الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد الثاني


 ٩٣ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية

١ / ١

لكلّ نبىّ وصىّ

٣٢٠ ـ رسول الله  ½ : إنّ لكلّ نبىّ وصيّاً ووارثاً ، وإنّ عليّاً وصيّى ووارثى(١) .

٣٢١ ـ عنه  ½ : إنّ الله عزّ وجلّ اختار من كلّ اُمّة نبيّاً ، واختار لكلّ نبىّ وصيّاً ، فأنا نبىّ هذه الاُمّة ، وعلىّ وصيّى فى عترتى وأهل بيتى واُمّتى من بعدى(٢) .

٣٢٢ ـ عنه  ½ : إنّ أوّل وصىّ كان علي وجه الأرض هبة الله بن آدم ، وما من نبىّ


(١) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٣٩٢ / ٩٠٠٥ و٩٠٠٦ ، الفردوس : ٣ / ٣٣٦ / ٥٠٠٩ ، ذخائر العقبي : ١٣١ ، المناقب للخوارزمى : ٨٥ / ٧٤ ، كفاية الطالب : ٢٦٠ كلّها عن بريدة ، المناقب لابن المغازلى : ٢٠١ / ٢٣٨ ; الطرائف : ٢٣ / ١٩ كلاهما عن عبد الله بن بريدة ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١٨٨ عن بريدة ، كشف الغمّة : ١ / ١١٤ عن أبى بريدة .
(٢) المناقب للخوارزمى : ١٤٧ / ١٧١ ، فرائد السمطين : ١ / ٢٧٢ / ٢١١ ; الطرائف : ٢٥ / ٢٢ كلّها عن اُمّ سلمة .

 ٩٤ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / لكلّ نبىّ وصيّ

مضي إلاّ وله وصى ، وكان جميع الأنبياء مائة ألف نبىّ وعشرين ألف نبىّ ، منهم خمسة اُولو العزم : نوح وإبراهيم وموسي وعيسي ومحمّد (ع) ، وإنّ علىّ بن أبى طالب كان هبة الله لمحمّد ، وورث علم الأوصياء ، وعلم من كان قبله ، أما إنّ محمّداً ورث علم من كان قبله من الأنبياء والمرسلين(١) .

٣٢٣ ـ عنه  ½ : إنّ لله تعالي مائة ألف نبىّ وأربعة وعشرين(٢) ألف نبىّ ، أنا سيّدهم وأفضلهم وأكرمهم علي الله عزّ وجلّ ، ولكلّ نبىٍّ وصىٌّ أوصي إليه بأمر الله تعالي ذكره ، وإنّ وصيّى علىّ بن أبى طالب لَسيّدهم وأفضلهم وأكرمهم علي الله عزّ وجلّ(٣) .

٣٢٤ ـ إثبات الوصيّة ـ فى خبر دعوة النبىّ  ½ بنى هاشم ـ : روى أنّه دعاهم ثانية فأطعمهم وسقاهم جميعاً لبناً من عسٍّ(٤) واحد ، حتي تصدّروا ، ثمّ قال لهم : يا بنى عبد المطّلب ، أطيعونى تكونوا ملوك الأرض وحكّامها ، إنّ الله عزّ وجلّ لم يبعث نبيّاً قطّ إلاّ جعل له وصيّاً وأخاً ووزيراً ، فأيّكم يكون أخى ووصيّى ومؤازرى وقاضى دَينى ؟


(١) الكافى : ١ / ٢٢٤ / ٢ عن عبد الرحمن بن كثير ، بصائر الدرجات : ١٢١ / ١ عن عبد الرحمن بن بكير الهجرى كلاهما عن الإمام الباقر  ¼ وفيه "أربعة وعشرين" بدل "عشرين" وص ٢٩٤ / ١٠ ، الاختصاص : ٢٧٩ كلاهما عن عبد الله بن بكير الهجرى عن الإمام الباقر  ¼ وفيهما من "إنّ علىّ بن أبى طالب . . ." وراجع تفسير فرات : ١٨٣ / ٢٣٥ .
(٢) فى المصدر : "و عشرون" ، وهو تصحيف .
(٣) من لا يحضره الفقيه : ٤ / ١٨٠ / ٥٤٠٧ ، الخصال : ٦٤١ / ١٩ عن زيد بن علىّ عن آبائه (ع) وح ١٨ ، الأمالى للصدوق : ٣٠٧ / ٣٥٢ كلاهما عن دارم بن قبيصة عن الإمام الرضا عن آبائه (ع) والثلاثة الأخيرة عن الإمام علىّ  ¼ عنه  ½ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٤٧ كلّها نحوه .
(٤) العُسّ ـ بالضمّ والتشديد ـ : القدح الكبير (مجمع البحرين : ٢ / ١٢١٥) .

 ٩٥ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / لكلّ نبىّ وصيّ

فأبوا قبول ذلك ، وقالوا : ومن يطيق ما تطيقه أنت ؟

فقام إليه أمير المؤمنين  ¼ وهو أصغرهم سنّاً ، فقال له : أنا يا رسول الله  ½ .

فقال له : أنت لعمرى تقبل ما قلت وتجيب دعوتى .

ولذلك كان وصيَّه وأخاه ووارثَه دونهم(١) .

٣٢٥ ـ رسول الله  ½ : يا علىّ ، أنت خليفتى علي اُمّتى فى حياتى وبعد موتى ، وأنت منّى كشيث من آدم ، وكسام من نوح ، وكإسماعيل من إبراهيم ، وكيوشع من موسي ، وكشمعون من عيسي ، يا علىّ أنت وصيّى ووارثى(٢) .

٣٢٦ ـ الإمام الصادق  ¼ : كان وصىّ آدم  ¼ شيث بن آدم هبة الله ، وكان وصىّ نوح سام ، وكان وصىّ إبراهيم إسماعيل ، وكان وصىّ موسي يوشع بن نون ، وكان وصىّ داود سليمان ، وكان وصىّ عيسي شمعون ، وكان وصىّ محمّد  ½ علىّ بن أبى طالب  ¼ وهو خير الأوصياء(٣) .

ولمزيد الاطّلاع علي أسماء الأوصياء من لدن آدم  ¼ حتي خاتم الأنبياء  ½

راجع : الكافى : ٨ / ١١٣ / ٩٢ ، من لا يحضره الفقيه : ٤ / ١٧٤ / ٥٤٠٢ ،

الأمالى للصدوق : ٤٨٦ / ٦٦١ ، كمال الدين : ٢١١ / ١ ، الإمامة والتبصرة : ١٥٣ / ١ ،

الأمالى للطوسى : ٤٤٢ / ٩٩١ ، قصص الأنبياء : ٣٧١ / ٤٤٨ ، مشارق أنوار اليقين : ٥٨ ،

بشارة المصطفي : ٨٢ ، كفاية الأثر : ١٤٧ ، المناقب لابن شهر آشوب : ١ / ٢٥١ ،

المسترشد : ٥٧٤ / ٢٤٥ وكتاب "إثبات الوصيّة" .


(١) إثبات الوصيّة : ١٢٧ وراجع دعائم الإسلام : ١ / ١٥ وروضة الواعظين : ٦٣ وكنز الفوائد : ٢ / ١٧٧ وتاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٩ .
(٢) بشارة المصطفي : ٥٨ ، الأمالى للصدوق : ٤٥٠ / ٦٠٩ كلاهما عن عبد الله بن عبّاس ، بحار الأنوار : ٣٨ / ١٠٣ / ٢٦ .
(٣) الفضائل لابن شاذان : ٨٤ عن مقاتل بن سليمان وراجع المسترشد : ٢٨٣ / ٩٤ .

 ٩٦ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ آدم

١ / ٢

وصىّ آدم

٣٢٧ ـ رسول الله  ½ : إنّ آدم  ¼ سأل الله عزّ وجلّ أن يجعل له وصيّاً صالحاً ، فأوحي الله عزّ وجلّ إليه : إنّى أكرمت الأنبياء بالنبوّة ، ثمّ اخترت من خلقى خلقاً وجعلت خيارهم الأوصياء . فأوحي الله تعالي ذكره إليه : يا آدم أوص إلي شيث . فأوصي آدم  ¼ إلي شيث وهو هبة الله بن آدم(١) .

٣٢٨ ـ الإمام الباقر  ¼ : لمّا دنا أجل آدم أوحي الله إليه : أن يا آدم ، إنّى متوفّيك ورافع روحك إلىّ يوم كذا وكذا ، فأوصِ إلي خير ولدك وهو هبتى الذى وهبته لك ، فأوصِ إليه ، وسلّم إليه ما علّمناك من الأسماء والاسم الأعظم ، فاجعل ذلك فى تابوت ، فإنّى أحبّ أن لا يخلو أرضى من عالم يعلم علمى ويقضى بحكمى ، أجعله حجّتى علي خلقى .

قال : فجمع آدم إليه جميع ولده من الرجال والنساء فقال لهم : يا ولدى ، إنّ الله أوحي إلىّ أنّه رافع إليه روحى ، وأمرنى أن اُوصى إلي خير ولدى وأنّه هبة الله ، فإنّ الله اختاره لى ولكم من بعدى ، اسمعوا له وأطيعوا أمره ، فإنّه وصيّى وخليفتى عليكم .

فقالوا جميعاً : نسمع له ونطيع أمره ولا نخالفه .

قال : فأمر بالتابوت فعمل ، ثمّ جعل فيه علمه والأسماء والوصيّة ، ثمّ دفعه إلي


(١) من لا يحضره الفقيه : ٤ / ١٧٥ / ٥٤٠٢ ، كمال الدين : ٢١٢ / ١ ، الأمالى للطوسى : ٤٤٢ / ٩٩١ ، الأمالى للصدوق : ٤٨٧ / ٦٦١ ، بشارة المصطفي : ٨٢ ، الإمامة والتبصرة : ١٥٣ / ١ ، قصص الأنبياء : ٣٧١ / ٤٤٨ كلّها عن مقاتل بن سليمان عن الإمام الصادق  ¼ .

 ٩٧ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ آدم

هبة الله ، وتقدّم إليه فى ذلك وقال له : . . . إذا حضرت وفاتك وأحسست بذلك من نفسك فالتمس خير ولدك وألزمهم لك صحبة وأفضلهم عندك قبل ذلك ، فأوصِ إليه بمثل ما أوصيت به إليك ، ولا تدعنّ الأرض بغير عالم منّا أهل البيت .

يا بنىَّ ، إنّ الله تبارك وتعالي أهبطنى إلي الأرض وجعلنى خليفته فيها ، حجّة له علي خلقه ، فقد أوصيت إليك بأمر الله ، وجعلتك حجّة لله علي خلقه فى أرضه بعدى ، فلا تخرج من الدنيا حتي تدع لله حجّة ووصيّاً ، وتسلّم إليه التابوت وما فيه كما سلّمته إليك ، وأعلمه أنّه سيكون من ذرّيّتى رجل اسمه نوح ، يكون فى نبوّته الطوفان والغرق ، فمن ركب فى فلكه نجا ومن تخلّف عن فلكه غرق . وأوصِ وصيّك أن يحفظ بالتابوت وبما فيه ، فإذا حضرت وفاته أن يوصى إلي خير ولده وألزمهم له وأفضلهم عنده ، وسلّم إليه التابوت وما فيه ، وليضع كلّ وصىّ وصيّته فى التابوت وليوصِ بذلك بعضهم إلي بعض ، فمن أدرك نبوّة نوح فليركب معه وليحمل التابوت وجميع ما فيه فى فلكه ولا يتخلّف عنه أحد(١) .

٣٢٩ ـ عنه  ¼ : كان آدم  ¼ وصّي هبةَ الله أن يتعاهد هذه الوصيّة عند رأس كلّ سنة فيكون يوم عيدهم ، فيتعاهدون نوحاً وزمانه الذى يخرج فيه ، وكذلك جاء فى وصيّة كلّ نبىّ حتي بعث الله محمّداً  ½ ، وإنّما عرفوا نوحاً بالعلم الذى عندهم وهو قول الله عزّ وجلّ : ³ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ . . .  ²  (٢) (٣) .

٣٣٠ ـ الإمام الصادق  ¼ : أوحي الله إلي آدم أن ادفع الوصيّة ، واسم الله الأعظم ،


(١) تفسير العيّاشى : ١ / ٣٠٦ / ٧٧ عن حبيب السجستانى ، بحار الأنوار : ٢٣ / ٦٠ / ٢ .
(٢) الأعراف : ٥٩ ، هود : ٢٥ ، العنكبوت : ١٤ ، المؤمنون : ٢٣ .
(٣) الكافى : ٨ / ١١٥ / ٩٢ ، كمال الدين : ٢١٥ / ٢ ، تفسير العيّاشى : ١ / ٣١١ / ٧٨ وليس فيه "و إنّما . . ." وكلّها عن أبى حمزة الثمالى .

 ٩٨ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ نوح

وما أظهرتك عليه من علم النبوّة ، وما علّمتك من الأسماء إلي شيث بن آدم(١) .

٣٣١ ـ الكامل فى التاريخ : لمّا حضرت آدم الوفاة عهد إلي شيث ، وعلّمه ساعات الليل والنهار ، وعبادة الخلوة فى كلّ ساعة منها ، وأعلمه بالطوفان ، وصارت الرياسة بعد آدم إليه(٢) .

٣٣٢ ـ تاريخ الطبرى : ذُكِرَ أنّ آدم  ¼ مرض قبل موته أحد عشر يوماً ، وأوصي إلي ابنه شيث  ¼ وكتب وصيّته ، ثمّ دفع كتاب وصيّته إلي شيث ، وأمره أن يخفيه من قابيل وولده ; لأنّ قابيل قد كان قتل هابيل حسداً منه حين خصّه آدم بالعلم ، فاستخفي شيث وولده بما عندهم من العلم ، ولم يكن عند قابيل وولده علم ينتفعون به(٣) .

١ / ٣

وصىّ نوح

٣٣٣ ـ رسول الله  ½ : لقد خرج نوح من الدنيا وعاهد قومه علي الوفاء لوصيّه سام(٤) .

٣٣٤ ـ الإمام الباقر  ¼ : لمّا حضرت نوح الوفاة أوصي إلي ابنه سام ، وسلّم التابوت وجميع ما فيه والوصيّة(٥) .


(١) تفسير العيّاشى : ١ / ٣١٢ / ٨٣ عن سليمان بن خالد وراجع الكافى : ٨ / ١١٤ / ٩٢ .
(٢) الكامل فى التاريخ : ١ / ٥٨ ، تاريخ الطبرى : ١ / ١٥٢ ، البداية والنهاية : ١ / ٩٨ كلاهما نحوه .
(٣) تاريخ الطبرى : ١ / ١٥٨ ، الكامل فى التاريخ : ١ / ٦٠ .
(٤) معانى الأخبار : ٣٧٢ / ١ عن ابن عبّاس ، بحار الأنوار : ٣٨ / ١٢٩ / ٨١ .
(٥) تفسير العيّاشى : ١ / ٣٠٩ / ٧٧ عن حبيب السجستانى .

 ٩٩ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ موسى

٣٣٥ ـ الإمام الصادق  ¼ : عاش نوح  ¼ بعد الطوفان خمسمائة سنة ، ثمّ أتاه جبرئيل  ¼ فقال : يا نوح ، إنّه قد انقضت نبوّتك ، واستكملت أيّامك ، فانظر إلي الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوّة التى معك ، فادفعها إلي ابنك سام ، فإنّى لا أترك الأرض إلاّ وفيها عالم تعرف به طاعتى ، ويعرف به هداى ، ويكون نجاة فيما بين مقبض النبىّ ومبعث النبىّ الآخر ، ولم أكن أترك الناس بغير حجّة لى ، وداع إلىّ ، وهاد إلي سبيلى ، وعارف بأمرى ، فإنّى قد قضيت أن أجعل لكلّ قوم هادياً أهدى به السعداء ، ويكون حجّة لى علي الأشقياء .

قال : فدفع نوح  ¼ الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوّة إلي سام ، وأمّا حام ويافث فلم يكن عندهما علم ينتفعان به .

قال : وبشّرهم نوح  ¼ بهود  ¼ ، وأمرهم باتّباعه ، وأمرهم أن يفتحوا الوصيّة فى كلّ عام ، وينظروا فيها ويكون عيداً لهم(١) .

١ / ٤

وصىّ موسي

٣٣٦ ـ الإمام الباقر  ¼ : كان وصىّ موسي يوشع بن نون  ¼ ، وهو فتاه الذى ذكره الله عزّ وجلّ فى كتابه(٢) (٣) .


(١) الكافى : ٨ / ٢٨٥ / ٤٣٠ ، كمال الدين : ١٣٤ / ٣ نحوه وكلاهما عن عبد الحميد بن أبى الديلم وراجع ص ٢١٥ / ٢ والكافى : ٨ / ١١٥ / ٩٢ .
(٢) كما فى سورة الكهف، الآية ٦٠ : ³ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتََاهُ لاَ أَبْرَحُ . . .  ²  ، والآية ٦٢ : ³ فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتََاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا . . .  ²  .
(٣) الكافى : ٨ / ١١٧ / ٩٢ ، كمال الدين : ٢١٧ / ٢ ، تفسير العيّاشى : ٢ / ٣٣٠ / ٤٢ كلّها عن أبى حمزة الثمالى .

 ١٠٠ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ موسى

٣٣٧ ـ الإمام الصادق  ¼ : أوصي موسي  ¼ إلي يوشع بن نون ، وأوصي يوشع بن نون إلي ولد هارون ولم يوصِ إلي ولده ولا إلي ولد موسي ، إنّ الله تعالي له الخيرة ، يختار من يشاء ممّن يشاء(١) .

٣٣٨ ـ عنه  ¼ ـ فى خبر وفاة موسي  ¼ ـ : دعا يوشعَ بن نون فأوصي إليه وأمره بكتمان أمره ، وبأن يوصى بعده إلي من يقوم بالأمر(٢) .

٣٣٩ ـ تاريخ اليعقوبى : إنّ موسي  ¼ قال لهم [لبنى إسرائيل] : قد بلّغتكم وصايا الله وعرّفتكم أمره فاتّبعوا ذلك ، واعملوا به ، فقد أتت لى مائة وعشرون سنة وقد حانت وفاتى ، وهذا يوشع بن نون القيّم فيكم بعدى ، فاسمعوا له وأطيعوا أمره ، فإنّه يقضى بينكم بالحقّ ، وملعون من خالفه وعصاه(٣) .

٣٤٠ ـ تاريخ اليعقوبى : وكان موسي لمّا حضرته وفاته أمره الله عزّ وجلّ أن يُدخل يوشع بن نون ـ وكان يوشع بن نون من شعب يوسف بن يعقوب ـ إلي قبّة الزمان ، فيقدّس عليه ، ويضع يده علي جسده لتتحوّل فيه بركته ، ويوصيه أن يقوم بعده فى بنى إسرائيل ، ففعل موسي ذلك ، فلمّا مات موسي قام يوشع بعده فى بنى إسرائيل . . .(٤) .


(١) الكافى : ١ / ٢٩٣ / ٣ ، بصائر الدرجات : ٤٦٩ / ٤ كلاهما عن عبد الحميد بن أبى الديلم .
(٢) كمال الدين : ١٥٣ / ١٧ عن محمّد بن عمارة ، الأمالى للصدوق : ٣٠٣ / ٣٤٣ عن عمارة ، قصص الأنبياء : ١٧٥ / ٢٠٤ عن هشام بن سالم .
(٣) تاريخ اليعقوبى : ١ / ٤٥ .
(٤) تاريخ اليعقوبى : ١ / ٤٦ . وجاء فى الكتاب المقدّس ص ٣٣٣ : "كلّم موسي الربّ قائلاً : ليوكل الربّ إله أرواح كلّ بشر رجلاً علي الجماعة ، يخرج أمامهم ويدخل أمامهم ويخرجهم ويدخلهم ، لئلاّ تبقي جماعة الربّ كغنم لا راعى لها . فقال الربّ لموسي : خذ لك يشوع بن نون ، فإنّه رجل فيه روح ، وَضَع يدك عليه ، وأوقفه أمام العازار الكاهن والجماعة كلّها ، وأوصه بحضرتهم ، واجعل عليه من مهابتك ، لكى تسمع له جماعة بنى إسرائيل كلّها ، يقف أمام العازار الكاهن ، فيطلب له قضاء الاُوريم أمام الربّ ، فبأمره يخرجون وبأمره يدخلون ، هو وجميع بنى إسرائيل معه وكلّ الجماعة . وفعل موسي كما أمره الربّ ، فأخذ يشوع وأوقفه أمام العازار الكاهن وكلّ الجماعة ، ووضع عليه يديه وأوصاه كما قال الربّ علي لسان موسي" . وفى قاموس الكتاب المقدّس ص ١٠٦٨ : "يشوع : اسم عبرى معناه "يهوه خلاص" اسمه فى الأصل هوشع ، يهوشوع ، ثمّ دعاه موسي يشوع ، وهو خليفة موسي ، وابن نون من سبط افرايم ، ولد فى مصر . وكان أوّلاً خادماً لموسي . ذكر أوّلاً عند معركة رفيديم ; لأنّ موسي كان وقتئذ قد عيّنه لقيادة بنى إسرائيل ، وكان عمره آنئذ (٤٤) سنة ، وبعد ذلك تعيّن جاسوساً لسبطه ، وقد قدّم هو وكالب رفيقه تقريراً صحيحاً عن البلاد التى تحسّسوها . ثمّ أقامه موسي أمام العازار الكاهن وكلّ الشعب وعيّنه خليفة له . ودعا المشترع العظيم يشوع قبيل وفاته وسلّمه العمل الذى كان عليه أن يقوم به وفقاً لإرادة الله . وبعد موت موسي مباشرةً أخذ يشوع فى الاستعداد السريع لعبور الاُردن . ومنح الشعب ثلاثة أيّام لإعداد الزاد" .

 ١٠١ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ عيسى

١ / ٥

وصىّ عيسي

٣٤١ ـ رسول الله  ½ : أوصي عيسي بن مريم إلي شمعون بن حمون الصفا(١) .

٣٤٢ ـ عنه  ½ : لقد رفع عيسي بن مريم إلي السماء ، وقد عاهد قومه علي الوفاء


(١) من لا يحضره الفقيه : ٤ / ١٧٦ / ٥٤٠٢ ، كمال الدين : ٢١٣ / ١ ، الإمامة والتبصرة : ١٥٥ / ١ ، الأمالى للطوسى : ٤٤٣ / ٩٩١ وفيه "خمون" بدل "حمون" ، بشارة المصطفي : ٨٣ وفيه "حمور" وكلّها عن مقاتل بن سليمان عن الإمام الصادق  ¼ ، كفاية الأثر : ١٤٩ عن عبد الرحمن بن أبى ليلي عن الإمام علىّ  ¼ عنه  ½ .

 ١٠٢ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء

لوصيّه شمعون بن حمون الصفا(١) .

٣٤٣ ـ الإمام علىّ  ¼ : افترقت اليهود علي إحدي وسبعين فرقة : سبعون منها فى النار ، وواحدة ناجية فى الجنّة وهى التى اتّبعت يوشع بن نون وصىّ موسي  ¼ .

وافترقت النصاري علي اثنتين وسبعين فرقة : إحدي وسبعون فرقة فى النار ، وواحدة فى الجنّة وهى التى اتّبعت شمعون وصىّ عيسي  ¼ (٢) .

٣٤٤ ـ إثبات الوصيّة : واشتدّ طلب اليهود له [عيسي  ¼ ] حتي هرب منهم ، ثمّ جمع أصحابه وأوصي إلي شمعون وأمرهم بطاعته ، وسلّم إليه الاسم الأعظم والتابوت(٣) .

١ / ٦

وصىّ خاتم الأنبياء

١ / ٦ ـ ١

الوصىّ

٣٤٥ ـ رسول الله  ½ : وصيّى علىّ بن أبى طالب(٤) .


(١) معانى الأخبار : ٣٧٢ / ١ عن ابن عبّاس .
(٢) الأمالى للطوسى : ٥٢٣ / ١١٥٩ ، بشارة المصطفي : ٢١٦ كلاهما عن المجاشعى عن محمّد بن جعفر بن محمد عن أبيه الإمام الصادق  ¼ وعن المجاشعى عن الإمام الرضا عن آبائه (ع) ، الاحتجاج : ١ / ٦٢٥ / ١٤٥ ، كتاب سليم بن قيس : ٢ / ٨٠٣ / ٣٢ عن سليم بن قيس .
(٣) إثبات الوصيّة : ٨٩ .
(٤) من لا يحضره الفقيه : ٣ / ٧٥ / ٣٣٦٥ عن عائشة ، الغيبة للطوسى : ١٥٠ / ١١١ عن الحسن بن علىّ عن أبيه عن الإمام الصادق عن آبائه (ع) عنه  ½ وفيه "يا علىّ أنت وصيّى" ، الخصال : ٣٥٦ / ٣٦ ، الأمالى للصدوق : ٢٥٩ / ٢٧٩ كلاهما عن الحسن بن عبد الله عن أبيه عن جدّه الإمام الحسن  ¼ عنه  ½ ، معانى الأخبار : ٣٦٩ / ١ ، الصراط المستقيم : ٢ / ١٤٤ كلاهما عن ابن عبّاس ، الاحتجاج : ١ / ٣٠٢ / ٥٢ عن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن الإمام علىّ  ¼ عن اُبىّ بن كعب ، سعد السعود : ١٠١ عن ابن هماد عن أبيه عن جدّه ، شرح الأخبار : ١ / ١٢٦ / ٥٩ عن أبى رافع ، روضة الواعظين : ١٢٥ عن أبى سعيد الخدرى .

 ١٠٣ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء / الوصيّ

٣٤٦ ـ المعجم الكبير عن سلمان : قلت : يا رسول الله ، لكلّ نبىّ وصىّ فمن وصيّك ؟ فسكت عنّى ، فلمّا كان بعد رآنى فقال : يا سلمان . فأسرعت إليه قلت : لبّيك .

قال : تعلم من وصىّ موسي ؟

قلت : نعم ، يوشع بن نون .

قال : لِمَ ؟

قلت : لأنّه كان أعلمهم .

قال : فإنّ وصيّى وموضع سرّى ، وخير من أترك بعدى ، وينجز عدتى ، ويقضى دينى علىّ بن أبى طالب(١) .

٣٤٧ ـ فضائل الصحابة عن أنس بن مالك : قلنا لسلمان : سل النبىّ  ½ من وصيّه ؟ فقال له سلمان : يا رسول الله من وصيّك ؟

قال : يا سلمان ، من كان وصىّ موسي ؟

قال : يوشع بن نون .


(١) المعجم الكبير : ٦ / ٢٢١ / ٦٠٦٣ ; كشف الغمّة : ١ / ١٥٧ ، إرشاد القلوب : ٢٣٦ ، المسترشد : ٥٨٠ / ٢٥١ ، شرح الأخبار : ١ / ١٢٥ / ٥٨ والثلاثة الأخيرة نحوه وراجع المناقب للكوفى : ١ / ٣٨٥ ـ ٣٨٩ / ٣٠٢ ـ ٣١١ والمناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٤٧ .

 ١٠٤ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء / الوصيّ

قال : فإنّ وصيّى ووارثى ، يقضى دَينى ، وينجز موعودى علىّ بن أبى طالب(١) .

٣٤٨ ـ رسول الله  ½ : يا علىّ . . . أنت الوصىّ ، وأنت الولىّ ، وأنت الوزير(٢) .

٣٤٩ ـ كفاية الأثر عن حذيفة بن اليمان : قلت : يا رسول الله ، علي من تخلفنا ؟

قال : علي من خلف موسي بن عمران قومه ؟

قلت : علي وصيّه يوشع بن نون .

قال : فإنّ وصيّى وخليفتى من بعدى علىّ بن أبى طالب  ¼ ، قائد البررة وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله(٣) .

٣٥٠ ـ الإمام علىّ  ¼ : والذى فلق الحبّة وبرأ النسمة ، لقد علمتم أنّى صاحبكم والذى به اُمرتم ، وأنّى عالمكم والذى بعلمه نجاتكم ، ووصىّ نبيّكم ، وخيرة ربّكم ، ولسان نوركم ، والعالم بما يصلحكم(٤) .

٣٥١ ـ عنه  ¼ : أيّها الناس ! إنّى قد بثثتُ لكم المواعظ التى وعظ الأنبياء بها


(١) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦١٥ / ١٠٥٢ .
(٢) الخصال : ٤٢٩ / ٧ وح ٦ كلاهما عن زيد بن علىّ عن آبائه (ع) وح ٨ عن جابر بن يزيد عن الإمام الباقر عن آبائه (ع) عنه  ½ ، كتاب سليم بن قيس : ٢ / ٨٣٠ / ٤٠ عن سليم بن قيس عن الإمام علىّ  ¼ عنه  ½ وفى الثلاثة الأخيرة "الخليفة فى الأهل والمال" بدل "الولىّ" ، الأمالى للصدوق : ١٣٦ / ١٣٥ ، الأمالى للطوسى : ١٣٧ / ٢٢٢ ، بشارة المصطفي : ٧٧ وص ١٢٨ ، المناقب للكوفى : ١ / ٣٨٨ / ٣٠٩ وفيه "الخليفة" بدل "الولىّ" والخمسة الأخيرة عن زيد بن علىّ عن آبائه (ع) عنه  ½ .
(٣) كفاية الأثر : ١٣٧ .
(٤) الكافى : ٨ / ٣٢ / ٥ عن أبى الهيثم بن التيهان .

 ١٠٥ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء / الوصيّ

اُممهم ، وأدّيتُ إليكم ما أدّت الأوصياء إلي من بعدهم(١) .

٣٥٢ ـ عنه  ¼ : فيا عجباً ، وما لى لا أعجب من خطإِ هذه الفِرق علي اختلاف حججها فى دينها ! لا يَقْتَصّون أثر نبىٍّ ، ولا يقتدون بعمل وصىٍّ(٢) .

٣٥٣ ـ عنه  ¼ : معاشر الناس ، أنا أخو رسول الله  ½ ووصيّه ووارث علمه ، خصّنى وحبانى بوصيّته ، واختارنى من بينهم(٣) .

٣٥٤ ـ عنه  ¼ : إنّ الله تبارك وتعالي خصَّ نبيّه  ½ بالنبوّة وخصّنى النبىُّ  ½ بالوصيّة(٤) .

٣٥٥ ـ عنه  ¼ : أنا صنوه ، ووصيّه ووليّه ، وصاحب نجواه وسرّه(٥) .

٣٥٦ ـ عنه  ¼ : أنا وصىّ خير الأنبياء ، أنا وصىّ سيّد الأنبياء ، أنا وصىّ خاتم النبيّين(٦) .

٣٥٧ ـ الإمام الحسن  ¼ : لمّا حضرت أبى الوفاة أقبل يوصى ، فقال : هذا ما أوصي به علىّ بن أبى طالب أخو محمّد رسول الله وابن عمّه ووصيّه


(١) نهج البلاغة : الخطبة ١٨٢ .
(٢) الكافى : ٨ / ٦٤ / ٢٢ عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق  ¼ ، نهج البلاغة : الخطبة ٨٨ وراجع الإرشاد : ١ / ٢٩٢ .
(٣) المناقب للخوارزمى : ٢٢٢ / ٢٤٠ .
(٤) الخصال : ٥٧٨ / ١ عن مكحول .
(٥) الأمالى للمفيد : ٦ / ٣ ، الأمالى للطوسى : ٦٢٦ / ١٢٩٢ ، بشارة المصطفي : ٤ ، تأويل الآيات الظاهرة : ٢ / ٦٤٩ / ١١ كلّها عن الأصبغ بن نباتة .
(٦) الفضائل لابن شاذان : ٨٩ ، الخرائج والجرائح : ٢ / ٥٥٣ / ١٣ عن الإمام الباقر عنه    ¤ وفيه "أنا وصىّ سيّد الأنبياء" .

 ١٠٦ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء / الوصيّ

وصاحبه . . .(١) .

٣٥٨ ـ عنه  ¼ ـ من خطبته بعد استشهاد الإمام علىّ  ¼ ـ : أيّها الناس ! من عرفنى فقد عرفنى ، ومن لم يعرفنى فأنا الحسن بن علىّ ، وأنا ابن النبىّ ، وأنا ابن الوصىّ(٢) .

٣٥٩ ـ الإمام الحسين  ¼ ـ من خطبته فى يوم عاشوراء ـ : أ لستُ ابن بنت نبيّكم  ½ ، وابن وصيّه وابن عمّه ، وأوّل المؤمنين بالله ، والمصدّق لرسوله بما جاء به من عند ربّه ؟(٣)

٣٦٠ ـ مروج الذهب عن محمّد بن أبى بكر ـ فى كتابه إلي معاوية ـ : فكيف ـ يا لك الويل ـ تعدل نفسك بعلىّ ، وهو وارث رسول الله  ½ ، ووصيّه وأبو ولده ، أوّل الناس له اتّباعاً ، وأقربهم به عهداً ، يخبره بسرّه ويطلعه علي أمره(٤) ؟

٣٦١ ـ الأمالى للصدوق عن كديرة بن صالح الهجرى عن أبى ذرّ جندب بن جنادة : سمعت رسول الله  ½ يقول لعلىّ كلمات ثلاث ، لأن تكون لى واحدة منهنّ أحبّ إلىّ من الدنيا وما فيها ، سمعته يقول : اللهمّ أعنه واستعن به ، اللهمّ انصره وانتصر به ، فإنّه عبدك وأخو رسولك .


(١) الأمالى للمفيد : ٢٢٠ / ١ عن الفجيع العقيلى .
(٢) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٨٩ / ٤٨٠٢ عن عمر بن علىّ عن أبيه الإمام زين العابدين  ¼ ، ذخائر العقبي : ٢٣٩ عن زيد بن الحسن وليس فيه "أنا ابن النبىّ" .
(٣) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٢٤ عن الضحّاك المشرقى ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٥٦١ نحوه ; الإرشاد : ٢ / ٩٧ ، إعلام الوري : ١ / ٤٥٨ .
(٤) مروج الذهب : ٣ / ٢١ ، شرح نهج البلاغة : ٣ / ١٨٩ ; الاختصاص : ١٢٥ ، وقعة صفّين : ١١٩ وفيها "آخرهم" بدل "أقربهم" ، الاحتجاج : ١ / ٤٣٥ / ٩٧ نحوه .

 ١٠٧ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء / الوصيّ

ثمّ قال أبو ذرّ رحمة الله عليه : أشهد لعلىّ بالولاء والإخاء والوصيّة .

قال كديرة بن صالح : وكان يشهد له بمثل ذلك : سلمان الفارسى ، والمقداد وعمّار ، وجابر بن عبد الله الأنصارى ، وأبو الهيثم بن التيّهان ، وخُزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، وأبو أيّوب صاحب منزل رسول الله  ½ ، وهاشم بن عتبة المرقال ، كلّهم من أفاضل أصحاب رسول الله  ½ (١) .

٣٦٢ ـ الفتوح عن مالك الأشتر : احمدوا الله عباد الله واشكروه ، إذ جعل فيكم ابن عمّ نبيّه محمّد  ½ ووصيّه ، وأحبّ الخلق إليه ، أقدمهم هجرةً وأوّلهم إيماناً ، سيف من سيوف الله صبّه علي أعدائه(٢) .

٣٦٣ ـ بلاغات النساء عن اُمّ الخير بنت الحريش البارقيّة ـ من كلامها فى حرب صفّين ـ : هلمّوا رحمكم الله إلي الإمام العادل ، والوصىّ الوفى ، والصدّيق الأكبر(٣) .

٣٦٤ ـ تاريخ بغداد عن أبى سعيد عقيصا : أقبلت من الأنبار(٤) مع علىّ نريد الكوفة ، قال : وعلىّ فى الناس ، فبينا نحن نسير علي شاطئ الفرات إذ لجج(٥) فى


(١) الأمالى للصدوق : ١٠٧ / ٨٠ ، بحار الأنوار : ٢٢ / ٣١٨ / ٣ .
(٢) الفتوح : ٣ / ١٥٧ .
(٣) بلاغات النساء : ٥٧ ، صبح الأعشي : ١ / ٢٥٠ .
(٤) الأنبار : مدينة صغيرة كانت عامرة أيّام الساسانيّين ، وآثارها غرب بغداد علي بُعد ستين كيلو متراً مشهودة . وسبب تسميتها بالأنبار هو أنّها كانت مركزاً لخزن الحنطة والشعير والتبن للجيوش، وإلاّ فإنّ الإيرانيّين كانوا يسمّونها "فيروز شاپور" . فتحت علي يد خالد بن الوليد عام (١٢ هـ ) وقد اتّخذها السفّاح ـ أوّل خلفاء بنى العبّاس ـ مقرّاً له مدّة من الزمان .
(٥) ألجّ القوم ولجّجوا : ركبوا (لسان العرب : ٢ / ٣٥٤) .

 ١٠٨ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء / الوصيّ

الصحراء فتبعه ناس من أصحابه ، وأخذ ناس علي شاطئ الماء . قال : فكنت ممّن أخذ مع علىّ حتي توسّط الصحراء ، فقال الناس : يا أمير المؤمنين ، إنّا نخاف العطش .

فقال : إنّ الله سيسقيكم . قال : وراهب قريب منّا .

قال : فجاء علىّ إلي مكان فقال : احفروا هاهنا ، قال : فحفرنا ، قال : وكنت فيمن حفر ، حتي نزلنا ـ يعنى عرض لنا حجر ـ قال : فقال علىّ : ارفعوا هذا الحجر ، قال : فأعانونا عليه حتي رفعناه ، فإذا عين باردة طيبة ، قال : فشربنا ثمّ سرنا ميلاً أو نحو ذلك ، قال : فعطشنا ، قال : فقال بعض القوم : لو رجعنا فشربنا ، قال : فرجع ناس وكنت فيمن رجع ، قال : فالتمسناها فلم نقدر عليها ، قال : فأتينا الراهب فقلنا : أين العين التى هاهنا ؟ قال : أيّة عين ؟ قال : التى شربنا منها واستقينا ، والتمسناها فلم نقدر عليها ، فقال الراهب : لا يستخرجها إلاّ نبىّ أو وصىّ(١) .

٣٦٥ ـ من لا يحضره الفقيه عن جابر بن عبد الله الأنصارى : صلّي بنا علىّ  ¼ ببراثا(٢) بعد رجوعه من قتال الشراة(٣) ونحن زهاء مائة ألف رجل ، فنزل نصرانىّ من صومعته فقال : من عميد هذا الجيش ؟ فقلنا : هذا ، فأقبل إليه فسلّم عليه فقال : يا سيّدى أنت نبىّ ؟ فقال : لا ، النبىّ سيّدى قد مات ، قال : فأنت وصىّ


(١) تاريخ بغداد : ١٢ / ٣٠٥ / ٦٧٥٠ وراجع الفتوح : ٢ / ٥٥٥ .
(٢) بَرَاثا : محلّة كانت فى طرف بغداد فى قبلة الكرخ ، وكانت قبل بناء بغداد قرية يزعمون أنّ عليّاً مرّ بها لمّا خرج لقتال الحروريّة بالنهروان ، وصلّي فى مسجدها (معجم البلدان : ١ / ٣٦٢) .
(٣) هم الخوارج الذين خرجوا عن طاعة الإمام وإنّما لزمهم هذا اللقب ، لأنّهم زعموا أنّهم شروا دنياهم بالآخرة ـ أى باعوها ـ أو شروا أنفسهم بالجنّة (مجمع البحرين : ٢ / ٩٥٠) .

 ١٠٩ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء / وصايته من الله

نبىّ ؟ قال : نعم ، ثمّ قال له : اجلس كيف سألت عن هذا ؟ قال : أنا بنيت هذه الصومعة من أجل هذا الموضع وهو براثا ، وقرأت فى الكتب المنزلة أنّه لا يصلّى فى هذا الموضع بهذا الجمع إلاّ نبىّ أو وصىّ نبىّ وقد جئت اُسلم . فأسلم وخرج معنا إلي الكوفة، فقال له علىّ  ¼ : فمن صلّي هاهنا؟ قال: صلّي عيسي بن مريم  ¼ واُمّه ، فقال له علىّ  ¼ : أ فاُخبرك من صلّي هاهنا ؟ قال : نعم ، قال : الخليل  ¼ (١) .

١ / ٦ ـ ٢

وصايته من الله

٣٦٦ ـ الإمام الصادق  ¼ : إنّ رسول الله  ½ لمّا نزل قُدَيْد(٢) قال لعلىّ  ¼ : يا علىّ ، إنّى سألت ربّى أن يوالى بينى وبينك ففعل ، وسألت ربّى أن يؤآخى بينى وبينك ففعل ، وسألت ربّى أن يجعلك وصيّى ففعل .

فقال رجلان من قريش : والله لصاع من تمر فى شن(٣) بال أحبّ إلينا ممّا سأل محمّد ربَّه ، فهلاّ سأل ربّه مَلكاً يعضده علي عدوّه ، أو كنزاً يستغنى به عن فاقته ، والله ما دعاه إلي حقّ ولا باطل إلاّ أجابه إليه ، فأنزل الله سبحانه وتعالي : ³ فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَائـِقٌ بِهِ صَدْرُكَ  ²  ـ إلي آخر الآية ـ (٤) (٥) .


(١) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٣٢ / ٦٩٨ ، تهذيب الأحكام : ٣ / ٢٦٤ / ٧٤٧ وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٢٦٤ .
(٢) قُدَيد : اسم موضع قرب مكّة (معجم البلدان : ٤ / ٣١٣) .
(٣) الشَّنّ : الخَلَقُ من كلّ آنية صُنعت من جلد ، وجمعها شِنان (لسان العرب : ١٣ / ٢٤١) .
(٤) هود : ١٢ وبقيّتها : ³ أَن يَقُولُوا لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ وَكِيلٌ  ²  .
(٥) الكافى : ٨ / ٣٧٨ / ٥٧٢ عن عمّار بن سويد .

 ١١٠ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء / وصايته من الله

٣٦٧ ـ المناقب لابن المغازلى عن عبد الله بن مسعود : قال رسول الله  ½ : أنا دعوة أبى إبراهيم .

قلنا : يا رسول الله ، وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم ؟

قال : أوحي الله عزّ وجلّ إلي إبراهيم : ³ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا  ²  (١) فاستخفّ إبراهيم الفرح قال : يا ربّ ، ومن ذرّيّتى أئمّة مثلى ؟ فأوحي الله إليه أن يا إبراهيم ; إنّى لا اُعطيك عهداً لا أ فى لك به .

قال : يا ربّ ، ما العهد الذى لا تفى لى به ؟

قال : لا اُعطيك لظالم من ذرّيّتك .

قال إبراهيم عندها : ³ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الاَْصْنَامَ  ± رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ  ²  (٢) .

قال النبىّ  ½ : فانتهت الدعوة إلىّ وإلي علىّ ، لم يسجد(٣) أحد منّا لصنم قطّ ، فاتّخذنى الله نبيّاً ، واتّخذ عليّاً وصيّاً(٤) .

٣٦٨ ـ رسول الله  ½ ـ لمّا أنزل الله تبارك وتعالي ³ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ  ²  (٥) ـ : والله لقد خرج آدم من الدنيا وقد عاهد قومه علي الوفاء لولده


(١) البقرة : ١٢٤ .
(٢) إبراهيم : ٣٥ و٣٦ .
(٣) فى المصدر : "نسجد" ، والصحيح ما أثبتناه كما فى المصادر الاُخري .
(٤) المناقب لابن المغازلى : ٢٧٦ / ٣٢٢ ; الأمالى للطوسى : ٣٧٩ / ٨١١ ، كشف اليقين : ٤٠٨ / ٥١٨ ، نهج الحقّ : ١٨٠ عن ابن عبّاس وفيه من "قال النبىّ  ½ :فانتهت الدعوة . . ." . راجع : القسم العاشر : الخصائص العقائديّة / لم يكفر بالله طرفة عين .
(٥) البقرة : ٤٠ .

 ١١١ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء / وصايته من الله

شيث فما وفى له ، ولقد خرج نوح من الدنيا وعاهد قومه علي الوفاء لوصيّه سام فما وفت اُمّته ، ولقد خرج إبراهيم من الدنيا وعاهد قومه علي الوفاء لوصيّه إسماعيل فما وفت اُمّته ، ولقد خرج موسي من الدنيا وعاهد قومه علي الوفاء لوصيّه يوشع بن نون فما وفت اُمّته ، ولقد رفع عيسي بن مريم إلي السماء وقد عاهد قومه علي الوفاء لوصيّه شمعون بن حمون الصفا فما وفت اُمّته . وإنّى مفارقكم عن قريب وخارج من بين أظهركم ، وقد عهدت إلي اُمّتى فى علىّ بن أبى طالب وإنّها الراكبة(١) سنن من قبلها من الاُمم فى مخالفة وصيّى وعصيانه ، ألا وإنّى مجدّد عليكم عهدى فى علىّ ، فمن نكث فإنّما ينكث علي نفسه ³ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا  ²  (٢) .

أيّها الناس ! إنّ عليّاً إمامكم من بعدى ، وخليفتى عليكم ، وهو وصيّى ، ووزيرى ، وأخى ، وناصرى ، وزوج ابنتى ، وأبو ولدى ، وصاحب شفاعتى وحوضى ولوائى ، من أنكره فقد أنكرنى ، ومن أنكرنى فقد أنكر الله عزّ وجلّ ، ومن أقرّ بإمامته فقد أقرّ بنبوّتى ، ومن أقرّ بنبوّتى فقد أقرّ بوحدانيّة الله عزّ وجلّ .

أيّها الناس ! من عصي عليّاً فقد عصانى ، ومن عصانى فقد عصي الله عزّ وجلّ ، ومن أطاع عليّاً فقد أطاعنى ، ومن أطاعنى فقد أطاع الله .

أيّها الناس ! من ردَّ علي علىّ فى قول أو فعل فقد ردّ علىَّ ، ومن ردَّ علىَّ فقد ردَّ علي الله فوق عرشه .

أيّها الناس ! من اختار منكم علي علىٍّ إماماً فقد اختار علىَّ نبيّاً ، ومن اختار


(١) كذا فى المصدر ، وفى بحار الأنوار : "لَراكبة" .
(٢) الفتح : ١٠ .

 ١١٢ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء / وصايته من الله

علىَّ نبيّاً فقد اختار علي الله عزّ وجلّ ربّاً .

أيّها الناس ! إنّ عليّاً سيّد الوصيّين ، وقائد الغرِّ المحجّلين ، ومولي المؤمنين ، وليّه وليّى ، ووليّى ولىُّ الله ، وعدوّه عدوّى ، وعدوّى عدوّ الله .

أيّها الناس ! أوفوا بعهد الله فى علىٍّ يوف لكم فى الجنّة يوم القيامة(١) .

٣٦٩ ـ عنه  ½ ـ لفاطمة    £ ـ : أ ما علمتِ أنّ الله عزّ وجلّ اطّلع إلي أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبيّاً ، ثمّ اطّلع الثانية فاختار بعلك ، فأوحي إلىّ ، فأنكحته واتّخذته وصيّاً(٢) ؟

٣٧٠ ـ عنه  ½ : إنّ الله عزّ وجلّ أنزل قطعة من نور فأسكنها فى صُلب آدم ، فساقها حتي قسمها جزأين : جزءاً فى صلب عبد الله ، وجزءاً فى صلب أبى طالب ، فأخرجنى نبيّاً وأخرج عليّاً وصيّاً(٣) .


(١) معانى الأخبار : ٣٧٢ / ١ عن ابن عبّاس ، بحار الأنوار : ٣٨ / ١٢٩ / ٨١ .
(٢) المعجم الكبير : ٤ / ١٧١ / ٤٠٤٦ ، المناقب للخوارزمى : ١١٢ / ١٢٢ كلاهما عن أبى أيّوب الأنصارى وص ٢٩٠ / ٢٧٩ ، المناقب لابن المغازلى : ١٥١ / ١٨٨ كلاهما عن ابن عبّاس ، الفصول المهمّة : ٢٩٢ ; الإرشاد : ١ / ٣٦ ، شرح الأخبار : ١ / ١٢٢ / ٥١ والثلاثة الأخيرة عن أبى سعيد الخدرى وص ١١٨ / ٤٣ ، الأمالى للطوسى : ١٥٥ / ٢٥٦ كلاهما عن أبى أيّوب الأنصارى ، الأمالى للصدوق : ٥٢٤ / ٧٠٩ ، الفضائل لابن شاذان : ١٠٢ ، المناقب للكوفى : ٢ / ٥٩٥ / ١١٠٠ والثلاثة الأخيرة عن ابن عبّاس ، إعلام الوري : ١ / ٣١٧ كلّها نحوه .
(٣) المناقب لابن المغازلى : ٨٩ / ١٣٢ عن جابر بن عبد الله وص ٨٨ / ١٣٠ ، الفردوس : ٢ / ١٩١ / ٢٩٥٢ وفيهما "و فى علىّ الخلافة" بدل "و أخرج عليّاً وصيّاً" ، ينابيع المودّة : ١ / ٤٧ / ٨ وفيه "فى علىّ الإمامة" والثلاثة الأخيرة عن سلمان وج ٢ / ٣٠٧ / ٨٧٥ عن عثمان٣٠٨ / ٨٨١ عن الإمام علىّ  ¼ عنه  ½ وفيه "و فيك الوصيّة والإمامة" ; مدينة المعاجز : ١ / ٣٢٢ / ٢٠٣ عن أنس وفيه "و فى علىّ الولاية والوصيّة" وكلّها نحوه .

 ١١٣ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء / وصايته من الله

٣٧١ ـ عنه  ½ : لمّا عرج بى إلي السماء ، وبلغت سدرة المنتهي(١) نادانى ربّى جلّ جلاله فقال : يا محمّد . فقلت : لبّيك سيّدى . قال : إنّى ما أرسلت نبيّاً ، فانقضت أيّامه إلاّ أقام بالأمر بعده وصيّه ; فاجعل علىّ بن أبى طالب الإمام والوصىّ من بعدك ; فإنّى خلقتكما من نور واحد ، وخلقتُ الأئمّة الراشدين من أنواركما ، أ تحبّ أن تراهم يا محمّد ؟ قلت : نعم يا ربّ . قال : ارفع رأسك ، فرفعت رأسى ، فإذا أنا بأنوار الأئمّة بعدى ; اثنا عشر نوراً ! قلت : يا ربّ ، أنوار مَن هى ؟ قال : أنوار الأئمّة بعدك ; اُمناء معصومون(٢) .

٣٧٢ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى احتجاجه مع الخوارج ـ : أمّا قولكم : إنّى كنت وصيّاً فضيّعت الوصيّة ; فإنّ الله عزّ وجلّ يقول : ³ وَلِلَّهِ عَلَي النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ  ²  (٣) أ فرأيتم هذا البيت ، لو لم يحجج إليه أحد كان البيت يكفر ؟ إنّ هذا البيت لو تركه من استطاع إليه سبيلاً كفر ، وأنتم كفرتم بترككم إيّاى ، لا أنا كفرت بتركى لكم(٤) .

٣٧٣ ـ عنه  ¼ ـ فى احتجاجه مع الخوارج ـ : أمّا قولكم : كنت وصيّاً فضيّعت الوصاية ; فأنتم كفرتم وقدّمتم علىَّ غيرى ، وأزلتم الأمر عنّى ، ولم أكُ كفرت بكم ، وليس علي الأوصياء الدعاء إلي أنفسهم ; فإنّما تدعو الأنبياء إلي أنفسهم ، والوصىّ مدلول عليه مستغن عن الدعاء إلي نفسه ، ذلك لمن آمن بالله ورسوله ،


(١) السدر شجرٌ معروف والتاء للوحدة ، والمنتهي ـ كأنّه ـ اسم مكان ، ولعلّ المراد به منتهي السماوات . . . وقد فسّر فى الروايات أيضاً بأنّها شجرةٌ فوق السماء السابعة (الميزان فى تفسير القرآن : ١٩ / ٣١) .
(٢) كفاية الأثر : ١١٠ عن واثلة بن الأسقع .
(٣) آل عمران : ٩٧ .
(٤) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٩٢ ، المناقب لابن المغازلى : ٤١٣ / ٤٦٠ عن بشر الخثعمى نحوه .

 ١١٤ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء / خير الأوصياء

وقد قال الله تعالي : ³ وَلِلَّهِ عَلَي النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً  ²  فلو ترك الناس الحجّ لم يكن البيت ليكفر بتركهم(١) إيّاه ، ولكن كانوا يكفرون بتركه ; لأنّ الله تبارك وتعالي قد نصبه لهم عَلَماً ، وكذلك نصبنى عَلَماً ، حيث قال رسول الله  ½ : "يا علىّ ، أنت بمنزلة الكعبة ; يؤتي إليها ولا تأتى"(٢) .

١ / ٦ ـ ٣

خير الأوصياء

٣٧٤ ـ رسول الله  ½ ـ لفاطمة    £ فى مرض وفاته ـ : أنا خاتم النبيّين ، وأكرم النبيّين علي الله ، وأحبّ المخلوقين إلي الله عزّ وجلّ ، وأنا أبوكِ ، ووصيّى خير الأوصياء ، وأحبّهم إلي الله ، وهو بعلك(٣) .

٣٧٥ ـ عنه  ½ ـ لفاطمة    £ ـ : نبيّنا أفضل الأنبياء ; وهو أبوك ، ووصيّنا خير الأوصياء ; وهو بعلك(٤) .


(١) فى المصدر "بتركه" والصحيح ما أثبتناه كما في الاحتجاج .
(٢) المسترشد : ٣٩٤ / ١٣١ ، الاحتجاج : ١ / ٤٤٥ / ١٠٢ وزاد فيه "أنت منّى بمنزلة هارون من موسي" قبل "أنت بمنزلة الكعبة". راجع : القسم التاسع/علىّ عن لسان النبيّ/المكانة السياسيّة والاجتماعيّة / مثله مثل الكعبة .
(٣) المعجم الكبير: ٣/٥٧/٢٦٧٥، المعجم الأوسط: ٦/٣٢٧/٦٥٤٠، تاريخ دمشق: ٤٢/١٣٠/٨٥٠١ ، ذخائر العقبي : ٢٣٥ كلّها عن علىّ الهلالى ; كفاية الأثر : ٦٣ عن جابر بن عبد الله الأنصارى .
(٤) المناقب لابن المغازلى : ١٠٢ / ١٤٤ ، ينابيع المودّة : ١ / ٢٤١ / ١٤ كلاهما عن أبى أيّوب الأنصارى ، الفصول المهمّة : ٢٩٢ ; الغيبة للطوسى : ١٩١ / ١٥٤ ، شرح الأخبار : ١ / ١٢٣ / ٥١ والثلاثة الأخيرة عن أبى سعيد الخدرى ، الخصال : ٤١٢ / ١٦ ، المسترشد : ٦١٣ / ٢٧٩ ، المناقب للكوفى : ١ / ٢٥٥ / ١٦٨ وفى الستّة الأخيرة "خير الأنبياء" بدل "أفضل الأنبياء" ، الأمالى للطوسى : ١٥٥ / ٢٥٦ وفيه "أفضل الأوصياء" بدل "خير الأوصياء" والأربعة الأخيرة عن أبى أيّوب الأنصارى ، الأمالى للصدوق : ١٨٨ / ١٩٧ عن عبد الله بن الفضل الهاشمى عن الإمام الصادق عن آبائه (ع) عنه  ½ وفيه "إنّ عليّاً . . . خير الوصيّين وزوج سيّدة نساء العالمين" .

 ١١٥ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء / خير الأوصياء

٣٧٦ ـ عنه  ½ : والذى بعثنى بالحقّ نبيّاً ما بعث الله نبيّاً أكرم عليه منّى ، ولا وصيّاً أكرم عليه من وصيّى علىّ(١) .

٣٧٧ ـ عنه  ½ : يا علىّ ، إذا حشر الله عزّ وجلّ الأوّلين والآخرين نصب لى منبراً فوق منابر النبيّين ، ونصب لك منبراً فوق منابر الوصيّين ، فترتقى عليه(٢) .

٣٧٨ ـ عنه  ½ : من أحبّ أن يمشى فى رحمة الله ، وأن يُصبح فى رحمة الله عليه ; فلا يدخلنّ قلبه شكّ بأنّ ذرّيّتى أفضل الذرّيّات ، ووصيّى أفضل الأوصياء(٣) .

٣٧٩ ـ الإمام علىّ  ¼ : أنا وصىّ رسول الله  ½ ، وأنا خير الأوصياء(٤) .

٣٨٠ ـ عنه  ¼ : إنّ خير الخلق ـ يوم يجمعهم اللهُ ـ الرسلُ ، وإن أفضل الرسل محمّد  ½ ، وإنّ أفضل كلّ اُمّة بعد نبيّها وصىّ نبيّها حتي يدركه نبىّ ، ألا وإنّ أفضل الأوصياء وصىّ محمّد عليه وآله السلام(٥) .


(١) الأمالى للطوسى : ١٠٦ / ١٦١ ، بشارة المصطفي : ٤٢ ، كشف اليقين : ٤٥٥ / ٥٥٥ ، كشف الغمّة : ٢ / ٧ وفيهما "ما خلق" بدل "ما بعث" ، الثاقب فى المناقب : ١٤٤ / ١٣٥ ، الفضائل لابن شاذان : ٦ كلّها عن ابن عبّاس وص ١٤٢ عن ابن عبّاس وابن مسعود .
(٢) الخصال : ٥٧٢ / ١ عن مكحول عن الإمام علىّ  ¼ .
(٣) ينابيع المودّة : ٢ / ٢٦٧ / ٧٥٨ عن خالد بن معدان رفعه .
(٤) المسترشد : ٢٦٤ / ٧٤ .
(٥) الكافى : ١ / ٤٥٠ / ٣٤ ، تفسير فرات : ١١٢ / ١١٣ وح ١١٤ ، شرح الأخبار : ١ / ١٢٤ / ٥٤ كلّها عن الأصبغ بن نباتة والأخيران نحوه .

 ١١٦ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء / سيّد الأوصياء

٣٨١ ـ الإمام الصادق  ¼ : ما بعث الله نبيّاً خيراً من محمّد  ½ ، ولا وصيّاً خيراً من وصيّه(١) .

٣٨٢ ـ عنه  ¼ : يا أبان ! كيف ينكر الناس قول أمير المؤمنين  ¼ لمّا قال : "لو شئت لرفعت رجلى هذه ، فضربت بها صدر ابن أبى سفيان بالشام ، فنكسته عن سريره" . ولا ينكرون تناول آصف وصىّ سليمان عرش بلقيس ، وإتيانه سليمان به قبل أن يرتدّ إليه طرفه ! أ ليس نبيّنا  ½ أفضل الأنبياء ، ووصيّه  ¼ أفضل الأوصياء ؟ أ فلا جعلوه كوصىّ سليمان ؟ حكم الله بيننا وبين من جحد حقّنا ، وأنكر فضلنا !(٢)

٣٨٣ ـ الإمام الرضا  ¼ : إنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأمينه وصفيّه ، وصفوته من خلقه ، وسيّد المرسلين ، وخاتم النبيّين ، وأفضل العالمين ، لا نبىّ بعده ، ولا تبديل لملّته ، ولا تغيير لشريعته . . . وإنّ الدليل بعده والحجّة علي المؤمنين ، والقائم بأمر المسلمين ، والناطق عن القرآن ، والعالم بأحكامه أخوه وخليفته ، ووصيّه ووليّه ، والذى كان منه بمنزلة هارون من موسي ، علىّ بن أبى طالب  ¼ ; أمير المؤمنين ، وإمام المتّقين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وأفضل الوصيّين ، ووارث علم النبيّين والمرسلين(٣) .

١ / ٦ ـ ٤

سيّد الأوصياء

٣٨٤ ـ رسول الله  ½ : وصيّى علىّ بن أبى طالب . . . هو أفضل اُمّتى ، وأعلمهم


(١) الاختصاص : ٢٦٣ عن صفوان بن مهران الجمّال ، بحار الأنوار : ١١ / ٦٠ / ٦٧ .
(٢) الاختصاص : ٢١٢ عن أبان الأحمر ، بحار الأنوار : ١٤ / ١١٥ / ١٢ .
(٣) عيون أخبار الرضا : ٢ / ١٢٢ / ١ عن الفضل بن شاذان ، تحف العقول : ٤١٦ .

 ١١٧ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء / سيّد الأوصياء

بربّى ، وهو منّى بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبىّ بعدى ، وأنّه لسيّد الأوصياء ، كما أنّى سيّد الأنبياء(١) .

٣٨٥ ـ عنه  ½ ـ لعلىّ  ¼ ـ : لولا أنّى خاتم الأنبياء لكنتَ شريكاً فى النبوّة ; فإن لا تكن نبيّاً فإنّك وصىّ نبىّ ووارثه ، بل أنت سيّد الأوصياء ، وإمام الأتقياء(٢) .

٣٨٦ ـ عنه  ½ : يا علىّ ، إذا كان يوم القيامة نادي مناد من بُطنان العرش(٣) : أين سيّد الأنبياء ؟ فأقوم ، ثمّ ينادى : أين سيّد الأوصياء ؟ فتقوم ، ويأتينى رضوان بمفاتيح الجنّة ، ويأتينى مالك بمقاليد النار فيقولان : إنّ الله جلّ جلاله أمرنا أن ندفعها إليك ، ونأمرك أن تدفعها إلي علىّ بن أبى طالب ، فتكون يا علىّ قسيم الجنّة والنار(٤) .

٣٨٧ ـ عنه  ½ : يا علىّ ، أنت . . . سيّد الوصيّين ، ووصىّ سيّد النبيّين(٥) .

٣٨٨ ـ عنه  ½ : أنا سيّد الأوّلين والآخرين ، وعلىّ بن أبى طالب سيّد


(١) التوحيد : ٣٩٩ (هامش الحديث ١٣ نقلا عن نسخة اُخرى) عن حفص بن غياث عن الإمام الصادق عن آبائه (ع) .
(٢) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢١٠ عن الإمام الصادق  ¼ ، ينابيع المودّة : ١ / ٢٣٩ / ١٢ عن الإمام الصادق عن آبائه (ع) .
(٣) أى من وسطه . وقيل : من أصله ، وقيل : البُطنان جمع بَطْن ; وهو الغامض من الأرض ، يريد : من دواخل العَرش (النهاية : ١ / ١٣٧) .
(٤) الخصال : ٥٨٠ / ١ عن مكحول عن الإمام علىّ  ¼ .
(٥) الأمالى للصدوق : ٣٧٥ / ٤٧٥ عن ابن عبّاس وص ٦٥٢ / ٨٨٨ عن أبى الطفيل عن الإمام الحسن  ¼ وفيه "أنا سيّد النبيّين ، وعلىّ بن أبى طالب سيّد الوصيّين" ، بشارة المصطفي : ٣٥ وص ١٨ وص ١٦١ وفيهما "علىّ سيّد الأوصياء ، ووصىّ سيّد الأنبياء" والثلاثة الأخيرة عن ابن عبّاس ، كفاية الأثر : ١٠١ عن زيد بن أرقم وفيه "أنت سيّد الأوصياء" .

 ١١٨ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء / خاتم أوصياء الأنبياء

الوصيّين(١) .

٣٨٩ ـ الإمام علىّ  ¼ : أنا إمام البريّة ، ووصىّ خير الخليقة ، وزوج سيّدة نساء الاُمّة ، وأبو العترة الطاهرة ، والأئمّة الهادية . أنا أخو رسول الله  ½ ، ووصيّه ، ووليّه ووزيره ، وصاحبه وصفيّه ، وحبيبه وخليله . أنا أمير المؤمنين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وسيّد الوصيّين(٢) .

٣٩٠ ـ عنه  ¼ : أنا سيّد الوصيّين ، ووصىّ سيّد النبيّين(٣) .

٣٩١ ـ الخصال عن محمّد ابن الحنفيّة : منّا محمّد سيّد المرسلين ، وعلىّ سيّد الوصيّين(٤) .

١ / ٦ ـ ٥

خاتم أوصياء الأنبياء

٣٩٢ ـ رسول الله  ½ ـ لفاطمة    £ فى وصف علىّ  ¼ ـ : هو وصيّى ، ووارث الأوصياء(٥) .

٣٩٣ ـ الإمام علىّ  ¼ : أنا يعسوب المؤمنين ، وغاية السابقين ، ولسان المتّقين ،


(١) الأمالى للصدوق : ٦٧٨ / ٩٢٤ عن عائشة ، معانى الأخبار : ٣٧٣ / ١ عن ابن عبّاس وفيه "أيّها الناس ! إنّ عليّاً سيّد الوصيّين" .
(٢) من لا يحضره الفقيه : ٤ / ٤١٩ / ٥٩١٨ ، الأمالى للصدوق : ٧٠٢ / ٩٦١ ، بشارة المصطفي : ١٩١ كلّها عن الأصبغ بن نباتة .
(٣) الأمالى للصدوق : ٩٢ / ٦٧ ، بشارة المصطفي : ١٥٦ كلاهما عن الأصبغ بن نباتة .
(٤) الخصال : ٣٢٠ / ١ عن زرّ بن حبيش .
(٥) الإرشاد : ١ / ٣٧ عن أبى سعيد الخدرى ، إعلام الوري : ١ / ٣١٧ .

 ١١٩ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء / خاتم أوصياء الأنبياء

وخاتم الوصيّين ، ووارث النبيّين ، وخليفة ربّ العالمين(١) .

٣٩٤ ـ عنه  ¼ : أنا وصىّ الأوصياء(٢) .

٣٩٥ ـ المعجم الأوسط عن أبى الطفيل : خطب الحسن بن علىّ بن أبى طالب ، فحمد الله وأثني عليه ، وذكر أمير المؤمنين عليّاً   ¢ خاتم الأوصياء ، ووصىّ خاتم الأنبياء ، وأمين الصدّيقين والشهداء ، ثمّ قال : . . . ولقد قبضه الله فى الليلة التى قبض فيها وصىّ موسي ، وعرج بروحه فى الليلة التى عرج فيها بروح عيسي بن مريم ، وفى الليلة التى أنزل الله عزّ وجلّ فيها الفرقان(٣) .

٣٩٦ ـ تاريخ اليعقوبى ـ فى ذكر خلافة أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب  ¼ ـ : ثمّ قام مالك بن الحارث الأشتر ، فقال : أيّها الناس ! هذا وصىّ الأوصياء ، ووارث علم الأنبياء ، العظيم البلاء ، الحسن العناء(٤) (٥) .


(١) مختصر بصائر الدرجات : ١٩٨ عن مسعدة بن صدقة عن الامام الصادق  ¼ وص ٣٤ عن أبى حمزة الثمالى عن الإمام الباقر عنه    ¤ ، اليقين : ٤٨٩ / ١٩٦ عن الأصبغ بن نباتة ، كتاب سليم بن قيس : ٢ / ٧١٢ / ١٧ عن سليم بن قيس وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ٢٦ / ١٥٣ / ٤١ نقلاً عن كتاب المحتضر للحسن بن سليمان .
(٢) الأمالى للطوسى : ١٤٨ / ٢٤٣ ، بشارة المصطفي : ٨٧ ، كشف الغمّة : ٢ / ١١ كلّها عن ميثم التمّار ، شرح الأخبار : ١ / ١٢٦ / ٦٠ عن حسن الصنعانى وج ٣ / ٤٩٩ / ١٤٣٠عن أبى الجارود عن الإمام الباقر  ¼ ، تأويل الآيات الظاهرة: ٢/٤٤٧/١ عن أبى الجارود عن الإمام الصادق  ¼ وكلاهما عنه  ¼ .
(٣) المعجم الأوسط : ٢ / ٣٣٦ / ٢١٥٥ ; بشارة المصطفي : ٢٤٠ وراجع الكافى : ١ / ٤٥٧ / ٨ . راجع : القسم الخامس عشر / بعد الاستشهاد / فى رثاء الإمام .
(٤) فى الطبعة المعتمدة : "الغناء" وما أثبتناه من طبعة النجف (٢ / ١٥٥) . والعناء هنا : المداراة أو حُسن السياسة (لسان العرب : ١٥ / ١٠٦) .
(٥) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٧٩ . راجع : القسم التاسع / علىّ عن لسان أصحابه / مالك الأشتر .

 ١٢٠ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء / أوّل أوصياء خاتم الأنبياء

١ / ٦ ـ ٦

أوّل أوصياء خاتم الأنبياء

٣٩٧ ـ رسول الله  ½ : أنا سيّد المرسلين ، وعلىّ بن أبى طالب سيّد الوصيّين ، وإنّ أوصيائى بعدى اثنا عشر ; أوّلهم علىّ بن أبى طالب ، وآخرهم القائم(١) .

٣٩٨ ـ عنه  ½ : الأئمّة بعدى اثنا عشر ; أوّلهم علىّ بن أبى طالب ، وآخرهم القائم ; فهم خلفائى وأوصيائى وأوليائى وحجج الله علي اُمّتى بعدى(٢) .

٣٩٩ ـ الإمام علىّ  ¼ : لا يقاس بآل محمّد  ½ من هذه الاُمّة أحد ، ولا يسوّي بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً ، هم أساس الدين ، وعماد اليقين . إليهم يفىء الغالى ، وبهم يلحق التالى ، ولهم خصائص حقّ الولاية ، وفيهم الوصيّة والوراثة ; الآنَ إذ رجع الحقّ إلي أهله ، ونُقل إلي مُنتَقَله(٣) .

١ / ٦ ـ ٧

وصاية الإمام فى أدب صدر الإسلام

٤٠٠ ـ تاريخ اليعقوبى عن حسّان بن ثابت ـ فى وصف الإمام علىّ  ¼ فى أوائل


(١) فرائد السمطين : ٢ / ٣١٣ / ٥٦٤ عن ابن عبّاس ، ينابيع المودّة : ٣ / ٢٩١ / ٧ عن جابر ; كمال الدين : ٢٨٠ / ٢٩ ، عيون أخبار الرضا : ١ / ٦٤ / ٣١ كلاهما عن ابن عبّاس وفى الثلاثة الأخيرة "النبيّين" بدل "المرسلين" وراجع الأمالى للطوسى : ٥٩٢ / ١٢٢٦ .
(٢) من لا يحضره الفقيه : ٤ / ١٧٩ / ٥٤٠٦ ، كمال الدين : ٢٥٩ / ٤ ، إعلام الوري : ٢ / ١٧٣ كلّها عن يحيي بن أبى القاسم عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه (ع) وفى نفس الصفحة عن ابن عبّاس نحوه .
(٣) نهج البلاغة : الخطبة ٢ ، قال ابن أبى الحديد فى ذيل هذه الخطبة : أمّا الوصيّة فلا ريب عندنا أنّ عليّاً  ¼ كان وصىّ رسول الله  ½ ، وإن خالف فى ذلك من هو منسوب عندنا إلي العناد (شرح نهج البلاغة : ١ / ١٣٩) .

 ١٢١ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء / وصاية الإمام فى أدب صدر الإسلام

خلافة أبى بكر ـ :

حفظتَ رسول الله فينا وعهَدهُإليك ومَن أولي به منك مَن ومَنْ ؟
أ لست أخاه فى الإخا ووصيّهُ وأعلم فِهْر(١)بالكتاب وبالسنن ؟(٢)

٤٠١ ـ تاريخ الطبرى عن الفضل بن عبّاس :

ألا إنّ خير الناس بعد محمّد وصىّ النبىّ المصطفي عند ذى الذكرِ
وأوّل من صلّي وصنو نبيّهِ وأوّل من أردي الغواة لدي بدر(٣)

٤٠٢ ـ شرح نهج البلاغة : وممّا رويناه من الشعر المقول فى صدر الإسلام المتضمّن كونه  ¼ وصىّ رسول الله قول عبد الله بن أبى سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب :

ومنّا علىّ ذاك صاحب خيبر وصاحب بدر يوم سالت كتائبهْ
وصىّ النبىّ المصطفي وابن عمّهِفمن ذا يدانيه ومن ذا يقاربه !

وقال عبد الرحمن بن جُعَيل :

لعمرى لقد بايعتمُ ذا حفيظة علي الدين معروف العفاف موفّقا
عليّاً وصىّ المصطفي وابن عمّهِ وأوّل من صلّي أخا الدين والتقي

وقال أبو الهيثم بن التيَّهان ـ وكان بدريّاً ـ :

قل للزبير وقل لطلحة إنّنانحن الذين شعارنا الأنصارُ

(١) فِهْر : قبيلة ; وهى أصل قريش (لسان العرب : ٥ / ٦٦) .
(٢) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٢٨ ; شرح نهج البلاغة : ٦ / ٣٥ وفيه "فى الهدي" بدل "فى الإخا" و"منهم" بدل "فهر" .
(٣) تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٢٦ ; الدرجات الرفيعة : ١٤٣ .

 ١٢٢ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء / وصاية الإمام فى أدب صدر الإسلام

نحن الذين رأت قريش فعلنايوم القَلِيب(١) اُولئك الكفّار
كنّا شعار نبيّنا ودثارهيفديه منّا الروح والأبصار
إنّ الوصىّ إمامنا ووليّنابرح الخفاء وباحت الأسرار

وقال عمر بن حارثة الأنصارى ، وكان مع محمّد ابن الحنفيّة يوم الجمل ، وقد لامه أبوه  ¼ لمّا أمره بالحملة فتقاعس(٢) :

أبا حسن أنت فصل الاُمورْيبين بك الحلّ والمحرمُ
جمعت الرجال علي رايةبها ابنُك يوم الوغي مُقحَمُ
ولم ينكص المرء من خيفة ولكن توالت له أسهمُ
فقال رويداً ولا تعجلوافإنّى إذا رشقوا مقدِمُ
فأعجلته والفتي مجمعٌبما يكره الوجِل المحجم(٣)
سمىّ النبىّ وشبه الوصىّ ورايته لونها العندم(٤)

وقال رجل من الأزد يوم الجمل :

هذا علىّ وهو الوصىُّآخاه يوم النجوة النبىُّ
وقال هذا بعدىَ الولىُّ وعاهُ واع ونسي الشقىُّ

وخرج يوم الجمل غلام من بنى ضبّة شابّ مُعلِم(٥) من عسكر عائشة ، وهو يقول :


(١) فى الحديث : "أنّه  ½ وقف علي قَليب بدر" القَليب : البئر لم تُطوَ (لسان العرب : ١ / ٦٨٩) .
(٢) قعس : تأخّر ورجع إلي خلف (لسان العرب : ٦ / ١٧٧) .
(٣) أحجم عن الأمر : كفّ أو نكص هيبة (لسان العرب : ١٢ / ١١٦) .
(٤) العندم : شجر أحمر ، وقال بعضهم : دم الغزال (لسان العرب : ١٢ / ٤٣٠) .
(٥) رجل مُعلِم : إذا عُلم مكانه فى الحرب بعلامة أعلمَها (لسان العرب : ١٢ / ٤١٩) .

 ١٢٣ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء / وصاية الإمام فى أدب صدر الإسلام

نحن بنى ضبّة أعداء علىّذاك الذى يُعرف قدماً بالوصى
وفارس الخيل علي عهد النبىّما أنا عن فضل علىٍّ بالعمىّ
لكنّنى أنعي ابن عفّان التقىّإنّ الولىّ طالبٌ ثأر الولىّ

وقال سعيد بن قيس الهمدانى يوم الجمل ـ وكان فى عسكر علىّ  ¼ ـ :

أيّة حرب اُضرمت نيرانها وكُسرت يوم الوغي مُرّانُها(١)
قل للوصىّ أقبلت قحطانهافادعُ بها تكفيكها همدانُها

همُ بنوها وهمُ إخوانها

وقال زياد بن لبيد الأنصارى يوم الجمل ـ وكان من أصحاب علىّ  ¼ ـ :

كيف تري الأنصار فى يوم الكَلَبإنّا اُناس لا نُبالى مَن عَطِب
ولا نبالى فى الوصىّ مَن غضب وإنّما الأنصار جِدّ لا لعب
هذا علىّ وابن عبد المطّلبننصره اليوم علي من قد كذَب

من يكسب البغى فبئسما اكتَسب

وقال حجر بن عدىّ الكندى فى ذلك اليوم أيضاً :

يا ربّنا سلّم لنا عليّاسلّم لنا المبارك المضيّا
المؤمن الموحّد التقيّالا خطل الرأى ولا غويّا
بل هادياً موفّقاً مهديّا واحفظه ربّى واحفظ النبيّا
فيه فقد كان له وليّاثمّ ارتضاه بعده وصيّا

وقال خزيمة بن ثابت الأنصارى ذو الشهادتين ـ وكان بدريّاً ـ فى يوم الجمل أيضاً :


(١) المُرّان : الرماح الصُّلبة اللَّدنة ، واحدتها مُرّانة (لسان العرب : ١٣ / ٤٠٣) .

 ١٢٤ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء / وصاية الإمام فى أدب صدر الإسلام

ليس بين الأنصار فى جَحْمة(١) الحربِ وبين العداة إلاّ الطعانُ
وقراع الكُماة بالقُضُب البيـ ـضِ إذا ما تحطّم المُرّانُ
فادعها تستجب فليس من الخزرج والأوس ـ يا علىٌّ ـ جبانُ
يا وصىّ النبىّ قد أجلتِ الحربُ الأعادى وسارت الأظعان(٢)
واستقامت لك الاُمور سوي الشـ ـام وفى الشام يظهر الإذعان
حسبهم ما رأوا وحسبك منّاهكذا نحن حيث كنّا وكانوا

وقال خزيمة أيضاً فى يوم الجمل :

أ عائشَ خلّى عن علىّ وعيبِهِبما ليس فيه ; إنّما أنت والده
وصىّ رسول الله من دون أهلهِ وأنتِ علي ما كان من ذاك شاهده
وحسبكِ منه بعض ما تعلمينهُ ويكفيك لو لم تعلمى غير واحده
إذا قيل ماذا عبت منه رميتهِبخذل ابن عفّان وما تلك آبِده(٣)
وليس سماء الله قاطرة دماًلذاك وما الأرض الفضاء بمائده(٤)

وقال ابن بديل بن ورقاء الخزاعى يوم الجمل أيضاً :

يا قوم للخطّة العظمي التى حدثتحرب الوصىّ وما للحرب من آسى
الفاصل الحكم بالتقوي إذا ضربتتلك القبائل أخماساً لأسداس

وقال عمرو بن اُحيحة يوم الجمل فى خطبة الحسن بن علىّ    ¤ بعد خطبة


(١) جاحِم الحرب : وهو ضِيقُها وشدّتها (لسان العرب : ١٢ / ٨٥) .
(٢) الظعينة : الهودج تكون فيه المرأة . وأصل الظعينة : الراحلة التى يُرحل ويُظعن عليها ; أى يُسار (لسان العرب : ١٣ / ٢٧١) .
(٣) جاء بآبِدة : أى بأمر عظيم ينفر منه ويستوحش (النهاية : ١ / ١٣) .
(٤) ماد : تحرّك بشدّة ومنه قوله تعالي : ³ أَن تَمِيدَ بِكُمْ  ²  (النحل:١٥) أى تضطرب بكم ، وتدور بكم ، وتحرّككم حركةً شديدة (تاج العروس : ٥ / ٢٦٤) .

 ١٢٥ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء / وصاية الإمام فى أدب صدر الإسلام

عبد الله بن الزبير :

حسَنَ الخير يا شبيه أبيهِقمتَ فينا مقام خير خطيبِ
قمت بالخطبة التى صدع اللــهُ بها عن أبيك أهل العيوبِ
وكشفت القناع فاتّضح الأمــرُ وأصلحتَ فاسدات القلوبِ
لست كابن الزبير لجلجَ فى القولِ وطاطا عنان فَسْل(١) مريب
وأبي الله أن يقوم بما قا مَ به ابن الوصىّ وابن النجيب
إنّ شخصاً بين النبىّ ـ لك الخيــرُ ـ وبين الوصىّ غير مشوب

وقال زَحْر بن قيس الجعفى يوم الجمل أيضاً :

أضربكم حتي تقرّوا لعلىّخير قريش كلّها بعد النبىّ
مَن زانه الله وسمّاه الوصىّإنّ الولىّ حافظٌ ظهر الولىّ

كما الغوىّ تابع أمر الغوىّ

ذكر هذه الأشعار والأراجيز بأجمعها أبو مِخنف لوط بن يحيي فى كتاب وقعة الجمل . وأبو مخنف من المحدّثين ، وممّن يري صحّة الإمامة بالاختيار ، وليس من الشيعة ، ولا معدوداً من رجالها .

وممّا رويناه من أشعار صفّين التى تتضمّن تسميته  ¼ بالوصىّ ما ذكره نصر بن مزاحم بن يسار المِنقرى فى كتاب صفّين ، وهو من رجال الحديث .

قال نصر بن مزاحم : قال زَحْر بن قيس الجعفى :

فصلّي الإله علي أحمدرسول المليك تمام النَّعمْ
رسول المليك ومِن بعدهُخليفتنا القائم المدَّعَم

(١) الفَسْل : الرذل النذل الذى لا مروّة له (لسان العرب : ١١ / ٥١٩) .

 ١٢٦ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء / وصاية الإمام فى أدب صدر الإسلام

عليّاً عنيت وصىّ النبىّنجالد(١) عنه غواة الاُمم(٢)

قال نصر : ومن الشعر المنسوب إلي الأشعث بن قيس :

أتانا الرسول رسول الإمامِفسُرّ بمقدَمِه المسلمونا
رسول الوصىّ وصىّ النبىِّله السبق والفضل فى المؤمنينا(٣)

ومن الشعر المنسوب إلي الأشعث أيضاً :

أتانا الرسول رسول الوصىّعلىُّ المهذّب من هاشمِ
وزير النبىّ وذو صهرهِ وخير البريّة والعالَم(٤)

قال نصر بن مزاحم : من شعر أمير المؤمنين  ¼ فى صفّين :

يا عجباً لقد سمعت منكراكِذْباً علي الله يُشيب الشَّعَرا
ما كان يرضي أحمد لو اُخبراأن يقرنوا وصيّه والأبترا
شانى الرسول واللعين الأخزرا(٥)إنّى إذا الموت دنا وحضرا
شمّرت ثوبى ودعوت قنبرا قدِّم لوائى لا تؤخّر حَذَرا
لا يدفع الحذار ما قد قُدّرالو أنّ عندى ـ يابن حرب ـ جعفرا
أو حمزة القرم(٦) الهمام الأزهرارأت قريش نجم ليل ظهُرا(٧)

(١) جالدناهم بالسيوف : ضاربناهم (لسان العرب : ٣ / ١٢٥) .
(٢) الفصول المختارة : ٢٧٠ ، وقعة صفّين : ١٨ نحوه وكلاهما عن جرير البجلى .
(٣) وقعة صفّين : ٢٣ وفيه "له الفضل والسبق . . ." .
(٤) وقعة صفّين : ٢٤ وفيه "فى العالم" بدل "و العالم" وزاد :
رسول الوصىّ وصىّ النبىّ وخير البريّة من قائم
 

(٥) تخازر الرجل : إذا ضيّق جفنه ليُحدّد النظر ، كقولك : تعامي وتجاهل (لسان العرب : ٤ / ٢٣٦) .
(٦) القرم من الرجال : السيّد المعظّم (لسان العرب : ١٢ / ٤٧٣) .
(٧) وقعة صفّين : ٤٣ نحوه .

 ١٢٧ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وصىّ خاتم الأنبياء / وصاية الإمام فى أدب صدر الإسلام

وقال جرير بن عبد الله البجلى كتب بهذا الشعر إلي شرحبيل بن السمط الكندى رئيس اليمانية من أصحاب معاوية :

نصحتك يابن السمط لا تتبع الهويفما لك فى الدنيا من الدين من بدلْ
ولا تك كالمُجري إلي شرّ غايةفقد خرق السربال(١) واستَنوق الجمل(٢)
مقال ابن هند فى علىّ عضيهةٌ(٣) ولَلّهُ فى صدر ابن أبى طالب أجلّ
وما كان إلاّ لازماً قعر بيتهِإلي أن أتي عثمان فى بيته الأجل
وصىّ رسول الله من دون أهلهِ وفارسه الحامى به يُضرب المثل(٤)

وقال النعمان بن عجلان الأنصارى :

كيف التفرّق والوصىّ إمامنالا كيف إلاّ حيرة وتخاذلا
لا تغبنُنّ عقولكم لا خير فى من لم يكن عند البلابل عاقلا
وذروا معاوية الغوىّ وتابِعوادين الوصىّ لتحمدوه آجلا(٥)

وقال عبد الرحمن بن ذؤيب الأسلمى :

ألا أبلغ معاوية بن حربفما لك لا تهَشّ(٦) إلي الضراب !
فإن تسلم وتبق الدهر يوماًنَزُرْكَ بجحفل(٧) عدد التراب

(١) يقال للرجل المتمزّق الثياب : مُنخرق السربال (لسان العرب : ١٠ / ٧٣) .
(٢) فى المثل : استنوق الجمل : صار كالناقة فى ذُلّها (لسان العرب : ١٠ / ٣٦٢) .
(٣) العَضْه : القالة القبيحة ; وهى الإفك والبهتان والنميمة (لسان العرب : ١٣ / ٥١٥) .
(٤) وقعة صفّين : ٤٩ نحوه .
(٥) وقعة صفّين : ٣٦٥ وفيه "النضر بن عجلان الأنصارى" .
(٦) يقال : هشّ يهَشّ : إذا فرح به واستبشر ، وارتاحَ له وخفّ (النهاية : ٥ / ٢٦٤) .
(٧) الجحفل : الجيش الكثير .

 ١٢٨ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وجوب طاعة الأوصياء

يقودهم الوصىّ إليك حتييردّك عن ضلال وارتياب(١)

وقال المغيرة بن الحارث بن عبد المطّلب :

يا عصبة الموت صبراً لا يهولكمُجيش ابن حرب فإنّ الحقّ قد ظهرا
وأيقنوا أنّ من أضحي يخالفكمأضحي شقيّاً وأمسي نفسه خسرا
فيكم وصىّ رسول الله قائدكم وصهره وكتاب الله قد نُشرا(٢)

وقال عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب :

وصىّ رسول الله من دُون أهله وفارسهُ إن قيل هل من مُنَازل (٣) !
فَدونَكهُ إن كنت تبغى مهاجراًأشمّ كنَصْل السيف عَيْرَ حَلاحِلِ(٤)

والأشعار التى تتضمّن هذه اللفظة [الوصيّ] كثيرة جدّاً ، ولكنّا ذكرنا منها هاهنا بعض ما قيل فى هذين الحزبين ، فأمّا ما عداهما فإنّه يجلّ عن الحصر ، ويعظم عن الإحصاء والعدّ ، ولولا خوف الملالة والإضجار لذكرنا من ذلك ما يملأ أوراقاً كثيرة(٥) .

١ / ٧

وجوب طاعة الأوصياء

٤٠٣ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ قال رسول الله  ½ ـ : قد أخبرنى الله تعالي أنّه قد استجاب


(١) وقعة صفّين : ٣٨٢ نحوه .
(٢) وقعة صفّين : ٣٨٥ نحوه .
(٣) وقعة صفّين : ٤١٦ وفيه "الفضل بن عبّاس" .
(٤) عَيْرُ القوم : سيّدهم . والحَلاحِل : جمع حُلاحِل ; وهو السيّد فى عشيرته ، الشجاع الركين (لسان العرب : ٤ / ٦٢١ وج ١١ / ١٧٤) .
(٥) شرح نهج البلاغة : ١ / ١٤٣ ـ ١٥٠ .

 ١٢٩ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية / وجوب طاعة الأوصياء

لى فيك ولشركائك الذين يكونون بعدك . قلت : يا رسول الله ، ومن شركائى ؟

قال : الذين قرن الله طاعتهم بطاعته وبطاعتى . قلت : من هم يا رسول الله ؟

قال : الذين قال الله تعالي فيهم : ³ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الاَْمْرِ مِنكُمْ  ²  (١) . قلت : يا نبى الله ، من هم ؟ قال : هم الأوصياء بعدى(٢) .

٤٠٤ ـ تفسير العيّاشى عن جابر الجعفى : سألت أبا جعفر  ¼ عن هذه الآية : ³ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الاَْمْرِ مِنكُمْ  ²  قال : الأوصياء(٣) .

٤٠٥ ـ الإمام الصادق  ¼ : اُشرِك بين الأوصياء والرسل فى الطاعة(٤) .

٤٠٦ ـ الكافى عن الحسين بن أبى العلاء : قلت لأبى عبد الله  ¼ : الأوصياء طاعتهم مفترضة ؟ قال : نعم ، هم الذين قال الله عزّ وجلّ : ³ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الاَْمْرِ مِنكُمْ  ²  وهم الذين قال الله عزّ وجلّ : ³ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ  ²  (٥) (٦) .

راجع : أحاديث الخلافة .

القسم التاسع / علىّ عن لسان النبىّ / المكانة السياسيّة والاجتماعيّة / وصيّى .

القسم الأوّل / الولادة / الألقاب / الوصىّ .


(١) النساء : ٥٩ .
(٢) الاعتقادات : ١٢١ ، الغيبة للنعمانى : ٨١ / ١٠ ، تفسير العيّاشى : ١ / ٢٥٣ / ١٧٧ كلا هما نحوه وكلّها عن سليم بن قيس .
(٣) تفسير العيّاشى : ١ / ٢٤٩ / ١٦٨ وص ٢٥٣ / ١٧٦ عن عمرو بن سعيد عن أبى الحسن  ¼ .
(٤) الكافى : ١ / ١٨٦ / ٥ عن أبى الحسن العطّار .
(٥) المائدة : ٥٥ .
(٦) الكافى : ١ / ١٨٩ / ١٦ وص ١٨٧ / ٧ ، الاختصاص : ٢٧٧ .


إرجاعات 
١١٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الثاني : عليّ عن لسان النبيّ / المكانة السياسيّة والاجتماعيّة / وصيّي
٨٤ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام عليّ / الفصل الأوّل : الولادة / الألقاب / أمير المؤمنين .