الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد الرابع

 

 

 ١٦٩ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة

٥ / ١

الحثّ علي العمل

١٤٤٤ ـ الإمام علىّ  ¼ : إنّ الأشياء لمّا ازدوجت ازدوج الكسل والعجز ، فنُتجا(١) بينهما الفقر(٢) .

١٤٤٥ ـ عنه  ¼ : إنّى لاَبغض الرجل يكونُ كسلان من أمر دنياه ; لأنّه إذا كان كسلان من أمر دنياه فهو عن أمر آخرته أكسل(٣) .

١٤٤٦ ـ عنه  ¼ : ما غدوة أحدكم فى سبيل الله بأعظم من غدوته يطلب لولده وعياله ما يصلحهم (٤) .


(١) كذا فى المصدر ، وفى تحف العقول : "فنُتِج منهما" ، ولعلّه أصوب .
(٢) الكافى : ٥ / ٨٦ / ٨ عن علىّ بن محمّد رفعه ، تحف العقول : ٢٢٠ .
(٣) دعائم الإسلام : ٢ / ١٤ / ٢ .
(٤) السرائر : ٢ / ٢٢٨ ، دعائم الإسلام : ٢ / ١٥ / ٩ ، عوالى اللآلى : ٣ / ١٩٤ / ٦ .

 ١٧٠ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / الحثّ علي العمل

١٤٤٧ ـ عنه  ¼ : من طلب الدنيا حلالا ; تعطّفاً علي والد أو ولد أو زوجة ، بعثه الله تعالي ووجهه علي صورة القمر ليلة البدر(١) .

١٤٤٨ ـ عنه  ¼ : اُوصيكم بالخشية من الله فى السرّ والعلانية ، والعدل فى الرضا والغضب ، والاكتساب فى الفقر والغني(٢) .

١٤٤٩ ـ عنه  ¼ : إنّ طلب المعاش من حلّه لا يشغل عن عمل الآخرة(٣) .

١٤٥٠ ـ عنه  ¼ ـ فى كتابه لابنه الحسن  ¼ ـ : لا تدَع الطلبَ فيما يحلّ ويطيب ; فلابدّ من بُلغة ، وسيأتيك ما قُدّر لك(٤) .

١٤٥١ ـ عنه  ¼ : للمؤمن ثلاث ساعات : فساعة يناجى فيها ربّه ، وساعة يرمّ(٥) معاشه ، وساعة يخلّى بين نفسه وبين لذّتها فيما يحلّ ويجمُل .

وليس للعاقل أن يكون شاخصاً إلاّ فى ثلاث : مرمّة لمعاش ، أو خطوة فى معاد ، أو لذّة فى غير محرّم(٦) .

١٤٥٢ ـ شرح نهج البلاغة ـ فى ذكر صدقات أمير المؤمنين  ¼ ـ : كان يعمل بيده ، ويحرث الأرض،و يستقى الماء، ويغرس النخل، كلّ ذلك يباشره بنفسه


(١) مسند زيد : ٢٥٥ .
(٢) تحف العقول : ٣٩٠ عن هشام بن الحكم عن الإمام الكاظم  ¼ ، بحار الأنوار : ٧٨ / ٣٠٤ / ١ .
(٣) الأمالى للمفيد : ١١٩ / ٣ عن الحسن بن أبى الحسن البصرى ، بحار الأنوار : ٧٧ / ٤٢٢ / ٤١ .
(٤) كنز العمّال : ١٦ / ١٧٧ / ٤٤٢١٥ نقلا عن وكيع والعسكرى فى المواعظ .
(٥) رَمَّ الشىء يَرُمّه : أصلحه (لسان العرب : ١٢ / ٢٥٢) .
(٦) نهج البلاغة : الحكمة ٣٩٠ ، تحف العقول : ٢٠٣ ، الأمالى للطوسى : ١٤٧ / ٢٤٠ عن أبى وجزة السعدى عن أبيه وفيهما "ساعة يحاسب فيها نفسه" بدل "ساعة يرمّ معاشه" ، بحار الأنوار : ١٠٣ / ١٢ / ٥٦ .

 ١٧١ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / عمارة البلاد

الشريفة(١).

راجع :القسم العاشر / الخصائص العمليّة / الجمع بين العبادة والعمل .

/ إمام المتصدّقين / صدقاته .

٥ / ٢

عمارة البلاد (٢)

١٤٥٣ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : هذا ما أمر به عبد الله علىٌّ أمير المؤمنين مالكَ بن الحارث الأشتر فى عهده إليه ، حين ولاّه مصر : جباية خراجها ، وجهاد عدوّها ، واستصلاح أهلها ، وعمارة بلادها(٣) .

١٤٥٤ ـ عنه  ¼ ـ ممّا كتبه إلي قرظة بن كعب الأنصارى ـ : أمّا بعد ، فإنّ رجالاً من أهل الذمّة من عملك ذكروا نهراً فى أرضهم قد عفا وادّفن ، وفيه لهم عمارة علي المسلمين ، فانظر أنت وهم ، ثمّ اعمر وأصلح النهر ; فلَعمرى لاَن يعمروا أحبّ إلينا من أن يخرجوا وأن يعجزوا أو يقصروا فى واجب من صلاح البلاد . والسلام(٤) .


(١) شرح نهج البلاغة : ١٥ / ١٤٧ .
(٢) العمارة ـ لغةً ـ نقيض الخراب (مفردات ألفاظ القرآن : ٥٨٦) ، وعمارة البلاد هى كلّ عمل ما من شأنه توفير الراحة والحياة الإنسانيّة الكريمة ، بعبارة اُخري ، عمارة البلاد فى قاموس الثقافة المعاصرة تعنى "التنمية" بمفهومها العامّ الشامل للتنمية الزراعيّة ، والصناعيّة ، والتجاريّة ، وكلّ ما يضمن رفاهيّة العيش لدي الإنسان من قبيل توفير الماء ، والكهرباء ، وحماية البيئة ، وغيرها . ومن هنا فالعناوين التالية تُعدّ من قبيل ذكر الخاصّ بعد العامّ .
(٣) نهج البلاغة : الكتاب ٥٣ ، تحف العقول : ١٢٦ .
(٤) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢٠٣ .


إرجاعات 
٣٧٦ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام المتصدّقين / صدقاته

 ١٧٢ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / التنمية الزراعيّة

١٤٥٥ ـ عنه  ¼ : فضيلة السلطان عمارة البلدان(١) .

راجع : السياسة الإقتصاديّة / سياسة أخذ الخراج .

٥ / ٣

التنمية الزراعيّة

١٤٥٦ ـ الإمام علىّ  ¼ : من وجد ماءً وتراباً ثمّ افتقر فأبعده الله(٢) .

١٤٥٧ ـ عنه  ¼ : إنّ معايش الخلق خمسة : الإمارة ، والعمارة ، والتجارة ، والإجارة ، والصدقات . . . وأمّا وجه العمارة فقوله تعالي : ³ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الاَْرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا  ²  (٣) ، فأعلمنا سبحانه أنّه قد أمرهم بالعمارة ; ليكون ذلك سبباً لمعايشهم بما يخرج من الأرض ; من الحبّ ، والثمرات ، وما شاكل ذلك ، ممّا جعله الله معايش للخلق(٤) .

١٤٥٨ ـ الإمام الباقر  ¼ : إنّ عليّاً  ¼ كان يكتب إلي اُمراء الأجناد : أنشدكم الله فى فلاّحى الأرض أن يُظلموا قِبلَكم(٥) .

راجع : السياسية الإقتصاديّة / سياسة أخذ الخراج .

كتاب "التنمية الاقتصادية فى الكتاب والسنّة" / الزراعة .


(١) غرر الحكم : ٦٥٦٢ ، عيون الحكم والمواعظ : ٣٥٧ / ٦٠٤٤ .
(٢) قرب الإسناد : ١١٥ / ٤٠٤ عن الحسين بن علوان عن الإمام الصادق عن أبيه    ¤ ، بحار الأنوار : ١٠٣ / ٦٥ / ١٠ .
(٣) هود : ٦١ .
(٤) وسائل الشيعة : ١٣ / ١٩٥ / ١٠ نقلاً عن تفسير النعمانى عن غياث بن إبراهيم عن الإمام الصادق  ¼ ، بحار الأنوار : ٩٣ / ٤٦ و٤٧ .
(٥) قرب الإسناد : ١٣٨ / ٤٨٩ عن أبى البخترى عن الإمام الصادق  ¼ ، بحار الأنوار : ١٠٠ / ٣٣ / ١٠ .

 ١٧٣ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / التنمية الصناعيّة

٥ / ٤

التنمية الصناعيّة

١٤٥٩ ـ الإمام علىّ  ¼ : حرفة(١) المرء كنز(٢) .

١٤٦٠ ـ عنه  ¼ : إنّ الله عزّ وجلّ يحبّ المحترف الأمين(٣) .

١٤٦١ ـ عنه  ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : لا تطلب سرعةَ العمل ، واطلب تجويده ; فإنّ الناس لا يسألون فى كم فرغ من العمل ، إنّما يسألون عن جودة صنعته(٤) .

١٤٦٢ ـ الكافى عن اُمّ الحسن النخعيّة : مرّ بى أمير المؤمنين  ¼ فقال : أىّ شىء تصنعين يا اُمّ الحسن ؟ قلت : أغزل . فقال : أما إنّه أحلّ الكسب ـ أو من أحلّ الكسبـ (٥) .

١٤٦٣ ـ تفسير العيّاشى عن محمّد بن خالد الضبّى : مرّ إبراهيم النخعى علي امرأة وهى جالسة علي باب دارها بُكرة ، وكان يقال لها : اُمّ بكر ، وفى يدها مغزل تغزل به ، فقال : يا اُمَّ بكر ، أ ما كبرتِ ! أ لم يأنَ لكِ أن تضعى هذا المغزل ؟ ! فقالت : وكيف أضَعه وسمعتُ علىّ بن أبى طالب أمير المؤمنين  ¼ يقول : هو من طيّبات


(١) الحرفة : الاسم من الاحتراف ; وهو الاكتساب بالصناعة والتجارة (مجمع البحرين : ١ / ٣٨٩) .
(٢) المواعظ العدديّة : ٥٥ .
(٣) الكافى : ٥ / ١١٣ / ١ عن محمّد بن مسلم عن الإمام الصادق  ¼ ، من لا يحضره الفقيه : ٣ / ١٥٨ / ٣٥٨٠ ، الخصال : ٦٢١ / ١٠ عن أبى بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عنه  (ع) ، تحف العقول : ١١١ .
(٤) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٢٦٧ / ١٠٣ .
(٥) الكافى : ٥ / ٣١١ / ٣٢ ، تهذيب الأحكام : ٦ / ٣٨٢ / ١١٢٧ .

 ١٧٤ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / التنمية التجاريّة

الكسب !(١)

راجع : التنميّة التجاريّة .

٥ / ٥

التنمية التجاريّة

١٤٦٤ ـ الإمام علىّ  ¼ : تعرّضوا للتجارة ; فإنّ فيها غني لكم عمّا فى أيدى الناس(٢) .

١٤٦٥ ـ عنه  ¼ ـ للموالى ـ : اتّجروا ، بارك الله لكم ; فإنّى قد سمعتُ رسول الله  ½ يقول : الرزق عشرة أجزاء ; تسعة أجزاء فى التجارة ، وواحدة فى غيرها(٣) .

١٤٦٦ ـ عنه  ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : ثمّ استوصِ بالتجّار وذوى الصناعات ، وأوصِ بهم خيراً ، المقيم منهم والمضطرب بماله ، والمترفّق ببدنه ; فإنّهم موادُّ المنافع ، وأسباب المرافق ، وجلاّبُها من المَباعد والمَطارح (٤)، فى بَرّك وبحرك ، وسهلك وجبلك ، وحيث لا يلتئم الناس لمواضعها ، ولا يجترئون عليها ; فإنّهم سِلم لا تُخاف بائقتُه ، وصُلحٌ لا تُخشي غائلتُه . وتفقّد اُمورهم بحضرتك ،


(١) تفسير العيّاشى : ١ / ١٥٠ / ٤٩٤ ، بحار الأنوار : ١٠٣ / ٥٣ / ١٥ .
(٢) الكافى : ٥ / ١٤٩ / ٩ عن محمّد بن مسلم عن الإمام الصادق  ¼ ، من لا يحضره الفقيه : ٣ / ١٩٣ / ٣٧٢٣ ، الخصال : ٦٢١ / ١٠ عن أبى بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه  (ع) وزاد فى آخره "و إنّ الله عزّ وجلّ يحبّ العبد المحترف الأمين" .
(٣) الكافى : ٥ / ٣١٩ / ٥٩ عن الفضل بن أبى قرّة عن الإمام الصادق  ¼ ، من لا يحضره الفقيه : ٣ / ١٩٢ / ٣٧٢٢ ، عدّة الداعى : ٧٢ ، عوالى اللآلى : ١ / ٢٦٧ / ٦٨ وفيه قوله  ½ .
(٤) الطَّرَح : البُعد والمكان البعيد (لسان العرب : ٢ / ٥٢٨) .

 ١٧٥ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / مراقبة السوق مباشرة

وفى حواشى بلادك(١) .

١٤٦٧ ـ عنه  ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر (فى رواية تحف العقول) ـ : ثمّ التجّار وذوى الصناعات فاستوصِ وأوصِ بهم خيراً ; المقيم منهم ، والمضطرب(٢) بماله ، والمترفّق بيده ; فإنّهم موادّ للمنافع ، وجلاّبها فى البلاد فى برّك وبحرك وسهلك وجبلك ، وحيث لا يلتئم الناس لمواضعها ولا يجترئون عليها من بلاد أعدائك من أهل الصناعات التى أجري الله الرفق منها علي أيديهم فاحفظ حرمتهم ، وآمن سبلهم ، وخُذ لهم بحقوقهم ; فإنّهم سلم لا تُخاف بائقته ، وصلح لا تُحذر غائلته ، أحبّ الاُمور إليهم أجمعها للأمن وأجمعها للسلطان ، فتفقّد اُمورهم بحضرتك ، وفى حواشى بلادك(٣) .

٥ / ٦

مراقبة السوق مباشرة

١٤٦٨ ـ الإمام الباقر  ¼ : كان أمير المؤمنين  ¼ بالكوفة عندكم يغتدى كلّ يوم بكرة من القصر ، فيطوف فى أسواق الكوفة سوقاً سوقاً ومعه الدرّة علي عاتقه ، وكان لها طرفان ، وكانت تسمّي : السبيبة ، فيقف علي أهل كلّ سوق ، فينادى : يا معشر التجّار ، اتّقوا الله عزّ وجلّ .


(١) نهج البلاغة : الكتاب ٥٣ .
(٢) المضطرب بماله : المتردّد به بين البلدان .
(٣) تحف العقول : ١٤٠ .

 ١٧٦ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / مراقبة السوق مباشرة

فإذا سمعوا صوته  ¼ ألقَوا ما بأيديهم ، وأرعَوا(١) إليه بقلوبهم ، وسمعوا بآذانهم . فيقول  ¼ : قدّموا الاستخارة ، وتبرّكوا بالسهولة ، واقتربوا من المبتاعين ، وتزيّنوا بالحلم ، وتناهوا عن اليمين ، وجانبوا الكذب ، وتجافوا عن الظلم ، وأنصفوا المظلومين ، ولا تقربوا الربا ، وأوفوا الكيل والميزان ، ولا تبخسوا الناس أشياءهم ، ولا تعثوا فى الأرض مفسدين . فيطوف  ¼ فى جميع أسواق الكوفة ، ثمّ يرجع فيقعد للناس(٢) .

١٤٦٩ ـ الإمام الحسين  ¼ : إنّه [ عليّاً  ¼ ] ركب بغلة رسول الله  ½ الشهباء بالكوفة ، فأتي سوقاً سوقاً ، فأتي طاق اللحّامين ، فقال بأعلي صوته : يا معشر القصّابين ، لا تنخعوا ، ولا تعجّلوا الأنفس حتي تزهق ، وإيّاكم والنفخ فى اللحم للبيع ; فإنّى سمعت رسول الله  ½ ينهي عن ذلك .

ثمّ أتي التمّارين فقال : أظهروا من ردىّ بيعكم ما تظهرون من جيّده .

ثمّ أتي السمّاكين فقال : لا تبيعوا(٣) إلاّ طيّباً ، وإيّاكم وما طفا(٤) .

ثمّ أتي الكناسة(٥) فإذا فيها أنواع التجارة ; من نحّاس ، ومن مائع ، ومن قمّاط ،


(١) أرعي إليه: استمع، وأرعَيتُ فلاناً سمعى: إذا استمعتَ إلي ما يقول وأصغيت إليه (لسان العرب:١٤/٣٢٧).
(٢) الكافى : ٥ / ١٥١ / ٣ ، تهذيب الأحكام : ٧ / ٦ / ١٧ ، الأمالى للمفيد : ١٩٧ / ٣١ كلّها عن جابر ، من لا يحضره الفقيه : ٣ / ١٩٣ / ٣٧٢٦ ، الأمالى للصدوق : ٥٨٧ / ٨٠٩ وليس فى الثلاثة الأخيرة من "اتّقوا الله عزّ وجلّ" إلي "بآذانهم" ، السرائر : ٢ / ٢٣٠ ، تحف العقول : ٢١٦ نحوه .
(٣) فى المصدر : "تبيعون" وهو تصحيف ، والصحيح ما أثبتناه كما فى دعائم الإسلام .
(٤) فى المصدر : "و ما حلفا" ، والصحيح ما أثبتناه كما فى دعائم الإسلام .
(٥) الكُنَاسَة : محلّة بالكوفة ، عندها واقع يوسف بن عمر الثقفى زيد بن علىّ بن الحسين (معجم البلدان : ٤ / ٤٨١) .

 ١٧٧ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / مراقبة السوق مباشرة

ومن بائع إبر(١) ، ومن صيرفىّ ، ومن حنّاط ، ومن بزّاز ، فنادي بأعلي صوته : إنّ أسواقكم هذه يحضرها الأيمان ، فشوبوا أيمانكم بالصدقة ، وكفّوا عن الحلف ; فإنّ الله عزّ وجلّ لا يقدّس من حلف باسمه كاذباً(٢) .

١٤٧٠ ـ فضائل الصحابة عن أبى الصهباء : رأيت علىّ بن أبى طالب بشطّ الكلأ يسأل عن الأسعار(٣) .

١٤٧١ ـ دعائم الإسلام : إنّه [عليّاً  ¼ ] كان يمشى فى الأسواق ، وبيده درّة يضرب بها من وجد من مطفّف أو غاشّ فى تجارة المسلمين .

قال الأصبغ : قلتُ له يوماً أنا أكفيك هذا يا أمير المؤمنين ، واجلس فى بيتك ! قال : ما نصحتنى يا أصبغ(٤) .

١٤٧٢ ـ تاريخ دمشق عن أبى سعيد : كان علىّ يأتى السوق فيقول : يا أهل السوق ، اتّقوا الله ، وإيّاكم والحلف ; فإنّ الحلف ينفق السلعة ، ويمحق البركة . وإنّ التاجر فاجر ، إلاّ من أخذ الحقّ ، وأعطي الحقّ ، والسلام عليكم(٥) .

١٤٧٣ ـ ربيع الأبرار : كان علىّ  ¼ يمرّ فى السوق علي الباعة ، فيقول لهم : أحسنوا ، أرخصوا بيعكم علي المسلمين ; فإنّه أعظم للبركة(٦) .


(١) فى دعائم الإسلام : "من نخّاس وقمّاط وبائع إبل" .
(٢) الجعفريّات : ٢٣٨ ، دعائم الإسلام : ٢ / ٥٣٨ / ١٩١٣ عن الأصبغ نحوه .
(٣) فضائل الصحابة لابن حنبل : ١ / ٥٤٧ / ٩١٩ ، ذخائر العقبي : ١٩٢ .
(٤) دعائم الإسلام : ٢ / ٥٣٨ / ١٩١٣ .
(٥) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٠٩ ، المصنّف لابن أبى شيبة : ٥ / ٢٦٠ / ٤ عن زاذان نحوه إلي "البركة" ; الغارات : ١ / ١١٠ .
(٦) ربيع الأبرار : ٤ / ١٥٤ .

 ١٧٨ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / مراقبة السوق مباشرة

١٤٧٤ ـ تاريخ دمشق عن زاذان : إنّه [عليّاً  ¼ ] كان يمشى فى الأسواق وحده وهو وال ، يرشد الضالّ ، ويعين الضعيف ، ويمرّ بالبيّاع والبقّال فيفتح عليه القرآن . وقرأ : ³ تِلْكَ الدَّارُ الاَْخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الاَْرْضِ وَلاَ فَسَادًا  ²  (١) ، فقال : نزلت هذه فى أهل العدل والتواضع من الولاة ، وأهل القدرة من سائر الناس(٢) .

١٤٧٥ ـ مكارم الأخلاق عن وشيكة : رأيت عليّاً  ¼ يتّزر فوق سرّته ، ويرفع إزاره إلي أنصاف ساقَيه ، وبيده درّة يدور فى السوق ، يقول : اتّقوا الله ، وأوفوا الكيل ، كأنّه معلّم صبيان(٣) .

١٤٧٦ ـ الطبقات الكبري عن جرموز : رأيت عليّاً وهو يخرج من القصر وعليه قطريّتان : إزار إلي نصف الساق ، ورداء مشمّر قريب منه ، ومعه درّة له يمشى بها فى الأسواق ، ويأمرهم بتقوي الله ، وحسن البيع ، ويقول : أوفوا الكيل والميزان ، ويقول : لا تنفخوا اللحم(٤) .

١٤٧٧ ـ مكارم الأخلاق عن عبد الله بن عبّاس : لمّا رجع من البصرة وحمل المال ودخل الكوفة وجد أمير المؤمنين  ¼ قائماً فى السوق ، وهو ينادى بنفسه :


(١) القصص : ٨٣ .
(٢) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٨٩ ، البداية والنهاية : ٨ / ٥ ; المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١٠٤ نحوه وليس فيه من "فقال : نزلت . . ." ، مجمع البيان : ٧ / ٤٢٠ وراجع فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٢١ / ١٠٦٤ .
(٣) مكارم الأخلاق : ١ / ٢٤٧ / ٧٣٢ .
(٤) الطبقات الكبري : ٣ / ٢٨ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٨٤ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٦٤٥ ; شرح الأخبار : ٢ / ٣٦٤ / ٧٢٥ نحوه .

 ١٧٩ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / مراقبة السوق مباشرة

معاشر الناس ، من أصبناه بعد يومنا هذا يبيع الجرّى والطافى والمارماهى علَوناه بدرّتنا هذه ـ وكان يقال لدرّته : السبتيّة ـ .

قال ابن عبّاس : فسلّمت عليه ، فردّ علىَّ السلام ، ثمّ قال : يابن عبّاس ، ما فعل المال ؟ فقلت : ها هو يا أمير المؤمنين ، وحملتُه إليه ، فقرّبنى ، ورحّب بى .

ثمّ أتاه مناد ومعه سيفه ينادى عليه بسبعة دراهم ، فقال : لو كان لى فى بيت مال المسلمين ثمن سِواكِ أراك ما بعتُه ، فباعه ، واشتري قميصاً بأربعة دراهم له ، وتصدّق بدرهمين ، وأضافنى بدرهم ثلاثة أيّام(١) .

١٤٧٨ ـ فضائل الصحابة عن أبى مطر البصرى : أنّه شهد عليّاً أتي أصحاب التمر وجارية تبكى عند التمّار ، فقال : ما شأنكِ ؟ قالت : باعنى تمراً بدرهم ، فردّه مولاى ، فأبي أن يقبله .

قال : يا صاحب التمر ، خذ تمرك ، واعطِها درهمَها ; فإنّها خادم ، وليس لها أمر . فدفع عليّاً ، فقال له المسلمون : تدرى من دفعت ؟ ! ! قال : لا . قالوا : أمير المؤمنين ! ! فصبّ تمرها ، وأعطاها درهمها .

قال : اُحبّ أن ترضي عنّى ! قال : ما أرضانى عنك إذا أوفيتَ الناس حقوقَهم(٢) .

١٤٧٩ ـ مكارم الأخلاق عن مختار التمّار : كنت أبيتُ فى مسجد الكوفة ، وأنزل فى الرحبة ، وآكل الخبز من البقّال ـ وكان من أهل البصرة ـ . فخرجت ذات يوم ،


(١) مكارم الأخلاق : ١ / ٢٤٩ / ٧٤٠ .
(٢) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٢١ / ١٠٦٢ ، ربيع الأبرار : ٤ / ١٥٣ نحوه وراجع المناقب للكوفى : ٢ / ٦٠ / ٥٤٧ .

 ١٨٠ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / مراقبة السوق مباشرة

فإذا رجل يُصوّت بى : ارفع إزارك ; فإنّه أنقي لثوبك ، وأتقي لربّك . فقلتُ : من هذا ؟ فقيل : علىّ بن أبى طالب .

فخرجت أتبَعُه وهو متوجّه إلي سوق الإبل ، فلمّا أتاها وقف ، وقال : يا معشر التجّار ، إيّاكم واليمين الفاجرة ; فإنّها تنفق السلعة ، وتمحق البركة .

ثمّ مضي حتي أتي إلي التمّارين ، فإذا جارية تبكى علي تمّار ، فقال : ما لكِ ؟ قالت : إنّى أمة ، أرسلنى أهلى أبتاعُ لهم بدرهم تمراً ، فلمّا أتيتُهم به لم يرضوه ، فرددتُه ، فأبي أن يقبله ! فقال : يا هذا ، خذ منها التمر ، وردّ عليها درهمها . فأبي ، فقيل للتمّار : هذا علىّ بن أبى طالب ، فقبل التمر ، وردّ الدرهم علي الجارية ، وقال : ما عرفتُك يا أمير المؤمنين ، فاغفر لى . فقال :يا معشر التجّار ، اتّقوا الله ، وأحسنوا مبايعتكم ، يغفر الله لنا ولكم .

ثمّ مضي ، وأقبلت السماءُ بالمطر ، فدنا إلي حانوت ، فأستأذن ، فلم يأذن له صاحب الحانوت ودفعه ، فقال : يا قنبر ، أخرجه إلىَّ ، فعلاه بالدرّة ، ثمّ قال : ما ضرَبتُك لدفعِك إيّاى ، ولكنّى ضربتُك لئلاّ تدفع مسلماً ضعيفاً فتكسر بعض أعضائه فيلزمك .

ثمّ مضي حتي أتي سوق الكرابيس ، فإذا هو برجل وسيم ، فقال : يا هذا ، عندك ثوبان بخمسة دراهم ؟ فوثب الرجل فقال : يا أمير المؤمنين ، عندى حاجتك . فلمّا عرفه مضي عنه . فوقف علي غلام ، فقال : يا غلام ، عندك ثوبان بخمسة دراهم ؟ قال : نعم عندى ، فأخذ ثوبين ; أحدهما بثلاثة دراهم ، والآخر بدرهمين ، فقال : يا قنبر ، خذ الذى بثلاثة . فقال : أنت أولي به ; تصعد المنبر ، وتخطب الناس . قال : وأنت شابّ ولك شرّة الشباب ، وأنا أستحيى من ربّى أن أتفضّل عليك ; سمعتُ رسول الله  ½ يقول : ألبسوهم ممّا تلبسون ، وأطعموهم

 ١٨١ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / منع الاحتكار

ممّا تطعمون .

فلمّا لبس القميص مدّ يده فى ذلك ، فإذا هو يفضل عن أصابعه ، فقال : اقطع هذا الفضل ، فقطعه ، فقال الغلام : هلمّ أكفّه ، قال : دَعه كما هو ; فإنّ الأمر أسرع من ذلك(١) .

١٤٨٠ ـ تاريخ الطبرى عن يزيد بن عدى بن عثمان : رأيت عليّاً  ¼ خارجاً من همدان ، فرأي فئتين يقتتلان ، ففرّق بينهما ، ثمّ مضي ، فسمع صوتاً : يا غوثا بالله ! فخرج يحضر نحوه حتي سمعتُ خفقَ نعله وهو يقول : أتاك الغوثُ ، فإذا رجل يلازم رجلاً ، فقال : يا أمير المؤمنين ، بعتُ هذا ثوباً بتسعة دراهم ، وشرطتُ عليه ألاّ يعطينى مغموزاً(٢) ولا مقطوعاً ـ وكان شرطهم يومئذ ـ فأتيتُه بهذه الدراهم ليبدلها لى ، فأبي ، فلزمتُه ، فلَطَمنى !

فقال : أبدله . فقال : بيّنتُك علي اللطمة ؟ فأتاه بالبيّنة . فأقعده ، ثمّ قال : دونك فاقتصّ ! فقال : إنّى قد عفوتُ يا أمير المؤمنين . قال : إنّما أردتُ أن أحتاط فى حقّك ، ثمّ ضرب الرجل تسع درّات ، وقال : هذا حقّ السلطان(٣) .

٥ / ٧

منع الاحتكار

١٤٨١ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ من كتابه إلي رفاعة ـ : إنْهَ عن الحُكرة ، فمن ركب النهىَ


(١) مكارم الأخلاق : ١ / ٢٢٤ / ٦٥٩ وراجع الغارات : ١ / ١٠٥ والمناقب للكوفى : ٢ / ٦٠٢ / ١١٠٣ وفضائل الصحابة لابن حنبل : ١ / ٥٢٨ / ٨٧٨ والمنتخب من مسند عبد بن حميد : ٦٢ / ٩٦ وتاريخ دمشق : ٤٢/٤٨٥ وصفة الصفوة : ١/١٣٤ والمناقب للخوارزمى: ١٢١/١٣٦ والبداية والنهاية: ٨/٤ .
(٢) ليس فيه مغْمَزَة : أى عيب (مجمع البحرين : ٢ / ١٣٣٥) .
(٣) تاريخ الطبرى : ٥ / ١٥٦ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٤٢ نحوه وفيه "رجلين" بدل "فئتين" .

 ١٨٢ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / سياسة أخذ الخراج

فأوجِعه ، ثمّ عاقبه بإظهار ما احتكر(١) .

١٤٨٢ ـ عنه  ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : ثمّ استوصِ بالتّجار وذوى الصناعات . . . واعلم ـ مع ذلك ـ أنّ فى كثير منهم ضيقاً فاحشاً ، وشُحّاً قبيحاً ، واحتكاراً للمنافع ، وتحكّماً فى البياعات ، وذلك باب مضرّة للعامّة ، وعيب علي الولاة ، فامنع من الاحتكار ، فإنّ رسول الله  ½ منع منه .

وليكن البيع بيعاً سمحاً ، بموازين عدل ، وأسعار لا تجحف بالفريقين من البائع والمبتاع .

فمن قارف حُكرة بعد نهيك إيّاه فنكّل به ، وعاقبه فى غير إسراف(٢) .

٥ / ٨

سياسة أخذ الخراج

١٤٨٣ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى كتابه إلي اُمراء الخراج ـ : بسم الله الرحمن الرحيم . من عبد الله علىّ أمير المؤمنين إلي اُمراء الخراج ، أمّا بعد ، فإنّه من لم يحذر ما هو صائر إليه لم يقدّم لنفسه ولم يحرزها ، ومن اتّبع هواه وانقاد له علي ما يعرف نفع عاقبته عمّا قليل ليصبحنّ من النادمين .

ألا وإنّ أسعد الناس فى الدنيا من عدل عمّا يعرف ضرّه ، وإنّ أشقاهم من اتّبع هواه . فاعتبروا .

واعلموا أنّ لكم ما قدّمتم من خير ، وما سوي ذلك وددتُم لو أنّ بينكم وبينه أمَدَاً بعيداً ، ويحذّركم الله نفسه ، والله رؤوف ورحيم بالعباد . وإنّ عليكم ما فرّطتم


(١) دعائم الإسلام : ٢ / ٣٦ / ٨٠ .
(٢) نهج البلاغة : الكتاب ٥٣ ، تحف العقول : ١٤٠ .

 ١٨٣ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / سياسة أخذ الخراج

فيه . وإنّ الذى طلبتم لَيسير ، وإنّ ثوابه لكبير .

ولو لم يكن فيما نُهىَ عنه من الظلم والعدوان عقابٌ يخاف ، كان فى ثوابه ما لا عذرَ لأحد بترك طَلِبته ، فارحموا تُرحموا ، ولا تعذّبوا خلق الله ، ولا تكلّفوهم فوق طاقتهم ، وأنصفوا الناس من أنفسكم ، واصبروا لحوائجهم ; فإنّكم خزّان الرعيّة . لا تتّخِذُنّ حُجّاباً ، ولا تَحجُبُنّ أحداً عن حاجته حتي ينهيها إليكم ، ولا تأخذوا أحداً بأحد ، إلاّ كفيلاً عمّن كفل عنه ، واصبروا أنفسكم علي ما فيه الاغتباط ، وإيّاكم وتأخير العمل ، ودفع الخير ; فإنّ فى ذلك الندم . والسلام(١) .

١٤٨٤ ـ الكافى عن مهاجر عن رجل من ثقيف : استعملنى علىّ بن أبى طالب  ¼ علي بانقيا(٢) وسواد من سواد الكوفة ، فقال لى ـ والناس حضور ـ : انظر خراجك فجُد فيه ، ولا تترك منه درهماً ، فإذا أردتَ أن تتوجّه إلي عملك فمُرّ بى .

قال : فأتيتُه ، فقال لى : إنّ الذى سمعتَ منّى خدعة ، إيّاك أن تضرب مسلماً أو يهوديّاً أو نصرانيّاً فى درهم خراج ، أو تبيع دابّة عمل فى درهم ، فإنّما اُمرنا أن نأخذ منهم العفو(٣) .

١٤٨٥ ـ السنن الكبري عن عبد الملك بن عمير : أخبرنى رجل من ثقيف قال : استعملنى علىّ بن أبى طالب   ¢ علي بُزُرْجَسابور(٤) ، فقال : لا تضربنّ رجلاً سوطاً فى جباية درهم ، ولا تبيعنّ لهم رزقاً ، ولا كسوة شتاء ولا صيف ، ولا دابّة


(١) وقعة صفّين : ١٠٨ ; المعيار والموازنة : ١٢٢ نحوه وراجع نهج البلاغة : الكتاب ٥١ .
(٢) بانقيا : ناحية من نواحى الكوفة (معجم البلدان : ١ / ٣٣١) .
(٣) الكافى : ٣ / ٥٤٠ / ٨ ، تهذيب الأحكام : ٤ / ٩٨ / ٢٧٥ عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن رجل من ثقيف ، من لا يحضره الفقيه : ٢ / ٢٤ / ١٦٠٥ .
(٤) بُزُرْجَسابور : من طساسيج بغداد (معجم البلدان : ١ / ٤١٠) .

 ١٨٤ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / سياسة أخذ الخراج

يعتملون عليها ، ولا تُقِم رجلاً قائماً فى طلب درهم .

قال : قلتُ : يا أمير المؤمنين ، إذاً أرجع إليك كما ذهبتُ من عندك ! قال : وإن رجعتَ كما ذهبتُ ، وَيحك إنّما اُمرنا أن نأخذ منهم العفو ـ يعنى الفضل ـ(١) .

١٤٨٦ ـ تاريخ دمشق عن عبد الملك بن عمير : حدّثنى رجل من ثقيف أنّ عليّاً استعمله علي عُكبَرَا(٢) ـ قال : ولم يكن السواد يسكنه المصلّون ـ فقال لى بين أيديهم : لتستوفى خراجهم ، ولا يجدون فيك رخصة ، ولا يجدون فيك ضعفاً . ثمّ قال لى : إذا كان عند الظهر فرُح إلىَّ . فرُحتُ إليه ، فلم أجد عليه حاجباً يحجبنى دونه ، وجدتُه جالساً وعنده قدح وكوز فيه ماء ، فدعا مطيّبه(٣) ، فقلتُ فى نفسى : لقد أمننى حتي يُخرِج إلىَّ جوهراً(٤) ـ إذ لا أدرى ما فيها ، فإذا عليها خاتم ، فكسر الخاتم فإذا فيها سويق ، فأخرج منه وصبّ فى القدح ، فصبّ عليه ماء ، فشرب وسقانى .

فلم أصبر أن قلت له : يا أمير المؤمنين ، أ تصنع هذا بالعراق ؟ ! ! طعام العراق أكثر من ذلك ! !

قال : أما والله ما أختم عليه بُخلاً عليه ، ولكنّى أبتاع قدر ما يكفينى ، فأخاف


(١) السنن الكبري : ٩ / ٣٤٥ / ١٨٧٣٦ ، اُسد الغابة : ٤ / ٩٨ / ٣٧٨٩ وفيه "مدرج سابور" بدل "بُزُرْجسابور" ، كنز العمّال : ٤ / ٥٠١ / ١١٤٨٨ نقلاً عن سنن سعيد بن منصور وفيه "برج سابور" .
(٢) عُكبَرَا ـ يمدّ ويقصرـ : قال حمزة الأصبهانى ، بُزُرْجَسابور معرّب عن وزرك شافور وهى المسمّاة بالسريانيّة عُكْبَرَا . . . وهو اسم بُليدة من نواحى دُجيل ، قرب صريفين وأوانا ، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ (معجم البلدان : ٤ / ١٤٢) .
(٣) كذا ، وفى حلية الأولياء : "بطينة" وفى هامشه : "كذا فى "ز" وفى "ج" بظبية ، ولعله الصحيح ، والظبية : جراب صغير أو هى شبه الخريطة والكيس" .
(٤) فى المصدر "جوهر" والصحيح ما أثبتناه كما فى حلية الاولياء .

 ١٨٥ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / سياسة أخذ الخراج

إن نمي(١) فيصنع فيه من غيره ، فإنّما حفظى لذلك ، وأكره أن اُدخل بطنى إلاّ طيّباً . وإنّى لم أستطِع أن أقول لك إلاّ الذى قلتُ لك بين أيديهم ، إنّهم قوم خدع ، ولكنّى آمرك الآن بما تأخذهم به ، فإن أنت فعلتَ وإلاّ أخذك الله به دونى ، فإن يبلغنى عنك خلاف ما أمرتُك عزلتُك ! فلا تبيعنّ(٢) لهم رزقاً يأكلونه ، ولا كسوة شتاء ولا صيف ، ولا تضربنّ رجلاً منهم سوطاً فى طلب درهم ، ولا تُقبّحه فى طلب درهم ; فإنّا لم نؤمر بذلك ، ولا تبيعنّ لهم دابّة يعملون عليها ، إنّما اُمرنا أن نأخذ منهم العفو .

قال : قلت : إذاً أجيؤك كما ذهبتُ ! قال : وإن فعلت .

قال : فذهبت فتتبّعتُ ما أمرنى به ، فرجعتُ والله ما بقى علىَّ درهم واحد إلاّ وفيته(٣) .

١٤٨٧ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ من عهده إلي بعض عمّاله وقد بعثه علي الصدقة ـ : أمره بتقوي الله فى سرائر أمره ، وخفيّات عمله ، حيث لا شهيد غيره ، ولا وكيل دونه . وأمره أن لا يعمل بشىء من طاعة الله فيما ظهر ، فيخالف إلي غيره فيما أسرّ ، ومن لم يختلف سرّه وعلانيته وفعله ومقالته ، فقد أدّي الأمانة ، وأخلص العبادة .

وأمره أن لا يَجبَهُهم ، ولا يَعضَهُهم(٤) ، ولا يرغب عنهم ، تفضّلاً بالإمارة عليهم ;


(١) كذا فى المصدر ، وفى حلية الأولياء : "فأخاف أن يغني فيُصنع من غيره" وهى أظهر .
(٢) فى الطبعة المعتمدة : "يتبعنّ" وهو تصحيف والتصحيح من تاريخ دمشق "ترجمة الامام علىّ  ¼ " تحقيق محمّد باقر المحمودى (٣ / ١٩٩ / ١٢٤٩) .
(٣) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٨٧ ، حلية الأولياء : ١ / ٨٢ وفيه إلي "طيّباً" وراجع المعيار والموازنة : ٢٤٨ وكنز العمّال : ٥ / ٧٧٣ / ١٤٣٤٦ وشرح الأخبار : ٢ / ٣٦٤ / ٧٢٦ .
(٤) العَضَهُ والعِضَهُ والعَضيهةُ : البَهيتة ، وهى الإفك والبهتان والنميمة (لسان العرب : ١٣ / ٥١٥) .

 ١٨٦ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / سياسة أخذ الخراج

فإنّهم الإخوان فى الدين ، والأعوان علي استخراج الحقوق .

وإنّ لك فى هذه الصدقة نصيباً مفروضاً ، وحقّاً معلوماً ، وشركاء أهل مسكنة ، وضعفاء ذوى فاقة ، وإنّا موفّوك حقّك ، فوفِّهم حقوقَهم ، وإلاّ تفعل فإنّك من أكثر الناس خصوماً يوم القيامة ، وبؤسي لمن خصمُه عند الله الفقراءُ والمساكين والسائلون والمدفوعون والغارمون وابن السبيل .

ومن استهان بالأمانة ، ورتع فى الخيانة ، ولم ينزّه نفسه ودينه عنها ، فقد أحلّ بنفسه الذلّ والخزى فى الدنيا ، وهو فى الآخرة أذلّ وأخزي . وإنّ أعظم الخيانة خيانة الاُمّة ، وأفظع الغشّ غشّ الأئمّة . والسلام(١) .

١٤٨٨ ـ عنه  ¼ ـ من وصيّة له كان يكتبها لمن يستعمله علي الصدقات(٢) ـ : انطلق علي تقوي الله وحده لا شريك له ، ولا تَروعن مسلماً ، ولا تجتازنّ عليه كارهاً ، ولا تأخذنّ منه أكثر من حقّ الله فى ماله ، فإذا قدمت علي الحىّ فانزل بمائهم من غير أن تخالط أبياتهم ، ثمّ امضِ إليهم بالسكينة والوقار حتي تقوم بينهم فتسلّم عليهم ، ولا تُخدِج(٣) بالتحيّة لهم ، ثمّ تقول : عبادَ الله ، أرسلنى إليكم ولىّ الله وخليفته لآخذ منكم حقّ الله فى أموالكم ، فهل لله فى أموالكم من حقّ فتؤدّوه إلي وليّه ؟ فإن قال قائل : لا ، فلا تراجعه . وإن أنعم لك منعم فانطلق معه من غير أن تُخيفه أو توعده أو تعسفه أو ترهقه ، فخذ ما أعطاك من ذهب أو فضة . فإن كان له ماشية أو إبل فلا تدخلها إلاّ بإذنه ، فإنّ أكثرها له ، فإذا أتيتَها فلا تدخل


(١) نهج البلاغة : الكتاب ٢٦ ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٥٢٨ / ٧١٩ وراجع دعائم الإسلام : ١ / ٢٥٢ .
(٢) قال الشريف الرضى : وإنّما ذكرنا هنا جملاً ليعلم بها أنّه  ¼ كان يقيم عماد الحقّ ويشرع أمثلة العدل فى صغير الاُمور وكبيرها ودقيقها وجليلها .
(٣) الخداج : النقصان (لسان العرب : ٢ / ٢٤٨) .

 ١٨٧ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / سياسة أخذ الخراج

عليها دخول متسلّط عليه ولا عنيف به .

ولا تُنفِّرنّ بهيمة ولا تُفزِعنَّها ، ولا تَسوءنَّ صاحبَها فيها . واصدع المال صدعين ، ثمّ خيّره ، فإذا اختار فلا تَعرضنَّ لما اختاره . ثمّ اصدع الباقى صدعين ، ثمّ خيّره ، فإذا اختار فلا تَعرضنَّ لما اختاره . فلا تزال كذلك حتي يبقي ما فيه وفاء لحقّ الله فى ماله ، فاقبض حقّ الله منه . فإن استقالك فأقِله ، ثمّ اخلطهما ، ثمّ اصنع مثل الذى صنعت أوّلاً حتي تأخذ حقّ الله فى ماله .

ولا تأخذنّ عَوداً(١) ، ولا هَرِمة ، ولا مكسورة ، ولا مهلوسة ، ولا ذات عوار ، ولا تَأمننَّ عليها إلاّ من تثقُ بدينه ، رافقاً بمال المسلمين حتي يوصله إلي وليّهم فيقسمه بينهم ، ولا تُوكّل بها إلاّ ناصحاً شفيقاً ، وأميناً حفيظاً ، غير مُعنِف ولا مُجحف(٢) ، ولا مُلغِب(٣) ولا مُتعِب . ثمّ احدُر إلينا ما اجتمع عندك نُصيِّره حيث أمر الله به .

فإذا أخذها أمينُك فأوعز إليه ألاَّ يَحولَ بين ناقة وبين فصيلها ، ولا يمصُر(٤) لبنها فيضرّ ذلك بولدها ، ولا يَجهدنّها ركوباً ، وليعدل بين صواحباتها فى ذلك وبينها ، وليُرفِّه علي اللاغب .


(١) العَوْد : الجمل المُسِنّ وفيه بقيّة (لسان العرب : ٣ / ٣٢١) .
(٢) العُنف : ضدّ الرفق ، والعنيف : مَن لا رِفق له بركوب الخيل ، وقيل : هو الذى لا يُحسن الركوب ، والعنيف أيضاً : الشديد من السَّير . وأجحف بهم فلان : كلّفهم ما لا يطيقون (تاج العروس : ١٢ / ٣٩٩ و ٤٠٠ وص ١٠٧) .
(٣) لَغِبَ : أعيا أشدّ الإعياء ، وفى الصحاح : اللغوب : التعب والإعياء ، وألغَبَه السيرُ وتلغّبَه : أتعبَه (تاج العروس : ٢ / ٤٠٧) .
(٤) المَصْر : حلبُ كلّ ما فى الضرع ، وفى حديث علىّ  ¼ "و لا يمصر لبنها" يريد : لا يكثر من أخذ لبنها (لسان العرب : ٥ / ١٧٥) .

 ١٨٨ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / سياسة أخذ الخراج

وليَستأنِ بالنَّقِبْ(١) والظالِع(٢) ، وليوردها ما تمرّ به من الغُدُر ، ولا يَعدِل بها عن نبت الأرض إلي جوادّ الطرقِ ، وليُروِّحها فى الساعات ، وليُمهِلها عند النِّطافِ(٣) والأعشاب ; حتي تأتينا بإذن الله بُدّنا مُنقِيات غير مُتعَبات ولا مَجهودات ، لنقسمها علي كتاب الله وسنّة نبيه  ½ ; فإنّ ذلك أعظم لأجرك ، وأقرب لرشدك ، إن شاء الله(٤) .

١٤٨٩ ـ عنه  ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : وتفقّد أمرَ الخراج بما يصلح أهله ; فإنّ فى صلاحه وصلاحهم صلاحاً لمن سواهم ، ولا صلاحَ لمن سواهم إلاّ بهم ; لأنّ الناس كلّهم عيال علي الخراج وأهله . وليَكُن نظرك فى عمارة الأرض أبلغ من نظرك فى استجلاب الخراج ، لأنّ ذلك لا يُدرك إلاّ بالعمارة ; ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد ، وأهلك العباد ، ولم يستقم أمرهُ إلاّ قليلاً . فإنْ شكوا ثقلاً أو علّةً ، أو انقطاع شرب أو بالّة ، أو إحالة أرض اغتمرها غرقٌ ، أو أجحف بها عطشٌ ، خفّفت عنهم بما ترجو أن يصلح به أمرهم ; ولا يثقلنّ عليك شيءٌ خفّفت به المؤونة عنهم ، فإنه ذخرٌ يعودون به عليك فى عمارة بلادك ، وتزيين ولايتك ، مع استجلابك حسن ثنائهم وتبجّحك باستفاضة العدل فيهم ، معتمداً فضل قوّتهم بما ذخرت عندهم من إجمامك لهم ، والثقة منهم بما عوّدتهم


(١) النَّقَب : رقّة الأخفاف ، نَقِبَ البعيرُ ينقَبُ فهو نَقِبٌ ، وفى حديث على  ¼ : "و ليستأنِ بالنَّقِب والظالِع" أى يَرفُق بهما ، ويجوز أن يكون من الجَرَب (لسان العرب : ١ / ٧٦٦) .
(٢) الظالِع : المائل ، والظَّالَع : الاعوجاج خِلقة يكون فى المشى مع المَيل (لسان العرب : ٨ / ٢٢٧) .
(٣) النُّطفة والنُّطافة : القليل من الماء (لسان العرب : ٩ / ٣٣٥) .
(٤) نهج البلاغة : الكتاب ٢٥ ، الكافى : ٣ / ٥٣٦ / ١ ، تهذيب الأحكام : ٤ / ٩٦ / ٢٧٤ كلاهما عن بريد ابن معاوية ، المقنعة : ٢٥٥ عن بريد العجلى ، الغارات : ١ / ١٢٦ عن عبد الرحمن بن سليمان وكلّها عن الإمام الصادق عنه    ¤ نحوه .

 ١٨٩ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / سياسة أخذ الخراج

من عدلك عليهم ورفقك بهم ، فربّما حدث من الاُمور ما إذا عوّلت فيه عليهم من بعدُ احتملوه طيّبةً أنفسهم به ; فإن العمران محتملٌ ما حمّلته ، وإنّما يؤتي خراب الأرض من إعواز أهلها ، وإنّما يُعوز أهلها لإشراف أنفس الولاة علي الجمع وسوء ظنّهم بالبقاء ، وقلّة انتفاعهم بالعِبر(١) .

١٤٩٠ ـ عنه  ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر (فى رواية تحف العقول) ـ : فاجمع إليك أهل الخراج من كلّ بلدانك ، ومُرهم فليُعلموك حال بلادهم وما فيه صلاحهم ورخاء جبايتهم ، ثمّ سَل عمّا يرفع إليك أهل العلم به من غيرهم ; فإن كانوا شكوا ثقلاً أو علّة من انقطاع شرب أو إحالة أرض اغتمرها غرق أو أجحف بهم العطش أو آفة خفّفتَ عنهم ما ترجو أن يصلح الله به أمرهم ، وإن سألوا معونة علي إصلاح ما يقدرون عليه بأموالهم فاكفهِم مؤونته ; فإنّ فى عاقبة كفايتك إيّاهم صلاحاً ، فلا يثقلنّ عليك شىء خفّفت به عنهم المؤونات ; فإنّه ذخر يعودون به عليك لعمارة بلادك ، وتزيين ولايتك ، مع اقتنائك مودّتهم وحسن نيّاتهم ، واستفاضة الخير ، وما يسهّل الله به من جلبهم ، فإنّ الخراج لا يُستخرج بالكدّ والأتعاب ، مع أنّها عقد(٢) تعتمد عليها إن حدثَ حدثٌ كنتَ عليهم معتمداً ; لفضل قوّتهم بما ذخرت عنهم من الجَمام(٣) ، والثقة منهم بما عوّدتهم من عدلك ورفقك ، ومعرفتهم بعذرك فيما حدث من الأمر الذى اتّكلت به عليهم ، فاحتملوه بطيب أنفسهم ، فإنّ العمران محتمل ما حمّلته ، وإنّما يؤتي خراب الأرض لإعواز أهلها ، وإنّما يعوز أهلها لإسراف الولاة وسوء ظنّهم بالبقاء وقلّة انتفاعهم


(١) نهج البلاغة : الكتاب ٥٣ وراجع دعائم الإسلام : ١ / ٣٦٢ .
(٢) العُقدة : كلّ شىء يستوثق الرجل به لنفسه ويعتمد عليه (لسان العرب : ٣ / ٢٩٩) .
(٣) الجَمام : الراحة (لسان العرب : ١٢ / ١٠٥) .

 ١٩٠ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / عدم التأخير فى توزيع أموال العامّة

بالعبر(١) .

٥ / ٩

عدم التأخير فى توزيع أموال العامّة

١٤٩١ ـ أنساب الأشراف عن أبى صالح السمّان : رأيت عليّاً دخل بيت المال ، فرأي فيه مالاً ، فقال : هذا هاهنا والناس يحتاجون ! ! فأمر به فقسّم بين الناس ، فأمر بالبيت فكُنس ، فنُضح ، وصلّي فيه(٢) .

١٤٩٢ ـ الغارات عن بكر بن عيسي ـ فى ذكر سيرة الإمام علىّ  ¼ ـ : إنّه كان يقسم ما فى بيت المال ، فلا تأتى الجمعةُ وفى بيت المال شىء . ويأمر ببيت المال فى كلّ عشيّة خميس فينضح بالماء ، ثمّ يصلّى فيه ركعتين(٣) .

١٤٩٣ ـ الغارات عن مجمّع التيمى : إنّ عليّاً  ¼ كان ينضح بيت المال ، ثمّ يتنفّل فيه ويقول : اشهد لى يوم القيامة أنّى لم أحبس فيك المال علي المسلمين(٤) .

١٤٩٤ ـ فضائل الصحابة عن مجمّع التيمى : إنّ عليّاً كان يأمر ببيت المال فيُكنس ، ثمّ ينضح ، ثمّ يصلّى ; رجاء أن يشهد له يوم القيامة أنّه لم يحبس فيه المال عن المسلمين(٥) .


(١) تحف العقول : ١٣٧ .
(٢) أنساب الأشراف : ٢ / ٣٧١ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٧٦ .
(٣) الغارات : ١ / ٦٩ وراجع حلية الأولياء : ٧ / ٣٠٠ .
(٤) الغارات : ١ / ٤٩ ; تاريخ الخلفاء : ٢١٣ نحوه وراجع المناقب للكوفى : ٢ / ٣٢ / ٥١٧ .
(٥) فضائل الصحابة لابن حنبل : ١ / ٥٣٣ / ٨٨٦ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٦٤٣ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٧٨ ، حلية الأولياء : ١ / ٨١ ، الاستيعاب : ٣ / ٢١١ / ١٨٧٥ كلّها نحوه وراجع الغارات : ١ / ٤٦ .

 ١٩١ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / عدم التأخير فى توزيع أموال العامّة

١٤٩٥ ـ تاريخ دمشق عن أبى حكيم صاحب الحفاء عن أبيه : إنّ عليّاً أعطي العطاء فى سنة ثلاث مرّات ، ثمّ أتاه مال من أصبهان ، فقال : اغدوا إلي العطاء الرابع ; إنّى لستُ لكم بخازن . قال : وقسم الحبال ، فأخذها قوم ، وردّها قوم(١) .

١٤٩٦ ـ مروج الذهب ـ فى حوادث سنة ٣٨ هـ ـ : قبض أصحابه [عليٍّ] عن علىّ فى هذه السنة ثلاثة أرزاق ـ علي حسب ما كان يُحمل إليه من المال من أعماله ـ ، ثمّ ورد عليه مال من أصبهان ، فخطب الناس ، وقال : اغدوا إلي عطاء رابع ; فو الله ما أنا لكم بخازن .

وكان فى عطائه اُسوة للناس ; يأخذ كما يأخذ الواحد منهم(٢) .

١٤٩٧ ـ الأمالى للطوسى عن هلال بن مسلم الجحدرى : سمعت جدّى جرّة ـ أو جوّة ـ قال : شهدت علىّ بن أبى طالب  ¼ اُتى بمال عند المساء ، فقال : اقسموا هذا المال . فقالوا : قد أمسينا يا أمير المؤمنين ! فأخّره إلي غد . فقال لهم : تقبلون(٣) لى أن أعيش إلي غد ؟ قالوا : ماذا بأيدينا ! قال : فلا تؤخّروه حتي تقسموه ، فاُتى بشمع ، فقسموا ذلك المال من تحت ليلتهم(٤) .

١٤٩٨ ـ الغارات عن الضحّاك بن مزاحم عن الإمام علىّ  ¼ : كان خليلى رسول الله  ½ لا يحبس شيئاً لغد ، وكان أبو بكر يفعل ، وقد رأي عمر بن الخطّاب فى ذلك أن دوّن الدواوين وأخّر المال من سنة إلي سنة ، وأمّا أنا فأصنع كما صنع


(١) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٧٧ ، الأموال : ٢٨٤ / ٦٧٣ ، كنز العمّال : ٤ / ٥٨٤ / ١١٧٠٣ .
(٢) مروج الذهب : ٢ / ٤٢١ .
(٣) القَبالة : الكفالة ، وقَبُل ـ بالضم ـ : إذا صار قَبيلاً ; أى كفيلاً (لسان العرب : ١١ / ٥٤٤) .
(٤) الأمالى للطوسى : ٤٠٤ / ٩٠٤ ، تنبيه الخواطر : ٢ / ١٧٣ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٩٥ عن سالم الجحدرى وفيه إلي "حتي تقسموه" .

 ١٩٢ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / عدم التأخير فى توزيع أموال العامّة

خليلى رسول الله  ½ .

قال : وكان علىّ  ¼ يعطيهم من الجمعة إلي الجمعة وكان يقول :

هذا جناىَ وخِيارهُ فِيه إذ كُلُّ جان يَدهُ إلي فِيه(١) (٢)

١٤٩٩ ـ شرح نهج البلاغة عن عبد الرحمن بن عجلان : كان علىٌّ  ¼ يقسم بين الناس الأبزار(٣) والحرف(٤) والكمُّون ، وكذا وكذا(٥) .

١٥٠٠ ـ شرح نهج البلاغة عن الشعبى : دخلت الرحبة بالكوفة ـ وأنا غلامٌ ـ فى غلمان ، فإذا أنا بعلىٍّ  ¼ قائماً علي صبرتين(٦) من ذهب وفضّة ، ومعه مخفقةٌ ، وهو يطرد الناس بمخفقته ، ثمّ يرجع إلي المال فيُقسِّمه بين الناس ، حتي لم يبقَ منه شيءٌ .

ثمّ انصرف ولم يحمل إلي بيته قليلاً ولا كثيراً ، فرجعت إلي أبى ، فقلت له : لقد رأيتُ اليوم خير الناس أو أحمق الناس ! قال : مَن هو يا بنىَّ ؟ قلتُ : علىّ بن أبى طالب أمير المؤمنين ، رأيتُه يصنع كذا ، فقصصتُ عليه ، فبكي ، وقال : يا بنىَّ ،


(١) قال ابن الأثير : هذا مَثلٌ ، أوّل من قاله عَمْرو ابن اُخت جَذِيمة الأبْرش ; كان يجنى الكَمْأة مع أصحاب له ، فكانوا إذا وَجَدوا خِيارَ الكَمْأة أكلوها ، وإذا وجدها عمروٌ جعلها فى كُمِّه حتي يأتى بها خالَه . وقال هذه الكلمة فسارت مثلاً . وأراد علىٌّ   ¢ بقَوْلها أنّه لم يَتَلطّخ بشىء من فَىء المسلمين بل وَضَعه مَواضِعَه (النهاية : ١ / ٣٠٩) .
(٢) الغارات : ١ / ٤٧ ، بحار الأنوار : ١٠٠ / ٦٠ / ٩ .
(٣) البِزْر : التابَل ، وجمعه : أبزار ، وأبازير جمع الجمع (لسان العرب : ٤ / ٥٦) .
(٤) الحُرف : حَبُّ الرَّشاد ، واحدته حُرفة . وقال الأزهرى : حَبّ كالخردل (لسان العرب : ٩ / ٤٥) .
(٥) شرح نهج البلاغة : ٢ / ١٩٩ ; الغارات : ١ / ٦٠ عن عبد الرحمن بن عجلان عن جدّته وزاد فيه "يصرّه صرراً" بعد "الأبزار" ، بحار الأنوار : ٤١ / ١٣٦ .
(٦) الصُّبرة : الكُدْس (لسان العرب : ٤ / ٤٤١) .

 ١٩٣ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / عدم التأخير فى توزيع أموال العامّة

بل رأيتَ خيرَ الناس(١) .

١٥٠١ ـ الإمام الباقر  ¼ : إنّ عليّاً اُتى بالمال فأقعد بين يديه الوزّان والنقّاد ، فكوَّم كومةً من ذهب ، وكومةً من فضَّة ، فقال : يا حمراء ويا بيضاء ، احمرّى وابيضّى وغرّى غيرى .

هذا جناىَ وخِيارهُ فِيه وكلُّ جان يَدهُ إلي فيه(٢)

١٥٠٢ ـ تاريخ دمشق عن أبى صالح السمّان : رأيتُ عليّاً دخل بيت المال ، فرأي فيه شيئاً ، فقال : لا(٣) أري هذا هاهنا وبالناس إليه حاجةٌ ! ! فأمر به فقسِّم ، وأمر بالبيت فكُنس ونضح ، فصلّي فيه ، أو قال(٤) فيه ; يعنى نام(٥) (٦) .

١٥٠٣ ـ الدعوات : كان أمير المؤمنين  ¼ إذا أعطي ما فى بيت المال أمر به فكُنس ، ثمّ صلّي فيه ، ثمّ يدعو ، فيقول فى دعائه : اللهمّ إنّى أعوذ بك من ذنب يحبط العمل ، وأعوذ بك من ذنب يُعجِّل النِّقم ، وأعوذ بك من ذنب يُغيّر النِّعم ،


(١) شرح نهج البلاغة : ٢ / ١٩٨ ; الغارات : ١ / ٥٤ ، بحار الأنوار : ٤١ / ١٣٥ .
(٢) الأموال : ٢٨٥ / ٦٧٥ عن عبد العزيز بن محمّد عن الإمام الصادق  ¼ ، حلية الأولياء : ١ / ٨١ عن على بن ربيعة الوالبى ، شرح نهج البلاغة : ١٩ / ١٢٦ من دون إسناد إلي المعصوم وكلاهما نحوه ، كنز العمّال : ١٣ / ١٨٢ / ٣٦٥٤٥ ; المناقب للكوفى : ٢ / ٥٣ / ٥٤١ عن سليمان بن بلال عن الإمام الصادق عنه    ¤ وفيه "و اُخري من ورق" بدل "و كومة من فضّة" .
(٣) فى المصدر : "ألا" ، والصحيح ما أثبتناه كما فى تاريخ دمشق "ترجمة الإمام على  ¼ " تحقيق محمد باقر المحمودى (٣ / ١٨٠ / ١٢١٩) .
(٤) القيلولة : الاستراحة نصف النهار ، يقال : قال ، يقيل ، قيلولة (النهاية : ٤ / ١٣٣) .
(٥) فى الطبعة المعتمدة : "قام" ، والصحيح ما أثبتناه كما فى تاريخ دمشق "ترجمة الإمام علىّ  ¼ ، تحقيق محمد باقر المحمودى" .
(٦) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٧٦ ، مسند ابن جعد : ٣١٥ / ٢١٤٥ .

 ١٩٤ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / توزيع أموال العامّة بالسويّة

وأعوذ بك من ذنب يمنع الرزق ، وأعوذ بك من ذنب يمنع الدعاء ، وأعوذ بك من ذنب يمنع التوبة ، وأعوذ بك من ذنب يَهتِكُ العصمة ، وأعوذ بك من ذنب يُورث الندم ، وأعوذ بك من ذنب يحبس القِسم(١) .

٥ / ١٠

توزيع أموال العامّة بالسويّة

١٥٠٤ ـ الاختصاص ـ فى بيان خصال وفضائل الإمام علىّ  ¼ ـ : القسم بالسويّة ، والعدل فى الرعيّة ; ولّي بيتَ مالِ المدينة عمّارَ بن ياسر وأبا الهيثم بن التيّهان فكتب : العربى والقرشى والأنصارى والعجمى وكلّ من كان فى الإسلام من قبائل العرب وأجناس العجم سواء .

فأتاه سهل بن حنيف بمولي له أسود ، فقال : كم تعطى هذا ؟ فقال له أمير المؤمنين  ¼ : كم أخذتَ أنتَ ؟ قال : ثلاثة دنانير ، وكذلك أخذ الناس . قال : فأعطوا مولاه مثل ما أخذ ; ثلاثة دنانير(٢) .

١٥٠٥ ـ الأمالى للطوسى عن إبراهيم بن صالح الأنماطى رفعه : لمّا أصبح علىّ  ¼ بعد البيعة ، دخل بيت المال ، فدعا بمال كان قد اجتمع ، فقسّمه ثلاثة دنانير ثلاثة دنانير بين من حضر من الناس كلّهم . فقام سهل بن حنيف ، فقال : يا أمير المؤمنين ، قد أعتقتُ هذا الغلام ! فأعطاه ثلاثة دنانير ; مثل ما أعطي سهل ابن حنيف(٣) .


(١) الدعوات : ٦٠ / ١٥٠ ، بحار الأنوار : ٩٤ / ٩٣ / ٩ .
(٢) الاختصاص : ١٥٢ ، بحار الأنوار : ٤٠ / ١٠٧ / ١١٧ .
(٣) الأمالى للطوسى : ٦٨٦ / ١٤٥٧ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١١١ عن مالك بن أوس بن الحدثان وفيه من "قام سهل . . ." ، بحار الأنوار : ٣٢ / ٣٨ / ٢٤ .

 ١٩٥ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / توزيع أموال العامّة بالسويّة

١٥٠٦ ـ الكافى عن أبى مخنف : أتي أمير المؤمنين صلوات الله عليه رهطٌ من الشيعة ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، لو أخرجتَ هذه الأموال ففرّقتَها فى هؤلاء الرؤساء والأشراف ، وفضّلتَهم علينا ، حتي إذا استوسقت الاُمور عدتَ إلي أفضل ما عوّدكَ الله من القسم بالسويّة ، والعدل فى الرعيّة ! ! فقال أمير المؤمنين  ¼ : أ تأمرونّى ـ ويحكم ـ أن أطلب النصر بالظلم والجور فيمن وُلّيتُ عليه من أهل الإسلام ! ! لا والله ، لا يكون ذلك ما سمر السمير ، وما رأيتُ فى السماء نجماً ، والله لو كانت أموالهم مالى لساويتُ بينهم ، فكيف وإنّما هى أموالهم ! !(١)

١٥٠٧ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ من خطبة له عندما عُوتب علي التسوية فى الفىء ـ : فأمّا هذا الفىء فليس لأحد فيه علي أحد اُثْرَة(٢) ، قد فرغ الله عزّ وجلّ من قَسمه ، فهو مال الله ، وأنتم عباد الله المسلمون ، وهذا كتاب الله ، به أقررنا ، وعليه شهدنا ، وله أسلمنا ، وعهد نبيّنا بين أظهرنا ، فسلّموا رحمكم الله ، فمن لم يرضَ بهذا فليتولَّ كيف شاء(٣) .

١٥٠٨ ـ عنه  ¼ ـ من كتابه إلي مصقلة بن هبيرة الشيبانى عامله علي أردشير خُرّة(٤) ـ : ألا وإنّ حقّ من قِبَلك وقِبَلنا من المسلمين فى قسمة هذا الفىء سواء ، يَرِدون عندى عليه ويَصدرون عنه(٥) .


(١) الكافى : ٤ / ٣١ / ٣ ، تحف العقول : ١٨٥ ، نثر الدرّ : ١ / ٣١٨ كلاهما نحوه وراجع الأمالى للمفيد : ١٧٥ / ٦ والمناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٩٥ .
(٢) الاُثرَة والمأثَرَة والمأثُرَة : المكرمة (لسان العرب : ٤ / ٧) .
(٣) تحف العقول: ١٨٤; المعيار والموازنة: ١١٢ وفيه "فليتبوّأ" بدل "فليتولّ"، شرح نهج البلاغة:٧/٤٠.
(٤) أَرْدَشِير خُرَّه : من أجَلّ بقاع فارس ، وقد بناها أردشير بابكان ، ومنها مدينة شيراز ومِيمَنْد وكازرون، وهى بلدة قديمة (راجع معجم البلدان : ١/١٤٦).
(٥) نهج البلاغة : الكتاب ٤٣ ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٥١٦ / ٧١٢ .

 ١٩٦ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / توزيع أموال العامّة بالسويّة

١٥٠٩ ـ عنه  ¼ ـ من كتابه إلي حذيفة بن اليمان والى المدائن ـ : آمُرك أن تُجبى خراج الأرضين علي الحقّ والنَّصَفَة ، ولا تتجاوز ما قدّمتُ به إليك ، ولا تدَع منه شيئاً ، ولا تبتدِع فيه أمراً ، ثمّ اقسمه بين أهله بالسويّة والعدل(١) .

١٥١٠ ـ الغارات عن أبى إسحاق الهمدانى : إنّ امرأتين أتتا عليّاً  ¼ عند القِسمة ; إحداهما من العرب ، والاُخري من الموالى ، فأعطي كلّ واحدة خمسة وعشرين درهماً وكرّاً من الطعام .

فقالت العربيّة : يا أمير المؤمنين ، إنّى امرأة من العرب ، وهذه امرأة من العجم ! ! فقال علىّ  ¼ : إنّى والله لا أجد لبنى إسماعيل فى هذا الفىء فضلاً علي بنى إسحاق ! !(٢)

١٥١١ ـ أنساب الأشراف عن الحارث : كنتُ عند علىّ ، فأتَته امرأتان ، فقالتا : يا أمير المؤمنين إنّنا فقيرتان مسكينتان . فقال : قد وجب حقّكما علينا وعلي كلّ ذى سعة من المسلمين إن كنتما صادقتين ، ثمّ أمر رجلا فقال : انطلق بهما إلي سوقنا ، فاشتَرِ لكلّ واحدة منهما كرّاً من طعام وثلاثة أثواب ـ فذكر رداءً أو خماراً وإزاراً ـ وأعطِ كلّ واحدة منهما من عطائى مائة درهم .

فلمّا وَلّتا ، سَفرت إحداهما وقالت : يا أمير المؤمنين فضِّلنى بما فضّلك الله به وشرّفكَ ! قال : وبماذا فضّلنى اللهُ وشرّفنى ؟ قالت : برسول الله  ½ . قال : صدقتِ ، وما أنتِ ؟ قالت : أنا امرأة من العرب وهذه من الموالى . قال : فتناول شيئاً من الأرض ، ثمّ قال : قد قرأتُ ما بين اللوحين فما رأيتُ لولد إسماعيل علي ولد


(١) إرشاد القلوب : ٣٢١ ، الدرجات الرفيعة : ٢٨٩ ، بحار الأنوار : ٢٨ / ٨٨ / ٣ .
(٢) الغارات : ١ / ٧٠ وراجع الاختصاص : ١٥١ والسنن الكبري : ٦ / ٥٦٧ / ١٢٩٩٠ وكنز العمّال : ٦ / ٦١٠ / ١٧٠٩٥ .

 ١٩٧ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / توزيع أموال العامّة بالسويّة

إسحاق    ¤ فضلا ولا جناح بعوضة(١) .

١٥١٢ ـ أنساب الأشراف عن مصعب : كان علىّ يقسم بيننا كلّ شىء ، حتي يقسم العطور بين نسائنا(٢) .

١٥١٣ ـ أنساب الأشراف عن الحارث : سمعت عليّاً يقول وهو يخطب : قد أمرنا لنساء المهاجرين بورس وإبر . قال : فأمّا الإبر فأخذها من ناس من اليهود ممّا عليهم من الجزية(٣) .

١٥١٤ ـ فضائل الصحابة عن فضالة بن عبد الملك عن كريمة بنت همام الطابية : كان علىّ يقسم فينا الورس بالكوفة . قال فضالة : حملناه علي العدل منه   ¢ (٤) .

١٥١٥ ـ المناقب لابن شهر آشوب عن حكيم بن أوس : كان علىّ  ¼ يبعث إلينا بزِقاق(٥) العسل فيُقسّم فينا ، ثمّ يأمر أن يلعقوه . واُتى إليه بأحمال فاكهة ، فأمر ببيعها ، وأن يطرح ثمنها فى بيت المال (٦) .

١٥١٦ ـ تاريخ دمشق عن كليب : قدم علي علىّ مالٌ من أصبهان ، فقسمه علي سبعة أسهم ، فوجد فيه رغيفاً ، فكسره علي سبعة ، وجعل علي كلّ قسم منها


(١) أنساب الأشراف : ٢ / ٣٧٦ .
(٢) أنساب الأشراف : ٢ / ٣٧٤ .
(٣) أنساب الأشراف : ٢ / ٣٧٤ .
(٤) فضائل الصحابة لابن حنبل : ١ / ٥٤٧ / ٩٢٠ ، ذخائر العقبي : ١٩١ ، الرياض النضرة : ٣ / ٢٢١ وفيهما "الطائيّة" بدل "الطابية"; المناقب للكوفى: ٢/٧٧/٥٥٩ عن كريمة بنت عقبة وليس فيه ذيله.
(٥) الزِّقّ : كلّ وعاء اتُّخذ للشراب وغيره ، وجمعه أزقاق ، وزِقاق ، وزُقّان (تاج العروس : ١٣ / ١٩٦) .
(٦) المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١١١ ، بحار الأنوار : ٤١ / ١١٧ / ٢٤ .

 ١٩٨ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / توزيع أموال العامّة بالسويّة

كسرة ، ثمّ دعا اُمراء الأشياع فأقرع بينهم لينظر أيّهم يعطى أوّلاً(١) .

١٥١٧ ـ الغارات عن كليب الجرمى : كنتُ عند علىّ  ¼ فجاءه مال من الجبل ، فقام وقمنا معه ، حتي انتهينا إلي خر بند جن(٢) وجمّالين ، فاجتمع الناس إليه ، حتي ازدحموا عليه ، فأخذ حبالاً فوصلها بيده وعقد بعضها إلي بعض ، ثمّ أدارها حول المتاع ، ثمّ قال : لا اُحلّ لأحد أن يجاوز هذا الحبل . فقعدنا من وراء الحبل .

ودخل علىّ  ¼ فقال : أين رؤوس الأسباع ؟ فدخلوا عليه ، فجعلوا يحملون هذا الجوالق إلي هذا الجوالق ، وهذا إلي هذا ، حتي قسّموه سبعة أجزاء .

قال : فوجد مع المتاع رغيفاً ، فكسره سبع كِسَر ، ثمّ وضع علي كلّ جزء كِسرَة ، ثمّ قال :

هذا جناىَ وخيارُه فيه إذ كُلّ جان يدهُ إلي فيه

قال : ثمّ أقرع عليها ، فجعل كلّ رجل يدعو قومه ، فيحملون الجوالق(٣) .

١٥١٨ ـ مروج الذهب : انتزع علىّ أملاكاً كان عثمانُ أقطعَها جماعةً من المسلمين ، وقسّم ما فى بيت المال علي الناس ، ولم يفضّل أحداً علي أحد(٤) .


(١) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٧٦ ، فضائل الصحابة لابن حنبل : ١ / ٥٤٥ / ٩١٣ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٤٢ ; الغارات : ١ / ٥١ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١١٢ كلّها نحوه وراجع حلية الأولياء : ٧ / ٣٠٠ .
(٢) كذا فى المصدر ، وفى هامشه : والظاهر ـ والله العالم ـ أنّ العبارة كانت هكذا "خر بنده جن وجمّالين" ، و"خر بنده جن" كلمة فارسيّة مركّبة من كلمتى "خر" و"بنده" ومعناهما : صاحب الحمار ومؤجره ومكريه ، وكلمة "جن" فى آخرها علامة الجمع الفارسى ; معرّب "گان" بالكاف الفارسيّة ، و"خر بنده جن" معرّبة من "خر بندگان" .
(٣) الغارات : ١ / ٥٢ ، بحار الأنوار : ١٠٠ / ٦٠ / ١٠ .
(٤) مروج الذهب : ٢ / ٣٦٢ .

 ١٩٩ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / توزيع أموال العامّة بالسويّة

١٥١٩ ـ مروج الذهب ـ فى ذكر حرب الجمل ـ : قَبضَ [علىّ  ¼ ] ما كان فى معسكرهم من سلاح ودابّة ومتاع وآلة وغير ذلك فباعه ، وقسّمه بين أصحابه ، وأخذ لنفسه كما أخذ لكلّ واحد ممّن معه من أصحابه وأهله وولده ; خمسمائة درهم .

فأتاه رجل من أصحابه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّى لم آخذ شيئاً ، وخلّفنى عن الحضور كذا ـ وأدلي بعذر ـ فأعطاه الخمسمائة التى كانت له(١) .

١٥٢٠ ـ الجمل : ثمّ نزل  ¼ [بعد وقعة الجمل] ، واستدعي جماعة من أصحابه ، فمشوا معه حتي دخل بيت المال ، وأرسل إلي القرّاء فدعاهم ، ودعا الخزّان ، وأمرهم بفتح الأبواب التى داخلها المال ، فلمّا رأي كثرة المال قال :

هذا جناىَ وخيارُه فيه

ثمّ قسّم المال بين أصحابه ، فأصاب كلّ رجل منهم ستّة آلاف ألف درهم ، وكان أصحابه اثنى عشر ألفاً ، وأخذ هو  ¼ كأحدهم . فبينا هم علي تلك الحالة إذ أتاه آت ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّ اسمى سقط من كتابك ، وقد رأيتُ من البلاء ما رأيت ! فدفع سهمه إلي ذلك الرجل(٢) .

١٥٢١ ـ الغارات عن المغيرة الضبّى : كان أشراف أهل الكوفة غاشّين لعلىّ  ¼ ، وكان هَواهم مع معاوية ; وذلك أنّ عليّاً كان لا يعطى أحداً من الفىء أكثر من حقّه ، وكان معاوية بن أبى سفيان جعل الشرف فى العطاء ألفى درهم(٣) .

١٥٢٢ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى ذمّ العاصين من أصحابه ـ :أ وَليس عجباً أنّ معاوية


(١) مروج الذهب : ٢ / ٣٨٠ وراجع شرح نهج البلاغة : ١ / ٢٥٠ .
(٢) الجمل : ٤٠٠ وراجع شرح نهج البلاغة : ١ / ٢٥٠ .
(٣) الغارات : ١ / ٤٤ .

 ٢٠٠ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / توزيع أموال العامّة بالسويّة

يدعو الجُفاة الطغام فيتّبعونه علي غير معونة ولا عطاء ، وأنا أدعوكم ـ وأنتم تريكة(١) الإسلام ، وبقيّة الناس ـ إلي المعونة أو طائفة من العطاء ، فتفرّقون عنّى وتختلفون علىَّ ؟ !(٢)

١٥٢٣ ـ عنه  ¼ ـ فى قوم من أهل المدينة لحقوا بمعاوية ـ : قد عرفوا العدل ورأوه وسمعوه ووعوه ، وعلموا أنّ الناس عندنا فى الحقّ اُسوة ، فهربوا إلي الاُثرة ، فبُعداً لهم وسُحقاً(٣) .

راجع : السياسة الاجتماعيّة / إقامة العدل .


(١) التريكة : بيضة النعامة بعد أن يخرج منها الفرخ تتركها فى مجثمها . والمراد : أنتم خَلَف الإسلام وعِوَض السَّلف .
(٢) نهج البلاغة : الخطبة ١٨٠ ، الغارات : ١ / ٢٩١ ; تاريخ الطبرى : ٥ / ١٠٧ عن عبد الله بن فقيم ، البداية والنهاية : ٧ / ٣١٦ كلّها نحوه .
(٣) نهج البلاغة : الكتاب ٧٠ ، خصائص الأئمّة  (ع) : ١١٣ وفيه من "و علموا . . ." ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٥٢١ / ٧١٤ ; أنساب الأشراف : ٢ / ٣٨٦ وفيه من "و علموا . . ." .