الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد الرابع

 

 

 
٢٢٥ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السادس : السياسة الاجتماعيّة

٦ / ١

إقامة العدل

١٥٧٠ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى كتابه لابن عبّاس ـ : فقد قدم علىَّ رسولك ، وذكرتَ ما رأيتَ وبلغك عن أهل البصرة بعد انصرافى ، وساُخبرك عن القوم : هم بين مقيم لرغبة يرجوها ، أو عقوبة يخشاها ، فأرغِبْ راغبَهم بالعدل عليه ، والإنصاف له ، والإحسان إليه(١) .

١٥٧١ ـ عنه  ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : وليكن أحبّ الاُمور إليك أوسطها فى الحقّ ، وأعمّها فى العدل ، وأجمعها لرضي الرعيّة . . . إنّ أفضل قرّة عين الولاة استقامة العدل فى البلاد ، وظهور مودّة الرعيّة(٢) .


(١) وقعة صفّين : ١٠٥ ، نثر الدرّ : ١ / ٣٢٢ نحوه .
(٢) نهج البلاغة : الكتاب ٥٣ ، تحف العقول : ١٢٨ وص ١٣٣ نحوه وراجع دعائم الإسلام: ١ / ٣٥٥ وص ٣٥٨ .

 ٢٢٦ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السادس : السياسة الاجتماعيّة / إقامة العدل

١٥٧٢ ـ عنه  ¼ ـ فى كتابه إلي الأسود بن قُطْبة صاحب جند حُلْوان ـ : أمّا بعد ، فإنّ الوالى إذا اختلف هواه منعه ذلك كثيراً من العدل ، فليكن أمر الناس عندك فى الحقّ سواء ; فإنّه ليس فى الجور عوض من العدل ، فاجتنب ما تنكر أمثاله(١) .

١٥٧٣ ـ عنه  ¼ : هذا ما عهد عبد الله علىٌّ أمير المؤمنين إلي محمّد بن أبى بكر حين ولاّه مصر ; أمَره بتقوي الله والطاعة له فى السرّ والعلانية ، وخوف الله فى الغيب والمَشهد ، وباللّين للمسلم ، وبالغلظة علي الفاجر ، وبالعدل علي أهل الذمّة ، وبإنصاف المظلوم ، وبالشدّة علي الظالم ، وبالعفو عن الناس ، وبالإحسان ما استطاع ; والله يجزى المحسنين ويعذّب المجرمين"(٢) .

١٥٧٤ ـ عنه  ¼ ـ فى عهده إلي محمّد بن أبى بكر حين قلّده مصر ـ : فاخفض لهم جناحك ، وألِن لهم جانبك ، وابسُط لهم وجهك ، وآسِ بينهم فى اللحظة والنظرة ، حتي لا يطمع العظماء فى حيفك لهم ، ولا ييأس الضعفاء من عدلك عليهم ; فإنّ الله تعالي يسائلكم ـ معشرَ عباده ـ عن الصغيرة من أعمالكم والكبيرة ، والظاهرة والمستورة ، فإن يعذِّب فأنتم أظلم ، وإن يعفُ فهو أكرم(٣) .

١٥٧٥ ـ عنه  ¼ ـ من كلام له لمّا عوتب علي التسوية فى العطاء ـ : أ تأمرونّى أن أطلب النصر بالجور فيمن وُلّيت عليه ! والله لا أطور به ما سمر سمير(٤) ، وما أمّ نجم فى السماء نجماً ! لو كان المال لى لسوّيت بينهم ، فكيف وإنّما المال


(١) نهج البلاغة : الكتاب ٥٩ ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٥١١ / ٧٠٨ .
(٢) تحف العقول : ١٧٦ ، الغارات : ١ / ٢٢٤ نحوه .
(٣) نهج البلاغة : الكتاب ٢٧ و٤٦ ، تحف العقول : ١٧٧ كلاهما إلي "عدلك عليهم" .
(٤) السَّمير : الدهر ، أى لا أفعله ما بقى الدهر (النهاية : ٢ / ٤٠٠) .

 ٢٢٧ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السادس : السياسة الاجتماعيّة / إقامة العدل

مال الله ؟ !(١)

١٥٧٦ ـ عنه  ¼ : والله لأن أبيتَ علي حَسَك السَّعدان مسهّداً ، أو اُجرّ فى الأغلال مصفّداً ، أحبّ إلىَّ من أن ألقي الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد ، وغاصباً لشىء من الحطام . وكيف أظلم أحداً لنفس يسرع إلي البِلي قفولها ، ويطول فى الثري حلولها ؟ !(٢)

١٥٧٧ ـ عنه  ¼ : والله لو اُعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها ، علي أن أعصى الله فى نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته ، وإنّ دنياكم عندى لأهون من ورقة فى فم جرادة تقضمها ، ما لعلىّ ولنعيم يفني ، ولذّة لا تبقي !(٣)

١٥٧٨ ـ عنه  ¼ : اُحاجّ الناس يوم القيامة بتسع : بإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والأمر بالمعروف ، والنهى عن المنكر ، والعدل فى الرعيّة ، والقسم بالسويّة ، والجهاد فى سبيل الله ، وإقامة الحدود ، وأشباهه(٤) .

١٥٧٩ ـ تاريخ دمشق عن علىّ بن ربيعة : جاء جَعْدة بن هُبيرة إلي علىّ فقال: يا أمير المؤمنين ، يأتيك الرجلان إن أنت أحبّ إلي أحدهما من نفسه ـ أو من أهله وماله ـ والآخر لو يستطيع أن يذبحك لذبحك ، فتقضى لهذا علي هذا ؟ قال:


(١) نهج البلاغة : الخطبة ١٢٦ ، تحف العقول : ١٨٥ وفيه "أموالهم" بدل "مال الله" .
(٢) نهج البلاغة : الخطبة ٢٢٤ ، عيون الحكم والمواعظ : ٥٠٦ / ٩٢٨٥ ، الصراط المستقيم : ١ / ١٦٣ ; ينابيع المودة : ١ / ٤٤٢ / ٦ وفيه إلي "الحطام" وراجع الأمالى للصدوق : ٧١٩ / ٩٨٨ .
(٣) نهج البلاغة : الخطبة ٢٢٤ ، الصراط المستقيم : ١ / ١٦٣ ; ينابيع المودّة : ١ / ٤٤٢ / ٦ وراجع الأمالى للصدوق : ٧٢٢ / ٩٨٨ .
(٤) فضائل الصحابة لابن حنبل : ١ / ٥٣٨ / ٨٩٨ ; الخصال : ٣٦٣ / ٥٣ عن عباية بن ربعى وفيه "بسبع" بدل "بتسع" وليس فيه "و الجهاد فى سبيل الله" و"أشباهه" .

 ٢٢٨ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السادس : السياسة الاجتماعيّة / إقامة العدل

فلَهَزَه(١) علىّ وقال: إنّ هذا شىء لو كان لى فعلت ، ولكن إنّما ذا شىء لله(٢) .

١٥٨٠ ـ الكامل فى التاريخ ـ فى ذكر عبيد الله بن الحرّ الجعفى(٣) ـ : لمّا قُتل


(١) اللَّهْز : الضرب بجُمْع الكفّ فى الصدر (النهاية : ٤ / ٢٨١) .
(٢) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٨٨ ، البداية والنهاية : ٨ / ٥ ; المناقب للكوفى : ٢ / ٥٧ / ٥٤٥ نحوه .
(٣) عبيد الله بن الحرّ الجعفى : كان من الشجعان الأبطال ومن أصحاب عثمان ، فلمّا قتل عثمان انحاز إلي معاوية وقال : أما إنّ الله ليعلم أنّى اُحبّ عثمان ، ولأنصرنّه ميّتاً . فخرج إلي الشام وشهد مع معاوية صفّين ، ولم يزل معه حتي قتل علىّ  ¼ (تاريخ الطبرى : ٦ / ١٢٨ ، الكامل فى التاريخ :٣ / ٢٥) . وبعد قيام الإمام الحسين  ¼ خرج من الكوفة كراهة أن يدخلها الإمام  ¼ وهو بها وقال : والله ما اُريد أن أراه ولا يرانى (تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٠٧) . ولمّا نزل الإمام  ¼ قصر بنى مقاتل ورأي فسطاطه أرسل بعض أصحابه إليه ليدعوه إلي نصره ، فلم يجب دعوته (الأمالى للصدوق : ٢١٩) فأخذ الإمام  ¼ نعليه فانتعل ، ثمّ قام فجاءه حتي دخل عليه فسلّم وجلس ، ثمّ دعاه إلي الخروج فلم يجبه (تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٠٧) . وبعد قتل الإمام  ¼ دخل علي ابن زياد فعاتبه لعدم نصرة جيش يزيد علي الإمام  ¼ ، فغاض وخرج حتي أتي كربلاء ، فنظر إلي مصارع القوم فاستغفر لهم وقال فى ذلك :
يقولُ أميرٌ غادرٌ حقّ غادر ألا كنت قاتلت الشهيدَ ابن فاطمهْ !
فيا ندمى ألاّ أكون نصرتُهُألا كلُّ نفس لا تُسدّد نادمه
وإنّى لأنّى لم أكن من حماتهلذو حسرة ما إن تفارقُ لازمه
سقي الله أرواح الذين تأزّرواعلي نصره سقياً من الغيث دائمه
وقفت علي أجداثهم ومجالهمفكاد الحشا ينفضُّ والعين ساجمه
لعمرى لقد كانوا مصاليت فى الوغيسراعاً إلي الهيجا حماةً خضارمه
تآسوا علي نصر ابن بنت نبيّهمبأسيافهم آسادِ غيل ضراغمه
فإن يقتلوا فكلّ نفس تقيّةعلي الأرض قد أضحت لذلك واجمه
وما إن رأي الراؤون أفضل منهمُلدي الموت سادات وزهراً قماقمه
أ تقتلهم ظلماً وترجو ودادَنافدع خطّةً ليست لنا بملائمه !
لعمرى لقد راغمتمونا بقتلهمفكم ناقم منّا عليكم وناقمه
أهُمّ مراراً أن أسير بجحفلإلي فئة زاغت عن الحقّ ظالمه
فكفّوا وإلاّ ذدتكم فى كتائبأشدَّ عليكم من زحوف الديالمه
(تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٧٠) . ثمّ ثار هو وأولاده فقتل ونهب ، ولم يقتصر علي نهب الأموال الشخصيّة بل نهب الأموال العامة . واستمرّ فى ثورته زمان المختار ومصعب ، وانتهي به الأمر إلي مؤازرة عبد الملك بن مروان ، وقتل فى الحرب مع جيش مصعب (تاريخ الطبرى : ٦ / ١٢٨ ـ ١٣٨) .

 ٢٢٩ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السادس : السياسة الاجتماعيّة / إقامة العدل

عثمان ووقعت الحرب بين علىّ ومعاوية قصد معاوية ، فكان معه لمحبّته عثمان ، وشهد معه صفّين هو ومالك بن مسمع ، وأقام عبيد الله عند معاوية ، وكان له زوجة بالكوفة ، فلمّا طالت غيبته زوّجها أخوها رجلا يقال له: عِكرمة بن الخبيص ، وبلغ ذلك عبيد الله فأقبل من الشام فخاصم عكرمة إلي علىّ ، فقال له: ظاهرتَ علينا عدوّنا فغُلْتَ ؟ فقال له: أ يمنعنى ذلك من عدلك ؟ قال: لا . فقصّ عليه قصّته ، فردّ عليه امرأته ، وكانت حبلي ، فوضعها عند من يثق إليه حتي وضعت ، فألحق الولد بعكرمة ، ودفع المرأة إلي عبيد الله ، وعاد إلي الشام فأقام به حتي قُتل علىّ(١) .

١٥٨١ ـ تاريخ اليعقوبى عن الزهرى : دخلت إلي عمر [بن عبد العزيز] يوماً ، فبينا أنا عنده ، إذ أتاه كتاب من عامل له يخبره أنّ مدينتهم قد احتاجت إلي مَرَمّة ، فقلت له : إنّ بعض عمّال علىّ بن أبى طالب كتب بمثل هذا ، وكتب إليه : أمّا بعد ، فحصّنها بالعدل ، ونقِّ طرقها من الجور . فكتب بذلك عمر إلي عامله(٢) .

راجع : بيعة النور / دوافع الإمام لقبول الحكومة .


(١) الكامل فى التاريخ : ٣ / ٢٥ .
(٢) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٣٠٦ .

 ٢٣٠ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السادس : السياسة الاجتماعيّة / الالتزام بالحقوق

٦ / ٢

الالتزام بالحقوق

١٥٨٢ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى صفّين ـ : أمّا بعد ، فقد جعل الله سبحانه لى عليكم حقّاً بولاية أمركم ، ولكم علىَّ من الحقّ مثل الذى لى عليكم ، فالحقّ أوسع الأشياء فى التواصف ، وأضيقها فى التناصف ، لا يجرى لأحد إلاّ جري عليه ، ولا يجرى عليه إلاّ جري له ، ولو كان لأحد أن يجرى له ولا يجرى عليه لكان ذلك خالصاً لله سبحانه دون خلقه ; لقدرته علي عباده ، ولعدله فى كلّ ما جرت عليه صروف قضائه ، ولكنّه سبحانه جعل حقّه علي العباد أن يُطيعوه ، وجعل جزاءهم عليه مضاعفة الثواب تفضّلاً منه ، وتوسّعاً بما هو من المزيد أهله .

ثمّ جعل سبحانه من حقوقه حقوقاً افترضها لبعض الناس علي بعض ، فجعلها تتكافأ فى وجوهها ، ويوجب بعضها بعضاً ، ولا يستوجب بعضها إلاّ ببعض ، وأعظم ما افترض سبحانه من تلك الحقوق حقّ الوالى علي الرعيّة ، وحقّ الرعيّة علي الوالى ، فريضة فرضها الله سبحانه لكلّ علي كلّ ، فجعلها نظاماً لاُلفتهم ، وعزّاً لدينهم ، فليست تصلح الرعيّة إلاّ بصلاح الولاة ، ولا تصلح الولاة إلاّ باستقامة الرعيّة .

فإذا أدّت الرعيّة إلي الوالى حقّه ، وأدّي الوالى إليها حقّها عزّ الحقّ بينهم ، وقامت مناهج الدين ، واعتدلت معالم العدل ، وجرت علي أذْلالها(١) السنن ، فصلح بذلك الزمان ، وطمع فى بقاء الدولة ، ويئست مطامع الأعداء .

وإذا غلبت الرعيّةُ واليها ، أو أجحف الوالى برعيّته ، اختلفت هنالك الكلمة ،


(١) أى وجوهها وطرقها ، وهو جمع ذِلّ (النهاية : ٢ / ١٦٦) .

 ٢٣١ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السادس : السياسة الاجتماعيّة / تنمية الحرّية البنّاءة

وظهرت معالم الجور ، وكثر الإدغال فى الدين ، وتُركت محاجّ السنن ، فعُمل بالهوي ، وعُطّلت الأحكام ، وكثرت علل النفوس ، فلا يُستوحش لعظيم حقّ عُطّل ، ولا لعظيم باطل فُعِل !

فهنالك تذلّ الأبرار ، وتعزّ الأشرار ، وتعظم تبعات الله سبحانه عند العباد ، فعليكم بالتناصح فى ذلك ، وحسن التعاون عليه ، فليس أحد ـ وإن اشتدّ علي رضي الله حرصه ، وطال فى العمل اجتهاده ـ ببالغ حقيقة ما الله سبحانه أهله من الطاعة له .

ولكن من واجب حقوق الله علي عباده : النصيحة بمبلغ جهدهم ، والتعاون علي إقامة الحقّ بينهم ، وليس امرؤٌ ـ وإن عظمت فى الحقّ منزلته ، وتقدّمت فى الدين فضيلته ـ بفوقِ أن يعان علي ما حمّله الله من حقّه . ولا امرؤ ـ وإن صغّرته النفوس ، واقتحمته العيون ـ بدون أن يعين علي ذلك أو يُعان عليه(١) .

١٥٨٣ ـ عنه  ¼ : جعل الله سبحانه حقوق عباده مقدّمة لحقوقه ; فمن قام بحقوق عباد الله كان ذلك مؤدّياً إلي القيام بحقوق الله(٢) .

٦ / ٣

تنمية الحرّية البنّاءة

١٥٨٤ ـ الإمام علىّ  ¼ : أيّها الناس ! إنّ آدم لم يلد عبداً ولا أمة ، وإنّ الناس كلّهم أحرار(٣) .


(١) نهج البلاغة : الخطبة ٢١٦ وراجع الكافى : ٨ / ٣٥٢ / ٥٥٠ .
(٢) غرر الحكم : ٤٧٨٠ ، عيون الحكم والمواعظ : ٢٢٣ / ٤٣٤٧ .
(٣) الكافى : ٨ / ٦٩ / ٢٦ عن محمّد بن جعفر العقبى رفعه ، بحار الأنوار : ٣٢ / ١٣٤ / ١٠٧ .

 ٢٣٢ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السادس : السياسة الاجتماعيّة / تنمية الحرّية البنّاءة

١٥٨٥ ـ عنه  ¼ : أمّا بعد ! فإنّ الله تبارك وتعالي بعث محمّداً  ½ ليُخرج عباده من عبادة عباده إلي عبادته ، ومن عهود عباده إلي عهوده ، ومن طاعة عباده إلي طاعته ، ومن ولاية عباده إلي ولايته(١) .

١٥٨٦ ـ عنه  ¼ : لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرّاً(٢) .

١٥٨٧ ـ عنه  ¼ : من قام بشرائط العبوديّة اُهِّلَ للعتق . من قصّر عن أحكام الحرّية اُعيد إلي الرقّ(٣) .

١٥٨٨ ـ عنه  ¼ : إيّاك وما يُسخط ربّك وما يُوحش الناس منك ، فمن أسخط ربّه تعرّض للمنيّة ، ومن أوحش الناس تبرّأ من الحرّية(٤) .

١٥٨٩ ـ عنه  ¼ : جَمال الحرّ تجنّب العار(٥) .

١٥٩٠ ـ عنه  ¼ : الحرُّ حرٌّ وإن مسّه الضُّرّ ، العبدُ عبدٌ وإن ساعده القدر(٦) .

١٥٩١ ـ عنه  ¼ : يا أهل الكوفة ! مُنيت منكم بثلاث واثنتين ، صُمٌّ ذَوو أسماع ، وبُكْمٌ ذَوو كلام ، وعُمىٌ ذَوو أبصار ، لا أحرار صدق عند اللقاء ، ولا إخوان ثقة


(١) الكافى : ٨ / ٣٨٦ / ٥٨٦ عن محمّد بن الحسين عن أبيه عن جدّه عن أبيه ، فلاح السائل : ٣٧٢ / ٢٤٨ ، بحار الأنوار : ٧٧ / ٣٦٥ / ٣٤ .
(٢) نهج البلاغة : الكتاب ٣١ ، تحف العقول : ٧٧ ، عيون الحكم والموعظ : ٥٢٦ / ٩٥٧٩ ; ينابيع المودّة : ٢ / ٢٥٣ / ٧١٠ وج ٣ / ٤٤١ / ١٠ .
(٣) غرر الحكم : ٨٥٢٩ و٨٥٣٠ ، عيون الحكم والمواعظ : ٤٥٠ / ٨٠٠٤ و٨٠٠٥ .
(٤) غرر الحكم : ٢٧٢٨ ، عيون الحكم والمواعظ : ١٠٠ / ٢٢٩٢ نحوه .
(٥) غرر الحكم : ٤٧٤٥ ، عيون الحكم والمواعظ : ٢٢٢ / ٤٣٣٣ .
(٦) غرر الحكم : ١٣٢٢ ، عيون الحكم والمواعظ : ٤٨ / ١٢٠٢ و١٢٠٣ ، بحار الأنوار : ٧٨ / ١٢ / ٧٠ ; مطالب السؤول : ٥٦ وفيه صدره .

 ٢٣٣ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السادس : السياسة الاجتماعيّة / الاهتمام برضي العامّة

عند البلاء(١) .

١٥٩٢ ـ عنه  ¼ ـ بعد سماعه لأمر الحكمين ـ : اُفٍّ لكم ! لقد لقيت منكم بَرْحاً(٢) يوماً اُناديكم ، ويوماً اُناجيكم ; فلا أحرارُ صدق عند النداء ، ولا إخوان ثقة عند النجاء(٣) .

١٥٩٣ ـ عنه  ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : كلُّ ما حملت عليه الحرَّ احتمله ورآه زيادة فى شرفه ، إلاّ ما حطّه جزءاً من حرّيته ; فإنّه يأباه ولا يُجيب إليه(٤) .

٦ / ٤

الاهتمام برضي العامّة

١٥٩٤ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : ليكن أحبّ الاُمور إليك أوسطها فى الحقّ ، وأعمّها فى العدل ، وأجمعها لرضي الرعيّة ; فإنّ سخط العامّة يجحف برضي الخاصّة ، وإنّ سخط الخاصّة يغتفر مع رضي العامّة . . . إنّما عماد الدين ، وجماع المسلمين ، والعدّة للأعداء ، العامّة من الاُمّة ، فليكن صِغْوك(٥) لهم ، وميلك معهم . . . . إنّ أفضل قرّة عين الولاة استقامة العدل فى البلاد ، وظهور مودّة الرعيّة ، وإنّه لا تظهر مودّتهم إلاّ بسلامة صدورهم(٦) .


(١) نهج البلاغة : الخطبة ٩٧ .
(٢) البَرْح : الشِّدّة (النهاية : ١ / ١١٣) .
(٣) نهج البلاغة : الخطبة ١٢٥ ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٣٧١ / ٦٠٢ .
(٤) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٢٧٩ / ٢١٠ .
(٥) صِغْوه معك أى ميله معك (لسان العرب : ١٤ / ٤٦١) .
(٦) نهج البلاغة : الكتاب ٥٣ ، تحف العقول : ١٢٨ وص ١٣٣ ، دعائم الإسلام : ١ / ٣٥٥ وص ٣٥٨ نحوه وليس فيهما من "إنّما عماد الدين" إلي "معهم" .

 ٢٣٤ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السادس : السياسة الاجتماعيّة / الرحمة للرعيّة والمحبّة لهم

١٥٩٥ ـ عنه  ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : فاعمل فيما وليت عمل من يحبّ أن يدّخر حسن الثناء من الرعيّة ، والمثوبة من الله ، والرضا من الإمام . ولا قوّة إلاّ بالله(١) .

٦ / ٥

الرحمة للرعيّة والمحبّة لهم

١٥٩٦ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : وأشعر قلبك الرحمة للرعيّة ، والمحبّة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكوننّ عليهم سَبُعاً ضارياً تغتنم أكلهم ; فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك فى الدين ، وإمّا نظير لك فى الخلق ، يفرط منهم الزلل ، وتعرض لهم العلل ، ويؤتي علي أيديهم فى العمد والخطأ ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذى تحبّ وترضي أن يعطيك الله من عفوه وصفحه ; فإنّك فوقهم ، ووالى الأمر عليك فوقك ، والله فوق من ولاّك . وقد استكفاك أمرهم وابتلاك بهم . ولا تنصبنّ نفسك لحرب الله ; فإنه لا يدَ لك بنقمته ، ولا غني بك عن عفوه ورحمته . . .

واعلم أنّه ليس شىء بأدعي إلي حسن ظنّ راع برعيّته من إحسانه إليهم ، وتخفيفه المؤونات عليهم ، وترك استكراهه إيّاهم علي ما ليس له قبلهم ، فليكن منك فى ذلك أمر يجتمع لك به حسن الظنّ برعيّتك ; فإنّ حسن الظنّ يقطع عنك نصباً طويلا ، وإنّ أحقّ من حسن ظنّك به لَمن حسن بلاؤك عنده . وإن أحقّ من ساء ظنّك به لَمن ساء بلاؤك عنده(٢) .


(١) تحف العقول : ١٣٨ .
(٢) نهج البلاغة : الكتاب ٥٣ ، دعائم الإسلام : ١ / ٣٥٤ ـ ٣٥٦ نحوه .

 ٢٣٥ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السادس : السياسة الاجتماعيّة / الاتّصال المباشر بالناس

وزاد فى تحف العقول : فاعرف هذه المنزلة لك وعليك لتزدك بصيرة فى حسن الصنع ، واستكثار حسن البلاء عند العامّة ، مع ما يوجب الله بها لك فى المعاد(١) .

١٥٩٧ ـ عنه  ¼ ـ من كتابه لابن عبّاس ، وهو عامله علي البصرة ـ : واعلم أنّ البصرة مهبط إبليس ، ومغرس الفتن ، فحادِثْ أهلها بالإحسان إليهم ، واحلل عقدة الخوف عن قلوبهم(٢) .

٦ / ٦

الاتّصال المباشر بالناس

١٥٩٨ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : اجعل لذوى الحاجات منك قسماً تفرّغُ لهم فيه شخصك ، وتجلس لهم مجلساً عامّاً ، فتتواضع فيه لله الذى خلقك ، وتُقعِد عنهم جندك وأعوانك من أحراسك وشرَطَك ، حتي يُكلّمك متكلّمهم غير مُتتعتَع ; فإنّى سمعت رسول الله  ½ يقول فى غير موطن : "لن تقدّس اُمّة لا يؤخذ للضعيف فيها حقّه من القوىّ غير متتعتع" . . .

ثمّ اُمور من اُمورك لابدّ لك من مباشرتها ، منها : إجابة عمّالك بما يعيا عنه كتّابك . ومنها : إصدار حاجات الناس يوم ورودها عليك بما تحرج به صدور أعوانك . . . فلا تطوّلنّ احتجابك عن رعيّتك ; فإنّ احتجاب الولاة عن الرعيّة شعبة من الضيق ، وقلّة علم بالاُمور ، والاحتجاب منهم يقطع عنهم علم ما احتجبوا دونه ، فيصغر عندهم الكبير ، ويعظم الصغير ، ويقبح الحسن ، ويحسن


(١) تحف العقول : ١٢٦ ـ ١٣٠ .
(٢) نهج البلاغة : الكتاب ١٨ ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٤٩٢ / ٦٩٩ .

 ٢٣٦ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السادس : السياسة الاجتماعيّة / الاتّصال المباشر بالناس

القبيح(١) .

١٥٩٩ ـ عنه  ¼ ـ من كتابه إلي قُثَم بن العبّاس عامله علي مكّة ـ : لا يكن لك إلي الناس سفير إلاّ لسانك ، ولا حاجب إلاّ وجهك ، ولا تحجبنّ ذا حاجة عن لقائك بها ; فإنّها إن ذيدت عن أبوابك فى أوّل وردها لم تُحمد فيما بعد علي قضائها(٢) .

١٦٠٠ ـ عنه  ¼ ـ من كتابه لاُمراء الخراج ـ : لا تتّخذنّ حُجّاباً ، ولا تحجبنّ أحداً عن حاجته حتي يُنهيها إليكم(٣) .

١٦٠١ ـ عنه  ¼ ـ من كتابه  ¼ إلي اُمرائه علي الجيش ـ : من عبد الله علىّ بن أبى طالب أمير المؤمنين إلي أصحاب المسالح : أمّا بعد ، فإنّ حقّاً علي الوالى ألاّ يغيّره علي رعيّته فضلٌ ناله ، ولا طَول خُصّ به ، وأن يزيده ما قسم الله له من نعمه دُنُوّاً من عباده ، وعطفاً علي إخوانه(٤) .

١٦٠٢ ـ عنه  ¼ ـ فى كتابه إلي قيس بن سعد ـ : فألِنْ حجابك ، وافتح بابك ، واعمَد إلي الحقّ (٥) .

١٦٠٣ ـ عنه  ¼ : ثلاثةٌ من كنّ فيه من الأئمّة صلُح أن يكون إماماً اضطَلَع(٦)


(١) نهج البلاغة : الكتاب ٥٣ ، تحف العقول : ١٤٢ نحوه .
(٢) نهج البلاغة : الكتاب ٦٧ ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٤٩٧ / ٧٠٢ .
(٣) وقعة صفّين : ١٠٨ ، بحار الأنوار : ٧٥ / ٣٥٥ / ٧٠ .
(٤) نهج البلاغة : الكتاب ٥٠ ، وقعة صفّين : ١٠٧ عن عمر بن سعد ، الأمالى للطوسى : ٢١٧ / ٣٨١ عن ثعلبة بن يزيد الحمّانى ; المعيار والموازنة : ١٠٣ كلّها نحوه .
(٥) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢٠٢ .
(٦) اضْطَلَع : افْتَعَل ; من الضَّلاعة ، وهى القوّة . يقال : اضْطَلَع بحِمْله ; أى قوِى عليه ونَهَض به (النهاية : ٣ / ٩٧) .

 ٢٣٧ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السادس : السياسة الاجتماعيّة / تحمّل مؤونة الناس

بأمانته إذا عدل فى حكمه ، ولم يحتجب دون رعيّته ، وأقام كتاب الله تعالي فى القريب والبعيد"(١) .

٦ / ٧

تحمّل مؤونة الناس

١٦٠٤ ـ الإمام علىّ  ¼ : من لم يحتمل مؤونة الناس فقد أهّل قدرته لانتقالها(٢) .

١٦٠٥ ـ عنه  ¼ : الاحتمال زين السياسة(٣) .

١٦٠٦ ـ عنه  ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : من ساس نفسه بالصبر علي جهل الناس صلح أن يكون سائساً(٤) .

١٦٠٧ ـ عنه  ¼ : إذا ملكت فَارفقْ(٥) .

١٦٠٨ ـ عنه  ¼ : رأس السياسة استعمال الرفق(٦) .

١٦٠٩ ـ عنه  ¼ : نِعْم السياسة الرفق(٧) .

١٦١٠ ـ عنه  ¼ : مَن عامَل بالرفق وُفّق(٨) .


(١) كنز العمّال : ٥ / ٧٦٤ / ١٤٣١٥ .
(٢) غرر الحكم : ٨٩٨٢ .
(٣) غرر الحكم : ٧٧٢ ، عيون الحكم والمواعظ : ٢٤ / ٢١٩ .
(٤) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٣١٨ / ٦٥٦ .
(٥) غرر الحكم : ٣٩٧٤ ، عيون الحكم والمواعظ : ١٣٣ / ٢٩٩٨ .
(٦) غرر الحكم : ٥٢٦٦ ، عيون الحكم والمواعظ : ٢٦٣ / ٤٧٨١ .
(٧) غرر الحكم : ٩٩٤٧ .
(٨) غرر الحكم : ٧٨٤٢ ، عيون الحكم والمواعظ : ٤٥٣ / ٨١١٢ .

 ٢٣٨ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السادس : السياسة الاجتماعيّة / الاجتناب عن الغضب

١٦١١ ـ عنه  ¼ : من لم يلِن لمن دونه لم يَنل حاجته(١) .

١٦١٢ ـ عنه  ¼ ـ فيما كتبه لحذيفة بن اليمان ـ : آمرك بالرفق فى اُمورك ، واللِّين والعدل علي رعيّتك(٢) .

١٦١٣ ـ عنه  ¼ ـ فيما كتبه إلي أهل المدائن ـ : قد تولّيت اُموركم حذيفة بن اليمان ; وهو ممّن أرتضى بهداه ، وأرجو صلاحه ، وقد أمرته بالإحسان إلي محسنكم ، والشدّة علي مريبكم ، والرفق بجميلكم ، أسأل الله لنا ولكم حسن الخِيَرة والإحسان ، ورحمته الواسعة فى الدنيا والآخرة(٣) .

١٦١٤ ـ عنه  ¼ : عليك بالرفق ; فإنّه مفتاح الصواب وسجيّة اُولى الألباب(٤) .

١٦١٥ ـ عنه  ¼ : الرفق يسيّر الصعاب ، ويسهّل شديد الأسباب(٥) .

١٦١٦ ـ عنه  ¼ : من استعمل الرفق لان له الشديد(٦) .

٦ / ٨

الاجتناب عن الغضب

١٦١٧ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ من وصيّته لابن عبّاس عند استخلافه إيّاه علي


(١) غرر الحكم : ٩٠٠٦ .
(٢) ا رشاد القلوب : ٣٢١ ، الدرجات الرفيعة : ٢٨٨ وفيه "الدين" بدل "اللين" ، بحار الأنوار : ٢٨ / ٨٨ / ٣ .
(٣) إرشاد القلوب : ٣٢٢ ، الدرجات الرفيعة : ٢٨٩ وفيه "الإسلام" بدل "الإحسان" فى الموضع الثانى وراجع الغارات : ١ / ٢١١ وشرح نهج البلاغة : ٦ / ٥٩ .
(٤) غرر الحكم : ٦١١٤ ، عيون الحكم والمواعظ : ٣٣٤ / ٥٧٠٥ وص ٥٢ / ١٣٦٣ وفيه الرفق مفتاح الصواب وثيمة ذوى الألباب .
(٥) غرر الحكم : ١٧٧٨ .
(٦) غرر الحكم : ٨٤٠٠ ، عيون الحكم والمواعظ : ٤٥٥ / ٨٢١٥ وفيه : "الشدائد" بدل "الشديد" .

 ٢٣٩ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السادس : السياسة الاجتماعيّة / النهى عن تتبّع العيوب

البصرة ـ : سَعِ الناس بوجهك ومجلسك وحكمك ، وإيّاك والغضب ; فإنّه طَيْرة من الشيطان(١) .

٦ / ٩

النهى عن تتبّع العيوب

١٦١٨ ـ الإمام علىّ  ¼ : إنّ للناس عيوباً ; فلا تكشف ما غاب عنك ; فإنّ الله سبحانه يحكم عليها ، واستر العورة ما استطعت يستر الله سبحانه ما تحبّ ستره(٢) .

١٦١٩ ـ عنه  ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : ليكن أبعد رعيّتك منك وأشنأهُم عندك أطلبهم لمعائب الناس ; فإنّ فى الناس عيوباً ; الوالى أحقّ من سترها ; فلا تكشفنّ عمّا غاب عنك منها ; فإنّما عليك تطهير ما ظهر لك ، والله يحكم علي ما غاب عنك ، فاستر العورة ما استطعت يستر الله منك ما تُحبُّ ستره من رعيّتك(٣) .

١٦٢٠ ـ عنه  ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : الأشرار يتّبعون مساوئ الناس ، ويتركون محاسنهم ، كما يتتبّع الذبابُ المواضعَ الفاسدة(٤) .

١٦٢١ ـ عنه  ¼ : إذا سئلت الفاجرة من فجر بك ؟ فقالت : فلان ، فإنّ عليها حدّين : حدّاً لفجورها ، وحدّاً لفريتها علي الرجل المسلم(٥) .


(١) نهج البلاغة : الكتاب ٧٦ ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٤٩٨ / ٧٠٤ .
(٢) غرر الحكم : ٣٥٠٥ وراجع دعائم الإسلام : ١ / ٣٥٥ .
(٣) نهج البلاغة : الكتاب ٥٣ ، تحف العقول : ١٢٨ وليس فيه من "فإنّما" إلي "غاب عنك" .
(٤) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٢٦٩ / ١١٣ .
(٥) الكافى : ٧ / ٢٠٩ / ٢٠ ، تهذيب الأحكام : ١٠ / ٤٨ / ١٧٨ كلاهما عن السكونى عن الإمام الصادق    ¥ ، عيون أخبار الرضا : ٢ / ٣٩ / ١١٨ عن داود بن سليمان عن الإمام الرضا عن آبائه عنه    ¥ ، الجعفريّات : ١٣٨ وفيهما "لما أقرّت علي نفسها" بدل "لفجورها" .

 ٢٤٠ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السادس : السياسة الاجتماعيّة / الإصحار بالعذر لدفع سوء الظنّ

١٦٢٢ ـ عنه  ¼ : تتبّع العورات من أعظم السوءات(١) .

٦ / ١٠

الإصحار بالعذر لدفع سوء الظنّ

١٦٢٣ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : إن ظنّت الرعيّة بك حيفاً فأصحِر لهم بعذرك(٢) ، واعدِل عنك ظنونهم بإصحارك ; فإنّ فى ذلك رياضةً منك لنفسك ، ورفقاً برعيّتك ، وإعذاراً تبلغ به حاجتك من تقويمهم علي الحقّ(٣) .

٦ / ١١

إعانة المظلوم

١٦٢٤ ـ الإمام علىّ  ¼ : من لم ينصف المظلوم من الظالم سلبه الله قدرته(٤) .

١٦٢٥ ـ عنه  ¼ : أما والذى فلق الحبّة وبرأ النسمة ، لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجّة بوجود الناصر ، وما أخذ الله علي العلماء ألاّ يُقارّوا علي كِظّة(٥) ظالم ، ولا سغب مظلوم ، لألقيتُ حبلها علي غاربها ، ولسقيت آخرها بكأس أوّلها ، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندى من عفطة عنز !(٦)


(١) غرر الحكم : ٤٥٨٠ .
(٢) أى كن من أمرهم علي أمر واضح منكشف، من أصحر الرجل: إذا خرج إلي الصحراء (النهاية: ٣/١٢) .
(٣) نهج البلاغة : الكتاب ٥٣ ، تحف العقول : ١٤٥ وزاد فى آخره "فى خَفْض وإجمال" .
(٤) غرر الحكم : ٨٩٦٦ ، عيون الحكم والمواعظ : ٤٢٨ / ٧٢٦١ .
(٥) الكِظّة : ما يعتري الممتلئ من الطعام (النهاية : ٤ / ١٧٧) .
(٦) نهج البلاغة: الخطبة ٣، معانى الأخبار: ٣٦٢/١، الإرشاد: ١/٢٨٩ نحوه وفيهما "حضور الناصر" بدل "حضور الحاضر" ، علل الشرائع : ١٥١ / ١٢ ، الاحتجاج : ١ / ٤٥٨ / ١٠٥ وفيه "أولياء الأمر" بدل "العلماء" وفيها "يقرّوا" بدل "يقارّوا" وكلّها عن ابن عبّاس ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٢٠٥ .

 ٢٤١ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السادس : السياسة الاجتماعيّة / إعانة المظلوم

١٦٢٦ ـ عنه  ¼ : أيّها الناس ! أعينونى علي أنفسكم ، وايم الله لاُنصفنّ المظلوم من ظالمه ، ولأقودنّ الظالم بخزامته ، حتي اُورده منهل الحقّ وإن كان كارهاً(١) .

١٦٢٧ ـ عنه  ¼ : الذليل عندى عزيز حتي آخذ الحقّ له ، والقوىّ عندى ضعيف حتي آخذ الحقّ منه(٢) .

١٦٢٨ ـ عنه  ¼ ـ فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : ثمّ انظر فى أمر الأحكام بين الناس بنيّة صالحة ; فإنّ الحكم فى إنصاف المظلوم من الظالم والأخذ للضعيف من القوىّ وإقامة حدود الله علي سنّتها ومنهاجها ممّا يُصلح عباد الله وبلاده(٣) .

١٦٢٩ ـ الإمام الباقر  ¼ : رجع علىّ  ¼ إلي داره فى وقت القيظ فإذا امرأة قائمة تقول : إنّ زوجى ظلمنى وأخافنى وتعدّي علىّ وحلف ليضربنى ، فقال  ¼ : يا أمة الله ! اصبرى حتي يبرد النهار ، ثمّ أذهب معك إن شاء الله ، فقالت : يشتدّ غضبه وحَرْده علىّ ، فطأطأ رأسه ثمّ رفعه وهو يقول : لا والله أو يؤخذ للمظلوم حقّه غير متعتع ، أين منزلك ؟ فمضي إلي بابه فوقف ، فقال : السلام عليكم . فخرج شابّ ، فقال علىّ : يا عبد الله ! اتّقِ الله فإنّك قد أخفتها وأخرجتها . فقال الفتي : وما أنت وذاك ؟ والله لاُحرقنّها لكلامك !

فقال أمير المؤمنين : آمرك بالمعروف وأنهاك عن المنكر تستقبلنى بالمنكر ،


(١) نهج البلاغة : الخطبة ١٣٦ ، بحار الأنوار : ٣٢ / ٤٩ / ٣٣ .
(٢) نهج البلاغة : الخطبة ٣٧ ، بحار الأنوار : ٣٩ / ٣٥١ / ٢٥ .
(٣) تحف العقول : ١٣٥ .

 ٢٤٢ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السادس : السياسة الاجتماعيّة / إعانة المظلوم

وتنكر المعروف ؟ قال : فأقبل الناس من الطرق ويقولون : سلام عليكم يا أمير المؤمنين ، فسُقِط الرجل فى يديه(١) فقال : يا أمير المؤمنين أقلنى عثرتى ، فو الله لأكوننّ لها أرضاً تطأنى ، فأغمد علىّ سيفه وقال : يا أمة الله ادخلى منزلك ، ولا تُلجئى زوجك إلي مثل هذا وشبهه(٢) .

١٦٣٠ ـ الاختصاص : إنّ سعيد بن القيس الهمدانى رآه [عليّاً  ¼ ] يوماً فى شدّة الحرّ فى فناء حائط ، فقال : يا أمير المؤمنين ! بهذه الساعة ؟ قال : ما خرجت إلاّ لاُعين مظلوماً أو اُغيث ملهوفاً . فبينا هو كذلك إذ أتته امرأة قد خلع قلبها ، لا تدرى أين تأخذ من الدنيا حتي وقفت عليه ، فقالت : يا أمير المؤمنين ! ظلمنى زوجى وتعدّي علىَّ وحلف ليضربنى فاذهب معى إليه ، فطأطأ رأسه ثمّ رفعه وهو يقول : لا والله ، حتي يؤخذ للمظلوم حقّه غير متعتع ، وأين منزلك ؟ قالت : فى موضع كذا وكذا .

فانطلق معها حتي انتهت إلي منزلها ، فقالت : هذا منزلى ، قال : فسلّم ، فخرج شابّ عليه إزار ملوّنة ، فقال: اتّقِ الله فقد أخفت زوجتك ، فقال : وما أنت وذاك ؟ والله لاُحرقنّها بالنار لكلامك .

قال : وكان إذا ذهب إلي مكان أخذ الدرّة بيده ، والسيف معلّق تحت يده ، فمن حلّ عليه حكمٌ بالدرّة ضربه ، ومن حلّ عليه حكمٌ بالسيف عاجله ، فلم يعلم الشابّ إلاّ وقد أصلت السيف وقال له : آمرك بالمعروف وأنهاك عن المنكر ، وتردّ المعروف ! تُب وإلاّ قتلتك .

قال : وأقبل الناس من السكك يسألون عن أمير المؤمنين  ¼ حتي وقفوا


(١) يقال لكلّ من ندم وعجز عن الشيء: قد سُقِط فى يده، واُسقِط فى يده، لغتان (مجمع البحرين: ٢/٨٥٤).
(٢) المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١٠٦ ، بحار الأنوار : ٤١ / ٥٧ / ٧ .

 ٢٤٣ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السادس : السياسة الاجتماعيّة / تأسيس بيت القصص

عليه ، قال : فاُسقط فى يد الشابّ ، وقال : يا أمير المؤمنين ، اعفُ عنّى عفا الله عنك ، والله لأكوننّ أرضاً تطأنى ، فأمرها بالدخول إلي منزلها وانكفأ وهو يقول : ³ لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ  ²  .

الحمد لله الذى أصلح بى بين مرأة وزوجها ، يقول الله تبارك وتعالي : ³ لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰ لِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا  ²  (١) (٢) .

١٦٣١ ـ الكافى عن اُسيد بن صفوان صاحب رسول الله  ½ : لمّا كان اليوم الذى قبض فيه أمير المؤمنين  ¼ ارتجّ الموضع بالبكاء ، ودهش الناس كيوم قبض النبىّ  ½ ، وجاء رجل باكياً وهو مسرع مسترجع وهو يقول : اليوم انقطعت خلافة النبوّة ، حتي وقف علي باب البيت الذى فيه أمير المؤمنين  ¼ فقال : رحمك الله يا أبا الحسن ، كنت أوّل القوم إسلاماً وأخلصهم إيماناً . . . الضعيف الذليل عندك قوىّ عزيز حتي تأخذ له بحقّه ، والقوىّ العزيز عندك ضعيف ذليل حتي تأخذ منه الحقّ ، والقريب والبعيد عندك فى ذلك سواء(٣) .

راجع : الإتصال المباشر بالنّاس .

٦ / ١٢

تأسيس بيت القصص

١٦٣٢ ـ صبح الأعشي : أوّل من اتّخذ بيتاً تُرمي فيه قِصَص أهل الظلامات


(١) النساء : ١١٤ .
(٢) الاختصاص : ١٥٧ ، بحار الأنوار : ٤٠ / ١١٣ .
(٣) الكافى : ١ / ٤٥٤ / ٤ ، كمال الدين : ٣٨٨ ـ ٣٩٠ / ٣ ، الأمالى للصدوق : ٣١٢ / ٣٦٣ .

 ٢٤٤ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السادس : السياسة الاجتماعيّة / المراقبة لدفع مظالم الجنود

أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب   ¢ (١) .

١٦٣٣ ـ الأوائل عن محمّد بن سيرين : اتّخذ علىّ بيتاً يُلقى الناس فيه القِصَص ، حتي كتبوا شتمه فألقوه فيه ، فتركه(٢) .

١٦٣٤ ـ شرح نهج البلاغة : كان لأمير المؤمنين  ¼ بيت سمّاه : بيت القِصَص ، يُلقى الناس فيه رِقاعهم(٣) .

١٦٣٥ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ لأصحابه ـ : من كانت له إلىّ منكم حاجة ، فليرفعها فى كتاب ; لأصون وجوهكم عن المسألة(٤) .

٦ / ١٣

المراقبة لدفع مظالم الجنود

١٦٣٦ ـ الإمام علىّ  ¼ : من عبد الله علىّ أمير المؤمنين إلي من مرّ به الجيشُ من جباة الخراج وعمّال البلاد :

أمّا بعد ، فإنّى قد سيّرت جنوداً هى مارّة بكم إن شاء الله ، وقد أوصيتهم بما يجب لله عليهم من كفّ الأذي ، وصرف الشَّذي(٥) ، وأنا أبرأ إليكم وإلي ذمّتكم من مَعَرَّة(٦) الجيش ، إلاّ من جَوْعة المضطرّ ، لا يجد عنها مذهباً إلي شِبَعه ، فَنَكِّلوا من


(١) صبح الأعشي : ١ / ٤١٤ .
(٢) الأوائل لأبى هلال : ١٤٢ .
(٣) شرح نهج البلاغة : ١٧ / ٨٧ .
(٤) العقد الفريد : ١ / ٢٠٣ .
(٥) الشَّذي : الشرّ والأذي (النهاية : ٢ / ٤٥٤) .
(٦) المَعَرّة : الأمر القبيح المكروه والأذي (النهاية : ٣ / ٢٠٥) .

 ٢٤٥ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السادس : السياسة الاجتماعيّة / الحرص علي جماعة الاُمّة

تناول منهم شيئاً ظلماً عن ظلمهم ، وكفّوا أيدى سفهائكم عن مضارّتهم ، والتعرّض لهم فيما استثنيناه منهم ، وأنا بين أظهر الجيش ، فارفعوا إلىَّ مظالمكم ، وما عراكم ممّا يغلبكم من أمرهم ، وما لا تطيقون دفعه إلاّ بالله وبى ، فأنا اُغيّره بمعونة الله إن شاء الله(١) .

٦ / ١٤

الحرص علي جماعة الاُمّة

١٦٣٧ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ من كتاب له إلي أبى موسي الأشعرى جواباً فى أمر الحكمين ـ : فإنّ الناس قد تغيّر كثير منهم عن كثير من حظّهم ، فمالوا مع الدنيا ، ونطقوا بالهوي ، وإنّى نزلت من هذا الأمر منزلا معجباً ، اجتمع به أقوام أعجبتهم أنفسهم ، وأنا اُداوى منهم قرحاً أخاف أن يكون علقاً ، وليس رجل ـ فاعلم ـ أحرص علي جماعة اُمّة محمّد  ½ واُلفتها منّى ، أبتغى بذلك حُسن الثواب ، وكرم المآب ، وسأفى بالذى وأيت(٢) علي نفسى(٣) .

١٦٣٨ ـ عنه  ¼ ـ فى التحذير من الفتن ـ : لا تكونوا أنصاب الفتن ، وأعلام البدع ، والزموا ما عُقد عليه حبل الجماعة ، وبنيت عليه أركان الطاعة(٤) .

١٦٣٩ ـ عنه  ¼ ـ من كلامه مع الخوارج ـ : الزموا السواد الأعظم ; فإنّ يد الله مع الجماعة ، وإيّاكم والفُرقة ! فإن الشاذّ من الناس للشيطان ، كما أنّ الشاذّ من الغنم


(١) نهج البلاغة : الكتاب ٦٠ ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٤٨٦ / ٦٩١ .
(٢) الوَأْي : الوعد الذى يوثّقه الرجل علي نفسه ، ويعزم علي الوفاء به (النهاية : ٥ / ١٤٤) .
(٣) نهج البلاغة : الكتاب ٧٨ ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٣٠٤ / ٥٥٤ .
(٤) نهج البلاغة : الخطبة ١٥١ ; ينابيع المودّة : ٣ / ٣٧٢ / ٤ .

 ٢٤٦ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السادس : السياسة الاجتماعيّة / الحرص علي جماعة الاُمّة

للذئب(١) .

١٦٤٠ ـ عنه  ¼ : ليردعْكم الإسلام ووقاره عن التباغى والتهاذى ، ولتجتمع كلمتكم ، والزموا دين الله الذى لا يُقبل من أحد غيرُه ، وكلمة الإخلاص التى هى قوام الدين(٢) .

١٦٤١ ـ عنه  ¼ : إيّاكم والتلوُّن فى دين الله ; فإنَّ جماعة فيما تكرهون من الحقِّ خير من فرقة فيما تحبّون من الباطل ، وإنّ الله سبحانه لم يعط أحداً بفرقة خيراً ، ممّن مضي ولا ممّن بقى(٣) .

١٦٤٢ ـ عنه  ¼ : إنَّ الشيطان يسنّى(٤) لكم طرقه ، ويريد أن يحلَّ دينكم عقدة عقدة ، ويعطيكم بالجماعة الفرقة ، وبالفرقة الفتنة ، فاصدفوا عن نزغاته ونفثاته(٥) .

١٦٤٣ ـ عنه  ¼ : وايم الله ، ما اختلفت اُمّة بعد نبيّها إلاّ ظهر باطلها علي حقِّها ، إلاّ ما شاء الله(٦) .


(١) نهج البلاغة : الخطبة ١٢٧ ، عيون الحكم والمواعظ : ١٠١ / ٢٣١٢ وفيه من "إيّاكم والفُرقة . . ." ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٣٧٣ / ٦٠٤ .
(٢) شرح نهج البلاغة : ٤ / ٤٥ .
(٣) نهج البلاغة : الخطبة ١٧٦ ، بحار الأنوار : ٢ / ٣١٣ / ٧٦ ; ينابيع المودّة : ٣ / ٤٣٧ / ٩ وليس فيه من "فإنّ جماعة" إلي "الباطل" .
(٤) يقال : سنَّيتُ الشىء : إذا فتحته وسهّلته . وتسنّي لى كذا : أى تيسّر وتأتّي (النهاية : ٢ / ٤١٥) .
(٥) نهج البلاغة : الخطبة ١٢١ .
(٦) الأمالى للمفيد : ٢٣٥ / ٥ ، الأمالى للطوسى : ١١ / ١٣ كلاهما عن الأصبغ بن نباتة ، وقعة صفّين : ٢٢٤ عن أبى سنان الأسلمى ; شرح نهج البلاغة : ٥ / ١٨١ وفيهما "أهل باطلها علي أهل حقّها" .

 ٢٤٧ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السادس : السياسة الاجتماعيّة / الحرص علي جماعة الاُمّة

١٦٤٤ ـ عنه  ¼ : وإنّى ، والله ، لأظنُّ أنَّ هؤلاء القوم سيدالون(١) منكم باجتماعهم علي باطلهم ، وتفرُّقكم عن حقِّكم(٢) .

١٦٤٥ ـ عنه  ¼ ـ فى تحذير الاُمّة من الفرقة ـ : احذروا ما نزل بالاُمم قبلكم من المَثُلات بسوء الأفعال وذميم الأعمال ! فتذكّروا فى الخير والشرّ أحوالهم ، واحذروا أن تكونوا أمثالهم .

فإذا تفكّرتم فى تفاوت حالَيهم فالزموا كلّ أمر لزمت العزّة به شأنهم ، وزاحت الأعداء له عنهم ، ومدّت العافية به عليهم ، وانقادت النعمة له معهم ، ووصلت الكرامة عليه حبلهم من الاجتناب للفرقة ، واللزوم للاُلفة ، والتحاضّ عليها والتواصى بها ، واجتنبوا كلّ أمر كسر فقرتهم ، وأوهن منّتهم . من تضاغن القلوب ، وتشاحن الصدور ، وتدابر النفوس ، وتخاذل الأيدى ، وتدبّروا أحوال الماضين من المؤمنين قبلكم ، كيف كانوا فى حال التمحيص والبلاء ، أ لم يكونوا أثقل الخلائق أعباءً ، وأجهد العباد بلاءً ، وأضيق أهل الدنيا حالاً ؟ اتّخذتهم الفراعنة عبيداً ; فساموهم سوء العذاب ، وجرّعوهم المرار ; فلم تبرح الحال بهم فى ذلّ الهلكة وقهر الغلبة . لا يجدون حيلة فى امتناع ، ولا سبيلاً إلي دفاع .

حتي إذا رأي الله جدّ الصبر منهم علي الأذي فى محبّته ، والاحتمال للمكروه من خوفه جعل لهم من مضايق البلاء فرجاً ، فأبدلهم العزّ مكان الذلّ ، والأمن مكان الخوف ، فصاروا ملوكاً حكّاماً ، وأئمّة أعلاماً ، وقد بلغت الكرامة من الله لهم ما لم تذهب الآمال إليه بهم .


(١) الإدالة : الغلبة (النهاية : ٢ / ١٤١) .
(٢) نهج البلاغة : الخطبة ٢٥ .

 ٢٤٨ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السادس : السياسة الاجتماعيّة / الحرص علي جماعة الاُمّة

فانظروا كيف كانوا حيث كانت الأملاء(١) مجتمعة ، والأهواء مؤتلفة ، والقلوب معتدلة ، والأيدى مترادفة ، والسيوف متناصرة ، والبصائر نافذة ، والعزائم واحدة . أ لم يكونوا أرباباً فى أقطار الأرضين ، وملوكاً علي رقاب العالمين ؟ فانظروا إلي ما صاروا إليه فى آخر اُمورهم حين وقعت الفرقة ، وتشتّتت الاُلفة ، واختلفت الكلمة والأفئدة ، وتشعّبوا مختلفين ، وتفرّقوا متحاربين ، قد خلع الله عنهم لباس كرامته ، وسلبهم غضارة نعمته . وبقى قصص أخبارهم فيكم عبراً للمعتبرين .

فاعتبروا بحال ولد إسماعيل وبنى إسحاق وبنى إسرائيل    ¥ ; فما أشدّ اعتدال الأحوال ، وأقرب اشتباه الأمثال . تأمّلوا أمرهم فى حال تشتّتهم وتفرّقهم ليالى كانت الأكاسرة والقياصرة أرباباً لهم ، يحتازونهم عن ريف الآفاق ، وبحر العراق وخضرة الدنيا إلي منابت الشِّيح ، ومهافى الريح ، ونَكَد المعاش . فتركوهم عالة مساكين ، إخوان دَبَر وَوَبَر ، أذلّ الاُمم داراً ، وأجدَبهم قراراً . لا يأوون إلي جناح دعوة يعتصمون بها ، ولا إلي ظلّ اُلفة يعتمدون علي عزّها . فالأحوال مضطربة ، والأيدى مختلفة ، والكثرة متفرّقة . فى بلاء أزْل ، وإطباق جهل ! من بنات موؤودة ، وأصنام معبودة ، وأرحام مقطوعة ، وغارات مشنونة .

فانظروا إلي مواقع نعم الله عليهم حين بعث إليهم رسولاً ، فعقد بملّته طاعتهم ، وجمع علي دعوته اُلفتهم . كيف نشرت النعمة عليهم جناح كرامتها ، وأسالت لهم جداول نعيمها ، والتفّت الملّة بهم فى عوائد بركتها . فأصبحوا فى نعمتها غَرِقِين ، وفى خضرة عيشها فَكِهين . قد تربّعت الاُمور بهم ، فى ظلّ سلطان قاهر ، وآوتهم الحال إلي كنف عزّ غالب . وتعطّفت الاُمور عليهم فى ذري ملك ثابت . فهم حكّام علي العالمين ، وملوك فى أطراف الأرضين . يملكون الاُمور علي من كان


(١) جمع ملأ ; أشراف الناس ورؤساؤهم ومقدّموهم الذى يُرجَع إلي قولهم (النهاية : ٤ / ٣٥١) .

 ٢٤٩ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام على / الفصل السادس : السياسة الاجتماعيّة / الحرص علي جماعة الاُمّة

يملكها عليهم . ويُمضون الأحكام فيمن كان يمضيها فيهم . لا تُغمز لهم قناة ، ولا تُقرع لهم صَفاة(١) .

ألا وإنّكم قد نفضتم أيديكم من حبل الطاعة . وثلمتم حصن الله المضروب عليكم بأحكام الجاهلية ; فإنّ الله سبحانه قد امتنّ علي جماعة هذه الاُمّة فيما عقد بينهم من حبل هذه الاُلفة التى ينتقلون فى ظلّها ، ويأوون إلي كنفها ، بنعمة لا يعرف أحد من المخلوقين لها قيمة ; لأنّها أرجح من كلّ ثمن ، وأجلّ من كلّ خطر(٢) .

راجع:السياسة القضائية / موقع مصالح النظام الإسلامى فى صدور الأحكام

القسم الرابع / قصّة السقيفة / دوافع بيعة الإمام بعد امتناعه / مخافة الفرقة .


(١) الصَّفاة : هى الصخرة والحجر الأملَس ، أى لا ينالُهم أحد بسوء (النهاية : ٣ / ٤١) .
(٢) نهج البلاغة : الخطبة ١٩٢ ، بحار الأنوار : ١٤ / ٤٧٢ / ٣٧ .


إرجاعات 
٦٠ - المجلد الثالث / القسم الرابع : الإمام عليّ بعد النبيّ / الفصل الأوّل : قصّة السقيفة / دوافع بيعة الإمام بعد امتناعه