١٦٩ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة
٥ / ١ ١٤٤٤ ـ الإمام علىّ ¼ : إنّ الأشياء لمّا ازدوجت ازدوج الكسل والعجز ، فنُتجا(١) بينهما الفقر(٢) . ١٤٤٥ ـ عنه ¼ : إنّى لاَبغض الرجل يكونُ كسلان من أمر دنياه ; لأنّه إذا كان كسلان من أمر دنياه فهو عن أمر آخرته أكسل(٣) . ١٤٤٦ ـ عنه ¼ : ما غدوة أحدكم فى سبيل الله بأعظم من غدوته يطلب لولده وعياله ما يصلحهم (٤) . (١) كذا فى المصدر ، وفى تحف العقول : "فنُتِج منهما" ، ولعلّه أصوب . ١٧٠ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / الحثّ علي العمل
١٤٤٧ ـ عنه ¼ : من طلب الدنيا حلالا ; تعطّفاً علي والد أو ولد أو زوجة ، بعثه الله تعالي ووجهه علي صورة القمر ليلة البدر(١) . ١٤٤٨ ـ عنه ¼ : اُوصيكم بالخشية من الله فى السرّ والعلانية ، والعدل فى الرضا والغضب ، والاكتساب فى الفقر والغني(٢) . ١٤٤٩ ـ عنه ¼ : إنّ طلب المعاش من حلّه لا يشغل عن عمل الآخرة(٣) . ١٤٥٠ ـ عنه ¼ ـ فى كتابه لابنه الحسن ¼ ـ : لا تدَع الطلبَ فيما يحلّ ويطيب ; فلابدّ من بُلغة ، وسيأتيك ما قُدّر لك(٤) . ١٤٥١ ـ عنه ¼ : للمؤمن ثلاث ساعات : فساعة يناجى فيها ربّه ، وساعة يرمّ(٥) معاشه ، وساعة يخلّى بين نفسه وبين لذّتها فيما يحلّ ويجمُل . وليس للعاقل أن يكون شاخصاً إلاّ فى ثلاث : مرمّة لمعاش ، أو خطوة فى معاد ، أو لذّة فى غير محرّم(٦) . ١٤٥٢ ـ شرح نهج البلاغة ـ فى ذكر صدقات أمير المؤمنين ¼ ـ : كان يعمل بيده ، ويحرث الأرض،و يستقى الماء، ويغرس النخل، كلّ ذلك يباشره بنفسه (١) مسند زيد : ٢٥٥ . ١٧١ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / عمارة البلاد
الشريفة(١). ٥ / ٢ ١٤٥٣ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : هذا ما أمر به عبد الله علىٌّ أمير المؤمنين مالكَ بن الحارث الأشتر فى عهده إليه ، حين ولاّه مصر : جباية خراجها ، وجهاد عدوّها ، واستصلاح أهلها ، وعمارة بلادها(٣) . ١٤٥٤ ـ عنه ¼ ـ ممّا كتبه إلي قرظة بن كعب الأنصارى ـ : أمّا بعد ، فإنّ رجالاً من أهل الذمّة من عملك ذكروا نهراً فى أرضهم قد عفا وادّفن ، وفيه لهم عمارة علي المسلمين ، فانظر أنت وهم ، ثمّ اعمر وأصلح النهر ; فلَعمرى لاَن يعمروا أحبّ إلينا من أن يخرجوا وأن يعجزوا أو يقصروا فى واجب من صلاح البلاد . والسلام(٤) . (١) شرح نهج البلاغة : ١٥ / ١٤٧ . إرجاعات
٣٧٦ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام المتصدّقين / صدقاته
١٧٢ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / التنمية الزراعيّة
١٤٥٥ ـ عنه ¼ : فضيلة السلطان عمارة البلدان(١) . ٥ / ٣ ١٤٥٦ ـ الإمام علىّ ¼ : من وجد ماءً وتراباً ثمّ افتقر فأبعده الله(٢) . ١٤٥٧ ـ عنه ¼ : إنّ معايش الخلق خمسة : الإمارة ، والعمارة ، والتجارة ، والإجارة ، والصدقات . . . وأمّا وجه العمارة فقوله تعالي : ³ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الاَْرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ² (٣) ، فأعلمنا سبحانه أنّه قد أمرهم بالعمارة ; ليكون ذلك سبباً لمعايشهم بما يخرج من الأرض ; من الحبّ ، والثمرات ، وما شاكل ذلك ، ممّا جعله الله معايش للخلق(٤) . ١٤٥٨ ـ الإمام الباقر ¼ : إنّ عليّاً ¼ كان يكتب إلي اُمراء الأجناد : أنشدكم الله فى فلاّحى الأرض أن يُظلموا قِبلَكم(٥) . (١) غرر الحكم : ٦٥٦٢ ، عيون الحكم والمواعظ : ٣٥٧ / ٦٠٤٤ . ١٧٣ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / التنمية الصناعيّة
٥ / ٤ ١٤٥٩ ـ الإمام علىّ ¼ : حرفة(١) المرء كنز(٢) . ١٤٦٠ ـ عنه ¼ : إنّ الله عزّ وجلّ يحبّ المحترف الأمين(٣) . ١٤٦١ ـ عنه ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : لا تطلب سرعةَ العمل ، واطلب تجويده ; فإنّ الناس لا يسألون فى كم فرغ من العمل ، إنّما يسألون عن جودة صنعته(٤) . ١٤٦٢ ـ الكافى عن اُمّ الحسن النخعيّة : مرّ بى أمير المؤمنين ¼ فقال : أىّ شىء تصنعين يا اُمّ الحسن ؟ قلت : أغزل . فقال : أما إنّه أحلّ الكسب ـ أو من أحلّ الكسبـ (٥) . ١٤٦٣ ـ تفسير العيّاشى عن محمّد بن خالد الضبّى : مرّ إبراهيم النخعى علي امرأة وهى جالسة علي باب دارها بُكرة ، وكان يقال لها : اُمّ بكر ، وفى يدها مغزل تغزل به ، فقال : يا اُمَّ بكر ، أ ما كبرتِ ! أ لم يأنَ لكِ أن تضعى هذا المغزل ؟ ! فقالت : وكيف أضَعه وسمعتُ علىّ بن أبى طالب أمير المؤمنين ¼ يقول : هو من طيّبات (١) الحرفة : الاسم من الاحتراف ; وهو الاكتساب بالصناعة والتجارة (مجمع البحرين : ١ / ٣٨٩) . ١٧٤ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / التنمية التجاريّة
الكسب !(١) ٥ / ٥ ١٤٦٤ ـ الإمام علىّ ¼ : تعرّضوا للتجارة ; فإنّ فيها غني لكم عمّا فى أيدى الناس(٢) . ١٤٦٥ ـ عنه ¼ ـ للموالى ـ : اتّجروا ، بارك الله لكم ; فإنّى قد سمعتُ رسول الله ½ يقول : الرزق عشرة أجزاء ; تسعة أجزاء فى التجارة ، وواحدة فى غيرها(٣) . ١٤٦٦ ـ عنه ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : ثمّ استوصِ بالتجّار وذوى الصناعات ، وأوصِ بهم خيراً ، المقيم منهم والمضطرب بماله ، والمترفّق ببدنه ; فإنّهم موادُّ المنافع ، وأسباب المرافق ، وجلاّبُها من المَباعد والمَطارح (٤)، فى بَرّك وبحرك ، وسهلك وجبلك ، وحيث لا يلتئم الناس لمواضعها ، ولا يجترئون عليها ; فإنّهم سِلم لا تُخاف بائقتُه ، وصُلحٌ لا تُخشي غائلتُه . وتفقّد اُمورهم بحضرتك ، (١) تفسير العيّاشى : ١ / ١٥٠ / ٤٩٤ ، بحار الأنوار : ١٠٣ / ٥٣ / ١٥ . ١٧٥ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / مراقبة السوق مباشرة
وفى حواشى بلادك(١) . ١٤٦٧ ـ عنه ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر (فى رواية تحف العقول) ـ : ثمّ التجّار وذوى الصناعات فاستوصِ وأوصِ بهم خيراً ; المقيم منهم ، والمضطرب(٢) بماله ، والمترفّق بيده ; فإنّهم موادّ للمنافع ، وجلاّبها فى البلاد فى برّك وبحرك وسهلك وجبلك ، وحيث لا يلتئم الناس لمواضعها ولا يجترئون عليها من بلاد أعدائك من أهل الصناعات التى أجري الله الرفق منها علي أيديهم فاحفظ حرمتهم ، وآمن سبلهم ، وخُذ لهم بحقوقهم ; فإنّهم سلم لا تُخاف بائقته ، وصلح لا تُحذر غائلته ، أحبّ الاُمور إليهم أجمعها للأمن وأجمعها للسلطان ، فتفقّد اُمورهم بحضرتك ، وفى حواشى بلادك(٣) . ٥ / ٦ ١٤٦٨ ـ الإمام الباقر ¼ : كان أمير المؤمنين ¼ بالكوفة عندكم يغتدى كلّ يوم بكرة من القصر ، فيطوف فى أسواق الكوفة سوقاً سوقاً ومعه الدرّة علي عاتقه ، وكان لها طرفان ، وكانت تسمّي : السبيبة ، فيقف علي أهل كلّ سوق ، فينادى : يا معشر التجّار ، اتّقوا الله عزّ وجلّ . (١) نهج البلاغة : الكتاب ٥٣ . ١٧٦ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / مراقبة السوق مباشرة
فإذا سمعوا صوته ¼ ألقَوا ما بأيديهم ، وأرعَوا(١) إليه بقلوبهم ، وسمعوا بآذانهم . فيقول ¼ : قدّموا الاستخارة ، وتبرّكوا بالسهولة ، واقتربوا من المبتاعين ، وتزيّنوا بالحلم ، وتناهوا عن اليمين ، وجانبوا الكذب ، وتجافوا عن الظلم ، وأنصفوا المظلومين ، ولا تقربوا الربا ، وأوفوا الكيل والميزان ، ولا تبخسوا الناس أشياءهم ، ولا تعثوا فى الأرض مفسدين . فيطوف ¼ فى جميع أسواق الكوفة ، ثمّ يرجع فيقعد للناس(٢) . ١٤٦٩ ـ الإمام الحسين ¼ : إنّه [ عليّاً ¼ ] ركب بغلة رسول الله ½ الشهباء بالكوفة ، فأتي سوقاً سوقاً ، فأتي طاق اللحّامين ، فقال بأعلي صوته : يا معشر القصّابين ، لا تنخعوا ، ولا تعجّلوا الأنفس حتي تزهق ، وإيّاكم والنفخ فى اللحم للبيع ; فإنّى سمعت رسول الله ½ ينهي عن ذلك . ثمّ أتي التمّارين فقال : أظهروا من ردىّ بيعكم ما تظهرون من جيّده . ثمّ أتي السمّاكين فقال : لا تبيعوا(٣) إلاّ طيّباً ، وإيّاكم وما طفا(٤) . ثمّ أتي الكناسة(٥) فإذا فيها أنواع التجارة ; من نحّاس ، ومن مائع ، ومن قمّاط ، (١) أرعي إليه: استمع، وأرعَيتُ فلاناً سمعى: إذا استمعتَ إلي ما يقول وأصغيت إليه (لسان العرب:١٤/٣٢٧). ١٧٧ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / مراقبة السوق مباشرة
ومن بائع إبر(١) ، ومن صيرفىّ ، ومن حنّاط ، ومن بزّاز ، فنادي بأعلي صوته : إنّ أسواقكم هذه يحضرها الأيمان ، فشوبوا أيمانكم بالصدقة ، وكفّوا عن الحلف ; فإنّ الله عزّ وجلّ لا يقدّس من حلف باسمه كاذباً(٢) . ١٤٧٠ ـ فضائل الصحابة عن أبى الصهباء : رأيت علىّ بن أبى طالب بشطّ الكلأ يسأل عن الأسعار(٣) . ١٤٧١ ـ دعائم الإسلام : إنّه [عليّاً ¼ ] كان يمشى فى الأسواق ، وبيده درّة يضرب بها من وجد من مطفّف أو غاشّ فى تجارة المسلمين . قال الأصبغ : قلتُ له يوماً أنا أكفيك هذا يا أمير المؤمنين ، واجلس فى بيتك ! قال : ما نصحتنى يا أصبغ(٤) . ١٤٧٢ ـ تاريخ دمشق عن أبى سعيد : كان علىّ يأتى السوق فيقول : يا أهل السوق ، اتّقوا الله ، وإيّاكم والحلف ; فإنّ الحلف ينفق السلعة ، ويمحق البركة . وإنّ التاجر فاجر ، إلاّ من أخذ الحقّ ، وأعطي الحقّ ، والسلام عليكم(٥) . ١٤٧٣ ـ ربيع الأبرار : كان علىّ ¼ يمرّ فى السوق علي الباعة ، فيقول لهم : أحسنوا ، أرخصوا بيعكم علي المسلمين ; فإنّه أعظم للبركة(٦) . (١) فى دعائم الإسلام : "من نخّاس وقمّاط وبائع إبل" . ١٧٨ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / مراقبة السوق مباشرة
١٤٧٤ ـ تاريخ دمشق عن زاذان : إنّه [عليّاً ¼ ] كان يمشى فى الأسواق وحده وهو وال ، يرشد الضالّ ، ويعين الضعيف ، ويمرّ بالبيّاع والبقّال فيفتح عليه القرآن . وقرأ : ³ تِلْكَ الدَّارُ الاَْخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الاَْرْضِ وَلاَ فَسَادًا ² (١) ، فقال : نزلت هذه فى أهل العدل والتواضع من الولاة ، وأهل القدرة من سائر الناس(٢) . ١٤٧٥ ـ مكارم الأخلاق عن وشيكة : رأيت عليّاً ¼ يتّزر فوق سرّته ، ويرفع إزاره إلي أنصاف ساقَيه ، وبيده درّة يدور فى السوق ، يقول : اتّقوا الله ، وأوفوا الكيل ، كأنّه معلّم صبيان(٣) . ١٤٧٦ ـ الطبقات الكبري عن جرموز : رأيت عليّاً وهو يخرج من القصر وعليه قطريّتان : إزار إلي نصف الساق ، ورداء مشمّر قريب منه ، ومعه درّة له يمشى بها فى الأسواق ، ويأمرهم بتقوي الله ، وحسن البيع ، ويقول : أوفوا الكيل والميزان ، ويقول : لا تنفخوا اللحم(٤) . ١٤٧٧ ـ مكارم الأخلاق عن عبد الله بن عبّاس : لمّا رجع من البصرة وحمل المال ودخل الكوفة وجد أمير المؤمنين ¼ قائماً فى السوق ، وهو ينادى بنفسه : (١) القصص : ٨٣ . ١٧٩ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / مراقبة السوق مباشرة
معاشر الناس ، من أصبناه بعد يومنا هذا يبيع الجرّى والطافى والمارماهى علَوناه بدرّتنا هذه ـ وكان يقال لدرّته : السبتيّة ـ . قال ابن عبّاس : فسلّمت عليه ، فردّ علىَّ السلام ، ثمّ قال : يابن عبّاس ، ما فعل المال ؟ فقلت : ها هو يا أمير المؤمنين ، وحملتُه إليه ، فقرّبنى ، ورحّب بى . ثمّ أتاه مناد ومعه سيفه ينادى عليه بسبعة دراهم ، فقال : لو كان لى فى بيت مال المسلمين ثمن سِواكِ أراك ما بعتُه ، فباعه ، واشتري قميصاً بأربعة دراهم له ، وتصدّق بدرهمين ، وأضافنى بدرهم ثلاثة أيّام(١) . ١٤٧٨ ـ فضائل الصحابة عن أبى مطر البصرى : أنّه شهد عليّاً أتي أصحاب التمر وجارية تبكى عند التمّار ، فقال : ما شأنكِ ؟ قالت : باعنى تمراً بدرهم ، فردّه مولاى ، فأبي أن يقبله . قال : يا صاحب التمر ، خذ تمرك ، واعطِها درهمَها ; فإنّها خادم ، وليس لها أمر . فدفع عليّاً ، فقال له المسلمون : تدرى من دفعت ؟ ! ! قال : لا . قالوا : أمير المؤمنين ! ! فصبّ تمرها ، وأعطاها درهمها . قال : اُحبّ أن ترضي عنّى ! قال : ما أرضانى عنك إذا أوفيتَ الناس حقوقَهم(٢) . ١٤٧٩ ـ مكارم الأخلاق عن مختار التمّار : كنت أبيتُ فى مسجد الكوفة ، وأنزل فى الرحبة ، وآكل الخبز من البقّال ـ وكان من أهل البصرة ـ . فخرجت ذات يوم ، (١) مكارم الأخلاق : ١ / ٢٤٩ / ٧٤٠ . ١٨٠ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / مراقبة السوق مباشرة
فإذا رجل يُصوّت بى : ارفع إزارك ; فإنّه أنقي لثوبك ، وأتقي لربّك . فقلتُ : من هذا ؟ فقيل : علىّ بن أبى طالب . فخرجت أتبَعُه وهو متوجّه إلي سوق الإبل ، فلمّا أتاها وقف ، وقال : يا معشر التجّار ، إيّاكم واليمين الفاجرة ; فإنّها تنفق السلعة ، وتمحق البركة . ثمّ مضي حتي أتي إلي التمّارين ، فإذا جارية تبكى علي تمّار ، فقال : ما لكِ ؟ قالت : إنّى أمة ، أرسلنى أهلى أبتاعُ لهم بدرهم تمراً ، فلمّا أتيتُهم به لم يرضوه ، فرددتُه ، فأبي أن يقبله ! فقال : يا هذا ، خذ منها التمر ، وردّ عليها درهمها . فأبي ، فقيل للتمّار : هذا علىّ بن أبى طالب ، فقبل التمر ، وردّ الدرهم علي الجارية ، وقال : ما عرفتُك يا أمير المؤمنين ، فاغفر لى . فقال :يا معشر التجّار ، اتّقوا الله ، وأحسنوا مبايعتكم ، يغفر الله لنا ولكم . ثمّ مضي ، وأقبلت السماءُ بالمطر ، فدنا إلي حانوت ، فأستأذن ، فلم يأذن له صاحب الحانوت ودفعه ، فقال : يا قنبر ، أخرجه إلىَّ ، فعلاه بالدرّة ، ثمّ قال : ما ضرَبتُك لدفعِك إيّاى ، ولكنّى ضربتُك لئلاّ تدفع مسلماً ضعيفاً فتكسر بعض أعضائه فيلزمك . ثمّ مضي حتي أتي سوق الكرابيس ، فإذا هو برجل وسيم ، فقال : يا هذا ، عندك ثوبان بخمسة دراهم ؟ فوثب الرجل فقال : يا أمير المؤمنين ، عندى حاجتك . فلمّا عرفه مضي عنه . فوقف علي غلام ، فقال : يا غلام ، عندك ثوبان بخمسة دراهم ؟ قال : نعم عندى ، فأخذ ثوبين ; أحدهما بثلاثة دراهم ، والآخر بدرهمين ، فقال : يا قنبر ، خذ الذى بثلاثة . فقال : أنت أولي به ; تصعد المنبر ، وتخطب الناس . قال : وأنت شابّ ولك شرّة الشباب ، وأنا أستحيى من ربّى أن أتفضّل عليك ; سمعتُ رسول الله ½ يقول : ألبسوهم ممّا تلبسون ، وأطعموهم ١٨١ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / منع الاحتكار
ممّا تطعمون . فلمّا لبس القميص مدّ يده فى ذلك ، فإذا هو يفضل عن أصابعه ، فقال : اقطع هذا الفضل ، فقطعه ، فقال الغلام : هلمّ أكفّه ، قال : دَعه كما هو ; فإنّ الأمر أسرع من ذلك(١) . ١٤٨٠ ـ تاريخ الطبرى عن يزيد بن عدى بن عثمان : رأيت عليّاً ¼ خارجاً من همدان ، فرأي فئتين يقتتلان ، ففرّق بينهما ، ثمّ مضي ، فسمع صوتاً : يا غوثا بالله ! فخرج يحضر نحوه حتي سمعتُ خفقَ نعله وهو يقول : أتاك الغوثُ ، فإذا رجل يلازم رجلاً ، فقال : يا أمير المؤمنين ، بعتُ هذا ثوباً بتسعة دراهم ، وشرطتُ عليه ألاّ يعطينى مغموزاً(٢) ولا مقطوعاً ـ وكان شرطهم يومئذ ـ فأتيتُه بهذه الدراهم ليبدلها لى ، فأبي ، فلزمتُه ، فلَطَمنى ! فقال : أبدله . فقال : بيّنتُك علي اللطمة ؟ فأتاه بالبيّنة . فأقعده ، ثمّ قال : دونك فاقتصّ ! فقال : إنّى قد عفوتُ يا أمير المؤمنين . قال : إنّما أردتُ أن أحتاط فى حقّك ، ثمّ ضرب الرجل تسع درّات ، وقال : هذا حقّ السلطان(٣) . ٥ / ٧ ١٤٨١ ـ الإمام علىّ ¼ ـ من كتابه إلي رفاعة ـ : إنْهَ عن الحُكرة ، فمن ركب النهىَ (١) مكارم الأخلاق : ١ / ٢٢٤ / ٦٥٩ وراجع الغارات : ١ / ١٠٥ والمناقب للكوفى : ٢ / ٦٠٢ / ١١٠٣ وفضائل الصحابة لابن حنبل : ١ / ٥٢٨ / ٨٧٨ والمنتخب من مسند عبد بن حميد : ٦٢ / ٩٦ وتاريخ دمشق : ٤٢/٤٨٥ وصفة الصفوة : ١/١٣٤ والمناقب للخوارزمى: ١٢١/١٣٦ والبداية والنهاية: ٨/٤ . ١٨٢ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / سياسة أخذ الخراج
فأوجِعه ، ثمّ عاقبه بإظهار ما احتكر(١) . ١٤٨٢ ـ عنه ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : ثمّ استوصِ بالتّجار وذوى الصناعات . . . واعلم ـ مع ذلك ـ أنّ فى كثير منهم ضيقاً فاحشاً ، وشُحّاً قبيحاً ، واحتكاراً للمنافع ، وتحكّماً فى البياعات ، وذلك باب مضرّة للعامّة ، وعيب علي الولاة ، فامنع من الاحتكار ، فإنّ رسول الله ½ منع منه . وليكن البيع بيعاً سمحاً ، بموازين عدل ، وأسعار لا تجحف بالفريقين من البائع والمبتاع . فمن قارف حُكرة بعد نهيك إيّاه فنكّل به ، وعاقبه فى غير إسراف(٢) . ٥ / ٨ ١٤٨٣ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى كتابه إلي اُمراء الخراج ـ : بسم الله الرحمن الرحيم . من عبد الله علىّ أمير المؤمنين إلي اُمراء الخراج ، أمّا بعد ، فإنّه من لم يحذر ما هو صائر إليه لم يقدّم لنفسه ولم يحرزها ، ومن اتّبع هواه وانقاد له علي ما يعرف نفع عاقبته عمّا قليل ليصبحنّ من النادمين . ألا وإنّ أسعد الناس فى الدنيا من عدل عمّا يعرف ضرّه ، وإنّ أشقاهم من اتّبع هواه . فاعتبروا . واعلموا أنّ لكم ما قدّمتم من خير ، وما سوي ذلك وددتُم لو أنّ بينكم وبينه أمَدَاً بعيداً ، ويحذّركم الله نفسه ، والله رؤوف ورحيم بالعباد . وإنّ عليكم ما فرّطتم (١) دعائم الإسلام : ٢ / ٣٦ / ٨٠ . ١٨٣ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / سياسة أخذ الخراج
فيه . وإنّ الذى طلبتم لَيسير ، وإنّ ثوابه لكبير . ولو لم يكن فيما نُهىَ عنه من الظلم والعدوان عقابٌ يخاف ، كان فى ثوابه ما لا عذرَ لأحد بترك طَلِبته ، فارحموا تُرحموا ، ولا تعذّبوا خلق الله ، ولا تكلّفوهم فوق طاقتهم ، وأنصفوا الناس من أنفسكم ، واصبروا لحوائجهم ; فإنّكم خزّان الرعيّة . لا تتّخِذُنّ حُجّاباً ، ولا تَحجُبُنّ أحداً عن حاجته حتي ينهيها إليكم ، ولا تأخذوا أحداً بأحد ، إلاّ كفيلاً عمّن كفل عنه ، واصبروا أنفسكم علي ما فيه الاغتباط ، وإيّاكم وتأخير العمل ، ودفع الخير ; فإنّ فى ذلك الندم . والسلام(١) . ١٤٨٤ ـ الكافى عن مهاجر عن رجل من ثقيف : استعملنى علىّ بن أبى طالب ¼ علي بانقيا(٢) وسواد من سواد الكوفة ، فقال لى ـ والناس حضور ـ : انظر خراجك فجُد فيه ، ولا تترك منه درهماً ، فإذا أردتَ أن تتوجّه إلي عملك فمُرّ بى . قال : فأتيتُه ، فقال لى : إنّ الذى سمعتَ منّى خدعة ، إيّاك أن تضرب مسلماً أو يهوديّاً أو نصرانيّاً فى درهم خراج ، أو تبيع دابّة عمل فى درهم ، فإنّما اُمرنا أن نأخذ منهم العفو(٣) . ١٤٨٥ ـ السنن الكبري عن عبد الملك بن عمير : أخبرنى رجل من ثقيف قال : استعملنى علىّ بن أبى طالب ¢ علي بُزُرْجَسابور(٤) ، فقال : لا تضربنّ رجلاً سوطاً فى جباية درهم ، ولا تبيعنّ لهم رزقاً ، ولا كسوة شتاء ولا صيف ، ولا دابّة (١) وقعة صفّين : ١٠٨ ; المعيار والموازنة : ١٢٢ نحوه وراجع نهج البلاغة : الكتاب ٥١ . ١٨٤ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / سياسة أخذ الخراج
يعتملون عليها ، ولا تُقِم رجلاً قائماً فى طلب درهم . قال : قلتُ : يا أمير المؤمنين ، إذاً أرجع إليك كما ذهبتُ من عندك ! قال : وإن رجعتَ كما ذهبتُ ، وَيحك إنّما اُمرنا أن نأخذ منهم العفو ـ يعنى الفضل ـ(١) . ١٤٨٦ ـ تاريخ دمشق عن عبد الملك بن عمير : حدّثنى رجل من ثقيف أنّ عليّاً استعمله علي عُكبَرَا(٢) ـ قال : ولم يكن السواد يسكنه المصلّون ـ فقال لى بين أيديهم : لتستوفى خراجهم ، ولا يجدون فيك رخصة ، ولا يجدون فيك ضعفاً . ثمّ قال لى : إذا كان عند الظهر فرُح إلىَّ . فرُحتُ إليه ، فلم أجد عليه حاجباً يحجبنى دونه ، وجدتُه جالساً وعنده قدح وكوز فيه ماء ، فدعا مطيّبه(٣) ، فقلتُ فى نفسى : لقد أمننى حتي يُخرِج إلىَّ جوهراً(٤) ـ إذ لا أدرى ما فيها ، فإذا عليها خاتم ، فكسر الخاتم فإذا فيها سويق ، فأخرج منه وصبّ فى القدح ، فصبّ عليه ماء ، فشرب وسقانى . فلم أصبر أن قلت له : يا أمير المؤمنين ، أ تصنع هذا بالعراق ؟ ! ! طعام العراق أكثر من ذلك ! ! قال : أما والله ما أختم عليه بُخلاً عليه ، ولكنّى أبتاع قدر ما يكفينى ، فأخاف (١) السنن الكبري : ٩ / ٣٤٥ / ١٨٧٣٦ ، اُسد الغابة : ٤ / ٩٨ / ٣٧٨٩ وفيه "مدرج سابور" بدل "بُزُرْجسابور" ، كنز العمّال : ٤ / ٥٠١ / ١١٤٨٨ نقلاً عن سنن سعيد بن منصور وفيه "برج سابور" . ١٨٥ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / سياسة أخذ الخراج
إن نمي(١) فيصنع فيه من غيره ، فإنّما حفظى لذلك ، وأكره أن اُدخل بطنى إلاّ طيّباً . وإنّى لم أستطِع أن أقول لك إلاّ الذى قلتُ لك بين أيديهم ، إنّهم قوم خدع ، ولكنّى آمرك الآن بما تأخذهم به ، فإن أنت فعلتَ وإلاّ أخذك الله به دونى ، فإن يبلغنى عنك خلاف ما أمرتُك عزلتُك ! فلا تبيعنّ(٢) لهم رزقاً يأكلونه ، ولا كسوة شتاء ولا صيف ، ولا تضربنّ رجلاً منهم سوطاً فى طلب درهم ، ولا تُقبّحه فى طلب درهم ; فإنّا لم نؤمر بذلك ، ولا تبيعنّ لهم دابّة يعملون عليها ، إنّما اُمرنا أن نأخذ منهم العفو . قال : قلت : إذاً أجيؤك كما ذهبتُ ! قال : وإن فعلت . قال : فذهبت فتتبّعتُ ما أمرنى به ، فرجعتُ والله ما بقى علىَّ درهم واحد إلاّ وفيته(٣) . ١٤٨٧ ـ الإمام علىّ ¼ ـ من عهده إلي بعض عمّاله وقد بعثه علي الصدقة ـ : أمره بتقوي الله فى سرائر أمره ، وخفيّات عمله ، حيث لا شهيد غيره ، ولا وكيل دونه . وأمره أن لا يعمل بشىء من طاعة الله فيما ظهر ، فيخالف إلي غيره فيما أسرّ ، ومن لم يختلف سرّه وعلانيته وفعله ومقالته ، فقد أدّي الأمانة ، وأخلص العبادة . وأمره أن لا يَجبَهُهم ، ولا يَعضَهُهم(٤) ، ولا يرغب عنهم ، تفضّلاً بالإمارة عليهم ; (١) كذا فى المصدر ، وفى حلية الأولياء : "فأخاف أن يغني فيُصنع من غيره" وهى أظهر . ١٨٦ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / سياسة أخذ الخراج
فإنّهم الإخوان فى الدين ، والأعوان علي استخراج الحقوق . وإنّ لك فى هذه الصدقة نصيباً مفروضاً ، وحقّاً معلوماً ، وشركاء أهل مسكنة ، وضعفاء ذوى فاقة ، وإنّا موفّوك حقّك ، فوفِّهم حقوقَهم ، وإلاّ تفعل فإنّك من أكثر الناس خصوماً يوم القيامة ، وبؤسي لمن خصمُه عند الله الفقراءُ والمساكين والسائلون والمدفوعون والغارمون وابن السبيل . ومن استهان بالأمانة ، ورتع فى الخيانة ، ولم ينزّه نفسه ودينه عنها ، فقد أحلّ بنفسه الذلّ والخزى فى الدنيا ، وهو فى الآخرة أذلّ وأخزي . وإنّ أعظم الخيانة خيانة الاُمّة ، وأفظع الغشّ غشّ الأئمّة . والسلام(١) . ١٤٨٨ ـ عنه ¼ ـ من وصيّة له كان يكتبها لمن يستعمله علي الصدقات(٢) ـ : انطلق علي تقوي الله وحده لا شريك له ، ولا تَروعن مسلماً ، ولا تجتازنّ عليه كارهاً ، ولا تأخذنّ منه أكثر من حقّ الله فى ماله ، فإذا قدمت علي الحىّ فانزل بمائهم من غير أن تخالط أبياتهم ، ثمّ امضِ إليهم بالسكينة والوقار حتي تقوم بينهم فتسلّم عليهم ، ولا تُخدِج(٣) بالتحيّة لهم ، ثمّ تقول : عبادَ الله ، أرسلنى إليكم ولىّ الله وخليفته لآخذ منكم حقّ الله فى أموالكم ، فهل لله فى أموالكم من حقّ فتؤدّوه إلي وليّه ؟ فإن قال قائل : لا ، فلا تراجعه . وإن أنعم لك منعم فانطلق معه من غير أن تُخيفه أو توعده أو تعسفه أو ترهقه ، فخذ ما أعطاك من ذهب أو فضة . فإن كان له ماشية أو إبل فلا تدخلها إلاّ بإذنه ، فإنّ أكثرها له ، فإذا أتيتَها فلا تدخل (١) نهج البلاغة : الكتاب ٢٦ ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٥٢٨ / ٧١٩ وراجع دعائم الإسلام : ١ / ٢٥٢ . ١٨٧ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / سياسة أخذ الخراج
عليها دخول متسلّط عليه ولا عنيف به . ولا تُنفِّرنّ بهيمة ولا تُفزِعنَّها ، ولا تَسوءنَّ صاحبَها فيها . واصدع المال صدعين ، ثمّ خيّره ، فإذا اختار فلا تَعرضنَّ لما اختاره . ثمّ اصدع الباقى صدعين ، ثمّ خيّره ، فإذا اختار فلا تَعرضنَّ لما اختاره . فلا تزال كذلك حتي يبقي ما فيه وفاء لحقّ الله فى ماله ، فاقبض حقّ الله منه . فإن استقالك فأقِله ، ثمّ اخلطهما ، ثمّ اصنع مثل الذى صنعت أوّلاً حتي تأخذ حقّ الله فى ماله . ولا تأخذنّ عَوداً(١) ، ولا هَرِمة ، ولا مكسورة ، ولا مهلوسة ، ولا ذات عوار ، ولا تَأمننَّ عليها إلاّ من تثقُ بدينه ، رافقاً بمال المسلمين حتي يوصله إلي وليّهم فيقسمه بينهم ، ولا تُوكّل بها إلاّ ناصحاً شفيقاً ، وأميناً حفيظاً ، غير مُعنِف ولا مُجحف(٢) ، ولا مُلغِب(٣) ولا مُتعِب . ثمّ احدُر إلينا ما اجتمع عندك نُصيِّره حيث أمر الله به . فإذا أخذها أمينُك فأوعز إليه ألاَّ يَحولَ بين ناقة وبين فصيلها ، ولا يمصُر(٤) لبنها فيضرّ ذلك بولدها ، ولا يَجهدنّها ركوباً ، وليعدل بين صواحباتها فى ذلك وبينها ، وليُرفِّه علي اللاغب . (١) العَوْد : الجمل المُسِنّ وفيه بقيّة (لسان العرب : ٣ / ٣٢١) . ١٨٨ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / سياسة أخذ الخراج
وليَستأنِ بالنَّقِبْ(١) والظالِع(٢) ، وليوردها ما تمرّ به من الغُدُر ، ولا يَعدِل بها عن نبت الأرض إلي جوادّ الطرقِ ، وليُروِّحها فى الساعات ، وليُمهِلها عند النِّطافِ(٣) والأعشاب ; حتي تأتينا بإذن الله بُدّنا مُنقِيات غير مُتعَبات ولا مَجهودات ، لنقسمها علي كتاب الله وسنّة نبيه ½ ; فإنّ ذلك أعظم لأجرك ، وأقرب لرشدك ، إن شاء الله(٤) . ١٤٨٩ ـ عنه ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : وتفقّد أمرَ الخراج بما يصلح أهله ; فإنّ فى صلاحه وصلاحهم صلاحاً لمن سواهم ، ولا صلاحَ لمن سواهم إلاّ بهم ; لأنّ الناس كلّهم عيال علي الخراج وأهله . وليَكُن نظرك فى عمارة الأرض أبلغ من نظرك فى استجلاب الخراج ، لأنّ ذلك لا يُدرك إلاّ بالعمارة ; ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد ، وأهلك العباد ، ولم يستقم أمرهُ إلاّ قليلاً . فإنْ شكوا ثقلاً أو علّةً ، أو انقطاع شرب أو بالّة ، أو إحالة أرض اغتمرها غرقٌ ، أو أجحف بها عطشٌ ، خفّفت عنهم بما ترجو أن يصلح به أمرهم ; ولا يثقلنّ عليك شيءٌ خفّفت به المؤونة عنهم ، فإنه ذخرٌ يعودون به عليك فى عمارة بلادك ، وتزيين ولايتك ، مع استجلابك حسن ثنائهم وتبجّحك باستفاضة العدل فيهم ، معتمداً فضل قوّتهم بما ذخرت عندهم من إجمامك لهم ، والثقة منهم بما عوّدتهم (١) النَّقَب : رقّة الأخفاف ، نَقِبَ البعيرُ ينقَبُ فهو نَقِبٌ ، وفى حديث على ¼ : "و ليستأنِ بالنَّقِب والظالِع" أى يَرفُق بهما ، ويجوز أن يكون من الجَرَب (لسان العرب : ١ / ٧٦٦) . ١٨٩ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / سياسة أخذ الخراج
من عدلك عليهم ورفقك بهم ، فربّما حدث من الاُمور ما إذا عوّلت فيه عليهم من بعدُ احتملوه طيّبةً أنفسهم به ; فإن العمران محتملٌ ما حمّلته ، وإنّما يؤتي خراب الأرض من إعواز أهلها ، وإنّما يُعوز أهلها لإشراف أنفس الولاة علي الجمع وسوء ظنّهم بالبقاء ، وقلّة انتفاعهم بالعِبر(١) . ١٤٩٠ ـ عنه ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر (فى رواية تحف العقول) ـ : فاجمع إليك أهل الخراج من كلّ بلدانك ، ومُرهم فليُعلموك حال بلادهم وما فيه صلاحهم ورخاء جبايتهم ، ثمّ سَل عمّا يرفع إليك أهل العلم به من غيرهم ; فإن كانوا شكوا ثقلاً أو علّة من انقطاع شرب أو إحالة أرض اغتمرها غرق أو أجحف بهم العطش أو آفة خفّفتَ عنهم ما ترجو أن يصلح الله به أمرهم ، وإن سألوا معونة علي إصلاح ما يقدرون عليه بأموالهم فاكفهِم مؤونته ; فإنّ فى عاقبة كفايتك إيّاهم صلاحاً ، فلا يثقلنّ عليك شىء خفّفت به عنهم المؤونات ; فإنّه ذخر يعودون به عليك لعمارة بلادك ، وتزيين ولايتك ، مع اقتنائك مودّتهم وحسن نيّاتهم ، واستفاضة الخير ، وما يسهّل الله به من جلبهم ، فإنّ الخراج لا يُستخرج بالكدّ والأتعاب ، مع أنّها عقد(٢) تعتمد عليها إن حدثَ حدثٌ كنتَ عليهم معتمداً ; لفضل قوّتهم بما ذخرت عنهم من الجَمام(٣) ، والثقة منهم بما عوّدتهم من عدلك ورفقك ، ومعرفتهم بعذرك فيما حدث من الأمر الذى اتّكلت به عليهم ، فاحتملوه بطيب أنفسهم ، فإنّ العمران محتمل ما حمّلته ، وإنّما يؤتي خراب الأرض لإعواز أهلها ، وإنّما يعوز أهلها لإسراف الولاة وسوء ظنّهم بالبقاء وقلّة انتفاعهم (١) نهج البلاغة : الكتاب ٥٣ وراجع دعائم الإسلام : ١ / ٣٦٢ . ١٩٠ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / عدم التأخير فى توزيع أموال العامّة
بالعبر(١) . ٥ / ٩ عدم التأخير فى توزيع أموال العامّة ١٤٩١ ـ أنساب الأشراف عن أبى صالح السمّان : رأيت عليّاً دخل بيت المال ، فرأي فيه مالاً ، فقال : هذا هاهنا والناس يحتاجون ! ! فأمر به فقسّم بين الناس ، فأمر بالبيت فكُنس ، فنُضح ، وصلّي فيه(٢) . ١٤٩٢ ـ الغارات عن بكر بن عيسي ـ فى ذكر سيرة الإمام علىّ ¼ ـ : إنّه كان يقسم ما فى بيت المال ، فلا تأتى الجمعةُ وفى بيت المال شىء . ويأمر ببيت المال فى كلّ عشيّة خميس فينضح بالماء ، ثمّ يصلّى فيه ركعتين(٣) . ١٤٩٣ ـ الغارات عن مجمّع التيمى : إنّ عليّاً ¼ كان ينضح بيت المال ، ثمّ يتنفّل فيه ويقول : اشهد لى يوم القيامة أنّى لم أحبس فيك المال علي المسلمين(٤) . ١٤٩٤ ـ فضائل الصحابة عن مجمّع التيمى : إنّ عليّاً كان يأمر ببيت المال فيُكنس ، ثمّ ينضح ، ثمّ يصلّى ; رجاء أن يشهد له يوم القيامة أنّه لم يحبس فيه المال عن المسلمين(٥) . (١) تحف العقول : ١٣٧ . ١٩١ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / عدم التأخير فى توزيع أموال العامّة
١٤٩٥ ـ تاريخ دمشق عن أبى حكيم صاحب الحفاء عن أبيه : إنّ عليّاً أعطي العطاء فى سنة ثلاث مرّات ، ثمّ أتاه مال من أصبهان ، فقال : اغدوا إلي العطاء الرابع ; إنّى لستُ لكم بخازن . قال : وقسم الحبال ، فأخذها قوم ، وردّها قوم(١) . ١٤٩٦ ـ مروج الذهب ـ فى حوادث سنة ٣٨ هـ ـ : قبض أصحابه [عليٍّ] عن علىّ فى هذه السنة ثلاثة أرزاق ـ علي حسب ما كان يُحمل إليه من المال من أعماله ـ ، ثمّ ورد عليه مال من أصبهان ، فخطب الناس ، وقال : اغدوا إلي عطاء رابع ; فو الله ما أنا لكم بخازن . وكان فى عطائه اُسوة للناس ; يأخذ كما يأخذ الواحد منهم(٢) . ١٤٩٧ ـ الأمالى للطوسى عن هلال بن مسلم الجحدرى : سمعت جدّى جرّة ـ أو جوّة ـ قال : شهدت علىّ بن أبى طالب ¼ اُتى بمال عند المساء ، فقال : اقسموا هذا المال . فقالوا : قد أمسينا يا أمير المؤمنين ! فأخّره إلي غد . فقال لهم : تقبلون(٣) لى أن أعيش إلي غد ؟ قالوا : ماذا بأيدينا ! قال : فلا تؤخّروه حتي تقسموه ، فاُتى بشمع ، فقسموا ذلك المال من تحت ليلتهم(٤) . ١٤٩٨ ـ الغارات عن الضحّاك بن مزاحم عن الإمام علىّ ¼ : كان خليلى رسول الله ½ لا يحبس شيئاً لغد ، وكان أبو بكر يفعل ، وقد رأي عمر بن الخطّاب فى ذلك أن دوّن الدواوين وأخّر المال من سنة إلي سنة ، وأمّا أنا فأصنع كما صنع (١) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٧٧ ، الأموال : ٢٨٤ / ٦٧٣ ، كنز العمّال : ٤ / ٥٨٤ / ١١٧٠٣ . ١٩٢ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / عدم التأخير فى توزيع أموال العامّة
خليلى رسول الله ½ . قال : وكان علىّ ¼ يعطيهم من الجمعة إلي الجمعة وكان يقول :
١٤٩٩ ـ شرح نهج البلاغة عن عبد الرحمن بن عجلان : كان علىٌّ ¼ يقسم بين الناس الأبزار(٣) والحرف(٤) والكمُّون ، وكذا وكذا(٥) . ١٥٠٠ ـ شرح نهج البلاغة عن الشعبى : دخلت الرحبة بالكوفة ـ وأنا غلامٌ ـ فى غلمان ، فإذا أنا بعلىٍّ ¼ قائماً علي صبرتين(٦) من ذهب وفضّة ، ومعه مخفقةٌ ، وهو يطرد الناس بمخفقته ، ثمّ يرجع إلي المال فيُقسِّمه بين الناس ، حتي لم يبقَ منه شيءٌ . ثمّ انصرف ولم يحمل إلي بيته قليلاً ولا كثيراً ، فرجعت إلي أبى ، فقلت له : لقد رأيتُ اليوم خير الناس أو أحمق الناس ! قال : مَن هو يا بنىَّ ؟ قلتُ : علىّ بن أبى طالب أمير المؤمنين ، رأيتُه يصنع كذا ، فقصصتُ عليه ، فبكي ، وقال : يا بنىَّ ، (١) قال ابن الأثير : هذا مَثلٌ ، أوّل من قاله عَمْرو ابن اُخت جَذِيمة الأبْرش ; كان يجنى الكَمْأة مع أصحاب له ، فكانوا إذا وَجَدوا خِيارَ الكَمْأة أكلوها ، وإذا وجدها عمروٌ جعلها فى كُمِّه حتي يأتى بها خالَه . وقال هذه الكلمة فسارت مثلاً . وأراد علىٌّ ¢ بقَوْلها أنّه لم يَتَلطّخ بشىء من فَىء المسلمين بل وَضَعه مَواضِعَه (النهاية : ١ / ٣٠٩) . ١٩٣ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / عدم التأخير فى توزيع أموال العامّة
بل رأيتَ خيرَ الناس(١) . ١٥٠١ ـ الإمام الباقر ¼ : إنّ عليّاً اُتى بالمال فأقعد بين يديه الوزّان والنقّاد ، فكوَّم كومةً من ذهب ، وكومةً من فضَّة ، فقال : يا حمراء ويا بيضاء ، احمرّى وابيضّى وغرّى غيرى .
١٥٠٢ ـ تاريخ دمشق عن أبى صالح السمّان : رأيتُ عليّاً دخل بيت المال ، فرأي فيه شيئاً ، فقال : لا(٣) أري هذا هاهنا وبالناس إليه حاجةٌ ! ! فأمر به فقسِّم ، وأمر بالبيت فكُنس ونضح ، فصلّي فيه ، أو قال(٤) فيه ; يعنى نام(٥) (٦) . ١٥٠٣ ـ الدعوات : كان أمير المؤمنين ¼ إذا أعطي ما فى بيت المال أمر به فكُنس ، ثمّ صلّي فيه ، ثمّ يدعو ، فيقول فى دعائه : اللهمّ إنّى أعوذ بك من ذنب يحبط العمل ، وأعوذ بك من ذنب يُعجِّل النِّقم ، وأعوذ بك من ذنب يُغيّر النِّعم ، (١) شرح نهج البلاغة : ٢ / ١٩٨ ; الغارات : ١ / ٥٤ ، بحار الأنوار : ٤١ / ١٣٥ . ١٩٤ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / توزيع أموال العامّة بالسويّة
وأعوذ بك من ذنب يمنع الرزق ، وأعوذ بك من ذنب يمنع الدعاء ، وأعوذ بك من ذنب يمنع التوبة ، وأعوذ بك من ذنب يَهتِكُ العصمة ، وأعوذ بك من ذنب يُورث الندم ، وأعوذ بك من ذنب يحبس القِسم(١) . ٥ / ١٠ ١٥٠٤ ـ الاختصاص ـ فى بيان خصال وفضائل الإمام علىّ ¼ ـ : القسم بالسويّة ، والعدل فى الرعيّة ; ولّي بيتَ مالِ المدينة عمّارَ بن ياسر وأبا الهيثم بن التيّهان فكتب : العربى والقرشى والأنصارى والعجمى وكلّ من كان فى الإسلام من قبائل العرب وأجناس العجم سواء . فأتاه سهل بن حنيف بمولي له أسود ، فقال : كم تعطى هذا ؟ فقال له أمير المؤمنين ¼ : كم أخذتَ أنتَ ؟ قال : ثلاثة دنانير ، وكذلك أخذ الناس . قال : فأعطوا مولاه مثل ما أخذ ; ثلاثة دنانير(٢) . ١٥٠٥ ـ الأمالى للطوسى عن إبراهيم بن صالح الأنماطى رفعه : لمّا أصبح علىّ ¼ بعد البيعة ، دخل بيت المال ، فدعا بمال كان قد اجتمع ، فقسّمه ثلاثة دنانير ثلاثة دنانير بين من حضر من الناس كلّهم . فقام سهل بن حنيف ، فقال : يا أمير المؤمنين ، قد أعتقتُ هذا الغلام ! فأعطاه ثلاثة دنانير ; مثل ما أعطي سهل ابن حنيف(٣) . (١) الدعوات : ٦٠ / ١٥٠ ، بحار الأنوار : ٩٤ / ٩٣ / ٩ . ١٩٥ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / توزيع أموال العامّة بالسويّة
١٥٠٦ ـ الكافى عن أبى مخنف : أتي أمير المؤمنين صلوات الله عليه رهطٌ من الشيعة ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، لو أخرجتَ هذه الأموال ففرّقتَها فى هؤلاء الرؤساء والأشراف ، وفضّلتَهم علينا ، حتي إذا استوسقت الاُمور عدتَ إلي أفضل ما عوّدكَ الله من القسم بالسويّة ، والعدل فى الرعيّة ! ! فقال أمير المؤمنين ¼ : أ تأمرونّى ـ ويحكم ـ أن أطلب النصر بالظلم والجور فيمن وُلّيتُ عليه من أهل الإسلام ! ! لا والله ، لا يكون ذلك ما سمر السمير ، وما رأيتُ فى السماء نجماً ، والله لو كانت أموالهم مالى لساويتُ بينهم ، فكيف وإنّما هى أموالهم ! !(١) ١٥٠٧ ـ الإمام علىّ ¼ ـ من خطبة له عندما عُوتب علي التسوية فى الفىء ـ : فأمّا هذا الفىء فليس لأحد فيه علي أحد اُثْرَة(٢) ، قد فرغ الله عزّ وجلّ من قَسمه ، فهو مال الله ، وأنتم عباد الله المسلمون ، وهذا كتاب الله ، به أقررنا ، وعليه شهدنا ، وله أسلمنا ، وعهد نبيّنا بين أظهرنا ، فسلّموا رحمكم الله ، فمن لم يرضَ بهذا فليتولَّ كيف شاء(٣) . ١٥٠٨ ـ عنه ¼ ـ من كتابه إلي مصقلة بن هبيرة الشيبانى عامله علي أردشير خُرّة(٤) ـ : ألا وإنّ حقّ من قِبَلك وقِبَلنا من المسلمين فى قسمة هذا الفىء سواء ، يَرِدون عندى عليه ويَصدرون عنه(٥) . (١) الكافى : ٤ / ٣١ / ٣ ، تحف العقول : ١٨٥ ، نثر الدرّ : ١ / ٣١٨ كلاهما نحوه وراجع الأمالى للمفيد : ١٧٥ / ٦ والمناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٩٥ . ١٩٦ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / توزيع أموال العامّة بالسويّة
١٥٠٩ ـ عنه ¼ ـ من كتابه إلي حذيفة بن اليمان والى المدائن ـ : آمُرك أن تُجبى خراج الأرضين علي الحقّ والنَّصَفَة ، ولا تتجاوز ما قدّمتُ به إليك ، ولا تدَع منه شيئاً ، ولا تبتدِع فيه أمراً ، ثمّ اقسمه بين أهله بالسويّة والعدل(١) . ١٥١٠ ـ الغارات عن أبى إسحاق الهمدانى : إنّ امرأتين أتتا عليّاً ¼ عند القِسمة ; إحداهما من العرب ، والاُخري من الموالى ، فأعطي كلّ واحدة خمسة وعشرين درهماً وكرّاً من الطعام . فقالت العربيّة : يا أمير المؤمنين ، إنّى امرأة من العرب ، وهذه امرأة من العجم ! ! فقال علىّ ¼ : إنّى والله لا أجد لبنى إسماعيل فى هذا الفىء فضلاً علي بنى إسحاق ! !(٢) ١٥١١ ـ أنساب الأشراف عن الحارث : كنتُ عند علىّ ، فأتَته امرأتان ، فقالتا : يا أمير المؤمنين إنّنا فقيرتان مسكينتان . فقال : قد وجب حقّكما علينا وعلي كلّ ذى سعة من المسلمين إن كنتما صادقتين ، ثمّ أمر رجلا فقال : انطلق بهما إلي سوقنا ، فاشتَرِ لكلّ واحدة منهما كرّاً من طعام وثلاثة أثواب ـ فذكر رداءً أو خماراً وإزاراً ـ وأعطِ كلّ واحدة منهما من عطائى مائة درهم . فلمّا وَلّتا ، سَفرت إحداهما وقالت : يا أمير المؤمنين فضِّلنى بما فضّلك الله به وشرّفكَ ! قال : وبماذا فضّلنى اللهُ وشرّفنى ؟ قالت : برسول الله ½ . قال : صدقتِ ، وما أنتِ ؟ قالت : أنا امرأة من العرب وهذه من الموالى . قال : فتناول شيئاً من الأرض ، ثمّ قال : قد قرأتُ ما بين اللوحين فما رأيتُ لولد إسماعيل علي ولد (١) إرشاد القلوب : ٣٢١ ، الدرجات الرفيعة : ٢٨٩ ، بحار الأنوار : ٢٨ / ٨٨ / ٣ . ١٩٧ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / توزيع أموال العامّة بالسويّة
إسحاق ¤ فضلا ولا جناح بعوضة(١) . ١٥١٢ ـ أنساب الأشراف عن مصعب : كان علىّ يقسم بيننا كلّ شىء ، حتي يقسم العطور بين نسائنا(٢) . ١٥١٣ ـ أنساب الأشراف عن الحارث : سمعت عليّاً يقول وهو يخطب : قد أمرنا لنساء المهاجرين بورس وإبر . قال : فأمّا الإبر فأخذها من ناس من اليهود ممّا عليهم من الجزية(٣) . ١٥١٤ ـ فضائل الصحابة عن فضالة بن عبد الملك عن كريمة بنت همام الطابية : كان علىّ يقسم فينا الورس بالكوفة . قال فضالة : حملناه علي العدل منه ¢ (٤) . ١٥١٥ ـ المناقب لابن شهر آشوب عن حكيم بن أوس : كان علىّ ¼ يبعث إلينا بزِقاق(٥) العسل فيُقسّم فينا ، ثمّ يأمر أن يلعقوه . واُتى إليه بأحمال فاكهة ، فأمر ببيعها ، وأن يطرح ثمنها فى بيت المال (٦) . ١٥١٦ ـ تاريخ دمشق عن كليب : قدم علي علىّ مالٌ من أصبهان ، فقسمه علي سبعة أسهم ، فوجد فيه رغيفاً ، فكسره علي سبعة ، وجعل علي كلّ قسم منها (١) أنساب الأشراف : ٢ / ٣٧٦ . ١٩٨ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / توزيع أموال العامّة بالسويّة
كسرة ، ثمّ دعا اُمراء الأشياع فأقرع بينهم لينظر أيّهم يعطى أوّلاً(١) . ١٥١٧ ـ الغارات عن كليب الجرمى : كنتُ عند علىّ ¼ فجاءه مال من الجبل ، فقام وقمنا معه ، حتي انتهينا إلي خر بند جن(٢) وجمّالين ، فاجتمع الناس إليه ، حتي ازدحموا عليه ، فأخذ حبالاً فوصلها بيده وعقد بعضها إلي بعض ، ثمّ أدارها حول المتاع ، ثمّ قال : لا اُحلّ لأحد أن يجاوز هذا الحبل . فقعدنا من وراء الحبل . ودخل علىّ ¼ فقال : أين رؤوس الأسباع ؟ فدخلوا عليه ، فجعلوا يحملون هذا الجوالق إلي هذا الجوالق ، وهذا إلي هذا ، حتي قسّموه سبعة أجزاء . قال : فوجد مع المتاع رغيفاً ، فكسره سبع كِسَر ، ثمّ وضع علي كلّ جزء كِسرَة ، ثمّ قال :
قال : ثمّ أقرع عليها ، فجعل كلّ رجل يدعو قومه ، فيحملون الجوالق(٣) . ١٥١٨ ـ مروج الذهب : انتزع علىّ أملاكاً كان عثمانُ أقطعَها جماعةً من المسلمين ، وقسّم ما فى بيت المال علي الناس ، ولم يفضّل أحداً علي أحد(٤) . (١) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٧٦ ، فضائل الصحابة لابن حنبل : ١ / ٥٤٥ / ٩١٣ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٤٢ ; الغارات : ١ / ٥١ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١١٢ كلّها نحوه وراجع حلية الأولياء : ٧ / ٣٠٠ . ١٩٩ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / توزيع أموال العامّة بالسويّة
١٥١٩ ـ مروج الذهب ـ فى ذكر حرب الجمل ـ : قَبضَ [علىّ ¼ ] ما كان فى معسكرهم من سلاح ودابّة ومتاع وآلة وغير ذلك فباعه ، وقسّمه بين أصحابه ، وأخذ لنفسه كما أخذ لكلّ واحد ممّن معه من أصحابه وأهله وولده ; خمسمائة درهم . فأتاه رجل من أصحابه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّى لم آخذ شيئاً ، وخلّفنى عن الحضور كذا ـ وأدلي بعذر ـ فأعطاه الخمسمائة التى كانت له(١) . ١٥٢٠ ـ الجمل : ثمّ نزل ¼ [بعد وقعة الجمل] ، واستدعي جماعة من أصحابه ، فمشوا معه حتي دخل بيت المال ، وأرسل إلي القرّاء فدعاهم ، ودعا الخزّان ، وأمرهم بفتح الأبواب التى داخلها المال ، فلمّا رأي كثرة المال قال : هذا جناىَ وخيارُه فيه ثمّ قسّم المال بين أصحابه ، فأصاب كلّ رجل منهم ستّة آلاف ألف درهم ، وكان أصحابه اثنى عشر ألفاً ، وأخذ هو ¼ كأحدهم . فبينا هم علي تلك الحالة إذ أتاه آت ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّ اسمى سقط من كتابك ، وقد رأيتُ من البلاء ما رأيت ! فدفع سهمه إلي ذلك الرجل(٢) . ١٥٢١ ـ الغارات عن المغيرة الضبّى : كان أشراف أهل الكوفة غاشّين لعلىّ ¼ ، وكان هَواهم مع معاوية ; وذلك أنّ عليّاً كان لا يعطى أحداً من الفىء أكثر من حقّه ، وكان معاوية بن أبى سفيان جعل الشرف فى العطاء ألفى درهم(٣) . ١٥٢٢ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى ذمّ العاصين من أصحابه ـ :أ وَليس عجباً أنّ معاوية (١) مروج الذهب : ٢ / ٣٨٠ وراجع شرح نهج البلاغة : ١ / ٢٥٠ . ٢٠٠ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / توزيع أموال العامّة بالسويّة
يدعو الجُفاة الطغام فيتّبعونه علي غير معونة ولا عطاء ، وأنا أدعوكم ـ وأنتم تريكة(١) الإسلام ، وبقيّة الناس ـ إلي المعونة أو طائفة من العطاء ، فتفرّقون عنّى وتختلفون علىَّ ؟ !(٢) ١٥٢٣ ـ عنه ¼ ـ فى قوم من أهل المدينة لحقوا بمعاوية ـ : قد عرفوا العدل ورأوه وسمعوه ووعوه ، وعلموا أنّ الناس عندنا فى الحقّ اُسوة ، فهربوا إلي الاُثرة ، فبُعداً لهم وسُحقاً(٣) . (١) التريكة : بيضة النعامة بعد أن يخرج منها الفرخ تتركها فى مجثمها . والمراد : أنتم خَلَف الإسلام وعِوَض السَّلف . |
||||||