٢٨٣ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / بحث حول يوم إكمال الدين
³ الْيَوْمَ يَـئـِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِِْْسْلامَ دِينًا ² (١) . تتحدّث الآية عن يوم يتّسم بأربع خصائص مهمّة : ١ ـ هو يوم يئس فيه الكفّار من إلحاق الأذي بأصل الإسلام ، أو النيل من قواعد هذا الدين ووجوده . ٢ ـ هو يوم كمُل فيه الدين الإسلامى . ٣ ـ هو يوم أتمّ الله سبحانه فيه نعمته علي الاُمّة الإسلاميّة . ٤ ـ هو يوم رضى الله سبحانه فيه لهذا الدين أن يكون الدين النهائى الخاتم للإنسانيّة أجمع . عندما تحتشد هذه الخصائص البارزة فى هذا اليوم ، ففى ذلك إشارة علي أنّه (١) المائدة : ٣ . ٢٨٤ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / بحث حول يوم إكمال
الدين
أعظم يوم وأكثرها تحديداً للمصير فى تاريخ الرسالة النبويّة ، بل فى تاريخ الإسلام قاطبة . هنا بالذات يكمن مغزي كلمة ألقاها يهودىٌّ إلي عمر بن الخطّاب وهو يشيد بجلال هذا اليوم لو كان عند اليهود . ففى الخبر عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطّاب ، قوله : إنّ رجلاً من اليهود قال له : يا أمير المؤمنين ، آية فى كتابكم تقرؤونها ، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتّخذنا ذلك اليوم عيداً ! قال : أىُّ آية ؟ قال : ³ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ . . . ² (١) . ينبغى الآن أن نُطلّ علي تاريخ الإسلام لننظر أىّ يوم هذا اليوم المصيرى الذى يحمل تلك الخصائص الأربعة ؟ وهو الي ذلك جدير أن يحتفى به المجتمع الإسلامى وتتّخذه الاُمّة عيداً ! كثيرة هى الاحتمالات التى سيقت لتحديد ذلك اليوم ، بيد أنّها فى الغالب لا تستند الي وثائق تاريخيّة أو الي نصوص حديثيّة ، وبذلك ننأي عن عرضها فى هذا المجال(٢) . تبقي هناك فرضيّـتان تستند كلّ واحدة منهما إلي مجموعة من النصوص التاريخيّة والحديثيّة التى تعود إلي الشيعة والسنّة . والمطلوب دراسة هاتين المجموعتين من النصوص لننظر فيما إذا كانت متعارضة فيما بينها ، أم هناك وجه للجمع بينهما . والفرضيّتان هما :
(١) صحيح البخارى : ١/٢٥/٤٥ وج ٤/١٦٠٠/٤١٤٥ وص ١٦٨٣ /
٤٣٣٠ وج ٦/٢٦٥٣/٦٨٤٠ . ٢٨٥ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / بحث حول يوم إكمال
الدين
١ ـ يوم غدير خمّ فى أحاديث الشيعة أخبار كثيرة تحدّد موضوع الآية بنصب النبىّ ½ للإمام علىّ ¼ قائداً للاُمّة من بعده ، من دون أن تُشير إلي ذكر يوم الغدير أو أىّ يوم آخر غيره . بيد أنّ هناك ما يناهز العشرين حديثاً تتحدّث صراحة علي أنّ الآية نزلت يوم الغدير(١) . كما توجد أحاديث فى كتب أهل السنّة تنتهى أساساً إلي أبى هريرة وأبى سعيد الخدرى ، تُشير أيضاً إلي أنّ الآية نزلت فى يوم الغدير ، الموافق للثامن عشر من ذى الحجّة سنة عشر للهجرة(٢) ، وهذه الأحاديث تتوافق مع القرآن ، ولا مناص من التسليم بها ، وإلاّ ليس ثمّة يوم يمكن العثور عليه فى حياة النبىّ ½ ينطوى علي ما ذكره القرآن من خصائص غير يوم الغدير . فبتعيين القائد المستقبلى للاُمّة الإسلاميّة من قِبَل الله سبحانه فى هذا اليوم ، اندحر الكافرون ، وانقطع دابرهم ، وتبدّلت آمالهم يأساً ، وقد كانوا من قبل يظنّون أنّ هذا الدين متقوّم بشخص النبىّ ووجوده الأقدس ، فإذا ما غاب عن الساحة انتهي أمر الإسلام ، وصار إلي زوال . فى هذا اليوم تكامل منهاج الإسلام ، وتمّت اُطروحته لإدارة غد البشريّة ، وتدبير أمر العالم كلّ العالم . وبتبوّأ شخصيّة شاهقة متألّقة كالإمام أمير المؤمنين ¼ الذى هو عِدل النبىّ ـ
(١) راجع : الأمالى للصدوق : ١٨٨ / ١٩٧ ، كمال الدين :
٢٧٦ ، اقبال الأعمال : ٢ / ٢٦٢ ; شرح الأخبار : ١ / ١٠٥ ، الغيبة للنعمانى : ٦٩ / ٨
، الاحتجاج : ١ / ٣٤٢ ، إعلام الوري : ١ / ٢٦٣ ، اليقين : ٢١٢ ، تفسير فرات : ١١٨ /
١٢٣ . ٢٨٦ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / بحث حول يوم إكمال
الدين
باستثناء النبوّة(١) ـ وتعيينه للخلافة ، كملت نعمة الله سبحانه علي الاُمّة الإسلاميّة . وباستكمال منهاج الإسلام ، وبلوغ برنامجه الذروة لتكامل المجتمع الإنسانى مادّياً ومعنويّاً ; رضى الله سبحانه الإسلام ديناً لتكامل الإنسان . ثمّة قرائن وافرة تدلّ علي أنّ يوم إكمال الدين هو يوم الغدير ; فها نحن نُبصر علي المسرح التاريخى لوقائع يوم الغدير عام (١٠ هـ) يدَى رسول الله ½ تضع العمامة علي رأس علىّ ¼ فى مراسم مهيبة(٢) ، ثم هو ذا النبىّ يضع بنفسه برنامجاً خاصّاً لتهنئة الإمام القائد فى ذلك اليوم(٣) ، فينثال علي الإمام الصحابة الكرام مسلّمين ومهنّئين(٤) ، وهذا حسّان بن ثابت يطلع من بين الصفوف بقصيدة توثّق الواقعة(٥) ، وبعد ذلك كلّه يُصار لإعلان يوم الغدير عيداً من أعظم الأعياد الإسلاميّة(٦) . فهل تدع هذه القرائن شكّاً فى أنّ يوم إكمال الدين هو يوم الغدير ، بالأخصّ حين تنضمّ إليها وثائق وقرائن كثيرة اُخري تاريخيّة وحديثيّة ؟ ٢ ـ يوم عرفة بإزاء النصوص التى سلفت إليها الإشارة هناك نصوص اُخري تُصرّح أنّ آية
(١) راجع : أحاديث المنزلة . ٢٨٧ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / بحث حول يوم إكمال
الدين
"إكمال الدين" نزلت فى يوم عرفة بعرفات . هذا القول هو الشائع بين أهل السنّة ، وهو المعوّل عندهم ، وقد روى عن عدد من الصحابة ، بيد أنّ الأساس فيه هو كلام عمر آنف الذكر حين سأله الرجل اليهودى ، وقد توافرت الكتب علي نقله من بينها صحيح البخارى ، كما مرّت الإشارة إليه . كما ذُكر القول نفسه فى بعض كتب الشيعة وأحاديثها ، ونذكر فيما يلى حديثين منها مرويّين عن الإمامين محمّد الباقر وجعفر الصادق ¤ : ـ الحديث الأوّل ذكره ثقة الإسلام الكلينى فى الكافى ، وقد جاء فيه : "عن أبى الجارود عن أبى جعفر ¼ قال : سمعت أبا جعفر ¼ يقول : فرض الله عزّ وجلّ علي العباد خمساً ; أخذوا أربعاً ، وتركوا واحداً . قلت : أ تُسميهنَّ لى جُعلت فداك ؟ فقال : الصلاة ، وكان الناس لا يدرون كيف يصلّون ، فنزل جبرئيل ¼ فقال : يا محمّد ، أخبِرهم بمواقيت الصلاة . ثمّ نزلت الزكاة ، فقال : يا محمّد ، أخبِرهم من زكاتهم ما أخبرتهم من صلاتهم . ثمّ نزل الصوم ، فكان رسول الله ½ إذا كان يوم عاشوراء بعث إلي ما حوله من القري فصاموا ذلك اليوم ، فنزل شهر رمضان بين شعبان وشوال . ثمّ نزل الحجّ ، فنزل جبرئيل ¼ فقال : أخبِرهم من حجّهم ما أخبرتهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم . ثم نزلت الولاية ; وإنّما أتاه ذلك فى يوم الجمعة بعرفة ، أنزل الله عزّ وجلّ : ³ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ² وكان كمال الدين بولاية علىّ بن أبى طالب ¼ ، فقال عند ذلك رسول الله ½ : اُمّتى حديثو عهد بالجاهليّة ، ومتي
٢٨٨ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / بحث حول يوم إكمال
الدين
أخبرتهم بهذا فى ابن عمّى يقول قائل ، ويقول قائل ـ فقلت فى نفسى مِن غير أن ينطق به لسانى ـ فأتتنى عزيمة مِن الله عزّ وجلّّ بتلة(١) أوعدَنى إن لم اُبلّغ أن يعذّبنى ، فنزلت : ³ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ² (٢) . فأخذ رسول الله ½ بيد علىّ ¼ فقال : أيّها الناس ! إنّه لم يكن نبىّ من الأنبياء ممّن كان قبلى إلاّ وقد عمّره الله ، ثم دعاه فأجابه ، فاُوشِك أن اُدعي فاُجيب ، وأنا مسؤول وأنتم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون ؟ فقالوا : إنّك قد بلّغتَ ونصحت ، وأدّيت ما عليك ، فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين . فقال : اللهم اشهد ـ ثلاث مرّات ـ ثم قال : يا معشر المسلمين ! هذا وليّكم من بعدى ، فليبلّغ الشاهد منكم الغائب"(٣) ـ أمّا الحديث الثانى فقد رواه العياشى عن محمّد الخزاعى عن الإمام الصادق ¼ قال : لمّا نزل رسول الله ½ عرفات يوم الجمعة ، أتاه جبرئيل ¼ فقال له : يا محمّد ، إنّ الله يُقرئك السلام ويقول لك : قل لاُمّتك : ³ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ² بولاية علىّ ابن أبى طالب ³ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِِْْسْلامَ دِينًا ² ولستُ اُنزل عليكم بعد هذا ، قد أنزلت عليكم الصلاة والزكاة والصوم والحجّ ، وهى الخامسة ،
(١) من البتل : القطع (النهاية : ١ / ٩٤) ٢٨٩ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / بحث حول يوم إكمال
الدين
ولست أقبل هذه الأربعة إلاّ بها"(١) . والسؤال الآن : هل تتعارض هاتان المجموعتان من النصوص بحيث لا يمكن علاجها ممّا يتحتّم طرح إحداهما ، أم أنّ الجمع بينهما ممكن ؟ مقتضي التأمّل فى هاتين المجموعتين من النصوص ودراستهما بدقّة لا تُفضى إلي عدم وجود تعارض أساسى بين الاثنين وحسب ، بل العكس تُفيد أنّهما يؤيّد بعضهما بعضاً من حيث الأصل ، وأنّ إحداهما مكمّلة للاُخري . وبيان ذلك ـ كما ذهب إليه العلاّمة الطباطبائى ـ هو : "أنّ التدبّر فى الآيتين الكريمتين : ³ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ . . . ² علي ما سيجىء مِن بيان معناه ، وقوله ³ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ . . . ² والأحاديث الواردة مِن طرق الفريقين فيهما ، وروايات الغدير المتواترة ، وكذا دراسة أوضاع المجتمع الإسلامى الداخليّة فى أواخر عهد رسول الله ½ ، والبحث العميق فيها ، يفيد القطع بأنّ أمر الولاية كان نازلاً قبل يوم الغدير بأيّام . وكان النبىّ ½ يتّقى الناس فى إظهاره ، ويخاف أن لا يتلقّوه بالقبول أو يُسيؤوا القصد إليه ; فيختلّ أمر الدعوة ، فكان لا يزال يؤخّر تبليغه الناس من يوم إلي غد حتي نزل قوله : ³ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ . . . ² فلم يُمهل فى ذلك"(٢) . فى الحقيقة أنّ هناك تسعة أيّام فصلت بين صدور الحكم الإلهى بنصب الإمام علىّ ¼ قائداً للاُمّة بعد النبىّ ½ وبين إبلاغ الحكم ، فحكم ولاية الإمام أمير المؤمنين ¼ صدر فى يوم عرفة بعرفات ، بيد أنّ النبىّ ½ أخّر إبلاغه إلي يوم
(١) تفسير العيّاشى : ١ / ٢٩٣ / ٢١ . ٢٩٠ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / التّتويج يوم الغدير
غدير خمّ للبواعث التى أشرنا إليها آنفاً . بهذا يتّضح أنّ النصوص التى لها دلالة علي نزول آية الإكمال فى يوم عرفة ناظرة إلي تاريخ صدور الولاية ، أمّا النصوص التى لها دلالة علي أنّ الآية قد نزلت فى غدير خمّ ، فهى ناظرة الي تاريخ إبلاغ حكم الولاية ، ومِن ثَمّ فإنّ تعبير النزول يصحّ علي الطائفتين كليهما ، بل هو أمر مألوف . ١٠ / ٣ ٧٨٧ ـ الإمام علىّ ¼ : عمّمنى رسول الله ½ يوم غدير خمّ بعمامة سوداء ، طرفها علي منكبى(١) . ٧٨٨ ـ اُسد الغابة عن عبد الأعلي بن عدى : إنّ النبىّ ½ دعا علىّ بن أبى طالب يوم غدير خُمّ ، فعمّمه ، وأرخي عَذَبة(٢) العمامة من خلفه(٣) . ٧٨٩ ـ الأمان عن عبد الله بن بسر : بعث رسول الله ½ يوم غدير خُمّ إلي علىّ ، فعمّمه ، وأسدل العمامة بين كتفيه ، وقال : هكذا أيّدنى ربّى يوم حنين بالملائكة معمّمين ، قد أسدلوا العمائم(٤) .
(١) الإصابة : ٤ / ٢٣ / ٤٥٨٤ عن أبى راشد الحبرانى ; شرح
الأخبار : ١ / ٣٢١ / ٢٨٨ وفيه "سدل" بدل "سوداء" . ٢٩١ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / التحيّة القياديّة
٧٩٠ ـ الإمام زين العابدين ¼ : إنّ رسول الله عمّم علىّ بن أبى طالب عمامته السحابة وأرخاها من بين يديه ومن خلفه ، ثمّ قال : أقبل فأقبل ، ثمّ قال : أدبر فأدبر . فقال : هكذا جائتنى الملائكة ، ثمّ قال : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله(١) ٧٩١ ـ الأمان عن عبد الله بن بسر : عمّم رسول الله عليّاً يوم غدير خُمّ ، عمامة سدلها بين كتفيه ، وقال : هكذا أيّدنى ربّى بالملائكة . ثمّ أخذ بيده ، فقال : أيّها الناس ، من كنت مولاه فهذا علىّ مولاه ، والَي الله من والاه وعادَي الله من عاداه(٢) . ١٠ / ٤ ٧٩٢ ـ رسول الله ½ ـ فى خطبة الغدير ـ : معاشر الناس ! قولوا الذى قلت لكم ، وسلِّموا علي علىّ بإمرة المؤمنين ، وقولوا : ³ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ² (٣) ، وقولوا : ³ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا
(١) نظم درر السمطين : ١١٢ عن الإمام الصادق عن أبيه
¤ ، خلاصة عبقات الأنوار : ٩ / ٢٣٥ نقلاً عن شهاب الدين أحمد فى توضيح
الدلائل وص٢٣٧ نقلاً عن الشيرازى فى الأربعين ، إحقاق الحقّ : ٦ / ٢٤٧ . ٢٩٢ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / التحيّة القياديّة
اللَّهُ ² (١) (٢) .٧٩٣ ـ الإمام الصادق ¼ : لمّا أقام رسول الله ½ أمير المؤمنين ¼ يوم غدير خُمّ . . . قال : أيّها الناس ! من أولي بكم من أنفسكم ؟ قالوا : الله ورسوله . قال : اللهمّ فاشهد ! ثمّ قال : ألا من كنتُ مولاه فعلىّ مولاه ، وسلِّموا عليه بإمرة المؤمنين(٣) . ٧٩٤ ـ عنه ¼ : لمّا نزلت الولاية ، وكان من قول رسول الله ½ بغدير خُمّ : سلِّموا علي علىّ بإمرة المؤمنين ، فقالوا : أمِنَ الله ورسوله ؟ فقال لهم : نعم ; حقّاً من الله ورسوله . فقال : إنّه أمير المؤمنين ، وإمام المتّقين ، وقائد الغرّ المحجّلين ; يقعده الله يوم القيامة علي الصراط ، فيُدخِل أولياءه الجنّة ، ويُدخِل أعداءه النار(٤) . ٧٩٥ ـ الإمام الحسين ¼ : قال لى بُرَيدة : أمرنا رسول الله ½ أن اُسلّم(٥) علي أبيك بإمرة المؤمنين(٦) (٧) .
(١) الأعراف : ٤٣ . (٥) كذا فى المصدر ، ولعلّه تصحيف : "نسلّم" . (٦) إنّ بعض الروايات وإن لم تصرّح بأنّ التسليم علي الإمام بإمرة المؤمنين كان فى خصوص يوم الغدير ، إلاّ أنّ الظاهر منها هو ذلك. ومن الطبيعى فإنّ هذه الروايات إذا كان لها إشارة إلي مواقف اُخري فستكون دليلاً علي أنّ التسليم علي الإمام بإمرة المؤمنين قد وقع فى عدّة مناسبات ; ممّا يكون له بالغ الأثر فى إثبات تنصيبه ¼ لقيادة الاُمّة . (٧) عيون أخبار الرضا: ٢/٦٨/٣١٢ عن أبى محمّد الحسن بن عبد الله التميمى عن الإمام الرضا عن آبائه (ع) . ٢٩٣ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / التحيّة القياديّة
٧٩٦ ـ الأمالى للطوسى عن بريدة : أمرنا النبىّ ½ أن نسلّم علي علىّ ¼ بإمرة أمير المؤمنين(١) . ٧٩٧ ـ تاريخ دمشق عن بريدة الأسلمى : أمرنا رسول الله ½ أن نسلّم علي علىّ بأمير المؤمنين(٢) ونحن سبعة ، وأنا أصغر القوم يومئذ(٣) . ٧٩٨ ـ الإرشاد عن بريدة بن الحصيب الأسلمى : إنّ رسول الله ½ أمرنى سابع سبعة ، فيهم أبو بكر وعمر وطلحة والزبير ، فقال : سلِّموا علي علىّ بإمرة المؤمنين . فسلّمنا عليه بذلك ورسول الله ½ حىّ بين أظهرنا(٤) . ٧٩٩ ـ الفضائل عن أبى ذرّ : أمرنا رسول الله ½ أن نسلّم علي أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ¼ ، وقال : سلِّموا علي أخى ، ووارثى ، وخليفتى فى قومى ، وولىّ كلّ مؤمن ومؤمنة من بعدى ، سلِّموا عليه بإمرة المؤمنين ; فإنّه ولىّ كلّ من يسكن الأرض إلي يوم القيامة ، ولو قدّمتموه لأخرجت لكم الأرض بركاتها ; فإنّه أكرم من عليها من أهلها(٥) .
(١) الأمالى للطوسى : ٣٣١ / ٦٦١ ، اليقين : ١٣٢ / ٣ ،
الأمالى للشجرى : ١ / ١٤١ وفيهما "بأمير المؤمنين" بدل "بإمرة أمير المؤمنين" وراجع
كشف اليقين : ٢٧٢ / ٣١٢ . ٢٩٤ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / التهنئة القياديّة
٨٠٠ ـ الاحتجاج عن اُبىّ بن كعب ـ فى احتجاجه علي القوم بأحقّية علىّ ¼ بالإمامة بعد وفاة رسول الله ½ ـ : سيّد الوصيّين ، ووصىّ خاتم المرسلين ، وأفضل المتّقين ، وأطوع الاُمّة لربّ العالمين ; سلّمتم عليه بإمرة المؤمنين فى حياة سيّد النبيّين وخاتم المرسلين(١) . ٨٠١ ـ الإرشاد ـ فى ذكر ما جري بعد خطبة النبىّ ½ يوم الغدير ـ : ثمّ نزل ½ ـ وكان وقت الظهيرة ـ فصلّي ركعتين ، ثمّ زالت الشمس ، فأذّن مؤذّنه لصلاة الفرض ، فصلّي بهم الظهر ، وجلس ½ فى خيمته ، وأمر عليّاً أن يجلس فى خيمة له بإزائه . ثمّ أمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجاً فوجاً فيهنّئوه بالمقام ، ويسلّموا عليه بإمرة المؤمنين ، ففعل الناس ذلك كلّهم . ثمّ أمر أزواجه وجميع نساء المؤمنين معه أن يدخُلنَ عليه ويسلِّمنَ عليه بإمرة المؤمنين ، ففَعلنَ(٢) . ١٠ / ٥ ٨٠٢ ـ مسند ابن حنبل عن البراء بن عازب : كنّا مع رسول الله ½ فى سفر ، فنزلنا بغدير خُمّ ، فنودى فينا : الصلاة جامعةً ، وكُسِح(٣) لرسول الله ½ تحت شجرتين ،
(١) الاحتجاج : ١ / ٣٠١ / ٥٢ ، المناقب للكوفى : ١ / ٤١٨
/ ٣٣٠ ، اليقين : ٤٥١ / ١٧٠ كلّها عن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن الإمام علىّ
¤ وكلاهما نحوه . ٢٩٥ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / التهنئة القياديّة
فصلّي الظهر ، وأخذ بيد علىّ(ع) فقال : أ لستُم تعلمون أنّى أولي بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلي . قال : أ لستُم تعلمون أنّى أولي بكلّ مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلي . قال : فأخذ بيد علىّ فقال : من كنتُ مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه . قال : فلقِيَه عمر بعد ذلك ، فقال له : هنيئاً يابن أبى طالب ! أصبحتَ وأمسيتَ مولي كلّ مؤمن ومؤمنة(١) . ٨٠٣ ـ تاريخ دمشق عن البراء بن عازب : خرجنا مع رسول الله ½ حتي نزلنا غدير خُمّ بعث منادياً ينادى ، فلمّا اجتمعنا قال : أ لستُ أولي بكم من أنفسكم ؟ قلنا : بلي يا رسول الله . قال : أ لستُ أولي بكم من اُمّهاتكم ؟ قلنا : بلي يا رسول الله . قال : أ لستُ أولي بكم من آبائكم ؟ قلنا : بلي يا رسول الله . قال : أ لستُ أولي بكم ، أ لستُ أ لستُ أ لستُ ؟ قلنا : بلي يا رسول الله . قال : فمن كنتُ مولاه فإنّ عليّاً بعدى مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه . ٢٩٦ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / التهنئة القياديّة
فقال عمر بن الخطّاب : هنيئاً لك يابن أبى طالب ! أصبحتَ اليوم ولىّ كلّ مؤمن(١) . ٨٠٤ ـ المناقب للكوفى عن البراء بن عازب : لمّا نزل رسول الله ½ بغدير خُمّ أمرهم فكنسوا له بين نخلتين ، ثمّ اجتمع الناس إليه ، فحمد الله وأثني عليه ، ثمّ قال : أ لستُ أولي بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلي . قال : فأخذ بعِضادة علىّ وأقامه إلي جنبه ، ثمّ قال : هذا وليّكم من بعدى ; وإلي الله من والاه ، وعادي من عاداه . قال : فقام إليه عمر فقال : لِيَهْنِئْكَ(٢) يابن أبى طالب ! أصبحتَ ـ أو قال : أمسيتَ ـ ولىّ كلّ مسلم(٣) . ٨٠٥ ـ تاريخ دمشق عن أبى هريرة : من صام يوم ثمانية عشر من ذى الحجّة كتب الله له صيام ستّين شهراً ، وهو يوم غدير خُمّ ; لمّا أخذ رسول الله ½ بيد علىّ بن أبى طالب فقال : أ لستُ مولي المؤمنين ؟ قالوا : نعم يا رسول الله . فأخذ بيد علىّ بن أبى طالب فقال : من كنتُ مولاه فعلىّ مولاه . فقال له عمر بن الخطّاب : بَخ(٤) بخ يابن أبى طالب ! أصبحتَ مولاى ومولي
(١) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٢٢٠ / ٨٧١٥ وص ٢٢١ / ٨٧١٧ و٨٧١٨
كلاهما نحوه ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٥٠ ; الغدير : ١ / ١٩ . ٢٩٧ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / ذكريات أصحاب النبىّ
من واقعة الغدير
كلّ مسلم . فأنزل الله تبارك وتعالي : ³ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ² (١) . ٨٠٦ ـ الإمام الصادق ¼ : وكان ممّن أطنب فى تهنئته بذلك المقام عمر بن الخطّاب ، وقال فيما قال : بخ بخ لك يا علىّ ! أصبحتَ مولاى ومولي كلّ مؤمن ومؤمنة(٢) . ١٠ / ٦ ذكريات أصحاب النبىّ من واقعة الغدير ١٠ / ٦ ـ ١ ٨٠٧ ـ تاريخ دمشق عن عبد الله بن شريك عن سهم بن حصين الأسدى : قدمت إلي مكّة أنا وعبد الله بن علقمة ـ وكان عبد الله بن علقمة سبّابة لعلىّ دهراً ـ قال : فقلت له : هل لك فى هذا ـ يعنى أبا سعيد الخدرى ـ يحدِّث به عهداً ؟ قال : نعم ،
(١) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٢٣٤ / ٨٧٣٩ وص ٢٣٣ ، تاريخ بغداد
: ٨ / ٢٩٠ / ٤٣٩٢ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٥٠ وفيها "ولىّ" بدل "مولي" ، المناقب
لابن المغازلى : ١٩ / ٢٤ وفيه "أولي بالمؤمنين من أنفسهم" بدل "مولي المؤمنين" ،
شواهد التنزيل : ١ / ٢٠٠ / ٢١٠ وفيه إلي "يا بن أبى طالب" ، فرائد السمطين : ١ / ٧٧
/ ٤٤ ، المناقب للخوارزمى : ١٥٦ / ١٨٤ وفيهما إلي "و مولي كلّ مسلم" والثلاثة
الأخيرة نحوه ; الأمالى للصدوق : ٥٠ / ٢ ، روضة الواعظين : ٣٨٤ وفيهما "أولي
بالمؤمنين" بدل "مولي المؤمنين" ، الأمالى للشجرى : ١ / ٤٢ . ٢٩٨ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / ذكريات أصحاب النبىّ
من واقعة الغدير / أبو هريرة
قال : فأتيناه ، فقال : هل سمعت لعلىّ رضوان الله عليه منقبة ؟ قال : نعم ، إذا حدّثتك فَسَلْ عنها المهاجرين والأنصار وقريشاً(١) : إنّ رسول الله ½ قام يوم غدير خُمّ فأبلغ ، ثمّ قال : يا أيّها الناس ! أ لستُ أولي بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلي ـ قالها ثلاث مرّات ـ ثمّ قال : ادنُ يا علىّ . فرفع رسول الله ½ يديه حتي نظرت إلي بياض آباطهما ; قال : من كنتُ مولاه فعلىّ مولاه ـ ثلاث مرّات ـ . قال : فقال عبد الله بن علقمة : أنت سمعت هذا من رسول الله ½ ؟ قال أبو سعيد : نعم ، وأشار إلي اُذنيه وصدره ; قال : سمعته اُذناى ووعاه قلبى . قال عبد الله بن شريك : فقدم علينا عبد الله بن علقمة وسهم بن حصين ، فلمّا صلّينا الهَجِير(٢) ، قام عبد الله بن علقمة فقال : إنّى أتوب إلي الله وأستغفره من سبّ علىّ ـ ثلاث مرّات ـ(٣) . ١٠ / ٦ ـ ٢ ٨٠٨ ـ أنساب الأشراف عن أبى هريرة : نظرت إلي رسول الله ½ بغدير خُمّ وهو قائم يخطب ، وعلىّ إلي جنبه ، فأخذ بيده فأقامه وقال : من كنتُ مولاه فهذا
(١) فى المصدر : "و قريش" ، والصحيح ما أثبتناه كما فى
الأمالى . ٢٩٩ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / ذكريات أصحاب النبىّ
من واقعة الغدير / البراء بن عازب
مولاه(١) . ٨٠٩ ـ المصنّف عن أبى يزيد الأودى عن أبيه : دخل أبو هريرة المسجد فاجتمعنا إليه ، فقام إليه شابّ فقال : أنشدك بالله ! أ سمعتَ رسول الله ½ يقول : من كنتُ مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ؟ فقال : نعم . فقال الشابّ : أنا منك برىء ! أشهد أنّك قد عاديتَ من والاه وواليتَ من عاداه ! قال : فحصَبَه الناس بالحصَي(٢) . ١٠ / ٦ ـ ٣ ٨١٠ ـ سنن ابن ماجة عن البراء بن عازب : أقبلنا مع رسول الله ½ فى حجّته التى حجّ ، فنزل فى بعض الطريق ، فأمر : الصلاة جامعةً ، فأخذ بيد علىّ فقال : أ لستُ أولي بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلي . قال : أ لستُ أولي بكلّ مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلي . قال : فهذا ولىُّ من أنا مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، اللهمّ عادِ من عاداه(٣) .
(١) أنساب الأشراف : ٢ / ٣٥٦ . ٣٠٠ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / ذكريات أصحاب النبىّ
من واقعة الغدير / جابر بن عبد الله
٨١١ ـ تاريخ دمشق عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم : كنّا مع النبىّ ½ يوم غدير خُمّ ، ونحن نرفع غصن الشجرة عن رأسه ، فقال : . . . ألا وإنّ الله وليّى ، وأنا ولىّ كلّ مؤمن ، فمن كنتُ مولاه فعلىّ مولاه(١) . ١٠ / ٦ ـ ٤ ٨١٢ ـ المصنّف عن جابر بن عبد الله : كنّا بالجُحْفة بغدير خُمّ ، إذا خرج علينا رسول الله ½ فأخذ بيد علىّ فقال : من كنتُ مولاه فعلىّ مولاه(٢) . ٨١٣ ـ سير أعلام النبلاء عن عبد الله بن محمّد بن عقيل : كنت عند جابر فى بيته ، وعلىّ بن الحسين ، ومحمّد ابن الحنفيّة ، وأبو جعفر ، فدخل رجل من أهل العراق ، فقال : أنشدك بالله إلاّ حدّثتنى ما رأيت وما سمعت من رسول الله ½ ! فقال : كنّا بالجُحفة بغدير خُمّ ، وثَمّ ناس كثير من جُهينة ومُزينة وغفّار ، فخرج علينا رسول الله ½ من خِباء أو فُسطاط ، فأشار بيده ثلاثاً ، فأخذ بيد علىّ (ع) فقال : من كنت مولاه فعلىّ مولاه(٣) .٨١٤ ـ تاريخ دمشق عن جابر بن عبد الله : خرج رسول الله ½ حتي نزل بخُمّ(٤) ،
(١) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٢٢٢ / ٨٧١٩ . ٣٠١ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / ذكريات أصحاب النبىّ
من واقعة الغدير / جرير بن عبد الله
فتنحّي الناس عنه ، ونزل معه علىّ بن أبى طالب ، فشقّ علي النبىّ ½ تأخُّر الناس عنه ، فأمر عليّاً فجمعهم ، فلمّا اجتمعوا قام فيهم وهو متوسِّد علي علىّ بن أبى طالب ، فحمد الله وأثني عليه ، ثمّ قال : أيّها الناس ! إنّى قد كرهت تخلُّفكم وتنحّيكم عنّى ، حتي خُيِّل إلىّ أنّه ليس شجرة أبغض إلىّ من شجرة تلينى . ثمّ قال : لكنّ علىّ بن أبى طالب أنزله الله منّى بمنزلتى منه ، رضى الله عنه كما أنا عنه راض ! فإنّه لا يختار علي قربى ومحبّتى شيئاً . ثمّ رفع يديه ، ثمّ قال : من كنتُ مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه . وابتدر الناس إلي رسول الله ½ يبكون ويتضرّعون إليه ، ويقولون : يا رسول الله ، إنّما تنحّينا كراهية أن نثقل عليك ، فنعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله ، فرضى عنهم رسول الله ½ عند ذلك(١) . ١٠ / ٦ ـ ٥ ٨١٥ ـ المعجم الكبير عن جرير : شهدنا الموسم فى حجّة مع رسول الله ½ وهى حجّة الوداع ، فبلغنا مكاناً يقال له غدير خُمّ ، فنادي : الصلاة جامعةً ، فاجتمعنا ـ المهاجرون والأنصار ـ فقام رسول الله ½ وسطنا فقال : أيّها الناس ! بِمَ تشهدون ؟ قالوا : نشهد أن لا إله إلاّ الله . قال : ثمّ مَهْ ؟ قالوا : وأنّ ٣٠٢ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / ذكريات أصحاب النبىّ
من واقعة الغدير / حبشى بن جنادة
محمّداً عبده ورسوله . قال : فمن وليّكم ؟ قالوا : الله ورسوله مولانا . قال : من وليّكم ؟ ثمّ ضرب بيده علي عضد علىّ (ع) فأقامه ، فنَزَع(١) عضدَه فأخذ بذراعيه ، فقال : من يكن الله ورسوله مولياه فإنّ هذا مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ; اللهمّ من أحبّه من الناس فكن له حبيباً ، ومن أبغضه فكن له مبغضاً ; اللهمّ إنّى لا أجد أحداً أستودعه فى الأرض بعد العبدَين الصالحين غيرَك ، فاقضِ فيه بالحسني(٢) .١٠ / ٦ ـ ٦ ٨١٦ ـ تاريخ دمشق عن حبشى بن جنادة : سمعت رسول الله ½ يقول لعلىّ يوم غدير خُمّ : من كنتُ مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصُر من نصره ، وأعِن من أعانه(٣) . ١٠ / ٦ ـ ٧ ٨١٧ ـ المعجم الكبير عن حذيفة بن أسيد الغفارى : لمّا صدر رسول الله ½ من حجّة الوداع ، نهي أصحابَه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهنّ ، ثمّ بعث إليهنّ فقُمَّ ما تحتهنّ من الشَّوْك ، وعمد إليهنّ فصلّي تحتهنّ ، ثمّ قام فقال :
(١) النَّزْع : الجَذْب (النهاية : ٥ / ٤١) . ٣٠٣ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / ذكريات أصحاب النبىّ
من واقعة الغدير / حذيفة بن أسيد
يا أيّها الناس ! إنّى قد نبّأنى اللطيف الخبير أنّه لم يُعمَّر نبىّ إلاّ نصف عمر الذى يليه من قبله . وإنّى لأظنّ أنّى يوشك أن اُدعي فاُجيب ، وإنّى مسؤول ، وإنّكم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنّك قد بلّغتَ وجهدتَ ونصحتَ ، فجزاك الله خيراً ! فقال : أ ليس تشهدون أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّ جنّته حقّ وناره حقّ ، وأنّ الموت حقّ ، وأنّ البعث بعد الموت حقّ ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وأنّ الله يبعث من فى القبور ؟ قالوا : بلي نشهد بذلك . قال : اللهمّ اشهد ! ثمّ قال : أيّها الناس ! إنّ الله مولاى ، وأنا مولي المؤمنين ، وأنا أولي بهم من أنفسهم ، فمن كنتُ مولاه فهذا مولاه ـ يعنى عليّاً ـ اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه . ثمّ قال : يا أيّها الناس ! إنّى فَرَطُكم ، وإنّكم واردون علىَّ الحوض ; حوض أعرض ما بين بُصْري وصنعاء ، فيه عددَ النجوم قِدْحانٌ من فضّة ، وإنّى سائلكم حين تردون علىَّ عن الثَّقَلَين(١) ، فانظروا كيف تخلفونى فيهما ! الثَّقَل الأكبر كتاب الله عزّ وجلّ ، سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فاستمسِكوا به لا تضلّوا ولا تبدّلوا ; وعترتى أهل بيتى ، فإنّه نبّأنى اللطيف الخبير أنّهما لن ينقضيا حتي يردا علىَّ الحوض(٢) .
(١) سَمّاهُما ثَقَلَيْن لأنّ الأخذ بهما والعمل بهما
ثقيل . ويقال لكلّ خطير نفيس : ثَقَل ، فسَمّاهُما ثَقَلَيْن إعظاماً لِقَدْرهما ،
وتَفْخيماً لشَأنهما (النهاية : ١ / ٢١٦) . ٣٠٤ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / ذكريات أصحاب النبىّ
من واقعة الغدير / حذيفة بن أسيد
٨١٨ ـ الخصال عن حذيفة بن أسيد : لمّا رجع رسول الله ½ من حجّة الوداع ونحن معه ، أقبل حتي انتهي إلي الجُحْفة ، فأمر أصحابه بالنزول ، فنزل القوم منازلهم ، ثمّ نودى بالصلاة ، فصلّي بأصحابه ركعتين ، ثمّ أقبل بوجهه إليهم فقال لهم : إنّه قد نبّأنى اللطيف الخبير أنّى ميّت وأنّكم ميّتون . وكأنّى قد دُعيت فأجبت ، وإنّى مسؤول عمّا اُرسلت به إليكم ، وعمّا خَلّفت فيكم من كتاب الله وحجّته ، وإنّكم مسؤولون ، فما أنتم قائلون لربّكم ؟ ثمّ قال لهم : أ لستُم تشهدون أن لا إله إلاّ الله ، وأنّى رسول الله إليكم ، وأنّ الجنّة حقّ ، وأنّ النار حقّ ، وأنّ البعث بعد الموت حقّ ؟ فقالوا : نشهد بذلك . قال : اللهمّ اشهد علي ما يقولون ! ألا وإنّى اُشهدكم أنّى أشهد أنّ الله مولاى ، وأنا مولي كلّ مسلم ، وأنا أولي بالمؤمنين من أنفسهم ، فهل تقرّون لى بذلك وتشهدون لى به ؟ فقالوا : نعم نشهد لك بذلك . فقال : ألا من كنتُ مولاه فإنّ عليّاً مولاه ، وهو هذا . ثمّ أخذ بيد علىّ ¼ فرفعها مع يده حتي بدت آباطهما ، ثمّ قال : اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ، وانصُر من نصره واخذُل من خذله ، ألا وإنّى فَرَطكم وأنتم واردون علىَّ الحوض ; حوضى غداً ، وهو حوض عرضه ما بين بُصري وصنعاء ، فيه أقداح من فضّة عددَ نجوم السماء ، ألا وإنّى سائلكم غداً : ماذا صنعتم فيما أشهدتُ الله به عليكم فى يومكم هذا إذا وردتم علىَّ حوضى ؟ وماذا صنعتم بالثقلين من بعدى ؟ فانظروا كيف تكونون خلفتُمونى فيهما حين تلقونى ! قالوا : وما هذان الثقلان يا رسول الله ؟
٣٠٥ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / ذكريات أصحاب النبىّ
من واقعة الغدير / زيد بن أرقم
قال : أمّا الثقل الأكبر فكتاب الله عزّ وجلّ ، سبب ممدود من الله ومنّى فى أيديكم ، طرفه بيد الله ، والطرف الآخر بأيديكم ، فيه علم ما مضي وما بقى إلي أن تقوم الساعة ; وأمّا الثقل الأصغر فهو حليف(١) القرآن ، وهو علىّ بن أبى طالب وعترته . وإنّهما لن يفترقا حتي يردا علىَّ الحوض(٢) . ١٠ / ٦ ـ ٨ ٨١٩ ـ مسند ابن حنبل عن ميمون أبى عبد الله : قال زيد بن أرقم وأنا أسمع : نزلنا مع رسول الله ½ بواد يقال له وادى خُمّ ، فأمر بالصلاة فصلاّها بهَجِير ، قال : فخطبنا ، وظُلِّل لرسول الله ½ بثوب علي شجرة سَمُرة من الشمس ، فقال : أ لستُم تعلمون ،أ وَلستُم تشهدون أنّى أولي بكلّ مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلي . قال : فمن كنتُ مولاه فإنّ عليّاً مولاه ، اللهمّ عادِ من عاداه ووالِ من والاه(٣) . ٨٢٠ ـ المستدرك علي الصحيحين عن زيد بن أرقم : خرجنا مع رسول الله ½ حتي انتهينا إلي غدير خُمّ ، فأمر بروح(٤) فكُسِح ، فى يوم ما أتي علينا يومٌ كان أشدّ حرّاً منه ! فحمد الله وأثني عليه ، وقال : يا أيّها الناس ! إنّه لم يُبعث نبىّ قطّ إلاّ ما عاش نصف ما عاش الذى كان قبله ، وإنّى اُوشك أن اُدعي فاُجيب ، وإنّى تارك
(١) كُلّ شىء لَزمَ شيئاً فلم يُفارِقه فهو حَلِيفُه
(لسان العرب : ٩ / ٥٤) . ٣٠٦ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / ذكريات أصحاب النبىّ
من واقعة الغدير / زيد بن أرقم
فيكم ما لن تضلّوا بعده ; كتاب الله عزّ وجلّ . ثمّ قام فأخذ بيد علىّ (ع) فقال : يا أيّها الناس ! من أولي بكم من أنفسكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم !قال : من كنتُ مولاه فعلىّ مولاه(١) . ٨٢١ ـ خصائص أمير المؤمنين عن أبى الطفيل عن زيد بن أرقم : لمّا دَفَع(٢) النبىُّ ½ من حجّة الوداع ونزل غدير خُمّ ، أمر بدَوحات فقُمِمْن ، ثمّ قال : كأنّى دُعيت فأجبت ، وإنّى تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ; كتاب الله وعترتى أهل بيتى ، فانظروا كيف تخلفونى فيهما ! فإنّهما لن يفترقا حتي يردا علىَّ الحوض . ثمّ قال : إنّ الله مولاى ، وأنا ولىّ كلّ مؤمن . ثمّ إنّه أخذ بيد علىّ (ع) فقال : من كنتُ وليّه فهذا وليّه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه .قال أبو الطفيل : فقلت لزيد : أنت سمعته من رسول الله ½ ؟ قال : نعم ، وإنّه ما كان فى الدَّوحات أحد إلاّ رآه بعينه وسمعه باُذنه(٣) .
(١) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٦١٣ / ٦٢٧٢ ، المعجم
الكبير : ٥ / ١٧١ / ٤٩٨٦ وفيه "بدوح" بدل "بروح" ، كنز العمّال : ١٣ / ١٠٤ / ٣٦٣٤٢
; المناقب للكوفى : ٢ / ٤٤٠ / ٩٢٥ ، دعائم الإسلام : ١ / ١٩ عن الإمام علىّ
¼ نحوه . ٣٠٧ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / ذكريات أصحاب النبىّ
من واقعة الغدير / زيد بن أرقم
٨٢٢ ـ المعجم الكبير عن زيد بن أرقم : نزل النبىّ ½ يوم الجُحْفة ، ثمّ أقبل علي الناس ، فحمد الله وأثني عليه ، ثمّ قال : إنّى لا أجد لنبىّ إلاّ نصف عمر الذى قبله ، وإنّى اُوشك أن اُدعي فاُجيب ، فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نصحتَ . قال : أ ليس تشهدون أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّ الجنّة حقّ والنار حقّ ، وأنّ البعث بعد الموت حقّ ؟ قالوا : نشهد . قال : فرفع يديه فوضعهما علي صدره ، ثمّ قال : وأنا أشهد معكم . ثمّ قال : أ لا تسمعون ؟ قالوا : نعم . قال : فإنّى فَرَطكم علي الحوض ، وأنتم واردون علىَّ الحوض ، وإنّ عرضه أبعد ما بين صنعاء وبُصري ، فيه أقداحٌ عددَ النجوم من فضّة ، فانظروا كيف تخلفونى فى الثقلين ! فنادي مناد : وما الثقلان يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله ، طرف بيد الله عزّ وجلّ وطرف بأيديكم ، فاستمسِكوا به لا تضلّوا ; والآخر عترتى . وإنّ اللطيف الخبير نبّأنى أنّهما لن يتفرّقا حتي يردا علىَّ الحوض ، وسألت ذلك لهما ربّى . فلا تَقَدَّموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلِّموهم فإنّهم أعلم منكم . ثمّ أخذ بيد علىّ (ع) فقال : من كنتُ أولي به من نفسى فعلىّ وليّه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه(١) . ٣٠٨ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / ذكريات أصحاب النبىّ
من واقعة الغدير / سعد بن أبى وقّاص
٨٢٣ ـ فضائل الصحابة عن أبى ليلي الكندى : سمعت زيد بن أرقم يقول ونحن ننتظر جنازة ، فسأله رجل من القوم فقال : أبا عامر ! أ سمعتَ رسول الله ½ يقول يوم غدير خُمّ لعلىّ : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ؟ قال : نعم . قال أبو ليلي : فقلت لزيد بن أرقم : قالها رسول الله ½ ؟ قال : نعم ، قد قالها له أربع مرّات (١) . ١٠ / ٦ ـ ٩ ٨٢٤ ـ تاريخ دمشق عن سعد بن أبى وقّاص : شهدت له [علىِّ ¼ ] أربعاً . . . الرابعة : يوم غدير خُمّ ; قام رسول الله ½ فأبلغ ، ثمّ قال : يا أيّها الناس ! أ لستُ أولي بالمؤمنين من أنفسهم ؟ ـ ثلاث مرّات ـ قالوا : بلي . قال : ادنُ يا علىّ . فرفع يده ورفع رسول الله ½ يده حتي نظرت إلي بياض إبطيه ، فقال : من كنتُ مولاه فعلىّ مولاه ـ حتي قالها ثلاث مرّات ـ(٢) . ٨٢٥ ـ خصائص أمير المؤمنين عن سعد : كنّا مع رسول الله ½ بطريق مكّة وهو
(١) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦١٣ / ١٠٤٨ وراجع ص
٥٨٦ / ٩٩٢ ومسند ابن حنبل : ٧ / ٧٨ / ١٩٢٩٩ وخصائص أمير المؤمنين للنسائى : ١٥٥ /
٨٤ والمستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١١٨ / ٤٥٧٧ والمعجم الكبير : ٥ / ١٩٤ / ٥٠٦٥ وص
١٩٥ / ٥٠٧٠ وص ٢١٢ / ٥١٢٨ وتاريخ دمشق : ٤٢ / ٢١٦ / ٨٧٠٢ وص ٢١٧ / ٨٧٠٦ والمصنّف
لابن أبى شيبة : ٧ / ٤٩٩ / ٢٩ والمناقب لابن المغازلى : ١٨ / ٢٣ وص ٢٤ / ٣٤
والأمالى للشجرى : ١ / ١٤٥ والمناقب للكوفى : ٢ / ٤٠٠ / ٨٧٧ . ٣٠٩ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / ذكريات أصحاب النبىّ
من واقعة الغدير / عبد الله بن عمر
متوجّه إليها ، فلمّا بلغ غدير خُمّ وقّف الناس ، ثمّ ردَّ من مضي ، ولحقه من تخلّف عنه ، فلمّا اجتمع الناس إليه قال : أيّها الناس ! هل بلّغتُ ؟ قالوا : نعم . قال : اللهمّ اشهد ! ـ ثلاث مرّات يقولها ـ . ثمّ قال : أيّها الناس ! من وليّكم ؟ قالوا : الله ورسوله ـ ثلاثاً ـ . ثمّ أخذ بيد علىّ فأقامه ، ثمّ قال : من كان الله ورسوله وليّه فهذا وليّه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه(١) . ١٠ / ٦ ـ ١٠ ٨٢٦ ـ شرح الأخبار عن عبد الله بن عمر : شهدتُ مع رسول الله ½ يوم الغدير ، فأمر بشجرات هنالك فكُسِح ما تحتهنّ ، وسمعته يقول : أيّها الناس ! أ لستُ أولي بالمؤمنين من أنفسهم ؟ فأجبناه كلّنا : بلي يا رسول الله . فأخذ يده فوضعها علي يد علىّ بن أبى طالب ¼ ، ثمّ رفعها حتي رأينا بياض إبطيهما ، ثمّ قال : من كنتُ مولاه فهذا علىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ، وانصُر من نصره واخذُل من خذله(٢) . ١٠ / ٧ ٨٢٧ ـ الإمام علىّ ¼ : خرج رسول الله ½ إلي حجّة الوداع ، ثمّ صار إلي غدير
(١) خصائص أمير المؤمنين للنسائى : ١٧٧ / ٩٦ ، تاريخ
دمشق : ٤٢ / ٢٢٣ / ٨٧٢٠ ، فرائد السمطين : ١ / ٧٠ / ٣٧ ; المناقب للكوفى : ١ / ٤٤٤
/ ٣٤٤ . ٣١٠ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / أبيات حسّان بن ثابت
خُمّ ، فأمر فاُصلح له شبه المنبر ، ثمّ علاه وأخذ بعضدى حتي رُئى بياض إبطيه ، رافعاً صوته قائلا فى محفله : من كنتُ مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه . فكانت علي ولايتى ولاية الله ، وعلي عداوتى عداوة الله . وأنزل الله عزّ وجلّ فى ذلك اليوم : ³ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِِْْسْلامَ دِينًا ² (١) . فكانت ولايتى كمال الدين ، ورضي الربّ جلّ ذكره(٢) . ٨٢٨ ـ عنه ¼ : عمَّمنى رسول الله ½ يوم غدير خُمّ بعمامة سدَلَها خلفى ، ثمّ قال : إنّ الله أمدّنى يوم بدر وحنين بملائكة يعتمّون هذه العِمّة(٣) . ١٠ / ٨ ٨٢٩ ـ المناقب للخوارزمى عن أبى سعيد الخدرى : إنّ النبىّ ½ ، يومَ دعا الناس إلي غدير خُمّ ، أمر بما كان تحت الشجرة من الشَّوك فقُمَّ ، وذلك يوم الخميس ، ثمّ
(١) المائدة : ٣ . ٣١١ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / أبيات حسّان بن ثابت
دعا الناسَ إلي علىّ ، فأخذ بضَبْعه(١) فرفعها حتي نظر الناس إلي بياض إبطه ، ثمّ لم يتفرّقا حتي نزلت : ³ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِِْْسْلامَ دِينًا ² (٢) . فقال رسول الله ½ : الله أكبر علي إكمال الدين ، وإتمام النعمة ، ورضي الربّ برسالاتى ، والولاية لعلىّ ! ثمّ قال : اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصُر من نصره ، واخذُل من خذله . فقال حسّان بن ثابت : ايذن لى يا رسول الله أن أقول أبياتاً . قال : قل ببركة الله تعالي . فقال حسّان بن ثابت : يا معشر مشيخة قريش ! اسمعوا شهادة رسول الله ½ ، ثمّ قال :
(١) الضَّبْع : وسَطُ العَضُد (النهاية : ٣ / ٧٣) . ٣١٢ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / أبيات حسّان بن ثابت
٨٣٠ ـ الأمالى للصدوق عن أبى سعيد : لمّا كان يوم غدير خُمّ أمر رسول الله ½ منادياً ، فنادي : الصلاة جامعةً ، فأخذ بيد علىّ ¼ وقال : اللهمّ من كنتُ مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه . فقال حسّان بن ثابت : يا رسول الله ، أقول فى علىّ شعراً ؟ فقال له رسول الله ½ : افعلْ . فقال :
٨٣١ ـ تذكرة الخواصّ : قد أكثرت الشعراء فى يوم غدير خُمّ ، فقال حسّان بن ثابت :
ويروي أنّ النبىّ ½ لمّا سمعه ينشد هذه الأبيات قال له : يا حسّان ، لا تزال (١) الأمالى للصدوق : ٦٧٠ / ٨٩٨ ، روضة الواعظين : ١١٦ . ٣١٣ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / سؤال عذاب واقع
مؤيَّداً بروح القدس ما نصرتَنا أو نافَحْتَ(١)د عنّا بلسانك(٢) . ١٠ / ٩ ³ وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيم ² (٣) . ³ سَأَلَ سَائـِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ± لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ² (٤) . ٨٣٢ ـ الإمام علىّ ¼ : أنا الذى نزل علي أعدائى : ³ سَأَلَ سَائـِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ± لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ² ; بمعني من أنكر ولايتى ، وهو النعمان بن الحارث اليهودى ، لعنه الله تعالي(٥) ! ٨٣٣ ـ الإمام الباقر عن الإمام علىّ ¤ : لمّا نصب رسول الله ½ عليّاً يوم غدير خُمّ فقال : "من كنتُ مولاه فعلىّ مولاه" طار ذلك فى البلاد ، فقدم علي رسول الله النعمان بن الحارث الفِهرى ، فقال : أمرتَنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله ، وأمرتنا بالجهاد والحجّ والصلاة والزكاة والصوم ، فقبلناها منك ، ثمّ لم
(١) نافَحَ : أى دافَعَ (النهاية : ٥ / ٨٩) . إرجاعات
٥ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ
٣١٤ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / سؤال عذاب واقع
ترضَ حتي نصبتَ هذا الغلام فقلتَ : من كنتُ مولاه فهذا مولاه ! فهذا شىء منك أو أمر من عند الله ؟ ! قال : أمر من عند الله . قال : الله الذى لا إله إلاّ هو إنّ هذا من الله ؟ قال : الله الذى لا إله إلاّ هو إنّ هذا من الله . قال : فولّي النعمان وهو يقول : اللهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطِر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ! فرماه الله بحجر علي رأسه فقتله . فأنزل الله تعالي : ³ سَأَلَ سَائـِلٌ ُ ² (١) . ٨٣٤ ـ تأويل الآيات الظاهرة عن حسين بن محمّد : سألت سفيان بن عيينة عن قول الله عزّ وجلّ : ³ سَأَلَ سَائـِلٌ ² فيمن نزلت ؟ فقال : يابن أخى ، لقد سألتنى عن شىء ما سألنى عنه أحد قبلك ، لقد سألتُ جعفر بن محمّد ¤ عن مثل الذى سألتنى فقال : أخبرنى أبى ، عن جدّى ، عن أبيه ، عن ابن عبّاس قال : لمّا كان يوم غدير خُمّ قام رسول الله ½ خطيباً ، فأوجز فى خطبته ، ثمّ دعا علىَّ بن أبى طالب ¼ فأخذ بضَبْعَيه ، ثمّ رفع بيده حتي رُئى بياض إبطيه ، وقال للناس : أ لم اُبلّغكم الرسالة ؟ أ لم أنصح لكم ؟ قالوا : اللهمّ نعم . قال : فمن كنتُ مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه . الصادق عن آبائه(ع) نحوه وراجع شواهد التنزيل : ٢ / ٣٨٢ ـ ٣٨٥ وعيون المعجزات : ٢٢ . ٣١٥ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / سؤال عذاب واقع
قال : ففشتْ هذه فى الناس ، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهرى ، فرحّل راحلته ثمّ استوي عليها ـ ورسول الله ½ إذ ذاك فى الأبْطَح(١) ـ فأناخ ناقته ثمّ عقلها ، ثمّ أتي النبىَ ½ فسلّم ، ثمّ قال : يا عبد الله ! إنّك دعوتَنا إلي أن نقول : لا إله إلاّ الله ، فقلنا ، ثمّ دعوتنا إلي أن نقول : إنّك رسول الله ، فقلنا وفى القلب ما فيه ! ثمّ قلت لنا : صلّوا ، فصلّينا ، ثمّ قلت لنا : صوموا ، فصمنا ، ثمّ قلت لنا : حجّوا فحججنا ، ثمّ قلت لنا : "من كنتُ مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه" ، فهذا عنك أو عن الله ؟ ! فقال له : بل عن الله ـ فقالها ثلاثاً ـ . فنهض وإنّه لمغضب ، وإنّه يقول : اللهمّ إن كان ما يقول محمّد حقّاً ، فأمطِر علينا حجارة من السماء تكون نقمة فى أوّلنا وآية فى آخرنا ; وإن كان ما يقول كذباً فأنزِل به نقمتك ! ثمّ استوي علي ناقته فأثارَها(٢) ، فلمّا خرج من الأبطح رماه الله بحجر علي رأسه ، فخرج من دبره ، فسقط ميّتاً ! فأنزل الله تبارك وتعالي : ³ سَأَلَ سَائـِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ± لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ± مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ² (٣) . ٨٣٥ ـ السيرة الحلبيّة : قال بعضهم : ولمّا شاع قوله ½ : "من كنتُ مولاه فعلىّ مولاه" ، فى سائر الأمصار وطار فى جميع الأقطار ; بلغ الحارثَ بن النعمان
(١) الأَبْطَح : كلّ مسيل فيه دقاق الحصي فهو أبطح (معجم
البلدان : ١ / ٧٤) . ٣١٦ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / سؤال عذاب واقع
الفهرى ، فقدم المدينة ، فأناخ راحلته عند باب المسجد ، فدخل والنبىّ ½ جالس وحوله أصحابه ، فجاء حتي جَثا(١) بين يديه ، ثمّ قال : يا محمّد ! إنّك أمرتَنا أن نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله ، فقبلنا ذلك منك ، وإنّك أمرتنا أن نصلّى فى اليوم والليلة خمس صلوات ، ونصوم شهر رمضان ، ونزكّى أموالنا ، ونحجّ البيت ، فقبلنا ذلك منك ، ثمّ لم ترضَ بهذا حتي رفعتَ بضَبْعَى ابن عمّك ففضّلتَه وقلت : من كنتُ مولاه فعلىّ مولاه ! فهذا شىء من الله أو منك ؟ ! فاحمرّت عينا رسول الله ½ وقال : والله الذى لا إله إلاّ هو إنّه من الله وليس منّى ـ قالها ثلاثاً ـ . فقام الحارث وهو يقول : اللهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك ـ وفى رواية : اللهمّ إن كان ما يقول محمّد حقّاً ـ فأرسِل علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ! فو الله ما بلغ باب المسجد حتي رماه الله بحجر من السماء ، فوقع علي رأسه ، فخرج من دبره فمات ! وأنزل الله تعالي : ³ سَأَلَ سَائـِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ± لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ² الآية . وكان ذلك اليوم الثامن عشر من ذى الحجّة(٢) . ٨٣٦ ـ تفسير القرطبى ـ فى تفسير قوله تعالي : ³ سَأَلَ سَائـِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ² ـ : قيل : إنّ السائل هنا هو الحارث بن النعمان الفهرى . وذلك أنّه لمّا بلغه قول النبىّ ½ فى علىّ (ع): "من كنت مولاه فعلىّ مولاه" ركب ناقته فجاء حتي أناخ راحلته بالأبطح ، ثمّ قال : يا محمّد ! أمرتَنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّك
(١) أى جَلَس علي رُكْبتَيْه للخُصومة ونحوها (لسان
العرب ١٤ / ١٣١) . ٣١٧ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / سؤال عذاب واقع
رسول الله ، فقبلناه منك ، وأن نصلّى خمساً ، فقبلناه منك ، ونزكّى أموالنا ، فقبلناه منك ، وأن نصوم شهر رمضان فى كلّ عام ، فقبلناه منك ، وأن نحجّ ، فقبلناه منك . ثمّ لم ترضَ بهذا حتي فضّلتَ ابن عمّك علينا ! أ فهذا شىء منك أم من الله ؟ ! فقال النبىّ ½ : والله الذى لا إله إلاّ هو ما هو إلاّ من الله . فولّي الحارث وهو يقول : اللهمّ إن كان ما يقول محمّد حقّاً فأمطِر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ! فو الله ما وصل إلي ناقته حتي رماه الله بحجر ، فوقع علي دماغه ، فخرج من دبره فقتله ! فنزلت : ³ سَأَلَ سَائـِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ² الآية(١) . ٨٣٧ ـ المناقب لابن شهر آشوب : أبو عبيد ، والثعلبى ، والنقّاش ، وسفيان بن عيينة، والرازى، والقزوينى، والنيسابورى، والطبرسى، والطوسى، فى تفاسيرهم: أنّه لمّا بلّغ رسول الله ½ بغدير خُمٍّ ما بلّغ وشاع ذلك فى البلاد ; أتي الحارث بن النعمان الفهرى ـ وفى رواية أبى عبيد : جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العيدرى ـ فقال : يا محمّد ! أمرتَنا عن الله بشهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله ، وبالصلاة والصوم والحجّ والزكاة ، فقبلنا منك ، ثمّ لم ترضَ بذلك حتي رفعتَ بضَبْع ابن عمّك ففضّلتَه علينا وقلت : من كنتُ مولاه فعلىّ مولاه ! فهذا شىء منك أم من الله ؟ ! فقال رسول الله ½ : والذى لا إله إلاّ هو إنّ هذا من الله . فولّي الحارث يريد راحلته وهو يقول : اللهمّ إن كان ما يقول محمّد حقّاً فأمطِر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ! (١) تفسير القرطبى : ١٨ / ٢٧٨ ; الإقبال : ٢ / ٢٥١ نحوه . ٣١٨ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / احتجاج فاطمة بنت
رسول الله
فما وصل إليها حتي رماه الله بحجر فسقط علي هامته ، وخرج من دبره وقتله ! وأنزل الله تعالي : ³ سَأَلَ سَائـِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ² الآية . وفى شرح الأخبار أنّه نزل : ³ أَ فَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ ² (١) (٢) . ١٠ / ١٠ ٨٣٨ ـ فاطمة £ بنت رسول الله ½ ـ لمّا مُنعتْ فدك وخاطبت الأنصار ، فقالوا : يا بنت محمّد ، لو سمعنا هذا الكلام منك قبل بيعتنا لأبى بكر ما عدلنا بعلىّ أحداً ، فقالت ـ : وهل ترك أبى يوم غدير خمّ لأحد عذراً ؟(٣) ٨٣٩ ـ عنها £ : أ نسيتم قول رسول الله ½ يوم غدير خمّ : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ؟(٤) (٥) ٨٤٠ ـ عنها £ : ـ خطاباً لقوم وقفوا خلف باب بيتها لأخذ البيعة من أمير المؤمنين ¼ ـ : لا عهد لى بقوم أسوأ محضراً منكم ! تركتم رسول الله ½ جنازة بين أيدينا ، وقطعتم أمركم فيما بينكم ، ولم تؤمِّرونا ولم تروا لنا حقّاً ، كأنّكم لم تعلموا ما قال يوم غدير خمّ ، والله لقد عقد له يومئذ الولاء ليقطع منكم
(١) الشعراء : ٢٠٤ ، الصافّات : ١٧٦ . ٣١٩ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / احتجاج عليّ
بذلك منها الرجاء ، ولكنّكم قطعتم الأسباب بينكم وبين نبيّكم ، والله حسيب بيننا وبينكم فى الدنيا والآخرة(١) . ١٠ / ١١ ٨٤١ ـ الاحتجاج : قال أمير المؤمنين ¼ [بعد وفاة الرسول ½ وانتخاب أبى بكر ] : يا معاشر المهاجرين والأنصار ، الله الله لا تنسوا عهد نبيّكم إليكم فى أمرى ، ولا تخرجوا سلطان محمّد ½ من داره وقعر بيته إلي دوركم وقعر بيوتكم ، ولا تدفعوا أهله عن حقّه ومقامه فى الناس ! فو الله يا معاشر الجمع ! إنّ الله قضي وحكم ونبيّه أعلم وأنتم تعلمون أنّا أهل البيت أحقّ بهذا الأمر منكم ، أ ما كان القارئ منكم لكتاب الله ، الفقيه فى دين الله ، المضطلع بأمر الرعيّة ؟ والله إنّه لفينا لا فيكم ! فلا تتّبعوا الهوي فتزدادوا من الحقّ بُعداً ، وتفسدوا قديمكم بشرّ من حديثكم . فقال بشير بن سعد الأنصارى الذى وطّأ الأرض لأبى بكر ، وقالت جماعة من الأنصار : يا أبا الحسن ، لو كان هذا الأمر سمعته منك الأنصار قبل بيعتها لأبى بكر ما اختلف فيك اثنان . فقال علىّ ¼ : يا هؤلاء ! أ كنت أدع رسول الله مسجّي لا اُواريه وأخرج اُنازع فى سلطانه ؟ والله ما خفت أحداً يسمو له وينازعنا أهل البيت فيه ، ويستحلّ ما استحللتموه ، ولا علمت أنّ رسول الله ½ ترك يوم غدير خمّ لأحد حجّة ، ولا
(١) الاحتجاج : ١ / ٢٠٢ / ٣٧ ، الأمالى للمفيد : ٥٠ / ٩
وفيه إلي "حقّاً" ، بحار الأنوار : ٢٨ / ٢٠٤ / ٣ . ٣٢٠ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / احتجاج عليّ
لقائل مقالاً(١). ٨٤٢ ـ الإمام علىّ ¼ ـ من كلامه ¼ لمّا عزم علي المسير إلي الشام لقتال معاوية ـ : فالعجب من معاوية بن أبى سفيان ! ينازعنى الخلافة ، ويجحدنى الإمامة ، ويزعم أنّه أحقّ بها منّى ، جرأة منه علي الله وعلي رسوله ، بغير حقّ له فيها ولا حجّة ، لم يبايعه عليها المهاجرون ، ولا سلّم له الأنصار والمسلمون ... ما بال معاوية وأصحابه طاعنين فى بيعتى ؟ ! ولِمَ لم يفوا بها لى وأنا فى قرابتى وسابقتى وصهرى أولي بالأمر ممّن تقدّمنى ؟ أ ما سمعتم قول رسول الله ½ يوم الغدير فى ولايتى وموالاتى ؟ فاتّقوا الله أيّها المسلمون(٢) . ٨٤٣ ـ المناقب لابن شهر آشوب : روي علقمة أنّه خرج يوم صفّين رجل من عسكر الشام وعليه سلاح ومصحف فوقه ، وهو يقول : ³ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ² (٣) فأردت البراز ، فقال ¼ : مكانك. وخرج بنفسه وقال : أ تعرف النبأ العظيم الذى هم فيه مختلفون ؟ قال : لا ، قال : والله إنّى أنا النبأ العظيم الذى فىَّ اختلفتم ، وعلي ولايتى تنازعتم ، وعن ولايتى رجعتم بعد ما قبلتم ، وببغيكم هلكتم بعد ما بسيفى نجوتم ، ويوم غدير قد علمتم ، ويوم القيامة تعلمون ما علمتم ، ثمّ علاه بسيفه فرمي رأسه ويده ، ثمّ قال :
(١) الاحتجاج : ١ / ١٨٣ / ٣٦ ، بحار الأنوار : ٢٨ / ١٨٦
. ٣٢١ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / احتجاج عليّ
٨٤٤ ـ الإمام علىّ ¼ ـ من كتاب كتبه بعد منصرفه من النهروان وأمر أن يُقرأ علي الناس ـ : إنّ هذا لأمرٌ عجيب ، ولم يكونوا لولاية أحد منهم أكره منهم لولايتى ، كانوا يسمعون وأنا اُحاجّ أبا بكر فأنا وأقول يا معشر قريش ، أنا أحقّ بهذا الأمر منكم ما كان منكم من يقرأ القرآن ويعرف السنّة ، ويدين بدين الله الحقّ ، وإنّما حجّتى أنّى ولىُّ هذا الأمر من دون قريش ، إنّ نبى الله ½ قال: الولاء لمن أعتق . فجاء رسول الله ½ بعتق الرقاب من النار وأعتقها من الرقّ ، فكان للنبىّ ½ ولاء هذه الاُمّة . وكان لى بعده ما كان له ، فما جاز لقريش من فضلها عليها بالنبىّ ½ جاز لبنى هاشم علي قريش ، وجاز لى علي بنى هاشم بقول النبىّ ½ يوم غدير خمّ : من كنت مولاه فهذا علىّ مولاه . إلاّ أن تدّعى قريش فضلها علي العرب بغير النبىّ ½ ، فإن شاؤوا فليقولوا ذلك(١). ٨٤٥ ـ الأمالى للمفيد عن أبى علىّ الهمدانى : إنّ عبد الرحمن بن أبى ليلي قام إلي أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ¼ فقال : يا أمير المؤمنين إنّى سائلك لآخذ عنك ، وقد انتظرنا أن تقول من أمرك شيئاً فلم تقله ، أ لا تحدّثنا عن أمرك هذا أ كان بعهد من رسول الله ½ أو شىء رأيته ؟ فإنّا قد أكثرنا فيك الأقاويل ، وأوثقه عندنا ما قبلناه عنك وسمعناه من فيك . إنّا كنّا نقول : لو رجعت إليكم بعد رسول الله ½ لم ينازعكم فيها أحد ، والله ما أدرى إذا سُئلت ما أقول ! أزعم أنّ القوم كانوا أولي بما كانوا فيه منك ; فإن قلت ذلك ، فعلامَ نصبك رسول الله ½ بعد حجّة الوداع ؟ فقال : " أيّها الناس من كنت مولاه فعلىّ مولاه ". وإن تك أولي منهم بما كانوا فيه فعلامَ نتولاّهم ؟ ٣٢٢ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / مناشدات عليّ
فقال أمير المؤمنين ¼ : يا عبد الرحمن ، إنّ الله تعالي قبض نبيّه ½ وأنا يوم قبضه أولي بالناس منّى بقميصى هذا ، وقد كان من نبى الله إلىَّ عهد لو خزمتمونى بأنفى لأقررت سمعاً لله وطاعة ، وإنّ أوّل ما انتقصناه بعده إبطال حقّنا فى الخمس ، فلمّا رقّ أمرنا طمعت رعيان البهم من قريش فينا ، وقد كان لى علي الناس حقّ لو ردّوه إلىَّ عفواً قبلته وقمت به وكان إلي أجل معلوم ، وكنت كرجل له علي الناس حقّ إلي أجل ، فإن عجّلوا له ماله أخذه وحمدهم عليه ، وإن أخّروه أخذه غير محمودين ، وكنت كرجل يأخذ السهولة وهو عند الناس محزون . وإنّما يعرف الهدي بقلّة من يأخذه من الناس ، فإذا سكتُّ فاعفونى فإنّه لو جاء أمر تحتاجون فيه إلي الجواب أجبتكم ، فكفّوا عنّى ما كففت عنكم . فقال عبد الرحمن : يا أمير المؤمنين ، فأنت لعمرك كما قال الأوّل :
١٠ / ١٢ ٨٤٦ ـ مسند ابن حنبل عن أبى الطفيل : جمع علىّ (ع) الناس فى الرُّحْبة(٢) ، ثمّ قال لهم : أنشد الله كلّ امرئ مسلم سمع رسول الله ½ يقول يوم غدير خمّ ما سمع لمّا قام . فقام ثلاثون من الناس ـ وقال أبو نعيم : فقام ناس كثير ـ فشهدوا حين
(١) الأمالى للمفيد : ٢٢٣ / ١ ، الأمالى للطوسى : ٨ / ٩
، كشف الغمّة : ٢ / ٣ ، شرح الأخبار : ٢ / ٢٦١ / ٥٦٣ عن سليمان بن أبى الورد
بإسناده عن عبد الرحمن بن أبى ليلي نحوه ، بحار الأنوار : ٢٩ / ٥٨٢ / ١٦ . ٣٢٣ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / مناشدات عليّ
أخذه بيده فقال للناس : أ تعلمون أنّى أولي بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : نعم يا رسول الله . قال : من كنت مولاه فهذا مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه . قال : فخرجت وكأنّ فى نفسى شيئاً ، فلقيت زيد بن أرقم ، فقلت له : إنّى سمعت عليّاً (ع) يقول كذا وكذا . قال : فما تنكر ؟ قد سمعتُ رسول الله ½ يقول ذلك له(١) . ٨٤٧ ـ اُسد الغابة عن أبى الطفيل : كنّا عند علىّ (ع) فقال : أنشد الله تعالي من شهد يوم غدير خمّ إلاّ قام . فقام سبعة عشر رجلاً ; منهم أبو قدامة الأنصارى ، فقالوا : نشهد أنّا أقبلنا مع رسول الله ½ من حجّة الوداع ، حتي إذا كان الظهر خرج رسول الله ½ فأمر بشجرات فشددن ، واُلقى عليهنّ ثوب ، ثمّ نادي : الصلاةَ ، فخرجنا فصلّينا ، ثمّ قام فحمد الله تعالي وأثني عليه ، ثمّ قال : يا أيّها الناس ! أ تعلمون أنّ الله عزّ وجلّ مولاى وأنا مولي المؤمنين ، وأنّى أولي بكم من أنفسكم ؟ يقول ذلك مراراً . قلنا : نعم ، وهو آخذ بيدك يقول : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه . ثلاث مرّات(٢) . ٨٤٨ ـ مسند ابن حنبل عن زيد بن أرقم : استَشهد علىٌّ الناس ، فقال : أنشد الله
(١) مسند ابن حنبل : ٧ / ٨٢ / ١٩٣٢١ ، فضائل الصحابة
لابن حنبل : ٢ / ٦٨٢ / ١١٦٧ ، مسند البزّار : ٢ / ١٣٣ / ٤٩٢ وفيهما إلي "عاداه" ،
خصائص أمير المؤمنين للنسائى : ١٧٣ / ٩٣ ،تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٦٣١ كلاهما
نحوه ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٢٠٥ / ٨٦٨٠ ، كفاية الطالب : ٥٦ ، البداية والنهاية : ٥ /
٢١١ وج ٧ / ٣٤٧ ، سلسلة الأحاديث الصحيحة : ٤ / ٣٣١ / ١٧٥٠ وراجع تاريخ الخلفاء :
٢٠١ . ٣٢٤ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / مناشدات عليّ
رجلاً سمع النبىّ ½ يقول : اللهمّ من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، فقام ستّة عشر رجلاً فشهدوا(١) . ٨٤٩ ـ مسند ابن حنبل عن زاذان بن عمر : سمعت عليّاً فى الرُّحبة وهو ينشد الناس : من شهد رسول الله ½ يوم غدير خمّ وهو يقول ما قال ؟ فقام ثلاثة عشر رجلاً ، فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله ½ وهو يقول : من كنت مولاه فعلىّ مولاه(٢) . ٨٥٠ ـ المعجم الأوسط عن عميرة بن سعد : سمعت عليّاً ينشد الناس : من سمع رسول الله ½ يقول : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ؟ فقام ثلاثة عشر ، فشهدوا أنّ رسول الله ½ قال : من كنت مولاه فعلىّ مولاه(٣) . ٨٥١ ـ مسند ابن حنبل عن زياد بن أبى زياد : سمعت علىّ بن أبى طالب (ع) ينشد الناس ، فقال : أنشد الله رجلاً مسلماً سمع رسول الله ½ يقول يوم غدير خمّ ما
(١) مسند ابن حنبل : ٩ / ٥١ / ٢٣٢٠٤ ، تاريخ دمشق : ٤٢ /
٢٠٤ / ٨٦٧٨ ، المعجم الكبير : ٥ / ١٩٢ / ٥٠٥٨ عن سعيد بن وهب وحبّة العرنى وزيد بن
أرقم وفيه "بضعة عشر" بدل "ستّة عشر" ، الرياض النضرة : ٣ / ١٢٧ ، سلسلة الأحاديث
الصحيحة : ٤ / ٣٣٣ / ١٧٥٠ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٤٧ نحوه . ٣٢٥ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / مناشدات عليّ
قال ؟ فقام : اثنا عشر بدريّاً فشهدوا(١) . ٨٥٢ ـ السنّة عن المهاجر بن عميرة أو عميرة بن المهاجر : سمعت عليّاً (ع) ناشد الناس علي المنبر : من سمع رسول الله ½ يقول : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ؟ فقام اثنا عشر رجلاً ، فقالوا : سمعنا رسول الله ½ يقوله(٢) . ٨٥٣ ـ مسند ابن حنبل عن عبد الرحمن بن أبى ليلي : شهدت عليّاً فى الرحبة ينشد الناس : أنشد الله من سمع رسول الله ½ يقول يوم غدير خمّ : من كنت مولاه فعلىّ مولاه . لمّا قام فشهد . قال عبد الرحمن : فقام اثنا عشر بدريّاً كأنّى أنظر إلي أحدهم ، فقالوا : نشهد أنّا سمعنا رسول الله ½ يقول يوم غدير خمّ : أ لست أولي بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجى اُمّهاتهم ؟ فقلنا : بلي يا رسول الله . قال : فمن كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه(٣) . ٨٥٤ ـ خصائص أمير المؤمنين عن زيد بن يثيع : سمعت علىّ بن أبى طالب (ع) يقول علي منبر الكوفة : إنّى أنشد الله رجلاً ـ ولا أنشد إلاّ أصحاب محمّد ½ ـ سمع رسول الله ½ يوم غدير خمّ يقول : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه .
(١) مسند ابن حنبل : ١ / ١٩١ / ٦٧٠ ، تاريخ دمشق : ٤٢ /
٢١٢ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٤٩ ، الرياض النضرة : ٣ / ١٢٨ . ٣٢٦ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / مناشدات عليّ
فقام ستّة من جانب المنبر ، وستّة من الجانب الآخر ، فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله ½ يقول ذلك(١) . ٨٥٥ ـ شرح الأخبار عن أبى رملة : كنت جالساً عند علىّ ¼ فى الرحبة ; إذ أقبل إلينا أربعة علي نجائب(٢) ، فأناخوها عن بُعد ، ثمّ تقدّموا حتي وقفوا علي علىّ ¼ ، فقالوا : السلام عليك يا مولانا . قال : وعليكم السلام ، من أين أقبلتم ؟ قالوا : أقبلنا من أرض كذا وكذا . قال : ولِمَ دعوتمونى مولاكم ؟ قالوا : سمعنا رسول الله ½ يوم غدير خُمّ يقول : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه . فقال ـ عند ذلك ـ : اُناشد الله رجلاً سمع من رسول الله ½ يقول ما يقوله هؤلاء الرهط إلاّ قام فتكلّم ، فقام اثنا عشر رجلاً ، فشهدوا بذلك(٣) . ٨٥٦ ـ خصائص أمير المؤمنين عن عمرو ذى مرّ : شهدت عليّاً بالرحبة ينشد أصحاب محمّد : أيّكم سمع رسول الله ½ يقول يوم غدير خمّ ما قال ؟ قال : فقام اُناس فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله ½ يقول : من كنت مولاه فإنّ عليّاً مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ، وأحبّ من أحبّه ، وأبغض من أبغضه ، وانصر
(١) خصائص أمير المؤمنين للنسائى : ١٦١ / ٨٨ ، المصنّف
لابن أبى شيبة : ٧ / ٤٩٩ / ٢٨ ، السنّة لابن أبى عاصم : ٥٩٣ / ١٣٧٤ ، مسند ابن حنبل
: ١ / ٢٥٠ / ٩٥٠ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٢١٠ / ٨٦٨٩ ، البداية والنهاية : ٥ / ٢١٠ ;
المناقب للكوفى : ٢ / ٤٠٢ / ٨٨٠ والأربعة الأخيرة عن سعيد بن وهب وزيد بن يثيع وص
٣٨٧ / ٨٦٢ كلّها نحوه وراجع البداية والنهاية : ٧ / ٣٤٨ والأمالى للطوسى : ٢٥٥ /
٤٥٩ . ٣٢٧ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / مناشدات عليّ
من نصره(١) . ٨٥٧ ـ اُسد الغابة عن يعلي بن مرّة : سمعت رسول الله ½ يقول : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه . فلمّا قدم علىّ الكوفة نشد الناس : من سمع النبىّ ½ ؟ فانتشد له بضعة عشر رجلاً ، فيهم : عامر بن ليلي الغفارى(٢) . ٨٥٨ ـ اُسد الغابة عن الأصبغ بن نباتة : نشد علىّ الناس : من سمع رسول الله ½ يقول يوم غدير خمّ ما قال إلاّ قام . فقام بضعة عشر ; فيهم أبو أيّوب الأنصارى وأبو زينب ، فقالوا : نشهد أنّا سمعنا رسول الله ½ وأخذ بيدك يوم غدير خمّ فرفعها فقال : أ لستم تشهدون أنّى قد بلّغت ونصحت ، قالوا : نشهد أنّك قد بلّغت ونصحت . قال : ألا إنّ الله عزّ وجلّ وليّى وأنا ولىّ المؤمنين ، فمن كنت مولاه فهذا علىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ، وأحبّ من أحبّه ، وأعِن من أعانه ، وأبغض من أبغضه(٣) .
(١) خصائص أمير المؤمنين للنسائى : ١٨١ / ٩٩ ، مسند
البزّار : ٣ / ٣٥ / ٧٨٦ عن عمرو ذى مرّ وسعيد ابن وهب وزيد بن يثيع نحوه ، البداية
والنهاية : ٥ / ٢١٠ وراجع المعجم الأوسط : ٢ / ٣٢٤ / ٢١٠٩ والمناقب لابن المغازلى :
٢٠ / ٢٧ . ٣٢٨ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / مناشدات عليّ
٨٥٩ ـ اُسد الغابة عن الأصبغ بن نباتة : نشد علىّ الناس فى الرحبة : من سمع النبىّ ½ يوم غدير خمّ ما قال إلاّ قام ، ولا يقوم إلاّ من سمع رسول الله ½ يقول . فقام بضعة عشر رجلاً ; فيهم أبو أيّوب الأنصارى ، وأبو عمرة بن عمرو بن محصن ، وأبو زينب ، وسهل بن حنيف ، وخزيمة بن ثابت ، وعبد الله بن ثابت الأنصارى ، وحبشى بن جنادة السلولى ، وعبيد بن عازب الأنصارى ، والنعمان بن عجلان الأنصارى ، وثابت بن وديعة الأنصارى ، وأبو فضالة الأنصارى ، وعبد الرحمن بن عبد ربّ الأنصارى . فقالوا : نشهد أنّا سمعنا رسول الله ½ يقول : ألا إنّ الله عزّ وجلّ وليّى وأنا ولىّ المؤمنين ، ألا فمن كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وأحبّ من أحبّه ، وأبغض من أبغضه ، وأعِن من أعانه(١) . ٨٦٠ ـ خصائص أمير المومنين عن سعيد بن وهب : قال علىّ كرّم الله وجهه فى الرحبة : أنشد بالله من سمع رسول الله ½ يوم غدير خمّ يقول : الله وليّى وأنا ولىّ المؤمنين ، ومن كنت وليّه فهذا وليّه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره . قال سعيد : فقام إلي جنبى ستّة ، وقال زيد بن يثيع : قام عندى ستّة ، وقال عمرو ذو مرّ وساق الحديث(٢) . ٨٦١ ـ المستدرك علي الصحيحين عن إياس الضبّى عن أبيه : كنّا مع علىّ يوم
(١) اُسد الغابة : ٣ / ٤٦٥ / ٣٣٤٧ . ٣٢٩ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / الدعاء علي الكاتمين
الجمل ، فبعث إلي طلحة بن عبيد الله أن ألقنى ، فأتاه طلحة فقال : نشدتك الله ، هل سمعت رسول الله ½ يقول : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ؟ قال : نعم ، قال : فَلِمَ تقاتلنى ؟ قال : لم أذكر ! ! قال : فانصرف طلحة(١) (٢) . ١٠ / ١٣ ٨٦٢ ـ مسند ابن حنبل عن سماك بن عبيد بن الوليد العبسى : دخلت علي عبد الرحمن بن أبى ليلي فحدّثنى أنّه شهد عليّاً فى الرحبة قال : أنشد الله رجلاً سمع رسول الله ½ وشهده يوم غدير خمّ إلاّ قام ، ولا يقوم إلاّ من قد رآه . فقام اثنا عشر رجلاً ، فقالوا : قد رأيناه وسمعناه حيث أخذ بيده يقول : اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله . فقام إلاّ ثلاثة لم يقوموا ، فدعا عليهم فأصابتهم دعوته(٣) . ٨٦٣ ـ تاريخ دمشق عن عبد الرحمن بن أبى ليلي : خطب الناس أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب فى الرحبة ، قال : أنشد الله امرأً نِشدة الإسلام سمع
(١) لكن الأشهر أنّ طلحة لم ينصرف عن الحرب . راجع :
القسم السادس / وقعة الجمل / القتال / قتل طلحة بيد مروان . ٣٣٠ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / الدعاء علي الكاتمين
رسول الله ½ يوم غدير خمّ أخذ بيدى يقول : أ لست أولي بكم ـ يا معشر المسلمين ـ من أنفسكم ؟ قالوا : بلي يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله . إلاّ قام . فقام بضعة عشر رجلاً ، فشهدوا ، وكتم قوم ; فما فنوا من الدنيا إلاّ عَموا وبرصوا(١) . ٨٦٤ ـ حلية الأولياء عن عميرة بن سعد : شهدت عليّاً علي المنبر ناشداً أصحاب رسول الله ½ وفيهم أبو سعيد ، وأبو هريرة ، وأنس بن مالك ، وهم حول المنبر ، وعلىّ علي المنبر ، وحول المنبر اثنا عشر رجلاً هؤلاء منهم . فقال علىّ : نشدتكم بالله ، هل سمعتم رسول الله ½ يقول : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ؟ فقاموا كلّهم فقالوا : اللهمّ نعم . وقعد رجل فقال : ما منعك أن تقوم ؟ قال : يا أمير المؤمنين ، كبرت ونسيت ! فقال : اللهمّ إن كان كاذباً فاضربه ببلاء حسن . قال فما مات حتي رأينا بين عينيه نُكتة(٢) بيضاء لا تواريها العمامة(٣) . ٨٦٥ ـ المعارف لابن قتيبة ـ فى أنس بن مالك ـ : كان بوجهه برص . وذكر قوم أنّ عليّاً (ع) سأله عن قول رسول الله ½ : اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ؟ فقال : كبرت سنّى ونسيت !فقال له علىّ (ع): إن كنت كاذباً فضربك الله ببيضاء لا تواريها العمامة(٤) .
(١) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٢٠٨ ، كنز العمّال : ١٣ / ١٣١ /
٣٦٤١٧ نقلاً عن الخطيب فى الافراد . ٣٣١ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / الدعاء علي الكاتمين
٨٦٦ ـ الأمالى للصدوق عن أبى هدبة : رأيت أنس بن مالك معصوباً بعصابة ، فسألته عنها ، فقال : هذه دعوة علىّ بن أبى طالب ¼ ، فقلت له : وكيف كان ذاك ؟ فقال : . . . لمّا كان يوم الدار استشهدنى علىّ ¼ فكتمته ، فقلت : إنّى نسيته ! فرفع علىّ ¼ يده إلي السماء ، فقال : اللهمّ ارمِ أنساً بوَضَح(١) لا يستره من الناس . ثمّ كشف العصابة عن رأسه ، فقال : هذه دعوة علىّ ، هذه دعوة علىّ ، هذه دعوة علىّ(٢) . ٨٦٧ ـ اُسد الغابة عن أبى إسحاق : حدّثنى من لا اُحصى ـ منهم عمرو ذى مرّ ويزيد بن يثيع وسعيد بن وهب وهانئ بن هانئ ـ : أنّ عليّاً نشد الناس فى الرحبة : من سمع قول رسول الله ½ : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ؟ فقام نفر شهدوا أنّهم سمعوا ذلك من رسول الله ½ ، وكتم قوم ; فما خرجوا من الدنيا حتي عمُوا ، وأصابتهم آفة ، منهم : يزيد بن وديعة ، وعبد الرحمن بن مُدْلِج(٣) . ٨٦٨ ـ رجال الكشّى عن زِرّ بن حُبَيش : خرج علىّ بن أبى طالب ¼ من القصر ، فاستقبله ركبان متقلّدون بالسيوف ، عليهم العمائم ، فقالوا : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك يا مولانا . فقال علىّ ¼ : مَن هاهنا من أصحاب رسول الله ½ ؟ فقام خالد بن زيد ; أبو أيّوب ، وخُزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، وقيس بن سعد بن عبادة ، وعبد الله
(١) الوَضَح : البياض من كلّ شىء (النهاية : ٥ / ١٩٥) . ٣٣٢ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / الدعاء علي الكاتمين
ابن بُدَيل بن ورقاء ، فشهدوا جميعاً أنّهم سمعوا رسول الله ½ يقول يوم غدير خمّ : من كنت مولاه فعلىّ مولاه . فقال علىّ ¼ لأنس بن مالك والبراء بن عازب : ما منعكما أن تقوما فتشهدا ؟ فقد سمعتما كما سمع القوم . ثمّ قال : اللهمّ إن كانا كتماها معاندةً فابتلِهما . فعمى البراء بن عازب ، وبرص قدما أنس بن مالك ، فحلف أنس بن مالك أن لا يكتم منقبة لعلىّ بن أبى طالب ولا فضلاً أبداً ، وأمّا البراء بن عازب فكان يسأل عن منزله ، فيقال : هو فى موضع كذا وكذا ، فيقول : كيف يَرشُد من أصابته الدعوة ؟ !(١) ٨٦٩ ـ أنساب الأشراف عن أبى وائل شقيق بن سلمة : قال علىّ علي المنبر : نشدت الله رجلاً سمع رسول الله ½ يقول يوم غدير خمّ : اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، إلاّ قام فشهد ـ وتحت المنبر أنس بن مالك ، والبراء بن عازب ، وجرير بن عبد الله ـ فأعادها ، فلم يجبه أحد ، فقال : اللهمّ من كتم هذه الشهادة وهو يعرفها فلا تخرجه من الدنيا حتي تجعل به آية يعرف بها . قال : فبرص أنس ، وعمى البراء ، ورجع جرير أعرابيّاً بعد هجرته ، فأتي السَّراة(٢) فمات فى بيت اُمّه بالسَّراة(٣) . ٨٧٠ ـ المعجم الكبير عن أبى سلمان المؤذّن عن زيد بن أرقم : نشد علىّ الناس ، أنشد الله رجلاً سمع النبىّ ½ يقول : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه . فقام اثنا عشر بدريّاً ، فشهدوا بذلك .
(١) رجال الكشّى : ١ / ٢٤٦ / ٩٥ ، الدرجات الرفيعة : ٤٥٣
. ٣٣٣ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / الدعاء علي الكاتمين
قال زيد : وكنت أنا فيمن كَتَم ، فذهب بصرى(١) . ٨٧١ ـ الإرشاد عن أبى سلمان المؤذّن عن زيد بن أرقم : نشد علىّ الناس فى المسجد فقال : أنشد الله رجلاً سمع النبىّ ½ يقول : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه . فقام اثنا عشر بدرياً ; ستّة من الجانب الأيمن ، وستّة من الجانب الأيسر ، فشهدوا بذلك . قال زيد بن أرقم : وكنت أنا فيمن سمع ذلك فكتمته ، فذهب الله ببصرى ، وكان يتندّم علي ما فاته من الشهادة ويستغفر(٢) . ٨٧٢ ـ شرح نهج البلاغة : وذكر جماعة من شيوخنا البغداديّين أنّ عدّة من الصحابة والتابعين والمحدّثين كانوا منحرفين عن علىّ ¼ ، قائلين فيه السوء ، ومنهم من كتم مناقبه وأعان أعداءه ميلاً مع الدنيا ، وإيثاراً للعاجلة ، فمنهم أنس ابن مالك . ناشد علىّ ¼ الناس فى رحبة القصر ـ أو قال : رحبة الجامع بالكوفة ـ : أيّكم
(١) المعجم الكبير : ٥ / ١٧٥ / ٤٩٩٦ وص ١٧١ / ٤٩٨٥ عن
أبى سليمان زيد بن وهب عن زيد بن أرقم وفيه "ستّة عشر رجلاً"بدل "اثنا عشر بدريّاً"
، المناقب لابن المغازلى : ٢٣ / ٣٣ وفيه "أبى سليمان" وليس فيه "فقام اثنا عشر
بدريّاً فشهدوا بذلك" ; الاحتجاج : ١ / ١٨٤ / ٣٦ ، شرح الأخبار : ١ / ١٠٠ / ٢٢ وفيه
"ستّة عشر" بدل "اثني عشر" وص ٢٣٢ / ٢٢٢ وفيه "جماعة" بدل "اثنا عشر" وكلّها نحوه . ٣٣٤ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / الدعاء علي الكاتمين
سمع رسول الله ½ يقول : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ؟ فقام اثنا عشر رجلاً فشهدوا بها ، وأنس بن مالك فى القوم لم يقم ، فقال له : يا أنس ! ما يمنعك أن تقوم فتشهد ، ولقد حضرتها ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، كبرت ونسيت ! فقال : اللهمّ إن كان كاذباً فارمِه بها بيضاء لا تواريها العمامة . قال طلحة بن عمير : فو الله لقد رأيت الوَضَح به بعد ذلك أبيض بين عينيه . وروي عثمان بن مُطرّف أنّ رجلاً سأل أنس بن مالك فى آخر عمره عن علىّ بن أبى طالب ، فقال : إنّى آليت أن لا أكتم حديثاً سُئلت عنه فى علىّ بعد يوم الرحبة ، ذاك رأس المتّقين يوم القيامة ، سمعته والله من نبيّكم . وروي أبو إسرائيل عن الحكم عن أبى سليمان المؤذّن : أنّ عليّاً ¼ نشد الناس من سمع رسول الله ½ يقول : من كنت مولاه فعلىّ مولاه . فشهد له قوم وأمسك زيد بن أرقم ; فلم يشهد ـ وكان يعلمها ـ فدعا علىّ ¼ عليه بذهاب البصر ، فعمى ، فكان يحدّث الناس بالحديث بعدما كُفّ بصره(١) . ٨٧٣ ـ الخصال عن جابر بن يزيد الجعفىّ عن جابر بن عبد الله الأنصارى : خطبنا علىّ بن أبى طالب ¼ فحمد الله وأثني عليه ، ثمّ قال : أيّها الناس ! إنّ قدّام منبركم هذا أربعة رَهْط من أصحاب محمّد ½ ; منهم أنس بن مالك ، والبراء بن عازب ، والأشعث بن قيس الكندى ، وخالد بن يزيد البجلى . ثمّ أقبل علي أنس فقال : يا أنس ! إن كنت سمعت رسول الله ½ يقول : من كنت مولاه فهذا علىّ مولاه . ثمّ لم تشهد لى اليوم بالولاية فلا أماتك الله حتي يبتليك ببرص لا تغطّيه العمامة .
(١) شرح نهج البلاغة : ٤ / ٧٤ ; كشف الغمّة : ١ / ٢٨٣
وفيه إلي "بين عينيه" . ٣٣٥ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / تفسير كلمة "المولى"
وأمّا أنت يا أشعث ، فإن كنت سمعت رسول الله ½ يقول : من كنت مولاه فهذا علىّ مولاه . ثمّ لم تشهد لى اليوم بالولاية فلا أماتك الله حتي يذهب بكريمتيك(١) . وأمّا أنت يا خالد بن يزيد ، فإن كنت سمعت رسول الله ½ يقول : من كنت مولاه فهذا علىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه . ثمّ لم تشهد لى اليوم بالولاية فلا أماتك الله إلاّ ميتةً جاهليّة . وأمّا أنت يا براء بن عازب ، فإن كنت سمعت رسول الله ½ يقول : من كنت مولاه فهذا علىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه . ثمّ لم تشهد لى اليوم بالولاية فلا أماتك الله إلاّ حيث هاجرت منه . قال جابر بن عبد الله الأنصارى : والله لقد رأيت أنس بن مالك وقد ابتُلى ببرص يغطّيه بالعمامة فما تستره . ولقد رأيت الأشعث بن قيس وقد ذهبت كريمتاه وهو يقول : الحمد لله الذى جعل دعاء أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب علىَّ بالعمي فى الدنيا ، ولم يدعُ علىَّ بالعذاب فى الآخرة فاُعذّب . وأمّا خالد بن يزيد فإنّه مات فأراد أهله أن يدفنوه وحُفر له فى منزله فدُفن ، فسمعت بذلك كندة فجاءت بالخيل والإبل فعقرتها علي باب منزله ، فمات ميتة جاهليّة . وأمّا البراء بن عازب فإنّه ولاّه معاوية اليمن فمات بها ، ومنها كان هاجرَ(٢) . ١٠ / ١٤ ٨٧٤ ـ الإمام الحسين ¼ : إنّ الله تبارك وتعالي أدّب نبيّه الآداب كلّها ، فلمّا
(١) أى عينيك ، وكلّ شىء يكرم عليك فهو كريمك وكريمتك
(النهاية : ٤ / ١٦٧) . ٣٣٦ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / تفسير كلمة "المولى"
استحكم الأدب فوّض الأمر إليه ، فقال : ³ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهََاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ² (١) إنّ رسول الله ½ أدّب عليّاً بتلك الآداب التى أدّبه بها ، فلمّا استحكم الآداب كلّها فوّض الأمر إليه ، فقال : من كنت مولاه فعلىّ مولاه(٢) . ٨٧٥ ـ معانى الأخبار عن أبى إسحاق : قلت لعلىّ بن الحسين ¤ : ما معني قول النبىّ ½ : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ؟ قال : أخبرهم أنّه الإمام بعده(٣) . ٨٧٦ ـ معانى الأخبار عن أبان بن تغلب : سألت أبا جعفر محمّد بن علىّ ¤ عن قول النبىّ ½ : من كنت مولاه فعلىّ مولاه . فقال : يا أبا سعيد ، تسأل عن مثل هذا ؟ ! علّمهم أنّه يقوم فيهم مقامه(٤) . ٨٧٧ ـ الإمام الصادق عن أبيه ¤ : إنّ رجلاً سأله فقال : يابن رسول الله ، بماذا فُضّل علىّ صلوات الله عليه علي الناس ؟ فقال : يقول رسول الله ½ : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه . فقال الرجل : فهذا حديث معروف عند الناس يعرفه الخاصّ والعامّ ، فهل غير ذلك ؟ فقال له أبو جعفر ¼ : ويحك ! وهل تدرى ما يجمعه هذا القول ، وما يقتضيه ؟ ! إنّ الله عزّ وجلّ جعل له به علي الاُمّة ما جعله لرسول الله ½ عليها من السمع والطاعة(٥) .
(١) الحشر : ٧ . ٣٣٧ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / تفسير كلمة "المولى"
٨٧٨ ـ الإمام الصادق ¼ : إنّ رسول الله ½ رفع يدى علىّ ¼ بغدير خمّ حتي نظر الناس إلي بياض إبطيهما ، فجعله مولي المسلمين وإمامهم(١) . ٨٧٩ ـ عنه ¼ : إنّ الله أثني علي نبيّه محمّد ½ [بقوله] : ³ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ² (٢) ثمّ فوّض إليه فقال : ³ وَمَا آتََاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهََاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ² . وإنّ نبى الله فوّض إلي علىّ ¼ فقال : من كنت مولاه فعلىّ مولاه . وائتمنه(٣) . ٨٨٠ ـ بشارة المصطفي عن إبراهيم بن رجاء الشيبانى : قيل لجعفر بن محمّد ¤ : ما أراد رسول الله ½ بقوله لعلىّ يوم الغدير : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ؟ قال : فاستوي جعفر بن محمّد ¤ قاعداً ، ثمّ قال : سئل والله عنها رسول الله ½ فقال : الله مولاى أولي بى من نفسى لا أمر لى معه ، وأنا مولي المؤمنين أولي بهم من أنفسهم لا أمر لهم معى ، ومن كنت مولاه أولي به من نفسه لا أمر له معى ، فعلىّ بن أبى طالب ¼ مولاه أولي به من نفسه لا أمر له معه(٤) . ٨٨١ ـ الإمام الكاظم ¼ : نحن ندعى إنّ ولاء جميع الخلائق لنا ، نعنى ولاء الدين ... ونحن ندّعى ذلك لقول النبىّ ½ يوم غدير خمّ : من كنت مولاه فعلىّ مولاه . يعنى بذلك ولاء الدين(٥).
(١) معانى الأخبار : ٣٥١ / ١ عن محمّد بن حرب الهلالى ،
تأويل الآيات الظاهرة : ٢ / ٥٩٢ / ٢ . ٣٣٨ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / تفسير كلمة "المولى"
٨٨٢ ـ الكافى عن عبد العزيز بن مسلم : كنّا مع الرضا ¼ بمرْو ، فاجتمعنا فى الجامع يوم الجمعة فى بدء مقدمِنا ، فأداروا أمر الإمامة ، وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها ، فدخلت علي سيّدى ¼ فأعلمته خوض الناس فيه ، فتبسّم ¼ ثمّ قال : يا عبد العزيز ! جهل القوم وخُدعوا عن آرائهم ; إنّ الله عزّ وجلّ لم يقبض نبيّه ½ حتي أكمل له الدين ، وأنزل عليه القرآن فيه تبيان كلّ شىء ، بيّن فيه الحلال والحرام ، والحدود والأحكام ، وجميع ما يحتاج إليه الناس كملاً ، فقال عزّ وجلّ : ³ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَىْءٍ ² (١) وأنزل فى حجّة الوداع ; وهى آخر عمرِه ½ : ³ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِِْْسْلامَ دِينًا ² (٢) . وأمر الإمامة من تمام الدين ، ولم يمضِ ½ حتي بيّن لاُمّته معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم ، وتركهم علي قصد سبيل الحقّ ، وأقام لهم عليّاً ¼ عَلَماً وإماماً ، وما ترك لهم شيئاً يحتاج إليه الاُمّة إلاّ بيّنه ، فمن زعم أنّ الله عزّ وجلّ لم يكمّل دينه ، فقد ردّ كتاب الله ، ومن ردّ كتاب الله فهو كافر به . هل يعرفون قدر الإمامة ومحلّها من الاُمّة ، فيجوز فيها اختيارهم ؟ ! إنّ الإمامة أجلّ قدراً ، وأعظم شأْناً ، وأعلا مكاناً ، وأمنع جانباً ، وأبعد غَوراً من أن يبلغها الناس بعقولهم ، أو ينالوها بآرائهم ، أو يقيموا إماماً باختيارهم . إنّ الإمامة خصّ الله عزّ وجلّ بها إبراهيم الخليل ¼ بعد النبوّة ، والخلّة مرتبة ثالثة ، وفضيلة شرّفه بها ، وأشاد بها ذكره ، فقال : ³ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ² فقال
(١) الأنعام : ٣٨ . ٣٣٩ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / عيد الغدير فى
الإسلام
الخليل ¼ سروراً بها : ³ وَمِن ذُرِّيَّتِي ² قال الله تبارك وتعالي : ³ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ² (١) فأبطلت هذه الآية إمامة كلّ ظالم إلي يوم القيامة ، وصارت فى الصفوة(٢) . ٨٨٣ ـ كشف الغمّة عن الحسن بن ظريف : كتبت إلي أبى محمّد [الإمام العسكرى ¼ ]أسأله : ما معني قول رسول الله ½ لأمير المؤمنين ¼ : من كنت مولاه فهذا مولاه ؟ قال : أراد بذلك أن يجعله علماً يعرف به حزب الله عند الفِرقة(٣). ١٠ / ١٥ ٨٨٤ ـ رسول الله ½ : يوم غدير خُمّ أفضل أعياد اُمّتى وهو اليوم الذى أمرنى الله تعالي ذكره فيه بنصب أخى علىّ بن أبى طالب عَلَماً لاُمّتى ، يهتدون به من بعدى ، وهو اليوم الذى أكمل الله فيه الدين ، وأتمّ علي اُمّتى فيه النعمة ، ورضى لهم الإسلام ديناً(٤) .
(١) البقرة : ١٢٤ . ٣٤٠ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / عيد الغدير فى
الإسلام
٨٨٥ ـ الإمام الحسين ¼ : اتّفق فى بعض سِنِىّ أمير المؤمنين ¼ الجمعة والغدير ، فصعد المنبر علي خمس ساعات من نهار ذلك اليوم فحمد الله وأثني عليه حمداً لم يُسمع بمثله ، وأثني عليه ثناء لم يتوجّه إليه غيره ، فكان ما حفظ من ذلك . . . : ثمّ إنّ الله تعالي جمع لكم معشرَ المؤمنين فى هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين لا يقوم أحدهما إلاّ بصاحبه ; ليكمل عندكم جميل صنيعته ، ويقفكم علي طريق رشده ، ويقفو بكم آثار المستضيئين بنور هدايته ، ويشملكم منهاج قصده ، ويوفّر عليكم هنىء رفده ، فجعل الجمعة مجمعاً ندب إليه لتطهير ما كان قبله ، وغسل ما كان أوقعته مكاسب السوء من مثله إلي مثله ، وذكري للمؤمنين ، وتبيان خشية المتّقين ، ووهب من ثواب الأعمال فيه أضعاف ما وهب لأهل طاعته فى الأيّام قبله وجعله لا يتمّ إلاّ بالائتمار لما أمر به ، والانتهاء عمّا نهي عنه ، والبخوع(١) بطاعته فيما حثّ عليه وندب إليه ، فلا يُقبل توحيده إلاّ بالاعتراف لنبيّه ½ بنبوّته ، ولا يقبل ديناً إلاّ بولاية من أمر بولايته ، ولا تنتظم أسباب طاعته إلاّ بالتمسّك بعصمه وعصم أهل ولايته ، فأنزل علي نبيّه ½ فى يوم الدوح ما بيّن به عن إرادته فى خلصائه وذوى اجتبائه . . . إنّ هذا يوم عظيم الشأن ، فيه وقع الفرج ، ورفعت الدَّرَج ، ووضحت الحجج ، وهو يوم الإيضاح والإفصاح عن المقام الصراح ، ويوم كمال الدين ، ويوم العهد المعهود ، ويوم الشاهد والمشهود . . . عودوا رحمكم الله بعد انقضاء مجمعكم ، بالتوسعة علي عيالكم ، والبرّ ٣٤١ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / عيد الغدير فى
الإسلام
بإخوانكم ، والشكر لله عزّ وجلّ علي ما منحكم ، واجمعوا يجمع الله شملكم ، وتبارّوا يصلِ الله اُلفتكم ، وتهادَوا نِعَمَ الله كما منّاكم بالثواب فيه علي أضعاف الأعياد قبله وبعده إلاّ فى مثله ، والبرّ فيه يثمر المال ، ويزيد فى العمر ، والتعاطف فيه يقتضي رحمة الله وعطفه ، وهيِّؤوا لإخوانكم وعيالكم عن فضله بالجهد من جودكم ، وبما تناله القدرة من استطاعتكم ، وأظهروا البشر فيما بينكم ، والسرور فى ملاقاتكم ، والحمد لله علي ما منحكم ، وعودوا بالمزيد من الخير علي أهل التأميل لكم ، وساووا بكم ضعفاءكم فى مأكلكم ، وما تناله القدرة من استطاعتكم ، وعلي حسب إمكانكم ، فالدرهم فيه بمائة ألف درهم ، والمزيد من الله عزّ وجلّ ، وصوم هذا اليوم ممّا ندب الله تعالي إليه ، وجعل الجزاء العظيم كَفالةً عنه حتي لو تعبّد له عبد من العبيد فى الشَّبِيْبة من ابتداء الدنيا إلي تَقَضّيها صائماً نهارها قائماً ليلها ، إذا أخلص المُخلص فى صومه لقصرت إليه أيّام الدنيا عن كفاية ، ومن أسعف أخاه مبتدئاً ، وبرّه راغباً ، فله كأجر من صام هذا اليوم وقام ليلته(١) . ٨٨٦ ـ الكافى عن الحسن بن راشد عن الإمام الصادق ¼ : قلت : جعلت فداك ! للمسلمين عيد غير العيدين ؟ قال : نعم يا حسن ، أعظمهما وأشرفهما ، قلت : وأىّ يوم هو ؟ قال : هو يوم نصب أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه فيه علماً للناس ، قلت : جعلت فداك وما ينبغى لنا أن نصنع فيه ؟ قال : تصومه يا حسن ، وتكثر الصلاة علي محمّد وآله ، وتبرّأ إلي الله ممّن ظلمهم ; فإنّ الأنبياء صلوات الله عليهم كانت تأمر الأوصياء باليوم الذى كان يقام فيه الوصىّ أن يتّخذ عيداً . ٣٤٢ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / عيد الغدير فى
الإسلام
قال : قلت : فما لمن صامه ؟ قال : صيام ستّين شهراً(١) . ٨٨٧ ـ الكافى عن سالم : سألت أبا عبد الله ¼ : هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والأضحي والفطر ؟ قال : نعم ، أعظمها حرمة . قلت : وأىّ عيد هو جعلت فداك ؟ قال : اليوم الذى نصب فيه رسول الله ½ أمير المؤمنين ¼ وقال : من كنت مولاه فعلىّ مولاه . قلت : وأىّ يوم هو ؟ قال : وما تصنع باليوم ؟ إنّ السنة تدور ، ولكنّه يوم ثمانية عشر من ذى الحجّة . فقلت : وما ينبغى لنا أن نفعل فى ذلك اليوم ؟ قال : تذكرون الله عزّ ذكره فيه بالصيام والعبادة والذكر لمحمّد ; وآل محمّد فإنّ رسول الله ½ أوصي أمير المؤمنين ¼ أن يتّخذ ذلك اليوم عيداً ، وكذلك كانت الأنبياء(ع): تفعل ; كانوا يوصون أوصياءهم بذلك فيتّخذونه عيداً(٢) . ٨٨٨ ـ الخصال عن المفضّل بن عمر : قلت لأبى عبد الله ¼ : كم للمسلمين من عيد ؟ فقال : أربعة أعياد . قال : قلت : قد عرفت العيدين والجمعة . فقال لى : أعظمها وأشرفها يوم الثامن عشر من ذى الحجّة ، وهو اليوم الذى أقام فيه رسول الله ½ أمير المؤمنين ¼ ونصبه للناس علماً . قال : قلت : ما يجب علينا فى ذلك اليوم ؟ قال : يجب عليكم صيامه شكراً لله وحمداً له ، مع أنّه أهل أن يُشكر كلّ ساعة ، وكذلك أمرت الأنبياء أوصياءها أن يصوموا اليوم الذى يقام فيه
(١) الكافى : ٤ / ١٤٨ / ١ ، تهذيب الأحكام : ٤ / ٣٠٥ /
٩٢١ ، مصباح المتهجّد : ٧٣٦ ، من لا يحضره الفقيه : ٢ / ٩٠ / ١٨١٦ ، ثواب الأعمال :
٩٩ / ١ ، بشارة المصطفي : ٢٣٨ والثلاثة الأخيرة نحوه وراجع تفسير فرات : ١١٨ / ١٢٣
. ٣٤٣ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / عيد الغدير فى
الإسلام
الوصىّ يتّخذونه عيداً ، ومن صامه كان أفضل من عمل ستّين سنة(١) . ٨٨٩ ـ الإقبال عن أبى الحسن الليثى عن الإمام الصادق ¼ : أنّه قال لمن حضره من مواليه وشيعته : أ تعرفون يوماً شيّد الله به الإسلام ، وأظهر به منار الدين ، وجعله عيداً لنا ولموالينا وشيعتنا ؟ فقالوا : الله ورسوله وابن رسوله أعلم ، أ يوم الفطر هو يا سيّدنا ؟ قال : لا . قالوا : أ فيَوم الأضحي هو ؟ قال : لا ، وهذان يومان جليلان شريفان ، ويوم منار الدين أشرف منهما ; وهو اليوم الثامن عشر من ذى الحجّة ، وإنّ رسول الله ½ لمّا انصرف من حجّة الوداع وصار بغدير خمّ أمر الله عزّ وجلّ جبرئيل ¼ أن يهبط علي النبىّ ½ وقت قيام الظهر من ذلك اليوم ، وأمره أن يقوم بولاية أمير المؤمنين ¼ ، وأن ينصبه علماً للناس بعده ، وأن يستخلفه فى اُمّته . فهبط إليه وقال له : حبيبى محمّد ! إنّ الله يقرئك السلام ، ويقول لك : قُم فى هذا اليوم بولاية علىّ ¼ ; ليكون علماً لاُمّتك بعدك ، يرجعون إليه ، ويكون لهم كأنت ، فقال النبىّ ½ : حبيبى جبرئيل ! إنّى أخاف تغيّر أصحابى لما قد وُتروه ، وأن يُبدوا ما يضمرون فيه . فعرج ، وما لبث أن هبط بأمر الله فقال له : ³ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ² (٢) . فقام رسول الله ½ ذعراً مرعوباً خائفاً من شدّة الرمضاء وقدماه تُشويان ، وأمر بأن ينظّف الموضع ويقمّ(٣) ما تحت الدَّوْح(٤) من الشوك وغيره ، ففعل ذلك ،
(١) الخصال : ٢٦٤ / ١٤٥ . ٣٤٤ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / عيد الغدير فى
الإسلام
ثمّ نادي بالصلاة جامعة ، فاجتمع المسلمون ، وفيمن اجتمع أبو بكر وعمر وعثمان وسائر المهاجرين والأنصار . ثمّ قام خطيباً وذكر بعده الولاية ، فألزمها للناس جميعاً ، فأعلمهم أمر الله بذلك فقال قوم ما قالوا ، وتناجوا بما أسرّوا(١) . ٨٩٠ ـ الأمالى للشجرى عن صفوان بن يحيي : سمعت الصادق جعفر بن محمّد ¤ يقول : الثامن عشر من ذى الحجّة عيد الله الأكبر ، ما طلعت عليه شمس فى يوم أفضل عند الله منه ، وهو الذى أكمل الله فيه دينه لخلقه ، وأتمّ عليهم نعمه ، ورضى لهم الإسلام ديناً ، وما بعث الله نبيّاً إلاّ أقام وصيّه فى مثل هذا اليوم ، ونصبه علماً لاُمّته ، فليذكر اللهَ شيعتُنا علي ما منَّ عليهم بمعرفته هذا اليوم دون سائر الناس . قال : فقلت : يابن رسول الله ، فما نصنع فيه ؟ فقال : تصومه ; فإنّ صيامه يعدل ستّين شهراً ، وتحسن فيه إلي نفسك وعيالك وما ملكت يمينك بما قدرت عليه(٢) . ٨٩١ ـ مصباح المتهجِّد عن أبى هارون عمّار بن حريز العبدى : دخلت علي أبى عبد الله ¼ فى يوم الثامن عشر من ذى الحجّة ، فوجدته صائماً ، فقال لى : هذا يوم عظيم ، عظّم الله حرمته علي المؤمنين ، وأكمل لهم فيه الدين ، وتمّم عليهم النعمة ، وجدّد لهم ما أخذ عليهم من العهد والميثاق . فقيل له : ما ثواب صوم هذا اليوم ؟ قال : إنّه يوم عيد وفرح وسرور ويوم صوم شكراً لله تعالي ، وإنّ صومه
(١) الإقبال : ٢ / ٢٧٩ ، بحار الأنوار : ٩٨ / ٣٠٠ / ١ . ٣٤٥ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / عيد الغدير فى
الإسلام
يعدل ستّين شهراً من أشهر الحُرُم(١) . ٨٩٢ ـ الإمام الصادق ¼ : صيام يوم غدير خمّ يعدل صيام عمر الدنيا ; لو عاش إنسان ثمّ صام ما عمرت الدنيا لكان له ثواب ذلك ، وصيامه يعدل عند الله عزّ وجلّ فى كلّ عام مائة حجّة ومائة عمرة مبرورات متقبّلات ، وهو عيد الله الأكبر(٢) . ٨٩٣ ـ الإمام الرضا ¼ : إذا كان يوم القيامة زفّت أربعة أيّام إلي الله كما تزفّ العروس إلي خدرها . قيل : ما هذه الأيّام ؟ قال : يوم الأضحي ، ويوم الفطر ، ويوم الجمعة ، ويوم الغدير ، وإنّ يوم الغدير بين الأضحي والفطر والجمعة كالقمر بين الكواكب ، وهو اليوم الذى نجّي فيه إبراهيمَ الخليل من النار ، فصامه شكراً لله ، وهو اليوم الذى أكمل الله به الدين فى إقامة النبىّ ½ عليّاً أمير المؤمنين عَلَماً ، وأبان فضيلته ووصايته ، فصام ذلك اليوم ، وإنّه اليوم الكمال ، ويوم مرغمة الشيطان ، ويوم تقبل أعمال الشيعة ومحبّى آل محمّد . . . وهو يوم تنفيس الكرب ، ويوم تحطيط الوزر ، ويوم الحباء والعطيّة ، ويوم نشر العلم ، ويوم البشارة ، والعيد الأكبر ، ويوم يستجاب فيه الدعاء ، ويوم الموقف العظيم ، ويوم لبس الثياب ونزع السواد ، ويوم الشرط المشروط ، ويوم نفى الهموم ، ويوم الصفح عن مذنبى شيعة أمير المؤمنين . وهو يوم السبقة ، ويوم إكثار الصلاة علي محمّد وآل محمّد ، ويوم الرضا ،
(١) مصباح المتهجّد : ٧٣٧ ، مصباح الزائر : ١٦٧ ،
الإقبال : ٢ / ٢٧٦ . راجع : التهنئة القياديّة (حديث أبى هريرة) . ٣٤٦ - المجلد الثانى / القسم الثالث : جهود
النبىّ لقيادة الإمام علىّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / عيد الغدير فى
الإسلام
ويوم عيد أهل بيت محمّد ، ويوم قبول الأعمال ، ويوم طلب الزيادة ، ويوم استراحة المؤمنين ، ويوم المتاجرة ، ويوم التودّد ، ويوم الوصول إلي رحمة الله ، ويوم التزكية ، ويوم ترك الكبائر والذنوب ، ويوم العبادة ، ويوم تفطير الصائمين ، فمن فطّر فيه صائماً مؤمناً كان كمن أطعم فِئاماً وفِئاماً ـ إلي أن عدّ عشراً . ثمّ قال :أ وَتدرى ما الفئام ؟ قال : لا . قال : مائة ألف ـ وهو يوم التهنئة ، يهنّى بعضكم بعضاً ، فإذا لقى المؤمن أخاه يقول : الحمد لله الذى جعلنا من المتمسّكين بولاية أمير المؤمنين والأئمّة (ع) (١) .٨٩٤ ـ عنه ¼ ـ فى بيان فضل يوم الغدير ـ : لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة فى كلّ يوم عشر مرّات(٢) . ٨٩٥ ـ مصباح الزائر عن الفيّاض بن محمّد الطرسوسى : أنّه شهد أبا الحسن علىّ بن موسي الرضا ¼ فى يوم الغدير وبحضرته جماعة من خاصّته قد احتبسهم للإفطار ، وقد قدّم إلي منازلهم الطعام والبرّ والصلات والكسوة حتي الخواتيم والنعال ، وقد غيّر من أحوالهم وأحوال حاشيته ، وجدّدت له آلة غير الآلة التى جري الرسم بابتذالها قبل يومه ، وهو يذكر فضل اليوم وقديمه(٣) .
(١) الإقبال : ٢ / ٢٦٠ . إرجاعات
٦٥ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل
العاشر : عليّ عن لسان الشعراء / القرن الثامن |
||||||||||||||||||||||||||||||||||