٥ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام
علىّ فى أيّام الإمارة
نظرة عامّة فى حروب الإمام الحرب الاُولي : وقعة الجمل الحرب الثانية : وقعة صفّين الحرب الثالثة : وقعة النهروان
٦ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام
علىّ فى أيّام الإمارة
٧ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام
علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام
وفيه فصول : الفصل الأوّل : تحذير النبىّ من محاربة الإمام الفصل الثانى : إخبار النبىّ بالفتن بعده الفصل الثالث : أمر النبىّ بقتال المفتونين الفصل الرابع : دعاء النبىّ علي المفتونين الفصل الخامس : دوافع البُغاة فى قتال الإمام الفصل السادس : أهداف الإمام فى قتال البُغاة الفصل السابع :نبذة من الآراء فى قتال البُغاة ٨ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام
علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام
٩ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام
علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / المدخل
تسلّم الإمام أمير المؤمنين ¼ مقاليد الخلافة بعد انثيال الناس عليه ، وإقبالهم المنقطع النظير ، وإصرارهم المتواصل . وبيّن سياسته فى الحكم بصراحة فى أوّل خطبة حماسيّة جليلة له ، وذكر فيها أنّه لن يطيق الامتيازات التى لا أساس لها فى الإسلام ، وأنّه سوف يُحدث تغييراً جذريّاً فى المجتمع ، ويقضى علي التفاضل والتمايز الموهوم فى كافّة زوايا المجتمع ; لأنّ ذلك كلّه من سِمات الجاهليّة التى عادت إلي الناس كهيئتها قبل البعثة النبويّة الشريفة(١) . ومن الواضح أنّ الكثيرين لم يتحمّلوا تلك المساواة ، وامتعضوا من فقدانهم منزلتهم وامتيازاتهم ، ولم يهدأ اُولئك الذين عكّروا الماء عند هجومهم علي عثمان ليصطادوا لهم منصباً . ولم يُطِق هذه السياسة الثوريّة العاصفة الوصوليّون النفعيّون الذين تسلّطوا علي الاُمّة بلا سابقة ولا شرف باذخ ، وفعلوا ما شاؤوا ، غير مبالين بالحكومة المركزيّة .
(١) راجع : القسم الخامس / الإصلاحات العلويّة . إرجاعات
١٠٥ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام علي / الفصل الثاني :
الإصلاحات العلويّة
١٠ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام
علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / المدخل
ولهذا لم تكَد تمضى أيّام قلائل علي حكومة الإمام صلوات الله عليه حتي بدأت المواجهات ، وتكشّفت الذرائع والحجج الواهية التى اتّصلت فصبغت السنوات الخمس ـ التى هى مدّة حكم الإمام ¼ ـ بصِبغة الحروب والدماء . وكانت تلك المواجهات عسيرة ثقيلة إذا ما نظرنا إلي جذورها ، وكيفيّة تبلور الكيان الذى كان عليه مُوقدوها ، لا سيما أصحاب الجمل والنهروان ، وأصحر الإمام ¼ بذلك مراراً ، فقال : "لو لم أكُ فيكم ما قُوتل أصحاب الجمل وأهل النهروان !"(١) . وقال : "إنّى فقأت عين الفتنة ، ولم يكن ليجترئ عليها أحد غيرى ، بعد أن ماج غَيهَبها(٢) ، واشتدّ كَلَبُها(٣)"(٤) . تُري ! من كان قادراً علي إبصار ذلك السحاب المركوم من الأفكار الفاسدة ، والجهل المطبق ، والشرك المعقّد ، فى ظلّ العناوين البرّاقة الخادعة ; كعنوان : الصحابة ، وعنوان السابقين ، ووجوه المتنسّكين الجهلة المتحجّرين أصحاب الجباه التى أثفنها السجود ؟ ! ومن كان متمكّناً من الأمر بقمع هؤلاء وإبادتهم ؟ ! أجل ، كان عمل علىّ ¼ عملاً عسيراً ، وكان رسول الله ½ يري ذلك كلّه فى
(١) الغارات : ١ / ٧ وص ١٦ ، تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٩٣ ،
كتاب سليم بن قيس : ٢ / ٨٧٠ / ٤٨ نحوه ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٣٦٦ / ٥٥٩ ; خصائص
أمير المؤمنين للنسائى : ٣٢٤ / ١٨٨ ، كنز العمّال : ١١ / ٢٩٨ / ٣١٥٦٥ . ١١ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام
علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / المدخل
مرآة الزمن ، فأشار إليه مراراً ، وقال مخاطباً الإمام : "تقاتل علي التأويل كما قاتلتُ علي التنزيل" ، وقال : "إنّ علىّ بن أبى طالب أخى ووصيّى ، يقاتل بعدى علي تأويل القرآن كما قاتلتُ علي تنزيله" . وأكثر من ذلك أنّه ½ كشف هويّة مُسعّرى الحروب ضدّ الإمام ، فقال : "هذا والله قاتل القاسطين والناكثين والمارقين بعدى" . من هنا كان بعض الصحابة يتحدّثون عن هذه الحقيقة قبل أن تُقبل الخلافة علي الإمام ¼ (١) . وكان رسول الله ½ مكلّفاً برسالة إبلاغ الدين ، كما كان علي عاتقه مهمّة الكشف عمّا سيحدث لهذه الاُمّة فى المستقبل ; لأنّ دينه يتّصف بالخلود ، وهو لكلّ زمان ومكان . فكان يخبر بتلك المواجهات ، ويعرّف الناس بمُوقدى نار الفتنة ـ كما مرّ ـ فذكرهم فى عِداد أهل الباطل ، وعرّفهم ، علي أنّهم شرذمة فتنة ، وفئة باغية ، وقال ½ : "يا علىّ ستُقاتلك الفئة الباغية ، وأنت علي الحقّ ، فمن لم ينصرك يومئذ فليس منّى"(٢) . ومن جانب آخر ، فقد صرّح ½ للجميع بأحقّية الإمام ¼ فى حروبه ، واستقامته فيها ، بعد أن كان يُطرى علي شخصيّة الإمام ، ويؤكّد أنّه مع الحقّ والحقّ معه دائماً(٣) ، فقال ½ : "أنت . . . تقاتل عن سنّتى"(٤) ، وقال : "حرب علىّ
(١) راجع : إخبار النبىّ بالفتن بعده وأمر النبىّ بقتال
المفتونين . ١٢ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام
علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / المدخل
حرب الله"(١) ، وقال : "حربك حربى"(٢) ، أو : "حربك حربى ، وسلمك سلمى"(٣) ، إلي غيرها من الأحاديث . وبهذا كلّه أفصح رسول الله ½ عن مقام الإمام الإلهىّ ; لتستبين فى المستقبل حقائق الأشخاص والأعمال ، وتتجلّي صفة الحقّ والباطل . وبعد هذه النظرة المقتضبة سنكون مع إضمامة من الأخبار والأسانيد التى تتكفّل بإضاءة ما أوردناه .
(١) الخصال : ٤٩٦ / ٥ ، الأمالى للصدوق : ١٤٩ / ١٤٦ وص ٨٥
/ ٥٢ ، بشارة المصطفي : ٢٠ . ١٣ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام
علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الأوّل : تحذير
النبىّ من محاربة الإمام
١٩٧٨ ـ رسول الله ½ : حرب علىّ حرب الله ، وسِلم علىّ سِلم الله(١) . ١٩٧٩ ـ عنه ½ : ولاية علىّ بن أبى طالب ولاية الله ، وحبّه عبادة الله ، واتّباعه فريضة الله ، وأولياؤه أولياء الله ، وأعداؤه أعداء الله ، وحربه حرب الله ، وسِلمه سِلم الله عزّ وجلّ(٢) . ١٩٨٠ ـ عنه ½ ـ لعلىّ ¼ ـ : قاتَل الله من قاتلك ، وعادَي من عاداك(٣) .
(١) الخصال : ٤٩٦ / ٥ ، الأمالى للصدوق : ١٤٩ / ١٤٦ ،
بشارة المصطفي : ٢٠ ، جامع الأخبار : ٥١ / ٥٦ كلّها عن جابر بن عبد الله الأنصارى . ١٤ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام
علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الأوّل : تحذير
النبىّ من محاربة الإمام
١٩٨١ ـ عنه ½ : يا علىّ ، حربك حربى ، وحربى حرب الله(١) . ١٩٨٢ ـ عنه ½ : حربك ـ يا علىّ ـ حربى ، وسِلمك سِلمى(٢) . ١٩٨٣ ـ الإمام علىّ ¼ عن رسول الله ½ : أنّه تلا هذه الآية : ³ فَأُولَـٰئـِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ² (٣) ، قيل : يا رسول الله من أصحاب النار ؟ قال : من قاتل عليّاً بعدى ، اُولئك هم أصحاب النار مع الكفّار ; فقد كفروا بالحقّ لمّا جاءهم . ألا وإنّ عليّاً منّى ، فمن حاربه فقد حاربنى وأسخط ربّى . ثمّ دعا عليّاً ¼ فقال : يا علىّ ، حربك حربى ، وسِلمك سِلمى ، وأنت العَلَم فيما بينى وبين اُمّتى بعدى(٤) . ١٩٨٤ ـ رسول الله ½ : يا علىّ حربك حربى ، وسِلمك سِلمى ، وحربى حرب الله ، ومن سالمك فقد سالمنى ، ومن سالمنى فقد سالم الله عزّ وجلّ(٥) .
(١) كفاية الأثر : ١٨٤ عن اُمّ سلمة ، بحار الأنوار : ٣٦
/ ٣٤٨ / ٢١٦ . ١٥ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام
علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الأوّل : تحذير
النبىّ من محاربة الإمام
١٩٨٥ ـ الأمالى للطوسى عن عطيّة بن سعد العوفى عن محدوج بن زيد الذهلى ـ وكان فى وفد قومه إلي النبىّ ½ فتلا هذه الآية : ³ لاَ يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائـِزُونَ ² (١) ـ : قلت : يا رسول الله من أصحاب الجنّة ؟ قال : من أطاعنى وسلّم لهذا من بعدى . قال : وأخذ رسول الله ½ بكفّ علىّ ¼ ـ وهو يومئذ إلي جنبه ـ فرفعها ، وقال : ألا إنّ عليّاً منّى ، وأنا منه ، فمن حادّه فقد حادّنى ، ومن حادّنى فقد أسخط الله عزّ وجلّ . ثمّ قال : يا علىّ ، حربك حربى ، وسِلمك سِلمى ، وأنت العَلَم بينى وبين اُمّتى . قال عطيّة : فدخلت علي زيد بن أرقم فى منزله فذكرت له حديث محدوج بن زيد ، فقال : ما ظننت أنّه بقى ممّن سمع رسول الله ½ يقول هذا غيرى ! أشهد لقد حدّثنا به رسول الله ½ . ثمّ قال : لقد حادّه رجال سمعوا رسول الله ½ قوله هذا ، وقد ردّوا(٢) . ١٩٨٦ ـ رسول الله ½ ـ لعلىّ وفاطمة والحسن والحسين (ع) ـ : أنا حرب لمن حاربتم ، وسِلم لمن سالمتم(٣) . ١٩٨٧ ـ مسند ابن حنبل عن أبى هريرة : نظر النبىّ ½ إلي علىّ والحسن والحسين
(١) الحشر : ٢٠ . ١٦ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام
علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الأوّل : تحذير
النبىّ من محاربة الإمام
وفاطمة فقال : أنا حرب لمن حاربكم ، وسِلم لمن سالمكم (١) . ١٩٨٨ ـ رسول الله ½ : يا علىّ ، ستقاتلك الفئة الباغية وأنت علي الحقّ ، فمن لم ينصرك يومئذ فليس منّى !(٢)
(١) مسند ابن حنبل : ٣ / ٤٤٦ / ٩٧٠٤ ، المستدرك علي
الصحيحين : ٣ / ١٦١ / ٤٧١٣ ، تاريخ بغداد : ٧ / ١٣٧ / ٣٥٨٢ ، المعجم الكبير : ٣ /
٤٠ / ٢٦٢١ ، اُسد الغابة : ٣ / ٧ / ٢٤٨١ عن صبيح ، المناقب لابن المغازلى : ٦٤ / ٩٠
; الأمالى للطوسى : ٣٣٦ / ٦٨٠ عن زيد بن أرقم ، الاعتقادات : ١٠٥ . ١٧ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام
علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الثانى : إخبار
النبىّ بالفتن بعده
١٩٨٩ ـ الإمام علىّ ¼ : لمّا أنزل الله سبحانه قوله : ³ الم ± أَ حَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ ² (١) علمتُ أنّ الفتنة لا تنزل بنا ورسول الله ½ بين أظهُرنا ، فقلت : يا رسول الله ، ما هذه الفتنة التى أخبرك الله تعالي بها ؟ فقال : يا علىّ ، إنّ اُمّتى سيُفتنون من بعدى . فقلت : يا رسول الله ، أ وَليس قد قلتَ لى يوم اُحد حيث استُشهد من استُشهد من المسلمين وحِيزَتْ(٢) عنّى الشهادة فشقّ ذلك علىَّ ، فقلتَ لى : أبشِر ; فإنّ الشهادة من ورائك ؟ ! فقال لى : إنّ ذلك لكذلك ، فكيف صبرك إذن ؟ فقلتُ : يا رسول الله ، ليس هذا من مواطن الصبر ، ولكن من مواطن البُشري والشكر . وقال : يا علىّ ، إنّ القوم سيُفتنون بأموالهم ، ويَمُنّون بدِينهم علي ربّهم ،
(١) العنكبوت : ١ و٢ . ١٨ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام
علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الثانى : إخبار
النبىّ بالفتن بعده
ويتمنّون رحمته ، ويأمنون سَطوَته . ويستحلّون حرامه بالشبهات الكاذبة والأهواء الساهية ; فيستحلّون الخمر بالنبيذ ، والسُّحت بالهديّة ، والربا بالبيع . قلت يا رسول الله : فبأىّ المنازل اُنزلهم عند ذلك ; أ بمنزلة رِدّة ، أم بمنزلة فتنة ؟ فقال : بمنزلة فتنة(١) . ١٩٩٠ ـ رسول الله ½ ـ فى قوله تعالي ـ ³ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ ² (٢) ـ : نزلت فى علىّ بن أبى طالب ; أنّه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدى(٣) . ١٩٩١ ـ تاريخ دمشق عن عبد الله : خرج رسول الله ½ فأتي منزل اُمّ سلمة ، فجاء علىّ ، فقال رسول الله ½ : يا اُمّ سلمة ، هذا ـ والله ـ قاتلُ القاسطين والناكثين والمارقين بعدى(٤) . ١٩٩٢ ـ رسول الله ½ ـ لعلىّ ¼ ـ : تقاتل بعدى الناكثين والقاسطين والمارقين(٥) .
(١) نهج البلاغة : الخطبة ١٥٦ ، بحار الأنوار : ٣٢ / ٢٤١
/ ١٩١ ; كنز العمّال : ١٦ / ١٩٤ / ٤٤٢١٦ نقلا عن وكيع وراجع اُسد الغابة : ٤ / ١١٠
/ ٣٧٨٩ . ١٩ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام
علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الثانى : إخبار
النبىّ بالفتن بعده
١٩٩٣ ـ المستدرك علي الصحيحين عن أبى أيّوب الأنصارى : سمعت النبىّ ½ يقول لعلىّ بن أبى طالب : تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بالطرقات والنهروانات وبالشعفات(١) . قال أبو أيّوب : قلت : يا رسول الله ، مع من تقاتل هؤلاء الأقوام ؟ ! قال : مع علىّ بن أبى طالب(٢) . ١٩٩٤ ـ الإمام الصادق ¼ ـ فى حديث طويل ـ : قال رسول الله ½ لاُمّ سلمة : يا اُمّ سلمة اسمعى واشهدى ! هذا علىّ بن أبى طالب سيّد المسلمين ، وإمام المتّقين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين . قلت : يا رسول الله ، من الناكثون ؟ قال : الذين يبايعونه بالمدينة وينكثونه بالبصرة . قلت : من القاسطون ؟ قال : معاوية وأصحابه من أهل الشام . ثمّ قلت : من المارقون ؟ قال : أصحاب النهروان(٣) . ١٩٩٥ ـ المناقب للخوارزمى عن عبد الله [ بن العبّاس ] : خرج النبىّ ½ من عند زينب بنت جحش ، فأتي بيت اُمّ سلمة ـ وكان يومها من رسول الله ½ ـ ، فلم
(١) الشَعَفَات : جمع شعفة ; وهى رؤوس الجبال (تاج العروس
: ١٢/٣٠٥) . ٢٠ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام
علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الثانى : إخبار
النبىّ بالفتن بعده
يلبث أن جاء علىٌّ ، فدقّ الباب دقّاً خفيّاً ، فاستثبت رسول الله ½ الدقّ وأنكرته اُمّ سلمة ، فقال لها رسول الله ½ : قومى فافتحى له الباب ! فقالت : يا رسول الله ، من هذا الذى بلغ من خطره ما أفتح له الباب ، فاتلقّاه بمعاصمى ، وقد نزلت فىّ آية من كتاب الله بالأمس ؟ ! فقال لها ـ كالمغضب ـ : إنّ طاعة الرسول طاعة الله ، ومن عصي الرسول فقد عصي الله ، إنّ بالباب رجلاً ليس بالنَّزِق(١) ولا بالخَرِق ، يحبّ الله ورسوله ، ويحبُّه الله ورسوله . ففتحتُ له الباب ، فأخذ بعُضادتَى الباب ، حتي إذا لم يسمع حسّاً ولا حركة وصِرتُ إلي خدرى استأذن ، فدخل . فقال رسول الله ½ : أ تعرفينه ؟ قلت : نعم ، هذا علىّ بن أبى طالب . قال : صدقتِ ، سِحنَتُه(٢) من سِحنَتى ، ولحمه من لحمى ، ودمه من دمى ، وهو عَيبة(٣) علمى . اسمعى واشهدى ! هو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدى . اسمعى واشهدى ! هو والله محيى سنّتى . اسمعى واشهدى ! لو أنّ عبداً عَبدَ الله ألف عام من بعد ألف عام بين الركن والمقام ثمّ لقى الله مبغضاً لعلىّ لاَكبّه الله يوم القيامة علي مِنخَريه فى النار(٤) . ١٩٩٦ ـ رسول الله ½ : إنّ الله تبارك وتعالي أوحي إلىّ أنّه جاعل لى من اُمّتى أخاً
(١) النَّزَق : خِفّة فى كلّ أمر وعجلة فى جهل وحُمق ;
نَزِق ينزَق فهو نَزِق (لسان العرب : ١٠ / ٣٥٢) . ٢١ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام
علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الثانى : إخبار
النبىّ بالفتن بعده
ووارثاً وخليفة ووصيّاً . فقلت : يا ربّ ، من هو ؟ فأوحي إلىّ عزّ وجلّ : يا محمّد ، إنّه إمام اُمّتك ، وحجّتى عليها بعدك . فقلت : يا ربّ من هو ؟ فأوحي إلىّ عزّ وجلّ : يا محمّد ذاك مَن اُحبّه ويحبّنى ، ذاك المجاهد فى سبيلى ، والمقاتل لناكِثى عهدى والقاسطين فى حكمى والمارقين من دينى ، ذاك وليّى حقّاً ، زوج ابنتك ، وأبو ولدك ; علىّ بن أبى طالب(١) . ١٩٩٧ ـ شرح نهج البلاغة ـ فى شرح قوله ¼ : فلمّا نهضتُ بالأمر نكثت طائفة ، ومرقت اُخري ، وفسق آخرون ـ : فأمّا الطائفة الناكثة فهم أصحاب الجمل ، وأمّا الطائفة الفاسقة فأصحاب صفّين ، وسمّاهم رسول الله ½ القاسطين ، وأمّا الطائفة المارقة فأصحاب النهروان . وأشرنا نحن بقولنا : "سمّاهم رسول الله ½ القاسطين" إلي قوله ¼ : "ستقاتل بعدى الناكثين والقاسطين والمارقين" ، وهذا الخبر من دلائل نبوّته ½ ; لأنّه إخبار صريح بالغيب ، لا يحتمل التمويه والتدليس كما تحتمله الأخبار المجملة ، وصدّق قوله ¼ : "و المارقين" قوله أوّلاً فى الخوارج : "يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة" . وصدّق قوله ¼ : "الناكثين" كونهم نكثوا البيعة بادئ بدء ، وقد كان ¼ يتلو وقت مبايعتهم له : ³ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ² (٢) . وأمّا أصحاب صفّين فإنّهم عند أصحابنا مخلّدون فى النار ; لفسقهم ، فصحّ فيهم قوله تعالي : ³ وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا ² (٣) (٤) .
(١) الأمالى للصدوق : ٦٤١ / ٨٦٧ عن ابن عبّاس ، بحار
الأنوار : ٣٨ / ١٠٧ / ٣٥ . ٢٢ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام
علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الثانى : إخبار
النبىّ بالفتن بعده
٢٣ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام
علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الثالث : أمر
النبىّ بقتال المفتونين
١٩٩٨ ـ الإمام علىّ ¼ ـ يوم النهروان ـ : أمرنى رسول الله ½ بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين(١) . ١٩٩٩ ـ عنه ¼ : عهد إلىّ النبىّ ½ أن اُقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين(٢) . ٢٠٠٠ ـ عنه ¼ : اُمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين(٣) .
(١) تاريخ بغداد : ٨ / ٣٤٠ / ٤٤٤٧ عن خليد العصرى ، تاريخ
دمشق : ٤٢ / ٤٦٨ عن زيد بن علىّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه عنه
(ع) وص ٤٧٠ عن خليد القصرى ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٠٦ عن خليد المصرى ;
شرح الأخبار : ١ / ٣٣٨ / ٣٠٦ عن خالد بن الأعصرى وج ٢ / ٣٨ / ٤٠٨ . ٢٤ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام
علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الثالث : أمر
النبىّ بقتال المفتونين
٢٠٠١ ـ عنه ¼ : اُمرت أن اُقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، ففعلت ما اُمرت به ; فأمّا الناكثون : فهم أهل البصرة وغيرهم من أصحاب الجمل ، وأمّا المارقون : فهم الخوارج ، وأمّا القاسطون : فهم أهل الشام وغيرهم من أحزاب معاوية(١) . ٢٠٠٢ ـ عنه ¼ ـ فى لوم العصاة ـ : ألا وقد قطعتم قيد الإسلام ، وعطّلتم حدوده ، وأمتّم أحكامه . ألا وقد أمرنى الله بقتال أهل البغى والنكث والفساد فى الأرض ، فأمّا الناكثون فقد قاتلتُ ، وأمّا القاسطون فقد جاهدتُ ، وأمّا المارقة فقد دوّخت ، وأمّا شيطان الردهة فقد كفيته بصعقة سمعت لها وَجْبَة(٢) قلبه ، ورجّة(٣) صدره(٤) . ٢٠٠٣ ـ عنه ¼ : أمرنى رسول الله ½ بقتال الناكِثَين ; طلحة والزبير ، والقاسطين ; معاوية وأهل الشام ، والمارقين ; وهم أهل النهروان ، ولو أمرنى بقتال الرابعة لقاتلتهم !(٥)
(١) دعائم الإسلام : ١ / ٣٨٨ ، شرح الأخبار : ١ / ٣٣٩ /
٣٠٨ ; تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٦٩ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٠٦ كلاهما عن سعد بن جنادة
، المناقب للخوارزمى : ١٧٦ / ٢١٢ عن أبى سعيد التميمى وكلّها نحوه . ٢٥ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام
علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الثالث : أمر
النبىّ بقتال المفتونين
٢٠٠٤ ـ عنه ¼ : أما والله لقد عهد إلىّ رسول الله ½ ، وقال لى : يا علىّ ، لتقاتلنّ الفئة الباغية ، والفئة الناكثة ، والفئة المارقة !(١) ٢٠٠٥ ـ عنه ¼ ـ فى خطبته الزهراء ـ : والله ، لقد عهد إلىّ رسول الله ½ ـ غير مرّة ولا اثنتين ولا ثلاث ولا أربع ـ فقال : "يا علىّ ، إنّك ستقاتل بعدى الناكثين والمارقين والقاسطين" ، أ فاُضيع ما أمرنى به رسول الله ½ ، أو أكفر بعد إسلامى ؟ ! (٢) ٢٠٠٦ ـ شرح نهج البلاغة ـ فى شرح قوله ¼ : ألا وقد أمرنى الله بقتال أهل البغى والنكث والفساد فى الأرض ، فأمّا الناكثون فقد قاتلت ، وأمّا القاسطون فقد جاهدت ، وأمّا المارقة فقد دوّخت ـ : قد ثبت عن النبىّ ½ أنّه قال له ¼ : "ستقاتل بعدى الناكثين والقاسطين والمارقين" ، فكان الناكثون أصحاب الجمل ; لأنّهم نكثوا بيعته ¼ ، وكان القاسطون أهل الشام بصفّين ، وكان المارقون الخوارج فى النهروان . وفى الفِرق الثلاث قال الله تعالي : ³ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ² (٣) ، وقال : ³ وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا ² (٤) ، وقال النبىّ ½ : "يخرج من ضئضئ هذا قوم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة ، ينظر أحدكم فى النصل فلا يجد شيئاً ، فينظر فى الفوق فلا يجد شيئاً ، سبق الفرث والدم" . وهذا الخبر من أعلام نبوّته ½ ، ومن أخباره المفصّلة بالغيوب(٥) .
(١) تفسير العيّاشى : ٢ / ٧٨ / ٢٥ عن الحسن البصرى ، مجمع
البيان : ٥ / ١٨ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ١٤٧ وزاد فى آخره "إنّهم لا أيمان
لهم لعلّهم ينتهون" . ٢٦ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام
علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الثالث : أمر
النبىّ بقتال المفتونين
٢٧ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام
علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الرابع : دعاء
النبىّ علي المفتونين
٢٠٠٧ ـ الإمام علىّ ¼ : والذى خلقنى ولم أكُ شيئاً ! لقد علم المستحفظون من أصحاب محمّد ½ أنّ الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونون علي لسان النبىّ الاُمّى ، ³ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ ² (١) (٢) . ٢٠٠٨ ـ عنه ¼ : لقد علم المستحفظون من أصحاب محمّد أنّ أهل صفّين قد لعنهم الله علي لسان نبيّه ، ³ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ ² (٣) . ٢٠٠٩ ـ الاحتجاج : جاء رجل من أهل البصرة إلي علىّ بن الحسين ¤ ، فقال : يا علىّ بن الحسين ، إنّ جدّك علىّ بن أبى طالب قتل المؤمنين ! فهَمَلت عينا علىّ
(١) طه : ٦١ . ٢٨ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام
علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الرابع : دعاء
النبىّ علي المفتونين
ابن الحسين ¤ دموعاً حتي امتلأت كفّه منها ، ثمّ ضرب بها علي الحصي ، ثمّ قال : يا أخا أهل البصرة ، لا والله ما قتل علىّ مؤمناً ، ولا قتل مسلماً ، وما أسلم القوم ، ولكن استسلموا وكتموا الكفر وأظهروا الإسلام ، فلمّا وجدوا علي الكفر أعواناً أظهروه . وقد علمَت صاحبة الخِدَبّ(١) والمستحفظون من آل محمّد ½ أنّ أصحاب الجمل وأصحاب صفّين وأصحاب النهروان لُعنوا علي لسان النبىّ الاُمّى ، ³ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ ² . فقال شيخ من أهل الكوفة : يا علىّ بن الحسين ، إنّ جدّك كان يقول : إخواننا بغوا علينا ! فقال علىّ بن الحسين ¤ : أ ما تقرأ كتاب الله : ³ وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ² (٢) ، فهم مثلهم ، أنجي الله عزّ وجلّ هوداً والذين معه ، وأهلك عاداً بالريح العقيم(٣) . ٢٠١٠ ـ الإمام علىّ ¼ : علم المستحفظون من أصحاب محمّد ½ وعائشة بنت أبى بكر أنّ أصحاب الجمل وأصحاب النهروان ملعونون علي لسان النبىّ ½ ، ولا يدخلون الجنّة حتي يَلِج الجمل فى سمّ الخياط(٤) .
(١) الخِدَبُّ : الجَمَل الشديدُ الصُّلب الضخم القوىّ
(تاج العروس : ١ / ٤٥٢) . |