٢٥١ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السابع : السياسة القضائية
٧ / ١ ١٦٤٦ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : ثمّ اختَرْ للحكم بين الناس أفضل رعيّتك فى نفسك ، ممّن لا تضيق به الاُمور ، ولا تمحّكه(١) الخصوم ، ولا يتمادي فى الزلّة ، ولا يحصر من الفىء إلي الحقّ إذا عرفه ، ولا تشرف نفسه علي طمع ، ولا يكتفى بأدني فهم دون أقصاه ، وأوقفهم فى الشبهات ، وآخذهم بالحجج ، وأقلّهم تبرّماً بمراجعة الخصم ، وأصبرهم علي تكشّف الاُمور ، وأصرمهم عند اتّضاح الحكم ، ممّن لا يزدهيه إطراء ولا يستميله إغراء ، واُولئك قليل(٢) . (١)
المَحْك: اللجاج (النهاية: ٤ / ٣٠٣).
٢٥٢ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السابع : السياسة القضائية / التأمين الاقتصادى للقضاة
٧ / ٢ ١٦٤٧ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : ثمّ اختر للحكم بين الناس أفضل رعيّتك فى نفسك . . . وافسح له فى البذل ما يزيل علّته وتقلّ معه حاجته إلي الناس(١) . ٧ / ٣ ١٦٤٨ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : ثمّ اختر للحكم بين الناس أفضل رعيّتك فى نفسك . . . وأعطه المنزلة لديك ما لا يطمع فيه غيره من خاصّتك ; ليأمن بذلك اغتيال الرجال له عندك فانظر فى ذلك نظراً بليغاً ; فإنّ هذا الدين قد كان أسيراً فى أيدى الأشرار ، يُعمل فيه بالهوي ، وتُطلب به الدنيا(٢) . وفى رواية تحف العقول : ثمّ أكثر تعهّد قضائه ، وافتح له فى البذل ما يزيح علّته ، ويستعين به ، وتقلّ معه حاجته إلي الناس ، وأعطِه من المنزلة لديك ما لا يطمع فيه غيره من خاصّتك ; ليأمن بذلك اغتيال الرجال إيّاه عندك . وأحسن توقيره فى صحبتك ، وقربه فى مجلسك ، وأمضِ قضاءه ، وأنفِذ حكمه ، واشدد عضده ، واجعل أعوانه خيار من ترضي من نظرائه من الفقهاء وأهل الورع والنصيحة لله ولعباد الله ; ليناظرهم فيما شبه عليه ، ويلطف عليهم لعلم ما غاب (١) نهج البلاغة : الكتاب ٥٣ ، تحف العقول : ١٣٥ و١٣٦ نحوه ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٦٠٥ / ٧٤٤ . ٢٥٣ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السابع : السياسة القضائية / التأكيد علي آداب القضاء
عنه ، ويكونون شهداء علي قضائه بين الناس إن شاء الله(١) . ٧ / ٤ ١٦٤٩ ـ الإمام علىّ ½ ـ لشريح ـ : انظر إلي أهل المَعْك(٢) والمطل ، ودفع حقوق الناس من أهل المقدرة واليسار ممّن يدلى بأموال المسلمين إلي الحكّام ، فخذ للناس بحقوقهم منهم ، وبِع فيها العقار والديار ; فإنّى سمعت رسول الله ½ يقول : "مَطْل المسلم الموسر ظلم للمسلم ، ومن لم يكن له عقار ولا دار ولا مال فلا سبيل عليه" . واعلم أنّه لا يحمل الناسَ علي الحقّ إلاّ من ورّعهم عن الباطل ، ثمّ واسِ بين المسلمين بوجهك ومنطقك ومجلسك حتي لا يطمع قريبك فى حيفك ، ولا ييأس عدوّك من عدلك ، وردّ اليمين علي المدّعى مع بيّنة ; فإنّ ذلك أجلي للعمي وأثبت فى القضاء . واعلم أنّ المسلمين عدول بعضهم علي بعض إلاّ مجلوداً فى حدّ لم يتُب منه ، أو معروف بشهادة زور ، أو ظَنين (٣) . وإيّاك والتضجّرَ والتأذّى فى مجلس القضاء الذى أوجب الله فيه الأجر ، ويحسن فيه الذخر لمن قضي بالحقّ . واعلم أنّ الصلح جائز بين المسلمين إلاّ صلحاً حرّم حلالاً أو أحلّ حراماً ، واجعل لمن ادّعي شهوداً غُيّباً أمداً بينهما ; فإن أحضرهم أخذت له بحقّه وإن لم يحضرهم أوجبت عليه القضيّة ، فإيّاك أن تنفّذ فيه قضيّة فى قصاص أو حدّ من (١) تحف العقول : ١٣٦ . ٢٥٤ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السابع : السياسة القضائية / التأكيد علي آداب القضاء
حدود الله أو حقّ من حقوق المسلمين حتي تعرض ذلك علىَّ إن شاء الله ، ولا تقعدنّ فى مجلس القضاء حتي تَطعَم(١) . ١٦٥٠ ـ الكافى عن أحمد بن أبى عبد الله رفعه : قال أمير المؤمنين ¼ لشريح : لا تسارّ أحداً فى مجلسك ، وإن غضبت فقم ; فلا تقضينّ وأنت(٢) غضبان(٣) . ١٦٥١ ـ الإمام علىّ ¼ ـ لمّا بلغه أنّ شريحاً يقضى فى بيته ـ : يا شريح ، اجلس فى المسجد ; فإنّه أعدل بين الناس ، وإنّه وهنٌ بالقاضى أن يجلس فى بيته(٤) . ١٦٥٢ ـ عنه ¼ ـ من كتابه إلي رِفاعة لمّا استقضاه علي الأهواز(٥) ـ : ذَر المطامع ، وخالف الهوي ، وزيّن العلم بسمت صالح ، نِعْمَ عون الدينِ الصبرُ ، لو كان الصبرُ رجلا لكان رجلا صالحاً . وإيّاك والملالةَ ; فإنّها من السخف والنذالة ، لا تُحضِر مجلسك من لا يشبهك ، وتخيّر لوردك ، اقضِ بالظاهر ، وفوّض إلي العالِم الباطن ، دع عنك : "أظُنُّ وأحسِبُ وأري" ليس فى الدين إشكال ، لا تمارِ سفيهاً ولا فقيهاً ، أمّا الفقيه فيحرمك خيره ، وأمّا السفيه فيحزنك شرّه . لا تجادل أهل الكتاب إلا بالّتى هى أحسن بالكتاب والسنّة . لا تعوِّد نفسك الضحك ; فإنّه يذهب بالبهاء ، ويجرّئُ (١) الكافى : ٧ / ٤١٢ / ١ ، تهذيب الأحكام : ٦ / ٢٢٥ / ٥٤١ كلاهما عن سلمة بن كهيل ، من لا يحضره الفقيه : ٣ / ١٥ / ٣٢٤٣ نحوه . ٢٥٥ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السابع : السياسة القضائية / التأكيد علي آداب القضاء
الخصوم علي الاعتداء ، إيّاك وقبولَ التحف من الخصوم . وحاذر الدُّخْلَة(١) . من ائتمن امرأةً حمقاء ، ومن شاورها فقبل منها ندم ، احذر من دمعة المؤمن ; فإنّها تقصِف من دَمَّعها ، وتطفِئُ بَحُورَ النَيِّران عن صاحبها ، لا تَنبُزِ الخصُومَ ، ولا تنهر السائل ، ولا تُجالس فى مجلس القضاء غير فقيه ، ولا تشاور فى الفُتيا ; فإنّما المشورة فى الحرب ومصالح العاجل ، والدين ليس هو بالرأى ، إنّما هو الاتّباع ، لا تضيِّعِ الفرائض وتتّكِلَ علي النوافل ، أحسن إلي من أساء إليك ، واعف عمّن ظلمك ، وادعُ لمن نصرك ، وأعطِ من حرمك ، وتواضع لمن أعطاك ، واشكر الله علي ما أولاك واحمده علي ما أبلاك ، العلم ثلاثة : آية محكمة ، وسنّة متّبعة ، وفريضةٌ عادلة ، وملاكهنّ أمرُنا(٢) . ١٦٥٣ ـ عنه ¼ : ـ لرِفاعة ـ : لا تقضِ وأنت غضبان ، ولا من النوم سكران(٣) . ١٦٥٤ ـ عنه ¼ ـ فى كتابه إلي محمّد بن أبى بكر ـ : وإذا أنت قضيت بين الناس فاخفض لهم جناحك ، وليّن لهم جانبك ، وابسط لهم وجهك ، وآسِ بينهم فى اللحظ والنظر ، حتي لا يطمع العظماء فى حيفك لهم ، ولا يأيس الضعفاء من عدلك عليهم(٤) . ١٦٥٥ ـ عنه ¼ : من ابتلي بالقضاء فليواسِ بينهم فى الإشارة وفى النظر ، وفى المجلس(٥) . (١) الدُّخلة : بطانة الأمر (لسان العرب : ١١ / ٢٤١) . ٢٥٦ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السابع : السياسة القضائية / عزل من تخلّف عن الآداب
١٦٥٦ ـ عنه ¼ : ينبغى للحاكم أن يدَعَ التلفّت إلي خصم دون خصم ، وأن يقسم النظر فيما بينهما بالعدل ، ولا يدَعُ خصماً يُظهر بغياً علي صاحبه(١) . ١٦٥٧ ـ الإمام الصادق ¼ : إنّ رجلاً نزل بأمير المؤمنين ¼ ، فمكث عنده أيّاماً ، ثمّ تقدّم إليه فى خصومة لم يذكرها لأمير المؤمنين ¼ ، فقال له : أ خصم أنت ؟ قال : نعم . قال : تحوّل عنّا ! إنّ رسول الله ½ نهي أن يضاف الخصم إلاّ ومعه خصمه(٢) . ٧ / ٥ ١٦٥٨ ـ عوالى اللآلى : إنّ أمير المؤمنين ولّي أبا(٣) الأسود الدؤلى القضاء ، ثمّ عزله فقال له: لِم عزلتنى وما جنيت وما خنت ؟ فقال ¼ : إنّى رأيت كلامك يعلو علي كلام الخصم(٤) . ٧ / ٦ ١٦٥٩ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ، بعد أن ذكر كيفيّة اختيار (١) دعائم الإسلام : ٢ / ٥٣٣ / ١٨٩٥ . ٢٥٧ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السابع : السياسة القضائية / التحذير من الجور والجهل فى القضاء
القضاة ـ : ثمّ أكثِرْ تعاهدَ قضائه(١) . ١٦٦٠ ـ عنه ¼ ـ لشريح ـ : إيّاك أن تنفّذ قضيّة فى قصاص أو حدّ من حدود الله أو حقّ من حقوق المسلمين حتي تعرض ذلك علىّ إن شاء الله(٢) . ١٦٦١ ـ الإمام الصادق ¼ : لمّا ولّي أمير المؤمنين صلوات الله عليه شريحاً القضاء اشترط عليه أن لا ينفّذ القضاء حتي يعرضه عليه(٣) . ٧ / ٧ التحذير من الجور والجهل فى القضاء ١٦٦٢ ـ الإمام على ¼ : أفظع شىء ظلم القضاة(٤) . ١٦٦٣ ـ عنه ¼ : من جارت أقضيته زالت قدرته(٥) . ١٦٦٤ ـ عنه ¼ : إنَّ من أبغض الخلق إلي الله عزّ وجلّ لرجلين : . . . ورجل قَمَشَ(٦) رجلاً فى جهّال الناس ، عان بأغباش الفتنة(٧) ، قد سمّاه أشباه الناس عالماً ولم يغنِ فيه يوماً سالماً ، بكر فاستكثر ، ما قلّ منه خير ممّا كثر ، حتي إذا (١) نهج البلاغة : الكتاب ٥٣ ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٦٠٥ / ٧٤٤ . ٢٥٨ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السابع : السياسة القضائية / مباشرة الإمام القضاء بنفسه
ارتوي من آجن(١) واكتنز من غير طائل جلس بين الناس قاضيا ضامناً لتخليص ما التبس علي غيره ، وإن خالف قاضياً سبقه ، لم يأمن أن ينقض حكمه من يأتى بعده ، كفعله بمن كان قبله ، وإن نزلت به إحدي المبهمات المعضلات هيّأ لها حشوا من رأيه ، ثمّ قطع به ، فهو من لبس الشبهات فى مثل غزل العنكبوت لا يدرى أصاب أم أخطأ ، لا يحسب العلم فى شىء ممّا أنكر ، ولا يري أن وراء ما بلغ فيه مذهباً ، إن قاس شيئاً بشىء لم يكذب نظره ، وإن أظلم عليه أمر اكتتم به ، لما يعلم من جهل نفسه ، لكيلا يقال له : لا يعلم ، ثمّ جسر فقضي ، فهو مفتاح عشوات ، ركّاب شبهات ، خبّاط جهالات ، لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم ، ولا يعضّ فى العلم بضرس قاطع فيغنم ، يذرى الروايات ذرْو الريح الهشيم ، تبكى منه المواريث ، وتصرخ منه الدماء ، يستحلّ بقضائه الفرج الحرام ، ويحرم بقضائه الفرج الحلال ، لا مَلىء(٢) بإصدار ما عليه ورد ، ولا هو أهل لما منه فرط ، من ادّعائه علم الحقّ(٣) . ٧ / ٨ ١٦٦٥ ـ عوالى اللآلى : روى عن علىّ ¼ : أنّه كان يفعل ذلك [ أى القضاء ] فى (١) الماء المتغيّر الطعم واللون (النهاية: ١ / ٢٦). ٢٥٩ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السابع : السياسة القضائية / رفع اختلاف القضاة فى الأحكام
مسجد الكوفة ، وله به دكّة معروفة بدكّة القضاء(١) . ١٦٦٦ ـ إرشاد القلوب : روى أنّه ¼ كان إذا يفرغ من الجهاد يتفرّغ لتعليم الناس ، والقضاء بينهم(٢) . ١٦٦٧ ـ نهج البلاغه : ومن كلام له ¼ وقد جمع الناس وحضّهم علي الجهاد فسكتوا مليّاً ، فقال ¼ : ما بالكم ؟ أ مخرَسون أنتم ؟ فقال قوم منهم: يا أمير المؤمنين إن سرت سرنا معك . فقال ¼ : ما بالكم ؟ لا سُدِّدتم لرشد ، ولا هُديتم لقصد ! أ فى مثل هذا ينبغى لى أن أخرج ؟ إنّما يخرج فى مثل هذا رجل ممّن أرضاه من شجعانكم وذوى بأسكم ، ولا ينبغى لى أن أدع الجند والمصر وبيت المال وجباية الأرض والقضاء بين المسلمين والنظر فى حقوق المطالبين ، ثمّ أخرج فى كتيبة أتبع أُخري أتقلقل تقلقل القِدْح فى الجَفير(٣) الفارغ ، وإنّما أنا قطب الرحا تدور علىّ وأنا بمكانى ، فإذا فارقته استحار مدارها واضطرب ثِفالها(٤) ، هذا لعمر الله الرأى السوء(٥) . ٧ / ٩ ١٦٦٨ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : . . . ثمّ حملة الأخبار لأطرافك قضاة تجتهد فيهم نفسه ، لا يختلفون ولا يتدابرون فى حكم الله وسنّة (١) عوالى اللآلى : ٢ / ٣٤٤ / ٨ . ٢٦٠ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السابع : السياسة القضائية / رفع اختلاف القضاة فى الأحكام
رسول الله ½ ; فإنّ الاختلاف فى الحكم إضاعة للعدل وغرّة فى الدين وسبب من الفرقة . وقد بيّن الله ما يأتون وما ينفقون ، وأمر بردّ ما لا يعلمون إلي من استودعه الله علم كتابه ، واستحفظه الحكم فيه ، فإنّما اختلاف القضاة فى دخول البغى بينهم واكتفاء كلّ امرئ منهم برأيه دون من فرض الله ولايته ، ليس يصلح الدين ولا أهل الدين علي ذلك . ولكن علي الحاكم أن يحكم بما عنده من الأثر والسنّة ، فإذا أعياه ذلك ردّ الحكم إلي أهله ، فإن غاب أهله عنه ناظر غيره من فقهاء المسلمين ليس له ترك ذلك إلي غيره . وليس لقاضيين من أهل الملّة أن يقيما علي اختلاف فى الحكم دون ما رَفْع ذلك إلي ولىّ الأمر فيكم فيكون هو الحاكم بما علّمه الله ، ثمّ يجتمعان علي حكمه فيما وافقهما أو خالفهما ، فانظر فى ذلك نظراً بليغاً ; فإنّ هذا الدين قد كان أسيراً بأيدى الأشرار ، يُعمل فيه بالهوي ، وتطلب به الدنيا . واكتب إلي قضاة بلدانك فليرفعوا إليك كلّ حكم اختلفوا فيه علي حقوقه . ثمّ تصفّح تلك الأحكام ; فما وافق كتاب الله وسنّة نبيّه والأثر من إمامك فأمضه واحملهم عليه . وما اشتبه عليك فاجمع له الفقهاء بحضرتك فناظرهم فيه ، ثمّ أمض ما يجتمع عليه أقاويل الفقهاء بحضرتك من المسلمين ; فإنّ كل أمر اختلف فيه الرعيّة مردود إلي حكم الإمام ، وعلي الإمام الاستعانة بالله ، والاجتهاد فى إقامة الحدود ، وجبر الرعيّة علي أمره ، ولا قوّة إلاّ بالله(١) . ١٦٦٩ ـ عنه ¼ ـ فى ذمّ اختلاف العلماء فى الفتيا ـ : ترد علي أحدهم القضيّة فى حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه ، ثمّ ترد تلك القضيّة بعينها علي غيره فيحكم ٢٦١ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السابع : السياسة القضائية / إقامة الحدود علي القريب والبعيد
فيها بخلاف قوله ، ثمّ يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذى استقضاهم ، فيصوّب آراءهم جميعاً وإلههم واحد ! ونبيّهم واحد ! وكتابهم واحد ! أ فأمَرهم الله سبحانه بالاختلاف فأطاعوه ! أم نهاهم عنه فعصوه ! أم أنزل الله سبحانه ديناً ناقصاً فاستعان بهم علي إتمامه ! أم كانوا شركاء له ، فلهم أن يقولوا ، وعليه أن يرضي ! أم أنزل الله سبحانه ديناً تامّاً فقصّر الرسول ½ عن تبليغه وأدائه ، والله سبحانه يقول: ³ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَىْءٍ ² (١) وفيه تبيانٌ لكلّ شىء ، وذكر أنَّ الكتاب يصدّق بعضه بعضاً ، وأنَّه لا اختلاف فيه ، فقال سبحانه: ³ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ² (٢) وإنّ القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق، لا تفني عجائبه، ولا تنقضى غرائبه، ولا تُكشف الظلمات إلاّ فيه(٣) . ٧ / ١٠ إقامة الحدود علي القريب والبعيد ١٦٧٠ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى خطبة له ـ : إنّ أحقّ ما يتعاهد الراعى من رعيّته أن يتعاهدهم بالذى لله عليهم فى وظائف دينهم ، وإنّما علينا أن نأمركم بما أمركم الله به ، وأن ننهاكم عمّا نهاكم الله عنه ، وأن نُقيم أمر الله فى قريب الناس وبعيدهم لا نبالى فيمن جاء الحقّ عليه(٤) . ١٦٧١ ـ الإمام الباقر ¼ : إنّ أمير المؤمنين ¼ أمر قنبر أن يضرب رجلاً حدّاً ، (١) الأنعام : ٣٨ . ٢٦٢ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السابع : السياسة القضائية / الخضوع للقضاء
فغلظ قنبر فزاده ثلاثة أسواط ، فأقاده علىّ ¼ من قنبر ثلاثة أسواط(١) . ١٦٧٢ ـ الإمام الصادق ¼ : قال أمير المؤمنين ¼ لعمر بن الخطّاب : ثلاث إن حفظتهنّ وعملت بهنّ كفتك ما سواهنّ ، وإن تركتهنّ لم ينفعك شىء سواهنّ ، قال : وما هنّ يا أبا الحسن ؟ قال : إقامة الحدود علي القريب والبعيد ، والحكم بكتاب الله فى الرضي والسخط ، والقسم بالعدل بين الأحمر والأسود . قال عمر : لعمرى لقد أوجزت وأبلغت(٢) . ٧ / ١١ ١٦٧٣ ـ الكامل فى التاريخ عن الشعبى : وجد علىٌّ درعاً له عند نصرانى ، فأقبل به إلي شُرَيْح وجلس إلي جانبه ، وقال: لو كان خصمى مسلماً لساويته ، وقال: هذه درعى . فقال النصرانى: ما هى إلاّ درعى ، ولِمَ يكذب أمير المؤمنين ؟ فقال شريح لعلىّ: أ لك بيّنة ؟ قال: لا ، وهو يضحك . فأخذ النصرانى الدرع ومشي يسيراً ثمّ عاد وقال: أشهد أنّ هذه أحكام الأنبياء ، أمير المؤمنين قدّمنى إلي قاضيه ، وقاضيه (١) الكافى : ٧ / ٢٦٠ / ١ عن الحسن بن صالح الثورى ، تهذيب الأحكام : ١٠ / ٢٧٨ / ١٠٨٥ عن الحسن بن صالح بن حىّ عن الإمام الصادق ¼ ، دعائم الإسلام : ٢ / ٤٤٤ / ١٥٥٢ نحوه . إرجاعات
٣٧ - المجلد السابع / القسم السابع : أيّام المحنة / الفصل الرابع : هرب عدّة من أصحاب الإمام إلى معاوية
٣٩ - المجلد السابع / القسم السابع : أيّام المحنة / الفصل الرابع : هرب عدّة من أصحاب الإمام إلى معاوية / طارق بن عبد الله
٢٦٣ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السابع : السياسة القضائية / الخضوع للقضاء
يقضى عليه ! ثمّ أسلم واعترف أنّ الدرع سقطت من علىّ عند مسيره إلي صفّين ، ففرح علىّ بإسلامه ووهب له الدرعَ وفرساً ، وشهد معه قتال الخوارج(١) . ١٦٧٤ ـ الغارات عن الشعبى : وجد علىّ ¼ درعاً له عند نصرانى ، فجاء به إلي شريح يخاصمه إليه ، فلمّا نظر إليه شريح ذهب يتنحّي فقال: مكانَك ، وجلس إلي جنبه ، وقال: يا شريح ، أما لو كان خصمى مسلماً ما جلست إلاّ معه ! ولكنّه نصرانى ; وقال رسول الله ½ : "إذا كنتم وإيّاهم فى طريق فألجؤوهم إلي مضايقه ، وصغّروا بهم كما صغّر الله بهم فى غير أن تظلموا" . ثمّ قال علىّ ¼ : إنّ هذه درعى لم أبِع ولم أهَب . فقال للنصرانى: ما يقول أمير المؤمنين ؟ فقال النصرانى: ما الدرع إلاّ درعى ، وما أمير المؤمنين عندى بكاذب . فالتفت شريح إلي علىّ ¼ فقال: يا أمير المؤمنين ، هل من بيّنة ؟ قال: لا . فقضي بها للنصرانى ، فمشي هنيّة ثمّ أقبل فقال: أمّا أنا فأشهد أنّ هذه أحكام النبيّين ، أمير المؤمنين يمشى بى إلي قاضيه ، وقاضيه يقضى عليه ! أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، الدرع واللهِ درعك يا أمير المؤمنين ; انبعث الجيش وأنت منطلق إلي صفّين ، فخرّت من بعيرك الأورَق(٢) ، فقال: أمّا إذا أسلمت فهى لك ، وحمله علي فرس(٣) . (١) الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٤٣ ، جواهر المطالب : ٢ / ١٢٧ . ٢٦٤ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السابع : السياسة القضائية / موقع مصالح النظام الإسلامى فى صدور الأحكام
١٦٧٥ ـ ربيع الأبرار : استعدي رجلٌ عمرَ علي علىّ ، وعلىٌّ جالس ، فالتفت عمر إليه فقال : يا أبا الحسن ، قم فاجلس مع خصمك ، فقام فجلس مع خصمه فتناظرا ،و انصرف الرجل ، فرجع علىّ إلي مجلسه ، فتبيّن عمر التغيّر فى وجهه ، فقال : يا أبا الحسن ، ما لى أراك متغيّراً ؟ أ كرِهت ما كان ؟ قال : نعم . قال : وما ذاك ؟ قال : كنّيتنى بحضرة خصمى ، فألاّ قلت لى : يا علىّ ، قم فاجلس مع خصمك ؟ فأخذ عمر برأس علىّ فقبّل بين عينيه ، ثمّ قال : بأبى أنتم ، بكم هدانا الله ، وبكم أخرجنا من الظلمات إلي النور(١) . ٧ / ١٢ موقع مصالح النظام الإسلامى فى صدور الأحكام ١٦٧٦ ـ الغارات عن شريح : بعث إلىّ علىّ ¼ أن اقض بما كنت تقضى حتي يجتمع أمر الناس(٢) . ١٦٧٧ ـ شرح نهج البلاغة ـ فى شرح قوله ¼ : "لو قد استوت قدماى من هذه المداحض لغيّرت أشياء" قال ـ : لسنا نشُكّ أنّه كان يذهب فى الأحكام الشرعيّة (١) ربيع الأبرار : ٣ / ٥٩٥ ، المناقب للخوارزمى : ٩٨ / ٩٩ عن عبد الله بن عبّاس ، شرح نهج البلاغة : ١٧ / ٦٥ كلاهما نحوه . ٢٦٥ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السابع : السياسة القضائية / موقع مصالح النظام الإسلامى فى صدور الأحكام
والقضايا إلي أشياء يخالف فيها أقوال الصحابة ، نحو قطعه يد السارق من رؤوس الأصابع ، وبيعه اُمّهات الأولاد ، وغير ذلك ، وإنّما كان يمنعه من تغيّر أحكام من تقدّمه اشتغاله بحرب البُغاة والخوارج ، وإلي ذلك يشير بالمداحض التى كان يؤمّل استواء قدميه منها ، ولهذا قال لقضاته : "اقضوا كما كنتم تقضون حتي يكون للناس جماعةٌ" ، فلفظة "حتي" ـ هاهنا ـ مؤذنةٌ بأنّه فسح لهم فى اتّباع عادتهم فى القضايا والأحكام التى يعهدونها إلي أن يصير للناس جماعة ، وما بعد "إلي" و"حتي" ينبغى أن يكون مخالفاً لما قبلهما(١) . ٢٦٦ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السابع : السياسة القضائية / موقع مصالح النظام الإسلامى فى صدور الأحكام
٢٦٧ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الثامن : السياسة الأمنيّة
٨ / ١ ١٦٧٨ ـ الإمام علىّ ¼ : شرّ البلاد بلد لا أمن فيه ، ولا خصب(١) . ١٦٧٩ ـ عنه ¼ : اللهمّ إنّك تعلم أنّه لم يكن الذى كان منّا منافسةً فى سلطان ، ولا التماسَ شىء من فضول الحطام ، ولكن لِنَرِد المعالمَ من دِينك ، ونُظهِرَ الإصلاحَ فى بلادك ، فيأمن المظلومون من عبادك ، وتُقام المعطّلة من حدودك(٢) . ١٦٨٠ ـ عنه ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : الجنود بإذن الله حصون الرعيّة ، وزَين الولاة ، وعزّ الدِّين ، وسُبُل الأمن ، وليس تقوم الرعيّة إلاّ بهم . . . لا تدفعنّ صلحاً دعاك إليه عدوّك ولله فيه رضيً ، فإنّ فى الصلح دعةً لجنودك ، وراحةً من (١) غرر الحكم : ٥٦٨٤ ، عيون الحكم والمواعظ : ٢٩٤ / ٥٢٥٣ . ٢٦٨ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الثامن : السياسة الأمنيّة / الاستخبار
همومك ، وأمناً لبلادك(١) . ١٦٨١ ـ عنه ¼ : لابدّ للناس من أمير برّ أو فاجر ; يعمل فى إمرته المؤمن ، ويستمتع فيها الكافر ، ويبلّغ اللهُ فيها الأجل ، ويُجمع به الفىء ، ويقاتَل به العدوّ ، وتؤمَن به السبل ، ويؤخذ به للضعيف من القوىّ ; حتي يستريح برّ ، ويُستراح من فاجر(٢) . ٨ / ٢ ١٦٨٢ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى كتابه إلي عمّاله ـ : بسم الله الرحمن الرحيم . من عبد الله علىّ أمير المؤمنين إلي من قرأ كتابى هذا من العمّال : أمّا بعد فانّ رجالاً لنا عندهم بيعةٌ خرجوا هرّاباً فنظنّهم وجّهوا نحو بلاد البصرة ، فاسأل عنهم أهل بلادك ، واجعل عليهم العيون فى كلّ ناحية من أرضك ، ثمّ اكتب الىّ بما ينتهى اليك عنهم ، والسلام(٣) . ١٦٨٣ ـ وقعة صفّين : إنّ عليّاً أظهر أنه مصبِّحٌ غداً معاوية ومُناجِزُه ، فبلغ ذلك معاوية ، وفزع أهل الشام لذلك وانكسروا لقوله : وكان معاوية بن الضحاك بن سفيان صاحب راية بنى سليم مع معاوية ، وكان مبغضاً لمعاوية وأهل الشام ، وله هويً مع أهل العراق وعلىّ بن أبى طالب ¼ ، وكان يكتب بالأخبار إلي عبد الله (١) نهج البلاغة : الكتاب ٥٣ ، تحف العقول : ١٣١ وفيه "و سبيل الأمن والخَفْض" بدل "و سُبُل الأمن" وص ١٤٥ وراجع دعائم الإسلام : ١ / ٣٥٧ . ٢٦٩ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الثامن : السياسة الأمنيّة / الاستخبار
ابن الطفيل العامرى ويبعث بها إلي علىّ ¼ (١) . ١٦٨٤ ـ وقعة صفّين : بعث علىٌّ خَيلاً ليحبسوا عن معاوية مادّةً ، فبعث معاويةُ الضحاك بن قيس الفهرى فى خيل إلي تلك الخيل فأزالوها ، وجاءت عيونُ علىٍّ فأخبرته بما قد كان ، فقال علىٌّ لأصحابه : فما ترون فيما هاهنا ؟ فقال بعضهم : نري كذا . وقال بعضهم : نري كذا . فلما رأي ذلك الاختلاف أمرهم بالغدوِّ إلي القوم ، فغاداهم إلي القتال قتالِ صفّين ، فانهزم أهلُ الشام(٢) . ١٦٨٥ ـ أنساب الأشراف : قدم علي علىّ بن أبى طالب عين له بالشام فأخبره بخبر بسر ـ يقال: إنه قيس بن زرارة بن عمرو بن حطيان الهمدانى ، وكان قيس هذا عيناً له بالشام يكتب إليه بالأخبار(٣) . ١٦٨٦ ـ الإمام علىّ ¼ ـ من كتابه إلي عبد الله بن بديل ـ : وإيّاك ومواقعة أحد من خيل العدوّ حتي أتقدّم عليك ، وأذكِ العيون نحوهم ، وليكن مع عيونك من السلاح ما يباشرون به القتال ، ولتكن عيونك الشجعان من جندك ، فإنّ الجبان لا يأتيك بصحة الأمر ، وانته إلي أمرى ومن قبلك بإذن الله والسلام(٤) . ١٦٨٧ ـ الفتوح ـ في ذكر حرب صفّين ـ : قد كان مع معاوية رجل من حِميَر يقال له الحصين بن مالك وكان يكاتب علىّ بن أبى طالب ¢ ويدلّه علي عورات معاوية(٥) . (١) وقعة صفّين : ٤٦٨ . ٢٧٠ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الثامن : السياسة الأمنيّة / استصلاح الأعداء
٨ / ٣ ١٦٨٨ ـ الإمام علىّ ¼ : من استصلح عدوّه زاد فى عدده(١) . ١٦٨٩ ـ عنه ¼ : من استصلح الأضداد بلغ المراد(٢) . ١٦٩٠ ـ عنه ¼ : كمال الحزم استصلاح الأضداد ، ومداجاة الأعداء(٣) . ١٦٩١ ـ عنه ¼ : الاستصلاح للأعداء بحُسن المقال وجميل الأفعال ، أهون من ملاقاتهم ومغالبتهم بمضيض(٤) القتال(٥) . ١٦٩٢ ـ عنه ¼ : الإحسان إلي المُسىء يستصلح العدوّ(٦) . ١٦٩٣ ـ عنه ¼ : كانت الحكماء فيما مضي من الدهر تقول : ينبغى أن يكون الاختلاف إلي الأبواب لعشرة أوجه : أوّلها : بيت الله عزّ وجلّ لقضاء نسكه والقيام بحقّه وأداء فرضه . . . التاسع : أبواب الأعداء التى تسكن بالمداراة غوائلهم ، ويدفع بالحيل والرفق واللطف والزيارة عداوتهم(٧) . (١) غرر الحكم : ٨٢٣٠ ، عيون الحكم والمواعظ : ٤٤٥ / ٧٨٣٨ . ٢٧١ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الثامن : السياسة الأمنيّة / المسالمة مع الوعي
١٦٩٤ ـ عنه ¼ : منع أذاك يصلح لك قلوب عداك(١) . ١٦٩٥ ـ عنه ¼ : صافح عدوّك وإن كره ، فإنّه ممّا أمر الله عزّ وجلّ به عباده يقول : ³ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ± وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ² (٢) (٣) . ١٦٩٦ ـ عنه ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : إذا صافاك عدوّك رياءً منه فتلقَّ ذلك بأوكد مودّة ، فإنه إن ألِفَ ذلك واعتاده خَلُصت لك مودّته(٤) . ٨ / ٤ ١٦٩٧ ـ الإمام علىّ ¼ : وجدتُ المسالمة ما لم يكن وهن فى الإسلام أنجعَ من القتال(٥) . ١٦٩٨ ـ عنه ¼ : من أفضل النصح الإشارة بالصلح(٦) . ١٦٩٩ ـ عنه ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : ولا تدفعنّ صلحاً دعاك إليه عدوك ولله فيه رضيً ، فإنّ فى الصلح دعةً لجنودك ، وراحةً من همومك ، وأمناً لبلادك . ولكن الحذر كل الحذر من عدوك بعد صُلحه ، فإنّ العدو ربّما قارب ليتغفَّل ، فخذ (١) غرر الحكم : ٩٧٨٤ . ٢٧٢ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الثامن : السياسة الأمنيّة / شدّة الحذر من العدوّ
بالحزم ، واتّهم فى ذلك حسنَ الظنّ(١) . ٨ / ٥ ١٧٠٠ ـ الإمام علىّ ¼ : من نام لم يُنَم عنه(٢) . ١٧٠١ ـ عنه ¼ : كن من عدوّك علي أشدّ الحذر(٣) . ١٧٠٢ ـ عنه ¼ : لا تأمن عدوّاً وإن شكر(٤) . ١٧٠٣ ـ عنه ¼ : شرّ الأعداء أبعدهم غوراً وأخفاهم مكيدة(٥) . ١٧٠٤ ـ عنه ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : كن للعدوّ المكاتم أشدّ حذراً منك للعدوّ المبارز(٦) . ١٧٠٥ ـ عنه ¼ : أوهن الأعداء كيداً من أظهر عداوته(٧) . ١٧٠٦ ـ عنه ¼ : من أظهر عداوته قلّ كيده(٨) . (١) نهج البلاغة : الكتاب ٥٣ ، خصائص الأئمّة ¥ : ١٢٣ ، تحف العقول : ١٤٥ ، دعائم الإسلام : ١ / ٣٦٧ كلاهما نحوه . ٢٧٣ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الثامن : السياسة الأمنيّة / التحذير من استصغار الخصم
١٧٠٧ ـ عنه ¼ : لا تغترنّ بمجاملة العدوّ ، فإنّه كالماء وإن اُطيل إسخانه بالنار لا يمتنع من إطفائها(١) . ٨ / ٦ ١٧٠٨ ـ الإمام علىّ ¼ : لا تستصغرنّ عدوّاً وإن ضعف(٢) . ١٧٠٩ ـ عنه ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : احذر استصغار الخصم فإنّه يمنع من التحفُّظ ، ورُبّ صغير غلب كبيراً(٣) . ١٧١٠ ـ عنه ¼ ـ أيضاًـ : لا تستصغرنّ أمر عدوّك إذا حاربته ، فإنّك إن ظفرت به (١) غرر الحكم : ١٠٢٩٨ . قال الإمام الباقر ¼ : لمّا نزل أمير المؤمنين ¼ النهروان سأل عن جميل بن بصيهرى كاتب [ أ ] نوشيروان فقيل : إنّه بعدُ حىّ يرزق ، فأمر بإحضاره ، فلمّا حضر وجد حواسه كلّها سالمة إلاّ البصر وذهنه صافياً وقريحته تامّة . فسأله كيف ينبغى للإنسان يا جميل أن يكون ؟ قال : يجب أن يكون قليل الصديق كثير العدوّ . قال : أبدعت يا جميل ! فقد أجمع الناس علي أنّ كثرة الأصدقاء أولي . فقال : ليس الأمر علي ما ظنّوا ، فإنّ الأصدقاء إذا كلّفوا السعى فى حاجة الإنسان لم ينهضوا بها كما يجب وينبغى ، والمثل فيه "من كثرة الملاّحين غرقت السفينة" . فقال أمير المؤمنين ¼ : قد امتحنت هذا فوجدته صواباً ، فما منفعة كثرة الأعداء ؟ فقال : إنّ الأعداء إذا كثروا يكون الإنسان أبداً متحرّزاً متحفّظاً أن ينطق بما يؤخذ عليه أو تبدر منه زلّة يؤخذ عليها ، فيكون أبداً علي هذه الحالة سليماً من الخطايا والزلل . فاستحسن ذلك أمير المؤمنين ¼ (الدعوات : ٢٩٧ / ٦٥ ، بحار الأنوار : ٣٤ / ٣٤٥) . ٢٧٤ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الثامن : السياسة الأمنيّة / التحذير من استنصاح الأعداء إلاّ تجربةً
لم تُحمد وإن ظفر بك لم تُعذر ، والضعيف المحترس من العدوّ القوى أقرب إلي السلامة من القوى المغترّ بالضعيف(١) . ٨ / ٧ التحذير من استنصاح الأعداء إلاّ تجربةً ١٧١١ ـ عنه ¼ : قد جهل من استنصح أعداءه(٢) . ١٧١٢ ـ عنه ¼ : لا تشاور عدوّك واستره خبرك(٣) . ١٧١٣ ـ عنه ¼ : استشر أعداءك تعرف من رأيهم مقدار عداوتهم ومواضع مقاصدهم(٤) . ١٧١٤ ـ عنه ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : استشر عدوّك تجربةً لتعلم مقدار عداوته(٥) . ١٧١٥ ـ عنه ¼ : من استعان بعدوّه علي حاجته ازداد بعداً منها(٦) . ٨ / ٨ انتهاز الفرصة فى مواجهة الأعداء ١٧١٦ ـ الإمام علىّ ¼ : استعمل مع عدوّك مراقبة الإمكان وانتهاز الفرصة ، (١) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٣٠٩ / ٥٤٣ . ٢٧٥ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الثامن : السياسة الأمنيّة / عدم العقوبة علي الظنّة والتهمة
تظفر(١) . ١٧١٧ ـ عنه ¼ : لا توقع بالعدوّ قبل القدرة(٢) . ١٧١٨ ـ عنه ¼ : لا تظهر العداوة لمن لا سلطان لك عليه(٣) . ١٧١٩ ـ عنه ¼ : لا تعرّض لعدوّك وهو مقبل ; فإنّ إقباله يعينه عليك ، ولا تعرّض له وهو مدبر ; فإنّ إدباره يكفيك أمره(٤) . ١٧٢٠ ـ عنه ¼ : أنكأ الأشياء لعدوّك ألاّ تعلمه أنّك اتخذته عدوّاً(٥) . ١٧٢١ ـ عنه ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : أقتل الأشياء لعدوّك ألاّ تُعرّفه أنّك اتّخذته عدوّاً(٦) . ٨ / ٩ عدم العقوبة علي الظنّة والتهمة ١٧٢٢ ـ الجمل : دخل [ابن عبّاس] علي أمير المؤمنين ¼ فابتدأه ¼ وقال : يابن عبّاس ، أ عندك خبر ؟ فقال : قد رأيت طلحة والزبير . فقال له : إنّهما استأذنانى فى العمرة ، فأذنت لهما بعد أن استوثقت منهما (١) غرر الحكم : ٢٣٤٧ . ٢٧٦ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الثامن : السياسة الأمنيّة / عدم العقوبة علي الظنّة والتهمة
بالأيمان ألاّ يغدرا ولا ينكُثا ولا يُحدثا فساداً . والله يابن عبّاس ما قصدا إلاّ الفتنة ، فكأنّى بهما وقد صارا إلي مكّة ليستعينا علي حربى ، فإنّ يعلي بن منية الخائن الفاجر قد حمل أموال العراق وفارس لينفق ذلك ، وسيفسد هذان الرجلان علىَّ أمرى ، ويسفكان دماء شيعتى وأنصارى . فقال عبد الله بن عبّاس : إذا كان عندك الأمر كذلك فَلِمَ أذنت لهما ؟ وهلاّ حبستهما وأوثقتهما بالحديد ، وكفيتَ المسلمين شرّهما ؟ فقال له ¼ : يابن عبّاس ، أ تأمرنى أن أبدأ بالظلم وبالسيّئة قبل الحسنة ، واُعاقب علي الظنّة والتهمة وآخذ بالفعل قبل كونه ؟ كلاّ ! والله لا عدلتُ عمّا أخذ الله علىَّ من الحكم بالعدل ، ولا القول بالفصل . يابن عبّاس ، إنّنى أذنت لهما وأعرف ما يكون منهما ، لكنّنى استظهرتُ بالله عليهما ، والله لأقتُلنّهما وليخيبنّ ظنّهما ، ولا يلقيان من الأمر مُناهُما ، فإنّ الله يأخذهما بظلمهما لى ، ونكثهما بيعتى ، وبغيهما علىَّ(١) . ١٧٢٣ ـ تاريخ الطبرى عن جندب : لمّا بلغ عليّاً مصابُ بنى ناجية وقتلُ صاحبهم ، قال : هوت اُمّه ! ما كان أنقصَ عقلَه ، وأجرأه علي ربّه ! فإنّ جائياً جاءنى مرّة فقال لى : فى أصحابك رجال قد خشيتُ أن يفارقوك ، فما تري فيهم ؟ فقلت له : إنّى لا آخذ علي التهمة ، ولا اُعاقب علي الظنّ ، ولا اُقاتل إلاّ من خالفنى وناصبنى وأظهر لى العداوة ، ولستُ مقاتلَه حتي أدعوه وأعذر إليه ، فإن تاب ورجع إلينا قبلنا منه ، وهو أخونا ، وإن أبي إلاّ الاعتزام علي حربنا استعنّا (١) الجمل : ١٦٦ . ٢٧٧ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الثامن : السياسة الأمنيّة / عدم العقوبة علي الظنّة والتهمة
عليه الله ، وناجزناه ، فكفّ عنّى ما شاء الله . ثمّ جاءنى مرّة اُخري فقال لى: قد خشيتُ أن يفسد عليك عبدُ الله بن وهب الراسبى وزيدُ بن حصين ، إنّى سمعتُهما يذكرانك بأشياء لو سمعتَها لم تفارقهما عليها حتي تقتلهما أو توبقهما ، فلا تفارقهما من حبسك أبداً . فقلت : إنّى مستشيرك فيهما ، فماذا تأمرنى به ؟ قال : فإنّى آمرك أن تدعو بهما ، فتضرب رقابهما ، فعلمتُ أنّه لا ورِعٌ ولا عاقل ، فقلت : والله ما أظنّك ورعاً ، ولا عاقلاً نافعاً ، والله لقد كان ينبغى لك لو أردت قتلَهم أن تقول : اتّق الله ، لِمَ تستحلّ قتلهم ولم يقتلوا أحداً ، ولم ينابذوك ، ولم يخرجوا من طاعتك ؟ !(١) ١٧٢٤ ـ الإمام الصادق ¼ : كان أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب صلوات الله عليه يقول للناس بالكوفة : يا أهل الكوفة ، أ ترونى لا أعلم ما يصلحكم ؟ ! بلي ، ولكنّى أكره أن اُصلحكم بفساد نفسى(٢) . ١٧٢٥ ـ الغارات ـ فى خبر مفارقة الخرّيت بن راشد (و هو من الخوارج) أميرَ المؤمنين ¼ ـ : قال عبد الله بن قعين : . . . أتيت أمير المؤمنين ¼ . . . فأخبرته بما سمعت من الخرّيت وما قلت لابن عمّه وما ردّ علىّ . فقال ¼ : دعه ، فإن قبل الحقّ ورجع عرفنا ذلك له وقبلناه منه ; وإن أبي طلبناه . (١) تاريخ الطبرى : ٥ / ١٣١ ، شرح نهج البلاغة : ٣ / ١٤٨ عن حبيب ; الغارات : ١ / ٣٧١ وفيهما "توثقهما" بدل "توبقهما" وكلاهما نحوه . ٢٧٨ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الثامن : السياسة الأمنيّة / التحذير من التعذيب
فقلت : يا أمير المؤمنين فلِمَ لا تأخذه الآن فتستوثق منه ؟ فقال: إنّا لو فعلنا هذا لكلّ من نتّهمه من الناس ملأنا السجون منهم ، ولا أرانى يسعنى الوثوب علي الناس والحبس لهم وعقوبتهم حتي يظهروا لنا الخلاف(١) . ٨ / ١٠ ١٧٢٦ ـ الإمام علىّ ¼ : من ضرب رجلاً سوطاً ظلماً ، ضربه الله تبارك وتعالي بسوط من نار(٢) . ١٧٢٧ ـ عنه ¼ : أبغض الخلق إلي الله عزّ وجلّ من جرّد ظهر مسلم بغير حقّ ، ومن ضرب فى غير حقّ من لم يضربه أو قتل من لم يقتله(٣) . ١٧٢٨ ـ عنه ¼ ـ من كتابه إلي اُمراء الخراج ـ : لو لم يكن فيما نُهِىَ عنه من الظلم والعدوان عقاب يخاف ، كان فى ثوابه ما لا عذر لأحد بترك طِلبته ، فارحموا تُرحموا ، ولا تعذّبوا خلق الله ولا تكلّفوهم فوق طاقتهم(٤) . ١٧٢٩ ـ عنه ¼ : أيّها الناس ! إنّى دعوتكم إلي الحقّ فتولّيتم عنّى ، وضربتكم بالدرّة فأعييتمونى . أما إنّه سيليكم بعدى ولاة لا يرضون منكم بهذا حتي يعذّبوكم بالسياط وبالحديد ، فأمّا أنا فلا اُعذّبكم بهما ; إنّه من عذّب الناس فى (١) الغارات : ١ / ٣٣٣ وص ٣٣٥ ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٤٠٧ / ٦٢٨ ; شرح نهج البلاغة : ٣ / ١٢٩ . إرجاعات
٣٩١ - المجلد السادس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / الحرب الثالثة : وقعة النهروان / الفصل التاسع : خروج الخِرّيت بن راشد
٢٧٩ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الثامن : السياسة الأمنيّة / النهى عن السبّ
الدنيا عذّبه الله فى الآخرة(١) ١٧٣٠ ـ مسند زيد عن زيد بن علىّ عن أبيه عن جدّه عن الإمام علىّ ¥ ـ أنّه قال لعمر فى امرأة حامل اعترفت بالفجور فأمر بها أن ترجم ـ : فلعلّك انتهرتها أو أخفتها ؟ قال : قد كان ذلك ، فقال : أ وَما سمعت رسول الله ½ يقول : لا حدّ علي معترف بعدَ بلاء ، إنّه من قيّدت أو حبست أو تهدّدت فلا إقرار لهُ . قال : فخلّي عمر سبيلها ، ثمّ قال : عجزت النساء أن تلد مثل علىّ بن أبى طالب ، لو لا علىّ لهلك عمر(٢) . ١٧٣١ ـ الإمام علىّ ¼ ـ من خطبة له فى أوائل خلافته ـ : إنّ الله حرّم حراماً غير مجهول ، وأحلّ حلالاً غير مدخول ، وفضّل حرمة المسلم علي الحُرَم كلّها ، وشدّ بالإخلاص والتوحيد حقوق المسلمين فى معاقدها ، "فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" إلاّ بالحقّ ، ولا يحلّ أذي المسلم إلاّ بما يجب(٣) . ٨ / ١١ ١٧٣٢ ـ وقعة صفّين عن عبد الله بن شريك : خرج حجر بن عدى وعمرو بن الحمق يظهران البراءة واللعن من أهل الشام ، فأرسل إليهما علىّ : أن كُفّا عمّا يبلغنى عنكما . (١) الغارات : ٢ / ٤٥٨ عن زيد بن علىّ بن أبى طالب ، الإرشاد : ١ / ٣٢٢ وليس فيه "فأمّا أنا فلا اُعذّبكم بهما" ; شرح نهج البلاغة : ٢ / ٣٠٦ عن زيد بن علىّ . ٢٨٠ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الثامن : السياسة الأمنيّة / الرفق ما لم يكن تآمراً
فأتياه فقالا : يا أمير المؤمنين ، أ لسنا محقّين ؟ قال : بلي . قالا : أ وَلَيسوا مبطلين ؟ قال : بلي . قالا : فَلِمَ منعتنا من شتمهم ؟ قال : كرهت لكم أن تكونوا لعّانين شتّامين ، تشتمون وتتبرّؤون ، ولكن لو وصفتم مساوئ أعمالهم فقلتم : من سيرتهم كذا وكذا ، ومن عملهم كذا وكذا ، كان أصوب فى القول ، وأبلغ فى العذر . ولو قلتم مكان لعنكم إيّاهم وبراءتكم منهم : اللهمّ احقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، واهدهم من ضلالتهم ،يعرف الحقّ منهم من جهله ، ويرعوى عن الغىّ والعدوان من لهج به . كان هذا أحبّ إلىَّ وخيراً لكم . فقالا : يا أمير المؤمنين ، نقبل عظتك ، ونتأدّب بأدبك(١) . ١٧٣٣ ـ عنه ¼ : لا تَشِن(٢) عدوّك وإن شانك(٣) ٨ / ١٢ ١٧٣٤ ـ الإمام علىّ ¼ : الرفق يفلّ حدّ المخالفة(٤) . (١) وقعة صفّين : ١٠٣ ، بحار الأنوار : ٣٢ / ٣٩٩ / ٣٦٩ ـ ٣٧٣ وراجع نهج البلاغة : الخطبة ٢٠٦ والأخبار الطوال : ١٦٥ . ٢٨١ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الثامن : السياسة الأمنيّة / الرفق ما لم يكن تآمراً
١٧٣٥ ـ عنه ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : قارِب عدوّك بعض المقاربة تنَل حاجتك ، ولا تفرط فى مقاربته فتذلّ نفسك وناصرك ، وتأمّل حال الخشبة المنصوبة فى الشمس التى إن أملتها زاد ظلّها ، وإن أفرطت فى الإمالة نقص الظلّ(١) . ١٧٣٦ ـ تاريخ الطبرى عن عبد الملك بن أبى حرّة الحنفى : أنّ عليّاً خرج ذات يوم يخطب ، فإنّه لفى خطبته إذ حكّمت المحكّمة فى جوانب المسجد . فقال علىّ : الله أكبر ! كلمة حقّ يراد بها باطل ! إن سكتوا عممناهم(٢) ، وإن تكلّموا حججناهم ، وإن خرجوا علينا قاتلناهم(٣) . ١٧٣٧ ـ السنن الكبري عن كثير بن نمر : بينا أنا فى الجمعة وعلىّ ¢ علي المنبر ، إذ قام رجل فقال : لا حكم إلاّ لله . ثمّ قام آخر فقال : لا حكم إلاّ لله ، ثمّ قاموا من نواحى المسجد ، فأشار إليهم علىّ ¢ بيده : اجلسوا ، نعم لا حكم إلاّ لله ، كلمة يبتغي بها باطل ، حكم الله ننظر فيكم ، ألا إنّ لكم عندى ثلاث خصال : ما كنتم معنا لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسم الله ، ولا نمنعكم فيئاً ما كانت أيديكم مع أيدينا ، ولا نقاتلكم حتي تقاتلوا . ثمّ أخذ فى خطبته(٤) . (١) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٣٤٢ / ٩٢٣ . ٢٨٢ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الثامن : السياسة الأمنيّة / إجلاء المتآمرين أو حبسهم
١٧٣٨ ـ الأموال عن كثير بن نمر : جاء رجل لرجل من الخوارج إلي علىّ ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّى وجدت هذا يسبّك ، قال : فسبّه كما سبّنى . قال : ويتوعّدك ؟ فقال : لا أقتل من لم يقتلنى ، قال علىّ : لهم علينا ثلاث : أن لا نمنعهم المساجد أن يذكروا الله فيها ، وأن لا نمنعهم الفىء ما دامت أيديهم مع أيدينا ، وأن لا نقاتلهم حتي يقاتلونا(١) . ١٧٣٩ ـ المصنّف عن كثير بن نمر : جاء رجل برجال إلي علىّ فقال : إنّى رأيت هؤلاء يتوعّدونك ، ففرّوا وأخذت هذا ، قال : أ فأقتل من لم يقتلنى ؟ قال : إنّه سبّك ! قال : سُبّه أو دع(٢) . ٨ / ١٣ ١٧٤٠ ـ شرح نهج البلاغة : قد روى أنّ عمران بن الحصين كان من المنحرفين عنه ¼ ، وأنّ عليّاً سيّره إلي المدائن ، وذلك أنّه كان يقول : إن مات علىّ فلا أدرى ما موته ، وإن قتل فعسي أنّى إن قتل رجوت له(٣) . ١٧٤١ ـ الغارات عن سعيد الأشعرى : استخلف علىّ ¼ حين سار إلي النهروان رجلاً من النخع يقال له : هانى بن هوذة ، فكتب إلي علىّ ¼ : إنّ غنيّاً وباهلة فتنوا ، فدعوا الله عليك أن يظفر بك عدوّك ، قال : فكتب إليه علىّ ¼ : اجلِهم من (١) الأموال : ٢٤٥ / ٥٦٧ ، كنز العمّال : ١١ / ٣٠٠ / ٣١٥٦٩ . إرجاعات
٣٤٠ - المجلد السادس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / الحرب الثالثة : وقعة النهروان / الفصل الثالث : مسير المارقين إلى النهروان / صبر الإمام على أذاهم ورفقه بهم
٢٨٣ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الثامن : السياسة الأمنيّة / إجلاء المتآمرين أو حبسهم
الكوفة ولا تدع منهم أحداً(١) . ١٧٤٢ ـ تاريخ الطبرى عن المحِلّ بن خليفة : أنّ رجلا منهم من بنى سدوس يقال له العَيْزار بن الأخنس كان يري رأى الخوارج ، خرج إليهم ، فاستقبل وراء المدائن عدى بن حاتم ومعه الأسود بن قيس والأسود بن يزيد المُراديّان ، فقال له العيزار حين استقبلَه: أ سالمٌ غانم ، أم ظالمٌ آثم ؟ فقال عدى : لا ، بل سالمٌ غانم ، فقال له المراديّان: ما قلت هذا إلاّ لشرّ فى نفسك ، وإنّك لنعرفك يا عيزار برأى القوم ، فلا تفارقنا حتي نذهب بك إلي أمير المؤمنين فنخبرَه خبرَك . فلم يكن بأوشَكَ أن جاء علىّ فأخبراه خبره ، وقالا: يا أمير المؤمنين ، إنّه يري رأى القوم ، قد عرفناه بذلك . فقال: ما يحلّ لنا دمه ، ولكنّا نحبسه . فقال عدى بن حاتم: يا أمير المؤمنين ، ادفعه إلىَّ وأنا أضمن ألاّ يأتيك من قِبَله مكروه . فدفعه إليه(٢) . (١) الغارات : ١ / ١٨ ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٣٥٦ / ٥٨٨ . |