٢٩ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الخامس : دوافع البغاة فى قتال الإمام
٥ / ١ ٢٠١١ ـ الإمام علىّ ¼ : فلمّا نهضتُ بالأمر نكثت طائفة ، ومرقت اُخري ، وقسط آخرون ، كأنّهم لم يسمعوا الله سبحانه يقول : ³ تِلْكَ الدَّارُ الاَْخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الاَْرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ² (١) ، بلي ! والله لقد سمعوها ، ووعوها ، ولكنّهم حليت الدنيا فى أعينهم ، وراقَهم(٢) زبرجها(٣) (٤) . (١) القصص : ٨٣ . ٣٠ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الخامس : دوافع البغاة فى قتال الإمام / الاستعلاء
٢٠١٢ ـ شرح نهج البلاغة : جاء الزبير وطلحة إلي علىّ ¼ بعد البيعة بأيّام ، فقالا له : يا أمير المؤمنين ، قد رأيتَ ما كنّا فيه من الجفوة فى ولاية عثمان كلّها ، وعلمتَ رأى عثمان كان فى بنى اُميّة ، وقد ولاّك الله الخلافة من بعده ، فولّنا بعض أعمالك ! فقال لهما : ارضيا بقسم الله لكما ، حتي أري رأيى . واعلما أنّى لا اُشرك فى أمانتى إلاّ من أرضي بدينه وأمانته من أصحابى ، ومن قد عرفتُ دخيلته(١) . فانصرفا عنه وقد دخلهما اليأس(٢) . ٢٠١٣ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى وصف طلحة والزبير ـ : كلّ واحد منهما يرجو الأمر له ، ويعطفه عليه دون صاحبه ، لا يمتّان إلي الله بحبل ، ولا يمدّان إليه بسبب . كلّ واحد منهما حامل ضبٍّ لصاحبه ، وعمّا قليل يُكشف قناعه به ! والله ! لئن أصابوا الذى يريدون لَينتَزِعَنّ هذا نفسَ هذا ، ولَيأتينَّ هذا علي هذا . قد قامت الفئة الباغية ، فأين المحتسبون ! فقد سُنّت لهم السنن ، وقُدّم لهم الخبر ، ولكلّ ضَلّة عِلّة ، ولكلّ ناكث شبهة . والله لا أكون كمستمع اللَّدْم ; يَسمع الناعى ، ويَحضُر الباكى ، ثمّ لا يعتبر !(٣) ٢٠١٤ ـ الإرشاد : لمّا اتّصل به [علىّ ¼ ] مسير عائشة وطلحة والزبير إلي البصرة من مكّة ، حمد الله وأثني عليه ، ثمّ قال : قد سارت عائشة وطلحة والزبير ، كلّ واحد منهما يدّعى الخلافة دون صاحبه ، فلا يدّعى طلحة الخلافة إلاّ أنّه ابن عمّ (١) دَخيلة الرجل : نيّته ومذهبه وخَلَده وبِطانته (لسان العرب : ١١ / ٢٤٠) . ٣١ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الخامس : دوافع البغاة فى قتال الإمام / الاستعلاء
عائشة ، ولا يدّعيها الزبير إلاّ أنّه صهر أبيها ، والله لئن ظفرا بما يريدان لَيضربَنّ الزبيرُ عنقَ طلحة ، وليَضربَنّ طلحةُ عنقَ الزبير ; ينازع هذا علي الملك هذا(١) . ٢٠١٥ ـ تاريخ الطبرى عن عتبة بن المغيرة بن الأخنس : خلا سعيد [بن العاص بن مروان] بطلحة والزبير ، فقال : إن ظفرتما ، لمن تجعلان الأمر ؟ أصدقانى ! قالا : لأحدنا ; أيّنا اختاره الناس . قال : بل اجعلوه لولد عثمان ; فإنّكم خرجتم تطلبون بدمه . قالا : ندَع شيوخ المهاجرين ونجعلها لأبنائهم !(٢) ٢٠١٦ ـ تاريخ الطبرى عن ابن عبّاس : خرج أصحاب الجمل فى ستّمائة ، معهم : عبد الرحمن بن أبى بكرة ، وعبد الله بن صفوان الجمحى ، فلمّا جاوزا بئر ميمون(٣) إذا هم بجزور قد نُحرت ونحرها ينثعب(٤) ، فتطيّروا . وأذّن مروان حين فصل من مكّة ، ثمّ جاء حتي وقف عليهما ، فقال : أيّكما اُسلّم بالإمرة ، واُؤذّن بالصلاة ؟ ! فقال عبد الله بن الزبير : علي أبى عبد الله . وقال محمّد بن طلحة : علي أبى محمّد . فأرسلت عائشة إلي مروان ، فقالت : ما لَكَ ! أ تريد أن تفرّق أمرنا ؟ ! لِيُصلّ ابن اُختى ! فكان يصلّى بهم عبد الله بن الزبير ، حتي قدم البصرة . (١) الإرشاد : ١ / ٢٤٦ ، الكافئة : ١٩ / ١٩ ; شرح نهج البلاغة : ١ / ٢٣٣ نحوه . ٣٢ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الخامس : دوافع البغاة فى قتال الإمام / الحقد
فكان معاذ بن عبيد الله يقول : والله لو ظفرنا لافتتنّا ; ما خلّي الزبير بين طلحة والأمر ، ولا خلّي طلحة بين الزبير والأمر !(١) ٢٠١٧ ـ الجمل : لمّا أصبحوا [الناكثون بعد استيلائهم علي البصرة] ، اجتمع الناس إليهم ، وأذّن مؤذّن المسجد لصلاة الغداة ، فرامَ(٢) طلحة أن يتقدّم للصلاة بهم ، فدفعه الزبير وأراد أن يصلّى بهم ، فمنعه طلحة ، فما زالا يتدافعان حتي كادت الشمس أن تطلع . فنادي أهل البصرة : الله الله يا أصحاب رسول الله فى الصلاة ، نخاف فوتَها ! فقالت عائشة : مُروا أن يصلّى بالناس غيرهما . فقال لهم يعلي بن منية : يصلّى عبد الله بن الزبير يوماً ، ومحمّد بن طلحة يوماً ، حتي يتّفق الناس علي أمير يرضونه . فتقدّم ابن الزبير ، وصلّي بهم ذلك اليوم(٣) . ٥ / ٢ ٢٠١٨ ـ الإمام علىّ ¼ ـ عند التهيّؤ لقتال القاسطين ـ : ألا إنّ خضاب النساء الحنّاء ، وخضاب الرجال الدماء ، والصبر خير فى عواقب الاُمور ، ألا إنّها إحَنٌ(٤) (١) تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٥٤ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣١٤ نحوه . إرجاعات
١١٠ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / الحرب الاُولى : وقعة الجمل / الفصل الثالث : تأهّب الناكثين للخروج على الإمام / بدء الخلاف
٣٣ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الخامس : دوافع البغاة فى قتال الإمام / الحقد
بدريّة ، وضغاين اُحديّة ، وأحقاد جاهليّة ، وقرأ : ³ فَقَاتِلُوا أَئـِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ ² (١) (٢) . ٢٠١٩ ـ الإقبال ـ فى دعاء الندبة فى وصف الإمام علىّ ¼ ـ : ويقاتل علي التأويل ، ولا تأخذه فى الله لومة لائم ، قد وتر(٣) فيه صناديد(٤) العرب ، وقَتلَ أبطالَهم ، وناوَش(٥) ذؤبانهم ، وأودع قلوبهم أحقاداً بدريّة ، وخيبريّة ، وحنينيّة ، وغيرهنّ ، فأضبّت(٦) علي عداوته ، وأكبّت علي مُنابذته ، حتي قتل الناكثين والقاسطين والمارقين(٧) . ٢٠٢٠ ـ بلاغات النساء عن اُمّ الخير بنت الحريش البارقيّة ـ فى وصف أعداء الإمام علىّ ¼ فى حرب صفّين ـ : إنّها إحَنٌ بدريّة ، وأحقاد جاهليّة ، وضغائن اُحديّة ، وثب بها معاوية حين الغفلة ; ليدرك بها ثارات بنى عبد شمس(٨) . ٢٠٢١ ـ وقعة صفّين عن عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعى ـ فى حرب (١) التوبة : ١٢ . ٣٤ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الخامس : دوافع البغاة فى قتال الإمام / الحقد
صفّين ـ : يا أمير المؤمنين ، إنّ القوم لو كانوا اللهَ يريدون أو لله يعملون ما خالفونا ! ولكنّ القوم إنّما يقاتلون فراراً من الاُسوة(١) ، وحبّاً للأثرة(٢) ، وضَنّاً(٣) بسلطانهم ، وكرهاً لفراق دنياهم التى فى أيديهم ، وعلي إحَن فى أنفسهم ، وعداوة يجدونها فى صدورهم لوقائع أوقعتَها يا أمير المؤمنين بهم قديمة ، قتلتَ فيها آباءهم وإخوانهم . ثمّ التفت إلي الناس فقال : فكيف يبايع معاويةُ عليّاً وقد قتل أخاه حنظلة ، وخاله الوليد ، وجدّه عتبة فى موقف واحد ! والله ما أظنّ أن يفعلوا ، ولن يستقيموا لكم دون أن تُقصّد(٤) فيهم المرّانُ(٥) ، وتُقطّع علي هامهم السيوف ، وتُنثر حواجبهم بعَمَد الحديد ، وتكون اُمور جمّة بين الفريقين(٦) . ٢٠٢٢ ـ وقعة صفّين : ذكروا أنّه اجتمع . . . عتبة بن أبى سفيان والوليد بن عقبة ، ومروان بن الحكم ، وعبد الله بن عامر ، وابن طلحة الطلحات ، فقال عتبة : إنّ أمرنا وأمر علىّ لعجب ، ليس منّا إلاّ موتور مُحاجّ ; أمّا أنا فقتل جدّى ، واشترك فى دم عمومتى يوم بدر ، وأمّا أنت يا وليد فقتل أباك يوم الجمل ، وأيتم إخوتك ، وأمّا أنت يا مروان فكما قال الأوّل :
(١) القوم اُسوة فى هذا الأمر : أى حالهم فيه واحدة (لسان العرب : ١٤ / ٣٥) . ٣٥ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الخامس : دوافع البغاة فى قتال الإمام / الحسد
قال معاوية : هذا الإقرار ، فأين الغير ؟ قال مروان : أىّ غير تريد ؟ قال : اُريد أن يُشجر بالرماح . فقال : والله إنّك لهازل ، ولقد ثقلنا عليك(١) . ٢٠٢٣ ـ المناقب للخوارزمى : ويروي فى يوم السادس والعشرين من حروب صفّين : اجتمع عند معاوية الملأ من قومه ، فذكروا شجاعة علىّ وشجاعة الأشتر ، فقال عتبة بن أبى سفيان : إن كان الأشتر شجاعاً ، لكنّ عليّاً لا نظير له فى شجاعته وصولته وقوّته ! ! قال معاوية : ما منّا أحد إلاّ وقد قتل علىّ أباه ، أو أخاه ، أو ولده ; قتل يوم بدر أباك يا وليد ، وقتل عمّك يا أبا الأعور يوم اُحد ، وقتل يابن طلحة الطلحات أباك يوم الجمل ، فإذا اجتمعتم عليه أدركتُم ثاركم منه ، وشفيتم صدوركم(٢) . ٥ / ٣ ٢٠٢٤ ـ الأمالى للمفيد عن الحسن بن سلمة : لمّا بلغ أمير المؤمنين صلوات الله عليه مسير طلحة والزبير وعائشة من مكّة إلي البصرة . . . فقام أبو الهيثم بن التيّهان وقال : يا أمير المؤمنين ، إنّ حسد قريش إيّاك علي وجهين : أمّا خيارهم ; فحسدوك منافسةً فى الفضل ، وارتفاعاً فى الدرجة ، وأمّا أشرارهم ; فحسدوك حسداً أحبط الله به أعمالهم ، وأثقل به أوزارهم ، وما رضوا أن يساووك حتي أرادوا أن يتقدَّموك ، فبعدت عليهم الغاية ، وأسقطهم المضمار . وكنت أحقّ (١) وقعة صفّين : ٤١٧ . إرجاعات
٨٠ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام علي / الفصل الأوّل : بيعة النور / من تخلّف عن بيعته
٣٦ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الخامس : دوافع البغاة فى قتال الإمام / الحسد
قريش بقريش ; نصرتَ نبيّهم حيّاً ، وقضيتَ عنه الحقوق ميّتاً . والله ما بغيهم إلاّ علي أنفسهم ، ونحن أنصارك وأعوانك ، فمُرنا بأمرك ! ثمّ أنشأ يقول :
٢٠٢٥ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى خطبة له عند خروجه لقتال أهل البصرة وفيها يذمّ الخارجين عليه ـ : ما لى ولقريش ! والله لقد قاتلتهم كافرين ، ولاُقاتلنّهم مفتونين ، وإنّى لصاحبهم بالأمس كما أنا صاحبهم اليوم . والله ما تنقم منّا قريش (١) القَرم من الرجال : السيّد المعظّم (لسان العرب : ١٢ / ٤٧٣) . ٣٧ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الخامس : دوافع البغاة فى قتال الإمام / الحرص
إلاّ أنّ الله اختارنا عليهم ، فأدخلناهم فى حيّزنا ، فكانوا كما قال الأوّل :
٥ / ٤ ٢٠٢٦ ـ الأمالى للطوسى عن مالك بن أوس : بعث [علىّ ¼ ] إلي طلحة والزبير فدعاهما ، ثمّ قال لهما : أ لم تأتيانى وتبايعانى طائعَين غير مكرهَين ، فما أنكرتُم ! أ جَورٌ فى حكم ، أو استئثار فى فىء ! ! قالا : لا . قال ¼ : أو فى أمر دعوتُمانى إليه من أمر المسلمين فقصرتُ عنه ! ! قالا : معاذ الله . قال ¼ : فما الذى كرهتما من أمرى حتي رأيتما خلافى ؟ قالا : خلافك عمر بن الخطّاب فى القسم ، وانتقاصنا حقّنا من الفىء ; جعلت حظّنا فى الإسلام كحظّ غيرنا ممّا أفاء الله علينا بسيوفنا ممّن هو لنا فىء فسوّيت بيننا وبينهم(٢) . ٢٠٢٧ ـ الجمل : صارا [طلحة والزبير] إلي أمير المؤمنين ¼ ، فخطب إليه طلحة ولاية العراق ، وطلب منه الزبير ولاية الشام . فأمسك ¼ عن إجابتهما فى شىء (١) نهج البلاغة : الخطبة ٣٣ ، الإرشاد : ١ / ٢٤٨ ، الكافئة : ٢٠ / ١٩ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ٣٢ / ١١٣ / ٨٩ . إرجاعات
٤١٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل التاسع : عليّ عن لسان الأعيان / الخَليلُ بن أحمد
١٢١ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام علي / الفصل الثاني : الإصلاحات العلويّة / تعذّر بعض الاصلاحات
٣٨ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الخامس : دوافع البغاة فى قتال الإمام / الحرص
من ذلك . فانصرفا وهما ساخطان منه ، فعرفا ما كان غلب فى ظنّهما قبلُ من رأيه ¼ ، فتركاه يومين أو ثلاثة أيّام ، ثمّ صارا إليه واستأذنا عليه ، فأذن لهما ، وكان فى علّية فى داره ، فصعدا إليه وجلسا عنده بين يديه ، وقالا : يا أمير المؤمنين ، قد عرفتَ حال هذه الأزمنة وما نحن فيه من الشدّة ، وقد جئناك لتدفع إلينا شيئاً نُصلح به أحوالَنا ، ونقضى به حقوقاً علينا ! فقال ¼ : قد عرفتُما مالى بينبع(١) ، فإن شئتما كتبت لكما منه ما تيسّر ! ! فقالا : لا حاجة لنا فى مالك بينبع . فقال لهما : فما أصنع ؟ فقالا له : أعطِنا من بيت المال شيئاً فيه لنا كفاية . فقال أمير المؤمنين ¼ : سبحان الله ! وأىّ يد لى فى بيت المال ! ذلك للمسلمين ، وأنا خازنهم وأمين لهم ، فإن شئتما رَقيتُ المنبر وسألتهم ذلك ممّا شئتما ، فإن أذنوا فيه فعلتُ . وأنّي لى بذلك وهو لكافّة المسلمين ; شاهدهم وغائبهم ! ! لكنّى اُبلى لكما عذراً . قالا : ما كنّا بالذى يكلّفك ذلك ، ولو كلّفناكه لَما أجابك المسلمون . فقال لهما : فما أصنع ؟ قالا : سمعنا ما عندك(٢) . ٢٠٢٨ ـ المناقب للخوارزمى عن أبى بشير الشيبانى : لم يكُن [بعد بيعة علىّ ¼ ] (١) يَنْبُع : بليدة بالقرب من المدينة ، بها عيون وحضر وحصن(تقويم البلدان : ٨٩) . ٣٩ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الخامس : دوافع البغاة فى قتال الإمام / الحرص
إلاّ يسيراً حتي دخل عليه طلحة والزبير ، فقالا : يا أمير المؤمنين ، إنّ أرضنا أرض شديدة ، وعيالنا كثير ، ونفقتنا قليلة ! قال : أ لم أقُل لكم إنّى لا اُعطى أحداً دون أحد ؟ ! قالا : نعم . قال : فأتونى بأصحابكم ، فإن رضوا بذلك أعطيتُكم ، وإلاّ لم اُعطِكم دونهم . ولو كان عندى شىء أعطيتُكم من الذى لى لو انتظرتم حتي يخرج عطائى أعطيتكم من عطائى . فقالا : ما نريد من مالك شيئاً . وخرجا من عنده . فلم يلبثا إلاّ قليلاً حتي دخلا عليه ، فقالا : أ تأذن لنا فى العمرة ؟ قال : ما تُريدان العمرةَ ، ولكن تُريدان الغَدرة(١) . ٢٠٢٩ ـ دعائم الإسلام : روينا عن علىّ ¼ أنّه أمر عمّار بن ياسر ، وعبيد الله بن أبى رافع ، وأبا الهيثم بن تيّهان ، أن يقسموا فيئاً بين المسلمين ، وقال لهم : اعدلوا فيه ، ولا تفضّلوا أحداً علي أحد . فحسبوا ، فوجدوا الذى يصيب كلّ رجل من المسلمين ثلاثة دنانير ، فأعطوا الناس . فأقبل إليهم طلحة والزبير ، ومع كلّ واحد منهما ابنه ، فدفعوا إلي كلّ واحد منهم ثلاثة دنانير . فقال طلحة والزبير : ليس هكذا كان يعطينا عمر ! فهذا منكم أو عن أمر صاحبكم ؟ قالوا : بل هكذا أمرنا أمير المؤمنين ¼ . فمضيا إليه ، فوجداه فى بعض أمواله قائماً فى الشمس علي أجير له يعمل بين ٤٠ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الخامس : دوافع البغاة فى قتال الإمام / الحرص
يديه ، فقالا : تري أن ترتفع معنا إلي الظلّ ؟ قال : نعم . فقالا له : إنّا أتينا إلي عمّالك علي قسمة هذا الفىء ، فأعطوا كلّ واحد منّا مثل ما أعطوا سائر الناس ! قال : وما تريدان ؟ ! قالا : ليس كذلك كان يعطينا عمر ! قال : فما كان رسول الله ½ يعطيكما ؟ فسكتا ، فقال : أ ليس كان ½ يقسم بالسويّة بين المسلمين من غير زيادة ؟ ! قالا : نعم . قال : أ فسُنّة رسول الله ½ أولي بالاتّباع عندكما ، أم سُنّة عمر ؟ ! قالا : سُنّة رسول الله ½ ، ولكن يا أمير المؤمنين لنا سابقة وغناء وقرابة ، فإن رأيت أن لا تسوّينا بالناس فافعل . قال : سابقتُكما أسبق ، أم سابقتى ؟ قالا : سابقتك . قال : فقرابتكما أقرب ، أم قرابتى ؟ قالا : قرابتك . قال : فغناؤكما أعظم أم غنائى ؟ قالا : بل أنت يا أمير المؤمنين أعظم غناءً . قال : فوَ الله ، ما أنا وأجيرى هذا فى هذا المال إلاّ بمنزلة واحدة ! !(١) ٢٠٣٠ ـ مروج الذهب : لمّا رأي معاوية القتل فى أهل الشام وكَلَب(٢) أهل العراق (١) دعائم الإسلام : ١ / ٣٨٤ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١١١ نحوه وفيه من "قالا : ليس كذلك . . ." ، بحار الأنوار : ٤١ / ١١٦ / ٢٣ . ٤١ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الخامس : دوافع البغاة فى قتال الإمام / الحرص
عليهم ، استدعي بالنعمان بن جبلة التنوخى ـ وكان صاحب راية قومه فى تنوخ(١) وبَهْرَاء(٢) ـ وقال له : لقد هممتُ أن اُولّى قومك مَن هو خيرٌ منك مقدماً ، وأنصَح منك ديناً . فقال له النعمان : إنّا لو كنّا ندعو قومنا إلي جيش مجموع لكان فى كسع(٣) الرجال بعض الأناة(٤) ، فكيف ونحن ندعوهم إلي سيوف قاطعة ، ورُدَيْنية(٥) شاجرة ، وقوم ذوى بصائر نافذة ! ! والله لقد نصحتك علي نفسى ، وآثرتُ ملككَ علي دينى ، وتركتُ لهواكَ الرشد وأنا أعرفه ، وحُدتُ عن الحقّ وأنا اُبصره ، وما وُفِّقت لرشد حين اُقاتل علي ملكك ابنَ عمّ رسول الله ½ وأوّل مؤمن به ومهاجر معه ، ولو أعطيناه ما أعطيناك لكان أرأف بالرعيّة ، وأجزل فى العطيّة ، ولكن قد بذلنا لك الأمر ، ولابدّ من إتمامه كان غيّاً أو رشداً ، وحاشا أن يكون رشداً ، وسنقاتل عن تين الغوطة(٦) وزيتونها ; إذ حُرمنا أثمار الجنّة وأنهارها . وخرج إلي قومه ، وصمد إلي الحرب(٧) . (١) تَنُوخ : حىّ من اليمن (لسان العرب : ٣ / ٦٥) . إرجاعات
٨٣ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / الحرب الاُولى : وقعة الجمل / الفصل الثاني : هويّة رؤساء الناكثين
١٠٧ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / الحرب الاُولى : وقعة الجمل / الفصل الثالث : تأهّب الناكثين للخروج على الإمام
٤٢ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الخامس : دوافع البغاة فى قتال الإمام / الجهالة
٥ / ٥ ٢٠٣١ ـ الإمام علىّ ¼ ـ من كتاب له إلي عقيل ـ : ألا وإنّ العرب قد اجتمعت علي حرب أخيك اليوم اجتماعَها علي حرب النبىّ ½ قبل اليوم ، فأصبحوا قد جهلوا حقّه ، وجحدوا فضله(١) . ٢٠٣٢ ـ تاريخ الطبرى عن أبى البخترى الطائى : أطافت ضبّة والأزد بعائشة يوم الجمل ، وإذا رجالٌ من الأزد يأخذون بعرَ الجمل فيفتّونه ويشمّونه ، ويقولون : بَعْر جمل اُمِّنا ريحُه ريح المسك !(٢) ٢٠٣٣ ـ مروج الذهب ـ فى وصف معاوية ـ : وبلغ من إحكامه للسياسة وإتقانه لها واجتذابه قلوب خواصّه وعوامّه أنّ رجلا من أهل الكوفة دخل علي بعير له إلي دمشق ـ فى حالة منصرفهم عن صفّين ـ ، فتعلّق به رجل من دمشق ، فقال : هذه ناقتى ، اُخذت منّى بصفّين ! فارتفع أمرهما إلي معاوية ، وأقام الدمشقى خمسين رجلا بيّنة يشهدون أنّها ناقته . فقضي معاوية علي الكوفى ، وأمره بتسليم البعير إليه . فقال الكوفى : أصلحك الله ، إنّه جمل ، وليس بناقة . فقال معاوية : هذا حكم قد مضي ، ودسّ إلي الكوفى بعد تفرّقهم فأحضره ، وسأله عن ثمن بعيره ، فدفع إليه ضعفه ، وبَرّه وأحسن إليه ، وقال له : أبلغ عليّاً أنّى (١) الغارات : ٢ / ٤٣١ عن زيد بن وهب ; شرح نهج البلاغة : ٢ / ١١٩ ، الإمامة والسياسة : ١ / ٧٥ نحوه وفيه "قريشاً" بدل "العرب" وراجع نهج البلاغة : الكتاب ٣٦ . ٤٣ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الخامس : دوافع البغاة فى قتال الإمام / الجهالة
اُقاتله بمائة ألف ، ما فيهم من يفرّق بين الناقة والجمل ! ! وقد بلغ من أمرهم فى طاعتهم له أنّه صلّي بهم عند مسيرهم إلي صفّين الجمعة فى يوم الأربعاء ، وأعاروه رؤوسهم عند القتال ، وحملوه بها ، وركنوا إلي قول عمرو بن العاص : إنّ عليّاً هو الذى قتل عمّار بن ياسر حين أخرجه لنصرته . ثمّ ارتقي بهم الأمر فى طاعته إلي أن جعلوا لعن علىّ سُنّة ، ينشأ عليها الصغير ، ويهلك عليها الكبير(١) . إرجاعات
٢٤٣ - المجلد الحادي عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام عليّ / الفصل الأوّل : بواعث بُغضه
٧١ - المجلد الثالث / القسم الرابع : الإمام عليّ بعد النبيّ / الفصل الأوّل : قصّة السقيفة / مجالات نجاح قرار السقيفة
٤٤ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل الخامس : دوافع البغاة فى قتال الإمام / الجهالة
٤٥ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل السادس : أهداف الإمام فى قتال البغاة
٦ / ١ ٢٠٣٤ ـ مسند ابن حنبل عن أبى سعيد الخدرى : كنّا جلوساً ننتظر رسول الله ½ ، فخرج علينا من بعض بيوت نسائه . ـ قال : ـ فقمنا معه ، فانقطعت نعله فتخلّف عليها علىّ يخصفها ، فمضي رسول الله ½ ، ومضينا معه ، ثمّ قام ينتظره ، وقمنا معه . فقال : إنّ منكم من يقاتل علي تأويل هذا القرآن كما قاتلتُ علي تنزيله ، فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر ، فقال : لا ، ولكنّه خاصف النعل . قال : فجئنا نبشّره ، ـ قال : ـ وكأنّه قد سمعه(١) . ٤٦ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل السادس : أهداف الإمام فى قتال البغاة / إحياء الدين
٢٠٣٥ ـ الإمام زين العابدين ¼ : انقطع شِسع(١) نعل رسول الله ½ ، فدفعها إلي علىّ ¼ يصلحها ، ثمّ مشي فى نعل واحدة غَلوَة(٢) أو نحوها ، وأقبل علي أصحابه فقال : إنّ منكم من يقاتل علي التأويل كما قاتل معى علي التنزيل ! فقال أبو بكر : أنا ذاك ، يا رسول الله ؟ ! قال : لا ، فقال عمر : فأنا يا رسول الله ؟ ! قال : لا . فأمسك القوم ، ونظر بعضهم إلي بعض . فقال رسول الله ½ : لكنّه خاصف النعل ـ وأومأ إلي علىّ بن أبى طالب ¼ ـ وإنّه المقاتل علي التأويل إذا تُركت سنّتى ونُبذت ، وحُرّف كتاب الله ، وتكلّم فى الدين من ليس له ذلك ، فيقاتلهم علىّ ¼ علي إحياء دين الله عزّ وجلّ(٣) . ٢٠٣٦ ـ الإمام الباقر ¼ : جاء رجل إلي علىّ ¼ وهو علي منبره ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أ تأذن لى أن أتكلّم بما سمعتُ عن عمّار بن ياسر يرويه عن رسول الله ½ ؟ فقال : اتّقوا الله ولا تقولوا علي عمّار إلاّ ما قاله ـ حتي قال ذلك (١) شِسْع النعل: قِبالُها الذى يُشدّ إلي زمامها، والزمام: السَّير الذى يُعقد فيه الشسع (لسان العرب: ٨/١٨٠). ٤٧ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل السادس : أهداف الإمام فى قتال البغاة / إحياء الدين
ثلاث مرّات ـ . ثمّ قال له : تكلّم . قال : سمعت عمّاراً يقول : سمعت رسول الله ½ يقول : أنا اُقاتل علي التنزيل ، وعلىّ يقاتل علي التأويل . فقال ¼ : صدق عمّار وربّ الكعبة إنّ هذه عندى لفى ألف كلمة تتبع كلّ كلمة ألف كلمة(١) . ٢٠٣٧ ـ المناقب للخوارزمى عن أبى ذرّ الغفارى : كنت مع رسول الله ½ وهو ببقيع الغرقد(٢) فقال : والذى نفسى بيده ، إنّ فيكم رجلاً يقاتل الناس من بعدى علي تأويل القرآن كما قاتلت المشركين علي تنزيله ، وهم يشهدون أن لا إله إلاّ الله ، فيكبر قتلهم علي الناس ، حتي يطعنوا علي ولىّ الله ، ويسخطوا عمله كما سخط موسي أمر السفينة وقتل الغلام وأمر الجدار ، وكان خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار لله رضي ، وسخط ذلك موسي . أراد بالرجل علىّ بن أبى طالب ¼ (٣) . ٢٠٣٨ ـ كفاية الأثر عن أنس بن مالك : سمعت رسول الله ½ قال : أوصياء الأنبياء الذين بعدهم بقضاء ديونهم ، وإنجاز عِداتهم ، ويقاتلون علي سنّتهم . ثمّ التفت إلي علىّ ¼ ، فقال : أنت وصيّى ، وأخى فى الدنيا والآخرة ، تقضى دينى ، وتنحو(٤) عِداتى ، وتقاتل علي سنّتى ; تقاتل علي التأويل كما قاتلتُ علي (١) الخصال : ٦٥٠ / ٤٨ عن جابر بن يزيد الجعفى ، بصائر الدرجات : ٣٠٩ / ٥ عن جابر . ٤٨ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل السادس : أهداف الإمام فى قتال البغاة / إحياء الدين
التنزيل(١) . ٢٠٣٩ ـ رسول الله ½ : أيّها الناس ! لا اُلفينّكم بعدى ترجعون كفّاراً ; يضرب بعضكم رقاب بعض ، فتلقونى فى كتيبة كمجرّ السيل الجرّار ! ألا وإنّ علىّ بن أبى طالب أخى ، ووصيّى ، يقاتل بعدى علي تأويل القرآن كما قاتلتُ علي تنزيله(٢) . ٢٠٤٠ ـ عنه ½ : يا علىّ ، أنت . . . تقاتل بعدى علي التأويل كما قاتلتُ علي التنزيل(٣) . ٢٠٤١ ـ عنه ½ : أنا اُقاتل علي تنزيل القرآن ، وعلىّ يقاتل علي تأويل القرآن(٤) . ٢٠٤٢ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : عجباً لسعد وابن عمر ; يزعمان أنّى اُحارب علي الدنيا ! ! أ فكان رسول الله ½ يحارب علي الدنيا ؟ ! فإن زعما أنّ رسول الله ½ حارب لتكسير الأصنام ، وعبادة الرحمن ، فإنّما حاربتُ لدفع الضلال ، والنهى عن الفحشاء والفساد . أ فمثلى يُزَنّ(٥) بحبّ الدنيا ! والله ، لو (١) كفاية الأثر : ٧٥ ، بحار الأنوار : ٣٦ / ٣١١ / ١٥٢ وراجع الأمالى للطوسى : ٣٥١ / ٧٢٦ والطرائف : ٥٢١ والصراط المستقيم : ٨٧ والمناقب للخوارزمى : ٦١ / ٣١ وينابيع المودّة : ٣ / ٢٧٨ / ٢ . ٤٩ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل السادس : أهداف الإمام فى قتال البغاة / الدفاع عن السنّة
تمثّلت لى بشراً سويّاً لضربتُها بالسيف !(١) ٦ / ٢ ٢٠٤٣ ـ رسول الله ½ ـ لعلىّ ¼ ـ : أنت أخى ، وأبو ولدى ، تقاتل عن سنّتى ، وتبرئ ذمّتى(٢) . ٢٠٤٤ ـ الإمام علىّ ¼ : طلبنى رسول الله ½ فوجدنى فى حائط نائماً ، فضربنى برجله ، قال : قم ، فوَ الله لاُرضينّك ! أنت أخى ، وأبو ولدى ، تقاتل علي سنّتى . من مات علي عهدى فهو فى كنز الله ، ومن مات علي عهدك فقد قضي نحبه ، ومن مات بحبّك بعد موتك ختم الله له بالأمن والإيمان ما طلعت شمس أو غربت(٣) . ٦ / ٣ ٢٠٤٥ ـ الإمام علىّ ¼ : قال رسول الله ½ : إنّ الله قد كتب عليك جهاد المفتونين ، كما كتب علىّ جهاد المشركين . فقلت : يا رسول الله ، ما هذه الفتنة التى كُتب علىّ فيها الجهاد ؟ (١) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٣٢٨ / ٧٦٥ . ٥٠ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل السادس : أهداف الإمام فى قتال البغاة / مكافحة الفجور
قال : قوم يشهدون أن لا إله إلاّ الله ، وأنّى رسول الله ، وهم مخالفون للسنّة . فقلت : يا رسول الله : فعلامَ اُقاتلهم وهم يشهدون كما أشهد ؟ ! قال : علي الإحداث فى الدين ، ومخالفة الأمر . فقلت : يا رسول الله ، إنّك كنت وعدتَنى الشهادة ، فاسأل الله أن يعجّلها لى بين يديك . قال : فمن يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ؟ !(١) ٢٠٤٦ ـ الأمالى للطوسى عن أبى سعيد الخدرى : أخبر رسول الله ½ عليّاً بما يلقي بعده ، فبكي ¼ وقال : يا رسول الله ، أسألك بحقّى عليك ، وقرابتى منك ، وحقّ صحبتى إيّاك ، لمّا دعوت الله عزّ وجلّ أن يقبضنى إليه ؟ فقال ½ : أ تسألنى أن أدعو ربّى لأجَل مؤجّل ؟ قال : فعلامَ اُقاتلهم ؟ قال : علي الإحداث فى الدين(٢) . ٦ / ٤ ٢٠٤٧ ـ المستدرك علي الصحيحين عن جابر بن عبد الله : سمعت رسول الله ½ وهو آخذ بضبع(٣) علىّ بن أبى طالب (ع) وهو يقول : "هذا أمير البَرَرة ، قاتل (١) شرح نهج البلاغة : ٩ / ٢٠٦ . ٥١ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل السادس : أهداف الإمام فى قتال البغاة / مكافحة الفجور
الفَجَرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله" ، ثمّ مدّ بها صوته(١) . ٢٠٤٨ ـ تاريخ بغداد عن جابر بن عبد الله : سمعت رسول الله ½ يوم الحديبيّة وهو آخذ بيد علىّ يقول : "هذا أمير البَرَرة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله" ، يمدّ بها صوته(٢) . (١) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٤٠ / ٤٦٤٤ ، المناقب لابن المغازلى : ٨٠ / ١٢٠ وفيه "الكفرة" بدل "الفجر به" ; الأمالى للطوسى : ٤٨٣ / ١٠٥٥ وراجع علل الشرائع : ٢١٣ / ٢ . ٥٢ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل السادس : أهداف الإمام فى قتال البغاة / مكافحة الفجور
٥٣ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل السابع : نبذة من الآراء فى قتال البُغاة
٧ / ١ ٢٠٤٩ ـ المستدرك علي الصحيحين عن أبى أيّوب الأنصارى ـ فى خلافة عمر ابن الخطّاب ـ : أمر رسول الله ½ علىّ بن أبى طالب بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين(١) . ٢٠٥٠ ـ تاريخ دمشق عن أبى أيّوب الأنصارى ـ فى خلافة عمر بن الخطّاب ـ : أمرنى رسول الله ½ بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين مع علىّ بن أبى طالب(٢) . (١) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٥٠ / ٤٦٧٤ ، كفاية الطالب : ١٦٨ عن ابن عبّاس نحوه . ٥٤ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل السابع : نبذة من الآراء فى قتال البُغاة / أبو أيّوب الأنصاري
٢٠٥١ ـ المعجم الكبير عن محنف بن سليم : أتينا أبا أيّوب الأنصارى وهو يعلف خيلاً له بِصَعْنبَي(١) فَقِلْنا عنده ، فقلت له : أبا أيّوب ، قاتلتَ المشركين مع رسول الله ½ ثمّ جئت تقاتل المسلمين ؟ ! قال : إنّ رسول الله ½ أمرنى بقتال ثلاثة : الناكثين والقاسطين والمارقين ، فقد قاتلت الناكثين ، وقاتلت القاسطين ، وأنا مقاتل إن شاء الله المارقين بالشعفات بالطرقات بالنهراوات وما أدرى ما هم ؟ !(٢) ٢٠٥٢ ـ تاريخ بغداد عن علقمة والأسود : أتينا أبا أيّوب الأنصارى عند منصرفه من صفّين فقلنا له : يا أبا أيّوب ! إنّ الله أكرمك بنزول محمّد ½ وبمجىء ناقته تفضّلاً من الله وإكراماً لك حتي أناخت ببابك دون الناس ، ثمّ جئت بسيفك علي عاتقك تضرب به أهل لا إله إلاّ الله ؟ فقال : يا هذا ! إنّ الرائد لا يكذب أهله ، وإنّ رسول الله ½ أمرنا بقتال ثلاثة مع علىّ : بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين . فأمّا الناكثون : فقد قابلناهم أهل الجمل طلحة والزبير ، وأمّا القاسطون : فهذا منصرفنا من عندهم ـ يعنى معاوية وعمراً ـ ، وأمّا المارقون : فهم أهل الطرفاوات وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات ، والله ما أدرى أين هم ؟ ! ولكن لابدّ من قتالهم إن شاء الله(٣) . (١) صَعْنَبَي : قرية باليمامة (معجم البلدان : ٣/٤٠٧) . ٥٥ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل السابع : نبذة من الآراء فى قتال البُغاة / أبو سعيد الخدري
٧ / ٢ ٢٠٥٣ ـ تاريخ دمشق عن أبى سعيد الخدرى : أمرنا رسول الله ½ بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، فقلنا : يا رسول الله ، أمرتنا بقتال هؤلاء فمع من ؟ قال : مع علىّ بن أبى طالب ، معه يُقتل عمّار بن ياسر(١) . ٧ / ٣ ٢٠٥٤ ـ فتح البارى عن زيد بن وهب : بينا نحن حول حذيفة إذ قال : كيف أنتم وقد خرج أهل بيت نبيكم ½ فرقتين يضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف ؟ فقلنا : يا أبا عبد الله وإنّ ذلك لكائن ؟ فقال بعض أصحابه : يا أبا عبد الله فكيف نصنع إن أدركنا ذلك الزمان ؟ قال : انظروا الفرقة التى تدعو إلي أمر علىّ فالزموها فإنّها علي الهدي(٢) . ٧ / ٤ ٢٠٥٥ ـ الاستيعاب عن عبد الله بن عمر : ما آسي علي شىء إلاّ أنّى لم اُقاتل مع (١) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٧١ / ٩٠٤٣ ، اُسد الغابة : ٤ / ١٠٨ / ٣٧٨٩ ، المناقب للخوارزمى : ١٩٠ / ٢٢٤ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٠٦ ، فرائد السمطين : ١ / ٢٨١ / ٢٢٠ . ٥٦ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل السابع : نبذة من الآراء فى قتال البُغاة / عمّار بن ياسر
علىّ (ع) الفئة الباغية !(١) ٢٠٥٦ ـ المستدرك علي الصحيحين عن الزهرى : أخبرنى حمزة بن عبد الله بن عمر أنّه بينما هو جالس مع عبد الله بن عمر إذ جاءه رجل من أهل العراق فقال : يا أبا عبد الرحمن : إنّى والله لقد حرصت أن أتسمّت بسمتك وأقتدى بك فى أمر فرقة الناس ، وأعتزل الشرّ ما استطعت ، وإنّى أقرأ آية من كتاب الله محكمة قد أخذت بقلبى فأخبرنى عنها . أرأيت قول الله عزّ وجلّ : ³ وَإِن طَـائـِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَي الاُْخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِىءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ² (٢) ؟ أخبرنى عن هذه الآية . فقال عبد الله : ما لك ولذلك ؟ اِنصرف عنّى ، فانطلق حتي تواري عنّا سواده ، وأقبل علينا عبد الله بن عمر ، فقال : ما وجدتُ فى نفسى من شىء فى أمر هذه الآية ما وجدتُ فى نفسى أنّى لم اُقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرنى الله عزّ وجلّ(٣) . ٧ / ٥ ٢٠٥٧ ـ عمّار بن ياسر ـ لعمرو بن العاص ـ : أمرنى رسول الله ½ أن اُقاتل (١) الاستيعاب : ٣ / ٨٣ / ١٦٣٠ ، اُسد الغابة : ٤ / ١٠٩ / ٣٧٨٩ ; علل الشرائع : ٢٢٢ نحوه . ٥٧ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل السابع : نبذة من الآراء فى قتال البُغاة / اُمّ سلمة زوجة النبيّ
الناكثين وقد فعلتُ ، وأمرنى أن اُقاتل القاسطين ، فأنتم هم ، وأمّا المارقون فما أدرى اُدركهم أم لا(١) . ٧ / ٦ ٢٠٥٨ ـ المناقب للخوارزمى عن شهر بن حوشب : كنت عند اُمّ سلمة فسلّم رجل فقيل : من أنت ؟ قال : أنا أبو ثابت مولي أبى ذرّ ، قالت : مرحباً بأبى ثابت ، اُدخل فدخل فرحّبت به . فقالت : أين طار قلبك حين طارت القلوب مطايرها ؟ قال : مع علىّ بن أبى طالب ¼ . قالت : وفّقت والذى نفس اُمّ سلمة بيده لسمعت رسول الله ½ يقول : علىّ مع القرآن والقرآن مع علىّ ، لن يفترقا حتي يردا علىّ الحوض . ولقد بعثت ابنى عمر وابن أخى عبد الله ـ أبى اُميّة ـ وأمرتهما أن يقاتلا مع علىّ من قاتله ، ولولا أنّ رسول الله ½ أمرنا أن نقرّ فى حجالنا(٢) أو فى بيوتنا ، لخرجت حتي أقف فى صفّ علىّ(٣) . (١) وقعة صفّين : ٣٣٨ ; شرح نهج البلاغة : ٨ / ٢١ وراجع المسترشد : ٢٦٩ / ٧٩ وشرح الأخبار : ١ / ٣٨٣ وج ٢ / ٨٣ ومسند أبى يعلي : ٢ / ٢٦٧ / ١٦٢٠ والمعيار والموازنة : ١١٩ . إرجاعات
١٣٠ - المجلد السادس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / الحرب الثانية : وقعة صفّين / الفصل التاسع : اشتداد القتال / استشهاد عمّار بن ياسر
٥٨ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل السابع : نبذة من الآراء فى قتال البُغاة / أئمّة أهل السُّنّة
٧ / ٧ ٢٠٥٩ ـ مناقب أبى حنيفة عنه أنّه قال : ما قاتل أحدٌ عليَّاً (ع) ليردّه إلي الحقّ إلاّ وكان علىّ أولي بالحقّ منه ، ولولاه ما علم أحدٌ كيف السيرة فى قتال المسلمين(١) . ٢٠٦٠ ـ أيضاً : لا شكّ أنّ طلحة والزبير قاتلا عليّاً بعدما بايعاه وحالفاه(٢) . ٢٠٦١ ـ أيضاً : سُئل الإمام [أبو حنيفة] عن قتال يوم الجمل . فقال : سار علىّ (ع) فيه بالعدل ، وهو الذى علّم المسلمين قتال أهل البغى(٣) . ٢٠٦٢ ـ الاعتقاد والهداية عن ابن خزيمة (٤) : كلّ من نازع أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب فى إمارته فهو باغ ، علي هذا عهدتُ مشايخنا وبه قال ابن إدريس يعنى الشافعى رحمه الله(٥) . ٢٠٦٣ ـ الفرق بين الفِرق عن أبى منصور (٦) ـ فى بيان الاُصول التى اجتمع عليها (١) مناقب أبى حنيفة : ٢ / ٣٤٤ وج ١ / ٣٤٢ . ٥٩ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل السابع : نبذة من الآراء فى قتال البُغاة / أئمّة أهل السُّنّة
أهل السنّة ـ : قالوا بإمامة علىّ فى وقته ، وقالوا بتصويب علىّ فى حروبه بالبصرة ، وبصفّين ، وبنهروان . . . . وقالوا فى صفّين : إنّ الصواب كان مع علىّ (ع) ، وإنّ معاوية وأصحابه بغوا عليه بتأويل أخطؤوا فيه ; ولم يكفروا بخطئهم(١) . ٢٠٦٤ ـ فيض القدير عن عبد القاهر الجرجانى (٢) ـ فى كتاب الإمامة ـ : أجمع فقهاء الحجاز والعراق من فريقى الحديث والرأى ، منهم : مالك والشافعى وأبو حنيفة والأوزاعى ، والجمهور الأعظم من المتكلّمين والمسلمين : أنّ عليّاً مصيبٌ فى قتاله لأهل صفّين ، كما هو مصيب فى أهل الجمل ، وأنّ الذين قاتلوه بغاة ظالمون له ، لكن لا يكفرون ببغيهم(٣) . (١) الفرق بين الفِرق : ٣٠٩ . ٦٠ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل السابع : نبذة من الآراء فى قتال البُغاة / أئمّة أهل السُّنّة
٢٠٦٥ ـ التذكرة عن أبى المعالى (١) : علىّ (ع) كان إماماً حقّاً فى توليته ، ومقاتلوه بغاة(٢) . ٢٠٦٦ ـ النووى فى شرح صحيح مسلم : وكان علىّ (ع) هو المحقّ المصيب فى تلك الحروب ، هذا مذهب أهل السنّة(٣) . ٢٠٦٧ ـ أيضاً ـ فى حديث عمّار ـ : قال العلماء : هذا الحديث حجّة ظاهرة فى أنّ عليّاً (ع) كان محقّاً مصيباً(٤) . ٢٠٦٨ ـ الذهبى فى سير أعلام النبلاء : لا نرتاب أنّ عليّاً أفضل ممّن حاربه ، وأنّه أولي بالحقّ(٥) . ٢٠٦٩ ـ ابن كثير فى البداية والنهاية : هذا مقتل عمّار بن ياسر مع أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب قتله أهل الشام ، وبان وظهر بذلك سرّ ما أخبر به الرسول ½ (١) إمام الحرمين ، أبو المعالى ، عبد الملك ابن الإمام أبى محمّد عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمّد ابن حيويه الجوينى ، ثمّ النيسابورى ، ضياء الدين الشافعى (٤١٩ ـ ٤٧٨هـ ) دفن فى داره ، ثمّ نقل بعد سنين إلي مقبرة الحسين ، فدفن بجنب والده . قال أبو سعد السمعانى : كان أبو المعالى إمام الأئمّة علي الإطلاق ، مجمعاً علي إمامته شرقاً وغرباً ، لم تر العيون مثله ، تفقّه علي والده ، وتوفّى أبوه ولأبى المعالى عشرون سنة ، فدرَّس مكانه ثمّ حجّ ، وجاور أربع سنين يدرس ، ويفتى ، ويجمع طرق المذهب ، إلي أن رجع إلي بلده بعد مضىّ نوبة التعصّب فدرس بنظاميّة نيسابور ، كان يقعد بين يديه نحو من ثلاث مائة راجع : سير أعلام النبلاء : ١٨ / ٤٦٨ / ٢٤٠ . ٦١ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل السابع : نبذة من الآراء فى قتال البُغاة / كلام فى إصابة الإمام فى جميع حروبه
من أنّه تقتله الفئة الباغية ، وبان بذلك أنّ عليّاً محقّ وأنّ معاوية باغ(١) . ٢٠٧٠ ـ ابن حجر فى فتح البارى ـ بعد ذكر حديث عمّار ـ : وفى هذا الحديث علم من أعلام النبوّة ، وفضيلة ظاهرة لعلىّ ولعمّار ، وردّ علي النواصب الزاعمين أنّ عليّاً لم يكن مصيباً فى حروبه(٢) . ٢٠٧١ ـ أيضاً ـ بعد ذكر حديث الخوارج ـ : وفى هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدّم منقبة عظيمة لعلىّ ، وأنّه كان الإمام الحقّ ، وأنّه كان علي الصواب فى قتال من قاتله فى حروبه فى الجمل وصفّين وغيرهما(٣) . ٢٠٧٢ ـ أيضاً ـ فى قوله تعالي : ³ وَإِن طَـائـِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا . . . ² (٤) ـ : فيها الأمر بقتال الفئة الباغية ، وقد ثبت أنّ من قاتل عليّاً كانوا بغاة(٥) . ٢٠٧٣ ـ مجموع فتاوي ابن تيميّة ـ بعد ذكر حديث عمّار : تقتله الفئة الباغية ـ : وهذا أيضاً يدلّ علي صحّة إمامة علىّ ووجوب طاعته ، وأنّ الداعى إلي طاعته داع إلي الجنّة ، والداعى إلي مقاتلته داع إلي النار ـ وإن كان متأوّلا ـ وهو دليل علي أنّه لم يكن يجوز قتال علىّ . وعلي هذا فمقاتله مخطئ وإن كان متأوّلا ، أو باغ بلا تأويل ، وهو أصحّ القولين لأصحابنا ، وهو الحكم بتخطئة من قاتل عليّاً ، وهو مذهب الأئمّة الفقهاء (١) البداية والنهاية : ٧ / ٢٦٧ . ٦٢ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل السابع : نبذة من الآراء فى قتال البُغاة / كلام فى إصابة الإمام فى جميع حروبه
الذين فرعوا علي ذلك قتال البغاة المتأوّلين(١) . ٦٣ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل السابع : نبذة من الآراء فى قتال البُغاة / كلام فى إصابة الإمام فى جميع حروبه
قال أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان الملقّب بالمفيد : ومن الدليل علي أنّ أمير المؤمنين ¼ كان مصيباً فى حروبه كلّها ، وأنّ مخالفيه فى ذلك علي ضلال ، ما تظاهرت به الروايات عن النبىّ ½ من قوله : "حربك يا علىّ حربى ، وسلمك يا علىّ سلمى"(١) ، وقوله ½ : "يا علىّ أنا حرب لمن حاربك وسلم لمن سالمك"(٢) . وهذان القولان مرويّان من طريقى العامّة والخاصّة والمنتسبة من أصحاب الحديث إلي السنّة ، والمنتسبين منهم إلي الشيعة ، لم يعترض أحد من العلماء الطعن علي سندهما ، ولا ادّعي إنسان من أهل المعرفة بالآثار كذب رواتهما . (١) الفصول المختارة :٢ / ٢٤٥ ، أوائل المقالات للمفيد :٤ / ٢٨٥ ، فقه القرآن للراوندى :١ / ٣٦٥ ، عوالى اللآلى :٢ / ١٠٢ / ٢٧٨ وج ٤ / ٨٧ / ١٠٨ ، بحار الأنوار :٣٢ / ٣٣١ . ٦٤ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل السابع : نبذة من الآراء فى قتال البُغاة / كلام فى إصابة الإمام فى جميع حروبه
وما كان هذا سبيله وجب تسليمه والعمل به ، إذ لو كان باطلاً لما خلت الاُمّة من عالم منها ينكره ويكذّب رواته ، ولا سلم من طعن فيه ، ولعرف سبب تخرّصه وافتعاله ، ولاُقيم دليل الله سبحانه علي بطلانه ، وفى سلامة هذين الخبرين من جميع ما ذكرناه حجّة واضحة علي ثبوتهما حسبما بيّنّاه . ومن ذلك : الرواية المستفيضة عن النبىّ ½ أنّه قال لأمير المؤمنين ¼ : "تقاتل يا علىّ علي تأويل القرآن ، كما قاتلتَ علي تنزيله"(١) . وقوله ـ لسهيل بن عمرو ومن حضر معه لخطابه علي ردّ من أسلم من مواليهم ـ : لتنتهِنّ يا معشر قريش أو ليبعث الله عليكم رجلاً يضربكم علي تأويل القرآن كما ضربتُكم علي تنزيله . فقال له بعض أصحابه : من هو يا رسول الله ، هو فلان ؟ قال : لا . قال : ففلان ؟ قال : لا ، ولكنّه خاصف(٢) النعل فى الحجرة . (١) المسترشد : ٤٢٩ / ١٤٢ ، كفاية الأثر : ٧٦ عن أنس ، الإرشاد : ١ / ١٢٣ عن جابر عن الإمام الباقر عن أبيه ¤ ، كشف الغمّة : ١ / ٣٣٦ ، إحقاق الحقّ : ٦ / ٢٤ والثلاثة الأخيرة نحوه ، بحار الأنوار : ٣٦/٣١١/١٥٢ ; مسند ابن حنبل : ٤/٦٨/١١٢٨٩ ، المستدرك علي الصحيحين : ٣/١٣٢/٤٦٢١ ، خصائص أمير المؤمنين للنسائى : ٢٨٦ / ١٥٥ ، حلية الأولياء : ١ / ٦٧ ، اُسد الغابة : ٤/١٠٨/٣٧٨٩ ، فرائد السمطين : ١ / ١٦١ / ١٢٢ والستّة الأخيرة نحوه ، الصواعق المحرقة : ١٢٣ والسبعة الأخيرة عن أبى سعيد الخدرى ، المناقب لابن المغازلى : ٢٩٨ / ٣٤١ عن إسماعيل عن أبيه الإمام الكاظم عن آبائه
(ع) عنه ½ نحوه . ٦٥ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل السابع : نبذة من الآراء فى قتال البُغاة / كلام فى إصابة الإمام فى جميع حروبه
فنظروا فإذا علىّ ¼ فى الحجرة يخصف نعل رسول الله ½ (١) . ومن ذلك : قوله ½ لأمير المؤمنين ¼ : "تقاتل بعدى الناكثين والقاسطين والمارقين" . والقول فى هذه الرواية كالأخبار التى تقدّمت ، قد سلمت من طاعن فى سندها بحجّة ، ومن قيام دليل علي بطلان ثبوتها ، وسلّم لروايتها الفريقان فدلّ علي صحّتها . ومن ذلك : قوله ½ : "علىّ مع الحقّ والحقّ مع علىّ ، اللهمّ أدر الحقّ مع علىّ حيثما دار"(٢) . وهذا أيضاً خبر قد رواه محدّثو العامّة ، وأثبتوه فى الصحيح عندهم ، ولم يعترض أحدهم لتعليل سنده ، ولا أقدم منهم مقدم علي تكذيب ناقله ، وليس توجد حجّة فى العقل ولا السمع علي فساده ، فوجب الاعتقاد بصحّته وصوابه . ومن ذلك : قوله ½ : "اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، (١) الإفصاح : ١٣٥ ، مجمع البيان : ٣ / ٣٢٢ ، تأويل الآيات الظاهرة : ١ / ١٤٩ / ٧ ; اُسد الغابة : ٣ / ٢٨٢ / ٣٢٧٧ ، الإصابة : ٤ / ٢٤٥ / ٥١٠٢ ، ينابيع المودّة : ١ / ١٨٧ / ٤ والثلاثة الأخيرة عن عبد الرحمن بن بشير وكلّها نحوه وراجع الإرشاد : ١ / ١٢٢ والمناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٨٥ وكشف الغمّة : ١ / ٣٣٥ وإعلام الوري : ١ / ٣٧٢ ونهج الحقّ : ٢٢٠ والمستدرك علي الصحيحين : ٢ / ١٥٠ / ٢٦١٤ وخصائص أمير المؤمنين للنسائى : ٨٦ / ٣١ ومجمع الزوائد : ٥ / ٣٣٨ / ٨٩٥٠ واُسد الغابة : ٤ / ٩٩ / ٣٧٨٩ وتذكرة الخواصّ : ٤٠ والمناقب للخوارزمى : ١٢٨ / ١٤٢ وفرائد السمطين : ١ / ١٦٢ / ١٢٤ وعمدة عيون صحاح الأخبار : ٢٢٤ . ٦٦ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل السابع : نبذة من الآراء فى قتال البُغاة / كلام فى إصابة الإمام فى جميع حروبه
واخذل من خذله"(١) . وهذا فى الرواية أشهر من أن يحتاج معه إلي جمع السند له ، وهو أيضاً مسلّم عند نقلة الأخبار . وقوله ½ لعلىّ ¼ : "قاتلَ اللهُ من قاتلك ، وعادي اللهُ من عاداك"(٢) . والخبر بذلك مشهورٌ وعند أهل الرواية معروفٌ مذكور . ومن ذلك : قوله ½ : "من آذي عليّاً فقد آذانى ، ومن آذانى فقد آذي الله تعالي(٣)" . فَحكمَ أنّ الأذي له ¼ أذي الله ، والأذي لله جلّ اسمه هلاك مخرج عن الإيمان ، قال الله عزّ وجلّ : ³ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالاَْخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ² (٤) . وأمثال ما أثبتناه ـ من هذه الأخبار فى معانيها الدالّة علي صواب أمير المؤمنين ¼ وخطأ مخالفيه ـ كثيرة ، إن عملنا علي إيراد جميعها ، طال به الكتاب وانتشر به الخطاب ، وفيما أثبتناه منه للحقّ كفاية للغرض الذى نأمله ، إن شاء الله تعالي(٥) . (١) مسند ابن حنبل : ١ / ٢٥٤ / ٩٦٤ وص ٢٥٠ / ٩٥١ ، خصائص أمير المؤمنين للنسائى : ١٨١ / ٩٨ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٢٠٧ / ٨٦٨٤ وص ٢٠٨ ; الإرشاد : ١ / ١٧٦ ، الخصال : ٦٦ / ٩٨ ، معانى الأخبار : ٦٧ / ٨ . ٦٧ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / نظرة عامّة فى حروب الإمام / الفصل السابع : نبذة من الآراء فى قتال البُغاة / كلام فى إصابة الإمام فى جميع حروبه
أقول : راجع كلام ابن أبى الحديد فى أنّ الإمامة بعد النبىّ ½ حقّ الإمام علىّ ¼ وأنّه لو سلّ سيفه لحكمنا بهلاك كلّ من خالفه ; لأنّه قد ثبت عنه فى الأخبار الصحيحة أنه قال : "علىّ مع الحقّ ، والحقّ مع علىّ يدور حيثما دار ، وقال له غير مرّة : "حربك حربى وسلمك سلمى"(١) . |
||||||||||||||||||||||||||||