الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد السابع

 

 

٢٤٩ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد

٥ / ١

أمر الإمام بالإحسان إلي قاتله

٥ / ١ ـ ١

أطيبوا طعامه وألينوا فراشه

٢٩٤٨ ـ أنساب الأشراف ـ فى ذكر ما جري بعد اغتيال الإمام  ¼ ـ : أمّا ابن ملجم فاُخذ واُدخل علي علىّ ، فقال : أطيبوا طعامه وألينوا فراشه ، فإن أعِش فأنا ولىّ دمى ; فإمّا عفوت وإمّا اقتصصت ، وإن أمُت فألحِقوه بى ³ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ  ²  (١) (٢) .


(١) البقرة : ١٩٠ .
(٢) أنساب الأشراف : ٣ / ٢٥٦ ، الإمامة والسياسة : ١ / ١٨١ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٥٥٩ ، اُسد الغابة : ٤ / ١١٣ / ٣٧٨٩ كلاهما عن محمّد بن سعد وفيهما "اُخاصمه عند ربّ العالمين" بدل الآية .

 ٢٥٠ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد / أمر الإمام بالإحسان إلي قاتله / أطيبوا طعامه وألينوا فراشه

٢٩٤٩ ـ الإمام الباقر  ¼ : إنّ علىّ بن أبى طالب  ¼ خرج يُوقظ الناس لصلاة الصبح ، فضربه عبد الرحمن بن ملجم بالسيف علي اُمّ رأسه ، فوقع علي ركبتيه وأخذه فالتزمه حتي أخذه الناس وحُمل علىّ حتي أفاق ، ثمّ قال للحسن والحسين    ¤ : احبسوا هذا الأسير وأطعموه واسقوه وأحسِنوا أساره ، فإن عشتُ فأنا أولي بما صُنع بى ; إن شئت استقدتُ وإن شئت عفوت وإن شئت صالحت ، وإن مُتّ فذلك إليكم ، فإن بدا لكم أن تقتلوه فلا تمثّلوا به(١) .

٢٩٥٠ ـ الإمام علىّ ـ لمّا اُتى بابن الملجم أسيراً عنده ـ : إنّه أسير ; فأحسِنوا نزله ، وأكرموا مثواه ; فإن بقيت قتلت أو عفوت ، وإن متّ فاقتلوه قتلتى ³ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ  ²  (٢) (٣) .

٢٩٥١ ـ مقتل أمير المؤمنين عن عامر الشعبى : لمّا ضُرب علىّ تلك الضربة قال : ما فعل ضاربى ؟ قالوا : قد أخذناه . قال : أطعموه من طعامى ، واسقوه من شرابى ; فإن أنا عشتُ رأيت فيه رأيى ، وإن أنا متّ فاضربوه ضربة لا تزيدوه عليها(٤) .

٢٩٥٢ ـ المستدرك علي الصحيحين عن الشعبى : لمّا ضرب ابن ملجم عليّاً تلك


(١) قرب الإسناد : ١٤٣ / ٥١٥ عن أبى البخترى عن الإمام الصادق  ¼ ، الجعفريّات : ٥٣ نحوه ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣١٢ ، روضة الواعظين : ١٥٣ ; السنن الكبري : ٨ / ٣١٧ / ١٦٧٥٩ عن إبراهيم بن محمّد وفى الثلاثة الأخيرة من "أطعموه . . ." ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٥٥٧ عن أنس بن عياض نحوه وكلاهما عن الإمام الصادق عنه    ¤ .
(٢) البقرة : ١٩٠ .
(٣) الطبقات الكبري : ٣ / ٢٥ ، أنساب الأشراف : ٣ / ٢٦١ ، اُسد الغابة : ٤ / ١١١ / ٣٧٨٩ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٥٥٨ ، المناقب للخوارزمى : ٣٩١ / ٤٠٧ كلّها عن محمّد ابن الحنفيّة .
(٤) مقتل أمير المؤمنين : ٤٠ / ٢٣ ، المناقب للخوارزمى : ٣٨٨ / ٤٠٣ ، الفصول المهمّة : ١٣٤ كلاهما نحوه ; كشف الغمّة : ٢ / ٥٩ .

 ٢٥١ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد / أمر الإمام بالإحسان إلي قاتله / إيّاكم والمُثلة

الضربة أوصي به علىّ فقال : قد ضربنى فأحسنوا إليه وألينوا له فراشه ; فإن أعِش فهَضْم(١) أو قصاص ، وأن أمُت فعالجوه ; فانّى مخاصمه عند ربّى عزّ وجلّ(٢) .

٢٩٥٣ ـ الفتوح : كان علىّ (ع) يفتقده ويقول لمن فى منزله : أرسلتم إلي أسيركم طعاماً ؟(٣) .

٢٩٥٤ ـ بحار الأنوار عن لوط بن يحيي عن أشياخه : اُغمى عليه ساعة طويلة وأفاق ـ وكذلك كان رسول الله  ½ يُغمي عليه ساعة طويلة ويفيق اُخري ; لأنّه  ½ كان مسموماً ـ فلمّا أفاق ناوله الحسن  ¼ قَعْباً(٤) من لبن ، فشرب منه قليلاً ثمّ نحّاه عن فيه وقال : احملوه إلي أسيركم ، ثمّ قال للحسن  ¼ : بحقّى عليك يا بُنىّ إلاّ ما طيّبتم مطعمه ومشربه ، وارفقوا به إلي حين موتى ، وتُطعمه ممّا تأكل وتسقيه ممّا تشرب حتي تكون أكرم منه ، فعند ذلك حملوا إليه اللبن وأخبروه بما قال أمير المؤمنين  ¼ فى حقّه(٥) .

٥ / ١ ـ ٢

إيّاكم والمُثلة

٢٩٥٥ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ من وصيّته للحسن والحسين    ¤ لمّا ضربه ابن ملجم لعنه الله ـ : يا بنى عبد المطّلب ، لا اُلفينّكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً ،


(١) يُقال : هضَم له من حقّه : ترك له منه شيئاً عن طيب نفس (تاج العروس : ١٧ / ٧٦٠) .
(٢) المستدرك علي الصحيحين: ٣/١٥٥/٤٦٩١، الطبقات الكبري: ٣/٣٧، اُسد الغابة: ٤/١١٣/٣٧٨٩ كلاهما نحوه .
(٣) الفتوح : ٤ / ٢٧٩ .
(٤) القَعْب : القَدَح الضَّخْم ، الغلِيظُ ، الجافى (لسان العرب : ١ / ٦٨٣) .
(٥) بحار الأنوار : ٤٢ / ٢٨٩ .

 ٢٥٢ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد / أمر الإمام بالإحسان إلي قاتله / ألم اُحسن إليك ؟ !

تقولون : قُتل أمير المؤمنين . ألا لا تقتلُنّ بى إلاّ قاتلى .

انظروا إذا أنا مُتّ من ضربته هذه فاضربوه ضربةً بضربة ، ولا تمثّلوا بالرجل ; فإنّى سمعت رسول الله  ½ يقول : إيّاكم والمُثلة ولو بالكلب العقور !(١)

٢٩٥٦ ـ الاستيعاب : لمّا اُخذ [ابن ملجم] قال علىّ (ع) : اجلِسوه ; فإن متّ فاقتلوه ، ولا تُمثّلوا به ، وإن لم أمُت فالأمر إلىّ فى العفو أو القصاص(٢) .

٥ / ١ ـ ٣

أ لم اُحسن إليك ؟ !

٢٩٥٧ ـ تاريخ الطبرى عن إسماعيل بن راشد : قال علىٌّ : علىَّ بالرجل [ابن ملجم] ، فاُدخل عليه ، ثمّ قال : أى عدوّ الله ، أ لم اُحسن إليك ؟ ! قال : بلي ، قال : فما حملك علي هذا ؟ قال : شحذته أربعين صباحاً ، وسألت الله أن يقتل به شرّ خلقه ، فقال  ¼ : لا أراك إلاّ مقتولاً به ، ولا أراك إلاّ من شرّ خلقه(٣) .

٥ / ٢

خطاب اُمّ كلثوم لابن ملجم

٢٩٥٨ ـ تاريخ الطبرى عن إسماعيل بن راشد : إنّ الناس دخلوا علي الحسن


(١) نهج البلاغة : الكتاب ٤٧ ، روضة الواعظين : ١٥٢ ; تاريخ الطبرى : ٥ / ١٤٨ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٣٥ ، المعجم الكبير : ١ / ١٠٠ / ١٦٨ ، تهذيب الآثار (مسند علىّ بن أبى طالب) : ٧٥ / ١٣٧ وفيه إلي "بالرجل" ، المناقب للخوارزمى : ٣٨٦ / ٤٠١ والثلاثة الأخيرة عن إسماعيل بن راشد ، الرياض النضرة : ٣ / ٢٣٨ .
(٢) الاستيعاب : ٣ / ٢١٩ / ١٨٧٥ ، الرياض النضرة : ٣ / ٢٣٦ وفيه "احبسوه" بدل "اجلسوه" .
(٣) تاريخ الطبرى : ٥ / ١٤٥ ، المعجم الكبير : ١ / ٩٩ / ١٦٨ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٣٥ ، مقتل أمير المؤمنين : ٣٠ / ٦ عن عمر بن عبد الرحمن بن نفيع بن جعدة بن هبيرة ، المناقب للخوارزمى : ٣٨٣ / ٤٠١ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٢٨ .

 ٢٥٣ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد / زيارة الطبيب

فزعين لِما حدث من أمر علىّ ، فبينما هم عنده وابن ملجم مكتوف بين يديه إذ نادته اُمّ كلثوم بنت علىّ وهى تبكى : أى عدوّ الله ! لا بأس علي أبى ، والله مخزيك ، قال : فعلي من تبكين ؟ والله لقد اشتريته بألف ، وسممته بألف ، ولو كانت هذه الضربة علي جميع أهل المصر ما بقى منهم أحد(١) .

٥ / ٣

زيارة الطبيب

٢٩٥٩ ـ مقاتل الطالبيّين عن عمر بن تميم وعمرو بن أبى بكار : إنّ عليّاً لمّا ضُرب جُمع له أطبّاء الكوفة ; فلم يكن منهم أحد أعلم بجرحه من أثير بن عمرو بن هانئ السكونى ، وكان متطبّباً صاحب كرسىّ يعالج الجراحات ، وكان من الأربعين غلاماً الذين كان خالد بن الوليد أصابهم فى عين التمر فسباهم ، وإن أثيراً لمّا نظر إلي جرح أمير المؤمنين  ¼ دعا برئة شاة حارّة واستخرج عرقاً منها ، فأدخله فى الجرح ثمّ استخرجه فإذا عليه بياض الدماغ ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، اعهد عهدك ; فإنّ عدوّ الله قد وصلت ضربته إلي اُمّ رأسك(٢) .


(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ١٤٦ ، المعجم الكبير :١ / ٩٩ / ١٦٨ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٣٦ ، مقاتل الطالبيّين : ٤٩ عن عبد الله بن محمّد الأزدى ; الإرشاد : ١ / ٢١ كلاهما نحوه وراجع الطبقات الكبري : ٣ / ٣٧ واُسد الغابة : ٤ / ١١٣ / ٣٧٨٩ والكامل للمبرّد : ٣ / ١١١٩ وتاريخ دمشق : ٤٢ / ٥٥٩ . اختلفوا هل ضربه فى الصلاة أو قبل الدخول فيها ؟ وهل استخلف من أتمّ بهم الصلاة أو هو أتمّها ؟ والأكثر أنّه استخلف جعدة بن هبيرة فصلّي بهم تلك الصلاة (راجع الاستيعاب : ٣ / ٢١٩ / ١٨٧٥ والرياض النضرة : ٣ / ٢٣٦) .
(٢) مقاتل الطالبيّين : ٥١ ، الاستيعاب : ٣ / ٢٢١ / ١٨٧٥ عن عبد الله بن مالك نحوه .

 ٢٥٤ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد / وصايا الإمام

٥ / ٤

وصايا الإمام

٢٩٦٠ ـ تاريخ دمشق عن عقبة بن أبى الصهباء : لمّا ضرب ابن ملجم عليّاً دخل عليه الحسن وهو باك ، فقال له : ما يُبكيك يا بُنىّ ؟ قال : وما لى لا أبكى وأنت فى أوّل يوم من الآخرة ، وآخر يوم من الدنيا ؟ فقال : يا بُنىّ احفظ أربعاً وأربعاً لا يضرّك ما عملت معهنّ ، قال : وما هنّ يا أبة ؟ قال : إنّ أغني الغني العقل ، وأكبر الفقر الحمق ، وأوحش الوحشة العجب ، وأكرم الحسب الكرم وحسن الخُلق .

قال : قلت : يا أبة هذه الأربع ، فأعطنى الأربع الاُخر ، قال : إيّاك ومصادقة الأحمق ; فإنّه يريد أن ينفعك فيضرّك ، وإيّاك ومصادقة الكذّاب ; فإنّه يقرّب إليك البعيد ويبعّد عليك القريب ، وإيّاك ومصادقة البخيل ; فإنّه يقعد عنك أحوج ما يكون إليه ، وإيّاك ومصادقة الفاجر ; فإنّه يبيعك بالتافه(١) .

٢٩٦١ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ من وصيّة له للحسن والحسين    ¤ لمّا ضربه ابن ملجم لعنه الله ـ : اُوصيكما بتقوي الله ، وألاّ تبغيا الدنيا وإن بغتكما ، ولا تأسفا علي شىء منها زُوِى عنكما ، وقولا بالحقّ ، واعملا للأجر ، وكونا للظالم خصماً ، وللمظلوم عوناً .

اُوصيكما وجميع ولدى وأهلى ومن بلغه كتابى بتقوي الله ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم ; فإنّى سمعت جدّكما  ½ يقول : صلاح ذات البين أفضل من


(١) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٥٦١ ، دستور معالم الحكم : ٧٥ ، كنز العمّال : ١٦ / ٢٦٦ / ٤٤٣٨٨ ، ينابيع المودّة : ٢ / ٤١٧ / ١٥٧ ; نهج البلاغة : الحكمة ٣٨ وفى الثلاثة الأخيرة من "يا بُنىّ احفظ أربعاً وأربعاً . . ." ، كشف الغمّة : ٢ / ١٩٨ عن الإمام الحسن  ¼ وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ٧٨ / ١١١ / ٦ .

 ٢٥٥ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد / وصايا الإمام

عامّة الصلاة والصيام .

اللهَ اللهَ فى الأيتام ; فلا تغبّوا(١) أفواههم ، ولا يضيعوا بحضرتكم .

واللهَ اللهَ فى جيرانكم ; فإنّهم وصيّة نبيّكم . ما زال يوصى بهم حتي ظننّا أنّه سيورّثهم .

واللهَ اللهَ فى القرآن ، لا يسبقكم بالعمل به غيركم .

واللهَ اللهَ فى الصلاة ; فإنّها عمود دينكم .

واللهَ اللهَ فى بيت ربّكم ، لا تُخلوه ما بقيتم ; فإنّه إن تُرك لم تُناظَروا .

واللهَ اللهَ فى الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم فى سبيل الله .

وعليكم بالتواصل والتباذل ، وإيّاكم والتدابر والتقاطع .

لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، فيولّي عليكم شراركم ، ثمّ تدعون فلا يستجاب لكم .

ثمّ قال : يا بنى عبد المطّلب ، لا ألفينّكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً ، تقولون : قُتل أمير المؤمنين . ألا لا تقتلنّ بى إلاّ قاتلى .

انظروا إذا أنا مِتّ من ضربته هذه ، فاضربوه ضربة بضربة ، ولا تمثّلوا بالرجل ; فإنّى سمعت رسول الله  ½ يقول : إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور(٢) .

٢٩٦٢ ـ الكافى عن عبد الرحمن بن الحجّاج : بعث إلى أبو الحسن موسي  ¼


(١) أى لا تُجيعوهم بأن تُطعموهم يوماً وتتركوهم يوماً (بحار الأنوار : ٤٢ / ٢٥٧) .
(٢) نهج البلاغة : الكتاب ٤٧ ، روضة الواعظين : ١٥٢ ; المعجم الكبير : ١ / ١٠١ / ١٦٨ ، المناقب للخوارزمى : ٣٨٥ / ٤٠١ كلاهما عن إسماعيل بن راشد ، جواهر المطالب : ٢ / ١٠١ كلّها نحوه .

 ٢٥٦ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد / وصايا الإمام

بوصيّة أمير المؤمنين  ¼ وهى : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصي به علىّ بن أبى طالب ، أوصي أنّه يشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، أرسله بالهدي ودين الحقّ ليظهره علي الدين كلّه ولو كره المشركون ، صلّي الله عليه وآله . ثمّ إنّ صلاتى ونُسُكى ومحياىَ ومماتى لله ربّ العالمين لا شريك له ، وبذلك اُمرت وأنا من المسلمين .

ثمّ إنّى اُوصيك يا حسن وجميع أهل بيتى وولدى ومن بلغه كتابى بتقوي الله ربّكم ولا تموتُنّ إلاّ وأنتم مسلمون ، واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا ، فإنّى سمعت رسول الله  ½ يقول : "صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصلاة والصيام" وأنّ المُبيرة الحالقة للدين فساد ذات البَيْن ، ولا قوّة إلاّ بالله العلىّ العظيم ، انظروا ذوى أرحامكم فصلوهم يهوّن الله عليكم الحساب .

اللهَ اللهَ فى الأيتام ; فلا تغبّوا أفواههم ، ولا يضيعوا بحضرتكم ; فقد سمعت رسول الله  ½ يقول : من عال يتيماً حتي يستغنى أوجب الله عزّ وجلّ له بذلك الجنّة ، كما أوجب لآكل مال اليتيم النار .

اللهَ اللهَ فى القرآن ; فلا يسبقكم إلي العمل به أحدٌ غيركم .

اللهَ اللهَ فى جيرانكم ; فإنّ النبىّ  ½ أوصي بهم ، وما زال رسول الله  ½ يوصى بهم حتي ظننّا أنّه سيورّثهم .

اللهَ اللهَ فى بيت ربّكم ; فلا يخلو منكم ما بقيتم ; فإنّه إن تُرك لم تُناظَروا ، وأدني ما يرجع به مَن أمَّهُ أن يُغفر له ما سلف .

اللهَ اللهَ فى الصلاة ; فإنّها خير العمل ، إنّها عمود دينكم .

اللهَ اللهَ فى الزكاة ; فإنّها تُطفئ غضب ربّكم .

 ٢٥٧ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد / وصايا الإمام

اللهَ اللهَ فى شهر رمضان ; فإنّ صيامه جُنّة من النار .

اللهَ اللهَ فى الفقراء والمساكين ; فشاركوهم فى معايشكم .

اللهَ اللهَ فى الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ; فإنّما يجاهد رجلان : إمام هدي ، أو مطيع له مقتد بهداه .

اللهَ اللهَ فى ذرّية نبيّكم ; فلا يُظلَمُنّ بحضرتكم وبين ظهرانيكم وأنتم تقدرون علي الدفع عنهم .

اللهَ اللهَ فى أصحاب نبيّكم الذين لم يُحدِثوا حدثاً ولم يُؤووا مُحدِثاً ; فإنّ رسول الله  ½ أوصي بهم ، ولعن المحدِثَ منهم ومن غيرهم ، والمؤوى للمحدث .

اللهَ اللهَ فى النساء وفيما ملكت أيمانكم ; فإنّ آخر ما تكلّم به نبيّكم  ¼ أن قال : اُوصيكم بالضعيفين : النساء ، وما ملكت أيمانُكم .

الصلاةَ الصلاةَ الصلاةَ ، لا تخافوا فى الله لومة لائم ، يكفِكم الله مَن آذاكم وبغي عليكم ، قولوا للناس حُسناً كما أمركم الله عزّ وجلّ ، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فيولّى الله أمرَكم شرارَكم ثمّ تدعون فلا يُستجاب لكم عليهم ، وعليكم يا بَنىّ بالتواصل والتباذل والتبارّ ، وإيّاكم والتقاطع والتدابر والتفرّق ، ³ وَتَعَاوَنُوا عَلَي الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَي الإِْثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ  ²  (١) ، حفظكم الله من أهل بيت ، وحفظ فيكم نبيّكم ، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته(٢) .


(١) المائدة : ٢ .
(٢) الكافى : ٧ / ٤٩ / ٧ ، تهذيب الأحكام : ٩ / ١٧٦ / ٧١٤ عن جابر عن الإمام الباقر  ¼ وعن سليم بن قيس ، من لا يحضره الفقيه : ٤ / ١٨٩ / ٥٤٣٣ عن سليم بن قيس ، تحف العقول : ١٩٧ ، نهج البلاغة : الكتاب ٤٥ ; المعجم الكبير : ١ / ١٠١ / ١٦٨ عن إسماعيل بن راشد ، تاريخ الطبرى : ٥ / ١٤٧ ، مقتل أمير المؤمنين : ٤٥ / ٣٠ عن جابر بن يزيد عن الإمام الباقر  ¼ ، مقاتل الطالبيّين : ٥١ عن عمر بن تميم وعمرو بن أبى بكار ، المناقب للخوارزمى : ٣٨٥ / ٤٠١ عن إسماعيل بن راشد ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٢٨ كلّها نحوه .

 ٢٥٨ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد / وصايا الإمام

٢٩٦٣ ـ الإمام علىّ  ¼ : الحمد لله حقّ قدره متّبعين أمره ، وأحمده كما أحبّ ، ولا إله إلاّ الله الواحد الأحد الصمد كما انتسب .

أيّها الناس ! كلّ امرئ لاق فى فراره ما منه يفرُّ ، والأجل مساق النفس إليه ، والهرب منه موافاته ، كم اطّردت الأيّام أبحثها عن مكنون هذا الأمر ، فأبي الله عزّ ذكره إلاّ إخفاءه ، هيهات علمٌ مكنون .

أمّا وصيّتى فأن لا تُشركوا بالله جلّ ثناؤه شيئاً ، ومحمّداً  ½ فلا تُضيّعوا سنّته ، أقيموا هذين العمودين ، وأوقدوا هذين المصباحين ، وخلاكم ذمّ(١) ما لم تشردوا ، حُمِّل كلُّ امرئ مجهوده ، وخفّف عن الجهلة ، ربٌّ رحيم ، وإمامٌ عليم ، ودينٌ قويم .

أنا بالأمس صاحبكم وأنا اليوم عبرةٌ لكم ، وغداً مفارقكم ، إن تثبت الوطأة فى هذه المزلّة فذاك المراد ، وإن تدحض القدم ، فإنّا كنّا فى أفياء أغصان وذري رياح ، وتحت ظلّ غمامة اضمحلّ فى الجوّ متلفّقها ، وعفا فى الأرض محطّها ، وإنّما كنت جاراً جاوركم بدنى أيّاماً وستعقبون منّى جثّة خلاء ، ساكنة بعد حركة ، وكاظمة بعد نطق ، ليعظكم هُدوّى وخفوت إطراقى وسكون أطرافى ; فانّه أوعظ لكم من الناطق البليغ ، ودّعتكم وداع مرصد للتلاقى ، غداً ترون


(١) يقال : افعَل ذلك وخَلاكَ ذَمٌّ ; أى أعذِرت وسَقَط عنك الذَّمُّ (النهاية : ٢ / ٧٦) .

 ٢٥٩ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد / وصايا الإمام

أيّامى ، ويكشف الله عزّ وجلّ عن سرائرى ، وتعرفونى بعد خلوّ مكانى ، وقيام غيرى مقامى ، إن أبقَ فأنا ولىُّ دمى ، وإن أفنَ فالفناء ميعادى ، وإن أعفُ فالعفو لى قربة ، ولكم حسنة ، فاعفوا واصفحوا ، ³ أَ لاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ  ²  (١) .

فيا لها حسرة علي كلّ ذى غفلة أن يكون عمره عليه حجّة أو تؤدّيه أيّامه إلي شِقوة ، جعلَنا الله وإيّاكم ممّن لا يقصر به عن طاعة الله رغبة ، أو تحلّ به بعد الموت نقمة ; فإنّما نحن له وبه .

ثمّ أقبل علي الحسن  ¼ فقال : يا بُنىّ ضربة مكان ضربة ولا تأثم(٢) .

٢٩٦٤ ـ عنه  ¼ : وصيّتى لكم : أن لا تشركوا بالله شيئاً ، ومحمّد  ½ فلا تُضيّعوا سنّته ، أقيموا هذين العمودين ، وأوقدوا هذين المصباحين ، وخلاكم ذمّ !

أنا بالأمس صاحبكم ، واليوم عبرة لكم ، وغداً مفارقكم ، إن أبقَ فأنا ولىّ دمى ، وإن أفنَ فالفناء ميعادى ، وإن أعفُ فالعفو لى قربة ، وهو لكم حسنة ، فاعفوا ³ أَ لاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ  ²  .

والله ما فجأنى من الموت وارد كرهته ، ولا طالع أنكرته ، وما كنت إلاّ كقارب وَرَد ، وطالب وَجَد ³ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلاَْبْرَارِ  ²  (٣) (٤) .

٢٩٦٥ ـ الإمام الحسن  ¼ : لمّا حضرت أبى الوفاة أقبل يوصى فقال : هذا ما


(١) النور : ٢٢ .
(٢) الكافى : ١ / ٢٩٩ / ٦ عن إبراهيم بن إسحاق الأحمرى رفعه ، نهج البلاغة : الخطبة ١٤٩ وفيه من "أيّها الناس" إلي "غيرى مقامى" ، إثبات الوصيّة : ١٦٥ ; المعجم الكبير : ١ / ٩٦ / ١٦٧ عن عوانة بن الحكم ، مروج الذهب : ٢ / ٤٣٦ كلّها نحوه .
(٣) آل عمران : ١٩٨ .
(٤) نهج البلاغة : الكتاب ٢٣ ، خصائص الأئمّة (ع) : ١٠٨ وفيه إلي "يغفر الله لكم" .

 ٢٦٠ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد / وصايا الإمام

أوصي به علىّ بن أبى طالب أخو محمّد رسول الله وابن عمّه ووصيّه وصاحبه . وأوّل وصيّتى أنّى أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً رسوله وخيرته ، اختاره بعلمه ، وارتضاه لخيرته ، وأنّ الله باعث مَن فى القبور ، وسائل الناس عن أعمالهم ، وعالم بما فى الصدور .

ثمّ إنّى اُوصيك يا حسن ـ وكفي بك وصيّاً ـ بما أوصانى به رسول الله  ½ ، فإذا كان ذلك يا بُنىَّ فالزم بيتك ، وابْكِ علي خطيئتك ، ولا تكُن الدنيا أكبر همّك .

واُوصيك يا بُنىَّ بالصلاة عند وقتها ، والزكاة فى أهلها عند محلّها ، والصمت عند الشبهة ، والاقتصاد فى العمل ، والعدل فى الرضا والغضب ، وحسن الجوار ، وإكرام الضيف ، ورحمة المجهود وأصحاب البلاء ، وصلة الرحم ، وحبّ المساكين ومجالستهم ، والتواضع ; فإنّه من أفضل العبادة ، وقصر الأمل ، وذكر الموت ، والزهد فى الدنيا ; فإنّك رهن موت ، وغرض بلاء ، وطريح سقم .

واُوصيك بخشية الله فى سرّ أمرك وعلانيته ، وأنهاك عن التسرّع بالقول والفعل ، وإذا عرض شىء من أمر الآخرة فابدأ به ، وإذا عرض شىء من أمر الدنيا فتأنّه حتي تصيب رشدك فيه . وإيّاك ومواطن التهمة والمجلس المظنون به السوء ; فإنّ قرين السوء يغيّر جليسه .

وكن لله يا بنىّ عاملاً ، وعن الخنا زجوراً ، وبالمعروف آمراً ، وعن المنكر ناهياً ، وواخِ الإخوان فى الله ، وأحِبّ الصالح لصلاحه ، ودارِ الفاسق عن دينك ، وأبغضه بقلبك ، وزايله بأعمالك لئلاّ تكون مثله .

وإيّاك والجلوس فى الطرقات ، ودعِ المماراة ومجاراة من لا عقل له ولا علم . واقتصد يا بنىَّ فى معيشتك ، واقتصد فى عبادتك ، وعليك فيها بالأمر الدائم الذى تُطيقه . والزم الصمت تسلم ، وقدّم لنفسك تغنم ، وتعلّم الخير تعلم ، وكن لله ذاكراً

 ٢٦١ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد / وصايا الإمام

علي كلّ حال ، وارحم من أهلك الصغير ، ووقّر منهم الكبير ، ولا تأكلنّ طعاماً حتي تصّدّق منه قبل أكله .

وعليك بالصوم ; فإنّه زكاة البدن وجُنّة لأهله ، وجاهد نفسك ، واحذر جليسك ، واجتنب عدوّك ، وعليك بمجالس الذكر ، وأكثر من الدعاء ; فإنّى لم آلُك يا بنىَّ نصحاً ، وهذا فراقُ بينى وبينك .

واُوصيك بأخيك محمّد خيراً ; فإنّه شقيقك وابن أبيك ، وقد تعلم حبّى له .

وأمّا أخوك الحسين فهو ابن اُمّك ، ولا أزيد الوصاة بذلك ، والله الخليفة عليكم ، وإيّاه أسأل أن يصلحكم ، وأن يكفّ الطغاة البغاة عنكم ، والصبرَ الصبرَ حتي يتولّي الله الأمر ، ولا قوّة إلاّ بالله العلىّ العظيم(١) .

٢٩٦٦ ـ تاريخ الطبرى : نظر [علىّ  ¼ ] إلي محمّد ابن الحنفيّة ، فقال : هل حفظت ما أوصيت به أخويك ؟ قال : نعم ، قال : فإنّى اُوصيك بمثله ، واُوصيك بتوقير أخويك ; لعظيم حقّهما عليك ، فاتّبع أمرهما ، ولا تقطع أمراً دونهما . ثمّ قال : اُوصيكما به ; فإنّه شقيقكما ، وابن أبيكما ، وقد علمتما أنّ أباكما كان يحبّه .

وقال للحسن : اُوصيك أى بنىَّ بتقوي الله ، وإقام الصلاة لوقتها ، وإيتاء الزكاة عند محلّها ، وحسن الوضوء ; فإنّه لا صلاة إلاّ بطهور ، ولا تُقبل صلاة من مانع زكاة ، واُوصيك بغفر الذنب ، وكظم الغيظ ، وصلة الرحم ، والحلم عند الجهل ، والتفقّه فى الدين ، والتثبّت فى الأمر ، والتعاهد للقرآن ، وحُسن الجوار ، والأمر بالمعروف ، والنهى عن المنكر ، واجتناب الفواحش(٢) .


(١) الأمالى للمفيد : ٢٢٠/١ ، الأمالى للطوسى : ٧ / ٨ كلاهما عن الفجيع العقيلى ; الفصول المهمّة : ١٣٣ .
(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ١٤٧ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٣٦ ، المعجم الكبير : ١ / ١٠١ / ١٦٨ ، المناقب للخوارزمى : ٣٨٤ / ٤٠١ كلاهما عن إسماعيل بن راشد نحوه ، مقتل أمير المؤمنين : ٤٨ / ٣٢ عن أبى عبد الرحمن السلمى نحوه وفيه من "اُوصيك أى بنىَّ بتقوي الله . . ." وراجع الكامل للمبرّد : ٣ / ١١٦٨ والفتوح : ٣ / ٢٨٠ .

 ٢٦٢ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد / وصايا الإمام

٢٩٦٧ ـ الإمام الباقر  ¼ : لمّا احتضر أمير المؤمنين  ¼ جمع بنيه : حسناً وحسيناً وابن الحنفيّة والأصاغر من ولده ، فوصّاهم وكان فى آخر وصيّته : يا بَنىّ ، عاشروا الناس عِشرةً إن غبتم حنّوا إليكم ، وإن فُقدتم بكَوا عليكم .

يا بَنىّ ، إنّ القلوب جنود مجنّدة ، تتلاحظ بالمودّة ، وتتناجى بها ، وكذلك هى فى البغض ، فإذا أحببتم الرجل من غير خير سبق منه إليكم فارجوه ، وإذا أبغضتم الرجل من غير سوء سبق منه إليكم فاحذروه(١) .

٢٩٦٨ ـ الإمام الكاظم  ¼ ـ فى بيان وصيّة أمير المؤمنين  ¼ ـ : هذا ما قضي به علىّ بن أبى طالب فى أمواله هذه الغد من يوم قدم مَسكِن(٢) ابتغاء وجه الله والدار الآخرة والله المستعان علي كلّ حال ، ولا يحلّ لامرئ مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقول فى شىء قضيته من مالى ولا يخالف فيه أمرى من قريب أو بعيد .

أمّا بعد ، فإنّ ولائدى اللاّئى أطوف عليهنّ السبعة عشر منهنّ اُمّهات أولاد معهنّ أولادهنّ ، ومنهنّ حبالي ومنهنّ من لا ولد له ، فقضاى فيهنّ إن حدث بى حدث أنّه من كان منهنّ ليس لها ولد وليست بحبلي فهى عتيق لوجه الله عزّ وجلّ ليس لأحد عليهنّ سبيل ، ومن كان منهنّ لها ولد أو حُبلي فتمسك علي ولدها وهى من حظّه ، فإن مات ولدها وهى حيّة فهى عتيق ليس لأحد عليها سبيل ،


(١) الأمالى للطوسى : ٥٩٥ / ١٢٣٢ عن جابر بن يزيد ، تنبيه الخواطر : ٢ / ٧٥ ، بحار الأنوار : ٤٢ / ٢٤٧ / ٥٠ وص ٢٥٣ / ٥٥ وراجع نهج البلاغة : الحكمة ١٠ وعيون الحكم والمواعظ : ٢٤٢ / ٤٦٠٦ .
(٢) مسكِن : موضع فى العراق علي نهر دجيل بين بغداد وبحيرة الثرثار (معجم البلدان : ٥ / ١٢٧) .

 ٢٦٣ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد / عيادة الإمام

هذا ما قضي به علىّ فى ماله الغد من يوم قدم مسكن ، شهد أبو سمر بن أبرهة ، وصعصعة بن صوحان ، ويزيد بن قيس ، وهيّاج بن أبى هيّاج ، وكتب علىّ بن أبى طالب بيده لعشر خلَون من جمادي الاُولي سنة سبع وثلاثين(١) .

٢٩٦٩ ـ الإمام علىّ  ¼ : قاتِلوا أهل الشام مع كلّ إمام بعدى (٢) .

٥ / ٥

عيادة الإمام

٢٩٧٠ ـ اُسد الغابة عن عمرو ذى مرّ : لمّا اُصيب علىّ بالضربة دخلتُ عليه وقد عصب رأسه . قال : قلت : يا أمير المؤمنين ، أرِنى ضربتك ، قال : فحلّها ، فقلت : خدشٌ وليس بشىء ، قال : إنّى مفارقكم ، فبكت اُمّ كلثوم من وراء الحجاب ، فقال لها : اسكتى ! فلو ترَين ما أري لما بكيت ، قال : فقلت : يا أمير المؤمنين ، ماذا تري ؟ قال : هذه الملائكة وفود والنبيّون ، وهذا محمّد  ½ يقول : يا علىّ ، أبشِر ، فما تصير إليه خير ممّا أنت فيه(٣) .

٢٩٧١ ـ الأمالى للمفيد عن الأصبغ بن نباتة : لمّا ضرب ابن ملجم أمير المؤمنين علىّ ابن أبى طالب  ¼ غدونا عليه نفر من أصحابنا ، أنا والحارث وسويد بن غفلة وجماعة معنا ، فقعدنا علي الباب فسمعنا البكاء فبكينا ، فخرج إلينا الحسن بن علىّ    ¤ فقال : يقول لكم أمير المؤمنين : انصرفوا إلي منازلكم .


(١) الكافى : ٧ / ٥٠ / ٧ عن عبد الرحمن بن الحجّاج .
(٢) الغارات : ٢ / ٥٨٠ عن ميسرة ، بحار الأنوار : ١٠٠ / ٤٢ / ٥٢ .
(٣) اُسد الغابة : ٤ / ١١٤ / ٣٧٨٩ ; شرح الأخبار : ٢ / ٤٣٤ / ٧٨٩ عن عمر بن زمر وراجع الخرائج والجرائح : ١ / ١٧٨ / ١١ وعيون المعجزات : ٤٩ وبحار الأنوار : ٤٢ / ٢٢٣ / ٣٢ .

 ٢٦٤ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد / عيادة الإمام

فانصرف القوم غيرى ، واشتدّ البكاء من منزله فبكيتُ فخرج الحسن  ¼ فقال : أ لم أقل لكم انصرفوا . فقلت : لا والله يابن رسول الله ، ما تُتابعنى نفسى ، ولا تحملنى رجلى أن أنصرف حتي أري أمير المؤمنين صلوات الله عليه . قال : فتلبّث ، فدخل ، ولم يلبث أن خرج فقال لى : ادخل ، فدخلتُ علي أمير المؤمنين  ¼ فإذا هو مستند ، معصوب الرأس بعمامة صفراء ، قد نزف وأصفرّ وجهه ، ما أدرى وجهه أصفر أم العمامة ، فأكببت عليه فقبّلته وبكيت ، فقال لى : لا تبكِ يا أصبغ ; فإنّها والله الجنّة ، فقلت له : جُعلت فداك ، إنّى أعلم والله أنّك تصير إلي الجنّة ، وإنّما أبكى لفقدانى إيّاك يا أمير المؤمنين(١) .

٢٩٧٢ ـ بحار الأنوار عن محمّد ابن الحنفيّة : بتنا ليلة عشرين من شهر رمضان مع أبى وقد نزل السمّ إلي قدميه ، وكان يُصلّى تلك الليلة من جلوس ، ولم يزَل يوصينا بوصاياه ويُعزّينا عن نفسه ويخبرنا بأمره وتبيانه إلي حين طلوع الفجر ، فلّما أصبح استأذن الناس عليه ، فأذن لهم بالدخول ، فدخلوا عليه وأقبلوا يسلّمون عليه ، وهو يرد عليهم السلام ، ثمّ قال : أيّها الناس اسألونى قبل أن تفقدونى ، وخفّفوا سؤالكم لمصيبة إمامكم ، قال : فبكي الناس عند ذلك بكاء شديداً ، وأشفقوا أن يسألوه تخفيفاً عنه ، فقام إليه حجر بن عدىّ الطائى وقال :

فيا أسفي علي المولي التقىِّ أبو(٢) الأطهار حيدرة الزكىِّ
قتله كافر حنث زنيم لعين فاسق نغل شقىِّ
فيلعن ربّنا من حاد عنكم ويبرأ منكُم لعناً وَبِىِّ

(١) الأمالى للمفيد : ٣٥١ / ٣ ، الأمالى للطوسى : ١٢٣ / ١٩١ .
(٢) كذا ، والصحيح : "أبى" ، وأيضاً البيت الثانى سقيم الوزن ، مع الأقواء الذى يوجد فيه وما بعده بشكل واضح .

 ٢٦٥ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد / كلمات الإمام قُبيل موته

لأنّكُم بيوم الحشر ذخرى وأنتم عترة الهادى النبىِّ

فلمّا بصر به وسمع شعره قال له : كيف لى بك إذا دُعيت إلي البراءة منّى ، فما عساك أن تقول ؟ فقال : والله يا أمير المؤمنين ، لو قُطّعت بالسيف إرباً إرباً ، واُضرم لى النار واُلقيت فيها لآثرت ذلك علي البراءة منك ، فقال : وُفّقت لكلّ خير يا حجر ، جزاك الله خيراً عن أهل بيت نبيّك(١) .

٥ / ٦

كلمات الإمام قُبيل موته

٢٩٧٣ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ من كلامه قُبيل موته ـ : والله ، ما فجأنى من الموت وارد كرهته ، ولا طالع أنكرته ، وما كنت إلاّ كقارب وَرَد ، وطالب وَجَد ³ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلاَْبْرَارِ  ²  (٢) (٣) .

٢٩٧٤ ـ العدد القويّة عن الواقدى : آخر كلمة قالها أمير المؤمنين  ¼ : يا بَنىّ إذا مُتّ فالحقوا بى ابن ملجم ـ لعنه الله ـ اُخاصمه عند ربّ العالمين ، ثمّ قرأ : ³ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ  ± وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ  ²  (٤) الآية(٥) .

٢٩٧٥ ـ الإمام الكاظم  ¼ ـ فى ذكر شهادة الإمام علىّ  ¼ ـ : ثمّ لم يزَل يقول :


(١) بحار الأنوار : ٤٢ / ٢٩٠ .
(٢) آل عمران : ١٩٨ .
(٣) نهج البلاغة : الكتاب ٢٣ ، غرر الحكم : ١٠١٣١ ، عيون الحكم والمواعظ : ٥٠٥ / ٩٢٧٨ وليس فيهما الآية ، بحار الأنوار : ٤٢ / ٢٥٤ / ٥٧ .
(٤) الزلزلة : ٧ و٨ .
(٥) العدد القويّة : ٢٤٢ / ٢٠ ، أنساب الأشراف : ٣ / ٢٥٩ وفيه "كان آخر ما تكلّم به ³ فَمَن يَعْمَلْ  ²  " الآية ، بحار الأنوار : ٤٢ / ٢٥٤ / ٥٦ .

 ٢٦٦ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد / لقاء المحبوب

"لا إله إلاّ الله ، لا إله إلاّ الله" حتي قُبض صلوات الله عليه ورحمته(١) .

٥ / ٧

لقاء المحبوب

٢٩٧٦ ـ الأمالى للصدوق عن حبيب بن عمرو : دخلت علي أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب  ¼ فى مرضه الذى قُبض فيه فحلّ عن جراحته ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، ما جرحك هذا بشىء وما بك من بأس ، فقال لى : يا حبيب ، أنا والله مفارقكم الساعة . قال : فبكيت عند ذلك وبكت اُمّ كلثوم وكانت قاعدة عنده ، فقال لها : ما يُبكيك يا بُنيّة ؟ فقالت : ذكرت يا أبة إنّك تفارقنا الساعة فبكيت ، فقال لها : يا بنيّة لا تبكين ، فوَ الله لو ترين ما يري أبوك ما بكيت . قال حبيب : فقلت له : وما الذى تري يا أمير المؤمنين ؟ فقال : يا حبيب ، أري ملائكة السماوات والنبيّين بعضهم فى أثر بعض وقوفاً إلي أن يتلقّونى ، وهذا أخى محمّد رسول الله  ½ جالس عندى يقول : أقدم ; فإنّ أمامَك خير لك ممّا أنت فيه . قال : فما خرجت من عنده حتي تُوفّى  ¼ (٢) .

٢٩٧٧ ـ ربيع الأبرار عن أسماء بنت عُميس : أنا لعندَ علىّ بن أبى طالب  ¼ بعدما ضربه ابن ملجم ، إذ شهق شهقةً ، ثمّ اُغمى عليه ، ثمّ أفاق فقال : مرحباً ، مرحباً ، الحمد لله الذى صدقنا وعده ، وأورثنا الجنّة ، فقيل له : ما تري ؟ قال : هذا رسول الله ، وأخى جعفر ، وعمّى حمزة ، وأبواب السماء مفتّحة ، والملائكة


(١) الكافى : ٧ / ٥٢ / ٧ عن عبد الرحمن بن الحجّاج ، من لا يحضره الفقيه : ٤ / ١٩١ / ٥٤٣٣ عن سليم بن قيس ، تهذيب الأحكام : ٩ / ١٧٨ / ٧١٤ ، الغيبة للطوسى : ١٩٥ / ١٥٧ كلاهما عن جابر عن الإمام الباقر  ¼ وعن سليم بن قيس .
(٢) الأمالى للصدوق : ٣٩٦ / ٥١٠ ، روضة الواعظين : ١٥٤ وراجع إثبات الوصيّة : ١٦٤ .

 ٢٦٧ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد / لقاء المحبوب

ينزلون يسلّمون علىَّ ويبشّرون ، وهذه فاطمة قد طاف بها وصائفها من الحور ، وهذه منازلى فى الجنّة ، لمثل هذا فليعمل العاملون(١) .

٢٩٧٨ ـ بحار الأنوار عن محمّد ابن الحنفية : لما كانت ليلة إحدي وعشرين وأظلم الليل ـ وهى الليلة الثانية من الكائنة ـ جمع أبى أولاده وأهل بيته وودّعهم . . . ثمّ عرضنا عليه المأكول والمشروب فأبي أن يشرب فنظرنا إلي شفتيه وهما يختلجان بذكر الله تعالي ، وجعل جبينه يرشح عرقاً وهو يمسحه بيده ، قلت : يا أبتِ أراك تمسح جبينك فقال : يا بُنىّ ، إنّى سمعت جدّك(٢) رسول الله  ½ يقول : إنّ المؤمن إذا نزل به الموت ودنت وفاته عرق جبينه وصار كاللؤلؤ الرطب وسكن أنينه ، ثمّ قال : يا أبا عبد الله ويا عون ، ثمّ نادي أولاده كلّهم بأسمائهم صغيراً وكبيراً واحداً بعد واحد ، وجعل يودّعهم ويقول : الله خليفتى عليكم ، أستودعكم الله وهم يبكون ، فقال له الحسن  ¼ : يا أبه ، ما دعاك إلي هذا ؟ فقال له : يا بُنىّ إنّى رأيت جدّك رسول الله  ½ فى منامى قبل هذه الكائنة بليلة ، فشكوت إليه ما أنا فيه من التذلّل والأذي من هذه الاُمّة ، فقال لى : ادعُ عليهم ، فقلت : اللهمّ أبدلْهم بى شرّاً منّى وأبدلنى بهم خيراً منهم ، فقال لى : قد استجاب الله دُعاك ، سينقلك إلينا بعد ثلاث ، وقد مضت الثلاث ، يا أبا محمّد اُوصيك ـ ويا أبا عبد الله ـ خيراً ، فأنتما منّى وأنا منكما . . .

ثمّ قال : يا أبا محمّد ويا أبا عبد الله كأنّى بكما وقد خرجت عليكما من بعدى الفتن من ههنا ، فاصبرا حتي يحكم الله وهو خير الحاكمين .

ثمّ قال : يا أبا عبد الله أنت شهيد هذه الاُمّة ; فعليك بتقوي الله والصبر علي


(١) ربيع الأبرار : ٤ / ٢٠٨ .
(٢) كذا فى المصدر .

 ٢٦٨ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد / بكاء الأرض

بلائه ، ثمّ اُغمى عليه ساعة ، وأفاق وقال : هذا رسول الله  ½ وعمّى حمزة وأخى جعفر وأصحاب رسول الله  ½ وكلّهم يقولون : عجِّل قدومك علينا فإنّا إليك مشتاقون ، ثمّ أدار عينيه فى أهل بيته كلّهم وقال : أستودعكم الله جميعا سدّدكم الله جميعاً حفظكم الله جميعاً ، خليفتى عليكم الله وكفي بالله خليفة .

ثمّ قال : وعليكم السلام يا رسلَ ربّى .

ثمّ قال : ³ لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ  ²  (١) ³ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّ الَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ  ²  (٢) وعرق جبينه وهو يذكر الله كثيراً ، وما زال يذكر الله كثيراً ويتشهّد الشهادتين .

ثمّ استقبل القبلة وغمّض عينيه ومدّ رجليه ويديه وقال : أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ، ثمّ قضي نحبه  ¼ .

وكانت وفاته فى ليلة إحدي وعشرين من شهر رمضان ، وكانت ليلة الجمعة سنة أربعين من الهجرة(٣) .

٥ / ٨

بكاء الأرض

٢٩٧٩ ـ المستدرك علي الصحيحين عن أسماء الأنصاريّة : ما رفع حجر بإيلياء(٤)


(١) الصافّات : ٦١ .
(٢) النحل : ١٢٨ .
(٣) بحار الأنوار : ٤٢ / ٢٩٠ـ٢٩٣ .
(٤) إِيْليَاء : اسم مدينة بيت المقدس ، ومعناه بيت الله (معجم البلدان : ٢٩٣) .

 ٢٦٩ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد / تاريخ شهادته

ليلة قتل علىّ إلاّ ووجد تحته دم عبيط(١) .

٢٩٨٠ ـ المستدرك علي الصحيحين عن ابن شهاب : قدمتُ دمشق وأنا اُريد الغزو ، فأتيتُ عبد الملك لاُسلّم عليه ، فوجدته فى قبّة علي فرش بقرب القائم وتحته سماطان ، فسلّمت ثمّ جلست ، فقال لى : يابن شهاب ، أ تعلم ما كان فى بيت المقدس صباح قتل علىّ بن أبى طالب ؟ فقلت : نعم ، فقال : هلمّ ، فقمتُ من وراء الناس حتي أتيت خلف القبّة ، فحوّل إلىّ وجهه فاحنا علىَّ فقال ما كان ؟ فقلت لم يرفع حجر من بيت المقدّس إلاّ وجد تحته دم ، فقال : لم يبقَ أحد يعلم هذا غيرى وغيرك ، لا يسمعنّ منك أحد ، فما حدّثتُ به حتي توفّى(٢) .

٥ / ٩

تاريخ شهادته

كان اغتيال الإمام  ¼ علي يد ابن ملجم علي المشهور فى فجر اليوم التاسع عشر(٣) من شهر رمضان . وكانت شهادته  ¼ فى ليلة الجمعة(٤) الحادى


(١) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٥٥ / ٤٦٩٤ ، فرائد السمطين : ١ / ٣٨٩ / ٣٢٦ ; المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٣٤٦ نحوه عن أبى حمزة عن الإمام الصادق  ¼ وعن سعيد بن المسيّب .
(٢) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٢٢ / ٤٥٩١ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٥٦٧ ، فرائد السمطين : ١ / ٣٨٩ / ٣٢٥ ، الرياض النضرة : ٣ / ٢٣٧ وراجع مقتل أمير المؤمنين : ١١٣ / ١٠٧ والمناقب للخوارزمى : ٣٨٨ / ٤٠٤ والفصول المهمّة : ١٣٨ .
(٣) الإرشاد : ١ / ٩ وص ١٩ ، الغيبة للطوسى : ١٩٥ / ١٥٨ ، إعلام الوري : ١ / ٣٠٩ ، روضة الواعظين : ١٤٧ ; مقتل أمير المؤمنين : ٥٩ / ٤٠ ، المناقب للخوارزمى : ٣٩٦ / ٤١٦ وفيه "ضربه قبل دخول العشر الأواخر بليلتين" .
(٤) الكافى : ٧ / ٥٢ / ٧ ، تهذيب الأحكام : ٩ / ١٧٨ / ٧١٤ ، من لا يحضره الفقيه : ٤ / ١٩١ / ٥٤٣٣ ، الإرشاد : ١ / ٩ ، الغيبة للطوسى : ١٩٥ / ١٥٧ ، تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢١٢ ، إثبات الوصيّة : ١٦٥ ، إعلام الوري : ١ / ٣٠٩ ، روضة الواعظين : ١٤٧ ; تاريخ الطبرى : ٥ / ١٥١ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ١٠ وص ٥٨٤ ، فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٥٥٩ / ٩٤٢ ، المعجم الكبير : ١ / ٩٥ / ١٦٤ ، تاريخ بغداد : ١ / ١٣٦ ، مقتل أمير المؤمنين : ٦٠ / ٤١ وفى الخمسة الأخيرة "يوم الجمعة" ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٣١ وفيه "يوم الجمعة سحراً" . وفى زمان شهادته  ¼ أقوال اُخر : منها ليلة الأحد كما فى الكافى : ١ / ٤٥٢ ; الطبقات الكبري : ٣ / ٣٧ ، أنساب الأشراف : ٣ / ٢٥٦ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ١٥٢ ، مروج الذهب : ٢ / ٤٢٦ ، مقاتل الطالبيّين : ٥٤ ، اُسد الغابة : ٤ / ١١٣ / ٣٧٨٩ ، الإمامة والسياسة : ١ / ١٨١ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٣١ ، مقتل أمير المؤمنين : ٦١ / ٤٤ ، المناقب للخوارزمى : ٣٩٢ / ٤١١ وفيهما "يوم الأحد" .

 ٢٧٠ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد / تاريخ شهادته

والعشرين(١) من شهر رمضان سنة (٤٠ هـ )(٢) ، والذى يصادف ليلة نزول القرآن(٣) .

وهناك أقوال اُخر حول تاريخ اغتياله وهى : اليوم السابع عشر(٤) ، والحادى


(١) الكافى : ١ / ٤٥٢ ، تهذيب الأحكام : ٩ / ١٧٨ / ٧١٤ ، من لا يحضره الفقيه : ٤ / ١٩١ / ٥٤٣٣ ، الإرشاد : ١ / ٩ ، إثبات الوصيّة : ١٦٥ ، تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢١٢ ، إعلام الوري : ١ / ٣٠٩ ، روضة الواعظين : ١٤٧ ; المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٥٤ / ٤٦٨٨ ، فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٥٥٧ / ٩٣٩ ، مروج الذهب : ٢ / ٤٢٦ ، مقتل أمير المؤمنين : ٥٩ / ٤٠ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٥٨٧ ، مقاتل الطالبيّين : ٥٤ ، المناقب للخوارزمى : ٣٩٦ / ٤١٦ .
(٢) هذه المسألة متّفق عليها ، وقد وردت فى جميع المصادر الموجودة .
(٣) الكافى : ١ / ٤٥٧ / ٨ ، الأمالى للصدوق : ٣٩٧ / ٥١٠ ، تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢١٣ ، روضة الواعظين : ١٥٤ ; المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٥٤ / ٤٦٨٨ ، التاريخ الكبير : ٢ / ٣٦٣ / ٢٧٦٠ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ١٥٧ ، الأخبار الطوال : ٢١٦ ، مقتل أمير المؤمنين : ٩٥ / ٨٨ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٥٨٦ .
(٤) أنساب الأشراف : ٣ / ٢٥٣ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٥٨٤ و٥٨٥ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ١٥١ وص ١٥٢ ، مروج الذهب : ٢ / ٤٢٦ ، اُسد الغابة : ٤ / ١١٢ / ٣٧٨٩ ، شرح نهج البلاغة : ١ / ١٥ .

 ٢٧١ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد / تاريخ شهادته

والعشرون(١) من شهر رمضان .

كما ذُكرت أقوال اُخر حول تاريخ شهادته وهى : اليوم الثالث والعشرون(٢) ، والتاسع عشر (٣) ، والسابع عشر(٤) ، والسابع والعشرون(٥) من شهر رمضان سنة (٤٠ هـ ) .

ويوجد هناك اختلاف أيضاً بين المؤرّخين حول سنّ الإمام  ¼ حين شهادته ; فقد ذكر أكثر المؤرّخين والمحدّثين من الفريقين أنّ عمره الشريف كان (٦٣ سنة)(٦) بيد أنّه توجد أقوال اُخر فى هذا المضمار ، وهى : (٥٨ سنة)(٧)


(١) الكافى : ٧ / ٥٢ / ٧ ، الغيبة للطوسى : ١٩٥ / ١٥٧ ، إثبات الوصيّة : ١٦٤ ; تاريخ دمشق : ٤٢ / ٥٨٦ و٥٨٧ ، الكامل للمبرّد : ٣ / ١١١٨ ، المناقب للخوارزمى : ٣٩٢ / ٤١١ .
(٢) الكافى : ٧ / ٥٢ / ٧ ، الغيبة للطوسى : ١٩٥ / ١٥٧ ; الكامل للمبرّد : ٣ / ١١١٨ ـ ١١٢٠ ، المناقب للخوارزمى : ٣٩٢ / ٤١١ .
(٣) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٥٥٩ / ٩٤٢ ، الطبقات الكبري : ٣ / ٣٧ ، أنساب الأشراف : ٣ / ٢٥٧ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ١٥٢ ، اُسد الغابة : ٤ / ١١٣ / ٣٧٨٩ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٣١ .
(٤) المعجم الكبير : ١ / ٩٥ / ١٦٤ ، تاريخ بغداد : ١ / ١٣٦ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٥٨٤ ، المناقب للخوارزمى : ٣٩٦ / ٤١٦ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٣١ .
(٥) الطبقات الكبري : ٣ / ٣٩ ، الفتوح : ٣ / ٢٨١ .
(٦) الكافى : ١ / ٤٥٢ ، تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢١٢ ; المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٥٦ / ٤٦٩٦ ، المعجم الكبير : ١ / ٩٦ / ١٦٥ ، تاريخ بغداد : ١ / ١٣٦ ، التاريخ الصغير : ١ / ١٠٧ ، أنساب الأشراف : ٣ / ٢٥٨ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ١٥١ ، مروج الذهب : ٢ / ٣٥٨ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ١٠ ، مقتل أمير المؤمنين : ٦٤ / ٥٠ ، الإمامة والسياسة : ١ / ١٨١ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٣١ .
(٧) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٥٦ / ٤٦٩٥ ، تاريخ بغداد : ١ / ١٣٦ ، المعجم الكبير : ١ / ٩٦ / ١٦٦ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ١١ ، مقتل أمير المؤمنين: ٦٣ / ٤٧ وح ٤٨ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ١٥١ .

 ٢٧٢ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد / تاريخ شهادته

و(٦٥ سنة)(١) و(٦٤ سنة)(٢) .

٢٩٨١ ـ الكافى : قتل  ¼ فى شهر رمضان لتسع بقين منه ليلة الأحد سنة أربعين من الهجرة ، وهو ابن ثلاث وستّين سنة(٣) .

٢٩٨٢ ـ الإرشاد : كانت وفاة أمير المؤمنين  ¼ قبيل الفجر من ليلة الجمعة ليلة إحدي وعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة قتيلاً بالسيف ، قتله ابن ملجم المرادى ـ لعنه الله ـ فى مسجد الكوفة ، وقد خرج  ¼ يوقظ الناس لصلاة الصبح ليلة تسع عشرة من شهر رمضان ، وقد كان ارتصده من أوّل الليل لذلك ، فلمّا مرّ به فى المسجد وهو مستخف بأمره مماكر بإظهار النوم فى جملة النيّام ثار إليه فضربه علي اُمّ رأسه بالسيف وكان مسموماً ، فمكث يوم تسعة عشر وليلة عشرين ويومها وليلة إحدي وعشرين إلي نحو الثلث الأوّل من الليل ، ثمّ قضي نحبه  ¼ شهيداً ، ولقى ربّه تعالي مظلوماً(٤) .

٢٩٨٣ ـ تاريخ اليعقوبى ـ بعد ذكر إصابة الإمام  ¼ بالسيف ـ فى خبر : أقام يومين ومات ليلة الجمعة أوّل ليلة من العشر الأواخر من شهر رمضان سنة (٤٠) ، ومن شهور العجم فى كانون الآخر ، وهو ابن ثلاث وستّين سنة ، وغسّله الحسن ابنه بيده ، وصلّي عليه وكبّر عليه سبعاً ، وقال : أما إنّه لا يكبّر علي أحد بعده ، ودُفن بالكوفة فى موضع يُقال له الغرى(٥) .


(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ١٥١ ; إثبات الوصيّة : ١٦٥ .
(٢) مقاتل الطالبيّين : ٥٤ ، التاريخ الصغير : ١ / ١٠٧ .
(٣) الكافى : ١ / ٤٥٢ ، تهذيب الأحكام : ٦ / ١٩ ، خصائص الأئمّة (ع) : ٣٩ وفيهما "ليلة الجمعة" .
(٤) الإرشاد : ١ / ٩ .
(٥) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢١٢ .

 ٢٧٣ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد / تاريخ شهادته

٢٩٨٤ ـ المستدرك علي الصحيحين عن الحريث بن مخشي : إنّ عليّاً قتل صبيحة إحدي وعشرين من رمضان ، قال : فسمعت الحسن بن علىّ يقول وهو يخطب وذكر مناقب علىّ فقال : قُتِل ليلة اُنزل القرآن ، وليلة اُسرى بعيسي ، وليلة قُبِض موسي . قال : وصلّي عليه الحسن بن علىّ    ¤ (١) .

٢٩٨٥ ـ الإمام الباقر  ¼ : لمّا قبض أمير المؤمنين  ¼ قام الحسن بن علىّ  ¼ فى مسجد الكوفة ، فحمد الله وأثني عليه وصلّي علي النبىّ  ½ ثمّ قال :

أيها الناس إنّه قد قُبِض فى هذه الليلة رجل ما سبقه الأوّلون ، ولا يُدركه الآخرون ، إنّه كان لصاحب راية رسول الله  ½ ; عن يمينه جبرئيل وعن يساره ميكائيل ، لا ينثنى حتي يفتح الله له .

والله ما ترك بيضاء ولا حمراء إلاّ سبعمائة درهم فضلت عن عطائه ، أراد أن يشترى بها خادماً لأهله . والله لقد قُبض فى الليلة التى فيها قُبض وصىّ موسي يوشع بن نون ، والليلة التى عُرِج فيها بعيسي ابن مريم ، والليلة التى نزل فيها القرآن(٢) .

٢٩٨٦ ـ الإمام الحسن  ¼ : قتل علىّ ليلة نزل القرآن(٣) .


(١) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٥٤ / ٤٦٨٨ ، الدرّ المنثور : ٢ / ٢٢٦ عن الحريث بن مخشبى ; المناقب للكوفى : ٢ / ٥٨٧ / ١٠٩٨ عن حريث بن المخش وفيهما إلي "موسي" .
(٢) الكافى : ١ / ٤٥٧ / ٨ عن أبى حمزة ، الإرشاد : ٢ / ٧ عن أبى إسحاق السبيعى وغيره ، بشارة المصطفي : ٢٤٠ عن أبى الطفيل ، تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢١٣ ; المعجم الكبير : ٣ / ٨٠ / ٢٧٢٥ ، الطبقات الكبري : ٣ / ٣٨ كلاهما عن هبيرة بن يريم ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٣٣ عن أبى خالد بن جابر ، مجمع الزوائد : ٩ / ٢٠٢ / ١٤٧٩٨ عن أبى الطفيل وكلّها نحوه .
(٣) التاريخ الكبير : ٢ / ٣٦٣ / ٢٧٦٠ ، تعجيل المنفعة : ١١٧ / ٢١٥ كلاهما عن خالد بن جابر عن أبيه .

 ٢٧٤ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل الخامس : من الاغتيال إلي الاستشهاد / تاريخ شهادته

٢٩٨٧ ـ المناقب لابن شهر آشوب : قُبِض [علىّ  ¼ ] قتيلاً فى مسجد الكوفة وقت التنوير ليلة الجمعة ، لتسعة عشر مضين من شهر رمضان ، علي يدى عبد الرحمن بن ملجم المرادى ، وقد عاونه وردان بن مجالد من تيم الرباب ، وشبيب بن بجرة ، والأشعث بن قيس ، وقطام بنت الأخضر ، فضربه سيفاً علي رأسه مسموماً(١) .


(١) المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣٠٧ ، بحار الأنوار : ٤٢ / ١٩٩ / ١ .