الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد الخامس

 

 

٦٩ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل

وفيه فصول :

الفصل الأوّل : مواصفات الحرب

الفصل الثانى : هويّة رؤساء الناكثين

الفصل الثالث : تأهّب الناكثين للخروج علي الإمام

الفصل الرابع : تأهّب الإمام لمواجهة الناكثين

الفصل الخامس : استنصار الإمام من الكوفة

الفصل السادس : احتلال البصرة

الفصل السابع : من ذى قار إلي البصرة

الفصل الثامن : جهود الإمام لمنع القتال

الفصل التاسع : القتال

الفصل العاشر : بعد الظفر

 ٧٠ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل

 ٧١ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الأوّل : مواصفات الحرب

١ / ١

تاريخها

ذكر بعض المؤرّخين أنّ معركة الجمل وقعت فى جمادي الاُولي(١) عام (٣٦ هـ ) ، بينما أكّد بعض آخر أنّها وقعت فى جمادي الثانية(٢) من العام نفسه ، ولم تدُم أكثر من يوم واحد(٣) .


(١) التاريخ الصغير : ١ / ١٢٠ ، مروج الذهب : ٢ / ٣٦٠ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٤٨٥ ، اُسد الغابة : ٢ / ٣١٠ ; تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٨٢ .
(٢) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٤١١ / ٥٥٧٠ ، الطبقات الكبري : ٣ / ٢٢٤ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٣٥ وص ١٣٨ ، تاريخ الطبرى : ٤ / ٥٠١ وص٥١٤ و٥٣٤ ، الأخبار الطوال : ١٤٧ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٣٣ ، العقد الفريد : ٣ / ٣١٤ ، البداية والنهاية : ٧ / ٢٣٩ .
(٣) ذكرت بعض المصادر أنّ الحرب استغرقت أربع ساعات ، راجع : تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٨٣ ، وحدّد زمانها بما بين الظهر والمغرب فى مصادر اُخري نظير أنساب الأشراف : ٣ / ٣٨ ، كما ذكر أنها استمرّت يوماً فى بعضها كما فى تاريخ الطبرى : ٤ / ٥٢٣ . ولا تعارض بين هذه الأقوال .

 ٧٢ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الأوّل : مواصفات الحرب / مكانها

وتاريخ الرسالتين اللتين بعثهما الإمام إلي أهالى المدينة والكوفة بعد انتهاء الحرب يؤيّد الرأى الأوّل . فقد جاء فى ختام هاتين الرسالتين : "و كتب عبيد الله بن أبى رافع فى جمادي الاُولي من سنة ستّ وثلاثين من الهجرة"(١) .

النقطة الجديرة بالاهتمام فيما يخصّ تاريخ وقوع أوّل حرب داخليّة فى عهد حكومة الإمام  ¼ هى أنّ هذه الحرب وقعت بعد خمسة أشهر فقط من مبايعة الناس إيّاه ، وأنّه بقى مشغولا بإخماد الفتن الداخليّة طوال عهد حكومته الذى استمرّ لأقلّ من خمس سنوات . وهذا يعنى أنّه لم تسنح له الفرصة للبناء ولتنفيذ سياساته وخططه . ولكنّه فى الوقت ذاته لم يفرّط بأيّة فرصة ، وقدّم فى عهد حكومته أفضل وأبدع أساليب الحكم، وخلّف أكبر رقم فى ميدان البناء والإعمار.

١ / ٢

مكانها

البصرة : مدينة تقع فى أقصي الجنوب الشرقى للعراق قرب الحدود مع إيران والكويت .

بُنيت البصرة مع الكوفة فى عهد الخليفة الثانى وبأمره . وكانت مركزاً عسكريّاً تنطلق منه الجيوش الإسلاميّة لدي فتحها بلاد الشرق(٢) .


(١) الجمل : ٣٩٦ وص ٣٩٩ .
(٢) تاريخ الطبرى : ٣ / ٥٩٠ و٥٩١ ، مروج الذهب : ٢ / ٣٢٨ ، البداية والنهاية : ٧ / ٤٨ وفى كلّها قول آخر فى تمصيرها سنة ستّ عشرة ، معجم البلدان : ١ / ٤٣٢ لمزيد الاطّلاع علي البصرة وتمصيرها راجع كتاب "موسوعة تاريخ البصرة" ، الجزء الأوّل .

 ٧٣ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الأوّل : مواصفات الحرب / عدد المشاركين فيها

وعندما عزم الناكثون علي محاربة أمير المؤمنين  ¼ ، صاروا يبحثون عن مدينة عسكريّة . ولم تكن هناك مدينة تحمل هذه الخصوصيّة غير البصرة والكوفة . ونظراً لطبيعة علاقة أهالى الكوفة بالإمام علىّ  ¼ ، وتنفُّذ بعض رؤوس الناكثين بين أهالي البصرة ، فقد وقع اختيارهم علي البصرة .

وقعت معركة الجمل فى الزابوقة(١) التى هى فى ضواحى البصرة ، أو فى الزاوية(٢) ; التى كانت واحدة من أحياء البصرة أو فى الخريبة(٣) .

١ / ٣

عدد المشاركين فيها

بلغ قوام الجيشين فى معركة الجمل خمسين ألفاً ، شكّل جيش الإمام أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب  ¼ عشرين ألفاً منهم(٤) ، وشكّل جيش الناكثين ثلاثين ألفاً(٥) . ومن اللافت للنظر فى جيش الإمام  ¼ أنّ بين اُمرائه عدداً من وجوه الصحابة المعروفين بطهرهم ، وجلالتهم ، والتزامهم ، وتعبّدهم .


(١) تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٦٦ وص ٤٧٠ و٥٠٥ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٣٦ ، معجم البلدان : ٣ / ١٢٥ ، معجم ما استعجم : ٢ / ٦٩١ ، الفتوح : ٢ / ٤٦٣ .
(٢) مروج الذهب : ٢ / ٣٧٠ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٣٥ .
(٣) الأخبار الطوال : ١٤٦ ; تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٨٢ .
(٤) تاريخ الطبرى : ٤ / ٥٠٥ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٣٦ ، الفتوح : ٢ / ٤٦٤ ، البداية والنهاية : ٧ / ٢٤٠ ; الجمل : ٣٢١ وفيه "فأحاط العسكر يومئذ من الفرسان المعروفين والرجّالة المشهورين علي ستّة عشر ألف رجل" .
(٥) تاريخ الطبرى : ٤ / ٥٠٥ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٣٦ ، الفتوح : ٢ / ٤٦٤ ، البداية والنهاية : ٧ / ٢٤٠ .

 ٧٤ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الأوّل : مواصفات الحرب / قادة جيش الإمام

١ / ٤

قادة جيش الإمام

قائد الخيّالة : عمّار بن ياسر(١) .

قائد الرجّالة : محمّد بن أبى بكر(٢) .

قائد الساقة : هند المرادى(٣) .

قائد المقدّمة : عبد الله بن عبّاس(٤) .

قائد الميمنة : الإمام الحسن  ¼ (٥) .

قائد الميسرة : الإمام الحسين  ¼ (٦) .

صاحب الراية : محمّد ابن الحنفيّة(٧) (٨) .


(١)
(٢) (١ و) تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٤٨٥ ، العقد الفريد : ٣ / ٣١٤ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٣٨ ، الإمامة والسياسة : ١ / ٩٠ ; الجمل : ٣١٩ .
(٣) الإمامة والسياسة : ١ / ٩٠ ; الجمل : ٣١٩ وزاد فيه "ثمّ الجملى" .
(٤) تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٤٨٥ ، العقد الفريد : ٣ / ٣١٤ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٣٨ ، الإمامة والسياسة : ١ / ٩٠ ، تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٨٠ وفيه "أبو ليلي بن عمر بن الجراح" ; الجمل : ٣١٩ .
(٥) العقد الفريد : ٣ / ٣١٤ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٤٨٥ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٣٨ وفيهما : "علباء بن الهيثم السدوسى ويقال عبد الله بن جعفر ويقال الحسن بن علىّ" علي نحو الترديد بينهم ، تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٨٠ وفيه "عبد الله بن عبّاس" ، الأخبار الطوال : ١٤٧ وفيه "الأشتر" ، هامش تاريخ دمشق : ١٣ / ٢٦٠ .
(٦) تاريخ دمشق : ١٤ / ١٨٧ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٤٨٥ ، العقد الفريد : ٣ / ٣١٤ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٣٨ ، تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٨٠ وفيه "عمر بن أبى سلمة أو عمرو بن سفيان بن عبد الأسد" ، الأخبار الطوال : ١٤٧ وفيه "عمّار بن ياسر" .
(٧) تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٨٠ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٤٨٥ ، العقد الفريد : ٣ / ٣١٤ ، الأخبار الطوال : ١٤٧ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٣٨ .
(٨) لمزيد الاطّلاع حول قادة جيش الإمام  ¼ راجع الفتوح : ٢ / ٤٦٨ .

 ٧٥ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الأوّل : مواصفات الحرب / قادة جيش الناكثين

١ / ٥

قادة جيش الناكثين

قائد الحرب : الزبير بن العوّام(١) .

قائد الخيّالة : طلحة بن عبيد الله(٢) .

قائد خيّالة الميمنة : مروان بن الحكم(٣) .

قائد خيّالة الميسرة : هلال بن وكيع الدارمى(٤) .

قائد الرجّالة : عبد الله بن الزبير(٥) .

قائد رجّالة الميمنة : عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد(٦) .

قائد رجّالة الميسرة : عبد الرحمن بن الحارث(٧) .


(١) الإمامة والسياسة : ١ / ٨٩ ; الجمل : ٣٢٤ .
(٢) تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٤٨٥ ، العقد الفريد : ٣ / ٣١٤ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٣٨ ، الإمامة والسياسة : ١ / ٨٩ ، الفتوح : ٢ / ٤٦١ ، الأخبار الطوال : ١٤٦ وفيه "محمّد بن طلحة" .
(٣) الجمل : ٣٢٤ ; الفتوح : ٢ / ٤٦١ ، الإمامة والسياسة : ١ / ٨٩ وفيه "علي المقدّمة مروان" ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٤٨٥ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٣٨ وفيهما "علي الميسرة" .
(٤) الجمل : ٣٢٤ ; الفتوح : ٢ / ٤٦١ .
(٥) تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٤٨٥ ، العقد الفريد : ٣ / ٣١٤ ، الأخبار الطوال : ١٤٦ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٣٨ ، الإمامة والسياسة : ١ / ٨٩ ، الفتوح : ٢ / ٤٦١ .
(٦) الجمل : ٣٢٤ ; الفتوح : ٢ / ٤٦١ ، الإمامة والسياسة : ١ / ٨٩ وفيه "عبد الرحمن بن عبادة" ، تاريخ الطبرى : ٤ / ٥٠٧ وفيه "إلي الميسرة" .
(٧) الجمل : ٣٢٤ ; الأخبار الطوال : ١٤٧ وفيه "و إلي الميسرة" ، تاريخ الطبرى : ٤ / ٥٠٧ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٣٧ وفيهما "كان قائد الميمنة ، وفى الأخير : عبد الرحمن بن الحرث" ، الفتوح : ٢ / ٤٦١ وفيه "حاتم بن بكير الباهلى" ، الإمامة والسياسة : ١ / ٨٩ وفيه "و علي الميسرة هلال بن وكيع" .

 ٧٦ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الأوّل : مواصفات الحرب / أكابر أصحاب الإمام

صاحب الراية : عبد الله بن حكيم(١) (٢) .

١ / ٦

أكابر أصحاب الإمام

شارك الكثير من أكابر أصحاب الرسول  ½ فى معركة الجمل إلي جانب الإمام علىّ  ¼ ، إلاّ أنّ الروايات تختلف فى ذكر عددهم ; فبعض المصادر يصرّح بأنّ عددهم كان ثمانون من أهل بدر ، وألف وخمسمائة من أصحاب رسول الله  ½ .

ويذكر آخر أنّ عدد المشاركين فى هذه المعركة من أصحاب الرسول كان ثمانمائة من الأنصار ، وأربعمائة ممّن شهدوا بيعة الرضوان .

ومن بين الشخصيّات البارزة التى شاركت فى جيش الإمام علىّ  ¼ يمكن الإشارة إلي كلّ من :

أبى أيّوب الأنصارى ، أبى الهيثم بن التيّهان ، خزيمة بن ثابت ، عبد الله بن بديل ، عبد الله بن عبّاس ، عثمان بن حنيف ، عدىّ بن حاتم ، عمّار بن ياسر ، عمرو بن الحمق ، عمر بن أبى سلمة ، هاشم بن عتبة .

وشخصيّات كبيرة اُخري مثل :

اُويس القرنى ، جارية بن قدامة ، حجر بن عدىّ ، زيد بن صوحان ، سيحان بن صوحان ، صعصعة بن صوحان ، مالك الأشتر ، شريح بن هانى ، محمّد بن أبي


(١) الجمل : ٣٢٤ ; تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٤٨٥ ، العقد الفريد : ٣ / ٣١٤ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٣٨ ، الأخبار الطوال : ١٤٦ وفيه "عبد الله بن حرام بن خويلد" .
(٢) لمزيد الاطّلاع حول قادة جيش واقعة الجمل راجع الفتوح : ٢ / ٤٦١ .

 ٧٧ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الأوّل : مواصفات الحرب / أكابر أصحاب الإمام

بكر ، محمّد ابن الحنفيّة .

وكان بين اُولئك الذين وقفوا إلي جانب الإمام  ¼ شخصيّتان مؤثّرتان جدّاً :

الاُولي : عمّار بن ياسر ، فبالنظر إلي اشتهار ما تنبّأ به الرسول  ½ حول مصيره ، كان وجوده فى جيش الإمام علىّ  ¼ كفيلا بعدم وقوف كلّ من يؤمن بالرسول  ½ ضدّ جيش الإمام . ولهذا يُروي أنّ الزبير لمّا بلغه أنّ عمّاراً مع علىّ  ¼ "ارتاب بما كان فيه" .

والثانية : ابن اُمّ سلمة ، وكان وجوده دليلا علي تأييد زوجة رسول الله  ½ لجبهة الإمام . وهذا التأييد وإن كان لا يرقي إلي مكانة عائشة الحسّاسة يوم الجمل ، ولكن كان له تأثير كبير فى أذهان عموم الناس .

٢٠٧٤ ـ الأمالى للطوسى عن عبد الرحمن بن أبى ليلي : شهد مع علىّ  ¼ يوم الجمل ثمانون من أهل بدر ، وألف وخمسمائة من أصحاب رسول الله  ½ (١) .

٢٠٧٥ ـ تاريخ الإسلام عن سعيد بن جبير : كان مع علىّ يوم وقعة الجمل ثمانمائة من الأنصار ، وأربعمائة ممّن شهد بيعة الرضوان(٢) .

٢٠٧٦ ـ الأخبار الطوال : إنّ الزبير لمّا علم أنّ عمّاراً مع علىّ   ¢ ارتاب بما كان


(١) الأمالى للطوسى : ٧٢٦ / ١٥٢٧ ، شرح الأخبار : ١ / ٤٠١ / ٣٥٠ ; مروج الذهب : ٢ / ٣٦٧ وفيه "أربعمائة من المهاجرين والأنصار منهم : سبعون بدريّاً وباقيهم من الصحابة" ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٤٨٤ عن السدّى وفيه "مائة وثلاثون بدريّاً وسبعمائة من أصحاب النبىّ  ½ " .
(٢) تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٤٨٤ ، تاريخ خليفة بن خيّاط :١٣٨ ، العقد الفريد : ٣ / ٣١٤ ; شرح الأخبار : ٢ / ٩ / ٣٩٣ وفيه "و تسعمائة" بدل "و أربعمائة" وج ١ / ٣٨٢ / ٣٢٤ نحوه وفيه "سبعمائة رجل من المهاجرين والأنصار" بدل "ثمانمائة من الأنصار" .

 ٧٨ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الأوّل : مواصفات الحرب / وجوه أصحاب الجمل

فيه ; لقول رسول الله  ½ : "الحقّ مع عمّار" ، و"تقتلك الفئة الباغية"(١) .

٢٠٧٧ ـ تاريخ الطبرى عن عبد الرحمن بن أبى عمرة : قامت اُمّ سلمة فقالت : يا أمير المؤمنين لولا أن أعصى الله عزّ وجلّ وأنّك لا تقبله منّى لخرجت معك ، وهذا ابنى عمر ـ والله ، لهو أعزّ علىَّ من نفسى ـ يخرج معك فيشهد مشاهدك . فخرج فلم يزل معه(٢) .

١ / ٧

وجوه أصحاب الجمل

كان وجوه أصحاب الجمل من أصحاب الرسول  ½ والمقرّبين إليه ، وكان فى جيشهم أيضاً أشراف وأكابر آخرون . فقد كان فيهم عائشة وطلحة والزبير ومروان بن الحكم وعبد الله بن عامر وكعب بن سور ، وغيرهم ممّن كانوا يؤيّدون عثمان أو لا يطيقون تحمّل عدالة الإمام  ¼ .

وقد كان حضور أشخاص كطلحة والزبير وعائشة فى المعركة باعثاً علي وقوع غير ذوى البصيرة ـ ممّن ينظرون إلي الحقّ من خلال الشخصيّات البارزة ـ فى الشك والحيرة ، أو الانضمام إلي جيش أصحاب الجمل . ولأجل تنوير عقول أمثال هؤلاء الناس قال أمير المؤمنين  ¼ قولته المشهورة : "إنّ الحقّ لا يُعرف بالرجال ; اِعرف الحقّ تعرف أهله" .

راجع : تأهّب الإمام لمواجهة الناكثين / التباس الأمر علي من لا بصيرة له .


(١) الأخبار الطوال : ١٤٧ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٣٥ وص ٣٣٧ ، نهاية الأرب : ٢٠ / ٦٨ ، البداية والنهاية : ٧ / ٢٤٠ وفيها "كفّ الزبير عن قتال عمّار لقوله  ½ " وراجع تاريخ الطبرى : ٤ / ٥١٠ .
(٢) تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٥١ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٢٣ وفيه "هذا ابن عمّى" بدل "ابنى عمر" ، الفتوح : ٢ / ٤٥٦ نحوه وفيه كتابها إلي الإمام  ¼ .


إرجاعات 
١٤٢ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / الحرب الاُولى : وقعة الجمل / الفصل الرابع : تأهّب الإمام لمواجهة الناكثين / كتاب الإمام إلى والي البصرة

 ٧٩ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الأوّل : مواصفات الحرب / عدد القتلي فيها

١ / ٨

عدد القتلي فيها

قُتل فى معركة الجمل من جيش الإمام علىّ  ¼ خمسة آلاف(١) . وتُجمع النصوص التاريخيّة كلّها علي هذا العدد بدون أدني اختلاف .

ولكن هناك اختلاف كبير بين هذه النصوص حول عدد قتلي جيش الجمل بحيث لا يمكن التعويل كثيراً علي أىّ منها .

فقد ذكرت بعض الأخبار التاريخيّة أنّ عدد من قُتل منهم عشرون ألفاً(٢) ، بينما جاء فى أخبار اُخري أنّه قُتل منهم ثلاثة عشر ألفاً(٣) ، وعلي خبر آخر عشرة آلاف(٤) ، أو خمسة آلاف(٥) .

وجاء فى نقل سيف بن عمر أنّه قُتل منهم خمسة آلاف ، وهو ـ فى العادة ـ ينقل الأخبار الكاذبة ، أو يختلقها من عنده .

وما ذُكر من أنّ عدد قتلي أصحاب الجمل كان عشرة آلاف ، وإن لم يأتِ فى مصادر تاريخيّة كثيرة ، إلاّ أنّ نبوءة الإمام علىّ  ¼ فى عدد قتلاهم تؤيّد هذا المعني .

فقد قال لمّا بلغه خروج عائشة :


(١) تاريخ الطبرى : ٤ / ٥٣٩ ، العقد الفريد : ٣ / ٣٢٤ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٤٦ ، مروج الذهب : ٢ / ٣٦٠ ، البداية والنهاية : ٧ / ٢٤٥ .
(٢) العقد الفريد : ٣ / ٣٢٤ .
(٣) مروج الذهب : ٢ / ٣٦٠ .
(٤) تاريخ الطبرى : ٤ / ٥٣٩ .
(٥) تاريخ الطبرى : ٤ / ٥٣٩ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٤٦ ، البداية والنهاية : ٧ / ٢٤٥ .

 ٨٠ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الأوّل : مواصفات الحرب / عدد القتلي فيها

"و قد ـ والله ـ علمتُ أنّها الراكبة الجمل لا تحلّ عقدةً ولا تسير عقبةً ولا تنزل منزلا إلاّ إلي معصية ; حتي تُورد نفسها ومن معها مورداً يُقتل ثلثهم ، ويهرب ثلثهم ، ويرجع ثلثهم(١) .

وبما أنّ عدد أصحاب الجمل كان ثلاثين ألفاً(٢) فيجب أن يكون عدد قتلاهم عشرة آلاف .

وذكر الشيخ المفيد فى كتاب الجمل أنّ مجموع القتلي بلغ خمسةً وعشرين ألفاً ، فإذا نقص منها خمسة آلاف ممّن قتلوا فى جيش الإمام يبقي العدد عشرون ألفاً ، وهذا يؤيّد النصّ الوارد فى أنّ عدد من قُتل منهم عشرون ألفاً .

وواصل الشيخ المفيد يقول : وروي عبد الله بن الزبير رواية شاذّة أنّهم كانوا خمسة عشر ألفاً . قيل : ويوشك أن يكون قول ابن الزبير أثبت . ولكنّ القول بذلك باطل ; لبعده عن جميع ما قاله أهل العلم به(٣) .

وكلام اُمّ أفعي مع عائشة ـ الذى ورد فى عيون الأخبار ـ يؤيّد صحّة هذا القول .

علي أنّه ذكرت بعض المصادر أنّ مجموع قتلي الفريقين كان ثلاثين ألفاً(٤) ، فيما ذكرت اُخري أنّه كان عشرين ألفاً(٥) .

٢٠٧٨ ـ عيون الأخبار : دخلت اُمّ أفعي العبديّة علي عائشة [بعد وقعة الجمل ]


(١) الإرشاد : ١ / ٢٤٦ .
(٢) راجع : عدد المشاركين فيها .
(٣) الجمل : ٤١٩ .
(٤) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٨٣ ; تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٤٨٤ .
(٥) أنساب الأشراف : ٣ / ٥٩ .

 ٨١ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الأوّل : مواصفات الحرب / عدد القتلي فيها

فقالت : يا اُمّ المؤمنين ، ما تقولين فى امرأة قتلت ابناً لها صغيراً ؟ قالت : وَجَبَتْ لها النار . قالت : فما تقولين فى امرأة قتلت من أولادها الأكابر عشرين ألفاً ؟ قالت : خذوا بيد عدوّة الله(١) .


(١) عيون الأخبار لابن قتيبة : ١ / ٢٠٢ ، العقد الفريد : ٣ / ٣٢٨ وفيه "اُمّ أوفي العبديّة" وراجع أنساب الأشراف : ٣ / ٥٩ .

 ٨٢ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الأوّل : مواصفات الحرب / عدد القتلي فيها

 ٨٣ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الثانى : هويّة رؤساء الناكثين

تُعدّ معركة الجمل من الحوادث الجديرة بالتأمّل فى التاريخ الإسلامىّ ; وإنّ فى التعرّف علي دوافع مسعّريها وأهدافهم تذكيراً للمرء وتنبيهاً له لمعرفة رجاله الذين يقتدى بهم ويسير علي نهجهم .

إنّنا نلحظ فى النصوص التاريخيّة التى تحدّثت عن تنظيم القوّات وأهدافها وبواعثها نقاطاً تثير التأمّل . منها : الأهواء ، والنزعات الدنيويّة ، واستغلال بعض الوجهاء لتحفيز عامّة الناس . ومنها : ممارسات مكتنزى الثروات ، وطلاّب السلطة ، ومَنْ وجد حياته المترفة مهدّدة بالخطر .

النقطة الاُخري التى ينبغى ألاّ ننساها هى كيفيّة مواجهة أشخاص من الصحابة عليّاً  ¼ ، فى حين أنّهم كانوا يدّعون الإسلام والسبق إليه ! ومن جانب آخر ، وجاهة عامّة الأشخاص الذين كان موقفهم فى معركة الجمل يتعارض تماماً مع موقفهم فى زمان عثمان .

وننقل فيما يأتى بإيجاز نصوصاً تتحدّث عن حياة الذين أوقدوا تلك الحرب ،

 ٨٤ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الثانى : هويّة رؤساء الناكثين / خصائصهم

وندعوا القرّاء إلي التأمّل فيها .

٢ / ١

خصائصهم

٢٠٧٩ ـ العقد الفريد : كان علىّ بن أبى طالب يقول : "بُليت بأنَضّ الناس ، وأنطق الناس ، وأطوع الناس فى الناس" . يريد بأنضّ الناس : يَعلي بن مُنْيَة ; وكان أكثر الناس ناضّاً(١) ، ويريد بأنطق الناس : طلحة بن عبيد الله ، وأطوع الناس فى الناس عائشة اُمّ المؤمنين(٢) .

٢٠٨٠ ـ الإمام علىّ  ¼ : إنّى بُليت بأربعة : أدهي الناس وأسخاهم ; طلحة ، وأشجع الناس ; الزبير ، وأطوع الناس فى الناس ; عائشة ، وأسرع الناس إلي فتنة ; يَعلي بن اُميّة(٣) .

٢٠٨١ ـ عنه  ¼ : والله ، لقد مُنيت بأربع لم يُمنَ بمثلهنّ أحد بعد النبىّ  ½ : مُنيت بأشجع الناس ; الزبير بن العوّام ، وبأخدع الناس ; طلحة بن عبيد الله ، وبأطوع الناس فى الناس ; عائشة بنت أبى بكر ، وبمن أعان علىَّ بأنواع الدنانير يعلي بن مُنْية(٤) .

٢٠٨٢ ـ عنه  ¼ : إنّى مُنيت بأربعة ما مُنى أحد بمثلهنّ : مُنيت بأطوع الناس فى


(١) الناضّ : هو ما كان ذهباً أو فضّة ، عيناً وورِقاً . وقد نَضَّ المالُ ينِضّ إذا تحوّل نقداً بعد أن كان متاعاً (النهاية : ٥ / ٧٢) .
(٢) العقد الفريد : ٣ / ٣٢٣ ، جواهر المطالب : ٢ / ٢٢ .
(٣) الاستيعاب : ٢ / ٣١٨ / ١٢٨٩ عن صالح بن كيسان وعبد الملك بن نوفل والشعبى وابن أبى ليلي ، اُسد الغابة : ٣ / ٨٧ / ٢٦٢٧ وفيه "و أكثر الناس غني يعلي بن مُنية" بدل "و أسرع الناس . . ." .
(٤) الفتوح : ٢ / ٤٦٣ وراجع شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٢٧٧ / ١٩٩ .

 ٨٥ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الثانى : هويّة رؤساء الناكثين / عائشة

الناس ; عائشة بنت أبى بكر ، وبأشجع الناس ; الزبير بن العوّام ، وبأخصم الناس ; طلحة بن عبيد الله ، وبأكثر الناس مالاً ; يَعلي بن مُنْية التميمى ; أعان علىَّ بأصواع الدنانير(١) .

٢٠٨٣ ـ عنه  ¼ : حاربنى خمسة : حاربنى أطوع الناس فى الناس ; عائشة ، وأشجع الناس ; الزبير ، وأمكر الناس ; طلحة بن عبيد الله ; لم يدركه ماكر قطّ ، وحاربنى أعبد الناس ; محمّد بن طلحة بن عبيد الله ; كان محموداً حتي استزلّه أبوه ; فخرج به ، وحاربنى أعطي الناس ; يعلي بن منية ; كان يعطى الرجل الواحد الثلاثين ديناراً والسلاح والفرس علي أن يقاتلنى(٢) .

٢٠٨٤ ـ عنه  ¼ : مُنيت ـ أو بُليت ـ بأطوع الناس فى الناس ; عائشة ، وبأدهي الناس ; طلحة ، وبأشجع الناس ; الزبير ، وبأكثر الناس مالاً ; يعلي بن منية ، وبأجود قريش ; عبد الله بن عامر(٣) .

٢ / ٢

عائشة

هى عائشة بنت أبى بكر ، وزوج النبىّ الأعظم  ½ (٤) .


(١) المسترشد : ٤١٩ / ١٤١ عن شريح بن هانئ ، كشف المحجّة : ٢٥٤ نحوه وراجع فتح البارى : ١٣ / ٥٥ .
(٢) تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٤٩٩ عن أبى فروة ، سير أعلام النبلاء : ١ / ٥٩ / ٣ عن ابن أبى فروة .
(٣) الأغانى : ١٢ / ٣٨٩ عن أبى الكنود .
(٤) الطبقات الكبري : ٨ / ٥٨ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ١٣٥ / ١٩ ، الاستيعاب : ٤ / ٤٣٥ / ٣٤٦٣ ، اُسد الغابة : ٧ / ١٨٦ / ٧٠٩٣ .

 ٨٦ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الثانى : هويّة رؤساء الناكثين / عائشة

توفّى عنها النبىّ ولها من العمر ثمانى عشرة سنةً(١) .

حظيت باحترام بالغ فى عهد أبى بكر وعمر ، بَيْدَ أنّ عثمان قلّل من شأنها ومن احترامها ; فبرز الخلاف بينهما(٢) إلي درجة أنّها كانت تحرّض الناس علي قتله بقولها : اقتلوا نعثلاً فقد كفر(٣) ! وحين حاصر الثوّار عثمان ذهبت إلي مكّة ، وظلّت فيها إلي أن قُتِل(٤) .

وعندما قُتل عثمان ، كانت تتطلّع إلي خلافة طلحة(٥) والزبير(٦) .

ولمّا تناهي إلي سمعها استخلاف أمير المؤمنين  ¼ رجعت من منتصف الطريق إلي مكّة ، ونادت بظُلامة عثمان مطالبة بثأره(٧) .

وعلي الرغم من أنّ موقفها من قتل عثمان كان واضحاً للناس ; ومنهم من كان يذكّرها به ، بَيْدَ أنّهم كانوا يحترمونها ويسمعون كلامها ; إجلالاً لرسول الله  ½ ، ولاُمومتها المؤمنين .


(١) تهذيب الكمال : ٣٥ / ٢٣٦ / ٧٨٨٥ ، الاستيعاب : ٤ / ٤٣٦ / ٣٤٦٣ ، اُسد الغابة : ٧/١٨٩/٧٠٩٣ ، الإصابة : ٨ / ٢٣٢ / ١١٤٦١ ، البداية والنهاية : ٨ / ٩٤ .
(٢) أنساب الأشراف : ٦ / ١٤٤ ، الفتوح : ٢ / ٤٢١ ; الجمل : ١٤٧ و١٤٨ ، تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٧٥ .
(٣) تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٥٩ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣١٣ ، العقد الفريد : ٣ / ٣٠٠ ، الفتوح : ٢ / ٤٣٧ ، الإمامة والسياسة : ١ / ٧٢ وفيه "فقد فجر" بدل "فقد كفر" .
(٤) راجع : القسم الرابع / الثورة علي عثمان / الدعوة إلي الخروج / تحريض عائشة .
(٥) أنساب الأشراف : ٦ / ٢١٢ .
(٦) الجمل : ٢٣١ .
(٧) تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٥٨ و٤٥٩ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣١٢ و٣١٣ ، أنساب الأشراف : ٦ / ٢١٢ و٢١٣ ، الأخبار الطوال : ١٤٤ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٤٨٣ ، الفتوح : ٢ / ٤٥٢ ، الإمامة والسياسة : ١ / ٧١ ، البداية والنهاية : ٧ / ٢٣١ ; تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٨٠ .

 ٨٧ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الثانى : هويّة رؤساء الناكثين / عائشة

كانت عالمة خطيبة وأديبة(١) ; وملمّة إلماماً تامّاً بسجايا العرب ، وتعرف مواطن ضعفهم ، لذا كانت قادرة علي تحريضهم(٢) .

وكان طلحة والزبير يعلمان أنّ الطريق الوحيد للنصر وتسلّم الخلافة هو تعبئة الناس بواسطة عائشة ; فلم يضيّعا هذه الفرصة .

كانت عائشة تجاهر بعدائها للإمام أمير المؤمنين  ¼ ، وتذكر أنّ بينها وبينه ما يكون بين المرأة وبين أحمائها(٣) .

ولولا وجاهتها لما استطاع طلحة والزبير تعبئة الناس للحرب . وكانت فارسة الحلبة بعد مقتل طلحة والزبير(٤) .

مع هذا كلّه ، أرجعها الإمام  ¼ إلي المدينة باحترام تامّ(٥) .

واصلت عداءها للإمام  ¼ علي الرغم من إصحارها بالندم مراراً علي ما فرّطت فى جنبه يوم الجمل(٦) .

أظهرت سرورها بعد استشهاد أمير المؤمنين  ¼ (٧) ، وسجدت لذلك شكراً(٨) !


(١) سنن الترمذى : ٥/٧٠٥/٣٨٨٤ ، تهذيب الكمال : ٣٥/٢٣٤/٧٨٨٥ ، الاستيعاب : ٤/٤٣٧/٣٤٦٣ ، البداية والنهاية : ٨ / ٩٢ .
(٢) تاريخ الطبرى : ٤ / ٥١٦ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٤٠ ، البداية والنهاية : ٧ / ٢٤٣ .
(٣) تاريخ الطبرى : ٤ / ٥٤٤ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٤٨ ، البداية والنهاية : ٧ / ٢٤٦ وص ٣٠٥ .
(٤) راجع : القتال / استمرار الحرب بقيادة عائشة .
(٥) راجع : بعد الظفر / محادثات بين الإمام وعائشة .
(٦) راجع : بعد الظفر / ندم عائشة .
(٧) الطبقات الكبري : ٣ / ٤٠ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ١٥٠ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٣٨ ، الأخبار الموفّقيّات : ١٣١ / ٥٩ .
(٨) الجمل : ١٥٩ ; مقاتل الطالبيّين : ٥٥ .

 ٨٨ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الثانى : هويّة رؤساء الناكثين / طلحة بن عبيد الله

وحالت دون دفن الإمام الحسن  ¼ عند جدّه رسول الله  ½ (١) .

ماتت سنة سبع وخمسين أو ثمان وخمسين من الهجرة(٢) .

٢ / ٣

طلحة بن عبيد الله

أحد السابقين إلي الإسلام(٣) ، ومن كبار الصحابة . آخي الزبيرَ قبل الهجرة(٤) . كان تاجراً ، وعندما وقعت معركة بدر كان قد ذهب فى تجارة إلي الشام(٥) .

أثني عليه أهل السُّنّة ، وعَدُّوه من العشرة المبشَّرة(٦) .

كان الخلفاء يحترمونه بعد وفاة النبىّ  ½ . اختاره عمر فى الشوري السداسيّة ، لكنّه اعتزل لمصلحة عثمان(٧) . كان فى غاية الدهاء والسياسة(٨) . حصل علي ثروة طائلة فى عصر عثمان ; بسبب الأموال التى كان قد أعطاها إيّاه بلا حساب(٩).


(١) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢٢٥ ; أنساب الأشراف : ٣ / ٢٩٨ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ٢٧٦ / ٤٧ ، تاريخ دمشق : ١٣ / ٢٩٣ .
(٢) تهذيب الكمال: ٣٥/٢٣٥/٧٨٨٥ ، الكامل فى التاريخ : ٢/٥١٨ ، سير أعلام النبلاء : ٢/١٩٢/١٩ ، الاستيعاب : ٤ / ٤٣٨ / ٣٤٦٣ ، اُسد الغابة : ٧ / ١٨٩ / ٧٠٩٣ .
(٣) الإصابة : ٣ / ٤٣٠ / ٤٢٨٥ ، تاريخ دمشق : ٢٥ / ٥٤ .
(٤) تهذيب الكمال : ١٣ / ٤١٥ / ٢٩٧٥ ، الإصابة : ٣ / ٤٣١ / ٤٢٨٥ ، تاريخ دمشق : ٢٥ / ٦٦ .
(٥) الاستيعاب : ٢ / ٣١٧ / ١٢٨٩ ، تاريخ دمشق : ٢٥ / ٥٤ .
(٦) تهذيب الكمال : ١٣ / ٤١٢ / ٢٩٧٥ ، سير أعلام النبلاء : ١ / ٢٤ / ٢ ، الاستيعاب : ٢/٣١٧/١٢٨٩ ، تاريخ دمشق : ٢٥ / ٥٤ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٥٢٣ ، البداية والنهاية : ٧ / ٢٤٨ .
(٧) راجع : القسم الرابع / مبادئ خلافة عثمان / ما جري فى الشوري .
(٨) راجع : خصائصهم .
(٩) راجع: القسم الرابع / مبادئ الثورة علي عثمان / جعل المال دولة بين الأغنياء / ما أعطي طلحة .

 ٨٩ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الثانى : هويّة رؤساء الناكثين / طلحة بن عبيد الله

وَهَبه عثمان مرّةً دَيْناً كان عليه بلغ خمسين ألف درهم ، وقال له : معونةً علي مروءتك(١) ! ! كان من ملاّكى الأرض الكبار ، حتي كان يُغِلّ بالعراق ما بين أربعمائة ألف إلي خمسمائة ألف ، ويُغلّ بالسَّراة(٢) عشرة آلاف دينار(٣) .

خلّف بعد موته ثروةً قدِّرت بثلاثين مليون درهم(٤) .

لم يُولِّه عثمان علي مصر من الأمصار مع أنّه كان يعظّمه ، ويعود ذلك إلي أنّه كان يهتمّ كثيراً بأقاربه وبِطانته ، ومن هنا توتّرت العلاقة بينهما(٥) ، كما أعرض عثمان أيضاً عن أهمّ سند له فى الماضى وهو عبد الرحمن بن عوف(٦) .

كان طلحة يطمح إلي الخلافة(٧) ; فكتب إلي البصرة ، والكوفة ، وغيرهما من الأمصار محرّضاً أهلها علي قتل عثمان(٨) . وكان بيت المال بيده فى جريان قتل عثمان(٩) ، بَيْدَ أنّه لم يستطع أن يطالب بالخلافة ; لاتّهامه بالمشاركة فى قتله ; فبايع أميرَ المؤمنين  ¼ ، والعجيب أنّه أوّل شخص يبايع .


(١) تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٠٥ ، تاريخ دمشق : ٢٥ / ١٠٤ .
(٢) السَّراة : الجبل الذى فيه طرف الطائف إلي بلاد أرمينية . وقيل : هو الجبال والأرض الحاجزة بين تهامة واليمن ، ولها سعة (معجم البلدان : ٣ / ٢٠٤) .
(٣) الطبقات الكبري : ٣ / ٢٢١ ، سير أعلام النبلاء : ١ / ٣٢ / ٢ ، مروج الذهب : ٢ / ٣٤٢ ، الاستيعاب : ٢ / ٣٢١ / ١٢٨٩ ، تاريخ دمشق : ٢٥ / ١٠٢ ، البداية والنهاية : ٧ / ٢٤٨ .
(٤) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٤١٧ / ٥٥٨٧ ، الطبقات الكبري : ٣ / ٢٢٢ ، تهذيب الكمال : ١٣ / ٤٢٣ / ٢٩٧٥ ، تاريخ دمشق : ٢٥ / ١٢٠ .
(٥) تاريخ المدينة : ٤ / ١١٦٩ ، العقد الفريد : ٣ / ٣٠٣ .
(٦) أنساب الأشراف : ٦ / ١٧١ ; تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٦٩ .
(٧) الإرشاد : ١ / ٢٤٦ .
(٨) الإمامة والسياسة : ١ / ٥٣ ، أنساب الاشراف : ٦ / ١٩٦ ، تاريخ المدينة : ٤ / ١١٩٨ .
(٩) تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٠٧ ; تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٧٥ .

 ٩٠ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الثانى : هويّة رؤساء الناكثين / طلحة بن عبيد الله

لم يظفر طلحة بالخلافة ، ويضاف إلي ذلك أنّه حُرِمَ من الامتيازات التى كانت له فى عهد عثمان . ممّا حدا به إلي إعلان معارضته للإمام أمير المؤمنين  ¼ ، فأوقد نار الحرب مع الزبير ، وعائشة ، وغيرهما .

وكان يقول : إنّا داهَنّا فى أمر عثمان ، فلا نجد اليوم شيئاً أمثل من أن نبذل دماءنا فيه(١) ! ! !

قُتل طلحة فى معركة الجمل سنة ٣٦ هـ ، بسهم رماه به مروان بن الحكم مِن خلفه(٢) .

٢٠٨٥ ـ الطبقات الكبري عن محمّد بن إبراهيم : كان طلحة بن عبيد الله يغلّ بالعراق ما بين أربعمائة ألف إلي خمسمائة ألف ، ويغلّ بالسراة عشرة آلاف دينار أو أقلّ أو أكثر(٣) .

٢٠٨٦ ـ الطبقات الكبري عن إسحاق بن يحيي عن موسي بن طلحة : أنّ معاوية سأله : كم ترك أبو محمّد ـ يرحمه الله ـ من العين ؟

قال : ترك ألفى ألف درهم ومائتى ألف درهم ، ومائتى ألف دينار ، وكان ماله قد اغتيل . كان يغلّ كلّ سنة من العراق مائة ألف سوي غلاّته من السراة وغيرها ، ولقد كان يُدْخِل قُوتَ أهله بالمدينة سَنَتَهم من مزرعة بقناة كان يزرع علي


(١) الطبقات الكبري : ٣ / ٢٢٢ ، تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٧٦ ، سير أعلام النبلاء : ١ / ٣٥ / ٢ ، تاريخ المدينة : ٤ / ١١٦٩ ، الاستيعاب : ٢ / ٣١٨ / ١٢٨٩ ، تاريخ دمشق : ٢٥ / ١٠٩ .
(٢) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٤١٧ / ٥٥٨٦ ، الطبقات الكبري : ٣ / ٢٢٣ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٣٩ ، سير أعلام النبلاء : ١ / ٣٦ / ٢ ، البداية والنهاية : ٧ / ٢٤٢ وص ٢٤٨ ; الجمل : ٣٨٩ .
(٣) الطبقات الكبري : ٣ / ٢٢١ ، سير أعلام النبلاء : ١ / ٣٢ / ٢ وليس فيه "إلي خمسمائة ألف" ، تاريخ دمشق : ٢٥ / ١٠١ وراجع مروج الذهب : ٢ / ٣٤٢ والاستيعاب : ٢ / ٣٢١ / ١٢٨٩ .

 ٩١ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الثانى : هويّة رؤساء الناكثين / طلحة بن عبيد الله

عشرين ناضحاً ، وأوّل من زرع القمح بقناة هو .

فقال معاوية : عاش حميداً سخيّاً شريفاً ، وقتل فقيراً ، رحمه الله !(١)

٢٠٨٧ ـ الطبقات الكبري عن إبراهيم بن محمّد بن طلحة : كانت قيمة ما ترك طلحة بن عبيد الله من العقار والأموال وما ترك من الناضّ ثلاثين ألف ألف درهم ، ترك من العين ألفَى ألف ومائتى ألف درهم ، ومائتى ألف دينار ، والباقى عُروض(٢) (٣) .

٢٠٨٨ ـ مروج الذهب ـ فى ذكر أحوال طلحة بن عبيد الله فى خلافة عثمان ـ : ابتني داره بالكوفة ، المشهورة به هذا الوقت ، المعروفة ـ بالكناسة ـ بدار الطلحيّين ، وكان غلّته من العراق كلّ يوم ألف دينار ، وقيل أكثر من ذلك ، وبناحية الشراة(٤) أكثر ممّا ذكرنا ، وشيّد داره بالمدينة وبناها بالآجُرّ والجصّ والساج(٥) .

٢٠٨٩ ـ تاريخ الطبرى عن موسي بن طلحة : كان لعثمان علي طلحة خمسون ألفاً ، فخرج عثمان يوماً إلي المسجد ، فقال له طلحة : قد تهيّأ مالك فاقبضه .

قال : هو لك يا أبا محمّد ! معونة لك علي مروءتك(٦) .

راجع : القسم الرابع / مبادئ الثورة علي عثمان / جعل المال دولة بين الأغنياء / ما أعطي طلحة بن عبيد الله

الثورة علي عثمان / الدعوة إلي الخروج / تحريض طلحة .


(١) الطبقات الكبري : ٣ / ٢٢٢ ، تاريخ دمشق : ٢٥ / ١٠٣ ، سير أعلام النبلاء : ١ / ٣٣ / ٢ نحوه .
(٢) العُرُوض : الأمتعة التى لا يدخلها كيل ولا وزن ، ولا يكون حيواناً ولا عقاراً (لسان العرب : ٧ / ١٧٠) .
(٣) الطبقات الكبري : ٣ / ٢٢٢ .
(٤) الشَّرَاة : صقع بالشام بين دمشق ومدينة الرسول  ½ (معجم البلدان : ٣/٣٣٢) .
(٥) مروج الذهب : ٢ / ٣٤٢ .
(٦) تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٠٥ ، تاريخ دمشق : ٢٥ / ١٠٣ و١٠٤ .


إرجاعات 
١٤٨ - المجلد الثالث / القسم الرابع : الإمام عليّ بعد النبيّ / الفصل الرابع : مبادئ الثورة على عثمان / جعل المال دولة بين الأغنياء / ما أعطى ابن شريكه في الجاهليّة
٢١٢ - المجلد الثالث / القسم الرابع : الإمام عليّ بعد النبيّ / الفصل الخامس : الثورة على عثمان / الدعوة إلى الخروج / تحريض طلحة

 ٩٢ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الثانى : هويّة رؤساء الناكثين / الزبير بن العوّام

٢ / ٤

الزبير بن العوّام

هو ابن عمّة النبىّ  ½ وأمير المؤمنين علىّ  ¼ ، وهو رابع من أسلم ، أو خامسهم(١) ، وكان من الصحابة الشجعان(٢) المشهورين ، وشهد مشاهد النبىّ  ½ كلّها(٣) ، وجُرح عدّة مرّات ، عدّه أهل السنّة أحد العشرة المبشّرة بالجنّة(٤) . امتنع من بيعة أبى بكر ، وكان من خاصّة أمير المؤمنين  ¼ ، وأصحابه الاُوَل(٥) ، قيل : إنّه حضر دفن السيّدة فاطمة الزهراء    £ (٦) ، ممّا يدلّ علي قربه من الإمام أمير المؤمنين  ¼ .

كان أحد الستّة الذين رشّحهم عمر للشوري ، واعتزل نصرةً للإمام علىّ  ¼ (٧) .

وكان صهر أبى بكر(٨) ، بيد أنّه أمضي سنوات من عمره إلي جانب أمير المؤمنين  ¼ . وقال  ¼ فيه : ما زال الزبير رجلاً منّا أهلَ البيت حتي نشأ ابنه المشؤوم عبد الله(٩) . وهذا يدلّ علي أنّ عبد الله بن الزبير كان مثيراً للفتنة ، وهو ما


(١) اُسد الغابة : ٢ / ٣٠٧ / ١٧٣٢ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ١ / ٢٦٧ ، سير أعلام النبلاء : ١ / ١٤٤ .
(٢) راجع : خصائصهم .
(٣) اُسد الغابة : ٢ / ٣٠٩ / ١٧٣٢ ، الاستيعاب : ٢ / ٩١ / ٨١١ ، البداية والنهاية : ٧ / ٢٤٩ .
(٤) اُسد الغابة : ٢ / ٣٠٩ / ١٧٣٢ ، الإصابة : ٢ / ٤٥٧ / ٢٧٩٦ ، الاستيعاب : ٢ / ٩١ / ٨١١ ، البداية والنهاية : ٧ / ٢٤٩ .
(٥) راجع : القسم الرابع / قصّة سقيفة / الهجوم علي بيت فاطمة بنت رسول الله .
(٦) المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣٦٣ ، بحار الأنوار : ٤٣ / ١٨٣ نقلا عن تاريخ الطبرى .
(٧) راجع : القسم الرابع / مبادئ خلافة عثمان / ما جري فى الشوري .
(٨) المحبّر : ٥٤ ; تاريخ دمشق : ١٨ / ٤٢٩ ، اُسد الغابة : ٣ / ٢٤٢ / ٢٩٤٩ .
(٩) نهج البلاغة : الحكمة ٤٥٣ ; العقد الفريد : ٣ / ٣١٤ ، الاستيعاب : ٣ / ٤٠ / ١٥٥٣ ، اُسد الغابة : ٣ / ٢٤٤ / ٢٩٤٩ ، شرح نهج البلاغة : ٢ / ١٦٧ .

 ٩٣ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الثانى : هويّة رؤساء الناكثين / الزبير بن العوّام

سنشير إليه لاحقاً .

كَنَز الزبير ثروة طائلة فى عهد عثمان(١) ، بلغت عند موته خمسين ألف دينار ، وألف فرس ، وألف عبد وأمَة(٢) . لكنّه لم يتولَّ منصباً .

وكان يساعد الثوّار الذين نهضوا ضدّ عثمان(٣) ، بل طالب بقتله ; علّه يتقلّد أمر الخلافة .

وبايع عليّاً  ¼ بعد قتل عثمان(٤) ، ولكنّه لمّا حُرم من الإمارة ، ومن الامتيازات التى كانت له فى عصر عثمان ، رفع لواء المعارضة بوجه أمير المؤمنين  ¼ (٥) يحرّضه علي ذلك ولدُه عبد الله .

توجّه إلي مكّة مع طلحة متظاهرَين أنّهما يريدان العمرة(٦) ، وهناك نسّقا مع عائشة وغيرها ، ثمّ اتّفقوا علي إشعال فتيل "الجمل" ، واعتزل الزبير الحرب بعد كلام أمير المؤمنين  ¼ معه ، لكنّه اغتيل علي يد ابن جرموز(٧) .

٢٠٩٠ ـ مروج الذهب ـ فى ذكر أحوال الزبير بن العوّام فى خلافة عثمان ـ : بني داره بالبصرة ; وهى المعروفة فى هذا الوقت ـ وهو سنة اثنتين وثلاثين


(١) الطبقات الكبري : ٣ / ١٠٧ .
(٢) مروج الذهب : ٢ / ٣٤٢ .
(٣) أنساب الأشراف : ٦ / ٢١١ .
(٤) نهج البلاغة : الكتاب ٥٤ ، الإرشاد : ١ / ٢٤٥ ; الطبقات الكبري : ٣ / ٣١ .
(٥) راجع : حرب الجمل / دوافع الحرب / الدافع فى الباطن / طلب الرئاسة .
(٦) راجع : تأهّب الناكثين للخروج علي الإمام / خروج طلحة والزبير إلي مكّة .
(٧) راجع : جهود الإمام لمنع القتال / عاقبة الزبير .

 ٩٤ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الثانى : هويّة رؤساء الناكثين / عبد الله بن الزبير

وثلاثمائة ـ تنزلها التجّار وأرباب الأموال وأصحاب الجهاز من البحريّين(١) وغيرهم ، وابتني أيضاً دوراً بمصر والكوفة والإسكندريّة ، وما ذكرنا من دوره وضياعه فمعلوم غير مجهول إلي هذه الغاية .

وبلغ مال الزبير بعد وفاته خمسين ألف دينار ، وخلّف الزبير ألف فرس ، وألف عبد وأمة ، وخِطَطاً(٢) بحيث ذكرنا من الأمصار(٣) .

٢٠٩١ ـ الطبقات الكبري : كان للزبير أربع نسوة ، ورُبِّع الثُّمن ، فأصاب كلّ امرأة ألفُ ألف ومائة ألف . قال : فجميع ماله خمسة وثلاثون ألفَ ألف ومائتا ألف(٤) .

٢ / ٥

عبد الله بن الزبير

ولد فى السنة الاُولي من الهجرة بالمدينة ، وهو أوّل مولود من أولاد المهاجرين(٥) .

وكان حفيد أبى بكر(٦) . وله دور مهمّ فى انحراف أبيه ، وإيقاد حرب الجمل .


(١) فى نسخة : "و أصحاب الجهات من البحرين" (هامش المصدر) .
(٢) الخِطَط : جمع خِطّة ; وهى الأرض يختطّها الإنسان لنفسه بأن يُعلِّم عليها علامة ، ويَخُطَّ عليها خطّاً ليُعلم أنّه قد احتازها ، وبها سمّيت خِطط الكوفة والبصرة (النهاية : ٢ / ٤٨) .
(٣) مروج الذهب : ٢ / ٣٤٢ .
(٤) الطبقات الكبري : ٣ / ١٠٩ ، سير أعلام النبلاء : ١ / ٦٧ / ٣ وفيه "و رفع الثلث" بدل "و رُبِّع الثُّمن" و "خمسون" بدل "خمسة وثلاثون" .
(٥) صحيح مسلم : ٣/١٦٩٠/٢٥ ، مسند ابن حنبل : ١٠/٢٧٠/٢٧٠٠٤ ، المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٦٣١ / ٦٣٢٦ ، السنن الكبري : ٦ / ٣٣٥ ، السيرة النبويّة لابن كثير : ٢ / ٣٣١ .
(٦) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٦٣١ / ٦٣٢٦ ، تهذيب الكمال : ١٤ / ٥٠٩ / ٣٢٦٩ ، تاريخ دمشق : ٢٨ / ١٤٦ .

 ٩٥ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الثانى : هويّة رؤساء الناكثين / عبد الله بن الزبير

وقال فيه أمير المؤمنين علىّ  ¼ : ما زال الزبير رجلاً منّا أهلَ البيت حتي نشأ ابنه المشؤوم عبد الله(١) .

وبذل قصاري جهده فى تولية أبيه الخلافة بعد مقتل عثمان ، إلاّ أنّه لم يُفلح فى ذلك ، وكان حلقة الوصل بين عائشة من جهة ، والزبير وطلحة من جهة اُخري(٢) .

وعندما عزم الزبير علي اعتزال القتال حاول أن يُثنيه عمّا هو بسبيله مستخدماً ضروب الحيل الأخلاقيّة والعاطفيّة(٣) .

ولمّا لم يبق أحد حول جمل عائشة ، أخذ بزمامه ، وجُرح جرحاً بليغاً فى اصطراعه مع مالك الأشتر . وكان يرغب فى قتل مالك حتي لو كلّفه ذلك نفسَه ، لذا كان يقول وهما مصطرعان :

اقتُلونى ومالِكاً واقتُلوا مالكاً معى !(٤)

عفا عنه الإمام أمير المؤمنين  ¼ بعد الحرب ، بطلب من عائشة(٥) . وكان مغروراً منبوذاً حتي أنّ معاوية لم يحترمه ولم يُبالِ به(٦) .


(١) نهج البلاغة : الحكمة ٤٥٣ ; العقد الفريد : ٣ / ٣١٤ ، الاستيعاب : ٣ / ٤٠ / ١٥٥٣ ، اُسد الغابة : ٣ / ٢٤٤ / ٢٩٤٩ ، شرح نهج البلاغة : ٢ / ١٦٧ .
(٢) الجمل : ٢٢٩ .
(٣) تاريخ الطبرى : ٤ / ٥٠٩ ، مروج الذهب : ٢ / ٣٧٢ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٤٩٠ ، البداية والنهاية : ٧ / ٢٤٢ ; الجمل : ٢٨٨ و٢٨٩ .
(٤) مروج الذهب : ٢ / ٣٧٦ ، تاريخ الطبرى : ٤ / ٥١٩ وص٥٣٠ ، أنساب الأشراف : ٣ / ٣٩ ; الجمل : ٣٥٠ وص٣٦٢ .
(٥) مروج الذهب : ٢ / ٣٧٨ ، الفتوح : ٢ / ٤٨٥ .
(٦) تاريخ الطبرى : ٥ / ٣٢٣ ، مقاتل الطالبيّين : ٣٩٧ .

 ٩٦ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الثانى : هويّة رؤساء الناكثين / عبد الله بن الزبير

ولم يبايع يزيدَ بعد هلاك معاوية . وتوطّن مكّة حفظاً لنفسه(١) ثمّ تسلّط عليها فهاجمها جيش يزيد لدحره ، واحترقت الكعبة ، ودُمّرت فى ذلك الهجوم(٢) .

لكنّ عبد الله نجا عندما بلغ مكّة خبرُ هلاك يزيد(٣) .

ثمّ ادّعي الخلافة سنة ٦٤ هـ(٤) ، واستولي علي الحجاز واليمن والعراق وخراسان(٥) .

وطلب البيعة من عبد الله بن عبّاس ، ومحمّد ابن الحنفيّة ، فلم يستجيبا له ، فعزم علي إحراقهما ، بَيْدَ أنّهما نجَوَا بعد حملة المختار(٦) .

قُتل ابن الزبير ، ثمّ صُلب فى عهد عبد الملك بن مروان سنة ٧٣ هـ ، بعدما أغار الحجّاج علي مكّة والمسجد الحرام(٧) .


(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٣٤٠ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٥٣٠ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٤ / ١٦٩ و١٧٠ ، العقد الفريد : ٣ / ٣٦٣ ، تاريخ دمشق : ٢٨ / ٢٠٣ وص ٢٠٩ ، البداية والنهاية : ٨ / ١٤٧ .
(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٩٨ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٦٠٢ ، اُسد الغابة : ٣ / ٢٤٤ / ٢٩٤٩ .
(٣) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٩٨ وص ٥٠١ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٦٠٢ ، تاريخ دمشق : ٢٨ / ٢٠٩ ، البداية والنهاية : ٨ / ٢٢٥ و٢٢٦ .
(٤) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٩٧ وص ٥٠١ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٦٠٤ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ٣٦٤ / ٥٣ ، تاريخ دمشق : ٢٨ / ٢٠٢ وص ٢٢١ ، البداية والنهاية : ٨ / ٢٣٨ و٢٣٩ .
(٥) اُسد الغابة : ٣ / ٢٤٤ / ٢٩٤٩ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ٣٦٤ / ٥٣ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٦١٥ ، تاريخ دمشق : ٢٨ / ٢٠٩ وص ٢٤٥ و٢٤٦ ، مروج الذهب : ٣ / ٨٣ . وقد ذكرت بعض المصادر أنّه حكم علي مصر أيضاً ، ولكن لم يستوسق له الأمر ; إذ سرعان ما غلب مروان عليها .
(٦) تاريخ دمشق : ٢٨ / ٢٠٤ ، مروج الذهب : ٣ / ٨٦ ; تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢٦١ .
(٧) مروج الذهب : ٣/١٢٢ ، المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٦٣٩ / ٦٣٤٦ ، تاريخ الطبرى : ٦/١٨٧ ، الكامل فى التاريخ : ٣ / ٦٧ ـ ٧٥ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ٣٧٧ / ٥٢ ، اُسد الغابة : ٣ / ٢٤٥ / ٢٩٤٩ ، تاريخ دمشق : ٢٨ / ٢١٢ وص ٢٤٢ و٢٤٥ ، البداية والنهاية : ٨ / ٣٢٩ .

 ٩٧ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الثانى : هويّة رؤساء الناكثين / عبد الله بن الزبير

٢٠٩٢ ـ شرح نهج البلاغة : ومن المنحرفين عنه [علىٍّ  ¼ ] المبغضين له : عبد الله ابن الزبير . . . كان علىّ  ¼ يقول : "ما زال الزبير منّا أهلَ البيت حتي نشأ ابنه عبد الله ، فأفسده" .

وعبد الله هو الذى حمل الزبير علي الحرب ، وهو الذى زيّن لعائشة مسيرها إلي البصرة ، وكان سبّاباً فاحشاً ، يبغض بنى هاشم ، ويلعن ويسبّ علىّ بن أبى طالب  ¼ (١) .

٢٠٩٣ ـ مروج الذهب عن مساور بن السائب : أنّ ابن الزبير خطب أربعين يوماً لا يصلّى علي النبىّ  ½ ، وقال : لا يمنعنى أن اُصلّى عليه إلاّ أن تشمخ رجالٌ بآنافها(٢) .

قال ابن أبى الحديد بعد ذكره لهذا الخبر : وفى رواية محمّد بن حبيب وأبى عبيدة معمّر بن المثنّي : إنّ له اُهيل سوء يُنْغِضون(٣) رؤوسهم عند ذكره(٤) .

٢٠٩٤ ـ مقاتل الطالبيّين ـ فى ذكر عبد الله بن الزبير ـ : هو الذى بقى أربعين جمعة لا يصلّى علي النبىّ  ½ فى خطبته حتي التاث(٥) عليه الناس ، فقال : إنّ له أهل بيت سوء إذا صلّيت عليه أو ذكرته أتلعوا أعناقهم ، واشرأبّوا لذكره ، وفرحوا بذلك ، فلا اُحبّ أن أقرّ عينهم بذكره(٦) .


(١) شرح نهج البلاغة : ٤ / ٧٩ .
(٢) مروج الذهب : ٣ / ٨٨ ، شرح نهج البلاغة : ٤ / ٦٢ نحوه .
(٣) من الإنغاض : تحريك الرأس نحو الغير كالمتعجّب منه (مفردات ألفاظ القرآن : ٨١٦) .
(٤) شرح نهج البلاغة : ٤ / ٦٢ .
(٥) لاثَ به الناس : اجتمعوا حوله (لسان العرب : ٢ / ١٨٨) .
(٦) مقاتل الطالبيّين : ٣٩٧ ; بحار الأنوار : ٤٨ / ١٨٣ / ٢٦ وراجع تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢٦١ .

 ٩٨ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الثانى : هويّة رؤساء الناكثين / مروان بن الحكم

٢ / ٦

مروان بن الحكم

كان مروان بن الحكم شخصاً مشبوهاً ، ورجلا انتهازيّاً يميل إلي اثارة الفتن والاضطرابات ، ويمثّل تجسيداً للشخص المرسوس فى أوساط حركة لا ينسجم مع مسارها ولا يعتقد بقيمها ولا يتماشي مع مُثُلها . وأمثال هؤلاء الأشخاص يُلحقون أضراراً فادحة بالتيّار الفكرى أو السياسى الذي ينتمون إليه .

إنّ التأثير العميق الذى كان لمروان علي عثمان من جهة ، والرغبة الجامحة فى إيجاد حكومة مجرّدة من القيم من جهة اُخري ، فضلا عن عدم اعتقاده بالثقافة الإسلاميّة ، جعل له دوراً مهمّاً فى التطوّرات التى عصفت بالمجتمع الإسلامى آنذاك .

لقد كان له دور جدير بالتأمّل فى تأجيج نار الغضب من جديد فى نفوس الثائرين علي عثمان ، وتعجيل اضطرام المناحرات حول دار الخلافة .

والمترجَم له هو ابن عمّ عثمان . وُلدَ فى مكّة أو فى الطائف ، ولكن لمّا كان النبىّ  ½ قد نفي أباه الحكم بن أبى العاص إلي الطائف ، فقد ذهب معه إليها ; لذلك لم يَرَ رسول الله  ½ (١) .

وسبب نفى الحَكَم إلي الطائف هو نظره فى داخل بيت النبىّ  ½ ، أو استهزاؤه بعمله وسيرته  ½ (٢) .


(١) اُسد الغابة : ٥ / ١٣٩ / ٤٨٤٨ .
(٢) أنساب الأشراف : ٦ / ١٣٥ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٦٤٧ ، اُسد الغابة : ٢ / ٤٩ / ١٢١٧ .

 ٩٩ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الثانى : هويّة رؤساء الناكثين / مروان بن الحكم

لَعَنه رسول الله  ½ وقال : ويل لاُمّتى ممّا فى صلب هذا(١) . وعندما تقلّد عثمان أمر الخلافة ، أعاد عمّه وابن عمّه إلي المدينة ، وبالغ فى إكرامهما(٢) وأغدق عليهما الأموال(٣) وفسح المجال لمروان أن يتدخّل فى شؤون الخلافة ; فأصبح كاتبه ، بل منظّر حكومته حقّاً .

لا ريب أنّ ركون عثمان إلي مروان ، وطاعته طاعةً مطلقة كان لها دور مهمّ فى قتله(٤) . وكان مروان غِرّاً لا حظّ له من آداب الإسلام فى المعاشرة ; لأنّه كان يعيش خارج المدينة منذ طفولته بوصفه طريدَ رسول الله  ½ .

وجُرح أثناء دفاعه عن عثمان(٥) ، وضرب علي قفاه فقُطع أحد علباويه ، فعاش بعد ذلك أوقص(٦) ، وكان يلقّب "خيط باطل" لدقّة عنقه(٧) ثمّ فرّ بعد مقتل عثمان إلي مكّة ، ولحق بالمتمرّدين ; أى أصحاب الجمل(٨) .


(١) اُسد الغابة : ٢ / ٤٩ / ١٢١٧ وج ٥ / ١٣٩ / ٤٨٤٨ ، الاستيعاب : ٣ / ٤٤٤ / ٢٣٩٩ وفيهما "و نظر إليه علىّ يوماً فقال : ويلك ، وويل اُمّة محمّد منك ومن بنيك !" .
(٢) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٦٤ وص ١٦٦ ; مروج الذهب : ٢ / ٣٤٣ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٦٤٧ ، البداية والنهاية : ٨ / ٢٥٧ .
(٣) أنساب الأشراف : ٦ / ١٣٣ وص ١٣٦ ، الطبقات الكبري : ٥ / ٣٦ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٤٣٠ و٤٣٢ ، الإمامة والسياسة : ١ / ٥٠ .
(٤) تاريخ الطبرى : ٤ / ٣٦٢ و٣٦٣ ; تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٧٣ .
(٥) الطبقات الكبري : ٥ / ٣٧ ، الاستيعاب : ٣ / ٤٤٤ / ٢٣٩٩ .
(٦) الوَقْص : قصر فى العنق كأنّه ردّ فى جوف الصدر (المحيط فى اللغة : ٥ / ٤٦٧) .
(٧) اُسد الغابة : ٥ / ١٤٠ / ٤٨٤٨ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٥ / ٢٣٠ ، تاريخ المدينة : ٤ / ١٢٨٢ ، البداية والنهاية : ٨ / ٢٦٠ .
(٨) الإمامة والسياسة : ١ / ٧٣ ، الطبقات الكبري : ٥ / ٣٨ .

 ١٠٠ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الثانى : هويّة رؤساء الناكثين / مروان بن الحكم

وكان علي الميمنة فى حرب الجمل(١) ، وله فيها دور ماكر . وقَتل فى مَعْمعتها طلحةَ ; لأنّه كان يحسبهُ قاتلَ عثمان(٢) ، وجُرح فى الحرب(٣) ، بيد أنّ الإمام  ¼ عفا عنه(٤) ، ثمّ التحق بمعاوية(٥) ، واشترك معه فى حرب صفّين(٦) .

تولّي حكم المدينة سنة ٤٢ هـ(٧) ، وهو الذى حال دون دفن الإمام الحسن  ¼ عند جدّه المصطفي  ½ (٨) .

تأمّر مروان علي المسلمين بعد يزيد بن معاوية ، لكنّه لم يحكم أكثر من تسعة أو عشرة أشهر(٩) ، فتحقّق فيه كلام الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه ; إذ كان قد شبّه قِصَرَ إمارته بـ " لَعْقَة الكَلْبِ أنفَه"(١٠) ، ثمّ تسلّط أبناؤه من بعده ، فتأسّس الكيان المروانىّ الذى كان له دور خبيث سيّئ فى تشويه المعارف الإسلاميّة


(١) راجع : هويّة رؤساء الناكثين / مروان بن الحكم .
(٢) الطبقات الكبري : ٣ / ٢٢٣ ، تاريخ المدينة : ٤ / ١١٧٠ ، الاستيعاب : ٢ / ٣١٩ / ١٢٨٩ ، تاريخ الطبرى : ٤ / ٥٠٩ .
(٣) الطبقات الكبري : ٥ / ٣٨ ، البداية والنهاية : ٧ / ٢٤٤ .
(٤) نهج البلاغة : صدر الخطبة ٧٣ ; الطبقات الكبري : ٥ / ٣٨ ، أنساب الأشراف : ٣ / ٥٧ و٥٨ ، مروج الذهب : ٢ / ٣٧٨ .
(٥) أنساب الأشراف : ٣ / ٥٨ .
(٦) الإصابة : ٦ / ٢٠٤ / ٨٣٣٧ .
(٧) الطبقات الكبري : ٥ / ٣٨ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ١٧٢ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٥٥ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٤ / ٨ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٥٣ وفيهما "سنة إحدي وأربعين" .
(٨) تاريخ المدينة : ١ / ١١٠ ، البداية والنهاية : ٨ / ٤٤ ; تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢٢٥ .
(٩) تاريخ الطبرى : ٥ / ٦١١ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٥ / ٢٣٣ ، الاستيعاب : ٣ / ٤٤٥ / ٢٣٩٩ ، اُسد الغابة : ٥ / ١٤٠ / ٤٨٤٨ ، الإصابة : ٦ / ٢٠٤ / ٨٣٣٧ وفيه "قدر نصف سنة" .
(١٠) نهج البلاغة : الخطبة ٧٣ .

 ١٠١ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الثانى : هويّة رؤساء الناكثين / مروان بن الحكم

ودمار المجتمع الإسلامىّ .

هلك مروان سنة ٦٥ هـ(١) .

٢٠٩٥ ـ المعجم الكبير عن ثوبان : إنّ رسول الله قال : اُريت بنى مروان يتعاورون(٢) منبرى ، فساءنى ذلك(٣) .

٢٠٩٦ ـ المستدرك علي الصحيحين عن أبى هريرة : إنّ رسول الله  ½ قال : "إنّى اُريت فى منامى كأنّ بنى الحكم بن أبى العاص يَنْزون(٤) علي منبرى كما تنزو القردة" . قال : فما رؤى النبىّ  ½ مستجمعاً ضاحكاً حتي توفّى(٥) .

٢٠٩٧ ـ المعجم الكبير عن أبى قبيل : إنّ ابن موهب أخبره أنّه كان عند معاوية بن أبى سفيان ، فدخل عليه مروان ، فكلّمه فى حوائجه ، فقال : اقضِ حاجتى يا أمير المؤمنين ، فوَ الله إنّ مؤنتى لعظيمة ، إنّى أصبحت أبا عشرة ، وأخا عشرة ، وعمّ عشرة ، فلمّا أدبر مروان وابن عبّاس جالس مع معاوية علي سريره ، فقال معاوية : أنشدك الله يابن عبّاس ، أ ما تعلم أنّ رسول الله  ½ قال : "إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين رجلاً اتّخَذوا مال الله بينهم دُوَلاً ، وعباده خَوَلاً ، وكتابه دَغَلاً(٦) ، فإذا بلغوا


(١) الطبقات الكبري : ٥ / ٤٣ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ٦١٠ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٦٤٦ ، مروج الذهب : ٣ / ٩٧ ، الاستيعاب : ٣ / ٤٤٥ / ٢٣٩٩ .
(٢) تعاوروه : تداولوه فيما بينهم (تاج العروس : ٧ / ٢٧٦) .
(٣) المعجم الكبير : ٢ / ٩٦ / ١٤٢٥ ، مقتل الحسين للخوارزمى : ١ / ١٧٣ .
(٤) نزوت علي الشىء : إذا وثبت عليه (لسان العرب : ١٥ / ٣١٩) .
(٥) المستدرك علي الصحيحين : ٤ / ٥٢٧ / ٨٤٨١ ، مسند أبى يعلي : ٦ / ٦٣ / ٦٤٣٠ ، مقتل الحسين للخوارزمى : ١ / ١٧٣ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ١٠٨ / ١٤ نحوه .
(٦) دُوَلا : جمع دَوْلة ; وهو ما يُتداول من المال ; فيكون لقوم دون قوم . وخَوَلا : أى خدماً وعبيداً ; يعنى أنّهم يستخدمونهم ويستعبدونهم . ودَغَلا : أى يخدعون به الناس ، وأصل الدغَل : الشجر الملتفّ الذى يكمنُ أهل الفساد فيه (النهاية : ٢ / ١٤٠ وص ٨٨ وص ١٢٣) .

 ١٠٢ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الثانى : هويّة رؤساء الناكثين / عبد الله بن عامر

تسعة وتسعين وأربعمائة كان هلاكهم أسرع من الثمرة" ؟ قال ابن عبّاس : اللهمّ نعم . . . قال معاوية : أنشدك الله يابن عبّاس ، أ ما تعلم أنّ رسول الله  ½ ذكر هذا ، فقال : أبو الجبابرة الأربعة ؟ قال ابن عبّاس : اللهمّ نعم(١) .

٢٠٩٨ ـ نهج البلاغة : قالوا : اُخذ مروان بن الحكم أسيراً يوم الجمل ، فاستشفع الحسن والحسين    ¤ إلي أمير المؤمنين  ¼ ، فكلّماه فيه ، فخلّي سبيله ، فقالا له : يبايعك يا أمير المؤمنين؟ فقال  ¼ : أ وَلم يبايعنى بعد قتل عثمان ؟ لا حاجة لى فى بيعته! إنّها كفّ يهوديّة، لو بايعنى بكفّه لغدر بسُبَّته(٢)، أما إنّ له إمرةً كَلَعقةِ الكلبِ أنفَه ، وهو أبو الأكبُش الأربعة ، وستلقي الاُمّة منه ومن ولده يوماً أحمر !(٣)

٢ / ٧

عبد الله بن عامر

عبد الله بن عامر بن كُرَيْز ، ابن خال عثمان(٤) ، عيّنةٌ ماثلة من الذين تمرّغوا فى


(١) المعجم الكبير : ١٢ / ١٨٢ / ١٢٩٨٢ وج ١٩ / ٣٨٢ / ٨٩٧ ، مقتل الحسين للخوارزمى : ١ / ١٧٣ ; العمدة : ٤٧٢ / ٩٩٤ ، بحار الأنوار : ١٨ / ١٢٦ .
(٢) السُّبّة : الإست ، ومعني الكلام محمول علي وجهين : أحدهما : أن يكون ذكر السبّة إهانة له وغلظة عليه . . . . الثانى : أن يريد بالكلام حقيقة لا مجازاً ; وذلك لأنّ الغادر من العرب كان إذا عَزَم علي الغَدْر بعد عهد قد عاهده . . . حَبَق (أى ضرط) استهزاءً بما كان قد أظهره من اليمين والعهد (شرح نهج البلاغة : ٦ / ١٤٧) .
(٣) نهج البلاغة : الخطبة ٧٣ وراجع الخرائج والجرائح : ١ / ١٩٧ / ٣٥ .
(٤) الطبقات الكبري : ٥ / ٤٥ ، تاريخ الطبرى : ٤ / ٢٦٤ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٢٤١ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ١٨ / ٦ ، اُسد الغابة : ٣ / ٢٨٩ / ٣٠٣٣ ، تاريخ دمشق : ٢٩ / ٢٥٠ ; الجمل : ١٦٦ .

 ١٠٣ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الثانى : هويّة رؤساء الناكثين / عبد الله بن عامر

الرفاه ، فانْبَرَوا للقيم الإنسانيّة مُشاكِسين لها ومُخاصمين .

ولاّه عثمان علي البصرة وهو ابن أربع وعشرين أو خمس وعشرين سنة(١) ، كما كان يلى بلاد فارس أيضاً(٢) .

عزله أمير المؤمنين  ¼ بعد مقتل عثمان ، فَنَهب بيتَ مال البصرة ، وفرّ إلي مكّة(٣) ، وكانت معرفته بالبصرة هى التى دفعت أصحاب الجمل إلي التوجّه نحوها(٤) ، وهو أحد الذين جهّزوا الجيش بالمال الذى سرقه من خزانة البصرة ، فأنفق مليون درهم ، وتبرّع بمائة بعير لقتال أمير المؤمنين  ¼ (٥) .

لاذ بالفرار بعد معركة الجمل قاصداً الشام(٦) ، وفيها صاهر معاوية(٧) ، وكان معه فى حرب صفّين(٨) ، كما شارك فى قتال الإمام الحسن  ¼ ، وصار واسطة فى


(١) تاريخ خليفة بن خيّاط : ١١٦ ، اُسد الغابة : ٣ / ٢٨٩ / ٣٠٣٣ ، تاريخ دمشق : ٢٩ / ٢٥٤ ، الطبقات الكبري : ٥ / ٤٥ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٢٤٢ ; تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٦٦ .
(٢) تاريخ خليفة بن خيّاط : ١١٦ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٣٢٥ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ٢٠ / ٦ ، تاريخ دمشق : ٢٩ / ٢٥٤ .
(٣) الطبقات الكبري : ٥ / ٤٨ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٤ / ٢٥٩ ، اُسد الغابة : ٣ / ٢٨٩ / ٣٠٣٣ ، تاريخ دمشق : ٢٩ / ٢٦١ .
(٤) مروج الذهب : ٢ / ٣٦٦ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٤ / ٢٥٨ و٢٥٩ ، اُسد الغابة : ٣ / ٢٨٩ / ٣٠٣٣ ; المسترشد : ٤١٩ / ١٤١ .
(٥) مروج الذهب : ٢ / ٣٦٦ وراجع تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٥٢ والكامل فى التاريخ : ٢ / ٣١٤ والبداية والنهاية : ٧ / ٢٣١ .
(٦) تاريخ الطبرى : ٤ / ٥٣٦ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٤ / ٢٥٩ ، اُسد الغابة : ٣ / ٢٩٠ / ٣٠٣٣ ، البداية والنهاية : ٨ / ٨٨ .
(٧) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٧٤٢ / ٦٦٩٧ ، البداية والنهاية : ٨ / ٨٨ .
(٨) الأخبار الطوال : ١٩٦ ; وقعة صفّين : ٢٤٦ وص ٤١٧ .

 ١٠٤ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الثانى : هويّة رؤساء الناكثين / يَعلي بن مُنْيَة

الصلح(١) ، ثمّ ولى البصرة ثلاث سنوات اُخري فى عهد معاوية(٢) .

حياته مَعْلَم علي عبادته للدنيا وجشعه فى استغلال بيت المال . وهكذا . . . أ ليس عجيباً أن يذكروا فى ترجمته أنّه "كان أحد الأجواد الممدوحين"(٣) ؟ !

هلك ما بين سنة ٥٧ إلي ٥٩ هـ(٤) .

٢ / ٨

يَعلي بن مُنْيَة (٥)

صهر الزبير(٦) ، وعامل أبو بكر(٧) وعمر وعثمان علي اليمن(٨) ، عزله أمير المؤمنين  ¼ بعد مقتل عثمان ، فنهب بيت مال اليمن(٩) ولجأ إلي مكّة ومعه ستّمائة


(١) الأخبار الطوال : ٢١٦ ـ ٢١٨ .
(٢) الطبقات الكبري : ٥ / ٤٩ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ١٧٠ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٥٤ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ٢١ / ٦ ، اُسد الغابة : ٣ / ٢٩٠ / ٣٠٣٣ .
(٣) اُسد الغابة : ٣ / ٢٩٠ / ٣٠٣٣ ، العقد الفريد : ١ / ٢٤٥ ، الطبقات الكبري : ٥ / ٤٥ .
(٤) تاريخ دمشق : ٢٩ / ٢٧١ ، الطبقات الكبري : ٥ / ٤٩ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٥١٥ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٤ / ١٦٢ و١٦٥ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٧١ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ٢١ / ٦ ، اُسد الغابة : ٣ / ٢٩٠ / ٣٠٣٣ .
(٥) مُنْيَة هذه هى اُمّه ، وقد اشتهر بالنسبة إليها ، وهى مُنية بنت غزوان . وأمّا أبوه فهو اُميّة بن أبى عبيدة التميمى المكّى .
(٦) المعارف لابن قتيبة : ٢٧٦ .
(٧) المعارف لابن قتيبة : ٢٧٦ .
(٨) الإصابة : ٦ / ٥٣٩ / ٩٣٧٩ ، اُسد الغابة : ٥ / ٤٨٦ / ٥٦٤٧ ، تهذيب الكمال : ٣٢ / ٣٨٠ / ٧١١٠ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ١٠١ / ٢٠ وفيهما "كان عامل عمر علي نجران" .
(٩) الجمل : ٢٣٣ .

 ١٠٥ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الثانى : هويّة رؤساء الناكثين / يَعلي بن مُنْيَة

ألف درهم وستّمائة بعير(١) ، فالتحق فيها بعائشة وطلحة والزبير ، وتعهّد بنفقات الحرب ، فدفع أربعمائة ألف درهم للمحاربين ، وجعل الإبل تحت تصرّفهم(٢) .

وهو الذى اشتري الجمل الذى كانت عليه عائشة(٣) . وله ثروة طائلة أيضاً ، وكان أحد الصحابة الذين سَطَوا علي بيت المال ، فملؤوا جيوبهم منه . ويا عجباً إذا اشتهر بالجود والكرم(٤) ! !

ومن المحتمل أنّه مات فى أيّام معاوية(٥) .

٢٠٩٩ ـ الجمل : لمّا اتّصل بأمير المؤمنين  ¼ خبر ابن أبى ربيعة وابن منية وما بذلاه من المال فى شقاقه والفساد عليه قال : والله إن ظفرت بابن منية وابن أبى ربيعة لأجعلنّ أموالهما فى مال الله عزّ وجلّ .


(١) تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٥٠ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣١٣ ، الفتوح : ٢ / ٤٥٣ وفيه "و معه أربعمائة بعير" ، البداية والنهاية : ٧ / ٢٣١ .
(٢) اُسد الغابة : ٥ / ٤٨٧ / ٥٦٤٧ ، مروج الذهب : ٢ / ٣٦٦ ، العقد الفريد : ٣ / ٣٢٣ وفيه "و جهّز من ماله خمسمائة فارس بأسلحتهم وأزودتهم" ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ١٠١ / ٢٠ وفيه "فأنفق أموالاً جزيلة فى العسكر كما ينفق الملوك" ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣١٤ ، البداية والنهاية : ٧ / ٢٣١ وفيهما "ستّمائة بعير وستّمائة ألف درهم" .
(٣) الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣١٥ ، المعارف لابن قتيبة : ٢٧٦ ، اُسد الغابة : ٥ / ٤٨٧ / ٥٦٤٧ ، العقد الفريد : ٣ / ٣٢٣ ، الفتوح : ٢ / ٤٦٨ ، البداية والنهاية : ٧ / ٢٣١ .
(٤) اُسد الغابة : ٥/٤٨٧/٥٦٤٧ ، تهذيب الكمال : ٣٢/٣٨٠/٧١١٠ ، سير أعلام النبلاء : ٣/١٠١/٢٠ .
(٥) تهذيب الكمال : ٣٢ / ٣٨١ / ٧١١٠ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ١٠١ / ٢٠ ، الإصابة : ٦/٥٣٩/٩٣٧٩ ، اُسد الغابة : ٥ / ٤٨٧ / ٥٦٤٧ ، مختصر تاريخ دمشق : ٢٨ / ٥٨ / ٤٠ وفيهما "ثمّ صار من أصحاب علىّ وقتل معه بصفّين" .

 ١٠٦ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام علىّ فى أيّام الإمارة / الحرب الاُولي : وقعة الجمل / الفصل الثانى : هويّة رؤساء الناكثين / يَعلي بن مُنْيَة

ثمّ قال : بلغنى أنّ ابن منية بذل عشرة آلاف دينار فى حربى ! من أين له عشرة آلاف دينار ؟ سرقها من اليمن ثمّ جاء بها ! لئن وجدته لآخذنّه بما أقرَّ به .

فلمّا كان يوم الجمل وانكشف الناس هرب يعلي بن منية(١) .


(١) الجمل : ٢٣٢ .