١٥٦ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / سَيْحانُ بنُ صُوحان
٤٧ سيحان بن صوحان بن حُجْر ، أخو زيد وصعصعة ابنى صوحان(١) . كان من أصحاب أمير المؤمنين ¼ كأخويه(٢) . كانت الراية يوم الجمل فى يده فقتل فأخذها زيد فقتل فأخذها صعصعة(٣) . ودفن مع أخيه زيد فى قبر واحد(٤) . ٤٨ شَبَثُ بنُ رِبْعِىٍّ التَّمِيمِىّ شبث بن ربعى التميمى اليربوعى ، أبو عبد القدّوس الكوفى أحد الوجوه المتلوّنة المشبوهة العجيبة فى التاريخ الإسلامى . كان مؤذّناً لسجاح(٥) ، ثمّ أسلم(٦) ، وله دور فى فتنة عثمان(٧) . كان من أصحاب الإمام أمير المؤمنين ¼ فى عصره(٨) ، ومن اُمراء جيشه فى (١) الطبقات الكبري : ٦ / ٢٢١ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ٥٢٥ / ١٣٣ ، تاريخ بغداد : ٨ / ٤٣٩ / ٤٥٤٩ . ١٥٧ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / شَبَثُ بنُ رِبْعِىٍّ التَّمِيمِيّ
حرب صفّين(١) . وأوفده الإمام إلي معاوية ليتحدّث معه(٢) . بيد أنّه لحق بالخوارج بعد التحكيم ، وصار من اُمراء عسكرهم(٣) . ثمّ فارقهم بعد مدّة ، وعاد إلي جيش الإمام ¼ (٤) ، وكان قائد ميسرته فى النهروان(٥) . كاتب الإمام الحسين ¼ بعد هلاك معاوية كسائر الكوفيّين ، ودعاه إلي الكوفة(٦) . ثمّ انضمّ إلي جماعة ابن زياد ، وثبّط الناس عن مسلم بن عقيل ¼ (٧) . وكان ممّن قاتل مسلماً(٨) . وكان أحد القادة العسكريّين فى جيش يزيد يوم الطفّ(٩) . وبعد استشهاد الإمام الحسين ¼ جدّد بناء مسجده بالكوفة ; فرحاً بقتل الحسين(١٠) . (١) وقعة صفّين : ٢٠٥ ; تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٤٧ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٥٤١ ، الأخبار الطوال : ١٧٢ . ١٥٨ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / شُرَيْحُ بنُ هانِي
وعندما ثار المختار نهض شبث أيضاً للثأر بدم الحسين ¼ (١) . ثمّ اشترك مع مصعب بن الزبير ضدّ المختار(٢) . مات بالكوفة سنة ٨٠ هـ (٣) . ٤٩ شريح بن هانى بن يزيد الحارثى يكني أبا المقدام ، كان من المخضرمين(٤) ، أدرك النبىّ ولم يره(٥) ، وكان من أكابر التابعين(٦) ، ومن كبار أصحاب علىّ ¼ (٧) وشهد معه المشاهد(٨) ، وكان أميراً فى الجمل(٩) ، وفى صفّين من اُمراء مقدّمة الجيش وعلي الميسرة(١٠) . (١) تقريب التهذيب : ٢٦٣ / ٢٧٣٥ . ١٥٩ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / صَعْصَعَةُ بنُ صُوحان
ولمّا بعث علىّ ¼ أبا موسي إلي دومة الجندل(١) بعث معه أربعمائة عليهم شريح بن هانى(٢) . وعندما ذُكر اسمه فى زمرة الشاهدين علي حجر بن عدى ، أنفذ إلي معاوية كتاباً كذّب فيه ذلك وأثني علي حجر(٣) . قتل شريح بسجستان سنة ٧٨ هـ (٤) ، وهو ابن مائة وعشرين سنة(٥) . ٥٠ صعصعة بن صوحان بن حُجْر العبدى ، كان مسلماً علي عهد النبىّ ½ ولم يره(٦) . وكان من كبار أصحاب الإمام علىّ ¼ (٧) ، ومن الذين عرفوه حقّ معرفته كما هو حقّه(٨) ، وكان خطيباً شحشحاً(٩) بليغاً(١٠) . ذهب الأديب العربى الشهير (١) دَومَة الجَندل : مدينة علي سبع مراحل من دمشق بينها وبين مدينة الرسول ½ ، ويطلق عليها اليوم "الجوف" ، وقد جرت فيها قضيّة التحكيم (راجع معجم البلدان : ٢ / ٤٨٧) . ١٦٠ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / صَعْصَعَةُ بنُ صُوحان
الجاحظ إلي أنّه كان مقدّماً فى الخطابة . وأدلّ من كلّ دلالة استنطاق علىّ بن أبى طالب ¼ له(١) . أثني عليه أصحاب التراجم بقولهم : كان شريفاً ، أميراً ، فصيحاً ، مفوّهاً ، خطيباً ، لسناً ، ديّناً ، فاضلاً(٢) . نفاه عثمان إلي الشام مع مالك الأشتر ورجالات من الكوفة(٣) . وعندما ثار الناس علي عثمان ، واتّفقوا علي خلافة الإمام أمير المؤمنين ¼ قام هذا الرجل الذى كان عميق الفكر ، قليل المثيل فى معرفة عظمة علىٍّ ¼ ـ وكان خطيباً مصقعاً ـ فعبّر عن اعتقاده الصريح الرائع بإمامه ، وخاطبه قائلاً : والله يا أمير المؤمنين ! لقد زيّنت الخلافة وما زانتك ، ورفعتها وما رفعتك ، ولهى إليك أحوج منك إليها . وعندما أشعل موقدو الفتنة فتيل الحرب علي أمير المؤمنين ¼ فى الجمل ، كان إلي جانب الإمام ، وبعد أن استشهد أخواه زيد وسيحان اللذان كانا من أصحاب الألوية ، رفع لواءهما وواصل القتال(٤) . وفى حرب صفّين ، هو رسول الإمام ¼ إلي معاوية(٥) ومن اُمراء الجيش(٦) وراوى وقائع صفّين(٧) . (١) البيان والتبيين : ١ / ٣٢٧ وص ٢٠٢ . ١٦١ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / صَعْصَعَةُ بنُ صُوحان
وقف إلي جانب الإمام ¼ فى حرب النهروان ، واحتجّ علي الخوارج بأحقّيّة إمامه وثباته(١) . وجعله الإمام ¼ شاهداً علي وصيّته(٢) ، فسجّل بذلك فخراً عظيماً لهذا الرجل . ونطق صعصعة بفضائل الإمام ومناقبه أمام معاوية وأجلاف بنى اُميّة مراراً ، وكان يُنشد ملحمة عظمته أمام عيونهم المحملقة ، ويكشف عن قبائح معاوية ومثالبه بلا وجل(٣) . وكم أراد منه معاوية أن يطعن فى علىّ ¼ ، لكنّه لم يلقَ إلاّ الخزى والفضيحة ، إذ جُوبِه بخطبه البليغة الأخّاذة(٤) . آمنه معاوية مكرهاً بعد استشهاد أمير المؤمنين ¼ وصلح الإمام الحسن ¼ (٥) ، فاستثمر صعصعة هذه الفرصة ضدّ معاوية . وكان معاوية دائم الامتعاض من بيان صعصعة الفصيح المعبّر وتعابيره الجميلة فى وصف فضائل الإمام أمير المؤمنين ¼ ، ولم يخفِ هذا الامتعاض(٦) . إنّ ما ذكرناه بحقّ هذا الرجل غيض من فيض . وستلاحظون عظمة هذه الشخصيّة المتألّقة فى النصوص التى سننقلها لاحقاً . وكفي فى عظمته قول الإمام الصادق ¼ : ما كان مع أمير المؤمنين ¼ من يعرف حقّه إلاّ صعصعة وأصحابه(٧) . (١) الاختصاص : ١٢١ . ١٦٢ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / صَعْصَعَةُ بنُ صُوحان
توفّى صعصعة أيّام حكومة معاوية(١) . ٦٥٥٠ ـ الطبقات الكبري ـ فى ذكر صعصعة بن صوحان ـ : كان من أصحاب علىّ بن أبى طالب وشهد معه الجمل هو وأخواه زيد وسيحان ابنا صوحان . وكان سيحان الخطيب قبل صعصعة ، وكانت الراية يوم الجمل فى يده فقتل ، فأخذها زيد فقُتل ، فأخذها صعصعة(٢) . ٦٥٥١ ـ الأمالى للطوسى عن صعصعة بن صوحان : دخلت علي عثمان بن عفّان فى نفر من المصريّين ، فقال عثمان : قدّموا رجلاً منكم يكلّمنى ، فقدّمونى ، فقال عثمان : هذا ، وكأنّه استحدثنى . فقلت له : إنّ العلم لو كان بالسنّ لم يكن لى ولا لك فيه سهم ، ولكنّه بالتعلّم . فقال عثمان : هات . فقلت : بسم الله الرحمن الرحيم ³ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الاَْرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الاُْمُورِ ² (٣) . فقال عثمان : فينا نزلت هذه الآية . فقلت له : فمر بالمعروف وانه عن المنكر . فقال عثمان : دع هذا وهات ما معك . فقلت له : بسم الله الرحمن الرحيم ³ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ² (٤) إلي آخر الآية . (١) الطبقات الكبري : ٦ / ٢٢١ ، تاريخ دمشق : ٢٤ / ٨٥ ، اُسد الغابة : ٣ / ٢١ / ٢٥٠٥ . ١٦٣ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / صَعْصَعَةُ بنُ صُوحان
فقال عثمان : وهذه أيضاً نزلت فينا ، فقلت له : فأعطنا بما أخذت من الله . فقال عثمان : يا أيّها الناس ، عليكم بالسمع والطاعة ، فإنّ يد الله علي الجماعة وإنّ الشيطان مع الفذّ(١) ، فلا تستمعوا إلي قول هذا ، وإنّ هذا لا يدرى مَن الله ولا أين الله . فقلت له : أمّا قولك : "عليكم بالسمع والطاعة" فإنّك تريد منّا أن نقول غداً : ³ رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ ² (٢) ، وأمّا قولك : "أنا لا أدرى من الله" فإنّ الله ربّنا وربّ آبائنا الأوّلين ، وأمّا قولك : "إنّى لا أدرى أين الله" فإنّ الله تعالي بالمرصاد . قال : فغضب وأمر بصرفنا وغلق الأبواب دوننا(٣) . ٦٥٥٢ ـ تاريخ اليعقوبى عن صعصعة بن صوحان ـ بعد خلافة الإمام علىّ ¼ ـ : والله يا أمير المؤمنين ، لقد زيّنت الخلافة وما زانتك ، ورفعتها وما رفعتك ، ولهى إليك أحوج منك إليها(٤) . ٦٥٥٣ ـ الغارات عن الأسود بن قيس : جاء علىّ بن أبى طالب ¼ عائداً صعصعة فدخل عليه فقال له : يا صعصعة ، لا تجعلنّ عي ادتى إليك اُبّهةً علي قومك . فقال : لا والله يا أمير المؤمنين ، ولكن نعمةً وشكراً . فقال له علىّ ¼ : إن كنت لمّا علمت لخفيف المؤونة عظيم المعونة . (١) الفذّ : الواحد . وقد فَذَّ الرجلُ عن أصحابه إذا شَذَّ عنهم وبَقى فَرْداً (النهاية : ٣ / ٤٢٢) . ١٦٤ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / صَعْصَعَةُ بنُ صُوحان
فقال صعصعة : وأنت والله يا أمير المؤمنين ، إنّك ما علمت بكتاب الله لعليم ، وإنّ الله فى صدرك لعظيم ، وإنّك بالمؤمنين لرؤوف رحيم(١) . ٦٥٥٤ ـ تاريخ اليعقوبى : إنّ عليّاً دخل علي صعصعة يعوده ، فلمّا رآه علىّ قال : إنّك ما علمت حسن المونة خفيق المؤونة . فقال صعصعة : وأنت والله يا أمير المؤمنين ، عليم ، وأبهٌ فى صدرك عظيم . فقال له علىّ : لا تجعلها اُبّهةً علي قومك أن عادك إمامك . قال : لا يا أمير المؤمنين ، ولكنّه مَنٌّ من الله علىَّ أن عادنى أهل البيت وابن عمّ رسول ربّ العالمين(٢) . ٦٥٥٥ ـ الاختصاص عن مسمع بن عبد الله البصرى عن رجل : لمّا بعث علىّ بن أبى طالب صلوات الله عليه صعصعة بن صوحان إلي الخوارج قالوا له : أ رأيت لو كان علىّ معنا فى موضعنا أ تكون معه ؟ قال : نعم . قالوا : فأنت إذاً مقلّد عليّاً دينك ، ارجع فلا دين لك . فقال لهم صعصعة : ويلكم ألا اُقلّد من قلّد الله فأحسن التقليد فاضطلع بأمر الله صدّيقاً لم يزل ؟ أ وَلم يكن رسول الله ½ إذا اشتدّت الحرب قدّمه فى لهواتها فيطؤ صماخها بأخمصه(٣) ، ويخمد لهبها بحدّه ، مكدوداً فى ذات الله عنه يعبر (١) الغارات : ٢ / ٥٢٤ ، رجال الكشّى : ١ / ٢٨٤ / ١٢١ عن أحمد بن النصر عن الإمام الرضا ¼ ; ربيع الأبرار : ٤ / ١٣٣ ، مقاتل الطالبيّين : ٥٠ عن أبى الطفيل وكلّها نحوه . ١٦٥ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / صَعْصَعَةُ بنُ صُوحان
رسول الله ½ والمسلمون ، فأنّي تصرفون ، وأين تذهبون ، وإلي من ترغبون وعمّن تصدفون ! ؟(١) ٦٥٥٦ ـ مروج الذهب عن محمّد بن عبد الله بن الحارث الطائى : لمّا انصرف علىٌّ من الجمل قال لآذنه : مَن بالباب من وجوه العرب ؟ قال : محمّد بن عمير بن عطارد التيمى والأحنف بن قيس وصعصعة بن صوحان العبدى ، فى رجال سمّاهم . فقال : ايذن لهم . فدخلوا فسلّموا عليه بالخلافة ، فقال لهم : أنتم وجوه العرب عندى ، ورُؤساء أصحابى ، فأشيروا علىَّ فى أمر هذا الغلام المترف ـ يعنى معاوية ـ فافتنّت(٢) بهم المَشورة عليه . فقال صعصعة : إنّ معاوية أترفه الهوي ، وحبّبت إليه الدنيا ، فهانت عليه مصارع الرجال ، وابتاع آخرته بدنياهم ، فإن تعمل فيه برأى ترشد وتُصِب ، إن شاء الله ، والتوفيق بالله وبرسوله وبك يا أمير المؤمنين ، والرأى أن ترسل له عيناً من عيونك وثقةً من ثقاتك ، بكتاب تدعوه إلي بيعتك ، فإن أجاب وأناب كان له ما لك وعليه ما عليك ، وإلاّ جاهدته وصبرت لقضاء الله حتي يأتيك اليقين . فقال علىّ : عزمت عليك يا صعصعة إلاّ كتبت الكتاب بيديك ، وتوجّهت به إلي معاوية ، واجعل صدر الكتاب تحذيراً وتخويفاً ، وعجزه استتابةً واستنابةً ، وليكن فاتحة الكتاب "بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبد الله علىّ أمير المؤمنين (١) الاختصاص : ١٢١ . ١٦٦ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / صَعْصَعَةُ بنُ صُوحان
إلي معاوية ، سلام عليك ، أمّا بعد . . ." ثمّ اكتب ما أشرت به علىَّ ، واجعل عنوان الكتاب "ألا إلي الله تصير الاُمور" . قال : أعفنى من ذلك . قال : عزمت عليك لتفعلنّ . قال : أفعل ، فخرج بالكتاب وتجهّز وسار حتي ورد دمشق ، فأتي باب معاوية فقال لآذنه : استأذن لرسول أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ـ وبالباب أزفلة(١) من بنى اُمية ـ فأخذته الأيدى والنعال لقوله ، وهو يقول : ³ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ² (٢) وكثرت الجلبة(٣) واللغط ، فاتّصل ذلك بمعاوية فوجّه من يكشف الناس عنه ، فكشفوا ، ثمّ أذن لهم فدخلوا ، فقال لهم : مَن هذا الرجل ؟ فقالوا : رجل من العرب يقال له : صعصعة بن صوحان معه كتاب من علىّ . فقال : والله لقد بلغنى أمره ، هذا أحد سهام علىّ وخطباء العرب ، ولقد كنت إلي لقائه شيّقاً ، ائذن له يا غلام ، فدخل عليه . فقال : السلام عليك يا بن أبى سفيان ، هذا كتاب أمير المؤمنين . فقال معاوية : أما إنّه لو كانت الرسل تقتل فى جاهليّة أو إسلام لقتلتك ، ثمّ اعترضه معاوية فى الكلام ، وأراد أن يستخرجه ليعرف قريحته أ طبعاً أم تكلفاً ، فقال : ممّن الرجل ؟ قال : من نزار . (١) الأزفلة : الجماعة (المحيط فى اللغة : ٩ / ٥٧) . ١٦٧ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / صَعْصَعَةُ بنُ صُوحان
قال : وما كان نزار ؟ قال : كان إذا غزا نكس ، وإذا لقي افترس ، وإذا انصرف احترس . قال : فمن أىّ أولاده أنت ؟ قال : من ربيعة . قال : وما كان ربيعة ؟ قال : كان يطيل النجاد ، ويعول العباد ، ويضرب ببقاع الأرض العماد . قال : فمن أىّ أولاده أنت ؟ قال : من جَديلة . قال : وما كان جديلة ؟ قال : كان فى الحرب سيفاً قاطعاً ، وفى المكرمات غيثاً نافعاً ، وفى اللقاء لهباً ساطعاً . قال : فمن أىّ أولاده أنت ؟ قال : من عبد القيس . قال : وما كان عبد القيس ؟ قال : كان خصيباً خضرماً أبيض وهّاباً لضيفه ما يجد ، ولا يسأل عمّا فقد ، كثير المرق ، طيّب العرق ، يقوم للناس مقام الغيث من السماء . قال : ويحك يا بن صوحان ! فما تركت لهذا الحىّ من قريش مجداً ولا فخراً . قال : بلي والله يا بن أبى سفيان ، تركت لهم ما لا يصلح إلاّ بهم ، ولهم تركت الأبيض والأحمر ، والأصفر والأشقر ، والسرير والمنبر ، والملك إلي المحشر ، وأنّي لا يكون ذلك كذلك وهم منار الله فى الأرض ونجومه فى السماء ؟ ! ففرح معاوية وظنّ أنّ كلامه يشتمل علي قريش كلّها ، فقال : صدقت ١٦٨ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / صَعْصَعَةُ بنُ صُوحان
يا بن صوحان ، إنّ ذلك لكذلك . فعرف صعصعة ما أراد ، فقال : ليس لك ولا لقومك فى ذلك إصدار ولا إيراد ، بعدتم عن اُنف المرعي وعلوتم عن عذب الماء . قال : فلِمَ ذلك ويلك يابن صوحان ؟ قال : الويل لأهل النار ! ذلك لبنى هاشم . قال : قم ، فأخرَجُوه . فقال صعصعة : الصدق ينبئ عنك لا الوعيد ، من أراد المشاجرة قبل المحاورة . فقال معاوية : لشىء ما سوّده قومه ، وددت والله أنى من صلبه ، ثمّ التفت إلي بنى اُمية فقال : هكذا فلتكن الرجال(١) . ٦٥٥٧ ـ مروج الذهب عن الحارث بن مسمار البهرانى : حبس معاوية صعصعة بن صوحان العبدى وعبد الله بن الكوّاء اليشكرى ورجالاً من أصحاب علىّ مع رجال من قريش ، فدخل عليهم معاوية يوماً فقال : نشدتكم بالله إلاّ ما قلتم حقّاً وصدقاً ، أىّ الخلفاء رأيتمونى ؟ فقال ابن الكوّاء : لولا أنّك عزمت علينا ما قلنا لأنّك جبّار عنيد ، لا تراقب الله فى قتل الأخيار ، ولكنّا نقول : إنّك ما علمنا واسع الدنيا ، ضيق الآخرة ، قريب الثري ، بعيد المرعي ، تجعل الظلمات نوراً ، والنور ظلمات . فقال معاوية : إنّ الله أكرم هذا الأمر بأهل الشام الذابّين عن بيضته ، التاركين ١٦٩ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / صَعْصَعَةُ بنُ صُوحان
لمحارمه ، ولم يكونوا كأمثال أهل العراق المنتهكين لمحارم الله ، والمحلّين ما حرّم الله ، والمحرّمين ما أحلّ الله . فقال عبد الله بن الكوّاء : يا بن أبى سفيان ، إنّ لكلّ كلام جواباً ، ونحن نخاف جبروتك ، فإن كنت تطلق ألسنتا ذَبَبْنا عن أهل العراق بألسنة حداد لا تأخذها فى الله لومة لائم ، وإلاّ فإنّا صابرون حتي يحكم الله ويضعنا علي فرجة(١) . قال : والله لا يطلق لك لسان . ثمّ تكلّم صعصعة فقال : تكلّمت يا بن أبى سفيان فأبلغت ، ولم تقصر عمّا أردت ، وليس الأمر علي ما ذكرت ، أنّي يكون الخليفة من ملك الناس قهراً ، ودانهم كبراً ، واستولي بأسباب الباطل كذباً ومكراً ؟ ! أمّا والله ، ما لك فى يوم بدر مضرب ولا مرمي ، وما كنت فيه إلاّ كما قال القائل : "لا حُلِّى ولا سِيرى"(٢) ولقد كنت أنت وأبوك فى العير والنفير ممّن أجلب علي رسول الله ½ ، وإنّما أنت طليق ابن طليق ، أطلقكما رسول الله ½ فأنّي تصلح الخلافة لطليق ؟ فقال معاوية : لولا أنّى أرجع إلي قول أبى طالب حيث يقول :
لقتلتكم(٣) . ٦٥٥٨ ـ ديوان المعانى عن محمّد بن عباد : تكلّم صعصعة عند معاوية بكلام أحسن فيه فحسده عمرو بن العاص ، فقال : هذا بالتمر أبصر منه بالكلام ! (١) الفَرجَة : وهى الخلوص من شدّة (مجمع البحرين : ٣ / ١٣٧٣) . ١٧٠ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / صَعْصَعَةُ بنُ صُوحان
قال صعصعة : أجل ! أجوده ما دقّ نواه ورقّ سحاؤه(١) وعظم لحاؤه(٢) ، والريح تنفجه(٣) والشمس تنضجه والبرد يدمجه ، ولكنّك يابن العاص لا تمراً تصف ولا الخير تعرف ، بل تحسد فتقرف . فقال معاوية [لعمرو] : رغماً ! فقال عمرو : أضعاف الرغم لك ! وما بى إلاّ بعض ما بك(٤) . ٦٥٥٩ ـ تاريخ الطبرى عن الشعبى ـ فى ذكر قيام الكوفيّين علي سعيد بن العاص ـ : فكتب سعيد إلي عثمان يخبره بذلك ويقول : إنّ رهطاً من أهل الكوفة ـ سمّاهم له عشرة ـ يؤلّبون ويجتمعون علي عيبك وعيبى والطعن فى ديننا ، وقد خشيت إن ثبت أمرهم أن يكثروا ، فكتب عثمان إلي سعيد : أن سيّرهم إلي معاوية ـ ومعاوية يومئذ علي الشام ـ . فسيّرهم ـ وهم تسعة نفر ـ إلي معاوية فيهم : مالك الأشتر وثابت بن قيس بن مُنقع وكميل بن زياد النخعى وصعصعة بن صوحان . . . . إنّ معاوية . . . قال فيما يقول : وإنّى والله ما آمركم بشىء إلاّ قد بدأتُ فيه بنفسى وأهل بيتى وخاصّتى ، وقد عرفت قريش أنّ أبا سفيان كان أكرمها وابن أكرمها ، إلاّ ما جعل الله لنبيّه نبىّ الرحمة ½ ، فإنّ الله انتخبه وأكرمه ، فلم يخلق فى أحد من الأخلاق الصالحة شيئاً إلاّ أصفاه الله بأكرمها وأحسنها ، ولم يخلق من الأخلاق السيّئة شيئاً فى أحد إلاّ أكرمه الله عنها ونزّهه ، وإنّى لأظنّ أنّ (١) أى : قِشرُه (لسان العرب : ١٤ / ٣٧٢) . ١٧١ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / صَعْصَعَةُ بنُ صُوحان
أبا سفيان لو ولد الناس لم يلد إلاّ حازماً . قال صعصعة : كذبت قد ولدهم خير من أبى سفيان ، مَن خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وأمر الملائكة فسجدوا له ، فكان فيهم البرّ والفاجر والأحمق والكيّس . فخرج تلك الليلة من عندهم ، ثمّ أتاهم القابلة فتحدّث عندهم طويلا ، ثمّ قال : أيّها القوم ردّوا علىّ خيراً أو اسكتوا وتفكّروا وانظروا فيما ينفعكم وينفع أهليكم وينفع عشائركم وينفع جماعة المسلمين ، فاطلبوه تعيشوا ونعش بكم . فقال صعصعة : لست بأهل ذلك ولا كرامة لك أن تطاع فى معصية الله . فقال : أ وَليس ما ابتدأتكم به أن أمرتكم بتقوي الله وطاعته وطاعة نبيّه ½ . . . ولزوم الجماعة وكراهة الفرقة ، وأن توقّروا أئمّتكم وتدلّوهم علي كلّ حسن ما قدرتم ، وتعِظوهم فى لين ولطف فى شىء إن كان منهم ؟ فقال صعصعة : فإنّا نأمرك أن تعتزل عملك فإنّ فى المسلمين من هو أحقّ به منك . قال : من هو ؟ قال : من كان أبوه أحسن قدماً من أبيك ، وهو بنفسه أحسن قدماً منك فى الإسلام(١) . ٦٥٦٠ ـ رجال الكشّى عن عاصم بن أبى النجود عمّن شهد ذلك : إنّ معاوية حين قدم الكوفة دخل عليه رجال من أصحاب علىّ ¼ ، وكان الحسن ¼ قد أخذ الأمان لرجال منهم مسمّين بأسمائهم وأسماء آبائهم ، وكان فيهم صعصعة . فلمّا دخل عليه صعصعة ، قال معاوية لصعصعة ، أما والله ، إنّى كنت لأبغض أن ١٧٢ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / صَعْصَعَةُ بنُ صُوحان
تدخل فى أمانى . قال : وأنا والله ، أبغض أن اُسمّيك بهذا الاسم ، ثمّ سلّم عليه بالخلافة . قال : فقال معاوية : إن كنت صادقاً فاصعد المنبر فالعن عليّاً ! فصعد المنبر وحمد الله وأثني عليه ، ثمّ قال : أيّها الناس ، أتيتكم من عند رجل قدّم شرّه وأخّر خيره ، وإنّه أمرنى أن ألعن عليّاً ، فالعنوه لعنه الله ، فضجّ أهل المسجد بآمين . فلمّا رجع إليه فأخبره بما قال ، ثمّ قال : لا والله ما عنيت غيرى ، ارجع حتي تسمّيه باسمه . فرجع وصعد المنبر ، ثمّ قال : أيّها الناس ، إنّ أمير المؤمنين أمرنى أن ألعن علىّ بن أبى طالب فالعنوا من لعن علىّ بن أبى طالب ، فضجّوا بآمين . فلمّا خُبّر معاوية قال : لا والله ما عني غيرى ، أخرجوه لا يساكننى فى بلد ، فأخرَجوه(١) . ٦٥٦١ ـ العقد الفريد : دخل صعصعة بن صوحان علي معاوية ومعه عمرو بن العاص جالس علي سريره ، فقال : وسّع له علي ترابيّة فيه . فقال صعصعة : إنّى والله لترابىّ ، منه خلقت وإليه أعود ، ومنه اُبعث ، وإنّك لمارج(٢) من مارج من نار(٣) . ٦٥٦٢ ـ تاريخ الطبرى عن مرّة بن منقذ بن النعمان ـ فى ذكر خروج الخوارج فى (١) رجال الكشّى : ١ / ٢٨٥ / ١٢٣ . ١٧٣ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / صَعْصَعَةُ بنُ صُوحان
زمن معاوية وسعى المغيرة لتعيين قائد الجند ـ : لقد كان صعصعة بن صوحان قام بعد معقل بن قيس وقال : ابعثنى إليهم أيّها الأمير ، فأنا والله لدمائهم مستحلّ ، وبحملها مستقلّ . فقال : اجلس ، فإنّما أنت خطيب . فكان أحفظه ذلك ، وإنّما قال ذلك لأنّه بلغه أنّه يعيب عثمان بن عفّان ، ويُكثر ذكر علىّ ويفضّله ، وقد كان دعاه ، فقال : إيّاك أن يبلغنى عنك أنّك تُعيب عثمان عند أحد من الناس ، وإيّاك أن يبلغنى عنك أنّك تُظهر شيئاً من فضل علىّ علانية ، فإنّك لست بذاكر من فضل علىّ شيئاً أجهله ، بل أنا أعلم بذلك ، ولكنّ هذا السلطان قد ظهر ، وقد اُخذنا بإظهار عيبه للناس ، فنحن ندع كثيراً ممّا اُمرنا به ، ونذكر الشىء الذى لا نجد منه بدّاً ، ندفع به هؤلاء القوم عن أنفسنا تقيّةً ، فإن كنت ذاكراً فضله فاذكره بينك وبين أصحابك وفى منازلكم سرّاً ، وأمّا علانيةً فى المسجد فإنّ هذا لا يحتمله الخليفة لنا ، ولا يعذرنا به . فكان يقول له : نعم أفعل ، ثمّ يبلُغه أنّه قد عاد إلي ما نهاه عنه ، فلمّا قام إليه وقال له : ابعثنى إليهم ، وجد المغيرة قد حقد عليه خلافه إيّاه ، فقال : اجلس ، فإنّما أنت خطيب ، فأحفظه . فقال له : أ وَما أنا إلاّ خطيب فقط ؟ ! أجل والله ، إنّى للخطيب الصليب الرئيس ، أما والله لو شهدتنى تحت راية عبد القيس يوم الجمل حيث اختلفت القنا ، فشؤون(١) تُفري ، وهامة تُختلي ، لعلمتَ أنّى أنا الليث الهِزبر . ١٧٤ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / صَعْصَعَةُ بنُ صُوحان
فقال : حسبك الآن ، لعمرى لقد اُوتيت لساناً فصيحاً(١) . ٦٥٦٣ ـ مروج الذهب : وفد عليه [أى معاوية] عقيلُ بن أبى طالب منتجعاً وزائراً ، فرحّب به معاوية ، وسرّ بوروده ، لاختياره إيّاه علي أخيه ، وأوسعه حلماً واحتمالا ، فقال له : يا أبا يزيد ، كيف تركت عليّاً ؟ ! فقال : تركته علي ما يحبّ الله ورسوله وألفيتك علي ما يكره الله ورسوله . فقال له معاوية : لولا أنّك زائر منتجع جنابنا لرددت عليك أبا يزيد جواباً تألم منه ، ثمّ أحبّ معاوية أن يقطع كلامه مخافة أن يأتى بشىء يخفضه ، فوثب عن مجلسه ، وأمر له بنزل ، وحمل إليه مالا عظيماً ، فلما كان من غد جلس وأرسل إليه فأتاه ، فقال له : يا أبا يزيد ، كيف تركت عليّاً أخاك ؟ ! قال : تركته خيراً لنفسه منك ، وأنت خير لى منه . فقال له معاوية : أنت والله كما قال الشاعر :
فمحلّ المجد من بنى هاشم منوط فيك يا أبا يزيد ما تغيّرك الأيام والليالى . فقال عقيل :
وأنت والله يا بن أبى سفيان كما قال الآخر :
ولكن أنت يا معاوية إذا افتخرت بنو أمية فبمن تفخر ؟ ١٧٥ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / صَعْصَعَةُ بنُ صُوحان
فقال معاوية : عزمت عليك أبا يزيد لما أمسكت ، فإنّى لم أجلس لهذا ، وإنّما أردت أن أسألك عن أصحاب علىّ فإنّك ذو معرفة بهم . فقال عقيل : سل عمّا بدا لك . فقال : ميّز لى أصحاب علىّ ، وابدأ بآل صوحان فإنّهم مخاريق الكلام . قال : أمّا صعصعة فعظيم الشأن ، عضب(١) اللسان ، قائد فرسان ، قاتل أقران ، يرتق ما فتق ويفتق ما رتق ، قليل النظير ، وأمّا زيد وعبد الله فإنّهما نهران جاريان ، يصبّ فيهما الخلجان ، ويغاث بهما البلدان ، رجلا جِدٍّ لا لَعِب معه ، وبنو صوحان كما قال الشاعر :
فاتّصل كلام عقيل بصعصعة فكتب إليه : "بسم الله الرحمن الرحيم ، ذكرُ الله أكبر ، وبه يستفتح المستفتحون ، وأنتم مفاتيح الدنيا والآخرة ، أمّا بعد ، فقد بلغ مولاك كلامُك لعدوّ الله وعدوّ رسوله ، فحمدتُ الله علي ذلك ، وسألته أن يفىء بك إلي الدرجة العليا ، والقضيب الأحمر ، والعمود الأسود فإنّه عمودٌ من فارقه فارق الدين الأزهر ، ولئن نزعَت بك نفسُك إلي معاوية طلباً لماله إنّك لذو علم بجميع خصاله ، فاحذر أن تعلق بك ناره فيضلّك عن الحجّة ، فإنّ الله قد رفع عنكم أهل البيت ما وضعه فى غيركم ، فما كان من فضل أو إحسان فبكم وصَلَ إلينا ، فأجلّ الله أقداركم ، وحمي أخطاركم ، وكتب آثاركم ، فإنّ أقداركم مرضيّة ، وأخطاركم محميّة ، وآثاركم بدريّة ، وأنتم سِلم الله إلي خلقه ، ووسيلته إلي طرقه ، أيْد عليّة ، ووجوه جليّة"(٢) . (١) عَضُب لسانُه بالضمّ عُضُوبةً : صار عَضباً ، أى حديداً فى الكلام (مجمع البحرين : ٢ / ١٢٣٠) . |
||||||||||||