى ، لُقّب بــ "السيّد" ولم يكن علويّاً ولا هاشميّاً.
(٤) الأمالى للمفيد : ٧ / ٣ ، الأمالى للطوسى : ٦٢٧ / ١٢٩٢ ، بشارة المصطفي : ٥ .

 ٨٣ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / حَبّةُ بنُ جُوَين العُرَنِيّ

٢٥

حَبّةُ بنُ جُوَين العُرَنِىّ

حبّة بن جوين بن علىّ البجلى العُرَنى ، أبو قُدامَةَ . من أصحاب رسول الله  ½ (١) والإمام علىّ  ¼ (٢) ومن رواة حديث الغدير(٣) . اشترك فى حرب الجمل(٤) وصفّين(٥) والنهروان(٦) مع الإمام علىّ بن أبى طالب(٧) . مات فى سنة ٧٥ أو ٧٦هـ (٨) .

٢٦

حَبيبُ بنُ مُظاهِر الأسَدِي ّ

حبيبُ بن مظاهر(٩) الأسدى . من أصحاب الإمام علىّ  ¼ (١٠) ومن السابقين


(١) تهذيب الكمال : ٥ / ٣٥١ / ١٠٧٦ ، اُسد الغابة : ١ / ٦٦٩ / ١٠٣١ .
(٢) رجال الطوسى : ٦٠ / ٥١٨ ، رجال البرقى : ٦ ، الجمل : ١٠٩ ; اُسد الغابة : ١ / ٦٦٩ / ١٠٣١ ، تهذيب الكمال : ٥ / ٣٥٢ / ١٠٧٦ وفيه "كان من شيعة علىّ" .
(٣) اُسد الغابة : ١ / ٦٦٩ / ١٠٣١ .
(٤) الجمل : ٣٨٢ .
(٥) الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٨١.
(٦) تاريخ بغداد : ٨ / ٢٧٤ / ٤٣٧٥ .
(٧) تهذيب الكمال : ٥ / ٣٥٢ / ١٠٧٦ وفيه "شهد معه المشاهد كلّها" .
(٨) تاريخ بغداد : ٨ / ٢٧٧ / ٤٣٧٥ ، الطبقات الكبري : ٦ / ١٧٧ ، تهذيب الكمال : ٥ / ٣٥٢ و ٣٥٣ / ١٠٧٦ .
(٩) فى رجال العلاّمة الحلّى : ٦١ "حبيب بن مظهر بضم الميم وفتح الظاء المعجمة وتشديد الهاء والراء أخيراً" . وفى رجال ابن داود : ٧٠ "حبيب بن مظاهر ، وقيل : مظهر بفتح الظاء وتشديد الهاء وكسرها" . وفى تاج العروس : ٧ / ١٧٦ "حبيب بن مُظْهِر بن رئاب" .
(١٠) رجال الطوسى : ٦٠ / ٥١٢ ، الاختصاص : ٣ وفيه "من أصفياء أصحابه"

 ٨٤ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / حُجْرُ بنُ عَدِيّ

والمقرّبين من علىّ  ¼ (١) ، وهو أيضاً من أصحاب الإمام الحسن  ¼ (٢) والإمام الحسين  ¼ (٣) ومن الذين كتب إلي الإمام  ¼ (٤) واشترك فى حرب الإمام بقيادة مَيْسر جيشه(٥) . استشهد فى يوم عاشوراء وطافوا برأسه فى البلاد مع بقيّة رؤوس الشهداء(٦) .

٢٧

حُجْرُ بنُ عَدِي ّ

حُجْرُ بن عدىّ بن معاوية الكندى ، أبو عبد الرحمن ، وهو المعروف بحجر الخير ، وابن الأدبر(٧) كان جاهليّاً إسلاميّاً(٨) ، وفد علي النبىّ(٩) ، وله صحبة(١٠) . من الوجوه المتألّقة فى التاريخ الإسلامى ، و من القمم الشاهقة الساطعة فى


(١) الاختصاص : ٧ .
(٢) رجال الطوسى : ٩٣ / ٩٢٥ .
(٣) رجال الطوسى : ١٠٠ / ٩٧١ ، رجال الكشّى : ١ / ٢٩٢ / ١٣٣ ، الاختصاص : ٨ .
(٤) الإرشاد : ٢ / ٣٧ .
(٥) الإرشاد : ٢ / ٩٥ ; الأخبار الطوال : ٢٥٦ .
(٦) رجال الكشّى : ١ / ٢٩٢ / ١٣٣ .
(٧) الطبقات الكبري : ٦ / ٢١٧ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ٤٦٣ / ٩٥ ، تاريخ دمشق : ١٢ / ٢١١ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٤ / ٣٣ .
(٨) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٥٣٤ / ٥٩٨٣ ، الطبقات الكبري : ٦ / ٢١٧ ، تاريخ دمشق : ١٢ / ٢١١ .
(٩) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٥٣٢ / ٥٩٧٤ ، الطبقات الكبري : ٦ / ٢١٧ ، أنساب الأشراف : ٥/٢٧٦ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ٤٦٣ / ٩٥ ، تاريخ دمشق : ١٢ / ٢٠٧ ، اُسد الغابة : ١/٦٩٧/ ١٠٩٣ .
(١٠) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٥٣٤ / ٥٩٨٣ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ٤٦٣ / ٩٥ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٤ / ١٩٣ ، الاستيعاب : ١ / ٣٨٩ / ٥٠٥ ، اُسد الغابة : ١ / ٦٩٧ / ١٠٩٣ وفيهما "كان من فضلاء الصحابة" .

 ٨٥ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / حُجْرُ بنُ عَدِيّ

التاريخ الشيعى . جاء إلي النبىّ  ½ وأسلم وهو لم يزل شابّاً . وكان من صفاته : تجافيه عن الدنيا ، وزهده ، وكثرة صلاته وصيامه ، واستبساله وشجاعته ، وشرفه ونُبله وكرامته ، وصلاحه وعبادته(١) . وكان معروفاً بالزهد(٢) ، مستجاب الدعوة لِما كان يحمله من روح طاهرة ، وقلب سليم ، ونقيبة محمودة ، وسيرة حميدة(٣) .

ولم يسكت حجر قطّ أمام قتل الحقّ وإحياء الباطل والركون إليه . من هنا ثار علي عثمان مع سائر المؤمنين المجاهدين(٤) . ولم يألُ جهداً فى تحقيق حاكميّة الإمام أمير المؤمنين  ¼ ، فعُدّ من خاصّة أصحابه(٥) وشيعته(٦) المطيعين .

اشترك حجر فى حروب الإمام  ¼ . وكان فى الجمل(٧) قائداً علي خيّالة كِنْدة(٨) ، وفى صفّين(٩) أميراً علي قبيلته(١٠) ، وفى النهروان قاد ميسرة(١١) الجيش


(١) سير أعلام النبلاء : ٣ / ٤٦٣ / ٩٥ ، البداية والنهاية : ٨ / ٥٠ .
(٢) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٥٣١ ، تاريخ دمشق : ١٢ / ٢١٢ ، البداية والنهاية : ٨ / ٥٠ .
(٣) الاستيعاب : ١ / ٣٩١ / ٥٠٥ ، اُسد الغابة : ١ / ٦٩٨ / ١٠٩٣ .
(٤) الجمل : ١٣٧ .
(٥) الطبقات الكبري : ٦ / ٢١٧ ، اُسد الغابة : ١ / ٦٩٧ / ١٠٩٣ وفيه "كان من أعيان أصحابه" ، الأخبار الطوال : ٢٢٤ وفيه "كان من عظماء أصحاب علىّ" .
(٦) سير أعلام النبلاء : ٣ / ٤٦٣ / ٩٥ .
(٧) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٥٣٢ / ٥٩٧٤ ، الطبقات الكبري : ٦ / ٢١٨ ، أنساب الأشراف : ٥ / ٢٧٦ ، تاريخ دمشق : ١٢ / ٢١٠ .
(٨) الجمل : ٣٢٠ ; الأخبار الطوال : ١٤٦ .
(٩) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٥٣٢ / ٥٩٧٤ ، الطبقات الكبري : ٦ / ٢١٨ ، أنساب الأشراف : ٥ / ٢٧٦ ، تاريخ دمشق : ١٢ / ٢٠٧ .
(١٠) وقعة صفّين : ١١٧ ; تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٤٦ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ٤٦٣ / ٩٥ وفيه "شهد صفّين أميراً" .
(١١) الاستيعاب : ١ / ٣٨٩ / ٥٠٥ ، اُسد الغابة : ١ / ٦٩٧ / ١٠٩٣ .

 ٨٦ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / حُجْرُ بنُ عَدِيّ

أو ميمنته(١) .

وكان فصيح اللسان ، نافذ الكلام ، يتحدّث ببلاغة ، ويكشف الحقائق بفصاحة . وآية ذلك كلامه الجميل المتبصّر فى تبيان منزلة الإمام  ¼ (٢) .

وكان نصير الإمام الوفىّ المخلص ، والمدافع المجدّ عنه . ولمّا أغار الضحّاك بن قيس علي العراق ، أمره الإمام  ¼ بصدّه ، فهزمه حجر ببطولته وشجاعته ، وأجبره علي الفرار(٣) .

اطّلع حجر علي مؤامرة قتل الإمام  ¼ قبل تنفيذها بلحظات ، فحاول بكلّ جهده أن يتدارك الأمر فلم يُفلح(٤) . واغتمّ لمقتله كثيراً .

وكان من أصحاب الإمام الحسن  ¼ الغياري الثابتين(٥) .

وقد جاش دم غيرته فى عروقه حين سمع خبر الصلح ، فاعترض(٦) ، فقال له الإمام الحسن  ¼ : لو كان غيرُك مثلَك لَما أمضيتُه(٧) .

وكان قلبه يتفطّر ألماً من معاوية . وطالما كان يبرأ من هذا الوجه القبيح لحزب الطلقاء الذى تأمّر علي المسلمين ، ويدعو عليه مع جمع من الشيعة(٨) . وهو


(١) الأخبار الطوال : ٢١٠ ، الإمامة والسياسة : ١ / ١٦٩ .
(٢) الجمل : ٢٥٥ .
(٣) الغارات : ٢ / ٤٢٥ ; تاريخ الطبرى : ٥ / ١٣٥ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٢٦ .
(٤) الإرشاد : ١ / ١٩ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣١٢ .
(٥) أنساب الأشراف : ٣ / ٢٨٠ ; رجال الطوسى : ٩٤ / ٩٢٨ .
(٦) أنساب الأشراف : ٣ / ٣٦٥ ، الأخبار الطوال : ٢٢٠ ، شرح نهج البلاغة : ١٦ / ١٥ .
(٧) أنساب الأشراف : ٣ / ٣٦٥ .
(٨) تاريخ الطبرى : ٥ / ٢٥٦ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٨٩ .

 ٨٧ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / حُجْرُ بنُ عَدِيّ

الحزب الذى كان رسول الله  ½ وصفه بأنّه معلون . وكان حجر يقف للدفاع عن العقيدة وأهل البيت (ع) بلا وجل ، ويُعنّف المغيرة الذى كان فرداً فى رجسه وقبحه ورذالته ، وقد تسلّط علي الكوفة فى أثناء حكومة الطلقاء ، وكان يطعن فى علىٍّ  ¼ وشيعته(١) . وضاق معاوية ذرعاً بحجر وبمواقفه وكشفه الحقائق ، وصلابته ، وثباته ، فأمر بقتله وتمّ تنفيذ أمره ، فاستشهد(٢) ذلك الرجل الصالح فى "مَرْج عذراء(٣)"(٤) سنة ٥١ هـ ، مع ثلّة من رفاقه(٥) .

وكان حجر وجيهاً عند الناس ، وذا شخصيّة محبوبة نافذة ، ومنزلة حسنة ، فكَبُر عليهم استشهاده(٦) ، واحتجّوا علي معاوية ، وقرّعوه علي فعله القبيح هذا . وكان الإمام الحسين  ¼ (٧) ممّن تألّم كثيراً لاستشهاده ، واعترض علي معاوية فى رسالة بليغة له أثني فيها ثناءً بالغاً علي حجر ، وذكر استفظاعه للظلم ، وذكّر معاوية بنكثه للعهد ، وإراقته دم حجر الطاهر ظلماً وعدواناً . واعترضت عائشة(٨)


(١) أنساب الأشراف : ٥ / ٢٥٢ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ٢٥٤ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٨٩ .
(٢) تاريخ دمشق : ١٢ / ٢١٧ ، الاستيعاب : ١ / ٣٨٩ / ٥٠٥ .
(٣) عَذْراء : قرية بغَوطة دمشق من إقليم خولان ، معروفة ، وإليها يُنسب مَرْج. والمَرْج : الأرض الواسعة فيها نبت كثير تمرَج فيها الدواب ; أى تذهب وتجىء (معجم البلدان: ٤ / ٩١ و٥ / ١٠٠) .
(٤) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٥٣٢ / ٥٩٧٤ ، مروج الذهب : ٣ / ١٢ ، الاستيعاب : ١ / ٣٩٠ / ٥٠٥ .
(٥) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٥٣٢ / ٥٩٧٨ ، تاريخ دمشق : ١٢ / ٢١١ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٤ / ١٩٤ ، مروج الذهب : ٣ / ١٢ وفيه "سنة ثلاث وخمسين" .
(٦) الأخبار الطوال : ٢٢٤ .
(٧) أنساب الأشراف : ٥ / ١٢٩ ، الإمامة والسياسة : ١ / ٢٠٣ ; رجال الكشّى : ١ / ٢٥٢ / ٩٩ ، الاحتجاج : ٢ / ٩٠ / ١٦٤ .
(٨) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٥٣٤ / ٥٩٨٤ ، أنساب الأشراف : ٥ / ٤٨ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ٢٧٩ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٤ / ١٩٤ ، الاستيعاب : ١ / ٣٩٠ / ٥٠٥ .

 ٨٨ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / حُجْرُ بنُ عَدِيّ

أيضاً علي معاوية من خلال ذكرها حديثاً حول شهداء "مرج عذراء"(١) .

وكان معاوية ـ علي ما اتّصف به من فساد الضمير ـ يري قتل حجر من أخطائه ، ويعبّر عن ندمه علي ذلك(٢) ، وقال عند دنوّ أجله : لو كان ناصحٌ لَمَنعنا من قتله(٣) !

وقتل مصعب بن الزبير ولدَى حجر : عبيد الله ، وعبد الرحمن صبراً(٤) .

وكان الإمام أمير المؤمنين  ¼ قد أخبر باستشهاده من قبل ، وشبّه استشهاده ، وصحبه باستشهاد "أصحاب الاُخدود" .

٦٤٥٧ ـ الأمالى للطوسى عن ربيعة بن ناجذ ـ بعد غارة سفيان بن عوف الغامدى واستنفار الإمام علىّ  ¼ الناس وتقاعد أصحابه ـ : قام حجر بن عدىّ وسعد بن قيس فقالا : لا يسوؤك الله يا أمير المؤمنين ! مُرْنا بأمرك نتّبعْه ، فو الله العظيم ، ما يعظم جزعنا علي أموالنا أن تَفرّقَ ، ولا علي عشائرنا أن تُقتل فى طاعتك(٥) .

٦٤٥٨ ـ تاريخ اليعقوبى ـ فى ذكر غارة الضحّاك علي القطقطانة(٦) ودعوته  ¼ الناس للخروج إلي قتاله ـ : قام إليه حجر بن عدىّ الكندى فقال : يا


(١) أنساب الأشراف : ٥ / ٢٧٤ ، تاريخ دمشق : ١٢ / ٢٢٦ ، الإصابة : ٢ / ٣٣ / ١٦٣٤ ; تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢٣١ .
(٢) سير أعلام النبلاء : ٣ / ٤٦٥ / ٩٥ ، تاريخ دمشق : ١٢ / ٢٢٦ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ٢٧٩ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٤ / ١٩٤ .
(٣) أنساب الأشراف : ٥ / ٢٧٥ ، تاريخ دمشق : ١٢ / ٢٣١ .
(٤) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٥٣٢ / ٥٩٧٤ ، تاريخ دمشق : ١٢ / ٢١٠ .
(٥) الأمالى للطوسى : ١٧٤ / ٢٩٣ ، الغارات : ٢ / ٤٨١ نحوه .
(٦) القُطْقُطانة : موضع قرب الكوفة من جهة البرِّيّة بالطفّ ، كان بها سجن النعمان بن المنذر (معجم البلدان : ٤ / ٣٧٤).

 ٨٩ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / حُجْرُ بنُ عَدِيّ

أمير المؤمنين ! لا قرّب الله منّى إلي الجنّة من لا يحبّ قربك ، عليك بعادة الله عندك ; فإنّ الحقّ منصور ، والشهادة أفضل الرياحين ، اندب معى الناس المناصحين ، وكن لى فئة بكفايتك ، والله فئة الإنسان وأهله ، إنّ الشيطان لا يفارق قلوب أكثر الناس حتي تفارق أرواحهم أبدانهم .

فتهلّل وأثني علي حجر جميلاً ، وقال : لا حرمك الله الشهادة ; فإنّى أعلم أنّك من رجالها(١) .

٦٤٥٩ ـ وقعة صفّين عن عبد الله بن شريك : قام حجر فقال : يا أمير المؤمنين ! نحن بنو الحرب وأهلها ، الذين نلقحها وننتجها ، قد ضارستنا وضارسناها(٢) ، ولنا أعوان ذوو صلاح ، وعشيرة ذات عدد ، ورأى مجرّب ، وبأس محمود ، وأزمّتنا منقادة لك بالسمع والطاعة ; فإن شرّقت شرّقنا ، وإن غرّبت غرّبنا ، وما أمرتنا به من أمر فعلناه .

فقال علىّ : أ كلُّ قومك يري مثل رأيك ؟ قال : ما رأيت منهم إلاّ حسناً ، وهذه يدى عنهم بالسمع والطاعة ، وبحسن الإجابة ، فقال له علىّ خيراً(٣) .

٦٤٦٠ ـ الإمام علىّ  ¼ : يا أهل الكوفة ! سيُقتل فيكم سبعة نفر خياركم ، مثلهم كمثل أصحاب الاُخدود ، منهم حجر بن الأدبر وأصحابه(٤) .

٦٤٦١ ـ الأغانى عن المجالد بن سعيد الهمدانى ، والصقعب بن زهير ، وفُضيل بن خديج ، والحسن بن عقبة المرادى . . . : إنّ المغيرة بن شعبة لمّا ولى الكوفة كان يقوم علي المنبر ، فيذمّ علىّ بن أبى طالب وشيعته ، وينال منهم ، ويلعن قتلة


(١) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٩٦ .
(٢) ضارست الاُمور : جرّبتها وعرفتها (لسان العرب : ٦ / ١١٨) .
(٣) وقعة صفّين : ١٠٤ .
(٤) تاريخ دمشق : ١٢ / ٢٢٧ عن ابن زرير وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٢٧٢ .

 ٩٠ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / حُجْرُ بنُ عَدِيّ

عثمان ، ويستغفر لعثمان ويزكّيه ، فيقوم حجر بن عدىّ فيقول : ³ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ  ²  (١) وإنّى أشهد أنّ من تذمّون أحقّ بالفضل ممّن تُطرُون ، ومن تزكّون أحقّ بالذمّ ممّن تعيبون . فيقول له المغيرة : يا حجر ! ويحك ! اكفف من هذا ، واتّق غضبة السلطان وسطوته ; فإنّها كثيراً ما تقتل مثلك ، ثمّ يكفّ عنه .

فلم يزل كذلك حتي كان المغيرة يوماً فى آخر أيّامه يخطب علي المنبر ، فنال من علىّ بن أبى طالب  ¼ ، ولعنه ، ولعن شيعته ، فوثب حجر فنعر نعرةً أسمعت كلّ من كان فى المسجد وخارجه . فقال له : إنّك لا تدرى أيّها الإنسان بمن تولع ، أ وَهرمت ! مر لنا بأعطياتنا وأرزاقنا ; فإنّك قد حبستها عنّا ، ولم يكن ذلك لك ولا لمن كان قبلك ، وقد أصبحت مولعاً بذمّ أمير المؤمنين وتقريظ المجرمين .

فقام معه أكثر من ثلاثين رجلاً يقولون : صدق والله حجر ! مر لنا بأعطياتنا ; فإنّا لا ننتفع بقولك هذا ، ولا يُجدى علينا . وأكثروا فى ذلك .

فنزل المغيرة ودخل القصر ، فاستأذن عليه قومه ، ودخلوا ولاموه فى احتماله حجراً ، فقال لهم : إنّى قد قتلته . قال : وكيف ذلك ؟ ! قال : إنّه سيأتى أمير بعدى فيحسبه مثلى فيصنع به شبيهاً بما ترونه ، فيأخذه عند أوّل وهلة ، فيقتله شرّ قتلة .

إنّه قد اقترب أجلى ، وضعف عملى ، وما اُحبّ أن أبتدئ أهل هذا المصر بقتل خيارهم ، وسفك دمائهم ، فيسعدوا بذلك وأشقي ، ويعزّ معاوية فى الدنيا ، ويذلّ المغيرة فى الآخرة ، سيذكروننى لو قد جرّبوا العمّال(٢) .


(١) النساء : ١٣٥ .
(٢) الأغانى : ١٧ / ١٣٧ ، أنساب الأشراف : ٥ / ٢٥٢ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ٢٥٤ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٨٨ كلّها نحوه .

 ٩١ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / حُجْرُ بنُ عَدِيّ

٦٤٦٢ ـ الطبقات الكبري ـ فى ذِكر أحوال حجر بن عدىّ ـ : ذكر بعض رواة العلم أنّه وفد إلي النبىّ  ½ مع أخيه هانئ بن عدىّ ، وشهد حجر القادسيّة وهو الذى افتتح مَرج عَذرا ، وكان فى ألفين وخمسمائة من العطاء . وكان من أصحاب علىّ بن أبى طالب وشهد معه الجمل وصفّين .

فلمّا قدم زياد بن أبى سفيان والياً علي الكوفة دعا بحجر بن عدىّ فقال : تعلم أنّى أعرفك ، وقد كنت أنا وإيّاك علي ما قد علمت ـ يعنى من حبّ علىّ بن أبى طالب ـ وإنّه قد جاء غير ذلك ، وإنّى أنشدك الله أن تقطر لى من دمك قطرة فأستفرغه كلّه ، أملِكْ عليك لسانك ، وليسعك منزلك . . .

وكانت الشيعة يختلفون إليه ويقولون : إنّك شيخنا وأحقّ الناس بإنكار هذا الأمر .

وكان إذا جاء إلي المسجد مشوا معه ، فأرسل إليه عمرو بن حريث ـ وهو يومئذ خليفة زياد علي الكوفة وزياد بالبصرة ـ أبا عبد الرحمن : ما هذه الجماعة وقد أعطيت الأمير من نفسك ما قد علمت ؟ فقال للرسول : تُنكرون ما أنتم فيه ؟ إليك وراءك أوسع لك ، فكتب عمرو بن حريث بذلك إلي زياد ، وكتب إليه : إن كانت لك حاجة بالكوفة فالعجل . . .

فأرسل إليه الشرط والبخاريّة فقاتلهم بمن معه ، ثمّ انفضّوا عنه واُتى به زياد وبأصحابه فقال له : ويلك ما لك ؟ فقال : إنّى علي بيعتى لمعاوية لا اُقيلها ولا أستقيلها ، فجمع زياد سبعين من وجوه أهل الكوفة فقال : اكتبوا شهادتكم علي حجر وأصحابه ، ففعلوا ثمّ وفدهم علي معاوية ، وبعث بحجر وأصحابه إليه . . . فقال معاوية بن أبى سفيان : أخرجوهم إلي عذرا فاقتلوهم هنالك .

قال : فحُملوا إليها ، فقال حجر : ما هذه القرية ؟ قالوا : عذراء ، قال : الحمد لله !

 ٩٢ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / حُجْرُ بنُ عَدِيّ

أما والله إنّى لأوّل مسلم نبّح كلابها فى سبيل الله ، ثمّ اُتى بى اليوم إليها مصفوداً . ودُفع كلّ رجل منهم إلي رجل من أهل الشام ليقتله ، ودُفع حجر إلي رجل من حمير فقدّمه ليقتله فقال : يا هؤلاء ! دعونى اُصلّى ركعتين ، فتركوه فتوضّأ وصلّي ركعتين ، فطوّل فيهما ، فقيل له : طوّلت ، أ جزعت ؟ فانصرف فقال : ما توضّأت قط إلاّ صلّيت ، وما صلّيت صلاةً قطّ أخفّ من هذه ، ولئن جزعت لقد رأيت سيفاً مشهوراً وكفناً منشوراً وقبراً محفوراً .

وكانت عشائرهم جاؤوا بالأكفان وحفروا لهم القبور ، ويقال : بل معاوية الذى حفر لهم القبور وبعث إليهم بالأكفان .

وقال حجر : اللهمّ إنّا نستعديك علي اُمّتنا ; فإنّ أهل العراق شهدوا علينا ، وإنّ أهل الشام قتلونا .

قال : فقيل لحجر : مدّ عنقك ، فقال : إنّ ذاك لَدَمٌ ما كنت لاُعِينَ عليه ، فقُدّم فضُربت عنقه . . .

عن محمّد قال : لمّا اُتى بحجر فاُمر بقتله ، قال : ادفنونى فى ثيابى ; فإنّى اُبعث مخاصِماً(١) .

٦٤٦٣ ـ تاريخ الطبرى عن أبى إسحاق : بعث زياد إلي أصحاب حجر حتي جمع اثنى عشر رجلاً فى السجن . ثمّ إنّه دعا رؤوس الأرباع ، فقال : اشهدوا علي حجر بما رأيتم منه . . .

فشهد هؤلاء الأربعة : أنّ حجراً جمع إليه الجموع ، وأظهر شتم الخليفة ، ودعا إلي حرب أمير المؤمنين ، وزعم أنّ هذا الأمر لا يصلح إلاّ فى آل أبى طالب(٢) .


(١) الطبقات الكبري : ٦ / ٢١٧ وراجع مروج الذهب : ٣ / ١٢ وتاريخ الطبرى : ٥ / ٢٥٦ و٢٥٧ .
(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٢٦٨ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٩٦ وراجع البداية والنهاية : ٨ / ٥١ .

 ٩٣ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / حُجْرُ بنُ عَدِيّ

٦٤٦٤ ـ الأغانى : كتب أبو بردة بن أبى موسي : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما شهد عليه أبو بردة بن أبى موسي لله ربّ العالمين ; شهد أنّ حجر بن عدىّ خلع الطاعة ، وفارق الجماعة ، ولعن الخليفة ، ودعا إلي الحرب والفتنة ، وجمع إليه الجموع يدعوهم إلي نكث البيعة ، وخلع أمير المؤمنين معاوية ، وكفر بالله كفرةً صلعاء(١) .

٦٤٦٥ ـ الأغانى : قال لهم[ أى لحجْر وأصحابه الستّة] رسولُ معاوية : إنّا قد اُمرنا أن نعرض عليكم البراءة من علىّ واللعن له ; فإن فعلتم هذا تركناكم ، وإن أبيتم قتلناكم ، وأمير المؤمنين يزعم أنّ دماءكم قد حلّت بشهادة أهل مصركم عليكم ، غير أنّه قد عفا عن ذلك ، فابرؤوا من هذا الرجل يُخْلِ سبيلكم .

قالوا : لسنا فاعلين ، فأمر بقيودهم فحُلّت ، واُتى بأكفانهم فقاموا الليل كلّه يُصلّون ، فلمّا أصبحوا قال أصحاب معاوية : يا هؤلاء ، قد رأيناكم البارحة أطلتم الصلاة ، وأحسنتم الدعاء ، فأخبرونا ما قولكم فى عثمان ؟ قالوا : هو أوّل من جار فى الحكم ، وعمل بغير الحقّ . فقالوا : أمير المؤمنين كان أعرف بكم . ثمّ قاموا إليهم وقالوا : تبرؤون من هذا الرجل ؟ قالوا : بل نتولاّه(٢) .

٦٤٦٦ ـ الأغانى : قال لهم حجر : دعونى اُصلّى ركعتين ; فإنّى والله ما توضّأت قطّ إلاّ صلّيت ، فقالوا له : صلّ ، فصلّي ثمّ انصرف ، فقال : والله ما صلّيت صلاةً قطّ أقصر منها ، ولولا أن يروا أنّ ما بى جزع من الموت لأحببت أن أستكثر منها .

ثمّ قال : اللهمّ إنّا نستعديك علي اُمّتنا ; فإنّ أهل الكوفة قد شهدوا علينا ، وإنّ


(١) الأغانى : ١٧ / ١٤٩ ، أنساب الأشراف : ٥ / ٢٦٢ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ٢٦٨ عن أبى الكنود .
(٢) الأغانى : ١٧ / ١٥٥ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ٢٧٥ ، أنساب الأشراف : ٥ / ٢٦٦ نحوه .

 ٩٤ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / حُجْرُ بنُ عَدِيّ

أهل الشام يقتلوننا ، أما والله لئن قتلتمونا ; فإنّى أوّل فارس من المسلمين سلك فى واديها ، وأوّل رجل من المسلمين نبحته كلابها .

فمشي إليه هدبة بن الفيّاض الأعور بالسيف ، فأرعدت خصائله(١) ، فقال : كلاّ ، زعمت أنّك لا تجزع من الموت ; فإنّا ندعك ، فابرأ من صاحبك . فقال : ما لى لا أجزع ، وأنا أري قبراً محفوراً ، وكفناً منشوراً ، وسيفاً مشهوراً ، وإنّى والله إن جزعت لا أقول ما يُسخط الربّ ، فقتله(٢) .

٦٤٦٧ ـ الأغانى عن أبى مخنف عن رجاله : فكان مَن قُتل منهم سبعة نفر : حجر بن عدىّ ، وشريك بن شدّاد الحضرمى ، وصيفىّ بن فسيل الشيبانى ، وقبيصة بن ضُبيعة العبسى ، ومُحرز بن شهاب المِنقرى ، وكدام بن حيّان العنزى ، وعبد الرحمن بن حسّان العنزى(٣) .

٦٤٦٨ ـ تاريخ اليعقوبى : قالت عائشة لمعاوية حين حجّ ، ودخل إليها : يا معاوية ، أ قتلت حجراً وأصحابه ! فأين عزب حلمك عنهم ؟ أما إنّى سمعت رسول الله  ½ يقول : يُقتل بمرج عذراء نفر يغضب لهم أهل السماوات ، قال : لم يحضرنى رجل رشيد ، يا أمّ المؤمنين !(٤)

٦٤٦٩ ـ الأغانى عن عبد الملك بن نوفل : كانت عائشة تقول : لولا أنّا لم نُغيّر شيئاً


(١) الخصيلة : لحم العضدين والفخذين والساقين ، وجمعها خصائل (النهاية : ٢ / ٣٨) .
(٢) الأغانى : ١٧ / ١٥٥ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ٢٧٥ .
(٣) الأغانى : ١٧ / ١٥٧ ، أنساب الأشراف : ٥ / ٢٧١ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ٢٧٧ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٩٨ .
(٤) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢٣١ ; تاريخ الطبرى : ٥ / ٢٥٧ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٥٠٠ كلاهما نحوه وليس فيهما قوله  ½ .

 ٩٥ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / حُذَيْفَةُ بنُ اليَمان

قطّ إلاّ آلت بنا الاُمور إلي أشدّ ممّا كنّا فيه ، لغيّرنا قتل حجر ، أما والله إن كان لمسلماً ما علمته حاجّاً معتمراً(١) .

٦٤٧٠ ـ تاريخ اليعقوبى : روى أنّ معاوية كان يقول : ما أعدّ نفسى حليماً بعد قتلى حجراً وأصحاب حجر(٢) .

٦٤٧١ ـ تاريخ الطبرى عن ابن سيرين ـ فى معاوية ـ : بلغنا أنّه لمّا حضرته الوفاة جعل يُغرغِر بالصوت ويقول : يومى منك يا حُجر يوم طويل(٣) .

٢٨

حُذَيْفَةُ بنُ اليَمان

حذيفة بن اليمان بن جابر ، أبو عبد الله العبسى . كان من وجهاء الصحابة وأعيانهم . وقد أثني عليه الرجاليّون وأصحاب التراجم بمزايا ذكروها فى كتبهم كقولهم : "كان من نجباء(٤) وكبار أصحاب رسول الله  ½ "(٥) ، وقولهم : "صاحب سرّ النبىّ  ½ "(٦) ، وقولهم : "و أعلم الناس بالمنافقين"(٧) . وأسرّ إليه رسول الله  ½


(١) الأغانى : ١٧ / ١٥٨ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ٢٧٩ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٩٩ .
(٢) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢٣١ .
(٣) تاريخ الطبرى : ٥ / ٢٥٧ وص ٢٧٩ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٥٠٠ كلاهما نحوه .
(٤) سير أعلام النبلاء : ٢ / ٣٦١ / ٧٦ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٤٩٤ .
(٥) الاستيعاب : ١ / ٣٩٤ / ٥١٠ ; رجال الطوسى : ٣٥ / ١٧٨ ، رجال البرقى : ٢ .
(٦) صحيح البخارى : ٣ / ١٣٦٨ / ٣٥٣٣ ، مسند ابن حنبل : ١٠ / ٤٢٨ / ٢٧٦٠٨ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٣٦١ / ٧٦ .
(٧) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٤٢٩ / ٥٦٣١ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٣٦٣ / ٧٦ .

 ٩٦ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / حُذَيْفَةُ بنُ اليَمان

أسماء المنافقين(١) وضبط عنه الفتن الكائنة فى الاُمّة(٢) إلي قيام الساعة(٣) .

لم يشهد بدراً ، وشهد اُحداً وما بعدها من المشاهد(٤) . كان أحد الذين ثبتوا علي العقيدة . لم يصبر علي تغيير "حقّ الخلافة" و"خلافة الحقّ" بعد وفاة رسول الله ، ووقف إلي جانب علىّ  ¼ بخطيً ثابتة(٥) .

كان حذيفة ممّن شهد جنازة السيّدة فاطمة الزهراء (ع) ، وصلّي علي جثمانها الطاهر(٦) .

ولىَ المدائن فى عهد عمر وعثمان(٧) . وكان مريضاً فى ابتداء خلافة أمير المؤمنين علىّ  ¼ . مع هذا كلّه لم يُطِق السكوت عن مناقبه وفضائله صلوات الله عليه ، فصعد المنبر بجسمه العليل ، وأثني عليه وأبلغ الثناء ، وذكره بقوله : "فو الله إنّه لعلي الحقّ آخراً وأوّلاً"(٨) ، وقوله : "إنّه لخير من مضي بعد نبيّكم" . وأخذ له البيعة (٩) ، وهو نفسه بايعه أيضاً(١٠) .


(١) سير أعلام النبلاء : ٢ / ٣٦٤ / ٧٦ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٤٩٤ .
(٢) سير أعلام النبلاء : ٢ / ٣٦٤ / ٧٦ .
(٣) تهذيب الكمال : ٥ / ٥٠٠ / ١١٤٧ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٤٩٤ .
(٤) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٤٢٨ / ٥٦٢٣ ، الطبقات الكبري : ٦ / ١٥ وج ٧ / ٣١٧ ، تاريخ بغداد : ١ / ١٦١ / ١١ .
(٥) الخصال : ٦٠٧ / ٩ ، عيون أخبار الرضا : ٢ / ١٢٦ / ١ .
(٦) الخصال : ٣٦١ / ٥٠ ، رجال الكشّى : ١ / ٣٤ / ١٣ ، الاختصاص : ٥ ، تفسير فرات : ٥٧٠ / ٧٣٣ .
(٧) تاريخ دمشق : ١٢ / ٢٦١ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٤٩٣ ، تهذيب التهذيب : ١ / ٥١٦ / ١٣٦٧ ; إرشاد القلوب : ٣٢١ .
(٨) مروج الذهب : ٢ / ٣٩٤ .
(٩) مروج الذهب : ٢ / ٣٩٤ ; إرشاد القلوب : ٣٢٢ وفيه "نعلمه" بدل "مضي" .
(١٠) الأمالى للطوسى : ٤٨٧ / ١٠٦٦ .

 ٩٧ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / حُذَيْفَةُ بنُ اليَمان

وأوصي أولاده مؤكّداً ألاّ يقصّروا فى اتّباعه والسير وراءه(١) ، وقال لهم : "فإنّه والله علي الحقّ ، ومن خالفه علي الباطل" . ثمّ توفّى بعد سبعة أيّام مضت علي ذلك(٢) . وقيل : توفّى بعد أربعين يوماً(٣) .

٦٤٧٢ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى كتابه إلي حذيفة بن اليمان ـ : بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبد الله علىّ أمير المؤمنين إلي حذيفة بن اليمان ، سلام عليك .

أمّا بعد ; فإنّى قد ولّيتك ما كنت تليه لمن كان قبلى من حرف المدائن ، وقد جعلت إليك أعمال الخراج والرستاق وجباية أهل الذمّة ، فاجمع إليك ثقاتك ومن أحببت ممّن ترضي دينه وأمانته ، واستعِن بهم علي أعمالك ; فإنّ ذلك أعزّ لك ولوليّك ، وأكبت لعدوّك .

وإنّى آمرك بتقوي الله وطاعته فى السرّ والعلانية ، واُحذّرك عقابه فى المغيب والمشهد ، وأتقدّم إليك بالإحسان إلي المحسن ، والشدّة علي المعاند ، وآمرك بالرفق فى اُمورك ، واللين والعدل علي رعيّتك ; فإنّك مسؤول عن ذلك ، وإنصاف المظلوم ، والعفو عن الناس ، وحسن السيرة ما استطعت ، فالله يجزى المحسنين .

وآمرك أن تُجبى خراج الأرضين علي الحقّ والنصفة ، ولا تتجاوز ما قدّمت به إليك ، ولا تدع منه شيئاً ، ولا تبتدع فيه أمراً ، ثمّ اقسمه بين أهله بالسويّة والعدل . واخفض لرعيّتك جناحك ، وواسِ بينهم فى مجلسك ، ولْيكن القريب والبعيد عندك فى الحقّ سواء ، واحكم بين الناس بالحقّ ، وأقِم فيهم بالقسط ، ولا تتّبع


(١) مروج الذهب : ٢ / ٣٩٤ ، الاستيعاب : ١ / ٣٩٤ / ٥١٠ .
(٢) مروج الذهب : ٢ / ٣٩٤ .
(٣) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٤٢٨ / ٥٦٢٣ ، التاريخ الكبير : ٣ / ٩٥ / ٣٣٢ ، مروج الذهب : ٢ / ٣٩٤ ، تاريخ دمشق : ١٢ / ٢٦١ .

 ٩٨ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / حُذَيْفَةُ بنُ اليَمان

الهوي ، ولا تخَف فى الله لومة لائم ; فـ ³ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّ الَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ  ²  (١) .

وقد وجّهت إليك كتاباً لتقرأه علي أهل مملكتك ، ليعلموا رأينا فيهم وفى جميع المسلمين ، فأحضرهم واقرأه عليهم ، وخُذ لنا البيعة علي الصغير والكبير منهم إن شاء الله(٢) .

٦٤٧٣ ـ الأمالى للطوسى عن حذيفة : ألا من أراد ـ والذى لا إله غيره ـ أن ينظر إلي أمير المؤمنين حقّاً حقّاً ، فلينظر إلي علىّ بن أبى طالب ، فوازِروه واتّبِعوه وانصروه(٣) .

٦٤٧٤ ـ مروج الذهب : كان حذيفة عليلاً بالكوفة فى سنة ستّ وثلاثين ، فبلغه قتل عثمان وبيعة الناس لعلىّ ، فقال : أخرجونى وادعوا الصلاة جامعة ، فوُضِع علي المنبر ، فحمد الله وأثني عليه وصلّي علي النبىّ وعلي آله ، ثمّ قال :

أيّها الناس ! إنّ الناس قد بايعوا عليّاً ; فعليكم بتقوي الله ، وانصروا عليّاً ووازِروه ، فو الله إنّه لعلي الحقّ آخراً وأوّلاً ، وإنّه لخير من مضي بعد نبيّكم ومن بقى إلي يوم القيامة .

ثمّ أطبق يمينه علي يساره ثمّ قال : اللهمّ اشهد ، إنّى قد بايعت عليّاً . وقال : الحمد لله الذى أبقانى إلي هذا اليوم ، وقال لابنَيه صفوان وسعد : احملانى ، وكونا معه ; فستكون له حروب كثيرة ، فيهلك فيها خلق من الناس ، فاجتهدا أن


(١) النحل : ١٢٨ .
(٢) إرشاد القلوب : ٣٢١ .
(٣) الأمالى للطوسى : ٤٨٦ / ١٠٦٥ وراجع مروج الذهب : ٢ / ٣٩٤ .

 ٩٩ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / حُكَيمُ بنُ جَبَلَةَ

تستشهدا معه ; فإنّه والله علي الحقّ ، ومن خالفه علي الباطل . ومات حذيفة بعد هذا اليوم بسبعة أيّام(١) .

٦٤٧٥ ـ الأمالى للطوسى عن أبى راشد : لمّا أتي حذيفة بيعة علىّ  ¼ ضرب بيده واحدة علي الاُخري وبايع له ، وقال : هذه بيعة أمير المؤمنين حقّاً ، فو الله لا يُبايَع بعده لواحد من قريش إلاّ أصغر أو أبتر يولى الحقّ استَه(٢) .

٦٤٧٦ ـ مجمع الزوائد عن سيّار أبى الحكم : قالت بنو عبس لحذيفة : إنّ أمير المؤمنين عثمان قد قُتل ، فما تأمرنا ؟ قال : آمركم أن تلزموا عمّاراً . قالوا : إنّ عمّاراً لا يفارق عليّاً ! قال : إنّ الحسدَ هو أهلك الجسد ، وإنّما ينفركم من عمّار قربه من علىّ ! فو الله لعلىّ أفضل من عمّار أبعدَ ما بين التراب والسحاب ، وإنّ عمّاراً لمن الأخيار ، وهو يعلم أنّهم إن لزموا عمّاراً كانوا مع علىّ(٣) .

راجع : القسم التاسع / علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / حذيفة بن اليمان .

٢٩

حُكَيمُ بنُ جَبَلَةَ

حُكَيم بن جبلة بن حصين العبدى ، ويقال ابن جبل . من أصحاب علىّ  ¼ (٤) ، ومن الثابتين علي طاعته ، والعارفين بحقّه فى الخلافة . أثني عليه أصحاب التراجم بعبارات متنوّعة ، منها : "كان مُطاعاً فى قومه"(٥) ، ومنها : "أحد أشراف


(١) مروج الذهب : ٢ / ٣٩٤ .
(٢) الأمالى للطوسى : ٤٨٧ / ١٠٦٦ .
(٣) مجمع الزوائد : ٧ / ٤٨٨ / ١٢٠٥٨ ، تاريخ دمشق : ٤٣ / ٤٥٦ وفيه "ابن عبس" بدل "بنو عبس" ، ينابيع المودّة : ١ / ٣٨٤ / ١٢ ، كنز العمّال : ١٣ / ٥٣٢ / ٣٧٣٨٥ ; شرح الأخبار : ١ / ٢١٠ / ١٨١ .
(٤) رجال الطوسى : ٦١ / ٥٣٠ .
(٥) الاستيعاب : ١ / ٤٢١ / ٥٥٨ ، اُسد الغابة : ٢ / ٥٧ / ١٢٣٣ .


إرجاعات 
٣١٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل السادس : عليّ عن لسان أصحاب النبيّ / حُذَيفَةُ بن اليَمانِ

 ١٠٠ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / حُكَيمُ بنُ جَبَلَةَ

الأبطال"(١) ، ومنها : "و ما سُمع بأشجع منه"(٢) . تولّي قيادة البصريّين فى الثورة علي عثمان(٣) .

وعندما نقض مساعير فتنة الجمل "طلحة والزبير" ومن معهما الهدنة مع عثمان بن حنيف ، وحملوا علي الناس ، وهمّوا باحتلال البصرة ، قاتلهم حكيم وأصحابه بشجاعة وبصيرة . وارتفاع كلمته الرائعة عند القتال : "إنّى لستُ فى شكٍّ من قتال هؤلاء . . ."(٤) آية علي معرفته الدقيقة واعتقاده العميق بالحقّ . وقد رزقه الله الشهادة فى ذلك القتال(٥) .

وذكر الإمام أمير المؤمنين  ¼ أنّ مقتل حكيم كان أحد الأسباب التى دفعته إلي مقاتلة أصحاب الجمل ومواجهة فتنتهم وفسادهم(٦) .

٦٤٧٧ ـ تاريخ الطبرى عن الجارود بن أبى سبرة : لمّا كانت الليلة التى اُخذ فيها عثمان بن حنيف ، وفى رحبة مدينة الرزق طعام يرتزقه الناس ، فأراد عبد الله أن يرزقه أصحابه وبلغ حكيم بن جبلة ما صُنع بعثمان ، فقال : لست أخاف الله إن لم


(١) سير أعلام النبلاء : ٣ / ٥٣١ / ١٣٦ .
(٢) سير أعلام النبلاء : ٣ / ٥٣٢ / ١٣٦ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٤٩٥ ، اُسد الغابة : ٢ / ٥٨ / ١٢٣٣ وفيهما "ما رُئى أشجع منه" ، أنساب الأشراف : ٥ / ١٣٠ وفيه "أشجع أهل زمانه" .
(٣) تاريخ الطبرى : ٤ / ٣٧٨ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٤٩٥ وفيه "إنّه أحد من سار إلي الفتنة" ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ٥٣١ / ١٣٦ وفيه "كان أحد من ثار فى فتنة عثمان" ، مروج الذهب : ٢ / ٣٥٢ .
(٤) تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٧٥ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٢٠ ، الاستيعاب : ١ / ٤٢٣ / ٥٥٨ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ٥٣١ / ١٣٦ نحوه .
(٥) تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٦٦ ـ ٤٧١ ، الاستيعاب : ١ / ٤٢١ / ٥٥٨ ، اُسد الغابة : ٢ / ٥٧ / ١٢٣٣ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ٥٣٢ / ١٣٦ ، شرح نهج البلاغة : ٩ / ٣٢٢ .
(٦) الإرشاد : ١ / ٢٥٢ ، الجمل : ٣٣٤ ; تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٨١ .

 ١٠١ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / حُكَيمُ بنُ جَبَلَةَ

أنصره . فجاء فى جماعة من عبد القيس وبكر بن وائل وأكثرهم عبد القيس ، فأتي ابن الزبير مدينة الرزق ، فقال : ما لك يا حكيم ؟ قال : نريد أن نرتزق من هذا الطعام ، وأن تخلّوا عثمان فيُقيم فى دار الإمارة علي ما كتبتم بينكم حتي يقدم علىّ ، والله لو أجد أعواناً عليكم أخبطكم بهم ما رضيت بهذه منكم حتي أقتلكم بمن قتلتم ، ولقد أصبحتم وإنّ دماءكم لنا لحلال بمن قتلتم من إخواننا ، أ ما تخافون الله عزّ وجلّ ! بمَ تستحلّون سفك الدماء ؟ قال : بدم عثمان بن عفّان . قال : فالذين قتلتموهم قتلوا عثمان ؟ أ ما تخافون مقت الله ؟

فقال له عبد الله بن الزبير : لا نرزقكم من هذا الطعام ، ولا نُخلّى سبيل عثمان بن حنيف حتي يخلع عليّاً ، قال حكيم : اللهمّ إنّك حكم عدل فاشهد . وقال لأصحابه : إنّى لست فى شكّ من قتال هؤلاء ; فمن كان فى شكّ فلينصرف . وقاتلَهم فاقتتلوا قتالا شديداً ، وضرب رجلٌ ساقَ حكيم ، فأخذ حكيم ساقه فرماه بها ، فأصاب عنقه فصرعه ووقذه(١) ثمّ حبا إليه فقتله واتّكأ عليه ، فمرّ به رجل فقال : مَن قتلَك ؟ قال : وِسادتى ! وقُتل سبعون رجلا من عبد القيس . قال الهذلى : قال حكيم حين قطعت رجله :

أقول لما جدّ بى زِماعى(٢) للرِّجْل يا رجلىَ لن تُراعى

إنّ معى من نجدة ذِراعى

قال عامر ومسلمة : قُتل مع حكيم ، ابنه الأشرف ، وأخوه الرعل بن جبلة(٣) .

٦٤٧٨ ـ سير أعلام النبلاء : لم يزل يُقاتل يوم الجمل حتي قُطعت رجله ، فأخذها


(١) وقذه : ضربه حتي استرخي وأشرف علي الموت (لسان العرب : ٣ / ٥١٩) .
(٢) الزِّماع : المَضاء فى الأمر والعزْم عليه (لسان العرب : ٨ / ١٤٣) .
(٣) تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٧٤ وراجع الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٢٠ والاستيعاب : ١ / ٤٢٣ / ٥٥٨ .

 ١٠٢ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / الحلوُ بنُ عَوْف

وضرب بها الذى قطعها فقتله بها ، وبقى يُقاتل علي رجل واحدة ويرتجز ، ويقول :

يا ساقُ لن تُراعى إنّ معى ذِراعى

أحمى بها كُراعى(١)

فنزف منه دم كثير ، فجلس متّكئاً علي المقتول الذى قطع ساقه ، فمرّ به فارس ، فقال : من قطع رجلك ؟

قال : وِسادتى ! فما سُمِعَ بأشجع منه . ثمّ شدّ عليه سحيم الحُدّانى فقتله(٢) .

٦٤٧٩ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ من كلامه حين دخل البصرة ـ : عبادَ الله ! انهدوا(٣) إلي هؤلاء القوم منشرحةً صدوركم بقتالهم ; فإنّهم نكثوا بيعتى ، وأخرجوا ابن حنيف عاملى بعد الضرب المبرّح والعقوبة الشديدة ، وقتلوا السيابجة(٤) ، وقتلوا حكيم بن جَبَلَة العبدى(٥) .

٣٠

الحلوُ بنُ عَوْف

٦٤٨٠ ـ تاريخ اليعقوبى : كان علىّ قد وجّه الحلو بن عوف الأزدى عاملاً علي


(١) الكُراع من الإنسان : ما دون الركبة إلي الكعب (لسان العرب : ٨ / ٣٠٦) .
(٢) سير أعلام النبلاء : ٣ / ٥٣١ / ١٣٦ ، تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٧١ ، اُسد الغابة : ٢ / ٥٧ / ١٢٣٣ كلاهما نحوه وراجع الاستيعاب : ١ / ٤٢١ / ٥٥٨ .
(٣) نهد القوم لعدوّهم : إذا صمدوا له وشرعوا فى قتاله (النهاية : ٥ / ١٣٤) .
(٤) قوم من السند كانوا بالبصرة جلاوزة وحُرّاس السجن (الصحاح : ١ / ٣٢١) .
(٥) الإرشاد : ١ / ٢٥٢ ، الجمل : ٣٣٤ نحوه وفيه "السبابجة" بدل "السيابجة" .

 ١٠٣ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / خَالِدُ بنُ مُعَمَّر

عمان(١) ، فوثبت به بنو ناجية فقتلوه(٢) .

٣١

خَالِدُ بنُ مُعَمَّر

خالد بن المعمّر بن سليمان السدوسى . كان من أصحاب الإمام علىّ ، ومن كبار قبيلة ربيعة(٣) . شهد الجمل . وكان من رؤساء البصرة الاُوَل الذين استجابوا للإمام  ¼ عند عزمه علي قتال معاوية ، وأسرعوا إلي نصرته(٤) .

وكانت قبيلة ربيعة من كبار القبائل التى شهدت حرب صفّين ، ولها فيها دور أساسىّ مهمّ(٥) .

حاول معاوية ترغيبه ، وكاتَبه ، ووعده بولاية خراسان ، ومع أنّ هذا الموضوع لم يثبت عند الإمام  ¼ ، واستمرّ خالد قائداً لربيعة ، إلاّ أنّ تضعضعه فى الأحداث اللاحقة للحرب كان ملحوظاً بوضوح .

وعندما رُفعت المصاحف علي الرماح قال خالد للإمام  ¼ : ما البقاء إلاّ فيما دعا القوم إليه إن رأيتَه . وإن لم تره فرأيك أفضل(٦) .

وخان خالد الإمام الحسن  ¼ (٧) ، وذهب إلي معاوية وبايعه . فكرّمه ووسّده


(١) عمّان : بلد فى طرف الشام ، وكانت قصبة أرض البلقاء (معجم البلدان : ٤ / ١٥١) .
(٢) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٩٥ .
(٣) رجال الطوسى : ٦٣ / ٥٥٤ .
(٤) الأخبار الطوال : ١٦٥ ، الإصابة : ٢ / ٢٩٩ / ٢٣٢٦ .
(٥) الإصابة : ٢ / ٢٩٩ / ٢٣٢ ; وقعة صفّين : ٤٨٤ وراجع الأخبار الطوال : ١٧١ .
(٦) الأخبار الطوال : ١٨٩ ، الإمامة والسياسة : ١ / ١٤٠ ; وقعة صفّين : ٤٨٥ كلاهما نحوه .
(٧) تاريخ دمشق : ١٦ / ٢٠٦ .

 ١٠٤ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / خُزَيْمَةُ بنُ ثَابِت ذُو الشَّهَادَتَيْنِ

علي أرضييّة . وقيل فى هذا المجال :

معاوى أكرِمْ (أمِّرْ) خالد بن مُعمَّرِفإنّك لو لا خالد لم تُؤَمَّرِ

ومات خالد قبل وصوله إليها(١) .

وجاء فى بعض المصادر أنّه مدح الإمام عليّاً  ¼ بمحضر معاوية ، وقال فى حبّه إيّاه : اُحبّه والله علي حلمه إذا غضب ، ووفائه إذا عقد ، وصدقه إذا أكّد ، وعدله إذا حكم(٢) .

٣٢

خُزَيْمَةُ بنُ ثَابِت ذُو الشَّهَادَتَيْنِ

خزيمة بن ثابت بن الفاكه الأنصارى الأوسى يُكنّي أبا عمارة . ويلقّب بذى الشهادتين . من الشخصيّات المتألّقة بين صحابة النبىّ  ½ .

شهد اُحداً وبقيّة المشاهد(٣) . وإنّما اشتهر بذى الشهادتين ; لأنّ رسول الله  ½ جعل شهادته شهادة رجلين(٤) . وكان خزيمة أحد الأفراد القلائل الذين ثبتوا علي "حقّ الخلافة" و"خلافة الحقّ" بعد النبىّ  ½ (٥) ، إذ قام فى المسجد رافعاً


(١) الإصابة : ٢ / ٢٩٩ / ٢٣٢٦ ، تاريخ دمشق : ١٦ / ٢٠٦ .
(٢) تاريخ دمشق : ١٦ / ٢٠٨ ، الصواعق المحرقة : ١٣٢ ، الفصول المهمّة : ١٢٧ ; الأمالى للطوسى : ٥٩٤ / ١٢٢٩ ، تنبيه الخواطر : ٢ / ٧٥ ، كشف الغمّة : ٢ / ٣٦ كلّها نحوه .
(٣) تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٥٦٥ .
(٤) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٤٤٨ / ٥٦٩٥ ، المعجم الكبير : ٤ / ٨٢ / ٣٧١٢ ، المصنّف لعبد الرزّاق : ١١ / ٢٣٦ / ٢٠٤١٦ ، التاريخ الكبير : ٣ / ٢٠٦ / ٧٠٤ ، الطبقات الكبري : ٤ / ٣٧٩ ; رجال الطوسى : ٣٨ / ٢٢٦ .
(٥) الخصال : ٦٠٨ / ٩ ، عيون أخبار الرضا : ٢ / ١٢٦ / ١ .

 ١٠٥ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / خُزَيْمَةُ بنُ ثَابِت ذُو الشَّهَادَتَيْنِ

صوته بالدفاع عن خلافة أمير المؤمنين علىّ  ¼ . واحتجّ بالمنزلة التى خصّه بها رسول الله  ½ ، فشهد أنّ رسول الله  ½ جعل أهل بيته (ع) معياراً لمعرفة الحقّ من الباطل ، ونصبهم أئمّة علي العباد(١) . وشهد خزيمة حروب أمير المؤمنين  ¼ وكان ثابت الخُطي فيها . رُزق الشهادة بعد استشهاد عمّار بن ياسر(٢)(٣) .

٦٤٨١ ـ رجال الكشّى عن أبى إسحاق : لمّا قُتل عمّار ، دخل خزيمة بن ثابت فسطاطه ، وطرح عنه سلاحه ، ثمّ شنّ عليه الماء فاغتسل ، ثمّ قاتل حتي قُتل(٤) .

٦٤٨٢ ـ أصحاب الإمام أمير المؤمنين  ¼ عن عبد الرحمن بن أبى ليلي : كنت بصفّين فرأيت رجلاً أبيض اللحية ، معتمّاً متلثّماً ، ما يُري منه إلاّ أطراف لحيته ، يقاتل أشدّ قتال ، فقلت : يا شيخ ! تقاتل المسلمين ؟ فحسر لثامه ، وقال : أنا خزيمة ، سمعت رسول الله  ½ يقول : "قاتِلْ مع علىّ جميع من يقاتل"(٥) .


(١) الخصال : ٤٦٤ / ٤ ، الاحتجاج : ١ / ١٩٧ / ٨ ، رجال البرقى : ٦٥ نحوه .
(٢) تحدّثت بعض النصوص التاريخيّة عن عدم اشتراك خُزيمة فى حرب الجمل ، وجاء فيها "كان كافّاً بسلاحه يوم الجمل ويوم صفّين" . وقاتل فى صفّين بعد استشهاد عمّار بن ياسر (راجع : مسند ابن حنبل : ٨ / ٢٠٢ / ٢١٩٣٢ والمستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٤٤٩ / ٥٦٩٧ وسير أعلام النبلاء : ٢ / ٤٨٧ / ١٠٠ ورجال الكشّى : ١ / ٢٦٨ / ١٠١) . ووردت هذه العبارات فى كتب الشيعة والسنّة . وراويها هو حفيد خزيمة ; وهو مجهول ، وهذا الكلام لا ينسجم مع شأن خزيمة وجلالته (راجع : قاموس الرجال : ٤ / ١٦٩ ـ ١٧٤ / ٢٦١٥) .
(٣) مسند ابن حنبل : ٨ / ٢٠٢ / ٢١٩٣٢ ، المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٤٤٨ / ٥٦٩٦ و٥٦٩٧ ، المعجم الكبير : ٤ / ٨٢ / ٣٧١١ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٤٨٧ / ١٠٠ ; رجال الكشّى : ١ / ٢٦٨ / ١٠١ .
(٤) رجال الكشّى : ١ / ٢٦٧ / ١٠٠ .
(٥) أصحاب الإمام أمير المؤمنين : ١ / ١٩٠ / ٣٠٢ .