الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد الخامس

 

 

٥ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة

نظرة عامّة فى حروب الإمام

الحرب الاُولي : وقعة الجمل

الحرب الثانية : وقعة صفّين

الحرب الثالثة : وقعة النهروان

 ٦ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة

 ٧ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام

وفيه فصول :

الفصل الأوّل : تحذير النبىّ من محاربة الإمام

الفصل الثانى : إخبار النبىّ بالفتن بعده

الفصل الثالث : أمر النبىّ بقتال المفتونين

الفصل الرابع : دعاء النبىّ علي المفتونين

الفصل الخامس : دوافع البُغاة فى قتال الإمام

الفصل السادس : أهداف الإمام فى قتال البُغاة

الفصل السابع :نبذة من الآراء فى قتال البُغاة

 ٨ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام

 ٩ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / المدخل

تسلّم الإمام أمير المؤمنين  ¼ مقاليد الخلافة بعد انثيال الناس عليه ، وإقبالهم المنقطع النظير ، وإصرارهم المتواصل . وبيّن سياسته فى الحكم بصراحة فى أوّل خطبة حماسيّة جليلة له ، وذكر فيها أنّه لن يطيق الامتيازات التى لا أساس لها فى الإسلام ، وأنّه سوف يُحدث تغييراً جذريّاً فى المجتمع ، ويقضى علي التفاضل والتمايز الموهوم فى كافّة زوايا المجتمع ; لأنّ ذلك كلّه من سِمات الجاهليّة التى عادت إلي الناس كهيئتها قبل البعثة النبويّة الشريفة(١) .

ومن الواضح أنّ الكثيرين لم يتحمّلوا تلك المساواة ، وامتعضوا من فقدانهم منزلتهم وامتيازاتهم ، ولم يهدأ اُولئك الذين عكّروا الماء عند هجومهم علي عثمان ليصطادوا لهم منصباً . ولم يُطِق هذه السياسة الثوريّة العاصفة الوصوليّون النفعيّون الذين تسلّطوا علي الاُمّة بلا سابقة ولا شرف باذخ ، وفعلوا ما شاؤوا ، غير مبالين بالحكومة المركزيّة .


(١) راجع : القسم الخامس / الإصلاحات العلويّة .


إرجاعات 
١٠٥ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام علي / الفصل الثاني : الإصلاحات العلويّة

 ١٠ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / المدخل

ولهذا لم تكَد تمضى أيّام قلائل علي حكومة الإمام صلوات الله عليه حتي بدأت المواجهات ، وتكشّفت الذرائع والحجج الواهية التى اتّصلت فصبغت السنوات الخمس ـ التى هى مدّة حكم الإمام  ¼ ـ بصِبغة الحروب والدماء .

وكانت تلك المواجهات عسيرة ثقيلة إذا ما نظرنا إلي جذورها ، وكيفيّة تبلور الكيان الذى كان عليه مُوقدوها ، لا سيما أصحاب الجمل والنهروان ، وأصحر الإمام  ¼ بذلك مراراً ، فقال : "لو لم أكُ فيكم ما قُوتل أصحاب الجمل وأهل النهروان !"(١) .

وقال : "إنّى فقأت عين الفتنة ، ولم يكن ليجترئ عليها أحد غيرى ، بعد أن ماج غَيهَبها(٢) ، واشتدّ كَلَبُها(٣)"(٤) .

تُري ! من كان قادراً علي إبصار ذلك السحاب المركوم من الأفكار الفاسدة ، والجهل المطبق ، والشرك المعقّد ، فى ظلّ العناوين البرّاقة الخادعة ; كعنوان : الصحابة ، وعنوان السابقين ، ووجوه المتنسّكين الجهلة المتحجّرين أصحاب الجباه التى أثفنها السجود ؟ ! ومن كان متمكّناً من الأمر بقمع هؤلاء وإبادتهم ؟ !

أجل ، كان عمل علىّ  ¼ عملاً عسيراً ، وكان رسول الله  ½ يري ذلك كلّه فى


(١) الغارات : ١ / ٧ وص ١٦ ، تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٩٣ ، كتاب سليم بن قيس : ٢ / ٨٧٠ / ٤٨ نحوه ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٣٦٦ / ٥٥٩ ; خصائص أمير المؤمنين للنسائى : ٣٢٤ / ١٨٨ ، كنز العمّال : ١١ / ٢٩٨ / ٣١٥٦٥ .
(٢) الغَيهَب : الظُّلمة (لسان العرب : ١ / ٦٥٣) .
(٣) الكَلَب : داء يعرض للإنسان من عضّ الكَلْب الكَلِب ، فيصيبُه شبه الجنون فلا يَعضّ أحداً إلاّ كَلِبَ ، ويمتنع من شرب الماء حتي يموت عطشاً (لسان العرب : ١ / ٧٢٣) .
(٤) نهج البلاغة : الخطبة ٩٣ ، الغارات : ١ / ٦ ، تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٩٣ ، بحار الأنوار : ٤١ / ٣٤٨ / ٦١ ; ينابيع المودّة : ٣ / ٤٣٣ / ٣ .

 ١١ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / المدخل

مرآة الزمن ، فأشار إليه مراراً ، وقال مخاطباً الإمام : "تقاتل علي التأويل كما قاتلتُ علي التنزيل" ، وقال : "إنّ علىّ بن أبى طالب أخى ووصيّى ، يقاتل بعدى علي تأويل القرآن كما قاتلتُ علي تنزيله" . وأكثر من ذلك أنّه  ½ كشف هويّة مُسعّرى الحروب ضدّ الإمام ، فقال : "هذا والله قاتل القاسطين والناكثين والمارقين بعدى" .

من هنا كان بعض الصحابة يتحدّثون عن هذه الحقيقة قبل أن تُقبل الخلافة علي الإمام  ¼ (١) .

وكان رسول الله  ½ مكلّفاً برسالة إبلاغ الدين ، كما كان علي عاتقه مهمّة الكشف عمّا سيحدث لهذه الاُمّة فى المستقبل ; لأنّ دينه يتّصف بالخلود ، وهو لكلّ زمان ومكان . فكان يخبر بتلك المواجهات ، ويعرّف الناس بمُوقدى نار الفتنة ـ كما مرّ ـ فذكرهم فى عِداد أهل الباطل ، وعرّفهم ، علي أنّهم شرذمة فتنة ، وفئة باغية ، وقال  ½ : "يا علىّ ستُقاتلك الفئة الباغية ، وأنت علي الحقّ ، فمن لم ينصرك يومئذ فليس منّى"(٢) .

ومن جانب آخر ، فقد صرّح  ½ للجميع بأحقّية الإمام  ¼ فى حروبه ، واستقامته فيها ، بعد أن كان يُطرى علي شخصيّة الإمام ، ويؤكّد أنّه مع الحقّ والحقّ معه دائماً(٣) ، فقال  ½ : "أنت . . . تقاتل عن سنّتى"(٤) ، وقال : "حرب علىّ


(١) راجع : إخبار النبىّ بالفتن بعده وأمر النبىّ بقتال المفتونين .
(٢) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٧٣ / ٩٠٤٤ ، كنز العمّال : ١١ / ٦١٣ / ٣٢٩٧٠ .
(٣) تاريخ بغداد : ١٤ / ٣٢١ / ٧٦٤٣ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٤٩ / ٩٢٠٥ . راجع : القسم الثانى / أحاديث العصمة / علىّ مع الحقّ .
(٤) مسند أبى يعلي : ١ / ٢٧١ / ٥٢٤ ، المناقب للخوارزمى : ١٢٩ / ١٤٣ ، ينابيع المودّة : ١ / ٣٧٤ / ٣ ، كنز العمّال : ١ / ١٣ / ٣٧٤ ; كنز الفوائد : ٢ / ١٧٩ ، شرح الأخبار : ١ / ١١٣ / ٣٥ ، كتاب سليم بن قيس : ٢ / ٥٦٩ / ٢ وص ٧٦٩ / ٢٥ ، المناقب للكوفى : ١ / ٣٥١ / ٢٧٨ .

 ١٢ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / المدخل

حرب الله"(١) ، وقال : "حربك حربى"(٢) ، أو : "حربك حربى ، وسلمك سلمى"(٣) ، إلي غيرها من الأحاديث .

وبهذا كلّه أفصح رسول الله  ½ عن مقام الإمام الإلهىّ ; لتستبين فى المستقبل حقائق الأشخاص والأعمال ، وتتجلّي صفة الحقّ والباطل .

وبعد هذه النظرة المقتضبة سنكون مع إضمامة من الأخبار والأسانيد التى تتكفّل بإضاءة ما أوردناه .


(١) الخصال : ٤٩٦ / ٥ ، الأمالى للصدوق : ١٤٩ / ١٤٦ وص ٨٥ / ٥٢ ، بشارة المصطفي : ٢٠ .
(٢) المناقب لابن المغازلى : ٥٠ / ٧٣ ; تفسير فرات : ٢٦٦ / ٣٦٠ .
(٣) الأمالى للطوسى : ٣٦٤ / ٧٦٣ ، كنز الفوائد : ٢ / ١٧٩ ، شرح الأخبار : ٢ / ١٠٢ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٢١٧ ; المناقب للخوارزمى : ١٢٩ / ١٤٣ .

 ١٣ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الأوّل : تحذير النبىّ من محاربة الإمام

١٩٧٨ ـ رسول الله  ½ : حرب علىّ حرب الله ، وسِلم علىّ سِلم الله(١) .

١٩٧٩ ـ عنه  ½ : ولاية علىّ بن أبى طالب ولاية الله ، وحبّه عبادة الله ، واتّباعه فريضة الله ، وأولياؤه أولياء الله ، وأعداؤه أعداء الله ، وحربه حرب الله ، وسِلمه سِلم الله عزّ وجلّ(٢) .

١٩٨٠ ـ عنه  ½ ـ لعلىّ  ¼ ـ : قاتَل الله من قاتلك ، وعادَي من عاداك(٣) .


(١) الخصال : ٤٩٦ / ٥ ، الأمالى للصدوق : ١٤٩ / ١٤٦ ، بشارة المصطفي : ٢٠ ، جامع الأخبار : ٥١ / ٥٦ كلّها عن جابر بن عبد الله الأنصارى .
(٢) الأمالى للصدوق : ٨٥ / ٥٢ ، بشارة المصطفي : ١٥٣ ، روضة الواعظين : ١١٤ ، جامع الأخبار : ٥٠ / ٥٤ كلّها عن ابن عبّاس .
(٣) الجمل : ٨١ ، الاحتجاج : ١ / ٣٣٠ / ٥٥ عن جابر الجعفى عن الإمام الباقر عن الإمام علىّ    ¤ عنه  ½ ، بشارة المصطفي : ١٦٦ ، مائة منقبة : ٩٩ / ٤٣ كلاهما عن رافع مولي عائشة ، الأمالى للصدوق : ٧٥٧ / ١٠٢١ عن الحسن بن علىّ بن فضّال عن الإمام الرضا عن آبائه (ع) عنه  ½ وفيه صدره ; الإصابة : ٣ / ٨٢ / ٣٢٥٤ عن ابن الزبير .

 ١٤ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الأوّل : تحذير النبىّ من محاربة الإمام

١٩٨١ ـ عنه  ½ : يا علىّ ، حربك حربى ، وحربى حرب الله(١) .

١٩٨٢ ـ عنه  ½ : حربك ـ يا علىّ ـ حربى ، وسِلمك سِلمى(٢) .

١٩٨٣ ـ الإمام علىّ  ¼ عن رسول الله  ½ : أنّه تلا هذه الآية : ³ فَأُولَـٰئـِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ  ²  (٣) ، قيل : يا رسول الله من أصحاب النار ؟ قال : من قاتل عليّاً بعدى ، اُولئك هم أصحاب النار مع الكفّار ; فقد كفروا بالحقّ لمّا جاءهم . ألا وإنّ عليّاً منّى ، فمن حاربه فقد حاربنى وأسخط ربّى .

ثمّ دعا عليّاً  ¼ فقال : يا علىّ ، حربك حربى ، وسِلمك سِلمى ، وأنت العَلَم فيما بينى وبين اُمّتى بعدى(٤) .

١٩٨٤ ـ رسول الله  ½ : يا علىّ حربك حربى ، وسِلمك سِلمى ، وحربى حرب الله ، ومن سالمك فقد سالمنى ، ومن سالمنى فقد سالم الله عزّ وجلّ(٥) .


(١) كفاية الأثر : ١٨٤ عن اُمّ سلمة ، بحار الأنوار : ٣٦ / ٣٤٨ / ٢١٦ .
(٢) الإفصاح : ١٢٨ ، كنز الفوائد : ٢ / ١٧٩ عن جابر بن عبد الله الأنصارى ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٢١٧ ، تفسير فرات : ٢٦٦ / ٣٦٠ ، شرح الأخبار : ٢ / ١٠٢ ، عوالى اللآلى : ٤ / ٨٧ / ١٠٨ ; المناقب لابن المغازلى : ٥٠ / ٧٣ عن ابن عبّاس ، المناقب للخوارزمى : ١٢٩ / ١٤٣ عن زيد بن علىّ عن الإمام زين العابدين عن آبائه (ع) عنه  ½ ، شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٢٢١ .
(٣) البقرة : ٢٧٥ .
(٤) الأمالى للطوسى : ٣٦٤ / ٧٦٣ عن علىّ بن علىّ بن رزين عن الإمام الرضا عن آبائه (ع) وراجع تفسير فرات : ٤٧٧ / ٦٢٣ و٦٢٤ .
(٥) الأمالى للصدوق : ٦٥٦ / ٨٩١ ، بشارة المصطفي : ١٨٠ كلاهما عن الحسن بن راشد عن الإمام الصادق عن آبائه (ع) ، فضائل الشيعة : ٥٦ / ١٧ عن أبى بصير عن الإمام الصادق  ¼ عنه  ½ نحوه .

 ١٥ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الأوّل : تحذير النبىّ من محاربة الإمام

١٩٨٥ ـ الأمالى للطوسى عن عطيّة بن سعد العوفى عن محدوج بن زيد الذهلى ـ وكان فى وفد قومه إلي النبىّ  ½ فتلا هذه الآية : ³ لاَ يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائـِزُونَ  ²  (١) ـ : قلت : يا رسول الله من أصحاب الجنّة ؟ قال : من أطاعنى وسلّم لهذا من بعدى .

قال : وأخذ رسول الله  ½ بكفّ علىّ  ¼ ـ وهو يومئذ إلي جنبه ـ فرفعها ، وقال : ألا إنّ عليّاً منّى ، وأنا منه ، فمن حادّه فقد حادّنى ، ومن حادّنى فقد أسخط الله عزّ وجلّ . ثمّ قال : يا علىّ ، حربك حربى ، وسِلمك سِلمى ، وأنت العَلَم بينى وبين اُمّتى .

قال عطيّة : فدخلت علي زيد بن أرقم فى منزله فذكرت له حديث محدوج بن زيد ، فقال : ما ظننت أنّه بقى ممّن سمع رسول الله  ½ يقول هذا غيرى ! أشهد لقد حدّثنا به رسول الله  ½ . ثمّ قال : لقد حادّه رجال سمعوا رسول الله  ½ قوله هذا ، وقد ردّوا(٢) .

١٩٨٦ ـ رسول الله  ½ ـ لعلىّ وفاطمة والحسن والحسين (ع) ـ : أنا حرب لمن حاربتم ، وسِلم لمن سالمتم(٣) .

١٩٨٧ ـ مسند ابن حنبل عن أبى هريرة : نظر النبىّ  ½ إلي علىّ والحسن والحسين


(١) الحشر : ٢٠ .
(٢) الأمالى للطوسى : ٤٨٥ / ١٠٦٣ ، بحار الأنوار : ٢٤ / ٢٦١ / ١٥ وج ٣٨ / ١١٩ / ٦٢ ; ينابيع المودّة : ١ / ١٧٢ / ١٩ نحوه .
(٣) سنن الترمذى : ٥ / ٦٩٩ / ٣٨٧٠ ، سنن ابن ماجة : ١ / ٥٢ / ١٤٥ ، المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٦١ / ٤٧١٤ ، المعجم الكبير : ٣ / ٤٠ / ٢٦١٩ وح ٢٦٢٠ ; كشف الغمّة : ٢ / ١٥٤ كلّها عن زيد ابن أرقم .

 ١٦ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الأوّل : تحذير النبىّ من محاربة الإمام

وفاطمة فقال : أنا حرب لمن حاربكم ، وسِلم لمن سالمكم (١) .

١٩٨٨ ـ رسول الله  ½ : يا علىّ ، ستقاتلك الفئة الباغية وأنت علي الحقّ ، فمن لم ينصرك يومئذ فليس منّى !(٢)


(١) مسند ابن حنبل : ٣ / ٤٤٦ / ٩٧٠٤ ، المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٦١ / ٤٧١٣ ، تاريخ بغداد : ٧ / ١٣٧ / ٣٥٨٢ ، المعجم الكبير : ٣ / ٤٠ / ٢٦٢١ ، اُسد الغابة : ٣ / ٧ / ٢٤٨١ عن صبيح ، المناقب لابن المغازلى : ٦٤ / ٩٠ ; الأمالى للطوسى : ٣٣٦ / ٦٨٠ عن زيد بن أرقم ، الاعتقادات : ١٠٥ .
(٢) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٧٣ / ٩٠٤٤ عن عمّار بن ياسر ، كنز العمّال : ١١ / ٦١٣ / ٣٢٩٧٠ .

 ١٧ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الثانى : إخبار النبىّ بالفتن بعده

١٩٨٩ ـ الإمام علىّ  ¼ : لمّا أنزل الله سبحانه قوله : ³ الم  ± أَ حَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ  ²  (١) علمتُ أنّ الفتنة لا تنزل بنا ورسول الله  ½ بين أظهُرنا ، فقلت : يا رسول الله ، ما هذه الفتنة التى أخبرك الله تعالي بها ؟ فقال : يا علىّ ، إنّ اُمّتى سيُفتنون من بعدى .

فقلت : يا رسول الله ، أ وَليس قد قلتَ لى يوم اُحد حيث استُشهد من استُشهد من المسلمين وحِيزَتْ(٢) عنّى الشهادة فشقّ ذلك علىَّ ، فقلتَ لى : أبشِر ; فإنّ الشهادة من ورائك ؟ ! فقال لى : إنّ ذلك لكذلك ، فكيف صبرك إذن ؟ فقلتُ : يا رسول الله ، ليس هذا من مواطن الصبر ، ولكن من مواطن البُشري والشكر .

وقال : يا علىّ ، إنّ القوم سيُفتنون بأموالهم ، ويَمُنّون بدِينهم علي ربّهم ،


(١) العنكبوت : ١ و٢ .
(٢) حزتُ الشىء : نحّيتُه (لسان العرب : ٥ / ٣٤١) .

 ١٨ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الثانى : إخبار النبىّ بالفتن بعده

ويتمنّون رحمته ، ويأمنون سَطوَته . ويستحلّون حرامه بالشبهات الكاذبة والأهواء الساهية ; فيستحلّون الخمر بالنبيذ ، والسُّحت بالهديّة ، والربا بالبيع .

قلت يا رسول الله : فبأىّ المنازل اُنزلهم عند ذلك ; أ بمنزلة رِدّة ، أم بمنزلة فتنة ؟ فقال : بمنزلة فتنة(١) .

١٩٩٠ ـ رسول الله  ½ ـ فى قوله تعالي ـ ³ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ  ²  (٢) ـ : نزلت فى علىّ بن أبى طالب ; أنّه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدى(٣) .

١٩٩١ ـ تاريخ دمشق عن عبد الله : خرج رسول الله  ½ فأتي منزل اُمّ سلمة ، فجاء علىّ ، فقال رسول الله  ½ : يا اُمّ سلمة ، هذا ـ والله ـ قاتلُ القاسطين والناكثين والمارقين بعدى(٤) .

١٩٩٢ ـ رسول الله  ½ ـ لعلىّ  ¼ ـ : تقاتل بعدى الناكثين والقاسطين والمارقين(٥) .


(١) نهج البلاغة : الخطبة ١٥٦ ، بحار الأنوار : ٣٢ / ٢٤١ / ١٩١ ; كنز العمّال : ١٦ / ١٩٤ / ٤٤٢١٦ نقلا عن وكيع وراجع اُسد الغابة : ٤ / ١١٠ / ٣٧٨٩ .
(٢) الزخرف : ٤١ .
(٣) الفردوس : ٣ / ١٥٤ / ٤٤١٧ ، الدرّ المنثور : ٧ / ٣٨٠ نقلا عن ابن مردويه وكلاهما عن جابر بن عبد الله .
(٤) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٧٠ / ٩٠٤١ ، المناقب للخوارزمى : ١٩٠ / ٢٢٥ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٠٦ ، مطالب السؤول : ٢٤ ، الرياض النضرة : ٣ / ٢٢٦ ; كشف الغمّة : ١ / ١٢٦ والثلاثة الأخيرة عن ابن مسعود ، بشارة المصطفي : ١٦٧ نحوه .
(٥) الجمل : ٨٠ ، الشافى : ٣ / ٦١ ، كنز الفوائد : ٢ / ١٧٥ ، علل الشرائع : ٢٢٢ عن الإمام علىّ  ¼ عنه  ½ وفيه "اُمرت بقتال" بدل "تقاتل بعدى" وفى ذيله : وروى هذا الحديث من ثمانية عشر وجهاً ; شرح نهج البلاغة : ١ / ٢٠١ وج ١٣ / ١٨٣ .

 ١٩ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الثانى : إخبار النبىّ بالفتن بعده

١٩٩٣ ـ المستدرك علي الصحيحين عن أبى أيّوب الأنصارى : سمعت النبىّ  ½ يقول لعلىّ بن أبى طالب : تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بالطرقات والنهروانات وبالشعفات(١) .

قال أبو أيّوب : قلت : يا رسول الله ، مع من تقاتل هؤلاء الأقوام ؟ ! قال : مع علىّ بن أبى طالب(٢) .

١٩٩٤ ـ الإمام الصادق  ¼ ـ فى حديث طويل ـ : قال رسول الله  ½ لاُمّ سلمة : يا اُمّ سلمة اسمعى واشهدى ! هذا علىّ بن أبى طالب سيّد المسلمين ، وإمام المتّقين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين .

قلت : يا رسول الله ، من الناكثون ؟ قال : الذين يبايعونه بالمدينة وينكثونه بالبصرة .

قلت : من القاسطون ؟ قال : معاوية وأصحابه من أهل الشام .

ثمّ قلت : من المارقون ؟ قال : أصحاب النهروان(٣) .

١٩٩٥ ـ المناقب للخوارزمى عن عبد الله [ بن العبّاس ] : خرج النبىّ  ½ من عند زينب بنت جحش ، فأتي بيت اُمّ سلمة ـ وكان يومها من رسول الله  ½ ـ ، فلم


(١) الشَعَفَات : جمع شعفة ; وهى رؤوس الجبال (تاج العروس : ١٢/٣٠٥) .
(٢) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٥٠ / ٤٦٧٥ .
(٣) معانى الأخبار : ٢٠٤ / ١ عن المفضّل بن عمر ، الأمالى للصدوق : ٤٦٤ / ٦٢٠ ، الأمالى للطوسى : ٤٢٥ / ٩٥٢ ، بشارة المصطفي : ٥٩ والثلاثة الأخيرة عن المفضّل بن عمر عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه (ع) ، الاحتجاج : ١ / ٤٦٢ / ١٠٦ عن اُمّ سلمة .

 ٢٠ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الثانى : إخبار النبىّ بالفتن بعده

يلبث أن جاء علىٌّ ، فدقّ الباب دقّاً خفيّاً ، فاستثبت رسول الله  ½ الدقّ وأنكرته اُمّ سلمة ، فقال لها رسول الله  ½ : قومى فافتحى له الباب !

فقالت : يا رسول الله ، من هذا الذى بلغ من خطره ما أفتح له الباب ، فاتلقّاه بمعاصمى ، وقد نزلت فىّ آية من كتاب الله بالأمس ؟ !

فقال لها ـ كالمغضب ـ : إنّ طاعة الرسول طاعة الله ، ومن عصي الرسول فقد عصي الله ، إنّ بالباب رجلاً ليس بالنَّزِق(١) ولا بالخَرِق ، يحبّ الله ورسوله ، ويحبُّه الله ورسوله .

ففتحتُ له الباب ، فأخذ بعُضادتَى الباب ، حتي إذا لم يسمع حسّاً ولا حركة وصِرتُ إلي خدرى استأذن ، فدخل . فقال رسول الله  ½ : أ تعرفينه ؟ قلت : نعم ، هذا علىّ بن أبى طالب . قال : صدقتِ ، سِحنَتُه(٢) من سِحنَتى ، ولحمه من لحمى ، ودمه من دمى ، وهو عَيبة(٣) علمى .

اسمعى واشهدى ! هو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدى . اسمعى واشهدى ! هو والله محيى سنّتى . اسمعى واشهدى ! لو أنّ عبداً عَبدَ الله ألف عام من بعد ألف عام بين الركن والمقام ثمّ لقى الله مبغضاً لعلىّ لاَكبّه الله يوم القيامة علي مِنخَريه فى النار(٤) .

١٩٩٦ ـ رسول الله  ½ : إنّ الله تبارك وتعالي أوحي إلىّ أنّه جاعل لى من اُمّتى أخاً


(١) النَّزَق : خِفّة فى كلّ أمر وعجلة فى جهل وحُمق ; نَزِق ينزَق فهو نَزِق (لسان العرب : ١٠ / ٣٥٢) .
(٢) السِّحْنَة : بَشَرة الوجه وهيأتُه وحاله (النهاية : ٢ / ٣٤٨) .
(٣) العَيبَة : وعاء من أدَم يكون فيها المتاع ، والعرب تكنّى عن الصدور والقلوب التى تحتوى علي الضمائر المخفاة بالعِياب (لسان العرب : ١ / ٦٣٤) .
(٤) المناقب للخوارزمى : ٨٦ / ٧٧ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٧٠ / ٩٠٤٢ ; علل الشرائع : ٦٥ / ٣ عن عبد الله بن عبّاس وكلاهما نحوه .

 ٢١ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الثانى : إخبار النبىّ بالفتن بعده

ووارثاً وخليفة ووصيّاً . فقلت : يا ربّ ، من هو ؟ فأوحي إلىّ عزّ وجلّ : يا محمّد ، إنّه إمام اُمّتك ، وحجّتى عليها بعدك . فقلت : يا ربّ من هو ؟ فأوحي إلىّ عزّ وجلّ : يا محمّد ذاك مَن اُحبّه ويحبّنى ، ذاك المجاهد فى سبيلى ، والمقاتل لناكِثى عهدى والقاسطين فى حكمى والمارقين من دينى ، ذاك وليّى حقّاً ، زوج ابنتك ، وأبو ولدك ; علىّ بن أبى طالب(١) .

١٩٩٧ ـ شرح نهج البلاغة ـ فى شرح قوله  ¼ : فلمّا نهضتُ بالأمر نكثت طائفة ، ومرقت اُخري ، وفسق آخرون ـ : فأمّا الطائفة الناكثة فهم أصحاب الجمل ، وأمّا الطائفة الفاسقة فأصحاب صفّين ، وسمّاهم رسول الله  ½ القاسطين ، وأمّا الطائفة المارقة فأصحاب النهروان .

وأشرنا نحن بقولنا : "سمّاهم رسول الله  ½ القاسطين" إلي قوله  ¼ : "ستقاتل بعدى الناكثين والقاسطين والمارقين" ، وهذا الخبر من دلائل نبوّته  ½ ; لأنّه إخبار صريح بالغيب ، لا يحتمل التمويه والتدليس كما تحتمله الأخبار المجملة ، وصدّق قوله  ¼ : "و المارقين" قوله أوّلاً فى الخوارج : "يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة" . وصدّق قوله  ¼ : "الناكثين" كونهم نكثوا البيعة بادئ بدء ، وقد كان  ¼ يتلو وقت مبايعتهم له : ³ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ  ²  (٢) . وأمّا أصحاب صفّين فإنّهم عند أصحابنا مخلّدون فى النار ; لفسقهم ، فصحّ فيهم قوله تعالي : ³ وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا  ²  (٣) (٤) .


(١) الأمالى للصدوق : ٦٤١ / ٨٦٧ عن ابن عبّاس ، بحار الأنوار : ٣٨ / ١٠٧ / ٣٥ .
(٢) الفتح : ١٠ .
(٣) الجنّ : ١٥ .
(٤) شرح نهج البلاغة : ١ / ٢٠٠ .

 ٢٢ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الثانى : إخبار النبىّ بالفتن بعده

 ٢٣ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الثالث : أمر النبىّ بقتال المفتونين

١٩٩٨ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ يوم النهروان ـ : أمرنى رسول الله  ½ بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين(١) .

١٩٩٩ ـ عنه  ¼ : عهد إلىّ النبىّ  ½ أن اُقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين(٢) .

٢٠٠٠ ـ عنه  ¼ : اُمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين(٣) .


(١) تاريخ بغداد : ٨ / ٣٤٠ / ٤٤٤٧ عن خليد العصرى ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٦٨ عن زيد بن علىّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه عنه (ع) وص ٤٧٠ عن خليد القصرى ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٠٦ عن خليد المصرى ; شرح الأخبار : ١ / ٣٣٨ / ٣٠٦ عن خالد بن الأعصرى وج ٢ / ٣٨ / ٤٠٨ .
(٢) مسند أبى يعلي : ١ / ٢٦٩ / ٥١٥ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٦٨ ، اُسد الغابة : ٤ / ١٠٨ / ٣٧٨٩ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٠٥ كلّها عن علىّ بن ربيعة .
(٣) الخصال : ١٤٥ / ١٧١ عن علقمة ، علل الشرائع : ٢٢٢ ، عيون أخبار الرضا : ٢ / ٦١ / ٢٤١ عن الحسن بن عبد الله الرازى عن الإمام الرضا عن آبائه عنه (ع) ، الخرائج والجرائح : ١ / ١٩٩ / ٣٩ ; تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٦٩ عن عمرو وأبى سعيد التيمى وإبراهيم بن علقمة ، المعجم الأوسط : ٨ / ٢١٣ / ٨٤٣٣ عن ربيعة بن ناجد ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٠٥ عن علقمة .

 ٢٤ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الثالث : أمر النبىّ بقتال المفتونين

٢٠٠١ ـ عنه  ¼ : اُمرت أن اُقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، ففعلت ما اُمرت به ; فأمّا الناكثون : فهم أهل البصرة وغيرهم من أصحاب الجمل ، وأمّا المارقون : فهم الخوارج ، وأمّا القاسطون : فهم أهل الشام وغيرهم من أحزاب معاوية(١) .

٢٠٠٢ ـ عنه  ¼ ـ فى لوم العصاة ـ : ألا وقد قطعتم قيد الإسلام ، وعطّلتم حدوده ، وأمتّم أحكامه . ألا وقد أمرنى الله بقتال أهل البغى والنكث والفساد فى الأرض ، فأمّا الناكثون فقد قاتلتُ ، وأمّا القاسطون فقد جاهدتُ ، وأمّا المارقة فقد دوّخت ، وأمّا شيطان الردهة فقد كفيته بصعقة سمعت لها وَجْبَة(٢) قلبه ، ورجّة(٣) صدره(٤) .

٢٠٠٣ ـ عنه  ¼ : أمرنى رسول الله  ½ بقتال الناكِثَين ; طلحة والزبير ، والقاسطين ; معاوية وأهل الشام ، والمارقين ; وهم أهل النهروان ، ولو أمرنى بقتال الرابعة لقاتلتهم !(٥)


(١) دعائم الإسلام : ١ / ٣٨٨ ، شرح الأخبار : ١ / ٣٣٩ / ٣٠٨ ; تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٦٩ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٠٦ كلاهما عن سعد بن جنادة ، المناقب للخوارزمى : ١٧٦ / ٢١٢ عن أبى سعيد التميمى وكلّها نحوه .
(٢) وَجْبَة قلبه : أى خَفَقانه (النهاية : ٥ / ١٥٤) .
(٣) رَجّة صدره : اضطرابه (انظر النهاية : ٢ / ١٩٨) .
(٤) نهج البلاغة : الخطبة ١٩٢ ، غرر الحكم : ٢٧٩٠ ، عيون الحكم والمواعظ : ١٠٩ / ٢٣٩٧ ، بحار الأنوار : ١٤ / ٤٥٧ / ٣٧ .
(٥) الأمالى للطوسى : ٧٢٦ / ١٥٢٦ عن عبد الله بن شريك عن أبيه ، الملاحم والفتن : ٢٢٢ / ٣٢٠ عن عبد الله بن شريك نحوه .

 ٢٥ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الثالث : أمر النبىّ بقتال المفتونين

٢٠٠٤ ـ عنه  ¼ : أما والله لقد عهد إلىّ رسول الله  ½ ، وقال لى : يا علىّ ، لتقاتلنّ الفئة الباغية ، والفئة الناكثة ، والفئة المارقة !(١)

٢٠٠٥ ـ عنه  ¼ ـ فى خطبته الزهراء ـ : والله ، لقد عهد إلىّ رسول الله  ½ ـ غير مرّة ولا اثنتين ولا ثلاث ولا أربع ـ فقال : "يا علىّ ، إنّك ستقاتل بعدى الناكثين والمارقين والقاسطين" ، أ فاُضيع ما أمرنى به رسول الله  ½ ، أو أكفر بعد إسلامى ؟ ! (٢)

٢٠٠٦ ـ شرح نهج البلاغة ـ فى شرح قوله  ¼ : ألا وقد أمرنى الله بقتال أهل البغى والنكث والفساد فى الأرض ، فأمّا الناكثون فقد قاتلت ، وأمّا القاسطون فقد جاهدت ، وأمّا المارقة فقد دوّخت ـ : قد ثبت عن النبىّ  ½ أنّه قال له  ¼ : "ستقاتل بعدى الناكثين والقاسطين والمارقين" ، فكان الناكثون أصحاب الجمل ; لأنّهم نكثوا بيعته  ¼ ، وكان القاسطون أهل الشام بصفّين ، وكان المارقون الخوارج فى النهروان . وفى الفِرق الثلاث قال الله تعالي : ³ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ  ²  (٣) ، وقال : ³ وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا  ²  (٤) ، وقال النبىّ  ½ : "يخرج من ضئضئ هذا قوم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة ، ينظر أحدكم فى النصل فلا يجد شيئاً ، فينظر فى الفوق فلا يجد شيئاً ، سبق الفرث والدم" . وهذا الخبر من أعلام نبوّته  ½ ، ومن أخباره المفصّلة بالغيوب(٥) .


(١) تفسير العيّاشى : ٢ / ٧٨ / ٢٥ عن الحسن البصرى ، مجمع البيان : ٥ / ١٨ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ١٤٧ وزاد فى آخره "إنّهم لا أيمان لهم لعلّهم ينتهون" .
(٢) تفسير القمّى : ١ / ٢٨٣ .
(٣) الفتح : ١٠ .
(٤) الجنّ : ١٥ .
(٥) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ١٨٢ .

 ٢٦ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الثالث : أمر النبىّ بقتال المفتونين

 ٢٧ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الرابع : دعاء النبىّ علي المفتونين

٢٠٠٧ ـ الإمام علىّ  ¼ : والذى خلقنى ولم أكُ شيئاً ! لقد علم المستحفظون من أصحاب محمّد  ½ أنّ الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونون علي لسان النبىّ الاُمّى ، ³ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ  ²  (١) (٢) .

٢٠٠٨ ـ عنه  ¼ : لقد علم المستحفظون من أصحاب محمّد أنّ أهل صفّين قد لعنهم الله علي لسان نبيّه ، ³ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ  ²  (٣) .

٢٠٠٩ ـ الاحتجاج : جاء رجل من أهل البصرة إلي علىّ بن الحسين    ¤ ، فقال : يا علىّ بن الحسين ، إنّ جدّك علىّ بن أبى طالب قتل المؤمنين ! فهَمَلت عينا علىّ


(١) طه : ٦١ .
(٢) من لا يحضره الفقيه : ٤ / ٤٢٠ / ٥٩١٨ ، الأمالى للصدوق : ٧٠٣ / ٩٦١ ، بشارة المصطفي : ١٩١ كلّها عن الأصبغ بن نباتة ، بحار الأنوار : ٣٩ / ٣٣٦ / ٤ .
(٣) عيون أخبار الرضا : ٢ / ٦٤ / ٢٧٥ عن أبى محمّد الحسن بن عبد الله الرازى عن الإمام الرضا عن آبائه (ع) ، بحار الأنوار : ٣٣ / ١٦٢ / ٤٢٧ .

 ٢٨ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الرابع : دعاء النبىّ علي المفتونين

ابن الحسين    ¤ دموعاً حتي امتلأت كفّه منها ، ثمّ ضرب بها علي الحصي ، ثمّ قال : يا أخا أهل البصرة ، لا والله ما قتل علىّ مؤمناً ، ولا قتل مسلماً ، وما أسلم القوم ، ولكن استسلموا وكتموا الكفر وأظهروا الإسلام ، فلمّا وجدوا علي الكفر أعواناً أظهروه . وقد علمَت صاحبة الخِدَبّ(١) والمستحفظون من آل محمّد  ½ أنّ أصحاب الجمل وأصحاب صفّين وأصحاب النهروان لُعنوا علي لسان النبىّ الاُمّى ، ³ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ  ²  .

فقال شيخ من أهل الكوفة : يا علىّ بن الحسين ، إنّ جدّك كان يقول : إخواننا بغوا علينا !

فقال علىّ بن الحسين    ¤ : أ ما تقرأ كتاب الله : ³ وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا  ²  (٢) ، فهم مثلهم ، أنجي الله عزّ وجلّ هوداً والذين معه ، وأهلك عاداً بالريح العقيم(٣) .

٢٠١٠ ـ الإمام علىّ  ¼ : علم المستحفظون من أصحاب محمّد  ½ وعائشة بنت أبى بكر أنّ أصحاب الجمل وأصحاب النهروان ملعونون علي لسان النبىّ  ½ ، ولا يدخلون الجنّة حتي يَلِج الجمل فى سمّ الخياط(٤) .


(١) الخِدَبُّ : الجَمَل الشديدُ الصُّلب الضخم القوىّ (تاج العروس : ١ / ٤٥٢) .
(٢) الأعراف : ٦٥ .
(٣) الاحتجاج : ٢ / ١٣٥ / ١٧٦ ، بحار الأنوار : ٣٢ / ٣٤٣ / ٣٢٧ .
(٤) تفسير فرات : ١٤١ / ١٧٠ عن أبى الطفيل ، بحار الأنوار : ٣٢ / ١٢٧ / ١٠٤ .