٢٨٥ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية
٩ / ١ أ : تعليم الجيش ١٧٤٣ ـ الإمام علىّ ¼ ـ من وصيّته لزياد بن النضر حين أنفذه علي مقدِّمته إلي صفّين ـ : اعلم أنّ مقدّمة القوم عيونُهم ، وعيونُ المقدّمة طلائعُهم ، فإذا أنت خرجتَ من بلادك ودنوتَ من عدوِّك فلا تَسأم(١) من توجيه ، الطلائع فى كلّ ناحية ، وفى بعض الشعاب والشجر والخَمَر(٢) ، وفى كلّ جانب ، حتي لا يُغيركم عدوّكم ، ويكون لكم كمين . ولا تُسيّر الكتائب والقبائل من لَدُن الصباح إلي المساء إلاّ تعبية ، فإن دهَمَكم (١) سَئِمَ منه : مَلّ (لسان العرب : ١٢ / ٢٨٠) . ٢٨٦ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بالتدريب العسكرى / أ : تعليم الجيش
أمر أو غشيكم مكروه كنتُم قد تقدّمتم فى التعبية . وإذا نزلتُم بعدوٍّ أو نزل بكم فليكن معسكركم فى أقبال الأشراف ، أو فى سفاح الجبال ، أو أثناء الأنهار ; كيما تكون لكم ردءاً ودونكم مردّاً . ولتكن مقاتلتكم من وجه واحد واثنين . واجعلوا رُقباءكم فى صَياصى(١) الجبال ، وبأعلي الأشراف ، وبمناكب الأنهار ; يريئون لكم ; لئلاّ يأتيكم عدوّ من مكان مخافة أو أمن . وإذا نزلتُم فانزلوا جميعاً ، وإذا رحلتم فارحلوا جميعاً ، وإذا غشيكم الليل فنزلتم فحفّوا عسكركم بالرماح والترسة ، واجعلوا رُماتَكم يَلوون ترستكم ; كيلا تصاب لكم غرّة ، ولا تلقي لكم غفلة . واحرس عسكرك بنفسك، وإيّاك أن ترقد أو تصبح إلاّ غِراراً(٢) أو مَضْمَضة(٣). ثمّ ليكن ذلك شأنك ودأبك حتي تنتهى إلي عدوّك . وعليك بالتأنّى فى حربك ، وإيّاك والعجلة إلاّ أن تمكنك فرصةٌ . وإيّاك أن تقاتل إلاّ أن يبدؤوك ، أو يأتيك أمرى . والسلام عليك ورحمة الله(٤) . ١٧٤٤ ـ عنه ¼ : ـ ومن وصية له ¼ لمعقل بن قيس الرياحى حين أنفذه إلي الشام فى ثلاثة آلاف مقدمة له ـ اتق الله الذى لابد لك من لقائه ولا منتهي لك دونه . ولا (١) صَياصى الجبال : أطرافُها العالية (مجمع البحرين : ٢ / ١٠٦٣) . ٢٨٧ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بالتدريب العسكرى / أ : تعليم الجيش
تقاتلن إلاّ من قاتلك . وسر البردين . وغور بالناس . ورفه بالسير . ولا تسر أول الليل فإن الله جعله سكنا وقدره مقاما لا ظعنا . فأرح فيه بدنك وروح ظهرك . فإذا وقفت حين ينبطح السحر أو حين ينفجر الفجر فسر علي بركة الله . فإذا لقيت العدو فقف من أصحابك وسطا ، ولا تدن من القوم دنو من يريد أن ينشب الحرب ، ولا تباعد عنهم تباعد من يهاب البأس حتي يأتيك أمرى ، ولا يحملنكم شنآنهم علي قتالهم قبل دعائهم والاعذار إليهم (١) . ١٧٤٥ ـ عنه ¼ ـ من كتاب له ¼ إلي بعض اُمراء جيشه ـ : فإن عادوا إلي ظلّ الطاعة فذاك الذى نحبّ ، وإن تَوافَت الاُمور بالقوم إلي الشقاق والعصيان فانهَدْ(٢) بمن أطاعك إلي من عصاك ، واستغنِ بمن انقادَ معك عمّن تقاعس عنك ; فإن المُتكارِه مغيبُه خيرٌ من مشهَدِهِ ، وقعودُه أغني من نهوضه(٣) . ١٧٤٦ ـ عنه ¼ : إن زحف العدوّ إليكم فصفّوا علي أبواب الخنادق ، فليس هناك إلاّ السيوف ، ولزوم الأرض بعد إحكام الصفوف ، ولا تنظروا فى وجوههم ، ولا يَهُولنّكم عددهم ، وانظروا إلي أوطانكم من الأرض . فإن حملوا عليكم فاجثُوا علي الركب ، واستتروا بالأترسة ، صفّاً محكماً لا خَلَلَ فيه ، وإن أدبَروا فاحملوا عليهم بالسيوف ، وإن ثبتوا فاثبتُوا علي التعابىّ ، وإن انهزموا فاركبوا الخيل واطلبوا القوم(٤) . ١٧٤٧ ـ عنه ¼ : إن كانت ـ وأعوذ بالله ـ فيكم هزيمةٌ فتداعَوا ، واذكروا الله وما (١) نهج البلاغة : الكتاب ١٢ . ٢٨٨ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بالتدريب العسكرى / أ : تعليم الجيش
توعَّد به من فرَّ من الزحف ، وبكّتوا(١) من رأيتُموه ولّي . واجمَعُوا الأَلوية ، واعتقدوا . وليسرع المخفون فى ردّ من انهزم إلي الجماعة وإلي المعسكر ، فليَنفر من فيه إليكم ، فإذا اجتمع أطرافُكم ، وأتَت أمدادُكم ، وانصرف فَلُّكم ، فألحقوا الناس بقوّادهم ، وأحكموا تعابيهم ، وقاتلوا ، واستعينوا بالله ، واصبروا ; وفى الثبات عند الهزيمة ، وحَمل الرجل الواحد الواثق بشجاعته علي الكتيبة ، فضلٌ عظيم(٢) . ١٧٤٨ ـ تاريخ دمشق عن ابن عبّاس : عُقم النساء أن يأتينَ بمثل أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ، والله ، ما رأيتُ ولا سمعتُ رئيساً يوزن به ، لرأيته يوم صفّين وعلي رأسه عمامة قد أرخي طرفيها ، كأنّ عينيه سراجا سليط ، وهو يقف علي شرذمة يحضّهم ، حتي انتهي إلىَّ وأنا فى كنف من الناس فقال: معاشر المسلمين ! استشعروا الخشية ، وغضّوا الأصوات ، وتجَلبَبوا السكينةَ ، وأعمِلوا(٣) الأسنّة ، وأقلقوا(٤) السيوفَ قبل السلّة ، وأطعنوا الرخر(٥) ، ونافحوا بالظبا ، وصِلوا السيوفَ بالخطا ، والنبالَ بالرماح ، فإنّكم بعين الله ومع ابن عمّ نبيّه ½ . عاودوا الكَرّ ، واستحيوا من الفرّ ; فإنّه عارٌ باق فى الأعقاب والأعناق ، ونارٌ (١) التبكيت : كالتقريع والتعنيف (لسان العرب : ٢ / ١١) . ٢٨٩ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بالتدريب العسكرى / ب : تنظيم الجيش
يوم الحساب . وطيبوا عن أنفسكم أنفساً ، وامشوا إلي الموت أسححاً(١) . وعليكم بهذا السواد الأعظم ، والرواق المطيّب(٢) ، فاضربوا ثَبَجه(٣) ; فإنّ الشيطان راكب صعبه ، ومفرش ذراعيه ، قد قدّم للوثبة يداً ، وأخّر للنكوص رِجلا ، فصَمْداً صَمْداً حتي يتجلّي لكم عمود الدين: ³ وَأَنتُمُ الاَْعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ² (٤) (٥) . ١٧٤٩ ـ الإمام علىّ ¼ : لا تميلوا براياتكم ، ولا تزيلوها ، ولا تجعلوها إلاّ مع شجعانكم ; فإنّ المانع للذمار والصابر عند نزول الحقائق هم أهل الحفاظ . . . واعلموا أنّ أهل الحفاظ هم الذين يحفّون براياتهم ، ويكتنفونها ، ويصيرون حفافَيها ، ووراءها ، وأمامها ، ولا يُضيّعونها ، لا يتأخّرون عنها فيُسلِموها ، ولا يتقدّمون عليها فيُفردوها(٦) . ب : تنظيم الجيش ١٧٥٠ ـ دعائم الإسلام ـ فى علىّ ¼ ـ : إنّه كان إذا زحف للقتال جعل ميمنةً وميسرةً وقلباً يكون هو فيه ، ويجعل لها روابط ، ويقدّم عليها مقدّمين ، ويأمرهم (١) كذا فى المصدر ، وفى نهج البلاغة : "سُجُحاً" . ومِشيَة سُحُج : أى سهلة (لسان العرب : ٢ / ٤٧٥) . ٢٩٠ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بالتدريب العسكرى / ب : تنظيم الجيش
بخفض الأصوات ، والدعاء ، واجتماع القلوب ، وشهر السيوف ، وإظهار العِدَّة ، ولزوم كلّ قوم مكانهم ، ورجوع كلّ من حمل إلي مصافّه بعد الحملة(١) . ١٧٥١ ـ دعائم الإسلام ـ فى علىّ ¼ ـ : إنّه كان إذا زحف للقتال يعبّئ الكتائب ، ويفرّق بين القبائل ، ويقدّم علي كلّ قوم رجلا ، ويصفّف الصفوف ، ويُكَردِس الكراديس(٢) ، ثمّ يزحف إلي القتال(٣) . ١٧٥٢ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى كيفيّة القتال ـ : قدّموا الرجّالة والرماة ; فليَرشقوا بالنبل ، وليتناوش الجنبان(٤) ، واجعلوا الخيل الروابط والمنتجبة(٥) ردءاً للّواء والمقدّمة ، ولا تنشزوا(٦) عن مراكزكم لفارس شذ من العدوّ(٧) . ١٧٥٣ ـ عنه ¼ ـ فى وصيّة له ¼ وصّي بها جيشاً بعثه إلي العدوّ ـ : فإذا نزلتم بعدوٍّ أو نزل بكم فليكن معسكركم فى قُبُل(٨) الأشراف ، أو سفاح الجبال ، أو أثناء الأنهار ; كيما يكون لكم ردءاً ، ودونكم مردّاً . ولتكن مقاتلتُكم من وجه واحد أو اثنين . واجعلوا لكم رقباء فى صَياصى الجبال ، ومناكب الهضاب ; لئلاّ يأتيكم العدوّ (١) دعائم الإسلام : ١ / ٣٧٢ . ٢٩١ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بالتدريب العسكرى / ج : عدم مفارقة السلاح فى الحرب
من مكان مخافة أو أمن . وأعلموا أنّ مقدّمة القوم عيونُهم ، وعيون المقدمة طلائعُهم . وإيّاكم والتفرّق ، فإذا نزلتم فانزلوا جميعاً ، وإذا ارتحلتم فارتحلوا جميعاً . وإذا غشيكم الليل فاجعلوا الرماح كِفّةً ، ولا تذوقوا النوم إلاّ غِراراً أو مضمضة(١) . ج : عدم مفارقة السلاح فى الحرب ١٧٥٤ ـ دعائم الإسلام : إنّه [عليّاً ¼ ] كره أن يُلقى الرجلُ سلاحَه عند القتال ; وقد قال الله عزّ وجلّ عند ذكر صلاة الخوف: ³ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ ² ، وقال: ³ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً ² (٢) ، فأفضل الاُمور لمن كان فى الجهاد أن لا يفارقه السلاح علي كلّ الأحوال(٣) . د : انتهاز الفرصة ١٧٥٥ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى وصف القتال ـ : من رأي فرصة من العدوّ فلينشز ، ولينتهز الفرصةَ بعد إحكام مركزه ، فإذا قضي حاجتَه عاد إليه(٤) . ١٧٥٦ ـ وقعة صفّين : أقبل الأحنف بن قيس السعدى [فى حرب صفّين] فقال: يا أهل العراق ، والله لا تصيبون هذا الأمر أذلّ عُنقاً منه اليوم ، قد كشف القوم عنكم (١) نهج البلاغة : الكتاب ١١ ، تحف العقول : ١٩٢ ، وقعة صفّين : ١٢٤ عن يزيد بن خالد بن قَطَن ; الأخبار الطوال : ١٦٦ كلّها نحوه . إرجاعات
٩٠ - المجلد السابع / القسم السابع : أيّام المحنة / الفصل السابع : احتلال مصر / استشهاد محمّد بن أبي بكر
٩٤ - المجلد السابع / القسم السابع : أيّام المحنة / الفصل السابع : احتلال مصر / حزن الإمام
٢٩٢ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بالتدريب العسكرى / ه : الانسحاب التاكتيكي
قناع الحياء ، وما يقاتلون علي دين ، وما يصبرون إلاّ حياء ; فتقدّموا . فقالوا: إنّا إن تقدّمنا اليوم فقد تقدّمنا أمس ، فما تقولُ يا أمير المؤمنين ؟ قال: تقدّموا فى موضع التقدّم ، وتأخّروا فى موضع التأخّر ; تقدّموا من قبل أن يتقدّموا إليكم(١) . هـ : الانسحاب التكتيكى ١٧٥٧ ـ الإمام علىّ ¼ : الفرار فى أوانه يعدل الظَّفَر فى زمانه(٢) . ١٧٥٨ ـ عنه ¼ ـ كان يقول لأصحابه عند الحرب ـ : لا تشتدّنّ عليكم فرّة بعدها كرّة ، ولا جَولة بعدها حملة(٣) . ٩ / ٢ ١٧٥٩ ـ الإمام الصادق ¼ : كانوا ـ شرطة(٤) الخميس ـ ستّة آلاف رجل أنصاره [أى علىّ ¼ ](٥) . ١٧٦٠ ـ الاختصاص عن علىّ بن الحكم : أصحاب أمير المؤمنين ¼ الذين قال لهم : تشرّطوا ، فأنا اُشارطكم علي الجنّة ، ولست اُشارطُكم علي ذهب (١) وقعة صفّين : ٤٠٦ ، بحار الأنوار : ٣٢ / ٥١١ / ٤٣٧ . ٢٩٣ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / تأسيس القوّات الخاصّة
ولا فضّة ـ ; إنّ نبيّنا ½ فيما مضي قال لأصحابه : تَشرّطوا ، فإنّى لستُ اُشارطُكم إلاّ علي الجنّة ـ وهم : سلمان الفارسى ، والمقداد ، وأبو ذرّ الغفارى ، وعمّار بن ياسر ، وأبو ساسان وأبو عمرو الأنصاريان ، وسهل ـ بدرى ـ وعثمان ابنا حنيف الأنصارى ، وجابر بن عبد الله الأنصارى . ومن أصفياء أصحابه ، عمرو بن الحمق الخزاعى عربى ، وميثم التمّار ـ وهو ميثم ابن يحيي ، مولي ـ ، ورشيد الهجرى ، وحبيب بن مظهّر الأسدى ، ومحمّد بن أبى بكر . ومن أوليائه : العلم الأزدى ، وسويد بن غفلة الجعفى ، والحارث بن عبد الله الأعور الهمدانى ، وأبو عبد الله الجدلى ، وأبو يحيي حكيم بن سعد الحنفى . وكان من شرطة الخميس : أبو الرضىّ عبد الله بن يحيي الحضرمى ، وسليم بن قيس الهلالى ، وعبيدة السلمانى المرادى ، عربى . ومن خواصّه : تميم بن حذيم الناجى ـ وقد شهد مع علىّ ¼ ـ ، [ و] قنبر مولي علىّ بن أبى طالب صلوات الله عليه ، [ و] أبو فاختة مولي بنى هاشم ، وعبيد الله بن أبى رافع ـ وكان كاتبه ـ(١) . ١٧٦١ ـ رجال الكشّى عن أبى الجارود : قلت للأصبغ بن نباتة : ما كان منزلة هذا الرجل [علىّ ¼ ]فيكم ؟ قال : ما أدرى ما تقول ! إلاّ أنّ سيوفنا كانت علي عواتقنا ، فمن أومي إليه ضربناه بها . وكان يقول لنا : تشرّطوا ، فوَ الله ما اشتراطُكم لذهب ولا لفضّة ، وما اشتراطكم إلاّ للموت ، إنّ قوماً من قبلكم من [ بنى (١) الاختصاص : ٢ ; الفهرست لابن النديم : ٢٢٣ وفيه إلي "إلاّ علي الجنّة" . ٢٩٤ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / العناية الخاصّة بالقوات المسلّحة
إسرائيل ](١) تشارطوا بينهم ، فما مات أحد منهم حتي كان نبىّ قومه ، أو نبىّ قريته ، أو نبىّ نفسه ، وإنّكم لَبمنزلتهم ، غير أنّكم لستُم بأنبياء(٢) . ١٧٦٢ ـ رجال الكشّى : روى عن أمير المؤمنين ¼ أنّه قال لعبد الله بن يحيي الحضرمى يوم الجمل : أبشر يابن يحيي ; فإنّك وأبوك من شرطة الخميس حقّاً ، لقد أخبرنى رسول الله ½ باسمك واسم أبيك فى شرطة الخميس ، والله سمّاكم شرطة الخميس علي لسان نبيّه ½ . وذكر أنّ شرطة الخميس كانوا ستّة آلاف رجل ، أو خمسة آلاف(٣) . ٩ / ٣ العناية الخاصّة بالقوات المسلّحة ١٧٦٣ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : ثمّ تفقّد من اُمورهم ما يتفقّده الوالدان من ولدهما ، ولا يتفاقَمَنَّ فى نفسك شىء قوّيتهم به . ولا تَحْقِرَنَّ لطفاً تعاهدتهم به وإن قلّ ; فإنه داعية لهم إلي بذل النصيحة لك ، وحسن الظنّ بك . ولا تدعْ تفقدّ لطيف اُمورهم اتّكالا علي جسيمها ; فإنّ لليسير من لطفك موضعاً ينتفعون به ، وللجسيم موقعاً لا يستغنون عنه . وليكن آثر رؤوس جندك عندك من واساهم فى معونته ، وأفضلَ عليهم من جِدَته بما يسعهم ويسع من وراءهم من خلوف أهليهم ، حتي يكون همّهم همّاً (١) سقط ما بين المعقوفين من المصدر وأثبتناه من بحار الأنوار . ٢٩٥ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بمعنويّات الجيش
واحداً فى جهاد العدوّ ; فإنّ عطفك عليهم يعطف قلوبهم عليك . وإنّ أفضل قرّة عين الولاة استقامة العدل فى البلاد ، وظهور مودّة الرعيّة ، وإنّه لا تظهر مودّتهم إلاّ بسلامة صدورهم ، ولا تصحّ نصيحتهم إلاّ بحيطتهم علي ولاة اُمورهم ، وقلّة استثقال دولهم ، وترك استبطاء انقطاع مدّتهم . فافسح فى آمالهم ، وواصل فى حسن الثناء عليهم ، وتعديد ما أبلي ذوو البلاء منهم ; فإنّ كثرة الذكر لحسن أفعالهم تهزّ الشجاع ، وتُحرّض الناكل إن شاء الله . ثمّ اعرف لكلّ امرئ منهم ما أبلي ، ولا تضيفنّ بلاء امرئ إلي غيره ، ولا تُقصرنّ به دون غاية بلائه ، ولا يدعونّك شرف امرئ إلي أن تُعظِم من بلائه ما كان صغيراً ، ولا ضَعَة امرئ إلي أن تستصغر من بلائه ما كان عظيماً(١) . ٩ / ٤ أ : التحريض ١٧٦٤ ـ الكافى عن أبى صادق : سمعت عليّاً ¼ يحرّض الناس فى ثلاثة مواطن : الجمل ، وصفّين ، ويوم النهر ; يقول : عباد الله ، اتّقوا الله ، وغضّوا الأبصار ، واخفضوا الأصوات ، وأقلّوا الكلام ، ووطّنوا أنفسكم علي المُنازلة ، والمجادلة ، والمبارزة ، والمنازلة ، والمنابذة ، والمعانقة ، والمكادمة(٢) ، واثبتوا ³ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ± وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ (١) نهج البلاغة : الكتاب ٥٣ ، تحف العقول : ١٣٧ ، دعائم الإسلام : ١ / ٣٦١ كلاهما نحوه . ٢٩٦ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بمعنويّات الجيش / أ : التحريض
وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ² (١) (٢) .١٧٦٥ ـ الإمام علىّ ¼ ـ من كلام له ¼ لابنه محمّد ابن الحنفيّة لمّا أعطاه الراية يوم الجمل ـ : تزول الجبال ولا تزُل ، عَضّ علي ناجذك . أعِر الله جُمجمتَك . تِدْ فى الأرض قدمَك . أرمِ ببصرك أقصي القومِ ، وغُضّ بصرَك ، واعلم أنّ النصر من عند الله سبحانه(٣) . ١٧٦٦ ـ عنه ¼ ـ ممّا كان يقوله لأصحابه عند الحرب ـ : لا تَشتدّنّ عليكم فَرّةٌ بعدَها كَرّة ، ولا جَولة بعدَها حَملة ، وأعطوا السيوفَ حقوقَها . ووطِّئوا للجُنوب مصارعَها ، واذمُرُوا(٤) أنفسكم علي الطعن الدَّعسى(٥) والضرب الطِّلَحفى(٦). وأميتوا الأصواتَ ; فإنّه أطردُ للفشل . فوَ الذى فلق الحبّة وبرأ النسمة ما أسلموا ، ولكن استسلموا ، وأسرّوا الكفر ، فلمّا وجدوا أعواناً عليه أظهروه(٧) . ١٧٦٧ ـ عنه ¼ ـ فى حثّ أصحابه علي القتال ـ : قدّموا الدارِعَ ، وأخّروا الحاسرَ ، وعَضُّوا علي الأضراس ; فإنه أنبَي(٨) للسيوف عن الهام . والتَوُوا فى أطراف (١) الكافى : ٥ / ٣٨ / ٢ ، الإرشاد : ١ / ٢٦٥ ، وقعة صفّين : ٢٠٤ عن الحضرمى ; المعيار والموازنة : ١٥٨ ، شرح نهج البلاغة : ٤ / ٢٦ كلّها نحوه . ٢٩٧ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بمعنويّات الجيش / أ : التحريض
الرماح ; فإنّه أموَرُ(١) للأسنّة . وغُضُّوا الأبصار ; فإنّه أربَطُ للجَأش ، وأسكنُ للقلوب . وأميتوا الأصوات ; فإنّه أطرَدُ للفشل . ورايتَكم فلا تُميلوها ، ولا تُخلّوها ، ولا تجعلوها إلاّ بأيدى شُجعانِكم والمانعين الذِّمارَ منكم ; فإنّ الصابرين علي نزول الحقائق هم الذين يحفّون براياتهم ، ويكتنفونها ; حَفافَيها ووراءها وأمامها ، لا يتأخّرون عنها فيُسلِموها ، ولا يتقدّمون عليها فيُفردوها . أجزأ امرؤ قِرنَه(٢) ، وآسي أخاه بنفسه ، ولم يكِل قِرنَه إلي أخيه ، فيجتمعَ عليه قرنُه وقرنُ أخيه . وايم الله لئن فررتُم من سيف العاجلة لا تَسلموا من سيف الآخرة ، وأنتم لَهاميمُ(٣) العرب ، والسنام الأعظم ; إنّ فى الفرار مَوجِدة الله ، والذلّ اللازم ، والعار الباقى . وإنّ الفارّ لَغيرُ مَزيد فى عمره ، ولا محجوز بينه وبين يومه . مَن الرائحُ إلي الله كالظمآن يَرِد الماء ؟ الجنّةُ تحت أطراف العوالى ! اليوم تُبلي الأخبار ! والله لاَنا أشوقُ إلي لقائهم منهم إلي ديارهم ! ! اللهمّ فإن ردّوا الحقَّ فافضُض جماعتَهم ، وشتِّت كلمتَهم ، وأبسلهم بخطاياهم ، إنّهم لن يزولوا عن مواقفهم دون طعن دِراك ; يخرجُ منهم النسيمُ ، وضرب يَفلق الهامَ ، ويُطيح العظامَ ، ويُندِر(٤) السواعدَ والأقدامَ ، وحتي يُرمَوا بالمناسِرِ تتبعها المَناسِر ، ويُرجَموا بالكتائب تقفوها الحلائب ، وحتي يُجرَّ ببلادهم الخميسُ يتلوه الخميسُ ، وحتي تَدعقَ(٥) الخيول فى نواحر أرضهم ، (١) مارَ الشىء يَمورُ مَوراً: تَرَهْيَأ; أى تحرّك وجاء وذهب كما تتكفّأ النخلة العيدانة (لسان العرب: ٥/١٨٦). ٢٩٨ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بمعنويّات الجيش / أ : التحريض
وبأعنانِ مَساربِهم ومَسارِحهم(١) . ١٧٦٨ ـ الكافى عن مالك بن أعين : حرّض أميرُ المؤمنين صلوات الله عليه الناسَ بصفّين ، فقال : إنّ الله عزّ وجلّ دلّكم علي تجارة تنجيكم من عذاب أليم ، وتُشفى(٢) بكم علي الخير ، والإيمان بالله ، والجهاد فى سبيل الله ، وجعل ثوابه مغفرة للذنب ، ومساكن طيّبة فى جنّات عدن ، وقال : عزّ وجلّ : ³ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ ² (٣) . فسوّوا صفوفكم كالبنيان المرصوص . فقدّموا الدارِع ، وأخّروا الحاسر ، وعضّوا علي النواجذ ; فإنّه أنبي للسيوف علي الهام ، والتَووا علي أطراف الرماح ; فإنّه أموَر للأسنّة ، وغضّوا الأبصار ; فإنّه أربط للجأش ، وأسكن للقلوب ، وأميتوا الأصوات ; فإنّه أطردُ للفشل ، وأولي بالوقار(٤) . ١٧٦٩ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : لا يصبر علي الحرب ويَصدُق فى اللقاء إلاّ ثلاثة: مستبصرٌ فى دين ، أو غيران علي حرمة ، أو ممتعض(٥) من ذُلٍّ(٦) . (١) نهج البلاغة : الخطبة ١٢٤ وراجع الإرشاد : ١ / ٢٦٦ ووقعة صفّين : ٢٣٥ . ٢٩٩ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بمعنويّات الجيش / ب : الشعار
ب : الشعار ١٧٧٠ ـ الإمام علىّ ¼ : إنّ رسول الله ½ أمر بإعلان الشعار قبل الحرب ، وقال: ليكن فى شعاركم اسم من أسماء الله(١) . ١٧٧١ ـ وقعة صفّين عن الأصبغ بن نباتة : ما كان علىّ فى قتال قطّ إلاّ نادي : ³ كهيعص ² (٢) . ١٧٧٢ ـ الإمام الصادق ¼ : شعارنا : "يا محمّد يا محمّد" ، وشعارنا يوم بدر: "يا نصر الله اقترب اقترب" ، وشعار المسلمين يوم اُحد: "يا نصر الله اقترب" ، ويوم بنى النضير: "يا روح القدس ارِح" ، ويوم بنى قينقاع: "يا ربّنا لا يغلبنّك" ، ويوم الطائف: "يا رضوان" ، وشعار يوم حنين: "يا بنى عبد الله يا بنى عبد الله" ، ويوم الأحزاب: "حم لا يبصرون" ، ويوم بنى قريظة: "يا سلام أسلمهم" ، ويوم المريسيع ; وهو يوم بنى المصطلق: "ألا إلي الله الأمر" ، ويوم الحديبية: "ألا لعنة الله علي الظالمين" ، ويوم خيبر ; يوم القموص: "يا علىّ آتِهم من عَلِ(٣)" ، ويوم الفتح: "نحن عباد الله حقّاً حقّاً" ، ويوم تبوك: "يا أحد يا صمد" ، ويوم بنى الملوح: "أمِت أمِت" ، ويوم صفّين: "يا نصر الله" ، وشعار الحسين ¼ : "يا محمّد" ، وشعارنا: "يا محمّد"(٤) . (١) دعائم الإسلام : ١ / ٣٧٠ . ٣٠٠ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بمعنويّات الجيش / ج : تحديث النفس بالغلبة
١٧٧٣ ـ شرح نهج البلاغة عن سلام بن سويد عن الإمام علىّ ¼ ـ فى كلمة "الله أكبر" قال ـ : هى آية النصر . قال سلام : كانت شعارَه ¼ ، يقولُها فى الحرب ، ثمّ يحمل فيورد ـ والله ـ من اتّبعه ومن حادّه حياضَ الموت(١) . ١٧٧٤ ـ وقعة صفّين عن تميم : كان علىّ إذا سار إلي القتال ذكر اسم الله حين يركب . . . ثمّ يقول : الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلاّ الله والله أكبر ، يا الله ، يا أحد ، يا صمد ، يا ربّ محمّد ، بسم الله الرحمن الرحيم ، لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلىّ العظيم ، ³ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ± الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ± مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ± إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ² اللهمّ كُفّ عنّا بأس الظالمين . فكان هذا شعاره بصفّين(٢) . ١٧٧٥ ـ وقعة صفّين : كانت علامة أهل العراق بصفّين الصوف الأبيض ; قد جعلوه فى رؤوسهم ، وعلي أكتافهم . وشعارهم: "يا الله ، يا أحد ، يا صمد ، يا ربّ محمّد ، يا رحمن يا رحيم" . وكان علامة أهل الشام خِرَقاً صُفراً قد جعلوها علي رؤوسهم وأكتافهم ، وكان شعارهم: "نحن عباد الله حقّاً حقّاً ، يا لثارات عثمان"(٣) . ١٧٧٦ ـ الجمل عن عمرو بن دينار : قال أمير المؤمنين ¼ لابنه محمّد: خُذ الراية وامضِ . وعلىّ ¼ خلفه ، فناداه: يا أبا القاسم ! فقال: لبّيك يا أبة . فقال: يا بنىّ لا (١) شرح نهج البلاغة : ٥ / ١٧٧ ; بحار الأنوار : ٣٢ / ٤٦١ / ٤٠٠ وج ١٠٠ / ٣٧ / ٣٥ . ٣٠١ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بمعنويّات الجيش / د : التحذير من الفرار
يستفزّك ما تري ، قد حملتُ الراية وأنا أصغر منك فما استفزّنى عدوّى وذلك أنّنى لم ألقَ أحداً إلاّ حدّثَتنى نفسى بقتله ، فحدِّث نفسكَ ـ بعون الله ـ بظهورِك عليهم ، ولا يخذلك ضعف النفس باليقين ; فإنّ ذلك أشدّ الخذلان . قال: فقلت: يا أبة ، أرجو أن أكون كما تحبّ ، إن شاء الله(١) . ١٧٧٧ ـ الإمام علىّ ¼ : الفرار من الزحف من الكبائر(٢) . ١٧٧٨ ـ عنه ¼ : الفرار أحد الذلّين(٣) . ١٧٧٩ ـ عنه ¼ : عاودوا الكرّ ، واستحيوا من الفرّ ; فإنّه عار فى الأعقاب ، ونار يوم الحساب . وطيبوا عن أنفسكم نفساً ، وامشوا إلي الموت مشياً سجحاً(٤) . ١٧٨٠ ـ عنه ¼ : ليعلم المنهزم بأنّه مسخطٌ ربّه ، وموبق نفسه ، إنّ فى الفرار موجدة الله ، والذلّ اللازم ، والعار الباقى ، وفساد العيش عليه . وإنّ الفارّ لغير مَزيد فى عمره ، ولا محجوز بينه وبين يومه ، ولا يرضى ربّه . ولَموت الرجل محقّاً قبل إتيان هذه الخصال خيرٌ من الرضي بالتلبيس بها ، والإقرار عليها !(٥) ١٧٨١ ـ الكافى عن مالك بن أعين : حرّض أمير المؤمنين صلوات الله عليه الناس بصفّين فقال : . . . رحم الله امرأً واسي أخاه بنفسه ، ولم يكِل قِرنَه إلي أخيه ; (١) الجمل : ٣٦٨ . ٣٠٢ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بمعنويّات الجيش / ه : كتمان ما يضرّ بمعنويّات الجيش
فيجتمع قِرنُه وقِرنُ أخيه ، فيكتسب بذلك اللائمة ، ويأتى بدناءة ; وكيف لا يكون كذلك وهو يقاتل الإثنين ، وهذا ممسك يده قد خلّي قِرنه علي أخيه ، هارباً منه ، ينظر إليه وهذا ! ! فمن يفعله يمقتُه الله ، فلا تعرَّضوا لمقتِ الله عزّ وجلّ ; فإنّما ممرّكم إلي الله ، وقد قال الله عزّ وجلّ : ³ لَن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لاَّ تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ² (١) . وايم الله ، لئن فررتم من سيوف العاجلة لا تسلمون من سيوف الآجلة ، فاستعينوا بالصبر والصدق ; فإنّما ينزل النصر بعد الصبر ، فجاهدوا فى الله حقّ جهاده . ولا قوّة إلاّ بالله(٢) . هـ : كتمان ما يضرّ بمعنويّات الجيش ١٧٨٢ ـ وقعة صفّين عن أبى روق : قال زياد بن النضر الحارثى لعبد الله بن بديل ابن ورقاء: إنّ يومنا ويومَهم ليوم عصيب ; ما يصبر عليه إلاّ كلُّ مشيّع القلب ، صادق النيّة ، رابط الجأش ، وايم الله ، ما أظنّ ذلك اليوم يُبقى منّا ومنهم إلاّ الرُّذال ! قال عبد الله بن بديل: والله أظنّ ذلك . فقال علىّ: ليكن هذا الكلام مخزوناً فى صدوركما ، لا تُظهراه ، ولا يسمعه منكما سامع ; إنّ الله كتب القتل علي قوم ، والموت علي آخرين ، وكلٌّ آتيه مَنيّته كما كتب الله له ، فطوبي للمجاهدين فى سبيل الله ، والمقتولين فى طاعته(٣) . (١) الأحزاب : ١٦ . ٣٠٣ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الخدعة
٩ / ٥ ١٧٨٣ ـ الإمام علىّ ¼ : إذا حدّثتكم عن رسول الله ½ حديثاً ، فو الله لأنْ أخِرّ من السماء أحبّ إلىَّ من أن أكذب عليه . وإذا حدّثتكم فيما بينى وبينكم ، فإنّ الحرب خدعة(١) . ١٧٨٤ ـ الإمام الباقر ¼ : إنّ عليّاً ¼ كان يقول: لاَن تَخطَفنى الطيرُ أحبّ إلىّ من أن أقول علي رسول الله ½ ما لم يقُل ، سمعتُ رسول الله ½ يقول فى يوم الخندق: الحرب خدعة . يقول: تكلّموا بما أردتُم(٢) . ١٧٨٥ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : كن فى الحرب بحيلتِك أوثق منك بشدّتِك ، وبحذرك أفرح منك بنجدتك ; فإنّ الحرب حرب المتهوّر ، وغنيمة المتحذّر(٣) . ١٧٨٦ ـ الكافى عن عدىّ بن حاتم : إنّ أمير المؤمنين ¼ قال يوم التقي هو ومعاوية بصفّين ـ ورفع بها صوتَه ليُسمع أصحابه ـ : والله لاَقتلنّ معاوية وأصحابه ، ثمّ يقول فى آخر قوله : إن شاء الله ـ يخفض بها صوته ـ . وكنتُ قريباً منه ، فقلتُ: يا أمير المؤمنين إنّك حلفتَ علي ما فعلتَ ، ثمّ (١) صحيح البخارى : ٦ / ٢٥٣٩ / ٦٥٣١ وج ٣ / ١٣٢٢ / ٣٤١٥ ، صحيح مسلم : ٢ / ٧٤٦ / ١٠٦٦ ، سنن أبى داود : ٤ / ٢٤٤ / ٤٧٦٧ ، مسند ابن حنبل : ١ / ١٧٧ / ٦١٦ وفيه "عن غيره فإنّما أنا رجل محارب" بدل "فيما بينى وبينكم" ، وص ٢٧٦ / ١٠٨٦ كلّها عن سويد بن غفلة . ٣٠٤ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الخدعة
استثنيتَ ، فما أردتَ بذلك ؟ ! فقال لى: إنّ الحرب خدعة ، وأنا عند المؤمنين غير كذوب ، فأردتُ أن اُحرّض أصحابى عليهم ; كيلا يفشلوا ، وكى يطمعوا فيهم ، فأفقههم ينتفعُ بها بعد اليوم إن شاء الله(١) . ١٧٨٧ ـ تفسير القمّى ـ فى ذكر غزوة الخندق ـ : مرّ أمير المؤمنين ¼ يُهرول فى مشيه . . . فقال له عمرو: من أنت ؟ قال: أنا علىّ بن أبى طالب ; ابن عمّ رسول الله ½ ، وخَتَنه . فقال: والله إنّ أباك كان لى صديقاً قديماً وإنّى أكره أن أقتُلك ، ما آمنَ ابن عمّك ـ حين بعثك إلىّ ـ أن أختطفك برمحى هذا فأتركك شائلا بين السماء والأرض ; لا حىّ ولا ميّت ! ! فقال له أمير المؤمنين ¼ : قد علم ابن عمّى أنّك إن قتلتنى دخلتُ الجنّة وأنت فى النار ، وإن قتلتُك فأنتَ فى النار وأنا فى الجنّة . فقال عمرو: وكلتاهما لك يا علىّ ! تلك إذاً قسمة ضيزي ! ! قال علىّ ¼ : دع هذا يا عمرو ، إنى سمعتُ منك وأنت متعلّق بأستار الكعبة تقول : "لا يعرضنّ علىَّ أحدٌ فى الحرب ثلاثَ خصال إلاّ أجبتُه إلي واحدة منها" ، وأنا أعرض عليك ثلاث خصال ، فأجِبنى إلي واحدة ! قال: هاتِ يا علىّ ! قال: أحدها تشهدُ أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً رسول الله . قال: نَحِّ عنّى هذه ، فاسأل الثانية . فقال : أن ترجع وتردّ هذا الجيش عن رسول الله ½ ; فإن يَكُ صادقاً فأنتم ٣٠٥ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الخدعة
أعلي به عيناً ، وإن يَكُ كاذباً كفَتكُم ذؤبان العرب أمره ! فقال : إذاً لا تتحدّث نساء قريش بذلك ، ولا تنشد(١) الشعراء فى أشعارها أنّى جبنتُ ورجعتُ علي عقبى من الحرب ، وخذلت قوماً رأّسونى عليهم ! ! فقال أمير المؤمنين ¼ : فالثالثة أن تنزل إلىّ ; فإنّك راكب وأنا راجل ; حتي اُنابذك ! فوثب عن فرسه وعَرقَبه ، وقال : هذه خصلة ما ظننت أنّ أحداً من العرب يسومنى عليها . ثمّ بدأ فضرب أمير المؤمنين ¼ بالسيف علي رأسه ، فأتّقاه أمير المؤمنين بدرقته ، فقطعها ، وثبت السيف علي رأسه . فقال له علىّ ¼ : يا عمرو ، أ ما كفاك أنّى بارزتُك وأنت فارس العرب ، حتي استعنت علىّ بظهير ؟ ! فالتفتَ عمرو إلي خلفه ، فضربه أمير المؤمنين ¼ مسرعاً علي ساقيه [فـ](٢) قطعهما جميعاً ، وارتفعت بينهما عجاجة ، فقال المنافقون: قُتل علىُّ بن أبى طالب . ثمّ انكشفت(٣) العجاجة فنظروا فإذا أمير المؤمنين ¼ علي صدره ، قد أخذ بلحيته يريد أن يذبحه ، فذبحه ، ثمّ أخذ رأسه وأقبل إلي رسول الله ½ والدماء تسيل علي رأسه من ضربة عمرو ، وسيفه يقطر منه الدم ، وهو يقول ـ والرأس بيده ـ :
فقال رسول الله ½ : يا علىّ ما كَرتَه ؟ قال: نعم يا رسول الله ; الحرب خديعة(٤) . (١) فى بحار الأنوار نقلا عن المصدر : "إذاً تتحدّث نساء قريش بذلك ، وينشد الشعراء . . ." ، وهو الأنسب . ٣٠٦ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / أخلاق الحرب
٩ / ٦ ١٧٨٨ ـ تاريخ الطبرى عن جندب الأزدى : إنّ عليّاً ¼ كان يأمرنا فى كلّ موطن لقينا فيه معه عدوّاً فيقول: لا تقاتلوا القوم حتي يبدأوكم ، فأنتم بحمد الله عزّ وجلّ علي حجّة ، وترككم إيّاهم حتي يبدأوكم حجّة اُخري لكم ، فإذا قاتلتموهم فهزمتموهم فلا تقتلوا مدبراً ، ولا تجهزوا علي جريح ، ولا تكشفوا عورة ، ولا تمثّلوا بقتيل . فإذا وصلتم إلي رحال القوم فلا تهتكوا ستراً ، ولا تدخلوا داراً إلاّ بإذن ، ولا تأخذوا شيئاً من أموالهم إلاّ ما وجدتم فى عسكرهم ، ولا تهيّجوا امرأةً بأذيً ، وإن شتمن أعراضكم وسببن اُمراءكم وصلحاءكم ، فإنهنّ ضعاف القُوي والأنفس(١) . ١٧٨٩ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى كتابه إلي مالك الأشتر قبل وقعة صفّين ـ : إيّاك أ ن تبدأ القوم بقتال إلاّ أن يبدؤوك ، حتي تلقاهم ، وتسمع منهم ، ولا يجرمنّك شَنآنهم علي قتالهم قبل دعائهم والإعذار إليهم مرّة بعد مرّة !(٢) ١٧٩٠ ـ عنه ¼ ـ من وصيّة له لعسكره قبل لقاء العدوّ بصفّين ـ : لا تقاتلوهم حتي يبدؤوكم ; فإنّكم بحمد الله علي حجّة ، وتركُكم إيّاهم حتي يبدؤوكم حجّة أُخري لكم عليهم . فإذا كانت الهزيمة ـ بإذن الله ـ فلا تَقتلوا مدبراً ، ولا تُصيبوا معوراً ، ولا تُجهزوا علي جريح(٣) . (١) تاريخ الطبرى : ٥ / ١٠ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٧٠ ، الفتوح : ٣ / ٣٢ نحوه . ٣٠٧ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / أخلاق الحرب / ب : النهى عن الدعوة إلي المبارزة
ب : النهى عن الدعوة إلي المبارزة ١٧٩١ ـ الإمام علىّ ¼ ـ لابنه الحسن ¼ ـ : لا تدعونّ إلي مبارزة ، وإن دُعيت إليها فأجِب ; فإنّ الداعى إليها باغ ، والباغى مصروع(١) . ١٧٩٢ ـ الإمام علىّ ¼ : إن ظفرتُم برجل من أهل الحرب فزعم أنّه رسول إليكم ; فإن عُرف ذلك منه وجاء بما يدلّ عليه فلا سبيل لكم عليه حتي يُبلغ رسالاته ويرجع إلي أصحابه ، وإن لم تجدوا علي قوله دليلا فلا تقبلوا منه(٢) . ١٧٩٣ ـ السنن الكبري عن البراء بن عازب : بعثنى علىّ ¢ إلي النهر إلي الخوارج ، فدعوتهم ثلاثاً قبل أن نقاتلهم(٣) . ١٧٩٤ ـ عنه ¼ ـ من كتابه إلي من شاقّ وغدر من أهل الجَنَد(٤) وصنعاء(٥) ـ : إذا أتاكم رسولى فتفرّقوا وانصرفوا إلي رحالكم أعفُ عنكم ، وأصفح عن جاهلكم ، وأحفظ قاصيكم ، وأعمل فيكم بحكم الكتاب . فإن لم تفعلوا فاستعدّوا لقدوم جيش جَمِّ الفرسان ، عظيم الأركان ، يقصد لمن طَغَي وعَصَي ، فتُطحَنوا كطحن (١) نهج البلاغة : الحكمة ٢٣٣ ، عيون الحكم والمواعظ: ٥٢٧/٩٥٨٧ ، بحار الأنوار: ٣٣/٤٥٤/٦٦٨ . ٣٠٨ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / أخلاق الحرب / ه : الدعاء إذا أراد القتال
الرحا ; فمن أحسن فلنفسه ، ومن أساء فعليها ، وما ربّك بظلاّم للعبيد(١)(٢) . ١٧٩٥ ـ الإمام الصادق ¼ : إنّ أمير المؤمنين ¼ كان إذا أراد القتال قال هذه الدعوات: اللهمّ إنّك أعلمتَ سبيلا من سبلك ، جعلتَ فيه رضاك ، وندبتَ إليه أولياءك ، وجعلتَه أشرف سبلك عندك ثواباً ، وأكرمها لديك مآباً ، وأحبّها إليك مسلكاً ، ثم اشتريتَ فيه من المؤمنين أنفسَهم وأموالَهم بأنَّ لهم الجنّة يقاتلون فى سبيل الله فيَقتُلون ويُقتلون وعداً عليك حقّاً ، فاجعلنى ممّن اشتري فيه منك نفسَهُ ثمّ وفَي لك ببيعه الذى بايعك عليه ، غير ناكث ولا ناقض عهداً ، ولا مبدّلا تبديلا ، بل استيجاباً لمحبّتك ، وتقرّباً به إليك ، فاجعله خاتمة عملى ، وصيّر فيه فناء عمرى ، وارزقنى فيه لك وبه(٣) مشهداً توجب لى به منك الرضا ، وتحطّ به عنّى الخطايا ، وتجعلنى فى الأحياء المرزوقين بأيدى العداة والعصاة ، تحت لواء الحقّ وراية الهدي ، ماضياً علي نصرتهم قدماً ، غير مولٍّ دبراً ، ولا محدث شكّاً ، اللهمّ وأعوذ بك عند ذلك من الجبن عند موارد الأهوال ، ومن الضعف عند مساورة(٤) الأبطال ، ومن الذنب المحبط للأعمال ، فأحجم من شكّ ، أو أمضى(٥) (١) إشارة إلي الآية ٤٦ من سورة فصّلت . إرجاعات
٩١ - المجلد السادس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / الحرب الثانية : وقعة صفّين / الفصل السابع : مواجهة الجيشين / إقامة الحجّة في ساحة القتال
٣٦٣ - المجلد السادس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / الحرب الثالثة : وقعة النهروان / الفصل السادس : إقامة الحجّة في ساحة القتال
٣٠٩ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / أخلاق الحرب / و: البدء بالقتال بعد الزوال
بغير يقين ، فيكون سعيى فى تباب ، وعملى غير مقبول(١) . ١٧٩٦ ـ وقعة صفّين عن تميم : كان علىّ إذا سار إلي القتال ذكر اسم الله حين يركب ، ثمّ يقول : الحمد لله علي نعمه علينا ، وفضله العظيم ، ³ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ± وَإِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ ² (٢) ، ثمّ يستقبل القبلة ، ويرفع يديه إلي الله ، ثمّ يقول : اللهمّ إليك نُقلت الأقدام ، واُتعبت الأبدان ، وأفضَت القلوب ، ورُفعت الأيدى ، وشَخصت الأبصار ، ³ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ² (٣) ، سيروا علي بركة الله . ثمّ يقول : الله اكبر ، الله أكبر ، لا إله إلاّ الله والله أكبر ، يا الله ، يا أحد ، يا صمد ، يا ربّ محمّد ، بسم الله الرحمن الرحيم ، لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلىّ العظيم ، ³ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ± الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ± مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ± إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ² (٤) ، اللهمّ كُفّ عنّا بأس الظالمين . فكان هذا شعاره بصفّين(٥) . ١٧٩٧ ـ الإمام الصادق ¼ : كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه لا يقاتل حتي (١) الكافى : ٥ / ٤٦ / ١ عن ميمون ، تهذيب الأحكام : ٣ / ٨١ / ٢٣٧ عن عبد الله بن ميمون عن الإمام الصادق عن أبيه عن الإمام زين العابدين عن الإمام علىّ ¥ نحوه ، تفسير العيّاشى : ٢ / ١١٣ / ١٤٣ عن عبد الله بن ميمون القدّاح وفيه إلي "تبديلا" ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٤٥٢ / ٦٦٤ . ٣١٠ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / أخلاق الحرب / ز : إعانة الضعيف
تزول الشمس ويقول : تُفتح أبواب السماء ، وتُقبل الرحمة ، وينزل النصر . ويقول: هو أقرب إلي الليل ، وأجدر أن يقلّ القتل ، ويرجع الطالب ، ويفلت المنهزم(١) . ز : إعانة الضعيف ١٧٩٨ ـ الإمام علىّ ¼ ـ لأصحابه فى ساحة الحرب بصفّين ـ : أىّ امرئ منكم أحسّ من نفسه رَباطة جأش عند اللقاء ، ورأي من أحد من أخوانه فشلا ، فليذبَّ عن أخيه بفضل نجدته التى فُضّل بها عليه ، كما يذبّ عن نفسه ، فلو شاء الله لجعله مثله(٢) . ١٧٩٩ ـ عنه ¼ : إذا رأيتُم من إخوانكم فى الحرب الرجل المجروح ، أو من قد نُكّل به ، أو من قد طمع عدوّكم فيه ، فقوُّوه بأنفسكم(٣) . ح : حُسن المعاملة مع بقايا العدوّ ١٨٠٠ ـ تاريخ اليعقوبى عن إسماعيل بن علىّ : إنّ أوّل من علّم قتال أهل القبلة علىّ بن أبى طالب ، ولم يكُن يقتل أسيراً ، ولا يتبع منهزماً ، ولا يُجهز علي جريح(٤) . ١٨٠١ ـ العقد الفريد عن أبى الحسن ـ فى ذكر حوادث وقعة صفّين ـ : كان منادى (١) الكافى : ٥ / ٢٨ / ٥ ، علل الشرائع : ٦٠٣ / ٧٠ وفيه "التوبة" بدل "الرحمة" وكلاهما عن يحيي بن أبى العلاء . ٣١١ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / أخلاق الحرب / ح : حُسن المعاملة مع بقايا العدوّ
علىّ يخرج كلّ يوم وينادى : أيّها الناس ، لا تُجهِزنّ علي جريح ، ولا تتبعُنّ مولّياً ، ولا تَسلُبنّ قتيلاً ، ومن ألقي سلاحه فهو آمن(١) . ١٨٠٢ ـ الكافى عن عبد الله بن شريك عن أبيه : لما هُزم الناس يوم الجمل ، قال أمير المؤمنين ¼ : لا تتبعوا مولّياً ، ولا تجيزوا(٢) علي جريح ، ومن أغلق بابه فهو آمن . فلمّا كان يوم صفّين ، قَتل المقبل والمدبر ، وأجاز علي جريح . فقال أبان بن تغلب لعبد الله بن شريك : هذه سيرتان مختلفتان ! فقال: إنّ أهل الجمل قُتِل(٣) طلحة والزبير ، وإنّ معاوية كان قائماً بعينه وكان قائدهم(٤) . ١٨٠٣ ـ السنن الكبري عن أبى فاختة : إنّ علياً ¢ اُتى بأسير يوم صفّين ، فقال: (١) العقد الفريد : ٣ / ٣٣٣ ، هذا الموقف من العدوّ كان يمثّل السيرة العمليّة للإمام أمير المؤمنين ¼ فى حروبه جميعها ، راجع وقعة صفّين : ٢٠٤ والغيبة للنعمانى : ٢٣١ / ١٥ وتفسير القمّى : ٢ / ٣٢١ . كما فعل مع عدوّه فى حرب الجمل ، راجع الكافى : ٥ / ٣٣ / ٣ وح ٥ وص ١٢ / ٢ وتهذيب الأحكام : ٦ / ١٥٥ / ٢٧٤ وص ١٥٦ / ٢٧٦ وص ١٣٧ / ٢٣٠ والخصال : ٢٧٦ / ١٨ والأمالى للمفيد : ٥٩ / ٣ والجمل : ٣٤١ و٣٤٢ و٤٠٣ ودعائم الإسلام : ١ / ٣٩٤ وتحف العقول : ٢٩٠ والمناقب لابن شهر آشوب : ١ / ٢٧٤ وشرح الأخبار : ١ / ٣٨٨ / ٣٣٠ وص ٣٩٥ / ٣٣٤ والاختصاص : ٩٥ والمستدرك علي الصحيحين : ٢/١٦٨/٢٦٦١ وتذكرة الخواصّ: ٧٢ وكنز العمّال: ٤/٤٧٨/١١٤٢٤ وج ١١ / ٣٣٥ / ٣١٦٧٥ . وكذلك فى حرب صفّين راجع : المستدرك علي الصحيحين : ٢ / ١٦٧ / ٢٦٦٠ والسنن الكبري : ٨ / ٣١٥ / ١٦٧٥٣ وتحف العقول : ٤٨٠ . وقد استلهم الإمام ¼ هذا الموقف حيال العدوّ من سيرة النبىّ ½ ، الكافى : ٥ / ١٢ / ٢ و٣ وتهذيب الأحكام : ١٣٧٦ / ٢٣٠ وص ١٥٥ / ٢٧٤ وتحف العقول : ٢٩٠ . ٣١٢ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / أخلاق الحرب / ح : حُسن المعاملة مع بقايا العدوّ
لا تقتلنى صبراً . فقال علىّ ¢ : لا أقتلك صبراً ; إنّى أخاف الله ربّ العالمين . فخلّي سبيله ، ثمّ قال: أ فيك خير تبايع ؟(١) ١٨٠٤ ـ المصنّف عن يزيد بن بلال : شهدتُ مع علىّ يوم صفّين ، فكان إذا اُتى بالأسير قال: لن أقتلك صبراً ; إنّى أخاف الله ربّ العالمين . وكان يأخذ سلاحه ، ويُحلّفه لا يقاتله ، ويعطيه أربعة دراهم(٢) . ١٨٠٥ ـ المصنّف عن أبى جعفر : كان علىّ إذا اُتى بأسير صفّين أخذ دابّته وسلاحه ، وأخذ عليه أن [ لا ](٣) يعود ، وخلّي سبيله(٤) . ١٨٠٦ ـ الإمام علىّ ¼ ـ بعد التحريض علي القتال فى صفّين ـ : ولا تُمثّلوا بقتيل ، وإذا وصلتم إلي رحال(٥) القوم فلا تهتكوا ستراً ، ولا تدخلوا داراً ، ولا تأخذوا شيئاً من أموالهم إلاّ ما وجدتم فى عسكرهم ، ولا تهيجوا امرأة بأذي وإن شتمن أعراضكم وسببن اُمراءكم وصلحاءكم ; فإنّهنَّ ضعاف القوي والأنفس والعقول ، وقد كنّا نؤمر بالكفّ عنهنّ وهُنَّ مشركات ! وإن كان الرجل ليتناول المرأة فيُعيّر(٦) بها وعقبه من بعده(٧) . (١) السنن الكبري : ٨ / ٣١٥ / ١٦٧٥٤ ، كنز العمّال : ١١ / ٣٤٨ / ٣١٧٠٦ . ٣١٣ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / أخلاق الحرب / ح : حُسن المعاملة مع بقايا العدوّ
١٨٠٧ ـ تاريخ الطبرى ـ فى ذكر وقعة الجمل ـ : خرج إليه الأحنف بن قيس وبنو سعد مشمّرين قد منعوا حرقوص بن زهير ـ ولا يرون القتال مع علىّ بن أبى طالب ـ فقال : يا علىّ ، إنّ قومنا بالبصرة يزعمون أنّك إن ظهرت عليهم غداً أنّك تقتل رجالهم ، وتسبى نساءهم ! فقال : ما مثلى يُخاف هذا منه ، وهل يحلّ هذا إلاّ مِمّن تولّي وكفر ! ! أ لم تسمع إلي قول الله عزّ وجلّ : ³ لسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ ± إِلاَّ مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ) (١) (٢) ! ! ١٨٠٨ ـ الكامل فى التاريخ : كان فى الخوارج أربعون رجلا جرحي ، فأمر علىّ بإدخالهم الكوفة ومداواتهم حتي برؤوا(٣) (١) الغاشية : ٢٢ و٢٣ . ٣١٤ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / أخلاق الحرب / ح : حُسن المعاملة مع بقايا العدوّ |
||