الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد الرابع

 

 

 ٢٨٥ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية

٩ / ١

الاهتمام بالتدريب العسكرى

أ : تعليم الجيش

١٧٤٣ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ من وصيّته لزياد بن النضر حين أنفذه علي مقدِّمته إلي صفّين ـ : اعلم أنّ مقدّمة القوم عيونُهم ، وعيونُ المقدّمة طلائعُهم ، فإذا أنت خرجتَ من بلادك ودنوتَ من عدوِّك فلا تَسأم(١) من توجيه ، الطلائع فى كلّ ناحية ، وفى بعض الشعاب والشجر والخَمَر(٢) ، وفى كلّ جانب ، حتي لا يُغيركم عدوّكم ، ويكون لكم كمين .

ولا تُسيّر الكتائب والقبائل من لَدُن الصباح إلي المساء إلاّ تعبية ، فإن دهَمَكم


(١) سَئِمَ منه : مَلّ (لسان العرب : ١٢ / ٢٨٠) .
(٢) الخَمَر : ما واراك من الشجر والجبال ونحوها (لسان العرب : ٤ / ٢٥٦) .

 ٢٨٦ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بالتدريب العسكرى / أ : تعليم الجيش

أمر أو غشيكم مكروه كنتُم قد تقدّمتم فى التعبية .

وإذا نزلتُم بعدوٍّ أو نزل بكم فليكن معسكركم فى أقبال الأشراف ، أو فى سفاح الجبال ، أو أثناء الأنهار ; كيما تكون لكم ردءاً ودونكم مردّاً . ولتكن مقاتلتكم من وجه واحد واثنين .

واجعلوا رُقباءكم فى صَياصى(١) الجبال ، وبأعلي الأشراف ، وبمناكب الأنهار ; يريئون لكم ; لئلاّ يأتيكم عدوّ من مكان مخافة أو أمن .

وإذا نزلتُم فانزلوا جميعاً ، وإذا رحلتم فارحلوا جميعاً ، وإذا غشيكم الليل فنزلتم فحفّوا عسكركم بالرماح والترسة ، واجعلوا رُماتَكم يَلوون ترستكم ; كيلا تصاب لكم غرّة ، ولا تلقي لكم غفلة .

واحرس عسكرك بنفسك، وإيّاك أن ترقد أو تصبح إلاّ غِراراً(٢) أو مَضْمَضة(٣). ثمّ ليكن ذلك شأنك ودأبك حتي تنتهى إلي عدوّك .

وعليك بالتأنّى فى حربك ، وإيّاك والعجلة إلاّ أن تمكنك فرصةٌ . وإيّاك أن تقاتل إلاّ أن يبدؤوك ، أو يأتيك أمرى . والسلام عليك ورحمة الله(٤) .

١٧٤٤ ـ عنه  ¼ : ـ ومن وصية له  ¼ لمعقل بن قيس الرياحى حين أنفذه إلي الشام فى ثلاثة آلاف مقدمة له ـ اتق الله الذى لابد لك من لقائه ولا منتهي لك دونه . ولا


(١) صَياصى الجبال : أطرافُها العالية (مجمع البحرين : ٢ / ١٠٦٣) .
(٢) الغِرار : النوم القليل ، وقيل : هو القليل من النوم وغيره (لسان العرب : ٥ / ١٧) .
(٣) ولا تذوقوا النوم . . . لمّا جعل للنوم ذوقاً أمرهم أن لا ينالوا منه الاّ بألسنتهم ولا يسيفوه فشبهه بالمضمضة بالماء وإلقائه من الفم من غير ابتلاع (لسان العرب : ٧ / ٢٣٤) .
(٤) تحف العقول : ١٩١ ، نهج البلاغة : الكتاب ١١ ، وقعة صفّين : ١٢٣ عن يزيد بن خالد بن قَطَن ; الأخبار الطوال : ١٦٦ كلّها نحوه .

 ٢٨٧ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بالتدريب العسكرى / أ : تعليم الجيش

تقاتلن إلاّ من قاتلك . وسر البردين . وغور بالناس . ورفه بالسير . ولا تسر أول الليل فإن الله جعله سكنا وقدره مقاما لا ظعنا . فأرح فيه بدنك وروح ظهرك . فإذا وقفت حين ينبطح السحر أو حين ينفجر الفجر فسر علي بركة الله . فإذا لقيت العدو فقف من أصحابك وسطا ، ولا تدن من القوم دنو من يريد أن ينشب الحرب ، ولا تباعد عنهم تباعد من يهاب البأس حتي يأتيك أمرى ، ولا يحملنكم شنآنهم علي قتالهم قبل دعائهم والاعذار إليهم (١) .

١٧٤٥ ـ عنه  ¼ ـ من كتاب له  ¼ إلي بعض اُمراء جيشه ـ : فإن عادوا إلي ظلّ الطاعة فذاك الذى نحبّ ، وإن تَوافَت الاُمور بالقوم إلي الشقاق والعصيان فانهَدْ(٢) بمن أطاعك إلي من عصاك ، واستغنِ بمن انقادَ معك عمّن تقاعس عنك ; فإن المُتكارِه مغيبُه خيرٌ من مشهَدِهِ ، وقعودُه أغني من نهوضه(٣) .

١٧٤٦ ـ عنه  ¼ : إن زحف العدوّ إليكم فصفّوا علي أبواب الخنادق ، فليس هناك إلاّ السيوف ، ولزوم الأرض بعد إحكام الصفوف ، ولا تنظروا فى وجوههم ، ولا يَهُولنّكم عددهم ، وانظروا إلي أوطانكم من الأرض . فإن حملوا عليكم فاجثُوا علي الركب ، واستتروا بالأترسة ، صفّاً محكماً لا خَلَلَ فيه ، وإن أدبَروا فاحملوا عليهم بالسيوف ، وإن ثبتوا فاثبتُوا علي التعابىّ ، وإن انهزموا فاركبوا الخيل واطلبوا القوم(٤) .

١٧٤٧ ـ عنه  ¼ : إن كانت ـ وأعوذ بالله ـ فيكم هزيمةٌ فتداعَوا ، واذكروا الله وما


(١) نهج البلاغة : الكتاب ١٢ .
(٢) المناهَدَة فى الحرب : المُناهَضة ، ونَهَدَ إلي العدوّ يَنْهَد : نهض (لسان العرب : ٣ / ٤٢٩).
(٣) نهج البلاغة : الكتاب ٤ ، بحار الأنوار : ٣٢ / ٦٧ / ٤٦ ; تذكرة الخواص : ١٦٦ .
(٤) دعائم الإسلام : ١ / ٣٧٣ .

 ٢٨٨ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بالتدريب العسكرى / أ : تعليم الجيش

توعَّد به من فرَّ من الزحف ، وبكّتوا(١) من رأيتُموه ولّي . واجمَعُوا الأَلوية ، واعتقدوا . وليسرع المخفون فى ردّ من انهزم إلي الجماعة وإلي المعسكر ، فليَنفر من فيه إليكم ، فإذا اجتمع أطرافُكم ، وأتَت أمدادُكم ، وانصرف فَلُّكم ، فألحقوا الناس بقوّادهم ، وأحكموا تعابيهم ، وقاتلوا ، واستعينوا بالله ، واصبروا ; وفى الثبات عند الهزيمة ، وحَمل الرجل الواحد الواثق بشجاعته علي الكتيبة ، فضلٌ عظيم(٢) .

١٧٤٨ ـ تاريخ دمشق عن ابن عبّاس : عُقم النساء أن يأتينَ بمثل أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ، والله ، ما رأيتُ ولا سمعتُ رئيساً يوزن به ، لرأيته يوم صفّين وعلي رأسه عمامة قد أرخي طرفيها ، كأنّ عينيه سراجا سليط ، وهو يقف علي شرذمة يحضّهم ، حتي انتهي إلىَّ وأنا فى كنف من الناس فقال:

معاشر المسلمين ! استشعروا الخشية ، وغضّوا الأصوات ، وتجَلبَبوا السكينةَ ، وأعمِلوا(٣) الأسنّة ، وأقلقوا(٤) السيوفَ قبل السلّة ، وأطعنوا الرخر(٥) ، ونافحوا بالظبا ، وصِلوا السيوفَ بالخطا ، والنبالَ بالرماح ، فإنّكم بعين الله ومع ابن عمّ نبيّه  ½ .

عاودوا الكَرّ ، واستحيوا من الفرّ ; فإنّه عارٌ باق فى الأعقاب والأعناق ، ونارٌ


(١) التبكيت : كالتقريع والتعنيف (لسان العرب : ٢ / ١١) .
(٢) دعائم الإسلام : ١ / ٣٧٣ .
(٣) فى تاريخ دمشق "ترجمة الإمام علىّ  ¼ " تحقيق محمد باقر المحمودى : "و أعلِموا" (٣ / ١٤٥ / ١١٩١) .
(٤) أقلقَ الشيءَ من مكانه وقَلَقَه : حرّكه (لسان العرب : ١٠ / ٣٢٤) .
(٥) كذا فى المصدر ، وفى نهج البلاغة : "و اطعُنوا الشَّزْرَ" .

 ٢٨٩ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بالتدريب العسكرى / ب : تنظيم الجيش

يوم الحساب . وطيبوا عن أنفسكم أنفساً ، وامشوا إلي الموت أسححاً(١) . وعليكم بهذا السواد الأعظم ، والرواق المطيّب(٢) ، فاضربوا ثَبَجه(٣) ; فإنّ الشيطان راكب صعبه ، ومفرش ذراعيه ، قد قدّم للوثبة يداً ، وأخّر للنكوص رِجلا ، فصَمْداً صَمْداً حتي يتجلّي لكم عمود الدين: ³ وَأَنتُمُ الاَْعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ  ²  (٤) (٥) .

١٧٤٩ ـ الإمام علىّ  ¼ : لا تميلوا براياتكم ، ولا تزيلوها ، ولا تجعلوها إلاّ مع شجعانكم ; فإنّ المانع للذمار والصابر عند نزول الحقائق هم أهل الحفاظ . . . واعلموا أنّ أهل الحفاظ هم الذين يحفّون براياتهم ، ويكتنفونها ، ويصيرون حفافَيها ، ووراءها ، وأمامها ، ولا يُضيّعونها ، لا يتأخّرون عنها فيُسلِموها ، ولا يتقدّمون عليها فيُفردوها(٦) .

ب : تنظيم الجيش

١٧٥٠ ـ دعائم الإسلام ـ فى علىّ  ¼ ـ : إنّه كان إذا زحف للقتال جعل ميمنةً وميسرةً وقلباً يكون هو فيه ، ويجعل لها روابط ، ويقدّم عليها مقدّمين ، ويأمرهم


(١) كذا فى المصدر ، وفى نهج البلاغة : "سُجُحاً" . ومِشيَة سُحُج : أى سهلة (لسان العرب : ٢ / ٤٧٥) .
(٢) كذا فى المصدر ، وفى نهج البلاغة : "المطنّب" وهو أنسب .
(٣) الثَّبَج : الوسط ، وما بين الكاهل إلي الظهر (لسان العرب : ٢ / ٢٢٠) .
(٤) محمّد : ٣٥ .
(٥) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٦٠ ، مروج الذهب : ٢ / ٣٨٩ ، عيون الأخبار لابن قتيبة : ١ / ١١٠ ; نهج البلاغة : الخطبة ٦٦ وفيه من "معاشر المسلمين . . ." ، خصائص الأئمّة    ¥ : ٧٥ ، بشارة المصطفي : ١٤١ كلّها نحوه .
(٦) الكافى : ٥ / ٣٩ / ٤ عن مالك بن أعين ، بحار الأنوار : ٣٢ / ٥٦٣ / ٤٦٨ وراجع نهج البلاغة : الخطبة ١٢٤ .

 ٢٩٠ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بالتدريب العسكرى / ب : تنظيم الجيش

بخفض الأصوات ، والدعاء ، واجتماع القلوب ، وشهر السيوف ، وإظهار العِدَّة ، ولزوم كلّ قوم مكانهم ، ورجوع كلّ من حمل إلي مصافّه بعد الحملة(١) .

١٧٥١ ـ دعائم الإسلام ـ فى علىّ  ¼ ـ : إنّه كان إذا زحف للقتال يعبّئ الكتائب ، ويفرّق بين القبائل ، ويقدّم علي كلّ قوم رجلا ، ويصفّف الصفوف ، ويُكَردِس الكراديس(٢) ، ثمّ يزحف إلي القتال(٣) .

١٧٥٢ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى كيفيّة القتال ـ : قدّموا الرجّالة والرماة ; فليَرشقوا بالنبل ، وليتناوش الجنبان(٤) ، واجعلوا الخيل الروابط والمنتجبة(٥) ردءاً للّواء والمقدّمة ، ولا تنشزوا(٦) عن مراكزكم لفارس شذ من العدوّ(٧) .

١٧٥٣ ـ عنه  ¼ ـ فى وصيّة له  ¼ وصّي بها جيشاً بعثه إلي العدوّ ـ : فإذا نزلتم بعدوٍّ أو نزل بكم فليكن معسكركم فى قُبُل(٨) الأشراف ، أو سفاح الجبال ، أو أثناء الأنهار ; كيما يكون لكم ردءاً ، ودونكم مردّاً . ولتكن مقاتلتُكم من وجه واحد أو اثنين .

واجعلوا لكم رقباء فى صَياصى الجبال ، ومناكب الهضاب ; لئلاّ يأتيكم العدوّ


(١) دعائم الإسلام : ١ / ٣٧٢ .
(٢) الكردوس : الخيل العظيمة ، وقيل : القطعة من الخيل العظيمة . والكراديس : الفِرَق منهم ، ويقال : كَردسَ القائد خيلَه أى جعلَها كتيبة كتيبة (لسان العرب : ٦ / ١٩٥) .
(٣) دعائم الإسلام : ١ / ٣٧٢ .
(٤) الجَنْب : الناحية (لسان العرب : ١ / ٢٧٨) .
(٥) المنتجَب : المختار من كلّ شىء (لسان العرب : ١ / ٧٤٨) .
(٦) يقال : نَشَزَ من مكانه نُشوزاً ; إذا ارتفع عنه . ونَشَزَ الرجلُ من امرأته : تَركَها (المصباح المنير : ٦٠٥) .
(٧) دعائم الإسلام : ١ / ٣٧٢ .
(٨) القُبُلُ ـ بالضمّ ـ من الجبل : سفحه ; يقال : انزل بقُبُل هذا الجبل أى بسفحه (تاج العروس : ١٥ / ٥٩٥) .

 ٢٩١ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بالتدريب العسكرى / ج : عدم مفارقة السلاح فى الحرب

من مكان مخافة أو أمن . وأعلموا أنّ مقدّمة القوم عيونُهم ، وعيون المقدمة طلائعُهم .

وإيّاكم والتفرّق ، فإذا نزلتم فانزلوا جميعاً ، وإذا ارتحلتم فارتحلوا جميعاً . وإذا غشيكم الليل فاجعلوا الرماح كِفّةً ، ولا تذوقوا النوم إلاّ غِراراً أو مضمضة(١) .

ج : عدم مفارقة السلاح فى الحرب

١٧٥٤ ـ دعائم الإسلام : إنّه [عليّاً  ¼ ] كره أن يُلقى الرجلُ سلاحَه عند القتال ; وقد قال الله عزّ وجلّ عند ذكر صلاة الخوف: ³ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ  ²  ، وقال: ³ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً  ²  (٢) ، فأفضل الاُمور لمن كان فى الجهاد أن لا يفارقه السلاح علي كلّ الأحوال(٣) .

راجع : القسم السابع / احتلال مصر / استشهاد محمّد بن أبى بكر ، وحزن الإمام .

د : انتهاز الفرصة

١٧٥٥ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى وصف القتال ـ : من رأي فرصة من العدوّ فلينشز ، ولينتهز الفرصةَ بعد إحكام مركزه ، فإذا قضي حاجتَه عاد إليه(٤) .

١٧٥٦ ـ وقعة صفّين : أقبل الأحنف بن قيس السعدى [فى حرب صفّين] فقال: يا أهل العراق ، والله لا تصيبون هذا الأمر أذلّ عُنقاً منه اليوم ، قد كشف القوم عنكم


(١) نهج البلاغة : الكتاب ١١ ، تحف العقول : ١٩٢ ، وقعة صفّين : ١٢٤ عن يزيد بن خالد بن قَطَن ; الأخبار الطوال : ١٦٦ كلّها نحوه .
(٢) النساء : ١٠٢ .
(٣) دعائم الإسلام : ١ / ٣٧١ .
(٤) دعائم الإسلام : ١ / ٣٧٢ .


إرجاعات 
٩٠ - المجلد السابع / القسم السابع : أيّام المحنة / الفصل السابع : احتلال مصر / استشهاد محمّد بن أبي بكر
٩٤ - المجلد السابع / القسم السابع : أيّام المحنة / الفصل السابع : احتلال مصر / حزن الإمام

 ٢٩٢ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بالتدريب العسكرى / ه : الانسحاب التاكتيكي

قناع الحياء ، وما يقاتلون علي دين ، وما يصبرون إلاّ حياء ; فتقدّموا .

فقالوا: إنّا إن تقدّمنا اليوم فقد تقدّمنا أمس ، فما تقولُ يا أمير المؤمنين ؟ قال: تقدّموا فى موضع التقدّم ، وتأخّروا فى موضع التأخّر ; تقدّموا من قبل أن يتقدّموا إليكم(١) .

هـ : الانسحاب التكتيكى

١٧٥٧ ـ الإمام علىّ  ¼ : الفرار فى أوانه يعدل الظَّفَر فى زمانه(٢) .

١٧٥٨ ـ عنه  ¼ ـ كان يقول لأصحابه عند الحرب ـ : لا تشتدّنّ عليكم فرّة بعدها كرّة ، ولا جَولة بعدها حملة(٣) .

٩ / ٢

تأسيس القوّات الخاصّة

١٧٥٩ ـ الإمام الصادق  ¼ : كانوا ـ شرطة(٤) الخميس ـ ستّة آلاف رجل أنصاره [أى علىّ  ¼ ](٥) .

١٧٦٠ ـ الاختصاص عن علىّ بن الحكم : أصحاب أمير المؤمنين  ¼ الذين قال لهم : تشرّطوا ، فأنا اُشارطكم علي الجنّة ، ولست اُشارطُكم علي ذهب


(١) وقعة صفّين : ٤٠٦ ، بحار الأنوار : ٣٢ / ٥١١ / ٤٣٧ .
(٢) غرر الحكم : ٢٠٠٣ .
(٣) نهج البلاغة : الكتاب ١٦ ، عيون الحكم والمواعظ : ٥٣٠ / ٩٦٤٤ وفيه "صولة" بدل "حملة" .
(٤) شُرَط السلطان : نخبة أصحابه الذين يقدّمهم علي غيرهم من جنده . وقال ابن الأعرابى : هم الشُّرَط ، والنسبة إليهم : شُرَطِىٌّ ; والشُرْطة ، والنسبة إليهم : شُرْطِىٌّ (النهاية : ٢ / ٤٦٠) .
(٥) الاختصاص : ٢ .

 ٢٩٣ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / تأسيس القوّات الخاصّة

ولا فضّة ـ ; إنّ نبيّنا  ½ فيما مضي قال لأصحابه : تَشرّطوا ، فإنّى لستُ اُشارطُكم إلاّ علي الجنّة ـ وهم : سلمان الفارسى ، والمقداد ، وأبو ذرّ الغفارى ، وعمّار بن ياسر ، وأبو ساسان وأبو عمرو الأنصاريان ، وسهل ـ بدرى ـ وعثمان ابنا حنيف الأنصارى ، وجابر بن عبد الله الأنصارى .

ومن أصفياء أصحابه ، عمرو بن الحمق الخزاعى عربى ، وميثم التمّار ـ وهو ميثم ابن يحيي ، مولي ـ ، ورشيد الهجرى ، وحبيب بن مظهّر الأسدى ، ومحمّد بن أبى بكر .

ومن أوليائه : العلم الأزدى ، وسويد بن غفلة الجعفى ، والحارث بن عبد الله الأعور الهمدانى ، وأبو عبد الله الجدلى ، وأبو يحيي حكيم بن سعد الحنفى .

وكان من شرطة الخميس : أبو الرضىّ عبد الله بن يحيي الحضرمى ، وسليم بن قيس الهلالى ، وعبيدة السلمانى المرادى ، عربى .

ومن خواصّه : تميم بن حذيم الناجى ـ وقد شهد مع علىّ  ¼ ـ ، [ و] قنبر مولي علىّ بن أبى طالب صلوات الله عليه ، [ و] أبو فاختة مولي بنى هاشم ، وعبيد الله بن أبى رافع ـ وكان كاتبه ـ(١) .

١٧٦١ ـ رجال الكشّى عن أبى الجارود : قلت للأصبغ بن نباتة : ما كان منزلة هذا الرجل [علىّ  ¼ ]فيكم ؟ قال : ما أدرى ما تقول ! إلاّ أنّ سيوفنا كانت علي عواتقنا ، فمن أومي إليه ضربناه بها . وكان يقول لنا : تشرّطوا ، فوَ الله ما اشتراطُكم لذهب ولا لفضّة ، وما اشتراطكم إلاّ للموت ، إنّ قوماً من قبلكم من [ بنى


(١) الاختصاص : ٢ ; الفهرست لابن النديم : ٢٢٣ وفيه إلي "إلاّ علي الجنّة" .

 ٢٩٤ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / العناية الخاصّة بالقوات المسلّحة

إسرائيل ](١) تشارطوا بينهم ، فما مات أحد منهم حتي كان نبىّ قومه ، أو نبىّ قريته ، أو نبىّ نفسه ، وإنّكم لَبمنزلتهم ، غير أنّكم لستُم بأنبياء(٢) .

١٧٦٢ ـ رجال الكشّى : روى عن أمير المؤمنين  ¼ أنّه قال لعبد الله بن يحيي الحضرمى يوم الجمل : أبشر يابن يحيي ; فإنّك وأبوك من شرطة الخميس حقّاً ، لقد أخبرنى رسول الله  ½ باسمك واسم أبيك فى شرطة الخميس ، والله سمّاكم شرطة الخميس علي لسان نبيّه  ½ . وذكر أنّ شرطة الخميس كانوا ستّة آلاف رجل ، أو خمسة آلاف(٣) .

٩ / ٣

العناية الخاصّة بالقوات المسلّحة

١٧٦٣ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : ثمّ تفقّد من اُمورهم ما يتفقّده الوالدان من ولدهما ، ولا يتفاقَمَنَّ فى نفسك شىء قوّيتهم به . ولا تَحْقِرَنَّ لطفاً تعاهدتهم به وإن قلّ ; فإنه داعية لهم إلي بذل النصيحة لك ، وحسن الظنّ بك . ولا تدعْ تفقدّ لطيف اُمورهم اتّكالا علي جسيمها ; فإنّ لليسير من لطفك موضعاً ينتفعون به ، وللجسيم موقعاً لا يستغنون عنه .

وليكن آثر رؤوس جندك عندك من واساهم فى معونته ، وأفضلَ عليهم من جِدَته بما يسعهم ويسع من وراءهم من خلوف أهليهم ، حتي يكون همّهم همّاً


(١) سقط ما بين المعقوفين من المصدر وأثبتناه من بحار الأنوار .
(٢) رجال الكشّى : ١ / ١٩ / ٨ ، بحار الأنوار : ٤٢ / ١٥٠ / ١٦ .
(٣) رجال الكشّى : ١ / ٢٤ / ١٠ ، بحار الأنوار : ٤٢ / ١٥١ / ١٨ .

 ٢٩٥ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بمعنويّات الجيش

واحداً فى جهاد العدوّ ; فإنّ عطفك عليهم يعطف قلوبهم عليك . وإنّ أفضل قرّة عين الولاة استقامة العدل فى البلاد ، وظهور مودّة الرعيّة ، وإنّه لا تظهر مودّتهم إلاّ بسلامة صدورهم ، ولا تصحّ نصيحتهم إلاّ بحيطتهم علي ولاة اُمورهم ، وقلّة استثقال دولهم ، وترك استبطاء انقطاع مدّتهم .

فافسح فى آمالهم ، وواصل فى حسن الثناء عليهم ، وتعديد ما أبلي ذوو البلاء منهم ; فإنّ كثرة الذكر لحسن أفعالهم تهزّ الشجاع ، وتُحرّض الناكل إن شاء الله . ثمّ اعرف لكلّ امرئ منهم ما أبلي ، ولا تضيفنّ بلاء امرئ إلي غيره ، ولا تُقصرنّ به دون غاية بلائه ، ولا يدعونّك شرف امرئ إلي أن تُعظِم من بلائه ما كان صغيراً ، ولا ضَعَة امرئ إلي أن تستصغر من بلائه ما كان عظيماً(١) .

٩ / ٤

الاهتمام بمعنويّات الجيش

أ : التحريض

١٧٦٤ ـ الكافى عن أبى صادق : سمعت عليّاً  ¼ يحرّض الناس فى ثلاثة مواطن : الجمل ، وصفّين ، ويوم النهر ; يقول : عباد الله ، اتّقوا الله ، وغضّوا الأبصار ، واخفضوا الأصوات ، وأقلّوا الكلام ، ووطّنوا أنفسكم علي المُنازلة ، والمجادلة ، والمبارزة ، والمنازلة ، والمنابذة ، والمعانقة ، والمكادمة(٢) ، واثبتوا ³ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ  ± وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ


(١) نهج البلاغة : الكتاب ٥٣ ، تحف العقول : ١٣٧ ، دعائم الإسلام : ١ / ٣٦١ كلاهما نحوه .
(٢) الكَدْم : العضّ بأدني الفم كما يكدُمُ الحمار ، وقيل : هو العضّ عامة ، أو كدَمَه : أثّر فيه بحديدة ، وكدَمَ الصيدَ كدماً : طردَه وجدّ فى طلبه حتي يغلبَه (تاج العروس : ١٧ / ٦٠٤) .

 ٢٩٦ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بمعنويّات الجيش / أ : التحريض

وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ  ²  (١) (٢) .

١٧٦٥ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ من كلام له  ¼ لابنه محمّد ابن الحنفيّة لمّا أعطاه الراية يوم الجمل ـ : تزول الجبال ولا تزُل ، عَضّ علي ناجذك . أعِر الله جُمجمتَك . تِدْ فى الأرض قدمَك . أرمِ ببصرك أقصي القومِ ، وغُضّ بصرَك ، واعلم أنّ النصر من عند الله سبحانه(٣) .

١٧٦٦ ـ عنه  ¼ ـ ممّا كان يقوله لأصحابه عند الحرب ـ : لا تَشتدّنّ عليكم فَرّةٌ بعدَها كَرّة ، ولا جَولة بعدَها حَملة ، وأعطوا السيوفَ حقوقَها . ووطِّئوا للجُنوب مصارعَها ، واذمُرُوا(٤) أنفسكم علي الطعن الدَّعسى(٥) والضرب الطِّلَحفى(٦). وأميتوا الأصواتَ ; فإنّه أطردُ للفشل . فوَ الذى فلق الحبّة وبرأ النسمة ما أسلموا ، ولكن استسلموا ، وأسرّوا الكفر ، فلمّا وجدوا أعواناً عليه أظهروه(٧) .

١٧٦٧ ـ عنه  ¼ ـ فى حثّ أصحابه علي القتال ـ : قدّموا الدارِعَ ، وأخّروا الحاسرَ ، وعَضُّوا علي الأضراس ; فإنه أنبَي(٨) للسيوف عن الهام . والتَوُوا فى أطراف


(١) الكافى : ٥ / ٣٨ / ٢ ، الإرشاد : ١ / ٢٦٥ ، وقعة صفّين : ٢٠٤ عن الحضرمى ; المعيار والموازنة : ١٥٨ ، شرح نهج البلاغة : ٤ / ٢٦ كلّها نحوه .
(٢) الأنفال :٤٥ ـ ٤٦ .
(٣) نهج البلاغة : الخطبة ١١ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ١٥٥ .
(٤) الذَّمر : اللوم والحضّ معاً ، ذَمَرَهُ يَذمُرُه ذَمراً : لامَه وحَضَّه وحَثَّه (لسان العرب : ٤ / ٣١١) .
(٥) الدَّعْس : الحَشْو ، ودَعَستُ الوِعاء : حَشَوته (لسان العرب : ٦ / ٨٤) فلعلّ المراد من الطعن الدعسىّ : أى الذى يحشي به أجواف الأعداء .
(٦) ضَربَه ضَرباً طَلَحْفاً : أى شديداً (لسان العرب : ٩ / ٢٢٣) .
(٧) نهج البلاغة : الكتاب ١٦ ، عيون الحكم والمواعظ : ٥٣٠ / ٩٦٤٤ نحوه وليس فيه من "فو الذى . . ." .
(٨) نَبا السيفُ عن الضريبة نَبواً ونَبوَةً : كَلَّ ولم يَحِك فيها (لسان العرب : ١٥ / ٣٠١) .

 ٢٩٧ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بمعنويّات الجيش / أ : التحريض

الرماح ; فإنّه أموَرُ(١) للأسنّة . وغُضُّوا الأبصار ; فإنّه أربَطُ للجَأش ، وأسكنُ للقلوب . وأميتوا الأصوات ; فإنّه أطرَدُ للفشل . ورايتَكم فلا تُميلوها ، ولا تُخلّوها ، ولا تجعلوها إلاّ بأيدى شُجعانِكم والمانعين الذِّمارَ منكم ; فإنّ الصابرين علي نزول الحقائق هم الذين يحفّون براياتهم ، ويكتنفونها ; حَفافَيها ووراءها وأمامها ، لا يتأخّرون عنها فيُسلِموها ، ولا يتقدّمون عليها فيُفردوها .

أجزأ امرؤ قِرنَه(٢) ، وآسي أخاه بنفسه ، ولم يكِل قِرنَه إلي أخيه ، فيجتمعَ عليه قرنُه وقرنُ أخيه . وايم الله لئن فررتُم من سيف العاجلة لا تَسلموا من سيف الآخرة ، وأنتم لَهاميمُ(٣) العرب ، والسنام الأعظم ; إنّ فى الفرار مَوجِدة الله ، والذلّ اللازم ، والعار الباقى . وإنّ الفارّ لَغيرُ مَزيد فى عمره ، ولا محجوز بينه وبين يومه . مَن الرائحُ إلي الله كالظمآن يَرِد الماء ؟ الجنّةُ تحت أطراف العوالى ! اليوم تُبلي الأخبار ! والله لاَنا أشوقُ إلي لقائهم منهم إلي ديارهم ! !

اللهمّ فإن ردّوا الحقَّ فافضُض جماعتَهم ، وشتِّت كلمتَهم ، وأبسلهم بخطاياهم ، إنّهم لن يزولوا عن مواقفهم دون طعن دِراك ; يخرجُ منهم النسيمُ ، وضرب يَفلق الهامَ ، ويُطيح العظامَ ، ويُندِر(٤) السواعدَ والأقدامَ ، وحتي يُرمَوا بالمناسِرِ تتبعها المَناسِر ، ويُرجَموا بالكتائب تقفوها الحلائب ، وحتي يُجرَّ ببلادهم الخميسُ يتلوه الخميسُ ، وحتي تَدعقَ(٥) الخيول فى نواحر أرضهم ،


(١) مارَ الشىء يَمورُ مَوراً: تَرَهْيَأ; أى تحرّك وجاء وذهب كما تتكفّأ النخلة العيدانة (لسان العرب: ٥/١٨٦).
(٢) أجزأه الشىء : كفاه (لسان العرب : ١ / ٤٦) .
(٣) لِهْميم ولُهْموم: جواد سابق يجرى أمام الخيل; لالتهامه الأرض، الجمع لَهاميم (لسان العرب:١٢/٥٥٤).
(٤) نَدَر الشيءُ يَندُرُ نُدوراً : سقط (لسان العرب : ٥ / ١٩٩) .
(٥) قال الشريف الرضى : الدعق : الدقّ ; أى تدقّ الخيول بحوافرها أرضهم . ونَواحرُ أرضهم : متقابلاتها ، ويقال : منازل بنى فلان تتناحر ، أى تتقابل (نهج البلاغة : ذيل الخطبة ١٢٤) .

 ٢٩٨ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بمعنويّات الجيش / أ : التحريض

وبأعنانِ مَساربِهم ومَسارِحهم(١) .

١٧٦٨ ـ الكافى عن مالك بن أعين : حرّض أميرُ المؤمنين صلوات الله عليه الناسَ بصفّين ، فقال : إنّ الله عزّ وجلّ دلّكم علي تجارة تنجيكم من عذاب أليم ، وتُشفى(٢) بكم علي الخير ، والإيمان بالله ، والجهاد فى سبيل الله ، وجعل ثوابه مغفرة للذنب ، ومساكن طيّبة فى جنّات عدن ، وقال : عزّ وجلّ : ³ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ  ²  (٣) . فسوّوا صفوفكم كالبنيان المرصوص .

فقدّموا الدارِع ، وأخّروا الحاسر ، وعضّوا علي النواجذ ; فإنّه أنبي للسيوف علي الهام ، والتَووا علي أطراف الرماح ; فإنّه أموَر للأسنّة ، وغضّوا الأبصار ; فإنّه أربط للجأش ، وأسكن للقلوب ، وأميتوا الأصوات ; فإنّه أطردُ للفشل ، وأولي بالوقار(٤) .

١٧٦٩ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : لا يصبر علي الحرب ويَصدُق فى اللقاء إلاّ ثلاثة: مستبصرٌ فى دين ، أو غيران علي حرمة ، أو ممتعض(٥) من ذُلٍّ(٦) .


(١) نهج البلاغة : الخطبة ١٢٤ وراجع الإرشاد : ١ / ٢٦٦ ووقعة صفّين : ٢٣٥ .
(٢) أشفي علي الشىء : أشرف عليه (لسان العرب : ١٤ / ٤٣٦).
(٣) الصفّ : ٤ .
(٤) الكافى : ٥ / ٣٩ / ٤ .
(٥) مَعِض من ذلك الأمر يَمعضُ مَعْضاً ومَعَضاً ، وامتَعَضَ منه : غضب وشقّ عليه واُوجعه (لسان العرب : ٧ / ٢٣٤) .
(٦) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٢٨٨ / ٢٩٢ .

 ٢٩٩ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بمعنويّات الجيش / ب : الشعار

ب : الشعار

١٧٧٠ ـ الإمام علىّ  ¼ : إنّ رسول الله  ½ أمر بإعلان الشعار قبل الحرب ، وقال: ليكن فى شعاركم اسم من أسماء الله(١) .

١٧٧١ ـ وقعة صفّين عن الأصبغ بن نباتة : ما كان علىّ فى قتال قطّ إلاّ نادي : ³ كهيعص  ²  (٢) .

١٧٧٢ ـ الإمام الصادق  ¼ : شعارنا : "يا محمّد يا محمّد" ، وشعارنا يوم بدر: "يا نصر الله اقترب اقترب" ، وشعار المسلمين يوم اُحد: "يا نصر الله اقترب" ، ويوم بنى النضير: "يا روح القدس ارِح" ، ويوم بنى قينقاع: "يا ربّنا لا يغلبنّك" ، ويوم الطائف: "يا رضوان" ، وشعار يوم حنين: "يا بنى عبد الله يا بنى عبد الله" ، ويوم الأحزاب: "حم لا يبصرون" ، ويوم بنى قريظة: "يا سلام أسلمهم" ، ويوم المريسيع ; وهو يوم بنى المصطلق: "ألا إلي الله الأمر" ، ويوم الحديبية: "ألا لعنة الله علي الظالمين" ، ويوم خيبر ; يوم القموص: "يا علىّ آتِهم من عَلِ(٣)" ، ويوم الفتح: "نحن عباد الله حقّاً حقّاً" ، ويوم تبوك: "يا أحد يا صمد" ، ويوم بنى الملوح: "أمِت أمِت" ، ويوم صفّين: "يا نصر الله" ، وشعار الحسين  ¼ : "يا محمّد" ، وشعارنا: "يا محمّد"(٤) .


(١) دعائم الإسلام : ١ / ٣٧٠ .
(٢) وقعة صفّين : ٢٣١ ، بحار الأنوار : ٣٢ / ٤٦١ / ٣٩٨ وج ١٠٠ / ٣٦ / ٣٢ ; شرح نهج البلاغة : ٥ / ١٧٦ .
(٣) أتيتُه من عَلِ الدار ـ بكسر اللام وضمّها ـ ، وأتيته من عَلَي ، ومن عال ، كلّ ذلك أى من فوق (تاج العروس : ١٩ / ٦٩٦) .
(٤) الكافى : ٥ / ٤٧ / ١ عن معاوية بن عمّار ، بحار الأنوار : ١٩ / ١٦٣ / ١ .

 ٣٠٠ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بمعنويّات الجيش / ج : تحديث النفس بالغلبة

١٧٧٣ ـ شرح نهج البلاغة عن سلام بن سويد عن الإمام علىّ  ¼ ـ فى كلمة "الله أكبر" قال ـ : هى آية النصر .

قال سلام : كانت شعارَه  ¼ ، يقولُها فى الحرب ، ثمّ يحمل فيورد ـ والله ـ من اتّبعه ومن حادّه حياضَ الموت(١) .

١٧٧٤ ـ وقعة صفّين عن تميم : كان علىّ إذا سار إلي القتال ذكر اسم الله حين يركب . . . ثمّ يقول : الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلاّ الله والله أكبر ، يا الله ، يا أحد ، يا صمد ، يا ربّ محمّد ، بسم الله الرحمن الرحيم ، لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلىّ العظيم ، ³ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ  ± الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ  ± مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ  ± إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ  ²  اللهمّ كُفّ عنّا بأس الظالمين . فكان هذا شعاره بصفّين(٢) .

١٧٧٥ ـ وقعة صفّين : كانت علامة أهل العراق بصفّين الصوف الأبيض ; قد جعلوه فى رؤوسهم ، وعلي أكتافهم . وشعارهم: "يا الله ، يا أحد ، يا صمد ، يا ربّ محمّد ، يا رحمن يا رحيم" .

وكان علامة أهل الشام خِرَقاً صُفراً قد جعلوها علي رؤوسهم وأكتافهم ، وكان شعارهم: "نحن عباد الله حقّاً حقّاً ، يا لثارات عثمان"(٣) .

ج : تحديث النفس بالغلبة

١٧٧٦ ـ الجمل عن عمرو بن دينار : قال أمير المؤمنين  ¼ لابنه محمّد: خُذ الراية وامضِ . وعلىّ  ¼ خلفه ، فناداه: يا أبا القاسم ! فقال: لبّيك يا أبة . فقال: يا بنىّ لا


(١) شرح نهج البلاغة : ٥ / ١٧٧ ; بحار الأنوار : ٣٢ / ٤٦١ / ٤٠٠ وج ١٠٠ / ٣٧ / ٣٥ .
(٢) وقعة صفّين : ٢٣٠ ; شرح نهج البلاغة : ٥ / ١٧٦ عن جابر الجعفى .
(٣) وقعة صفّين : ٣٣٢ ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٢٧ / ٣٨٠ ; شرح نهج البلاغة : ٨ / ١٥ .

 ٣٠١ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بمعنويّات الجيش / د : التحذير من الفرار

يستفزّك ما تري ، قد حملتُ الراية وأنا أصغر منك فما استفزّنى عدوّى وذلك أنّنى لم ألقَ أحداً إلاّ حدّثَتنى نفسى بقتله ، فحدِّث نفسكَ ـ بعون الله ـ بظهورِك عليهم ، ولا يخذلك ضعف النفس باليقين ; فإنّ ذلك أشدّ الخذلان . قال: فقلت: يا أبة ، أرجو أن أكون كما تحبّ ، إن شاء الله(١) .

د : التحذير من الفرار

١٧٧٧ ـ الإمام علىّ  ¼ : الفرار من الزحف من الكبائر(٢) .

١٧٧٨ ـ عنه  ¼ : الفرار أحد الذلّين(٣) .

١٧٧٩ ـ عنه  ¼ : عاودوا الكرّ ، واستحيوا من الفرّ ; فإنّه عار فى الأعقاب ، ونار يوم الحساب . وطيبوا عن أنفسكم نفساً ، وامشوا إلي الموت مشياً سجحاً(٤) .

١٧٨٠ ـ عنه  ¼ : ليعلم المنهزم بأنّه مسخطٌ ربّه ، وموبق نفسه ، إنّ فى الفرار موجدة الله ، والذلّ اللازم ، والعار الباقى ، وفساد العيش عليه . وإنّ الفارّ لغير مَزيد فى عمره ، ولا محجوز بينه وبين يومه ، ولا يرضى ربّه . ولَموت الرجل محقّاً قبل إتيان هذه الخصال خيرٌ من الرضي بالتلبيس بها ، والإقرار عليها !(٥)

١٧٨١ ـ الكافى عن مالك بن أعين : حرّض أمير المؤمنين صلوات الله عليه الناس بصفّين فقال : . . . رحم الله امرأً واسي أخاه بنفسه ، ولم يكِل قِرنَه إلي أخيه ;


(١) الجمل : ٣٦٨ .
(٢) دعائم الإسلام : ١ / ٣٧٠ ; المصنّف لابن أبى شيبة : ٧ / ٧٣٣ / ٦ عن مالك بن جرير الحضرمى .
(٣) غرر الحكم : ١٦٦٣ .
(٤) نهج البلاغة : الخطبة ٦٦ ; تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٦٠ وفيه "فإنّه عار باق فى الأعقاب والأعناق" .
(٥) الكافى : ٥ / ٤١ / ٤ ، عن مالك بن أعين ، بحار الأنوار : ٣٢ / ٤٧٢ / ٤١١ عن زيد بن وهب نحوه وفيه "الإصرار" بدل "الإقرار" وراجع المعيار والموازنة : ١٥٠ .

 ٣٠٢ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الاهتمام بمعنويّات الجيش / ه : كتمان ما يضرّ بمعنويّات الجيش

فيجتمع قِرنُه وقِرنُ أخيه ، فيكتسب بذلك اللائمة ، ويأتى بدناءة ; وكيف لا يكون كذلك وهو يقاتل الإثنين ، وهذا ممسك يده قد خلّي قِرنه علي أخيه ، هارباً منه ، ينظر إليه وهذا ! ! فمن يفعله يمقتُه الله ، فلا تعرَّضوا لمقتِ الله عزّ وجلّ ; فإنّما ممرّكم إلي الله ، وقد قال الله عزّ وجلّ : ³ لَن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لاَّ تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً  ²  (١) .

وايم الله ، لئن فررتم من سيوف العاجلة لا تسلمون من سيوف الآجلة ، فاستعينوا بالصبر والصدق ; فإنّما ينزل النصر بعد الصبر ، فجاهدوا فى الله حقّ جهاده . ولا قوّة إلاّ بالله(٢) .

هـ : كتمان ما يضرّ بمعنويّات الجيش

١٧٨٢ ـ وقعة صفّين عن أبى روق : قال زياد بن النضر الحارثى لعبد الله بن بديل ابن ورقاء: إنّ يومنا ويومَهم ليوم عصيب ; ما يصبر عليه إلاّ كلُّ مشيّع القلب ، صادق النيّة ، رابط الجأش ، وايم الله ، ما أظنّ ذلك اليوم يُبقى منّا ومنهم إلاّ الرُّذال ! قال عبد الله بن بديل: والله أظنّ ذلك .

فقال علىّ: ليكن هذا الكلام مخزوناً فى صدوركما ، لا تُظهراه ، ولا يسمعه منكما سامع ; إنّ الله كتب القتل علي قوم ، والموت علي آخرين ، وكلٌّ آتيه مَنيّته كما كتب الله له ، فطوبي للمجاهدين فى سبيل الله ، والمقتولين فى طاعته(٣) .


(١) الأحزاب : ١٦ .
(٢) الكافى : ٥ / ٣٩ / ٤ ، وقعة صفّين : ٢٣٥ عن عبد الرحمن بن محمّد بن زياد المحاربى ; تاريخ الطبرى : ٥ / ١٦ عن أبى عمرة الأنصارى وكلاهما نحوه وراجع نهج البلاغة : الخطبة ١٢٤ .
(٣) وقعة صفّين : ١١١ ، بحار الأنوار : ٣٢ / ٤٠٣ / ٣٦٩ ـ ٣٧٣ ; شرح نهج البلاغة : ٣ / ١٨٣ وفيه "عصبصب" بدل "عصيب" .

 ٣٠٣ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الخدعة

٩ / ٥

الخدعة

١٧٨٣ ـ الإمام علىّ  ¼ : إذا حدّثتكم عن رسول الله  ½ حديثاً ، فو الله لأنْ أخِرّ من السماء أحبّ إلىَّ من أن أكذب عليه . وإذا حدّثتكم فيما بينى وبينكم ، فإنّ الحرب خدعة(١) .

١٧٨٤ ـ الإمام الباقر  ¼ : إنّ عليّاً  ¼ كان يقول: لاَن تَخطَفنى الطيرُ أحبّ إلىّ من أن أقول علي رسول الله  ½ ما لم يقُل ، سمعتُ رسول الله  ½ يقول فى يوم الخندق: الحرب خدعة . يقول: تكلّموا بما أردتُم(٢) .

١٧٨٥ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : كن فى الحرب بحيلتِك أوثق منك بشدّتِك ، وبحذرك أفرح منك بنجدتك ; فإنّ الحرب حرب المتهوّر ، وغنيمة المتحذّر(٣) .

١٧٨٦ ـ الكافى عن عدىّ بن حاتم : إنّ أمير المؤمنين  ¼ قال يوم التقي هو ومعاوية بصفّين ـ ورفع بها صوتَه ليُسمع أصحابه ـ : والله لاَقتلنّ معاوية وأصحابه ، ثمّ يقول فى آخر قوله : إن شاء الله ـ يخفض بها صوته ـ .

وكنتُ قريباً منه ، فقلتُ: يا أمير المؤمنين إنّك حلفتَ علي ما فعلتَ ، ثمّ


(١) صحيح البخارى : ٦ / ٢٥٣٩ / ٦٥٣١ وج ٣ / ١٣٢٢ / ٣٤١٥ ، صحيح مسلم : ٢ / ٧٤٦ / ١٠٦٦ ، سنن أبى داود : ٤ / ٢٤٤ / ٤٧٦٧ ، مسند ابن حنبل : ١ / ١٧٧ / ٦١٦ وفيه "عن غيره فإنّما أنا رجل محارب" بدل "فيما بينى وبينكم" ، وص ٢٧٦ / ١٠٨٦ كلّها عن سويد بن غفلة .
(٢) تهذيب الأحكام : ٦ / ١٦٢ / ٢٩٨ عن إسحاق بن عمّار عن الإمام الصادق  ¼ ، قرب الإسناد : ١٣٣ / ٤٦٦ عن أبى البخترى عن الإمام الصادق عن أبيه    ¤ نحوه .
(٣) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٣١٢ / ٥٨٨ .

 ٣٠٤ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الخدعة

استثنيتَ ، فما أردتَ بذلك ؟ ! فقال لى: إنّ الحرب خدعة ، وأنا عند المؤمنين غير كذوب ، فأردتُ أن اُحرّض أصحابى عليهم ; كيلا يفشلوا ، وكى يطمعوا فيهم ، فأفقههم ينتفعُ بها بعد اليوم إن شاء الله(١) .

١٧٨٧ ـ تفسير القمّى ـ فى ذكر غزوة الخندق ـ : مرّ أمير المؤمنين  ¼ يُهرول فى مشيه . . . فقال له عمرو: من أنت ؟ قال: أنا علىّ بن أبى طالب ; ابن عمّ رسول الله  ½ ، وخَتَنه . فقال: والله إنّ أباك كان لى صديقاً قديماً وإنّى أكره أن أقتُلك ، ما آمنَ ابن عمّك ـ حين بعثك إلىّ ـ أن أختطفك برمحى هذا فأتركك شائلا بين السماء والأرض ; لا حىّ ولا ميّت ! !

فقال له أمير المؤمنين  ¼ : قد علم ابن عمّى أنّك إن قتلتنى دخلتُ الجنّة وأنت فى النار ، وإن قتلتُك فأنتَ فى النار وأنا فى الجنّة .

فقال عمرو: وكلتاهما لك يا علىّ ! تلك إذاً قسمة ضيزي ! !

قال علىّ  ¼ : دع هذا يا عمرو ، إنى سمعتُ منك وأنت متعلّق بأستار الكعبة تقول : "لا يعرضنّ علىَّ أحدٌ فى الحرب ثلاثَ خصال إلاّ أجبتُه إلي واحدة منها" ، وأنا أعرض عليك ثلاث خصال ، فأجِبنى إلي واحدة ! قال: هاتِ يا علىّ !

قال: أحدها تشهدُ أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً رسول الله . قال: نَحِّ عنّى هذه ، فاسأل الثانية .

فقال : أن ترجع وتردّ هذا الجيش عن رسول الله  ½ ; فإن يَكُ صادقاً فأنتم


(١) الكافى : ٧ / ٤٦٠ / ١ ، تهذيب الأحكام : ٦ / ١٦٣ / ٢٩٩ ، تفسير القمّى : ٢ / ٦٠ نحوه وفيهما "فافهم" بدل "فأفقههم" ، بحار الأنوار : ١٠٠ / ٢٧ / ٣٣ نقلا عن تفسير العيّاشى وفيه "فأفعلهم" بدل "فأفقههم" .

 ٣٠٥ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / الخدعة

أعلي به عيناً ، وإن يَكُ كاذباً كفَتكُم ذؤبان العرب أمره ! فقال : إذاً لا تتحدّث نساء قريش بذلك ، ولا تنشد(١) الشعراء فى أشعارها أنّى جبنتُ ورجعتُ علي عقبى من الحرب ، وخذلت قوماً رأّسونى عليهم ! !

فقال أمير المؤمنين  ¼ : فالثالثة أن تنزل إلىّ ; فإنّك راكب وأنا راجل ; حتي اُنابذك ! فوثب عن فرسه وعَرقَبه ، وقال : هذه خصلة ما ظننت أنّ أحداً من العرب يسومنى عليها .

ثمّ بدأ فضرب أمير المؤمنين  ¼ بالسيف علي رأسه ، فأتّقاه أمير المؤمنين بدرقته ، فقطعها ، وثبت السيف علي رأسه . فقال له علىّ  ¼ : يا عمرو ، أ ما كفاك أنّى بارزتُك وأنت فارس العرب ، حتي استعنت علىّ بظهير ؟ ! فالتفتَ عمرو إلي خلفه ، فضربه أمير المؤمنين  ¼ مسرعاً علي ساقيه [فـ](٢) قطعهما جميعاً ، وارتفعت بينهما عجاجة ، فقال المنافقون: قُتل علىُّ بن أبى طالب . ثمّ انكشفت(٣) العجاجة فنظروا فإذا أمير المؤمنين  ¼ علي صدره ، قد أخذ بلحيته يريد أن يذبحه ، فذبحه ، ثمّ أخذ رأسه وأقبل إلي رسول الله  ½ والدماء تسيل علي رأسه من ضربة عمرو ، وسيفه يقطر منه الدم ، وهو يقول ـ والرأس بيده ـ :

أنا علىٌّ وابنُ عبدِ المُطّلِبالموتُ خيرٌ للفَتي مِنَ الهَرَب

فقال رسول الله  ½ : يا علىّ ما كَرتَه ؟ قال: نعم يا رسول الله ; الحرب خديعة(٤) .


(١) فى بحار الأنوار نقلا عن المصدر : "إذاً تتحدّث نساء قريش بذلك ، وينشد الشعراء . . ." ، وهو الأنسب .
(٢) ما بين المعقوفين إضافة يقتضيها السياق .
(٣) فى المصدر : "انكشف" ، والتصحيح من بحار الأنوار .
(٤) تفسير القمّى : ٢ / ١٨٣ ، بحار الأنوار : ٢٠ / ٢٢٦ .

 ٣٠٦ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / أخلاق الحرب

٩ / ٦

أخلاق الحرب

أ : النهى عن الابتداء بالقتال

١٧٨٨ ـ تاريخ الطبرى عن جندب الأزدى : إنّ عليّاً  ¼ كان يأمرنا فى كلّ موطن لقينا فيه معه عدوّاً فيقول: لا تقاتلوا القوم حتي يبدأوكم ، فأنتم بحمد الله عزّ وجلّ علي حجّة ، وترككم إيّاهم حتي يبدأوكم حجّة اُخري لكم ، فإذا قاتلتموهم فهزمتموهم فلا تقتلوا مدبراً ، ولا تجهزوا علي جريح ، ولا تكشفوا عورة ، ولا تمثّلوا بقتيل . فإذا وصلتم إلي رحال القوم فلا تهتكوا ستراً ، ولا تدخلوا داراً إلاّ بإذن ، ولا تأخذوا شيئاً من أموالهم إلاّ ما وجدتم فى عسكرهم ، ولا تهيّجوا امرأةً بأذيً ، وإن شتمن أعراضكم وسببن اُمراءكم وصلحاءكم ، فإنهنّ ضعاف القُوي والأنفس(١) .

١٧٨٩ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى كتابه إلي مالك الأشتر قبل وقعة صفّين ـ : إيّاك أ ن تبدأ القوم بقتال إلاّ أن يبدؤوك ، حتي تلقاهم ، وتسمع منهم ، ولا يجرمنّك شَنآنهم علي قتالهم قبل دعائهم والإعذار إليهم مرّة بعد مرّة !(٢)

١٧٩٠ ـ عنه  ¼ ـ من وصيّة له لعسكره قبل لقاء العدوّ بصفّين ـ : لا تقاتلوهم حتي يبدؤوكم ; فإنّكم بحمد الله علي حجّة ، وتركُكم إيّاهم حتي يبدؤوكم حجّة أُخري لكم عليهم . فإذا كانت الهزيمة ـ بإذن الله ـ فلا تَقتلوا مدبراً ، ولا تُصيبوا معوراً ، ولا تُجهزوا علي جريح(٣) .


(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ١٠ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٧٠ ، الفتوح : ٣ / ٣٢ نحوه .
(٢) وقعة صفّين : ١٥٣ ، بحار الأنوار : ٣٢ / ٤١٤ / ٣٧٤ .
(٣) نهج البلاغة : الكتاب ١٤ ، وقعة صفّين : ٢٠٣ .

 ٣٠٧ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / أخلاق الحرب / ب : النهى عن الدعوة إلي المبارزة

ب : النهى عن الدعوة إلي المبارزة

١٧٩١ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ لابنه الحسن  ¼ ـ : لا تدعونّ إلي مبارزة ، وإن دُعيت إليها فأجِب ; فإنّ الداعى إليها باغ ، والباغى مصروع(١) .

ج : الحصانة السياسيّة للرسل

١٧٩٢ ـ الإمام علىّ  ¼ : إن ظفرتُم برجل من أهل الحرب فزعم أنّه رسول إليكم ; فإن عُرف ذلك منه وجاء بما يدلّ عليه فلا سبيل لكم عليه حتي يُبلغ رسالاته ويرجع إلي أصحابه ، وإن لم تجدوا علي قوله دليلا فلا تقبلوا منه(٢) .

د : إقامة الحجّة قبل الحرب

١٧٩٣ ـ السنن الكبري عن البراء بن عازب : بعثنى علىّ   ¢ إلي النهر إلي الخوارج ، فدعوتهم ثلاثاً قبل أن نقاتلهم(٣) .

١٧٩٤ ـ عنه  ¼ ـ من كتابه إلي من شاقّ وغدر من أهل الجَنَد(٤) وصنعاء(٥) ـ : إذا أتاكم رسولى فتفرّقوا وانصرفوا إلي رحالكم أعفُ عنكم ، وأصفح عن جاهلكم ، وأحفظ قاصيكم ، وأعمل فيكم بحكم الكتاب . فإن لم تفعلوا فاستعدّوا لقدوم جيش جَمِّ الفرسان ، عظيم الأركان ، يقصد لمن طَغَي وعَصَي ، فتُطحَنوا كطحن


(١) نهج البلاغة : الحكمة ٢٣٣ ، عيون الحكم والمواعظ: ٥٢٧/٩٥٨٧ ، بحار الأنوار: ٣٣/٤٥٤/٦٦٨ .
(٢) دعائم الإسلام : ١ / ٣٧٦ .
(٣) السنن الكبري : ٨ / ٣٠٩ / ١٦٧٣٩ .
(٤) الجَنَد : مدينة شمالى تِعز، وهى عن صنعاء (عاصمة اليمن) ثمانية وأربعون فرسخاً، وهو بلد جليل به مسجد جامع لمعاذ بن جبل، وغالب أهلها شيعة (تقويم البلدان : ٩١).
(٥) صَنْعاء : عاصمة اليمن ، وتقع جنوب الحجاز ، وشمال مدينة عدن . كانت من أهمّ مدن اليمن والحجاز آنذاك .

 ٣٠٨ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / أخلاق الحرب / ه : الدعاء إذا أراد القتال

الرحا ; فمن أحسن فلنفسه ، ومن أساء فعليها ، وما ربّك بظلاّم للعبيد(١)(٢) .

راجع : القسم السادس / وقعة صفّين / مواجهة الجيشين / إقامة الحجّة فى ساحة القتال .

/ وقعة النهروان / إقامة الحجّة فى ساحة القتال .

هـ : الدعاء إذا أراد القتال

١٧٩٥ ـ الإمام الصادق  ¼ : إنّ أمير المؤمنين  ¼ كان إذا أراد القتال قال هذه الدعوات: اللهمّ إنّك أعلمتَ سبيلا من سبلك ، جعلتَ فيه رضاك ، وندبتَ إليه أولياءك ، وجعلتَه أشرف سبلك عندك ثواباً ، وأكرمها لديك مآباً ، وأحبّها إليك مسلكاً ، ثم اشتريتَ فيه من المؤمنين أنفسَهم وأموالَهم بأنَّ لهم الجنّة يقاتلون فى سبيل الله فيَقتُلون ويُقتلون وعداً عليك حقّاً ، فاجعلنى ممّن اشتري فيه منك نفسَهُ ثمّ وفَي لك ببيعه الذى بايعك عليه ، غير ناكث ولا ناقض عهداً ، ولا مبدّلا تبديلا ، بل استيجاباً لمحبّتك ، وتقرّباً به إليك ، فاجعله خاتمة عملى ، وصيّر فيه فناء عمرى ، وارزقنى فيه لك وبه(٣) مشهداً توجب لى به منك الرضا ، وتحطّ به عنّى الخطايا ، وتجعلنى فى الأحياء المرزوقين بأيدى العداة والعصاة ، تحت لواء الحقّ وراية الهدي ، ماضياً علي نصرتهم قدماً ، غير مولٍّ دبراً ، ولا محدث شكّاً ، اللهمّ وأعوذ بك عند ذلك من الجبن عند موارد الأهوال ، ومن الضعف عند مساورة(٤) الأبطال ، ومن الذنب المحبط للأعمال ، فأحجم من شكّ ، أو أمضى(٥)


(١) إشارة إلي الآية ٤٦ من سورة فصّلت .
(٢) شرح نهج البلاغة : ٢ / ٥ .
(٣) قوله  ¼ : "و به مشهداً" عطف علي "فيه" ، ولعلّه زيد من النسّاخ أو صُحّف (مرآة العقول : ١٨ / ٣٨٤) وفى تهذيب الأحكام "و ارزقني فيه لك وبك مشهداً" ولعلّه أصوب .
(٤) ساوَرَه مساوَرَة وسِواراً : واثَبَه ، والإنسان يُساوِر إنساناً : إذا تناول رأسه (لسان العرب : ٤ / ٣٨٥) .
(٥) فى الطبعة المعتمدة : "مضي" ، والتصحيح من بحار الأنوار نقلا عن المصدر .


إرجاعات 
٩١ - المجلد السادس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / الحرب الثانية : وقعة صفّين / الفصل السابع : مواجهة الجيشين / إقامة الحجّة في ساحة القتال
٣٦٣ - المجلد السادس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / الحرب الثالثة : وقعة النهروان / الفصل السادس : إقامة الحجّة في ساحة القتال

 ٣٠٩ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / أخلاق الحرب / و: البدء بالقتال بعد الزوال

بغير يقين ، فيكون سعيى فى تباب ، وعملى غير مقبول(١) .

١٧٩٦ ـ وقعة صفّين عن تميم : كان علىّ إذا سار إلي القتال ذكر اسم الله حين يركب ، ثمّ يقول : الحمد لله علي نعمه علينا ، وفضله العظيم ، ³ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ  ± وَإِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ  ²  (٢) ، ثمّ يستقبل القبلة ، ويرفع يديه إلي الله ، ثمّ يقول : اللهمّ إليك نُقلت الأقدام ، واُتعبت الأبدان ، وأفضَت القلوب ، ورُفعت الأيدى ، وشَخصت الأبصار ، ³ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ  ²  (٣) ، سيروا علي بركة الله .

ثمّ يقول : الله اكبر ، الله أكبر ، لا إله إلاّ الله والله أكبر ، يا الله ، يا أحد ، يا صمد ، يا ربّ محمّد ، بسم الله الرحمن الرحيم ، لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلىّ العظيم ، ³ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ  ± الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ  ± مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ  ± إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ  ²  (٤) ، اللهمّ كُفّ عنّا بأس الظالمين .

فكان هذا شعاره بصفّين(٥) .

و: البدء بالقتال بعد الزوال

١٧٩٧ ـ الإمام الصادق  ¼ : كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه لا يقاتل حتي


(١) الكافى : ٥ / ٤٦ / ١ عن ميمون ، تهذيب الأحكام : ٣ / ٨١ / ٢٣٧ عن عبد الله بن ميمون عن الإمام الصادق عن أبيه عن الإمام زين العابدين عن الإمام علىّ    ¥ نحوه ، تفسير العيّاشى : ٢ / ١١٣ / ١٤٣ عن عبد الله بن ميمون القدّاح وفيه إلي "تبديلا" ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٤٥٢ / ٦٦٤ .
(٢) الزخرف : ١٣ و١٤ .
(٣) الأعراف : ٨٩ .
(٤) الفاتحة : ٢ ـ ٥ .
(٥) وقعة صفّين : ٢٣٠ و٢٣١ نحوه ، بحار الأنوار : ٣٢ / ٤٦٠ / ٣٩٧ وج ١٠٠ / ٣٦ / ٣١ .

 ٣١٠ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / أخلاق الحرب / ز : إعانة الضعيف

تزول الشمس ويقول : تُفتح أبواب السماء ، وتُقبل الرحمة ، وينزل النصر . ويقول: هو أقرب إلي الليل ، وأجدر أن يقلّ القتل ، ويرجع الطالب ، ويفلت المنهزم(١) .

ز : إعانة الضعيف

١٧٩٨ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ لأصحابه فى ساحة الحرب بصفّين ـ : أىّ امرئ منكم أحسّ من نفسه رَباطة جأش عند اللقاء ، ورأي من أحد من أخوانه فشلا ، فليذبَّ عن أخيه بفضل نجدته التى فُضّل بها عليه ، كما يذبّ عن نفسه ، فلو شاء الله لجعله مثله(٢) .

١٧٩٩ ـ عنه  ¼ : إذا رأيتُم من إخوانكم فى الحرب الرجل المجروح ، أو من قد نُكّل به ، أو من قد طمع عدوّكم فيه ، فقوُّوه بأنفسكم(٣) .

ح : حُسن المعاملة مع بقايا العدوّ

١٨٠٠ ـ تاريخ اليعقوبى عن إسماعيل بن علىّ : إنّ أوّل من علّم قتال أهل القبلة علىّ بن أبى طالب ، ولم يكُن يقتل أسيراً ، ولا يتبع منهزماً ، ولا يُجهز علي جريح(٤) .

١٨٠١ ـ العقد الفريد عن أبى الحسن ـ فى ذكر حوادث وقعة صفّين ـ : كان منادى


(١) الكافى : ٥ / ٢٨ / ٥ ، علل الشرائع : ٦٠٣ / ٧٠ وفيه "التوبة" بدل "الرحمة" وكلاهما عن يحيي بن أبى العلاء .
(٢) نهج البلاغة : الخطبة ١٢٣ ، الإرشاد : ١ / ٢٥٣ ، الجمل : ٣٣٤ وليس فيهما "بفضل نجدته" .
(٣) الخصال : ٦١٧ / ١٠ عن أبى بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه    ¥ ، تحف العقول : ١٠٧ ، بحار الأنوار : ١٠٠ / ٢١ / ٨ .
(٤) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٣٨٣ .

 ٣١١ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / أخلاق الحرب / ح : حُسن المعاملة مع بقايا العدوّ

علىّ يخرج كلّ يوم وينادى : أيّها الناس ، لا تُجهِزنّ علي جريح ، ولا تتبعُنّ مولّياً ، ولا تَسلُبنّ قتيلاً ، ومن ألقي سلاحه فهو آمن(١) .

١٨٠٢ ـ الكافى عن عبد الله بن شريك عن أبيه : لما هُزم الناس يوم الجمل ، قال أمير المؤمنين  ¼ : لا تتبعوا مولّياً ، ولا تجيزوا(٢) علي جريح ، ومن أغلق بابه فهو آمن .

فلمّا كان يوم صفّين ، قَتل المقبل والمدبر ، وأجاز علي جريح . فقال أبان بن تغلب لعبد الله بن شريك : هذه سيرتان مختلفتان ! فقال: إنّ أهل الجمل قُتِل(٣) طلحة والزبير ، وإنّ معاوية كان قائماً بعينه وكان قائدهم(٤) .

١٨٠٣ ـ السنن الكبري عن أبى فاختة : إنّ علياً   ¢ اُتى بأسير يوم صفّين ، فقال:


(١) العقد الفريد : ٣ / ٣٣٣ ، هذا الموقف من العدوّ كان يمثّل السيرة العمليّة للإمام أمير المؤمنين  ¼ فى حروبه جميعها ، راجع وقعة صفّين : ٢٠٤ والغيبة للنعمانى : ٢٣١ / ١٥ وتفسير القمّى : ٢ / ٣٢١ . كما فعل مع عدوّه فى حرب الجمل ، راجع الكافى : ٥ / ٣٣ / ٣ وح ٥ وص ١٢ / ٢ وتهذيب الأحكام : ٦ / ١٥٥ / ٢٧٤ وص ١٥٦ / ٢٧٦ وص ١٣٧ / ٢٣٠ والخصال : ٢٧٦ / ١٨ والأمالى للمفيد : ٥٩ / ٣ والجمل : ٣٤١ و٣٤٢ و٤٠٣ ودعائم الإسلام : ١ / ٣٩٤ وتحف العقول : ٢٩٠ والمناقب لابن شهر آشوب : ١ / ٢٧٤ وشرح الأخبار : ١ / ٣٨٨ / ٣٣٠ وص ٣٩٥ / ٣٣٤ والاختصاص : ٩٥ والمستدرك علي الصحيحين : ٢/١٦٨/٢٦٦١ وتذكرة الخواصّ: ٧٢ وكنز العمّال: ٤/٤٧٨/١١٤٢٤ وج ١١ / ٣٣٥ / ٣١٦٧٥ . وكذلك فى حرب صفّين راجع : المستدرك علي الصحيحين : ٢ / ١٦٧ / ٢٦٦٠ والسنن الكبري : ٨ / ٣١٥ / ١٦٧٥٣ وتحف العقول : ٤٨٠ . وقد استلهم الإمام  ¼ هذا الموقف حيال العدوّ من سيرة النبىّ  ½ ، الكافى : ٥ / ١٢ / ٢ و٣ وتهذيب الأحكام : ١٣٧٦ / ٢٣٠ وص ١٥٥ / ٢٧٤ وتحف العقول : ٢٩٠ .
(٢) أجزتُ علي الجريح: لغة فى أجهزت. وجهز علي الجريح وأجهز: أثبتَ قتله (تاج العروس: ٨/٤٠و٤١).
(٣) كذا فى جميع المصادر ، ولعلّ المراد : "قُتل قادتهم" أو نحو ذلك .
(٤) الكافى : ٥ / ٣٣ / ٥ ، رجال الكشّى : ٢ / ٤٨٢ / ٣٩٢ ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٤٤٦ / ٦٥٧ .

 ٣١٢ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / أخلاق الحرب / ح : حُسن المعاملة مع بقايا العدوّ

لا تقتلنى صبراً . فقال علىّ   ¢ : لا أقتلك صبراً ; إنّى أخاف الله ربّ العالمين . فخلّي سبيله ، ثمّ قال: أ فيك خير تبايع ؟(١)

١٨٠٤ ـ المصنّف عن يزيد بن بلال : شهدتُ مع علىّ يوم صفّين ، فكان إذا اُتى بالأسير قال: لن أقتلك صبراً ; إنّى أخاف الله ربّ العالمين . وكان يأخذ سلاحه ، ويُحلّفه لا يقاتله ، ويعطيه أربعة دراهم(٢) .

١٨٠٥ ـ المصنّف عن أبى جعفر : كان علىّ إذا اُتى بأسير صفّين أخذ دابّته وسلاحه ، وأخذ عليه أن [ لا ](٣) يعود ، وخلّي سبيله(٤) .

١٨٠٦ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ بعد التحريض علي القتال فى صفّين ـ : ولا تُمثّلوا بقتيل ، وإذا وصلتم إلي رحال(٥) القوم فلا تهتكوا ستراً ، ولا تدخلوا داراً ، ولا تأخذوا شيئاً من أموالهم إلاّ ما وجدتم فى عسكرهم ، ولا تهيجوا امرأة بأذي وإن شتمن أعراضكم وسببن اُمراءكم وصلحاءكم ; فإنّهنَّ ضعاف القوي والأنفس والعقول ، وقد كنّا نؤمر بالكفّ عنهنّ وهُنَّ مشركات ! وإن كان الرجل ليتناول المرأة فيُعيّر(٦) بها وعقبه من بعده(٧) .


(١) السنن الكبري : ٨ / ٣١٥ / ١٦٧٥٤ ، كنز العمّال : ١١ / ٣٤٨ / ٣١٧٠٦ .
(٢) المصنّف لابن أبى شيبة : ٨ / ٧٢٥ / ٢٥ ، كنز العمّال : ١١ / ٣٤٥ / ٣١٧٠٣ .
(٣) إضافة يقتضيها السياق أثبتناها من كنز العمّال .
(٤) المصنّف لابن أبى شيبة : ٨ / ٧٢٤ / ٢٣ ، كنز العمّال : ١١ / ٣٤٥ / ٣١٧٠٢ .
(٥) فى المصدر : "رجال" ، والصحيح ما أثبتناه كما فى فروع الكافى ، الطبعة الحجريّة : ١ / ٣٣٨ .
(٦) فى المصدر : "فيعبّر" والصحيح ما أثبتناه كما فى فروع الكافى ، الطبعة الحجريّة : ١ / ٣٣٨ .
(٧) الكافى : ٥ / ٣٩ / ٤ عن مالك بن أعين ، وقعة صفّين : ٢٠٤ عن جندب وزاد فيه "إلاّ بإذنى" بعد "داراً" ، نهج البلاغة : الكتاب ١٤ وفيه من "و لا تهيجوا . . ." ، بحار الأنوار : ٣٢ / ٥٦٣ / ٤٦٨ ; شرح نهج البلاغة : ٤ / ٢٥ وزاد فيه "إلاّ بإذن" بعد "داراً" .

 ٣١٣ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / أخلاق الحرب / ح : حُسن المعاملة مع بقايا العدوّ

١٨٠٧ ـ تاريخ الطبرى ـ فى ذكر وقعة الجمل ـ : خرج إليه الأحنف بن قيس وبنو سعد مشمّرين قد منعوا حرقوص بن زهير ـ ولا يرون القتال مع علىّ بن أبى طالب ـ فقال : يا علىّ ، إنّ قومنا بالبصرة يزعمون أنّك إن ظهرت عليهم غداً أنّك تقتل رجالهم ، وتسبى نساءهم ! فقال : ما مثلى يُخاف هذا منه ، وهل يحلّ هذا إلاّ مِمّن تولّي وكفر ! ! أ لم تسمع إلي قول الله عزّ وجلّ : ³ لسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ  ± إِلاَّ مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ) (١) (٢) ! !

١٨٠٨ ـ الكامل فى التاريخ : كان فى الخوارج أربعون رجلا جرحي ، فأمر علىّ بإدخالهم الكوفة ومداواتهم حتي برؤوا(٣)


(١) الغاشية : ٢٢ و٢٣ .
(٢) تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٩٦ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٣٤ .
(٣) الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٢٤ ، أنساب الأشراف ، ٣ / ٢٤٨ .

 ٣١٤ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل التاسع : السياسة الحربية / أخلاق الحرب / ح : حُسن المعاملة مع بقايا العدوّ