الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد الثامن

 

 

٣٢٤ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عبد الله بن عبّاس

٦ / ١٣

عبد الله بن عبّاس

٣٨١٩ ـ تاريخ بغداد عن عبد الله بن عبّاس ـ فى تفسير قوله تعالي : ³ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ  ²  (١) ـ : ³ بِفَضْلِ اللَّهِ  ²  : النبىّ  ½ ، ³ وَبِرَحْمَتِهِ  ²  : علىّ  ¼ (٢) .

٣٨٢٠ ـ شرح نهج البلاغة عن ابن عبّاس : فرض الله تعالي الاستغفار لعلىّ  ¼ فى القرآن علي كلّ مسلم بقوله تعالي : ³ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِْيمَانِ  ²  (٣) فكلّ من أسلم بعد علىّ فهو يستغفر لعلىّ  ¼ (٤) .

٣٨٢١ ـ تاريخ دمشق عن ابن عبّاس : لعلىّ أربع خصال : هو أوّل عربى وعجمى صلّي مع النبىّ  ½ ، وهو الذى كان لواؤه معه فى كلّ زحف ، وهو الذى صبر معه يوم المهراس(٥) انهزم الناس كلّهم غيره ، وهو الذى غسّله ، وهو الذى أدخله قبره(٦) .

٣٨٢٢ ـ تاريخ دمشق عن ابن عبّاس : كنّا نتحدّث : أنّ النبىّ  ½ عهد إلي علىّ  ¼


(١) يونس : ٥٨ .
(٢) تاريخ بغداد : ٥ / ١٥ / ٢٣٦٥ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٣٦٢ ; الأمالى للطوسى : ٢٥٤ / ٤٥٧ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٤ / ١٨٠ ، روضة الواعظين : ١١٩ نحوه .
(٣) الحشر : ١٠ .
(٤) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٢٤ ; تأويل الآيات الظاهرة : ٢ / ٦٨١ / ٨ .
(٥) المِهراس: ماء باُحد، وبه فسّر الحديث: أنّه عطش يوم اُحد فجاءه على (ع) فى ورقه بماء من المهراس (تاج العروس: ٩ / ٣٨).
(٦) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٧٢ ، المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٢٠ / ٤٥٨٢ ، الاستيعاب : ٣ / ١٩٧ / ١٨٧٥ ، المناقب للخوارزمى : ٥٨ / ٢٦ ; الإرشاد : ١ / ٧٩ ، الخصال : ٢١٠ / ٣٣ ، كنز الفوائد : ١ / ٢٦٤ ، كشف الغمّة : ١ / ٨٠ كلّها نحوه .

 ٣٢٥ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عبد الله بن عبّاس

سبعين عهداً لم يعهدها إلي غيره(١) .

٣٨٢٣ ـ المعجم الأوسط عن ابن عبّاس : كانت لعلىّ بن أبى طالب  ¼ ثمانى عشرة(٢) منقبة ، لو لم يكن له إلاّ واحدة منها لنجي بها ، ولقد كانت له ثلاث عشرة(٣) منقبة ، ما كانت لأحد من هذه الاُمّة(٤) .

٣٨٢٤ ـ المحاسن والمساوئ عن ابن عبّاس : لقد سبق لعلىّ (ع) سوابق لو أنّ سابقةً منها قسّمت علي الناس لَوَسِعَتْهُم خيراً(٥) .

٣٨٢٥ ـ الفصول المختارة عن ابن عبّاس : والله ، ما ملأتُ طرفى قطّ منه; هيبة له  ¼ (٦) .

٣٨٢٦ ـ تاريخ دمشق عن ابن عبّاس : عُقم النساء أن يأتين بمثل أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب(٧) .


(١) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٣٩١ ، المعجم الصغير : ٢ / ٦٩ ، تاريخ أصبهان : ٢ / ٢٢٥ / ١٥٢٥ ، حلية الأولياء : ١ / ٦٨ ، كفاية الطالب : ٢٩١ ، السنّة لابن أبى عاصم : ٥٥٠ / ١١٨٦ ، فرائد السمطين : ١ / ٣٦١ / ٢٨٦ و٢٨٧ ; الأمالى للطوسى : ١١٣ / ١٧٣ كلاهما نحوه وفيهما "ثمانين" بدل "سبعين" .
(٢) فى المصدر: "ثمانية عشر"، والصحيح ما أثبتناه كما فى الخصال.
(٣) في المصدر : "ثلاثة عشر" ، والصحيح ما أثبتناه .
(٤) المعجم الأوسط : ٨ / ٢١٢ / ٨٤٣٢ ; الخصال : ٥٠٩ / ١ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٣ وليس فيه صدره وفيهما "ثمانى عشرة" بدل "ثلاث عشرة" .
(٥) المحاسن والمساوئ : ٤٥ ، شواهد التنزيل : ١ / ٢٩ / ١١ نحوه وراجع تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤١٨ والمصنّف لابن أبى شيبة : ٧ / ٥٠٥ / ٦٥ والأمالى للطوسى : ٣٩١ / ٨٥٩ .
(٦) الفصول المختارة : ٢١٤ ، الصراط المستقيم : ١ / ١٤٤ .
(٧) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٦٠ ، المحاسن والمساوئ : ٤٥ ; نثر الدرّ : ١ / ٢٦٩ ، خصائص الأئمّة (ع) : ٧٥ ، بشارة المصطفي : ١٤١ ، عيون المعجزات : ٤٨ كلّها نحوه .

 ٣٢٦ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عبد الله بن عبّاس

٣٨٢٧ ـ تاريخ دمشق عن ابن عبّاس : والله ، ما رأيت ولا سمعت رئيساً يوزن به(١) .

٣٨٢٨ ـ تفسير فرات عن ابن عبّاس : لكان ـ والله ـ علىّ أمير المؤمنين يشبه القمر الزاهر ، والأسد الخادر(٢) ، والفرات الزاخر ، والربيع الباكر ، فأشبه من القمر ضوءه وبهاءه ، ومن الأسد شجاعته ومضاءه ، ومن الفرات جوده وسخاءه ، ومن الربيع خصبه وحباءه ، عقم النساء أن يأتين بمثل علىّ  ¼ بعد النبىّ  ½ ، تالله ما سمعت ولا رأيت إنساناً محارباً مثله(٣) .

٣٨٢٩ ـ وقعة صفّين عن ابن عبّاس : أمير المؤمنين ، وابن عمّ رسول الله  ½ ، الآمر بالمعروف ، والناهى عن المنكر ، والصادع بالحقّ ، والقيّم بالهدي ، والحاكم بحكم الكتاب ، الذى لا يرتشى فى الحكم ، ولا يداهن الفجّار ، ولا تأخذه فى الله لومة لائم(٤) .

٣٨٣٠ ـ تاريخ دمشق عن ابن عبّاس ـ فى علىّ  ¼ ـ : كان والله ـ فى علمى ـ عليماً حكيماً ، إن سمعته يقول شيئاً إلاّ أحسنه(٥) .

٣٨٣١ ـ خصائص أمير المؤمنين عن عمرو بن ميمون : إنّى لجالسٌ إلي ابن عبّاس إذ أتاه تسعة رهط ، فقالوا : يابن عبّاس ! إمّا أن تقوم معنا ، وإمّا أن تخلونا هؤلاء ،


(١) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٦٠ ، عيون الأخبار لابن قتيبة : ١ / ١١٠ ; عيون المعجزات : ٤٨ ، خصائص الأئمّة (ع) : ٧٥ وفيه "رئيساً مجرّباً" بدل "و لا سمعت رئيساً" وكلّها نحوه .
(٢) أسدٌ خادرٌ : مقيم فى عَرِينه داخلٌ فى الخدر (لسان العرب : ٤ / ٢٣١) .
(٣) تفسير فرات : ٤٣١ / ٥٦٩ ، بحار الأنوار : ٣٢ / ٦٠٥ / ٤٧٨ .
(٤) وقعة صفّين : ١١٦ ; شرح نهج البلاغة : ٣ / ١٨٧ .
(٥) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤١٣ وفى رواية اُخري "ما سمعت يصف شيئاً قطّ إلاّ أحسنه" .

 ٣٢٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عبد الله بن عبّاس

قال: فقال ابن عبّاس : بل أقوم معكم ، قال : وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمي .

قال : فابتدؤوا فتحدّثوا فلا ندرى ما قالوا ، قال : فجاء ابن عبّاس وهو ينفض ثوبه ، وهو يقول : اُفٍّ وتُفٍّ ! وقعوا فى رجل له عشر خصال ، وقعوا فى رجل قال له رسول الله  ½ : لأبعثنّ رجلاً يُحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، لا يخزيه الله أبداً .

قال : فاستشرف لها من استشرف ، فقال : أين ابن أبى طالب ؟ قيل : هو فى الرحي يطحن . قال : وما كان أحدكم ليطحن ؟ !

قال : فدعاه وهو أرمد ، لا يكاد يبصر ، فنفث(١) فى عينيه ، ثمّ هزّ الراية ثلاثاً ، فدفعها إليه ، فجاء بصفيّة بنت حيىّ .

وبعث أبا بكر بسورة التوبة ، وبعث عليّاً خلفه فأخذها منه ، فقال : قال النبىّ  ½ : لا يذهب بها إلاّ رجل منّى وأنا منه .

قال: وقال  ½ لبنى عمّه : أيّكم يوالينى فى الدنيا والآخرة ؟

قال : وعلىّ  ¼ معه جالس ، فقال علىّ  ¼ : أنا اُواليك فى الدنيا والآخرة .

قال : وكان أوّل من أسلم من الناس بعد خديجة .

قال : وأخذ رسول الله  ½ ثوبه فوضعه علي علىّ وفاطمة وحسن وحسين ، فقال : ³ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  ²  (٢) .

قال : وشري علىّ نفسه ; لبس ثوب النبىّ  ½ ثمّ نام مكانه .


(١) النَّفْثُ : أقلّ من التَّفْل ; لأنّ التفل لا يكون إلاّ معه شىء من الريق ، والنفث شبيه بالنفخ (لسان العرب : ٢ / ١٩٥) .
(٢) الأحزاب : ٣٣ .

 ٣٢٨ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عبد الله بن عبّاس

قال : وكان المشركون يرمون رسول الله  ½ ، فجاء أبو بكر ، وعلىّ نائم ، قال : وأبو بكر يحسبه أنّه نبىّ الله .

قال: فقال له علىّ : إنّ نبىّ الله  ½ قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه .

قال : فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار .

قال : وجعل علىّ يُرمي بالحجارة ، كما كان يُرمي نبىّ الله وهو يتضوّر(١) قد لفّ رأسه فى الثوب لا يخرجه حتي أصبح ، ثمّ كشف عن رأسه ، فقالوا : إنّك للئيم ، كان صاحبك نرميه فلا يتضوّر ، وأنت تتضوّر ، وقد استنكرنا ذلك منك .

قال : وخرج بالناس فى غزوة تبوك ، قال : فقال له علىّ : أخرج معك ؟ فقال له نبىّ الله : لا ، فبكي علىّ ، فقال له النبىّ : أ ما ترضي أن تكون منّى بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّك لست بنبىّ ؟ ! إنّه لا ينبغى أن أذهب إلاّ وأنت خليفتى .

قال: وقال له رسول الله  ½ : أنت وليّى فى كلّ مؤمن بعدى .

قال : وسدّ أبواب المسجد غير باب علىّ  ¼ ، قال : فكان يدخل المسجد جُنباً ، وهو طريقه ، ليس له طريق غيره .

قال: وقال : من كنت وليّه فعلىّ وليّه(٢) .


(١) أى يتلوّي ويضجّ ويتقلّب ظهراً لبطن (النهاية : ٣ / ١٠٥) .
(٢) خصائص أمير المؤمنين للنسائى : ٧٠ / ٢٣ ، مسند ابن حنبل : ١ / ٧٠٨ / ٣٠٦٢ ، فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٨٢ / ١١٦٨ ، المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٤٣ / ٤٦٥٢ ، المعجم الكبير : ١٢ / ٧٧ / ١٢٥٩٣ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٩٧ / ٨٤٣٩ ـ ٨٤٤٣ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٣٨ ، المناقب للخوارزمى : ١٢٥ / ١٤٠ ، السنّة لابن أبى عاصم : ٥٨٨ / ١٣٥١ ، ذخائر العقبي : ١٥٦ كلّها نحوه وراجع أنساب الأشراف : ٢ / ٣٥٥ .

 ٣٢٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عبد الله بن عبّاس

٣٨٣٢ ـ مروج الذهب عن ابن عبّاس ـ فى جواب معاوية لمّا قال له : فما تقول فى علىّ ؟ ـ : رضى الله عن أبى الحسن ! كان ـ والله ـ علىّ  ¼ عَلَم الهدي ، وكهف التقي ، ومحلّ الحِجا(١) ، وبحر الندي ، وطود النهي ، وكهف العلا ، للوري داعياً إلي المحجّة العظمي ، متمسّكاً بالعروة الوثقي ، خير من آمن واتّقي ، وأفضل من تقمّص وارتدي ، وأبرّ من انتعل وسعي ، وأفصح من تنفّس وقرا ، وأكثر من شهد النجوي ، سوي الأنبياء والنبىّ المصطفي  ½ صاحب القبلتين فهل يوازيه أحد ؟ وهو أبو السبطين    ¤ فهل يقارنه بشر ؟ وزوج خير النساء (ع) فهل يفوقه قاطن(٢) بلد ؟ للاُسود قتّال ، وفى الحروب ختّال ، لم ترَ عينى مثله ولن تري ، فعلي من انتقصه لعنة الله والعباد إلي يوم التناد .

قال : إيهاً يابن عبّاس ! لقد أكثرت فى ابن عمّك(٣) .

٣٨٣٣ ـ المناقب للخوارزمى عن مجاهد : قيل لابن عبّاس : ما تقول فى علىّ بن أبى طالب  ¼ ؟ فقال :

ذكرت والله أحد الثقلين ، سبق بالشهادتين ، وصلّي القبلتين ، وبايع البيعتين ، واُعطى السبطين ، وهو أبو السبطين ـ الحسن والحسين    ¤ ـ وردّت عليه الشمس مرّتين بعدما غابت عن الثقلين ، وجرّد السيف تارتين ، وهو صاحب الكرّتين ، فمثله فى الاُمّة مثل ذى القرنين ، ذاك مولاى علىّ بن أبى طالب  ¼ (٤) .


(١) الحِجا : العقل والفطنة (لسان العرب : ١٤ / ١٦٥) .
(٢) قطن بالمكان : أقام به وتوطّن (لسان العرب : ١٣ / ٣٤٢) .
(٣) مروج الذهب : ٣ / ٦٠ وراجع ذخائر العقبي : ١٤٢ والمسترشد : ٣٠٦ / ١١٣ وبحار الأنوار : ٤٤ / ١١٢ / ٩ .
(٤) المناقب للخوارزمى : ٣٣٠ / ٣٤٩ ; مائة منقبة : ١٣٠ / ٧٥ نحوه .

 ٣٣٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عبد الله بن عبّاس

٣٨٣٤ ـ المناقب للخوارزمى عن عيسي بن عبد الله عن أبيه عن جدّه : قال رجلٌ لابن عبّاس : سبحان الله ! ما أكثر مناقب علىّ  ¼ وفضائله ؟ إنّى لأحسبها ثلاثة آلاف .

فقال ابن عبّاس :أ وَلا تقول : إنّها إلي ثلاثين ألفاً أقرب(١) .

٣٨٣٥ ـ تفسير فرات : أبصر [ابن عبّاس] رجلاً يطوف حول الكعبة وهو يقول : اللهمّ إنّى أبرأ إليك من علىّ بن أبى طالب ! فقال له ابن عبّاس : ثكلتك اُمّك وعدمتك فَلَمْ تفعل ذلك ! فوَ الله لقد سبقت لعلىّ  ¼ سوابق لو قسّم واحدة منهنّ علي أهل الأرض لوسعتهم . قال : أخبرنى بواحدة منهنّ ؟

قال : أمّا اُولاهنّ : فإنّه  ¼ صلّي مع النبىّ  ½ القبلتين ، وهاجر معه ، والثانى لم يعبد صنماً قطّ .

قال : يابن عبّاس ، زدنى فإنّى تائب ، قال : لمّا فتح النبىّ  ½ مكّة دخلها فإذا هو بصنم علي الكعبة يعبدونه من دون الله ، فقال علىّ  ¼ للنبىّ  ½ : أطمئنُّ لك فترقي علىَّ ، فقال النبىّ  ½ : لو أنّ اُمّتى اطمأنّوا لى لم يَعلونى لموضع الوحى ، ولكن أطمئنّ لك فترقي علىّ ، فاطمأنّ له فرقي ، فأخذ الصنم فضرب به الصفا ، فصارت إرباً إرباً ، ثمّ طفر علىّ  ¼ إلي الأرض وهو ضاحك ، فقال له النبىّ  ½ : ما أضحكك ؟ قال  ¼ : عجبت لسقطتى ولم أجد لها ألماً . فقال  ½ : وكيف تألم منها وإنّما حملك محمّد ، وأنزلك جبرئيل  ¼ !

. . . فقال الرجل لابن عبّاس : زدنى فإنّى تائب . قال : أخذ النبىّ  ½ بيدى ويد


(١) المناقب للخوارزمى : ٣٣ / ٣ ، كفاية الطالب : ٢٥٢ ، تذكرة الخواصّ : ١٣ عن مجاهد نحوه ، ينابيع المودّة : ١ / ٣٦٣ / ٣ .

 ٣٣١ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عبد الله بن عبّاس

علىّ بن أبى طالب  ¼ فانتهي بنا إلي سفح الجبل ، فرفع النبىّ  ½ يديه ، فقال : اللهمّ اجعل لى وزيراً من أهلى ، عليّاً اشدُد به أزرى .

فقال ابن عبّاس : لقد سمعت منادياً ينادى من السماء : لقد اُعطيت سؤلك يا محمّد !

فقال النبىّ  ½ لعلىّ  ¼ : ادع . فقال علىّ  ¼ : اللهمّ اجعل لى عندك عهداً ، اللهمّ واجعل لى عندك ودّاً .

فأنزل الله : ³ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَـٰنُ وُدًّا  ²  الآية(١) (٢) .

٣٨٣٦ ـ علل الشرائع عن عباية بن ربعى : جاء رجل إلي ابن عبّاس ، فقال له : أخبرنى عن الأنزع البطين علىّ بن أبى طالب  ¼ ; فقد اختلف الناس فيه ؟

فقال له ابن عبّاس :

أيّها الرجل ! والله لقد سألت عن رجل ما وطأ الحصي بعد رسول الله  ½ أفضل منه ، وأنّه لأخو رسول الله ، وابن عمّه ووصيّه وخليفته علي اُمّته ، وأنّه الأنزع من الشرك ، بطين من العلم ، ولقد سمعت رسول الله  ½ يقول : "من أراد النجاة غداً فليأخذ بحجزة هذا الأنزع" يعنى عليّاً  ¼ (٣) .

٣٨٣٧ ـ الأمالى للصدوق عن الضحّاك بن مزاحم : ذكر علىّ  ¼ عند ابن عبّاس بعد وفاته ، فقال : وا أسفاه علي أبى الحسن ! مضي والله ، ما غيّر ولا بدّل ، ولا قصر


(١) مريم : ٩٦ .
(٢) تفسير فرات : ٢٤٩ / ٣٣٧ ، بحار الأنوار : ٤٠ / ٦٠ / ٩٤ .
(٣) علل الشرائع : ١٥٩ / ٣ ، معانى الأخبار : ٦٣ / ١١ .

 ٣٣٢ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عبد الله بن عبّاس

ولا جمع ، ولا منع ولا آثر إلاّ لله .

والله ، لقد كانت الدنيا أهون عليه من شسع نعله ، ليثٌ فى الوغي ، بحر فى المجالس ، حكيمٌ فى الحكماء ، هيهات ! قد مضي إلي الدرجات العلي(١) .

٣٨٣٨ ـ الأمالى للصدوق عن سعيد بن جبير : أتيت عبد الله بن عبّاس ، فقلت له : يابن عمّ رسول الله ! إنّى جئتك أسألك عن علىّ بن أبى طالب  ¼ واختلاف الناس فيه ؟

فقال ابن عبّاس : يابن جُبير ! جئتنى تسألنى عن خير خلق الله من الاُمّة بعد محمّد نبىّ الله  ½ ، جئتنى تسألنى عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة فى ليلة واحدة وهى ليلة القربة(٢) ؟

يابن جبير ! جئتنى تسألنى عن وصىّ رسول الله  ½ ووزيره ، وخليفته ، وصاحب حوضه ولوائه وشفاعته ، والذى نفس ابن عبّاس بيده ، لو كانت بحار الدنيا مداداً ، وأشجارها أقلاماً ، وأهلها كتّاباً ، فكتبوا مناقب علىّ بن أبى طالب  ¼ وفضائله من يوم خلق الله عزّ وجلّ الدنيا إلي أن يفنيها ، ما بلغوا معشار ما آتاه الله تبارك وتعالي(٣) .

٣٨٣٩ ـ الأمالى للطوسى عن عبد الوارث : بينا ابن عبّاس يخطب عندنا علي منبر البصرة ، إذ أقبل علي الناس بوجهه ، ثمّ قال :


(١) الأمالى للصدوق : ٤٩٢ / ٦٧٠ ، روضة الواعظين : ١٣٥ .
(٢) ليلة القربة : إشارة إلي ليلة بدر ، حيث ذهب ليأتى بالماء ، ومناقبه : سلام جبرئيل عليه فى ألف من الملائكة وميكائيل فى ألف وإسرافيل فى ألف، فكان كلّ سلام من الملائكة منقبة (بحار الأنوار: ٤٠/٨).
(٣) الأمالى للصدوق : ٦٥١ / ٨٨٧ ، روضة الواعظين : ١٤٢ وفيه "ألف منقبة" بدل "ثلاثة آلاف" ، بحار الأنوار : ٤٠ / ٧ / ١٧ ; ينابيع المودّة : ١ / ٣٦٥ / ٧ نحوه .

 ٣٣٣ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عبد الله بن عُمَر

أيّتها الاُمّة المتحيّرة فى دينها ! أما والله لو قدّمتم من قدّم الله ، وأخّرتم من أخّر الله ، وجعلتم الوراثة والولاية حيث جعلها الله ، ما عال سهمٌ من فرائض الله ، ولا عال ولىّ الله ، ولا اختلف اثنان فى حكم الله ، فذوقوا وبال ما فرّطتم فيه بما قدّمت أيديكم ³ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَـلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ  ²  (١) (٢) .

٣٨٤٠ ـ فضائل الصحابة عن أبى صالح : لمّا حضرت عبد الله بن عبّاس الوفاة قال : اللهمّ إنّى أتقرّب إليك بولاية علىّ بن أبى طالب  ¼ (٣) .

راجع : القسم الحادى عشر / المنزلة العلميّة / أعلم الاُمّة .

/ أنواع علومه / علم القرآن ، وعلم الدين .

القسم العاشر / الخصائص العقائديّة / لم يكفر بالله طرفة عين .

القسم الخامس عشر / خيبة آمال أعدائه / انكار سبّه / ابن عبّاس .

٦ / ١٤

عبد الله بن عُمَر

٣٨٤١ ـ مسند ابن حنبل عن ابن عمر : لقد اُوتى ابن أبى طالب ثلاث خصال لأن تكون لى واحدة منهنّ أحبّ إلىّ من حُمْر النَّعَم : زوّجه رسول الله  ½ ابنته ، وولدت له ، وسدّ الأبواب إلاّ بابه فى المسجد ، وأعطاه الراية يوم خيبر(٤) .


(١) الشعراء : ٢٢٧ .
(٢) الأمالى للطوسى : ٦٤/٩٣ وص ١٠٠/١٥٤، بشارة المصطفي: ٢٥٤، الأمالى للمفيد : ٢٨٦ / ٤ وص ٤٧/٧ عن عبيد الله بن أحمد الربعى وزاد فيه "و لا تنازعت الاُمّة فى شىء من كتاب الله" بعد "حكم الله".
(٣) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٦٢ / ١١٢٩ ، الرياض النضرة : ٣ / ١٣٠ عن أبى مقدم صالح ; بشارة المصطفي : ٢٣٩ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٢٠٠ ، كفاية الأثر : ٢٢ عن عطاء .
(٤) مسند ابن حنبل : ٢ / ٢٥٦ / ٤٧٩٧ ، فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٥٦٧ / ٩٥٥ ، مسند أبى يعلي : ٥ / ٢٣٨ / ٥٥٧٥ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ١٢١ و١٢٢ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٤٢ ; شرح الأخبار : ٢ / ١٨١ / ٥٢٢ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١٩١ .


إرجاعات 
٣٥ - المجلد العاشر / القسم الحادي عشر : علوم الإمام علي‏ / الفصل الثاني : المنزلة العلميّة / أعلم الاُمّة
١٠٤ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ
٣٦٨ - المجلد الحادي عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام عليّ / الفصل الثامن : خيبة آمال أعدائه / إنكار سبّه / ابن عبّاس

 ٣٣٤ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عبد الله بن عُمَر

٣٨٤٢ ـ تاريخ دمشق عن كثير النواء عن جميع بن عمير عن ابن عمر : يسرّك أن اُحدّثك عن علىّ ؟ قلت : نعم . قال : إنّا جلوس عند رسول الله  ½ إذ قال : لاُعطينّ الراية اليوم رجلاً يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، ادعوا لى عليّاً .

فقال بعض القوم : يا رسول الله إنّه أرمد ما يبصر شيئاً ، فجاء به غلام يقوده حتي أقامه بين يديه ، فتفل فى عينيه ، وأعطاه الراية ، فسرنا مع علىّ وبيعة(١) رسول الله  ½ .

قال : فو الذى نفسى بيده ، ما صعد آخرنا حتي فتح الله علي أوّلنا .

ثمّ قال : اُحدّثك عن علىّ ؟ قلت : نعم .

قال : آخي رسول الله  ½ بين أصحابه ، وآخي بين أبى بكر وعمر ، وبين فلان وفلان ، حتي بقى علىّ ، وكان رجلاً شجاعاً ماضياً علي أمره إذا أراد شيئاً .

فقال : يا رسول الله ! بقيت أنا ، فقال  ½ : أ ما ترضي أن أكون أخاك ؟

قال : بلي ، قال : فأنت أخى فى الدنيا والآخرة .

قال : قلت : فأنت تشهد بهذا علي ابن عمر ؟ قال : نعم .

قال : فشهد ثلاث مرّات بالله الذى لا إله إلاّ هو لَسَمِعَه من ابن عمر(٢) .

٣٨٤٣ ـ المناقب لابن المغازلى عن نافع مولي ابن عمر : قلت لابن عمر : من خير الناس بعد رسول الله  ½ ؟ قال : ما أنت وذاك لا اُمّ لك ؟ ! ثمّ قال : أستغفر الله !


(١) فى المناقب للكوفى : "و شيّعنا" بدل "و بيعة" وهو الأصحّ .
(٢) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٩٦ / ٨٤٣٧ ; المناقب للكوفى : ١ / ٣٤٥ / ٢٧٢ نحوه .

 ٣٣٥ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عبد الله بن عُمَر

خيرهم بعده من كان يحلّ له ما كان يحلّ له ، ويحرم عليه ما كان يحرم عليه .

قلت : من هو ؟ قال : علىٌّ ، سدّ أبواب المسجد وترك باب علىّ ، وقال له : لك فى هذا المسجد ما لى ، وعليك فيه ما علىَّ ، وأنت وارثى ، ووصيّى ،تقضى دينى ، وتنجز عداتى ، وتقتل علي سنّتى ، كذب من زعم أنّه يبغضك ويحبّنى(١) .

٣٨٤٤ ـ الأمالى للطوسى عن ابن عمر : سألنى عمر بن الخطّاب ، فقال لى : يا بنىَّ ! من أخير الناس بعد رسول الله  ½ ؟ قلت : من اُحلّ له ما حرّم الله علي الناس ، وحرّم عليه ما اُحلّ للناس .

فقال : والله لقد قلت فصدقت ، حرّم علي علىّ بن أبى طالب الصدقة ، واُحلّت للناس ، وحرّم عليهم أن يدخلوا المسجد وهم جنب ، وأحلّه له ، وغُلقت الأبواب وسدّت ، ولم يغلق لعلىّ باب ولم يسدّ(٢) .

٣٨٤٥ ـ شواهد التنزيل عن ابن عمر : علىّ أعلم الناس بما أنزل الله علي محمّد  ½ (٣) .

٣٨٤٦ ـ تاريخ دمشق عن سعد بن عبيدة : قال رجل لابن عمر : ما تقول فى علىّ ؟ فإنّى اُبغضه ! ! قال : أبغضك الله فإنّى اُبغضك(٤) .

٣٨٤٧ ـ خصائص أمير المؤمنين عن سعد بن عبيدة : جاء رجل إلي ابن عمر ، فسأله عن علىّ  ¼ . فقال : لا تسألنى عن علىّ ، ولكن انظر إلي بيته من بيوت رسول الله  ½ .


(١) المناقب لابن المغازلى : ٢٦١ / ٣٠٩ .
(٢) الأمالى للطوسى : ٢٩١ / ٥٦٥ .
(٣) شواهد التنزيل : ١ / ٣٩ / ٢٩ .
(٤) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤١٤ .

 ٣٣٦ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عبد الله بن عَيّاش

قال الرجل : فإنّى اُبغضه . قال ابن عمر : أبغضك الله عزّ وجلّ(١) .

٣٨٤٨ ـ كنز الفوائد عن خلف بن أبى هارون العبدى : كنت جالساً عند عبد الله بن عمر ، فأتي نافع بن الأزرق ، فقال : والله ، إنّى لاُبغض عليّاً !

فرفع ابن عمر رأسه فقال : أبغضك الله ! أ تبغض ـ ويحَك ـ رجلاً سابقةٌ من سوابقه خيرٌ من الدنيا بما فيها ؟(٢)

٣٨٤٩ ـ المعجم الأوسط عن العلاء بن عَرار : سُئل ابن عمر عن علىّ وعثمان . فقال :

أمّا علىّ  ¼ فلا تسألوا عنه ، انظروا إلي منزلته من رسول الله  ½ ; فإنّه سدّ أبوابنا فى المسجد ، وأقرّ بابه ، وأمّا عثمان فإنّه أذنب يوم التقي الجمعان ذنباً عظيماً ، فعفا الله عنه ، وأذنب فيكم ذنباً دون ذلك فقتلتموه(٣) .

راجع : القسم الخامس / بيعة النور / هويّة عدّة ممّن تخلّف عن بيعته / عبد الله بن عمر بن الخطّاب .

٦ / ١٥

عبد الله بن عَيّاش

٣٨٥٠ ـ اُسد الغابة : قال سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص لعبد الله بن عيّاش بن


(١) خصائص أمير المؤمنين للنسائى : ٢٠٤ / ١٠٧ ، المصنّف لابن أبى شيبة : ٧ / ٤٩٥ / ٤ ، أنساب الأشراف : ٢ / ٤٠٤ ; شرح الأخبار : ١ / ١٦٢ / ١١٣ كلّها نحوه .
(٢) كنز الفوائد : ١ / ١٤٨ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٣ ; شواهد التنزيل : ١ / ٣٠ / ١٢ .
(٣) المعجم الأوسط : ٢ / ٣٨ / ١١٦٦ ; فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٥٩٥ / ١٠١٢ ، المصنّف لعبد الرزّاق : ١١ / ٢٣٢ / ٢٠٤٠٨ ، خصائص أمير المؤمنين للنسائى : ٢٠١ / ١٠٤ وص ٢٠٢ / ١٠٦ كلّها نحوه وراجع تاريخ دمشق : ٤٢ / ١٣٩ .


إرجاعات 
٨٩ - المجلد الرابع / القسم الخامس : سياسة الإمام علي / الفصل الأوّل : بيعة النور / هويّة عدّة ممّن تخلّف عن بيعته

 ٣٣٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عبد الله بن مَسعود

أبى ربيعة : يا عمّ ! لِمَ كان صَغْو(١) الناس إلي علىّ ؟

قال : يابن أخى ! إنّ عليّاً كان له ما شئت من ضرس قاطع فى العلم ، وكان له البسطة فى العشيرة ، والقدم فى الإسلام ، والصهر لرسول الله  ½ ، والفقه فى السنّة ، والنجدة فى الحرب ، والجود بالماعون(٢) .

٣٨٥١ ـ فضائل الصحابة عن سعيد بن عمرو القرشى عن عبد الله بن عيّاش الزرقى : قلت له : أخبرنا عن هذا الرجل علىّ بن أبى طالب ؟ قال : إنّ لنا أخطاراً وأحساباً ، ونحن نكره أن نقول فيه ما يقول بنو عمّنا .

قال : كان علىّ رجلاً تلعابة ـ يعنى مزّاحاً ـ وكان إذا قرع قرع إلي ضرس حديد .

قلت : ما ضرس حديد ؟ قال : قراءة القرآن ، وفقه فى الدين ، وشجاعة ، وسماحة(٣) .

٦ / ١٦

عبد الله بن مَسعود

٣٨٥٢ ـ فضائل الصحابة عن عبد الله بن مسعود : كنّا نتحدّث أنّ أفضل أهل


(١) فى المصدر : "ضغو"، والصحيح ما أثبتناه كما فى طبعة قديمة وباقى المصادر . صَغا صَغواً : مالَ (لسان العرب : ١٤ / ٤٦١) .
(٢) اُسد الغابة : ٤ / ٩٦ / ٣٧٨٩ ، الاستيعاب : ٣ / ٢٠٨ / ١٨٧٥ ، تهذيب التهذيب : ٤ / ٢٠٣ / ٥٥٦١ ، الصواعق المحرقة : ١٢٧ ، الرياض النضرة : ٣ / ١٥٢ ; كشف الغمّة : ١ / ١١٧ عن عمر بن سعيد وكلّها نحوه وفيه "السلطة" بدل "البسطة" وراجع تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤١٧ .
(٣) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٥٧٦ / ٩٧٥ ، الرياض النضرة : ٣ / ٢٠٠ .

 ٣٣٨ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عَدِىُّ بن حاتم

المدينة علىّ بن أبى طالب(١) .

٣٨٥٣ ـ تاريخ دمشق عن عبد الله بن مسعود : إنّ القرآن اُنزل علي سبعة أحرف ، ما منها حرف إلاّ له ظهر وبطن ، وإنّ علىّ بن أبى طالب عنده منه علم الظاهر والباطن(٢) .

٦ / ١٧

عَدِىُّ بن حاتم

٣٨٥٤ ـ الإمامة والسياسة ـ فى ذكر اختلاف أصحاب الإمام فى استمرار القتال يوم صفّين ـ : قام عدىّ بن حاتم ، فقال :

أيّها الناس ! إنّه والله لو غير علىّ دعانا إلي قتال أهل الصلاة ما أجبناه ولا وقع بأمر قطّ إلاّ ومعه من الله برهان ، وفى يديه من الله سبب ، وإنّه وقف عن عثمان بشبهة ، وقاتل أهل الجمل علي النكث ، وأهل الشام علي البغى ، فانظروا فى اُموركم وأمره ; فإن كان له عليكم فضل فليس لكم مثله ، فسلّموا له ، وإلاّ فنازعوا عليه .

والله لئن كان إلي العلم بالكتاب والسنّة إنّه لأعلم الناس بهما ، ولئن كان إلي الإسلام إنّه لأخو نبىّ الله  ½ ، والرأس فى الإسلام ، ولئن كان إلي الزهد والعبادة إنّه لأظهر الناس زهداً ، وأنهكهم عبادة ، ولئن كان إلي العقول والنحائز(٣) إنّه لأشدّ


(١) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٤٦ / ١٠٩٧ وص ٦٠٤ / ١٠٣٣ ، مسند البزّار : ٥ / ٥٥ / ١٦١٦ ، الرياض النضرة : ٣ / ١٨٢ ، المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٤٥ / ٤٦٥٦ ، الطبقات الكبري : ٢ / ٣٣٨ ، الاستيعاب : ٣ / ٢٠٦ / ١٨٧٥ وفى الثلاثة الأخيرة "أقضي" بدل "أفضل" .
(٢) تاريخ دمشق : ٤٢/٤٠٠ ، فرائد السمطين : ١/٣٥٥/٢٨١ ، حلية الأولياء : ١/٦٥ وليس فيه "منه".
(٣) نحيزة الرجل : طبيعته (المحيط فى اللغة : ٣ / ١٣) .

 ٣٣٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عُقبَةُ بن عَمْرو

الناس عقلاً ، وأكرمهم نحيزة ، ولئن كان إلي الشرف والنجدة ، إنّه لأعظم الناس شرفاً ونجدةً(١) .

٣٨٥٥ ـ مروج الذهب : ذكر أنّ عدىّ بن حاتم الطائى دخل علي معاوية ، فقال له معاوية : ما فعلت الطرفات ـ يعنى أولاده ـ ؟ قال : قتلوا مع علىّ .

قال : ما أنصفك علىّ ; قتل أولادك وبقّي أولاده !

فقال عدىّ : ما أنصفتُ عليّاً; إذ قُتل وبقيتُ بعده . فقال معاوية : أما إنّه قد بقيت قطرة من دم عثمان ما يمحوها إلاّ دم شريف من أشراف اليمن ، فقال عدىّ :

والله، إنّ قلوبنا التى أبغضناك بها لفى صدورنا، وإنّ أسيافنا التى قاتلناك بها لعلي عواتقنا ، ولئن أدنيت إلينا من الغدر فِتْراً(٢) لَنُدنينّ إليك من الشرّ شبراً ، وإنّ حزّ الحلقوم ، وحشرجة(٣) الحيزوم(٤) ، لأهون علينا من أن نسمع المساءة فى علىّ(٥) .

٦ / ١٨

عُقبَةُ بن عَمْرو

٣٨٥٦ ـ تاريخ اليعقوبى ـ فى ذكر مجلس بيعة الناس لعلىّ  ¼ ـ : ثمّ قام عقبة بن عمرو فقال :


(١) الإمامة والسياسة : ١ / ١٤١ .
(٢) الفِتْر : ما بين طرف السَّبّابة والإبهام إذا فتحتهما (الصحاح : ٢ / ٧٧٧) .
(٣) الحَشْرَجة : الغَرغَرة عند الموت وتردّد النفس (النهاية: ١ / ٣٨٩).
(٤) الحيزوم : الصدر (لسان العرب : ١٢ / ١٣٢) .
(٥) مروج الذهب : ٣ / ١٣ ، العقد الفريد : ٣ / ٨٦ ; الأمالى للسيّد المرتضي : ١ / ٢١٧ وفيه "يعنى : طريفاً وطرافاً وطرفة" بدل "يعنى أولاده" وكلاهما نحوه إلي "بعده" .

 ٣٤٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عَمّارُ بن ياسِر

مَن له يوم كيوم العقبة وبيعة كبيعة الرضوان ؟ والإمام الأهدي الذى لا يخاف جوره ، والعالم الذى لا يخاف جهله(١) .

٦ / ١٩

عَمّارُ بن ياسِر

٣٨٥٧ ـ الفتوح عن عمّار بن ياسر ـ من كلامه فى حرب صفّين لعمرو بن العاص ـ : أيّها الأبتر ! أ لست تعلم أنّ النبىّ  ½ قال : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ؟(٢)

٣٨٥٨ ـ الأمالى للطوسى عن مالك بن أوس : كان علىّ بن أبى طالب  ¼ أكثر ما يسكن القناة (٣) ، فبينا نحن فى المسجد بعد الصبح إذ طلع الزبير وطلحة ، فجلسا فى ناحية عن علىّ  ¼ ، ثمّ طلع مروان وسعيد وعبد الله بن الزبير والمسوّر بن مخرمة فجلسوا ، وكان علىّ  ¼ جعل عمّار بن ياسر علي الخيل ، فقال لأبى الهيثم بن التيّهان ولخالد بن زيد أبى أيّوب ولأبى حيّة ولرفاعة بن رافع فى رجال من أصحاب رسول الله  ½ : قوموا إلي هؤلاء القوم ; فإنّه بلغنا عنهم ما نكره من خلاف أمير المؤمنين إمامهم ، والطعن عليه ، وقد دخل معهم قوم من أهل الجفاء والعداوة ، وإنّهم سيحملونهم علي ما ليس من رأيهم .

قال : فقاموا ، وقمنا معهم حتي جلسوا إليهم ، فتكلّم أبو الهيثم بن التَّـيِّهان ، فقال : إنّ لكما لقدماً فى الإسلام ، وسابقة وقرابة من أمير المؤمنين ، وقد بلغنا


(١) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٧٩ .
(٢) الفتوح : ٣ / ٧٧ ; وقعة صفّين : ٣٣٨ نحوه .
(٣) واد بالمدينة (معجم البلدان : ٤ / ٤٠١) .

 ٣٤١ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عَمّارُ بن ياسِر

عنكما طعن وسخط لأمير المؤمنين ، فإن يكن أمر لكما خاصّة فعاتبا ابن عمّتكما وإمامكما ، وإن كان نصيحة للمسلمين فلا تؤخّراه عنه ، ونحن عون لكما ، فقد علمتما أنّ بنى اُميّة لن تنصحكما أبداً ، وقد عرفتما عداوتهم لكما ، وقد شركتما فى دم عثمان ومالأتما ، فسكت الزبير وتكلّم طلحة ، فقال : افرغوا جميعاً ممّا تقولون ; فإنّى قد عرفت أنّ فى كلّ واحد منكم خِبْطة(١) .

فتكلّم عمّار بن ياسر  § فحمد الله وأثني عليه ، وصلّي علي النبىّ  ½ وقال :

أنتما صاحبا رسول الله  ½ ، وقد أعطيتما إمامكما الطاعة والمناصحة ، والعهد والميثاق علي العمل بطاعة الله وطاعة رسوله ، وأن يجعل كتاب الله إمامنا ، وهو علىّ بن أبى طالب ، طلّق النفس عن الدنيا ، وقدّم كتاب الله ، ففيمَ السخط والغضب علي علىّ بن أبى طالب  ¼ ؟ ! فغَضَبُ الرجال فى الحقّ ، انصرا نصركما الله .

فتكلّم عبد الله بن الزبير ، فقال : لقد تهذّرت يا أبا اليقظان ، فقال له عمّار : ما لك تتعلّق فى مثل هذا يا أعبس ، ثمّ أمر فاُخرج ، فقام الزبير فالتفت إلي عمّار  § فقال : عجّلت يا أبا اليقظان علي ابن أخيك رحمك الله . فقال : عمّار بن ياسر : يا أبا عبد الله ، أنشدك الله أن تسمع قول مَن رأيت ، فإنّكم معشر المهاجرين لم يهلك من هلك منكم حتي استدخل فى أمره المؤلّفة قلوبهم .

فقال الزبير : معاذ الله أن نسمع منهم . فقال عمّار : والله يا أبا عبد الله ، لو لم يبق أحد إلاّ خالف علىّ بن أبى طالب لما خالفته ، ولا زالت يدى مع يده ; وذلك لأنّ عليّاً لم يزل مع الحقّ منذ بعث الله نبيّه  ½ ، فإنّى أشهد أنّه لا ينبغى لأحد أن يفضّل


(١) الخِبطة : ما بقى فى الوعاء من طعام أو غيره (لسان العرب : ٧ / ٢٨٤) .

 ٣٤٢ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عُمَرُ بن الخَطَّاب

عليه أحداً(١) .

٣٨٥٩ ـ الأمالى للطوسى عن موسي بن عبد الله الأسدى : لمّا انهزم أهل البصرة أمر علىّ بن أبى طالب  ¼ أن تنزل عائشة قصر أبى خلف ، فلمّا نزلت جاءها عمّار بن ياسر فقال لها : يا اُمّتَ ، كيف رأيتِ ضرب بنيك دون دينهم بالسيف ؟ فقالت : استبصرت يا عمّار من أجل أنّك غلبت .

قال : أنا أشدّ استبصاراً من ذلك ، أما والله لو ضربتمونا حتي تبلغونا سعفات هَجَر لعلمنا أنّا علي الحقّ ، وأنّكم علي الباطل .

فقالت له عائشة : هكذا يُخيّل إليك ، اتّق الله يا عمّار ، فإنّ سنّك قد كبر ، ودقّ عظمك ، وفني أجلك ، وأذهبت دينك لابن أبى طالب .

فقال عمّار : إنّى والله اخترت لنفسى فى أصحاب رسول الله  ½ ، فرأيت عليّاً أقرأهم لكتاب الله عزّ وجلّ ، وأعلمهم بتأويله ، وأشدّهم تعظيماً لحُرمته ، وأعرفهم بالسنّة مع قرابته من رسول الله  ½ ، وعظم عنائه وبلائه فى الإسلام ، فسكتت(٢) .

٦ / ٢٠

عُمَرُ بن الخَطَّاب

٣٨٦٠ ـ تاريخ دمشق عن عمر بن الخطّاب : اللهمّ لا تنزلنّ شديدة إلاّ وأبو الحسن


(١) الأمالى للطوسى : ٧٣٠ / ١٥٣٠ ، بحار الأنوار : ٣٢ / ٢٨ / ٩ .
(٢) الأمالى للطوسى : ١٤٣ / ٢٣٣ ، بشارة المصطفي : ٢٨١ وفيه "ابن أبى خلف" بدل "أبى خلف" ، الشافى : ٤ / ٣٥٥ .

 ٣٤٣ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عُمَرُ بن الخَطَّاب

إلي جنبى(١) .

٣٨٦١ ـ المناقب للخوارزمى عن عمر بن الخطّاب : اللهمّ لا تُبقنى لمعضلة ليس لها ابن أبى طالب حيّاً(٢) .

٣٨٦٢ ـ أنساب الأشراف عن عمر بن الخطّاب : لا أبقانىَ الله لمعضلة ليس لها أبو حسن(٣) .

٣٨٦٣ ـ الكافى عن عمر بن الخطّاب : لولا علىّ لهلك عمر(٤) .

٣٨٦٤ ـ كنز العمّال عن عمر بن الخطّاب : يابن أبى طالب ! فما زلت كاشف كلّ شبهة ، وموضّح كلّ حُكم(٥) .

٣٨٦٥ ـ فضائل الصحابة عن سعيد بن المسيّب : كان عمر يتعوّذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن(٦) .


(١) تاريخ دمشق : ٥٣ / ٣٥ ، فرائد السمطين : ١ / ٣٤٣ / ٢٦٤ ، ذخائر العقبي : ١٤٩ ، الرياض النضرة : ٣ / ١٦٢ .
(٢) المناقب للخوارزمى : ٩٧ / ٩٨ ، مقتل الحسين للخوارزمى : ١ / ٤٥ ، فرائد السمطين : ١ / ٣٤٤ / ٢٦٦ ; شرح الأخبار : ٢ / ٣١٧ / ٦٥١ وفيه "كان عمر يقول . . ." وليس فيه "حيّاً" .
(٣) أنساب الأشراف : ٢ / ٣٥١ ; المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٣١ وص ٣٦١ وفيه "لم يكن" بدل "ليس" ، بحار الأنوار : ٤٠ / ٢٢٧ / ٦ .
(٤) الكافى : ٧ / ٤٢٤ / ٦ ، تهذيب الأحكام : ٦ / ٣٠٦ / ٨٤٩ وج ١٠ / ٥٠ / ١٨٦ ، من لا يحضره الفقيه : ٤ / ٣٦ / ٥٠٢٥ ، تفسير العيّاشى : ١ / ٧٥ / ١٥٥ ، الفضائل لابن شاذان : ٩٥ ، خصائص الأئمّة (ع) : ٨٥ ، الإيضاح : ١٩١ و١٩٢ ، شرح الأخبار : ٢ / ٣١٩ / ٦٥٥ ، المسترشد : ٥٨٣ / ٢٥٣ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٣١ ; ذخائر العقبي : ١٤٩ .
(٥) كنز العمّال : ٥ / ٨٣٤ / ١٤٥٠٩ نقلا عن أبى طالب علىّ بن أحمد .
(٦) فضائل الصحابة لابن حنبل: ٢/٦٤٧/١١٠٠ ، الطبقات الكبري: ٢/٣٣٩، تاريخ دمشق: ٤٢/٤٠٦، اُسد الغابة : ٤ / ٩٦ / ٣٧٨٩ ، الاستيعاب : ٣ / ٢٠٦ / ١٨٧٥ ، الإصابة : ٤ / ٤٦٧ / ٥٧٠٤ ، الصواعق المحرقة: ١٢٧، البداية والنهاية: ٧/٣٦٠ نحوه، صفة الصفوة: ١/١٣٢،كنز العمّال:١٠/٣٠٠/٢٩٥٠٩.

 ٣٤٤ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عُمَرُ بن الخَطَّاب

٣٨٦٦ ـ الإمام الصادق  ¼ : مرّ عمر بن الخطّاب علي الحجر الأسود ، فقال : والله يا حجر ! إنّا لنعلم انّك حجر لا تضرّ ولا تنفع ! إلاّ أنّا رأينا رسول الله  ½ يحبّك ، فنحن نحبّك .

فقال له أمير المؤمنين  ¼ : كيف يابن الخطّاب ؟ فوَ الله ، ليبعثنّه الله يوم القيامة ، وله لسان وشفتان ، فيشهد لمن وافاه ، وهو يمين الله فى أرضه ، يبايع بها خلقه .

فقال عمر : لا أبقانا الله فى بلد لا يكون فيه علىّ بن أبى طالب(١) .

٣٨٦٧ ـ المستدرك علي الصحيحين عن أبى سعيد الخدرى : حججنا مع عمر بن الخطّاب ، فلمّا دخل الطواف استقبل الحجر ، فقال : إنّى أعلم أنّك حجر لا تضرّ ولا تنفع ! ولولا أنّى رأيت رسول الله  ½ قبّلك ما قبّلتك ، ثمّ قبّله .

فقال له علىّ بن أبى طالب : بلي يا أمير المؤمنين ! إنّه يضرّ وينفع .

قال: ثمّ قال : بكتاب الله تبارك وتعالي .

قال : وأين ذلك من كتاب الله ؟

قال : قال الله عزّ وجلّ : ³ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ  ²  (٢) خلق الله آدم ومسح علي ظهره فقرّرهم بأنّه الربّ وأنّهم العبيد ، وأخذ عهودهم ومواثيقهم وكتب ذلك فى رِقٍّ ، وكان لهذا الحجر عينان ولسان ، فقال له : افتح فاك ، قال : ففتح فاه فألقمه ذلك


(١) علل الشرائع : ٤٢٦ / ٨ عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمى .
(٢) الأعراف : ١٧٢ .

 ٣٤٥ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عُمَرُ بن الخَطَّاب

الرقّ ، وقال : اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة ، وإنّى أشهد لسمعت رسول الله  ½ [ يقول] : يؤتي يوم القيامة بالحجر الأسود ، وله لسان ذَلْق(١) ، يشهد لمن يستلمه بالتوحيد ، فهو يا أمير المؤمنين ! يضرّ وينفع .

فقال عمر : أعوذ بالله أن أعيش فى قوم لست فيهم يا أبا الحسن(٢) .

٣٨٦٨ ـ المناقب للخوارزمى عن يحيي بن عقيل : كان عمر بن الخطّاب يقول لعلىّ بن أبى طالب  ¼ فيما كان يسأله عنه فيفرّج عنه : لا أبقانى الله بعدك يا علىّ(٣) .

٣٨٦٩ ـ الاستيعاب : وقال [عمر] فى المجنونة التى أمر برجمها ، وفى التى وضعت لستّة أشهر ، فأراد عمر رجمها ، فقال له علىّ  ¼ : إنّ الله تعالي يقول : ³ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا  ²  (٤) الحديث ، وقال  ¼ له : إنّ الله رفع القلم عن المجنون ، الحديث ، فكان عمر يقول : لولا علىّ لهلك عمر(٥) .

٣٨٧٠ ـ الإمام الباقر  ¼ : جاء أعرابيّان إلي عمر يختصمان ، فقال عمر : يا


(١) أى طَلْق (لسان العرب : ١٠ / ١١٠) .
(٢) المستدرك علي الصحيحين : ١ / ٦٢٨ / ١٦٨٢ ، شعب الإيمان : ٣ / ٤٥١ / ٤٠٤٠ ، الدرّ المنثور : ٣ / ٦٠٥ ، أخبار مكّة للأزرقى : ١ / ٣٢٣ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٠٦ ، شرح نهج البلاغة : ١٢ / ١٠٠ وفيه "لا أبقانى الله بأرض لست بها يا أبا الحسن" والثلاثة الأخيرة نحوه ، كنز العمّال : ٥ / ١٧٧ / ١٢٥٢١ ; الأمالى للطوسى : ٤٧٦ / ١٠٤١ مفصّلاً وفيه "فقال عمر : لا عشت فى اُمّة لست فيها . . ." وراجع الرياض النضرة : ٣ / ١٦٦ ، ذخائر العقبي : ١٥٠ ; شرح الأخبار : ٢ / ٣١٧ / ٦٥٢ .
(٣) المناقب للخوارزمى : ١٠١ / ١٠٤ ، فرائد السمطين : ١ / ٣٤٩ / ٢٧٤ ، فيض القدير : ٤ / ٣٥٧ نقلا عن الدارقطنى عن أبى سعيد نحوه ، الرياض النضرة : ٣ / ١٦٦ ، ذخائر العقبي : ١٥٠ ; شرح الأخبار : ٢ / ٣١٦ / ٦٥٠ عن سلمان بن حرب ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٣١ عن أبانة بن بطّة .
(٤) الأحقاف : ١٥ .
(٥) الاستيعاب : ٣ / ٢٠٦ / ١٨٧٥ .

 ٣٤٦ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عُمَرُ بن الخَطَّاب

أبا الحسن ! اقضِ بينهما ، فقضي علىّ  ¼ علي أحدهما ، فقال المقضىّ عليه [لعمر] : يا أمير المؤمنين ! هذا يقضى بيننا ؟ ! فوثب إليه عمر ، فأخذ بتَلْبِيبه(١) ثمّ قال : ويحك ! ما تدرى من هذا ؟ هذا مولاى ومولي كلّ مؤمن ، ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن(٢) .

٣٨٧١ ـ شرح نهج البلاغة : إنّ عليّاً  ¼ جلس إلي عمر فى المسجد ، وعنده ناس ، فلمّا قام عرّض واحدٌ بذِكره ، ونسبه إلي التِّيْه(٣) والعُجب .

فقال عمر : حقّ لمثله أن يتيه ! والله لولا سيفه لما قام عمود الإسلام ، وهو بعدُ أقضي الاُمّة ، وذو سابقتها ، وذو شرفها(٤) .

٣٨٧٢ ـ الصراط المستقيم عن شهر بن حوشب : إنّ عمر لمّا بدأ بالحسنين    ¤ فى العطاء ، قال له ابنه : قدّمتهما علىَّ ، ولى صحبة وهجرة دونهما ؟

فقال : اُسكت لا اُمّ لك ، أبوهما ـ والله ـ خير من أبيك ، واُمّهما خير من اُمّك(٥) .

٣٨٧٣ ـ بشارة المصطفي عن عمر بن الخطّاب : اعلموا أنّه لا يتمّ لأحد شرف إلاّ


(١) يقال : أخذ بتَلْبيبه : إذا جمعتَ ثيابه عند صدره ونحره ، ثمّ جررتَه (النهاية : ١ / ١٩٣) .
(٢) المناقب للخوارزمى : ١٦١ / ١٩١ عن إبراهيم بن حيّان ، ذخائر العقبي : ١٢٦ من دون إسناد إلي المعصوم ; المناقب للكوفى : ٢ / ٣٨٦ / ٨٦١ عن إبراهيم بن حبّان ، بشارة المصطفي : ٢٣٦ عن إبراهيم بن حيّان ، شرح الأخبار : ١ / ١١٠ / ٣١ عن إبراهيم بن خيار وكلّها نحوه ، كشف الغمّة : ١ / ٢٩٩ .
(٣) التِّيْه : الصَّلَف والكِبر (لسان العرب : ١٣ / ٤٨٢) .
(٤) شرح نهج البلاغة : ١٢ / ٨٢ نقلاً عن أبى بكر الأنبارى فى أماليه .
(٥) الصراط المستقيم : ٢ / ٧٠ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٧١ ، المسترشد : ٢٨٤ / ٩٥ كلاهما نحوه .

 ٣٤٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عُمَرُ بن الخَطَّاب

بولاية علىّ بن أبى طالب وحبّه(١) .

٣٨٧٤ ـ تاريخ بغداد عن عمر بن الخطّاب ـ لمّا رأي رجلاً يسبّ عليّاً  ¼ ـ : إنّى أظنّك منافقاً ; سمعت رسول الله  ½ يقول : إنّما علىٌّ منّى بمنزلة هارون من موسي ، إلاّ أنّه لا نبىّ بعدى(٢) .

٣٨٧٥ ـ فضائل الصحابة عن عروة بن الزبير : إنّ رجلاً وقع فى علىّ بن أبى طالب  ¼ بمحضر من عمر ، فقال له عمر : تعرف صاحب هذا القبر ؟ هو محمّد ابن عبد الله بن عبد المطّلب  ½ ، وعلىٌّ ابن أبى طالب بن عبد المطّلب ، فلا تذكر عليّاً إلاّ بخير ; فإنّك إن أبغضته آذيت هذا فى قبره(٣) .

٣٨٧٦ ـ المستدرك علي الصحيحين عن أبى هريرة : قال عمر بن الخطّاب : لقد اُعطى علىّ بن أبى طالب ثلاث خصال لأن تكون لى خصلة منها أحبّ إلىّ من أن اُعطي حُمْر النَّعَم .

قيل : وما هنّ يا أمير المؤمنين ؟

قال : تَزوّجه فاطمة بنت رسول الله  ½ ، وسُكناه المسجد مع رسول الله  ½ يحلّ له فيه ما يحلّ له ، والراية يوم خيبر(٤) .


(١) بشارة المصطفي : ٢٤٩ .
(٢) تاريخ بغداد : ٧ / ٤٥٣ / ٤٠٢٣ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ١٦٦ / ٨٥٧٨ ـ ٨٥٨٠ ، الرياض النضرة : ٣ / ١١٨ .
(٣) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٤١ / ١٠٨٩ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٥١٩ ، الرياض النضرة : ٣ / ١٢٣ ; الأمالى للطوسى : ٤٣١ / ٩٦٥ عن الزبير وفيهما "تنقصه" بدل "أبغضته" ، الأمالى للصدوق : ٤٧٢ / ٦٣٣ وفيه "تنقّصته" بدل "أبغضته" .
(٤) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٣٥ / ٤٦٣٢ ، المصنّف لابن أبى شيبة : ٧ / ٥٠٠ / ٣٦ عن ابن عمر ، فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٥٩ / ١١٢٣ عن أبى صالح وكلاهما نحوه ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ١٢٠ ، الصواعق المحرقة : ١٢٧ وفيهما "لا يحلّ لى" بدل "يحلّ له" ، المناقب للخوارزمى : ٣٣٢ / ٣٥٤ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٤٢ ، الرياض النضرة : ٣ / ١٥٨ نحوه ، كنز العمّال : ١٣ / ١١٦ / ٣٦٣٧٦ عن الإمام علىّ  ¼ .

 ٣٤٨ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عُمَرُ بن الخَطَّاب

٣٨٧٧ ـ تاريخ دمشق عن عمر بن الخطّاب : أمّا علىّ فسمعت رسول الله  ½ يقول فيه ثلاث خصال لوددت أنّ لى واحدة منهنّ ، فكان أحبّ إلىّ ممّا طلعت عليه الشمس ; كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من الصحابة ، إذ ضرب النبىّ  ½ بيده علي منكب علىّ فقال له : يا علىّ ! أنت أوّل المؤمنين إيماناً ، وأوّل المسلمين إسلاماً ، وأنت منّى بمنزلة هارون من موسي(١) .

٣٨٧٨ ـ تاريخ دمشق عن عمر بن الخطّاب : كفّوا عن علىّ  ¼ ; فإنّى سمعت رسول الله  ½ [يقول] فيه خصالاً ، لو أنّ خصلةً منها فى جميع آل الخطّاب كان أحبّ إلىّ ممّا طلعت عليه الشمس ; إنّى كنت ذات يوم ، وأبو بكر ، وعبد الرحمن ، وعثمان بن عفّان ، وأبو عبيدة بن الجرّاح ، فى نفر من أصحاب رسول الله  ½ ، فانتهينا إلي باب اُمّ سلمة إذا نحن بعلىّ متّكئاً(٢) علي نَجَف الباب(٣) ، فقلنا : أردنا رسول الله  ½ .

فقال : هو فى البيت يخرج عليكم الآن .

فخرج علينا رسول الله  ½ فثرنا(٤) حوله ، فاتّكأ علي علىّ ثمّ ضرب يده علي


(١) تاريخ دمشق : ٤٢/١٦٧/٨٥٨١، المناقب للخوارزمى : ٥٥/١٩ ، كنز العمّال: ١٣/١٢٢/٣٦٣٩٢ نقلا عن الحسن بن بدر والحاكم فى الكني والشيرازى فى الألقاب وابن النجّار وص ١٢٤ / ٣٦٣٩٥ كلاهما نحوه .
(٢) فى المصدر : متّكئ ، والصحيح ما أثبتناه .
(٣) أى عتَبَته وأعلاه (تاج العروس : ١٢ / ٤٩١) .
(٤) ثار إليه : وثب (لسان العرب : ٤ / ١٠٨) .

 ٣٤٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / عَمْرُو بن الحَمِق

منكبه ، وقال : اكْسُ(١) ابن أبى طالب ; فإنّك مخاصِم بسبع خصال ليس لأحد بعدهنّ إلاّ فضلك :

إنّك أوّل المؤمنين معى إيماناً ، وأعلمهم بأيّام الله ، وأوفاهم بعهده ، وأرأفهم بالرعيّة ، وأقسمهم بالسويّة ، وأعظمهم عند الله مزيّة(٢) .

٣٨٧٩ ـ المناقب للخوارزمى عن عمر بن الخطّاب : كانت فى أصحاب محمّد  ½ ثمانى عشرة سابقة ، خُصّ منها علىّ بن أبى طالب بثلاث عشرة ، وشاركنا فى الخمس(٣) .

راجع : القسم العاشر / الخصائص العقائديّة / أرجح أهل الأرض إيماناً .

القسم الحادى عشر / أنواع علومه / علم الدين .

القسم الثانى عشر / نماذج من قضاياه بعد النبىّ .

القسم الرابع / عهد عمر بن الخطّاب / استشارة عمر الإمامَ فى المعضلات ، واستنجاد عمر برأي الإمام .

/ مبادئ خلافة عثمان / رأى عمر فيمن رشّحهم للخلافة .

٦ / ٢١

عَمْرُو بن الحَمِق

٣٨٨٠ ـ وقعة صفّين عن عبد الله بن شريك : قال عمرو بن الحمق : إنّى ـ والله يا أمير المؤمنين ! ـ ما أجبتك ولا بايعتك علي قرابة بينى وبينك ، ولا إرادة مال


(١) من كَسِى كساءً ، وهو المجد والشرف والرفعة ، وكاساهُ : فاخرهُ (تاج العروس : ٢٠ / ١٢٧ وص١٢٦) ، فيكون المعني : افخر يابن أبى طالب .
(٢) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٥٨ / ٨٣٩٨ قال المصنّف بعد ذكر الحديث : وسقطت منه واحدة ، كنز العمّال : ١٣ / ١١٦ / ٣٦٣٧٨ نحوه ; بشارة المصطفي : ٢٧١ نحوه وفيه "بأمر الله" بدل "بأيّام الله" .
(٣) المناقب للخوارزمى : ٣٣١ / ٣٥٢ وص ٩٩ / ١٠١ ، فرائد السمطين : ١ / ٣٤٤ / ٢٦٥ .


إرجاعات 
١٢٧ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ / الفصل الأوّل : الخصائص العقائديّة / أرجح أهل الأرض إيماناً
٥٩ - المجلد العاشر / القسم الحادي عشر : علوم الإمام علي‏ / الفصل الثالث : أنواع علومه / علم الدين
١٧ - المجلد الحادي عشر / القسم الثاني عشر : قضايا الإمام عليّ / الفصل الثالث : نماذج من قضاياه بعد النبيّ
٨٧ - المجلد الثالث / القسم الرابع : الإمام عليّ بعد النبيّ / الفصل الثاني : عهد عمر بن الخطّاب / استشارة عمر الإمامَ في المعضلات
٨٨ - المجلد الثالث / القسم الرابع : الإمام عليّ بعد النبيّ / الفصل الثاني : عهد عمر بن الخطّاب / استنجاد عمر برأي الإمام
٩٩ - المجلد الثالث / القسم الرابع : الإمام عليّ بعد النبيّ / الفصل الثالث : مبادئ خلافة عثمان / رأي عمر فيمن رشّحهم للخلافة

 ٣٥٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / قُثَمُ بن العَبّاس

تؤتينيه ، ولا التماس سلطان يُرفع ذكرى به ، ولكن أحببتك لخصال خمس :

أنّك ابن عمّ رسول الله  ½ ، وأوّل من آمن به ، وزوج سيّدة نساء الاُمّة فاطمة بنت محمّد  ½ ، وأبو الذرّيّة التى بقيت فينا من رسول الله  ½ ، وأعظم رجل من المهاجرين سهماً فى الجهاد .

فلو أنّى كُلّفت نقل الجبال الرواسى ، ونزح البحور الطوامى ، حتي يأتى علىَّ يومى فى أمر اُقوّى به وليّك ، واُوهن به عدوّك ، ما رأيت أنّى قد أدّيت فيه كلّ الذى يحقّ علىَّ من حقّك .

فقال أمير المؤمنين علىّ  ¼ : اللهمّ نوّر قلبه بالتُّقي ، واهده إلي صراط مستقيم ، ليت أنّ فى جندى مائةً مثلك(١) .

راجع : القسم السادس عشر / عمرو بن الحمق الخزاعى .

٦ / ٢٢

قُثَمُ بن العَبّاس

٣٨٨١ ـ المستدرك علي الصحيحين عن أبى إسحاق : سألت قثم بن العبّاس : كيف ورث علىّ  ¼ رسول الله  ½ دونكم ؟

قال : لأنّه كان أوّلنا به لحوقاً ، وأشدّنا به لزوقاً(٢) .


(١) وقعة صفّين : ١٠٣ ، الاختصاص : ١٤ ; جمهرة خطب العرب : ١ / ٣٢١ ، شرح نهج البلاغة : ٣ / ١٨١ كلّها نحوه .
(٢) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٣٦ / ٤٦٣٣ ، المعجم الكبير : ١٩ / ٤٠ / ٨٦ وح ٨٥ وفيه "دون العبّاس" بدل "دونكم" ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٣٩٣ ، اُسد الغابة : ٤ / ٣٧٣ / ٤٢٧٩ كلاهما نحوه ، المصنّف لابن أبى شيبة : ٨ / ٣٤٨ / ٢٠٦ وزاد فيه "و الله" قبل "كان" ، كنز العمّال : ١٣ / ١٤٣ / ٣٦٤٤٧ ; الطرائف : ٢٨٤ نحوه وراجع الفصول المختارة : ٢٦٤ وشرح الأخبار : ١ / ٢١٢ / ١٨٥ .


إرجاعات 
٢٣٧ - المجلد الثاني عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام عليّ وعمّاله / عَمرُو بنُ الحَمِقِ الخُزاعِيّ

 ٣٥١ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / قَيسُ بن سَعدِ بن عُبادَة

٣٨٨٢ ـ تاريخ دمشق عن إسماعيل بن أبى خالد : قلت لقُثم : ما شأن علىّ  ¼ كان له من رسول الله  ½ منزلةً لم تكن للعبّاس ؟

قال : لأنّه كان أسرعنا به لحوقاً ، وأشدّنا به لصوقاً(١) .

٦ / ٢٣

قَيسُ بن سَعدِ بن عُبادَة

٣٨٨٣ ـ الفصول المختارة عن قيس بن سعد بن عبادة : قال وهو متوجّه إلي صفّين :

وعلىٌّ إمامُنا وإمامٌلسوانا أتي به التنزيلُ
يوم قال النبىّ : من كنت مولاهُ فهذا مولاه خطب جليلُ
إنّما قاله النبىّ علي الاُمّ ـة حتماً ما فيه قالٌ وقيلُ(٢)

٣٨٨٤ ـ شرح نهج البلاغة : قال معاوية لقيس بن سعد : رحم الله أبا حسن ! فلقد كان هشّاً بشّاً ، ذا فكاهة .

قال قيس : نعم ، كان رسول الله  ½ يمزح ويبتسم إلي أصحابه ، وأراك تُسرّ


(١) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٣٩٢ .
(٢) الفصول المختارة : ٢٩١ ، خصائص الأئمّة (ع) : ٤٣ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٢٨ .

 ٣٥٢ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل السادس : علىّ عن لسان أصحاب النبىّ / قَيسُ بن سَعدِ بن عُبادَة

حَسواً فى ارتغاء(١) ، وتعيبه بذلك ! أما والله لقد كان مع تلك الفكاهة والطلاقة أهيب من ذى لبدتين ، قد مسّه الطوي ، تلك هيبة التقوي ، وليس كما يهابك طَغام(٢) أهل الشام(٣) .


(١) قال الميدانى : "يُسِرّ حسواً فى ارتغاء" الارتغاء : شرب الرِّغوة . أصله : الرجل يُؤتى باللَبن ; فيُظهر أنّه يريد الرغوة خاصّة ولا يريد غيرها ، فيشربها ، وهو فى ذلك ينال من اللبن . يضرب لمن يريك أنّه يعينك ، وإنّما يجرّ النفع إلي نفسه (مجمع الأمثال : ٣ / ٥٢٥ / ٤٦٨٠) .
(٢) الطَّغام : أراذل الناس (لسان العرب : ١٢ / ٣٦٩) .
(٣) شرح نهج البلاغة : ١ / ٢٥ ; بحار الأنوار : ٤١ / ١٤٧ .