٢٠١ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / توزيع أموال العامّة بالسويّة
إنّ عنوان "بيت المال" فى النصوص الروائيّة هو مصطلح عامّ للعائدات العامّة للمسلمين، ويكون تحت اختيار الحكومة الإسلاميّة ويتبيّن من خلال نظرة جامعة للروايات أنّ بيت المال ينفق فى وجهين : ١ ـ النفقات العامّة ذات العنوان الخاصّ، مثل ضمان الفقراء ، والمساكين ، والعاجزين ، واُسر الشهداء، ورواتب العاملين فى بيت المال، والقضاة، والجنود، ومصارف التعليم، والصحّة، وقروض الغرماء، ودِيات المقتولين الذين ليس لهم ضامن، والعمران، وغيرها ... ٢ ـ تقسيم الفائض : بعد أن يتمّ إعطاء المذكورين حصههم من بيت المال ، ففى صدر الإسلام كان يتمّ تقسيم الفائض عن ذلك بين عامّة المسلمين وقد عرّفت الروايات هذا القسم بالحقّ العام للأفراد من بيت المال . إنّ التوزيع المطلوب لبيت المال من وجهة نظر الإسلام يستند علي ركيزتين أساسيّتين هما: ١ ـ رعاية العدالة فى التقسيم: للعدالة الاقتصاديّة فى توزيع الثروات العامّة ٢٠٢ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / توزيع أموال العامّة بالسويّة
معياران أصليّان فى الإسلام : أحدهما: أولويّة الضمان الاجتماعى ، والاهتمام بالطبقات الاجتماعيّة الضعيفة والمحرومة ، والسعى فى التوسعة عليهم . والآخر: رعاية المساواة فى الحقوق المتكافئة. وإذا لاحظنا سياسة الإمام علىّ ¼ فى توزيع الأموال نلمس فيها أوضح مصاديق هذين المعيارين ، إذ نقرأ فى كتبه إلي عمّاله تأكيده الدائم علي تخصيص قسم من مصادر بيت المال للطبقات المحرومة وذات الدخل المحدود ، وتأكيداته الجمّة ، ووصاياه الكثيرة بإلغاء الامتيازات الوهميّة المجحفة، ومنح الحقوق المتساوية للقريب والبعيد، والعربى والأعجمى، والمرأة والرجل، وذى السابقة فى الإسلام وحديثى العهد به . فترتسم لطلاّب العدالة صورة مشرقة للعدالة الإنسانيّة. ٢ ـ عدم حبس الحقوق العامّة : الإسراع فى الإنفاق، واجتناب حبس الحقوق العامّة ، فمع تأكيد الإسلام علي لزوم الاعتدال فى الإنفاق والتخطيط له، والإنفاق بمقدار، نجده ذمّ بشدّة حبس الحقوق العامّة بلا مسوّغ، وأوصي بالإسراع فى إنفاقها. وإذا لاحظنا هاتين الخصوصيّتين يمكن بيان المنهج القويم فى صرف أموال بيت المال بهذا النحو : إذا تمّ حبس جزء من الدخل لمصارف خاصّة بحيث كان كلّ من الدخل والمصرف حاليّين فهذا الحبس هو الإمساك والادّخار المنهى عنه فى الروايات . بل بلغ اهتمام النبىّ الأعظم ½ برعاية هذا المبدأ مرتبة قصوي تظهر معها آثار ٢٠٣ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / تأمين الحاجات الضروريّة للجميع
الغمّ علي صفحات وجهه الكريم بسبب بقاء مقدار قليل من الأموال التى ينبغى أن تصل إلي مستحقّيها. وحين زادت عائدات بيت المال فى عهد عمر بشكل لم يسبق له مثيل قامت الحكومة بتأسيس بيت المال وتشكيل الديوان ، وكانت العائدات تُجمع فيه وتُدَّخر علي طول السنة، ثمّ تُوزّع علي عامّة المسلمين فى نهاية السنة بشكل فردي. وعندما تقلّد الإمام أمير المؤمنين ¼ الخلافة رفض هذه السياسة، وسار بسيرة النبىّ ½ . وامتناعه عن التأخير فى تقسيم بيت المال حتي بمقدار ليلة واحدة، وتأكيده علي توزيع جميع ما فى بيت المال ، يدلّ بوضوح علي شدّة اهتمامه باجتناب الادّخار. ٥ / ١١ تأمين الحاجات الضروريّة للجميع ١٥٢٤ ـ الإمام علىّ ¼ : إنّ الله سبحانه فرض فى أموال الأغنياء أقوات الفقراء ، فما جاع فقير إلاّ بما مُتِّع به غنىّ ; والله تعالي سائلهم عن ذلك(١) . ١٥٢٥ ـ عنه ¼ : إنّ الله فرض علي الأغنياء فى أموالهم بقدر ما يكفى فقراءهم ; فإن جاعوا وعرَوا جهدوا فى منع الأغنياء ; فحقّ علي الله أن يحاسبهم يوم القيامة ويعذّبهم عليه(٢) . ١٥٢٦ ـ عنه ¼ : ما أصبح بالكوفة أحد إلاّ ناعماً ; إنّ أدناهم منزلة ليأكل من البرّ (١) نهج البلاغة : الحكمة ٣٢٨ ، روضة الواعظين : ٤٩٧ نحوه ، عيون الحكم والمواعظ : ١٥٢ / ٣٣٤٣ ; ينابيع المودّة : ٢ / ٢٤٩ / ٦٩٩ وفيها "منع" بدل "مُتِّع به" . ٢٠٤ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / حماية الطبقة السفلى
ويجلس فى الظلّ ويشرب من ماء الفرات(١) . ١٥٢٧ ـ تهذيب الأحكام عن محمّد بن أبى حمزة عن رجل بلغ به أمير المؤمنين ¼ : مرّ شيخ مكفوف كبير يسأل ، فقال أمير المؤمنين ¼ ما هذا ؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين ، نصرانى ! قال : فقال أمير المؤمنين ¼ : أستعملتموه ، حتي إذا كبر وعجز منعتموه ؟ ! أنفِقوا عليه من بيت المال(٢) . ٥ / ١٢ ١٥٢٨ ـ الإمام علىّ ¼ ـ من كتابه إلي قثم بن العبّاس ـ : انظر إلي ما اجتمع عندك من مال الله فاصرفْه إلي من قِبَلَك من ذوى العيال والمجاعة ، مُصيباً به مواضع الفاقة والخَلاّت(٣) ، وما فَضَل عن ذلك فاحملْه إلينا لنقسمه فيمن قِبَلَنا(٤) . ١٥٢٩ ـ عنه ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : ثمّ اللهَ اللهَ فى الطبقة السفلي من الذين لا حيلة لهم ، من المساكين والمحتاجين وأهل البُؤْسي والزَّمْني (٥); فإنّ فى هذه الطبقة قانِعاً ومُعتَرّاً(٦) ، واحفظ لله ما استحفظك من حقّه فيهم ، واجعل لهم (١) فضائل الصحابة لابن حنبل : ١ / ٥٣١ / ٨٨٣ ، المصنّف لابن أبى شيبة : ٨ / ١٥٧ / ١٥ كلاهما عن عبد الله بن سخبرة ، كنز العمّال : ١٤ / ١٧٢ / ٣٨٢٧٦ نقلا عن هنّاد ; المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٩٩ ، بحار الأنوار : ٤٠ / ٣٢٧ . ٢٠٥ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / حماية الطبقة السفلى
قسماً من بيت مالك ، وقسماً من غلاّت صَوافى(١) الإسلام فى كلّ بلد ، فإنّ للأقصي منهم مثل الذى للأدني ، وكلٌّ قد استُرعيتَ حقَّه ، فلا يشغلنّك عنهم بطَر ، فإنّك لا تعذَر بتضييعك التافِه لإحكامك الكثير المهمّ ، فلا تُشخِصْ همّك عنهم ، ولا تُصعِّرْ خدّك لهم . وتفقَّدْ اُمور من لا يصل إليك منهم ممّن تَقتحمه العيون ، وتَحْقره الرجال ، ففرِّغْ لاُولئك ثقتك من أهل الخشية والتواضع . فليَرفعْ إليك اُمورهم ، ثمّ اعمل فيهم بالإعذار إلي الله يوم تلقاه ، فإنّ هؤلاء من بين الرعيّة أحوج إلي الإنصاف من غيرهم ، وكلٌّ فأعذِر إلي الله فى تأدية حقّه إليه . وتَعهَّدْ أهل اليُتم وذوى الرِّقّة(٢) فى السنّ ممّن لا حيلة له ، ولا ينصب للمسألة نفسه . وذلك علي الولاة ثقيل ، والحقّ كلّه ثقيل(٣) . ١٥٣٠ ـ عنه ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر (فى رواية تحف العقول) ـ : وتعهّد أهل اليُتم والزمانة والرقّة فى السنّ ممّن لا حيلة له ، ولا ينصب للمسألة نفسه ; فأجرِ لهم أرزاقاً ، فإنّهم عباد الله ، فتقرّب إلي الله بتخلّصهم ووضعهم مواضعهم فى أقواتهم وحقوقهم ، فإنّ الأعمال تخلص بصدق النيّات . ثمّ إنّه لا تسكن نفوس الناس أو بعضهم إلي أنّك قد قضيت حقوقهم بظهر الغيب دون مشافهتك بالحاجات ، وذلك علي الولاة ثقيل ، والحقّ كلّه ثقيل ، وقد يخفّفه الله علي أقوام طلبوا العاقبة فصبّروا نفوسهم ، ووثقوا بصدق موعود الله لمن صبر واحتسب ، (١) الصَّوافى : الأملاك والأرض التى جَلا عنها أهلُها أو ماتوا ولا وارث لها ، واحدتها صافِية (لسان العرب : ١٤ / ٤٦٣) . ٢٠٦ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / حماية الطبقة السفلى
فكن منهم واستعن بالله(١) . ١٥٣١ ـ عنه ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ، وهو فى بيان طبقات الناس ـ : اعلمْ أنّ الرعيّة طبقات . . . ثمّ الطبقة السفلي من أهل الحاجة والمسكنة الذين يحقّ رِفدهم ومعونتهم . وفى الله لكلٍّ سعة ، ولكلٍّ علي الوالى حقّ بقدر ما يُصلحه(٢) . ١٥٣٢ ـ عنه ¼ ـ من كتابه إلي بعض عمّاله ، وقد بعثه علي الصدقة ـ : إنّ لك فى هذه الصدقة نصيباً مفروضاً ، وحقّاً معلوماً ، وشركاء أهل مسكنة ، وضعفاء ذوى فاقة ، وإنّا موفّوك حقّك ، فوفِّهم حقوقهم ، وإلاّ تفعل فإنّك من أكثر الناس خصوماً يوم القيامة ، وبُؤسي لِمن خصمُه عند الله الفقراء والمساكين ، والسائلون ، والمدفوعون ، والغارمون ، وابن السبيل !(٣) ١٥٣٣ ـ دعائم الإسلام : إنّه [عليّاً ¼ ] أوصي مِخْنَف بن سُليم الأزدى ـ وقد بعثه علي الصدقة ـ بوصيّة طويلة أمره فيها بتقوي الله ربّه ، فى سرائر اُموره وخفيّات أعماله ، وأن يلقاهم ببسط الوجه ، ولين الجانب ، وأمره أن يلزم التواضع ، ويجتنب التكبّر ; فإنّ الله يرفع المتواضعين ويضع المتكبّرين . ثمّ قال له : يا مِخنف ابن سُليم ، إنّ لك فى هذه الصدقة نصيباً وحقّاً مفروضاً ، ولك فيه شركاء : فقراء ، ومساكين ، وغارمين ، ومجاهدين ، وأبناء سبيل ، ومملوكين ، ومتألَّفين ، وإنّا موفّوك حقّك ، فوفِّهم حقوقهم ، وإلاّ فإنّك من أكثر الناس يوم القيامة خُصَماء ، وبؤساً لامرئ أن يكون خصمه مثل هؤلاء !(٤) (١) تحف العقول : ١٤١ . ٢٠٧ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / العناية الخاصّة بالأيتام
٥ / ١٣ ١٥٣٤ ـ الكافى عن حبيب بن أبى ثابت : جاء إلي أمير المؤمنين ¼ عسل وتين من هَمدان(١) وحُلْوان(٢) ، فأمر العُرَفاء(٣) أن يأتوا باليتامي ، فأمكنهم من رؤوس الأزْقاق(٤) يلعقونها وهو يقسمها للناس قدحاً قدحاً ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ، ما لهم يلعقونها ؟ فقال : إنّ الإمام أبو اليتامي ، وإنّما ألعقتهم هذا برعاية الآباء(٥) . ١٥٣٥ ـ ربيع الأبرار عن أبى الطفيل : رأيت عليّاً ـ كرّم الله وجهه ـ يدعو اليتامي فيطعمهم العسل ، حتي قال بعض أصحابه : لوددت أنّى كنت يتيماً(٦) . ١٥٣٦ ـ أنساب الأشراف عن الحكم : شهدت عليّاً واُتى بزِقاق من عسل ، فدعا اليتامي وقال : دِبُّوا(٧) والعقوا ، حتي تمنّيت أنّى يتيم ، فقسمه بين الناس وبقى منه زِقّ(٨) ، فأمر أن يُسقاه أهل المسجد(٩) . (١) هَمَدان : مدينة تقع فى غرب إيران ، وهى مركز محافظة همدان ، قريبة من مدينة كرمانشاه . ٢٠٨ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / العناية الخاصّة بالأيتام
١٥٣٧ ـ المناقب لابن شهر آشوب : نظر علىّ إلي امرأة علي كتفها قربة ماء ، فأخذ منها القربة فحملها إلي موضعها ، وسألها عن حالها فقالت : بعث علىّ بن أبى طالب صاحبى إلي بعض الثغور فقُتل ، وترك علىَّ صبياناً يتامي وليس عندى شىء ، فقد ألجأتنى الضرورة إلي خدمة الناس . فانصرف وبات ليلته قلقاً . فلمّا أصبح حمل زِنْبِيلاً فيه طعام ، فقال بعضهم : أعطنى أحمله عنك . فقال : مَن يحمل وِزرى عنّى يوم القيامة ! فأتي وقرع الباب ، فقالت : من هذا ؟ قال : أنا ذلك العبد الذى حمل معك القربة ، فافتحى فإنّ معى شيئاً للصبيان . فقالت : رضى الله عنك وحكم بينى وبين علىّ بن أبى طالب ! فدخل وقال : إنّى أحببت اكتساب الثواب فاختارى بين أن تعجنين(١) وتخبزين ، وبين أن تُعَلِّلين(٢) الصبيان لأخبز أنا . فقالت : أنا بالخبز أبصر وعليه أقدر ، ولكن شأنك والصبيان ; فعلِّلْهم حتي أفرغ من الخبز . فعمدت إلي الدقيق فعجنته ، وعمد علىّ ¼ إلي اللحم فطبخه ، وجعل يلقم الصبيان من اللحم والتمر وغيره ، فكلّما ناول الصبيان من ذلك شيئاً قال له : يا بنىَّ ، اجعل علىّ بن أبى طالب فى حلٍّ ممّا مرَّ فى أمرك . فلمّا اختمر العجين قالت : يا عبد الله ، سجِّر التنّور . فبادر لسجره ، فلمّا أشعله ولفَح فى وجهه جعل يقول : ذُق يا علىّ ! هذا جزاء من ضيّع الأرامل واليتامي . فرأته امرأة تعرفه (١) كذا فى المصدر وبحار الأنوار ، ومقتضي القواعد النحوية المعمول بها اليوم أن يقال : "أن تعجني وتخبزي . . . وتعلّلى" ; لمكان "أنْ" الناصبة للفعل المضارع . لكن ذكر صاحب النحو الوافى أنّ بعض القبائل العربيّة يهملها ، فلا ينصب بها المضارع برغم استيفائها شروط نصْبه ; كقراءة من قرأ قوله تعالي : ³ ٢٠٩ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / العناية الخاصّة بالأيتام
فقالت : ويحكِ ! هذا أمير المؤمنين . قال : فبادرت المرأة وهى تقول : وا حَياى منك يا أمير المؤمنين ! فقال : بل وا حَياى منكِ يا أمة الله فيما قصّرت فى أمرك !(١) ١٥٣٨ ـ كشف اليقين : روى أنّه [عليّاً ¼ ] اجتاز ليلة علي امرأة مسكينة لها أطفال صغار يبكون من الجوع ، وهى تُشاغلهم وتلهيهم حتي يناموا ، وكانت قد أشعلت ناراً تحت قدر فيها ماء لا غير ، وأوهمتهم أنّ فيها طعاماً تطبخه لهم ، فعرف أمير المؤمنين ¼ حالها ، فمشي ¼ ومعه قنبر إلي منزله ، فأخرج قَوْصَرَّة(٢) تمر وجِراب(٣) دقيق وشيئاً من الشحم والأرز والخبز ، وحمله علي كتفه الشريف ، فطلب قنبر حمله فلم يفعل . فلمّا وصل إلي باب المرأة استأذن عليها ، فأذنت له فى الدخول ، فأرمي شيئاً من الأرز فى القدر ومعه شىء من الشحم ، فلمّا فرغ من نضجه عرّفه للصغار وأمرهم بأكله ، فلمّا شبعوا أخذ يطوف بالبيت ويُبَعْبِع لهم ، فأخذوا فى الضحك . فلمّا خرج ¼ قال له قنبر : يا مولاى ، رأيت الليلة شيئاً عجيباً قد علمت سبب بعضه وهو حملك للزاد طلباً للثواب ، أمّا طوافك بالبيت علي يديك ورجليك والبَعْبَعة فما أدرى سبب ذلك ! فقال ¼ : يا قنبر ، إنّى دخلت علي هؤلاء الأطفال وهم يبكون من شدّة الجوع ، فأحببت أن أخرج عنهم وهم يضحكون مع الشبع ، فلم أجد سبباً سوي ما فعلت(٤) . (١) المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١١٥ ، بحار الأنوار : ٤١ / ٥٢ . راجع : القسم العاشر / الخصائص العمليّة / إمام المستضعفين . ٢١٠ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / النهى عن الجود بأموال العامّة
٥ / ١٤ ١٥٣٩ ـ الإمام علىّ ¼ : جود الولاة بفىء المسلمين جور وخَتْر(١) (٢) . ١٥٤٠ ـ عنه ¼ ـ من كلام له كلّم به عبد الله بن زمعة ، وهو من شيعته ، وذلك أنّه قدم عليه فى خلافته يطلب منه مالاً ـ : إنّ هذا المال ليس لى ولا لك ، وإنّما هو فىء للمسلمين وجَلْب أسيافهم ; فإن شركتَهم فى حربهم كان لك مثل حظّهم ، وإلاّ فجَناةُ(٣) أيديهم لا تكون لغير أفواههم(٤) . ١٥٤١ ـ دعائم الإسلام : إنّه [عليّاً ¼ ] جلس يقسم مالاً بين المسلمين ، فوقف به شيخ كبير فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّى شيخ كبير كما تري ، وأنا مكاتَب(٥) ، فأعِنّى من هذا المال . فقال : والله ، ما هو بكدّ يدى ولا تراثى من الوالد ، ولكنّها أمانة اُرعِيتُها فأنا اُؤدّيها إلي أهلها ، ولكن اجلس . فجلس والناس حول أمير المؤمنين ، فنظر إليهم فقال : رحم الله من أعان شيخاً كبيراً مثقلاً ! فجعل الناس يعطونه(٦) . (١) الخَتْر : الغَدْر (النهاية : ٢ / ٩) . ٢١١ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / عدم استئثار الأولاد والأقرباء
٥ / ١٥ ١٥٤٢ ـ الاستيعاب : كان علىّ ¢ . . . لا يترك فى بيت المال منه إلاّ ما يعجز عن قسمته فى يومه ذلك ، ويقول : يا دنيا غُرِّى غيرى ! ولم يكن يستأثر من الفىء بشىء ، ولا يخصّ به حميماً ولا قريباً(١) . ١٥٤٣ ـ الاختصاص ـ فى ذكر مناقب الإمام أمير المؤمنين ¼ ـ : دخل الناس عليه قبل أن يستشهد بيوم ، فشهدوا جميعاً أنّه قد وفّر فيئهم ، وظَلَف(٢) عن دنياهم ، ولم يرتشِ(٣) فى إجراء أحكامهم ، ولم يتناول من بيت مال المسلمين ما يساوى عقالاً ، ولم يأكل من مال نفسه إلاّ قدر البُلغة ; وشهدوا جميعاً أنّ أبعد الناس منهم بمنزلة أقربهم منه !(٤) ٥ / ١٥ ـ ١ ١٥٤٤ ـ أنساب الأشراف عن داود بن أبى عوف عن رجل من خثعم : رأيت الحسن والحسين ¤ يأكلان خبزاً وخلاًّ وبقلاً ، فقلت : أ تأكلان هذا وفى الرُّحْبة(٥) ما فيها ! فقالا : ما أغفلك عن أمير المؤمنين !(٦) (١) الاستيعاب : ٣ / ٢١٠ / ١٨٧٥ . ٢١٢ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / عدم استئثار الأولاد والأقرباء / الحسن والحسين
١٥٤٥ ـ شرح نهج البلاغة عن خالد بن معمر السدوسى ـ لعلباء بن الهيثم ـ : ماذا تؤمّل عند رجل أردته علي أن يزيد فى عطاء الحسن والحسين دريهمات يسيرة ريثما يَرْأبان(١) بها ظَلَف(٢) عيشهما ، فأبي وغضب فلم يفعل !(٣) ١٥٤٦ ـ فضائل الصحابة عن أبى صالح : دخلت علي اُمّ كلثوم بنت علىّ فإذا هى تمشّط فى ستر بينى وبينها ، فجاء حسن وحسين فدخلا عليها وهى جالسة تمتشط فقالا : أ لا تطعمون أبا صالح شيئاً ؟ قال : فأخرجوا لى قصعة فيها مرق بحبوب ، قال : فقلت : تطعمونى(٤) هذا وأنتم اُمراء ! فقالت اُمّ كلثوم : يا أبا صالح ، كيف لو رأيت أمير المؤمنين ـ يعنى عليّاً ـ واُتى باُتْرُجّ(٥) فذهب حسن يأخذ منه اُترُجّة فنزعها من يده ، ثمّ أمر به فقُسم بين الناس !(٦) ١٥٤٧ ـ تاريخ دمشق عن عبد الله بن أبى سفيان : أهدي إلىّ دهْقان(٧) من دهاقين السواد بُرداً ، وإلي الحسن والحسين برداً مثله ، فقام علىّ يخطب بالمدائن(٨) يوم (١) رَأَبَ : أصْلَحَ وجَبَرَ (النهاية : ٢ / ١٧٦) . ٢١٣ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / عدم استئثار الأولاد والأقرباء / اُمّ كلثوم
الجمعة ، فرآه عليهما ، فبعث إلىّ وإلي الحسن والحسين فقال : ما هذان البردان ؟ قال : بعث إلىّ وإلي الحسين دهقان من دهاقين السواد . قال : فأخذهما فجعلهما فى بيت المال(١) . ١٥٤٨ ـ الإمام الباقر ¼ : كسا علىّ ¼ الناس بالكوفة ، وكان فى الكسوة بُرْنُس(٢) خزّ ، فسأله إيّاه الحسن ، فأبي أن يعطيه إيّاه ، وأسهم عليه بين المسلمين ، فصار لفتي من همْدان ، فانقلب به الهمدانى ، فقيل له : إنّ حسناً كان سأله أباه فمنعه إيّاه ، فأرسل به الهمدانى إلي الحسن ¼ فقبله(٣) (٤) . ٥ / ١٥ ـ ٢ ١٥٤٩ ـ الاختصاص : بُعث إليه [علىٍّ ¼ ] من البصرة من غوص البحر بتحفة لا (١) تاريخ دمشق : "ترجمة الإمام على ¼ " تحقيق محمد باقر المحمودى (٣ / ١٨٢ / ١٢٢٣) . ٢١٤ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / عدم استئثار الأولاد والأقرباء / اُمّ كلثوم
يُدري ما قيمتها ، فقالت له ابنته اُمّ كلثوم : يا أمير المؤمنين ، أتجمّل به ويكون فى عنقى ؟ فقال : يا أبا رافع ، أدخله إلي بيت المال ; ليس إلي ذلك سبيل حتي لا تبقي امرأة من المسلمين إلاّ ولها مثل ذلك !(١) ١٥٥٠ ـ المصنّف عن أبى رافع : كنت خازناً لعلىّ ، قال : زيّنت ابنته بلؤلؤة من المال قد عرفها ، فرآها عليها ، فقال : من أين لها هذه ؟ إنّ لله علىَّ أن أقطع يدها . قال : فلمّا رأيت ذلك قلت : يا أمير المؤمنين ، زيّنت بها بنت أخى ، ومن أين كانت تقدر عليها ! فلمّا رأي ذلك سكت(٢) . ١٥٥١ ـ تهذيب الأحكام عن علىّ بن أبى رافع : كنت علي بيت مال علىّ بن أبى طالب ¼ وكاتبَه ، وكان فى بيت ماله عقد لؤلؤ كان أصابه يوم البصرة ، قال : فأرسلت إلىَّ بنت علىّ بن أبى طالب ¼ . فقالت لى : بلغنى أنّ فى بيت مال أمير المؤمنين ¼ عقد لؤلؤ وهو فى يدك ، وأنا اُحبّ أن تعيرنيه أتجمّل به فى أيّام عيد الأضحي ، فأرسلتُ إليها : عارية مضمونة مردودة يا بنت أمير المؤمنين ؟ فقالت : نعم ، عارية مضمونة مردودة بعد ثلاثة أيّام ، فدفعته إليها . وإنّ أمير المؤمنين ¼ رآه عليها فعرفه . فقال لها : من أين صار إليك هذا العقد ؟ فقالت : استعرته من علىّ بن أبى رافع خازن بيت مال أمير المؤمنين لأتزيّن به فى العيد ثمّ أردّه . (١) الاختصاص : ١٥١ ، بحار الأنوار : ٤٠ / ١٠٦ نقلاً عن كتاب ابن دأب . ٢١٥ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / عدم استئثار الأولاد والأقرباء / اُمّ كلثوم
قال : فبعث إلىّ أمير المؤمنين ¼ فجئته ،. فقال لى : أ تخون المسلمين يابن أبى رافع ؟ ! فقلت له : معاذ الله أن أخون المسلمين ! فقال : كيف أعرت بنت أمير المؤمنين العقد الذى فى بيت مال المسلمين بغير إذنى ورضاهم ؟ ! فقلت : يا أمير المؤمنين ، إنّها ابنتك وسألتنى أن أُعيرها إيّاه تتزيّن به ; فأعرتها إيّاه عارية مضمونة مردودة ، فضمنته فى مالى ، وعلىَّ أن أردّه سليماً إلي موضعه . قال : فرُدّه من يومك ، وإيّاك أن تعود لمثل هذا فتنالك عقوبتى ! ثمّ قال : اُوْلى(١) لابنتى لو كانت أخذت العقد علي غير عارية مضمونة مردودة لكانت إذاً أوّل هاشميّة قطعت يدها فى سرقة . قال : فبلغ مقالته ابنته ، فقالت له : يا أمير المؤمنين ، أنا ابنتك وبضعة منك ، فمن أحقّ بلبسه منّى ! فقال لها أمير المؤمنين ¼ : يا بنت علىّ بن أبى طالب ! لا تذهبنّ بنفسك عن الحقّ ، أ كُلّ نساء المهاجرين تتزيّن فى هذا العيد بمثل هذا ؟ ! قال : فقبضتُه منها ورددته إلي موضعه(٢) . (١) مضارعُ متكلِّم من آلَي : أى حَلَف (انظر : لسان العرب : ١٤ / ٤٠) . ٢١٦ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / عدم استئثار الأولاد والأقرباء / عقيل
٥ / ١٥ ـ ٣ ١٥٥٢ ـ الإمام الصادق ¼ : لمّا وُلّى علىّ ¼ صعد المنبر فحمد الله وأثني عليه ، ثمّ قال : إنّى والله لا أرْزَؤكم(١) من فيئكم درهماً ما قام لى عَذْق(٢) بيثرب ، فليصدقكم أنفسُكم(٣) ، أ فترونى مانعاً نفسى ومعطيكم ؟ قال: فقام إليه عقيل فقال له: والله لتجعلنى وأسود بالمدينة سواءً! فقال: اجلس، أ ما كان هاهنا أحد يتكلّم غيرك ! وما فضلك عليه إلاّ بسابقة أو بتقوي !(٤) ١٥٥٣ ـ الإمام علىّ ¼ : والله لاَن أبِيت علي حَسَك السَّعْدان مُسهَّداً(٥) ، أو اُجَرّ فى الأغلال مُصفَّداً ، أحبّ إلىّ من أن ألقي الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد ، وغاصباً لشىء من الحطام ! وكيف أظلم أحداً لنفْس يُسرع إلي البِلي قُفُولها(٦) ، ويطول فى الثري حُلولها ؟ ! والله ، لقد رأيت عقيلاً وقد أملَق حتي استماحنى من بُرّكم صاعاً ، ورأيت صبيانه شُعْث الشعور ، غُبْر الألوان من فقرهم ، كأنّما سُوّدت وجوههم بالعِظْلِم(٧) ، (١) ما رَزَأَ فلاناً شيئاً : أى ما أصاب من ماله شيئاً ولا نَقَص منه (لسان العرب : ١ / ٨٥) . ٢١٧ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / عدم استئثار الأولاد والأقرباء / عقيل
وعاودنى مؤكِّداً ، وكرّر علىَّ القول مردِّداً ، فأصغيت إليه سمعى ، فظنّ أنّى أبيعه دينى ، وأتّبع قِياده مفارقاً طريقتى . فأحميت له حديدة ، ثمّ أدنيتها من جسمه ليعتبر بها ، فضجّ ضجيج ذى دَنَف(١) من ألمها ، وكاد أن يحترق من مِيْسَمها(٢) ، فقلت له : ثكلتك الثواكل يا عقيل ! أ تَئِنّ من حديدة أحماها إنسانها للَعِبه ، وتجرّنى إلي نار سجرَها جبّارها لغضبه ؟ ! أ تَئِنّ من الأذي ولا أئِنّ من لظي ؟ !(٣) ١٥٥٤ ـ المناقب لابن شهر آشوب : قدم عليه [علىٍّ ¼ ] عقيل فقال للحسن : اكسُ عمّك ، فكساه قميصاً من قمصه(٤) ورداءً من أرديته . فلمّا حضر العشاء فإذا هو خبز وملح ، فقال عقيل : ليس [إلاّ](٥) ما أري ؟ فقال : أ وليس هذا من نعمة الله ؟ ! فله الحمد كثيراً . فقال : أعطنى ما أقضى به دَينى وعجِّل سراحى حتي أرحل عنك . قال : فكم دَينك يا أبا يزيد ؟ قال : مائة ألف درهم . قال : والله ما هى عندى ولا أملكها ، ولكن اصبر حتي يخرج عطائى فاُواسِيكه ، ولولا أنّه لابدّ للعيال من شىء لأعطيتك كلّه . فقال عقيل : بيت المال فى يدك وأنت تسوّفنى إلي عطائك ؟ وكم عطاؤك وما (١) الدَّنَف : المرض اللازِم المُخامِر (لسان العرب : ٩ / ١٠٧) . ٢١٨ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / عدم استئثار الأولاد والأقرباء / عقيل
عسي يكون ولو أعطيتنيه كلّه ! فقال : ما أنا وأنت فيه إلاّ بمنزلة رجل من المسلمين ـ وكانا يتكلّمان فوق قصر الإمارة مشرفَين علي صناديق أهل السوق ـ فقال له علىّ ¼ : إن أبيت يا أبا يزيد ما أقول فانزل إلي بعض هذه الصناديق فاكسر أقفاله وخذ ما فيه . فقال : وما فى هذه الصناديق ؟ قال : فيها أموال التجّار . قال : أ تأمرنى أن أكسر صناديق قوم قد توكّلوا علي الله وجعلوا فيها أموالهم ؟ ! فقال أمير المؤمنين : أ تأمرنى أن أفتح بيت مال المسلمين فاُعطيك أموالهم وقد توكّلوا علي الله وأقفلوا عليها ؟ ! وإن شئتَ أخذتَ سيفك وأخذتُ سيفى وخرجنا جميعاً إلي الحيرة(١) ; فإنّ بها تجّاراً مَياسِير(٢) ، فدخلنا علي بعضهم فأخذنا ماله ! فقال : أ وَسارق جئتُ ؟ ! قال : تسرق من واحد خير من أن تسرق من المسلمين جميعاً ! قال له : أ فتأذن لى أن أخرج إلي معاوية ؟ فقال له : قد أذنت لك . قال : فأعنّى علي سفرى هذا . (١) الحِيْرَة : مدينة جاهلية، وهى عن الكوفة علي نحو فرسخ، وكانت منازل آل النعمان بن المنذر . وهى كثيرة الأنهار ، والجوّ فيها أفضل من جوّ الكوفة (راجع تقويم البلدان : ٢٩٩). ٢١٩ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / عدم استئثار الأولاد والأقرباء / عبد الله بن جعفر
قال : يا حسن ، أعطِ عمّك أربعمائة درهم . فخرج عقيل وهو يقول :
٥ / ١٥ ـ ٤ ١٥٥٥ ـ الغارات عن حبيب بن أبى ثابت : قال عبد الله بن جعفر بن أبى طالب لعلىّ ¼ : يا أمير المؤمنين ، لو أمرت لى بمعونة أو نفقة ، فو الله ما عندى إلاّ أن أبيع بعض علوفتى . قال له : لا والله ، ما أجد لك شيئاً إلاّ أن تأمر عمّك أن يسرق فيعطيك !(٢) ٥ / ١٥ ـ ٥ ١٥٥٦ ـ أنساب الأشراف عن مسلم صاحب الحناء : لمّا فرغ علىّ بن أبى طالب من أهل الجمل أتي الكوفة فدخل بيت مالها . . . ثمّ جاءت ابنة للحسن ـ أو للحسين ـ فتناولت منه شيئاً ، فسعي وراءها ففكّ يدها ونزعه منها . قال : فقلنا : يا أمير المؤمنين ، إنّ لها فيه حقّاً ! قال : إذا أخذ أبوها حقّه فليعطها ما شاء(٣) . (١) المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١٠٨ ، بحار الأنوار : ٤١ / ١١٣ / ٢٣ . والظاهر أنّ عقيل بن أبى طالب لم يأتِ معاوية قبل استشهاد الإمام علىّ ¼ . ٢٢٠ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / عدم استئثار الأولاد والأقرباء / اُخت الإمام
٥ / ١٥ ـ ٦ ١٥٥٧ ـ الاختصاص : دخلت عليه اُخته اُمّ هانى بنت أبى طالب ، فدفع إليها عشرين درهماً ، فسألتْ اُمّ هانى مولاتَها العجميّة فقالت : كم دفع إليك أمير المؤمنين ¼ ؟ فقالت : عشرين درهماً ، فانصرفت مسخَطة ، فقال لها : انصرفى رحمك الله ! ما وجدنا فى كتاب الله فضلاً لإسماعيل علي إسحاق ! !(١) ٥ / ١٥ ـ ٧ ١٥٥٨ ـ المصنّف عن اُمّ عثمان اُمّ ولد لعلىٍّ ¼ : جئت عليّاً وبين يديه قَرَنفُل(٢) مَكبُوب فى الرَّحَبة(٣) ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، هبْ لابنتى من هذا القَرنفُل قلادة ، فقال هكذا ونقَر بيديه : أرنّى(٤) درهماً جيّداً ; فإنّما هذا مال المسلمين ، وإلاّ فاصبرى حتي يأتينا حظّنا منه فنهب لابنتك منه قلادة(٥) . ٥ / ١٦ التقشّف والاحتياط فى النفقة من بيت المال ١٥٥٩ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى كتابه إلي عمّاله ـ : أدِقّوا أقلامكم ، وقاربوا بين (١) الاختصاص : ١٥١ . ٢٢١ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / التقشّف والاحتياط فى النفقة من بيت المال
سطوركم ، واحذفوا عنّى فضولكم ، واقصدوا قصد المعانى ، وإيّاكم والإكثار ; فإنّ أموال المسلمين لا تحتمل الإضرار(١) . ١٥٦٠ ـ إحقاق الحقّ : كان أمير المؤمنين علىّ دخل ليلة فى بيت المال يكتب قسمة الأموال ، فورد عليه طلحة والزبير ، فأطفأ ¼ السراج الذى بين يديه ، وأمر بإ حضار سراج آخر من بيته ، فسألاه عن ذلك ، فقال : كان زيته من بيت المال ، لا ينبغى أن نصاحبكم فى ضوئه(٢) . ١٥٦١ ـ مكارم الأخلاق عن عقيل بن عبد الرحمن الخولانى : كانت عمّتى تحت عقيل بن أبى طالب ، فدخلت علي علىّ ¼ بالكوفة وهو جالس علي بَرْذَعة(٣) حمار مُبَتَّلة(٤) ، قالت : فدخلتْ علي علىّ ¼ امرأة له من بنى تميم فقلت لها : ويحك ! إن بيتك ممتلئ متاعاً وأمير المؤمنين ¼ جالس علي بَرذعة حمار مبتَّلة ! فقالت : لا تلومينى ، فو الله ما يري شيئاً ينكره إلاّ أخذه فطرحه فى بيت المال(٥) . ١٥٦٢ ـ فضائل الصحابة عن الأعمش : كان علىّ يُغدّى ويُعشّى ، ويأكل هو من شىء يجيؤه من المدينة(٦) . (١) الخصال : ٣١٠ / ٨٥ عن محمّد بن إبراهيم النوفلى رفعه إلي الإمام الصادق عن آبائه
(ع) ، بحار الأنوار : ٤١ / ١٠٥ / ٦ . ٢٢٢ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / التقشّف والاحتياط فى النفقة من بيت المال
١٥٦٣ ـ الغارات عن بكر بن عيسي : كان علىّ ¼ يقول : يا أهل الكوفة ! إذا أنا خرجت من عندكم بغير رحلى وراحلتى وغلامى فأنا خائن . وكانت نفقته تأتيه من غلّته بالمدينة من يَنْبُع (١) . ١٥٦٤ ـ الجمل عن أبى مخنف لوط بن يحيي عن رجاله : لمّا أراد أمير المؤمنين ¼ التوجّه إلي الكوفة قام فى أهل البصرة فقال : ما تنقمون علىَّ يا أهل البصرة ؟ وأشار إلي قميصه وردائه فقال : والله إنّهما لمن غزل أهلى . ما تنقمون منّى يا أهل البصرة ؟ وأشار إلي صُرّة فى يده فيها نفقته فقال : والله ما هى إلاّ من غلّتى بالمدينة ; فإن أنا خرجت من عندكم بأكثر ممّا ترون فأنا عند الله من الخائنين(٢) . ١٥٦٥ ـ تاريخ دمشق عن عنترة : دخلت علي علىّ بالخَوَرْنَق(٣) وعليه سَمَل(٤) قطيفة وهو يُرعَد فيها ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، إنّ الله قد جعل لك ولأهل بيتك فى هذا المال نصيباً وأنت تفعل هذا بنفسك ! قال : فقال : إنّى والله ما أرزؤكم شيئاً ، وما هى إلاّ قطيفتى التى أخرجتها(٥) من بيتى ـ أو قال : من المدينة ـ (٦) . (١) الغارات : ١ / ٦٨ ; شرح نهج البلاغة : ٢ / ٢٠٠ وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٩٨ . ٢٢٣ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / التقشّف والاحتياط فى النفقة من بيت المال
١٥٦٦ ـ الغارات عن زاذان : انطلقت مع قنبر إلي علىّ ¼ فقال : قم يا أمير المؤمنين ، فقد خبّأت لك خبيئة . قال : فما هو (١)؟ قال : قم معى . فقام وانطلق إلي بيته ، فإذا بَاسِنة(٢) مملوءة جامات(٣) من ذهب وفضّة ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّك لا تترك شيئاً إلاّ قسمته ، فادّخرتُ هذا لك . قال علىّ ¼ : لقد أحببتَ أن تُدخل بيتى ناراً كثيرة ! فسلّ سيفه فضربها ، فانتثرت من بين إناء مقطوع نصفه أو ثلثه . ثمّ قال : اقسموه بالحصص . ففعلوا ، فجعل يقول :
يا بيضاء غُرّى غيرى ، ويا صفراء غُرّى غيرى !(٥) ١٥٦٧ ـ الاختصاص ـ فى ذكر طعام الإمام علىّ ¼ ـ : سمع مَقْلي فى بيته ، فنهض وهو يقول : فى ذمّة علىّ بن أبى طالب مَقْلي الكَراكِر(٦) ؟ ! قال : ففزع عياله (١) كذا فى المصدر ، وفى تاريخ دمشق والأموال : "فما هى" ، وهو أنسب . ٢٢٤ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل الخامس : السياسة الاقتصاديّة / التقشّف والاحتياط فى النفقة من بيت المال
وقالوا : يا أمير المؤمنين ، إنّها امرأتك فلانة نحرت جزوراً فى حيّها ، فاُخذ لها نصيب منها ، فأهدي أهلها إليها . قال : فكلوا هنيئاً مريئاً(١) . ١٥٦٨ ـ تاريخ دمشق عن عبد الرحمن بن أبى بكرة : لم يرزأ علىّ بن أبى طالب من بيت مالنا ـ يعنى بالبصرة ـ حتي فارقَنا غيرَ جُبَّة محشوّة أو خَمِيصة دَرابْجِرْديّة(٢) (٣) . ١٥٦٩ ـ الغارات عن أبى رجاء : إنّ عليّاً ¼ أخرج سيفاً له إلي السوق فقال : من يشترى منّى هذا ؟ فلو كان معى ثمن إزار ما بعته . فقلت له : يا أمير المؤمنين ، أنا أبيعك إزاراً واُنسئك ثمنه إلي عطائك ، فبعته إزاراً إلي عطائه ، فلمّا قبض عطاءه أعطانى حقّى(٤) . (١) الاختصاص : ١٥٢ . |
||||