٣٧٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه
٨ / ١ ٣٩١٠ ـ سير أعلام النبلاء عن عبيد : جاء أبو مسلم الخولانى واُناس إلي معاوية وقالوا : أنت تنازع عليّاً ، أم أنت مثله ؟ فقال : لا والله ، إنّى لأعلم أنّه أفضل منّى وأحقّ بالأمر منّى(١) . ٣٩١١ ـ تاريخ دمشق عن أبى إسحاق : جاء ابن أحور التميمى إلي معاوية فقال : يا أمير المؤمنين ! جئتك من عند ألأم الناس ! وأبخل الناس ! وأعيا الناس ! وأجبن الناس ! فقال [له معاوية] : ويلك ! وأنّي أتاه اللؤم ، ولَكُنّا نتحدّث أن لو ٣٧٨ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / معاويةُ بن أبى سُفيان
كان لعلىّ بيت من تبن وآخر من تِبْر(١) لأنفد التبر قبل التبن ؟ ! وأنّي أتاه العىّ وإن كنّا لنتحدّث أنّه ما جرت المواسى علي رأس رجل من قريش أفصح من علىّ ؟ ! ويلك ! وأنّي أتاه الجُبن وما برز له رجل قطّ إلاّ صرعه ؟ ! والله يابن أحور لولا أنّ الحرب خدعة لضربت عنقك ، اُخرج فلا تقيمنّ فى بلدى(٢) . ٣٩١٢ ـ الإمامة والسياسة : ذكروا أنّ عبد الله بن أبى مِحْجَن الثقفى قدم علي معاوية ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّى أتيتك من عند العيىّ(٣) الجبان البخيل ابن أبى طالب . فقال معاوية : لله أنت ! أ تدرى ما قلت ؟ أمّا قولك : العييّ(٤) ، فوَ الله لو أنّ ألسن الناس جمعت فجعلت لساناً واحداً لكفاها لسان علىّ ، وأمّا قولك : إنّه جبان ، فثكلتك اُمّك ، هل رأيت أحداً قطّ بارزه إلاّ قتله ؟ وأمّا قولك : إنّه بخيل ، فوَ الله لو كان له بيتان أحدهما من تِبر والآخر من تبن ، لأنفد تبره قبل تبنه . فقال الثقفى : فعَلامَ تقاتله إذاً ؟ قال : علي دم عثمان ، وعلي هذا الخاتم ، الذى من جعله فى يده جادت طينته ، وأطعم عياله ، وادّخر لأهله . فضحك الثقفى ثمّ لحق بعلىّ ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هب لى يدىّ بجرمى ، (١) التِّبْر : الذَّهَب (لسان العرب : ٤ / ٨٨) . ٣٧٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / معاويةُ بن أبى سُفيان
لا دنيا أصبت ولا آخرة ! فضحك علىّ ، ثمّ قال : أنت منها علي رأس أمرك ، وإنّما يأخذ الله العباد بأحد الأمرين(١) . ٣٩١٣ ـ فضائل الصحابة عن قيس بن أبى حازم : جاء رجل إلي معاوية فسأله عن مسألة ، فقال : سل عنها علىّ بن أبى طالب فهو أعلم ، فقال : يا أمير المؤمنين ، جوابك فيها أحبّ إلىّ من جواب علىّ ، فقال : بئس ما قلت ولؤم ما جئت به!! لقد كرهت رجلاً كان رسول الله ½ يغرّه العلم غرّاً ، ولقد قال له رسول الله ½ : "أنت منّى بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبىّ بعدى" . وكان عمر إذا اُشكل عليه شىء يأخذ منه ، ولقد شهدت عمر وقد اُشكل عليه شىء ، فقال : هاهنا علىّ قم لا أقام الله رجليك(٢) . ٣٩١٤ ـ المناقب لابن شهر آشوب عن ابن أبجر العجلى : كنت عند معاوية فاختصم إليه رجلان فى ثوب ، فقال أحدهما : ثوبى ، وأقام البيّنة ، وقال الآخر : ثوبى اشتريته من السوق من رجل لا أعرفه . فقال معاوية : لو كان لها علىّ بن أبى طالب ! فقال ابن أبجر : فقلت له : قد شهدت عليّاً ¼ قضي فى مثل هذا ، وذلك أنّه قضي بالثوب للّذى أقام البيّنة ، وقال للآخر : اطلب البايع . فقضي معاوية بذلك بين الرجلين(٣) . (١) الإمامة والسياسة : ١ / ١٣٤ ; شرح الأخبار : ٢ / ٩٨ نحوه وراجع شرح نهج البلاغة : ١ / ٢٤ وكشف الغمّة : ٢ / ٤٧ . ٣٨٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / معاويةُ بن أبى سُفيان
٣٩١٥ ـ المحاسن والمساوئ : لمّا كان حرب صفّين كتب أمير المؤمنين رضوان الله عليه إلي معاوية بن أبى سفيان : ما لك يُقتل الناس بيننا ؟ ابرز لى ; فإن قتلتنى استرحت منّى ، وإن قتلتك استرحت منك ، فقال له عمرو بن العاص : أنصفك الرجل فابرز إليه . قال : كلاّ يا عمرو ! أردت أن أبرز له فيقتلنى وتثب علي الخلافة بعدى ! قد علمت قريش أنّ ابن أبى طالب سيّدها وأسدها(١) . ٣٩١٦ ـ تاريخ دمشق عن جابر : كنّا عند معاوية فذكر علىّ ، فأحسن ذكره وذكر أبيه واُمّه ، ثمّ قال : وكيف لا أقول هذا لهم ؟ هم خيار خلق الله ، وعنده بنيه أخيارٌ أبناءُ أخيار(٢) . ٣٩١٧ ـ شرح نهج البلاغة ـ فى ذكر ما جري بين عقيل بن أبى طالب ومعاوية ـ : قال معاوية : ذكرت من لا ينكر فضله ، رحم الله أبا حسن ! فلقد سبق من كان قبله ، وأعجز من يأتى بعده ، هلمّ حديث الحديدة ، قال : نعم . أقويت وأصابتنى مخمصة(٣) شديدة ، فسألته فلم تَندَ صَفاتُه(٤) ، فجمعت صبيانى وجئته بهم والبؤس والضرّ ظاهران عليهم ، فقال : ائتنى عشيّةً لأدفع إليك شيئاً ، فجئته يقودنى أحد ولدى ، فأمره بالتنحّى ، ثمّ قال : ألا فدونك ، فأهويت ـ حريصاً قد غلبنى الجشع أظنّها صرّة ـ فوضعت يدى علي حديدة تلتهب ناراً ، (١) المحاسن والمساوئ : ٥٢ . ٣٨١ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / معاويةُ بن أبى سُفيان
فلمّا قبضتها نبذتها وخُرت كما يخور الثور تحت يد جازره ، فقال لى : ثكلتك اُمّك! هذا من حديدة أوقدت لها نار الدنيا فكيف بك وبى غداً أن سلكنا فى سلاسل جهنّم ؟ ثمّ قرأ : ³ إِذِ الاَْغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ ² (١) ثمّ قال : ليس لك عندى فوق حقّك الذى فرضه الله لك إلاّ ما تري ، فانصرف إلي أهلك . فجعل معاوية يتعجّب ويقول : هيهات هيهات ! عقمت النساء أن يلدن مثله(٢) . ٣٩١٨ ـ تاريخ دمشق عن جابر : كنّا ذات يوم عند معاوية بن أبى سفيان ، وقد جلس علي سريره واعتجر بتاجه واشتمل بساجه(٣) ، وأومأ بعينيه يميناً وشمالاً ، وقد تفرّشت جماهير قريش وسادات العرب أسفل السرير من قحطان ، ومعه رجلان علي سريره : عقيل بن أبى طالب ، والحسن بن علىّ ، وامرأة من وراء الحجاب تشير بكمّيها يميناً وشمالاً ، فقالت : يا أمير المؤمنين فاتت الليلة أرقة ، قال لها معاوية : أ مِن ألم ؟ قالت : لا ، ولكن من اختلاف رأى الناس فيك ، وفى علىّ بن أبى طالب ، و(٤)أبوك أبو سفيان صخر بن حرب بن اُميّة ، وكان اُميّة من قريش لبابها ، فقالت فى معاوية فأكثرت وهو مقبل علي عقيل والحسن ، فقال معاوية : رسول الله ½ يقول : من صلّي أربعاً قبل الظهر وأربعاً بعد الظهر ، حرم علي النار أن تأكله أبداً . ثمّ قال لها : أ فى علىّ تقولين ؟ المطعِم فى الكربات ، المفرّج للكربات ، مع ما (١) غافر : ٧١ . ٣٨٢ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / معاويةُ بن أبى سُفيان
سبق لعلىّ من العناصير السريّة والشيم الرضيّة والشرف ، فكان كالأسد الحاذر ، والربيع النائر ، والفرات الذاخر ، والقمر الزاهر ، فأمّا الأسد فأشبه علىّ منه صرامته ومضاءه ، وأمّا الربيع فأشبه علىّ منه حسنه وبهاءه ، وأمّا الفرات فأشبه علىّ منه طيبه وسخاءه ، فما تغطمطت(١) عليه قُماقِم(٢) العرب الشادة(٣) ، من أوّل العرب عبد مناف وهاشم وعبّاس القماقم والعبّاس صنو رسول الله ½ ، وأبوه وعمّه أكرِم به أباً وعمّاً ، ولنعم ترجمان القرآن ولده ـ يعنى عبد الله بن عبّاس ـ : كهل الكهول ، له لسان سؤول ، وقلب عقول ، خيار خلق الله وعترة نبيّه ، خيار ابن خيار . فقال عقيل بن أبى طالب : يا بنت أبى سفيان ، لو أنّ لعلىّ بيتين : بيت من تبر ، والآخر تبن بدأ بالتبر ـ وهو الذهب . فقال معاوية : يا أبا يزيد ، كيف لا أقول هذا فى علىّ بن أبى طالب ، وعلىّ من هامات قريش وذوائبها ، وسنام قائم عليها وعلىّ علامتها فى شامخ(٤) ؟ ٣٩١٩ ـ الاستيعاب : كان معاوية يكتب فيما ينزل به ليسأل له علىّ بن أبى طالب (ع) عن ذلك ، فلمّا بلغه قتله قال : ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبى طالب ، فقال له أخوه عتبة : لا يسمع هذا منك أهل الشام ، فقال له : دعنى عنك(٥) . (١) الغطمطة : اضطراب الأمواج (لسان العرب : ٧ / ٣٦٣) . ٣٨٣ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / عَمْرُو بن العاص
٣٩٢٠ ـ مقتل أمير المؤمنين عن مغيرة : لمّا جىء معاوية بنعى علىّ بن أبى طالب ¼ وهو قائل(١) مع امرأته ابنة قرظة فى يوم صائف فقال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، ماذا فقدوا من العلم والخير والفضل والفقه ؟ قالت امرأته : بالأمس كنت تطعن فى عينيه وتسترجع اليوم عليه ! قال : ويلك ! لا تدرين ماذا فقدوا من علمه وفضله وسوابقه !(٢) ٣٩٢١ ـ تاريخ دمشق عن مغيرة : جاء نعى علىّ بن أبى طالب إلي معاوية ، وهو نائم مع امرأته فاختة بنت قرظة ، فقعد باكياً مسترجعاً . فقالت له فاختة : أنت بالأمس تطعن عليه واليوم تبكى عليه ؟ ! فقال : ويحك ! أنا أبكى لما فقد الناس من حلمه وعلمه(٣) . ٨ / ٢ ٣٩٢٢ ـ الإمامة والسياسة : ذكروا أنّ رجلا من همذان يقال له : برد ، قدم علي معاوية فسمع عمراً يقع فى علىّ ، فقال له : يا عمرو ، إنّ أشياخنا سمعوا رسول الله ½ يقول : "من كنت مولاه فعلىّ مولاه" ، فحقٌّ ذلك أم باطل ؟ فقال عمرو : حقّ ، وأنا أزيدك أنّه ليس أحد من صحابة رسول الله ½ له مناقب مثل مناقب علىّ(٤) . (١) من القيلولة : نومة نصف النهار (لسان العرب : ١١ / ٥٧٨) . ٣٨٤ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / عَمْرُو بن العاص
٣٩٢٣ ـ تاريخ الطبرى عن عمرو بن العاص ـ لمعاوية ـ : أما والله إنْ(١) قاتلنا معك نطلب بدم الخليفة ; إنّ فى النفس من ذلك ما فيها ، حيث نقاتل من تعلم سابقته ، وفضله وقرابته ، ولكنّا إنّما أردنا هذه الدنيا(٢) . ٣٩٢٤ ـ المناقب للخوارزمى عن عمرو بن العاص ـ فيما كتبه إلي معاوية قبل التحاقه به ـ : ويحك يا معاوية ! أ ما علمت أنّ أبا حسن بذل نفسه بين يدى رسول الله ½ . . . وقد قال فيه يوم غدير خمّ : "ألا من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله"(٣) . ٣٩٢٥ ـ تاريخ اليعقوبى ـ فى ذكر قدوم عمرو بن العاص علي معاوية وبيعته له ـ : قدم علي معاوية ، فذاكره أمره ، فقال له : أمّا علىّ ، فوَ الله لا تساوى العرب بينك وبينه فى شىء من الأشياء ، وإنّ له فى الحرب لحظّاً ما هو لأحد من قريش إلاّ أن تظلمه . قال : صدقت ، ولكنّا نقاتله علي ما فى أيدينا ، ونلزمه قتل عثمان!! قال : عمرو : وا سوأتاه ! إنّ أحقّ الناس أن لا يذكر عثمان لا أنا ولا أنت . قال : ولم ويحك ؟ قال : أمّا أنت فخذلته ومعك أهل الشام حتي استغاث بيزيد بن أسد البجلى ، فسار إليه ، وأمّا أنا فتركته عياناً ، وهربت إلي فلسطين . فقال معاوية : دعنى من هذا ! مدّ يدك فبايعنى ! قال : لا ، لعمر الله لا اُعطيك دينى حتي آخذ من دنياك . قال له معاوية : لك مصر طُعْمة(٤) . (١) "إنْ" هنا نافية بمعني "ما" ، و"إنّ" وما بعدها بمنزلة التعليل لما قبلها . ٣٨٥ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / عَمْرُو بن العاص
٣٩٢٦ ـ وقعة صفّين عن عمر بن سعد بإسناده : قال معاوية لعمرو : يا أبا عبد الله ، إنّى أدعوك إلي جهاد هذا الرجل الذى عصي ربّه وقتل الخليفة ، وأظهر الفتنة ، وفرّق الجماعة ، وقطع الرحم !! قال عمرو : إلي مَن ؟ قال : إلي جهاد علىّ . فقال عمرو : والله يا معاوية ، ما أنت وعلىّ بِعكْمَى(١) بعير ، ما لك هجرتُه ولا سابقته ، ولا صحبته ، ولا جهاده ، ولا فقهه وعلمه . والله إنّ له مع ذلك حدّاً وجدّاً ، وحظّاً وحظوة ، وبلاءً من الله حسناً ، فما تجعل لى إن شايعتك علي حربه ، وأنت تعلم ما فيه من الغرر والخطر ؟ قال : حكمك . قال : مصر طُعْمة(٢) . ٣٩٢٧ ـ وقعة صفّين عن أبى جعفر وزيد بن حسن : طلب معاوية إلي عمرو بن العاص أن يسوّى صفوف أهل الشام ، فقال له عمرو : علي أنّ لى حكمى إن قتل الله ابن أبى طالب ، واستوسقت لك البلاد . قال : أ ليس حكمك فى مصر ؟ قال : وهل مصر تكون عوضاً عن الجنّة ، وقتل ابن أبى طالب ثمناً لعذاب النار الذى ³ لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ² (٣) ؟ فقال معاوية : إنّ لك حكمك أبا عبد الله إن قُتل ابن أبى طالب . رويداً لا يسمع الناس كلامك(٤) . ٣٩٢٨ ـ وقعة صفّين عن الزهرى ـ فى وقائع اليوم الخامس من حرب صفّين ـ : خرج فى ذلك اليوم شمر بن أبرهة بن الصباح الحميرى ، فلحق بعلىّ ¼ فى ناس (١) العِكْمان : عِدلان يُشدّان علي جانبى الهودج بثوب (لسان العرب : ١٢ / ٤١٥) . ٣٨٦ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / عَمْرُو بن العاص
من قرّاء أهل الشام ، ففتّ(١) ذلك فى عضد معاوية وعمرو بن العاص ، وقال عمرو : يا معاوية ، إنّك تريد أن تقاتل بأهل الشام رجلاً له من محمّد ½ قرابة قريبة ، ورحم ماسّة ، وقدم فى الإسلام لا يعتدّ أحد بمثله ، ونجدة فى الحرب لم تكن لأحد من أصحاب محمّد ½ ، وإنّه قد سار إليك بأصحاب محمّد ½ المعدودين ، وفرسانهم وقرّائهم وأشرافهم وقدمائهم فى الإسلام ، ولهم فى النفوس مهابة(٢) . ٣٩٢٩ ـ وقعة صفّين عن الجرجانى ـ فى ذكر حرب صفّين تسلّط معاوية علي الماء ـ : فبقى أصحاب علىّ يوماً وليلة ـ يومَ الفرات ـ بلا ماء ، وقال رجل من السَّكون من أهل الشام . . . :
فقال معاوية : الرأى ما تقول ، ولكن عمرو لا يدعنى . قال عمرو : خلّ بينهم وبين الماء ; فإنّ عليّاً لم يكن ليظمأ وأنت ريّان ، وفى يده أعنّة الخيل وهو ينظر إلي الفرات حتي يشرب أو يموت ، وأنت تعلم أنّه الشجاع المُطْرِق(٣) ، ومعه أهل العراق وأهل الحجاز ، وقد سمعته أنا وأنت وهو يقول : لو استمكنت من أربعين رجلاً ، فذكر أمراً ـ يعنى لو أنّ معى أربعين رجلاً يوم فُتّش البيت ـ يعنى بيت فاطمة (ع) (٤) . ٣٩٣٠ ـ وقعة صفّين ـ فى ذكر طلب معاوية الشام من علىّ ¼ ـ : قد رأيت أن (١) فتّ فى ساعده : أضعفه وأوهنه (لسان العرب : ٢ / ٦٥) . ٣٨٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / عَمْرُو بن العاص
أكتب إلي علىّ كتاباً أسأله الشام ـ وهو الشىء الأوّل الذى ردّنى عنه ـ واُلقى فى نفسه الشكّ والريبة ، فضحك عمرو بن العاص ، ثمّ قال : أين أنت يا معاوية من خدعة علىّ ؟ ! فقال : أ لسنا بنى عبد مناف ؟ قال : بلي ، ولكنّ لهم النبوّة دونك ، وإنّ شئت أن تكتب فاكتب . فكتب معاوية إلي علىّ مع رجل من السَّكاسِك(١) . . . فلمّا انتهي كتاب معاوية إلي علىّ قرأه ، ثمّ قال : العجب لمعاوية وكتابه ، ثمّ دعا علىّ ¼ عبيد الله بن أبى رافع كاتبه فقال : اكتب . . . فلمّا أتي معاوية كتاب علىّ كتمه عن عمرو بن العاص أيّاماً ، ثمّ دعاه بعد ذلك فأقرأه الكتاب فشمت به عمرو . ولم يكن أحد من قريش أشدّ تعظيماً لعلىٍّ ¼ من عمرو منذ يوم لقيه وصفح عنه . فقال عمرو بن العاص فيما كان أشار به علي معاوية :
(١) السَّكاسِك : حىّ من اليمن أبوهم سكسك بن أشرس ; من أقيال اليمن (لسان العرب : ١ / ٤٤٢) . ٣٨٨ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / عَمْرُو بن العاص
فلمّا بلغ معاوية قول عمرو دعاه ، فقال : يا عمرو ، إنّنى قد أعلم ما أردتَ بهذا . قال : ما أردت ؟ قال : أردت تفييل(١) رأيى وإعظام علىّ ، وقد فضَحَك . قال : أمّا تفييلى رأيك فقد كان ، وأمّا إعظامى عليّاً فإنّك بإعظامه أشدّ معرفةً منّى ، ولكنّك تطويه وأنا أنشره ، وأمّا فضيحتى فلم يفتضح امرؤ لقى أبا حسن(٢) . ٣٩٣١ ـ الأمالى للطوسى عن محمّد بن إسحاق الحضرمى : استأذن عمرو بن العاص علي معاوية بن أبى سفيان ، فلمّا دخل عليه استضحك معاوية ، فقال له عمرو : ما أضحكك يا أمير المؤمنين! أدام الله سرورك ؟ قال : ذكرت ابن أبى طالب وقد غشيك بسيفه فاتّقيته وولّيت . فقال : أ تشمت بى يا معاوية ؟ ! وأعجب من هذا يوم دعاك إلي البراز فالتمع لونك ، وأطّت أضلاعك ، وانتفخ منخرك ، والله لو بارزته لأوجع قذالك(٣) ، وأيتم عيالك ، وبزّك سلطانك . وأنشأ عمرو يقول : (١) فَيَّلَ رأيه تفييلاً : أى ضعّفه (لسان العرب : ١١ / ٥٣٥) . ٣٨٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / عَمْرُو بن العاص
فقال معاوية : مهلاً يا أبا عبد الله ، ولا كلّ هذا . قال : أنت استدعيته(٣) . ٣٩٣٢ ـ المناقب لابن شهر آشوب : لمّا نعى بقتل أمير المؤمنين دخل عمرو بن العاص علي معاوية مبشّراً فقال : إنّ الأسد المفترش ذراعيه بالعراق لاقي شعوبه ، فقال معاوية :
٣٩٣٣ ـ نفحات الأزهار : قال أبو محمّد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمدانى اليمنى : روى أنّ معاوية بن أبى سفيان قال يوماً لجلسائه : من قال فى علىّ علي ما فيه فله البَدْرة(٥) ؟ فقال كلّ منهم كلاماً غير موافق مِن شتمِ أمير المؤمنين إلاّ (١) الرَّهْج : الغبار (لسان العرب : ٢ / ٢٨٤) . ٣٩٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / مَروانُ بن الحَكَم
عمرو بن العاص ; فإنّه قال أبياتاً اعتقدها وخالفها بفعاله :
فأعطاه معاوية البَدْرة وحرم الآخرين(١) (٢) . ٨ / ٣ ٣٩٣٤ ـ وقعة صفّين عن مروان : أما والله لولا ما كان منّى يوم الدار مع عثمان ومشهدى بالبصرة لكان منّى فى علىٍّ رأى كان يكفى امرأً ذا حسب ودين ، ولكنّ ولعلّ!(٣) ٣٩٣٥ ـ المناقب لابن شهر آشوب : قال معاوية يوم صفّين : اُريد منكم والله أن (١) ونسب البعض هذه الأبيات إلي الناشئ الصغير . راجع الغدير : ٤ / ٢٧ . ٣٩١ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / عَبدُ الرَّحمنِ بن خالِدِ بنِ الوليد
تشجروه بالرماح فتريحوا العباد والبلاد منه . قال مروان : والله لقد ثقلنا عليك يا معاوية ، إذ كنت تأمرنا بقتل حيّة الوادى والأسد العادى ، ونهض مغضباً ، فأنشأ الوليد بن عقبة :
فقال عمرو : والله ما يُعيّر أحد بفراره من علىّ بن أبى طالب(١) . ٣٩٣٦ ـ شرح نهج البلاغة عن ابن أبى سيف : خطب مروان والحسن ¼ جالس فنال من علىّ ، فقال الحسن ¼ : ويلك يا مروان !! أ هذا الذى تشتم شرّ الناس ؟ قال : لا ، ولكنّه خير الناس(٢) . ٨ / ٤ عَبدُ الرَّحمنِ بن خالِدِ بنِ الوليد ٣٩٣٧ ـ وقعة صفّين عن الشعبى : ذكر معاوية يوماً صفّين . . . ثمّ قال عبد الرحمن ابن خالد بن الوليد : أما والله لقد رأيتنا يوماً من الأيّام وقد غشينا ثُعبان مثل الطَّود(٣) الأرعن قد أثار قَسطلاً(٤) حال بيننا وبين الاُفق ، وهو علي أدهم شائل ، (١) المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٨٥ ، بحار الأنوار : ٤١ / ٦٨ / ٢ وراجع المناقب للخوارزمى : ٢٣٥ . ٣٩٢ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / الوَليدُ بن عَبدِ المَلِك
يضربهم بسيفه ضرب غرائب الإبل ، كاشراً عن أنيابه كشر المُخْدِرِ(١) الحرب . فقال معاوية : والله إنّه كان يجالد ويقاتل عن ترة(٢) له وعليه ، أراه يعنى عليّاً(٣) . ٨ / ٥ ٣٩٣٨ ـ الإرشاد : قال الوليد بن عبد الملك لبنيه يوماً : يا بنىَّ عليكم بالدين ، فإنّى لم أر الدين بني شيئاً فهدمته الدنيا ، ورأيت الدنيا قد بنت بنياناً هدمه الدين . ما زلت أسمع أصحابنا وأهلنا يسبّون علىّ بن أبى طالب ويدفنون فضائله ، ويحملون الناس علي شنآنه ، فلا يزيده ذلك من القلوب إلاّ قرباً ، ويجتهدون فى تقريبهم من نفوس الخلق فلا يزيدهم ذلك إلاّ بُعداً(٤) . ٨ / ٦ ٣٩٣٩ ـ الكامل فى التاريخ عن عمر بن عبد العزيز : كان أبى إذا خطب فنال من علىّ (ع) تلجلج ، فقلت : يا أبه ، إنّك تمضى فى خطبتك ، فإذا أتيت علي ذكر علىّ عرفت منك تقصيراً ! قال : أ وَفطنت لذلك ؟ قلت : نعم ، فقال : يا بنىّ ، إنّ الذين حولنا لو يعلمون من علىّ ما نعلم تفرّقوا (١) المُخدِر : الذى اتّخذ الأجمة خِدراً (لسان العرب : ٤ / ٢٣١) . ٣٩٣ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / عَمرَةُ بنت عَبدِ وُدّ
عنّا إلي أولاده(١) . ٣٩٤٠ ـ شرح نهج البلاغة عن عمر بن عبد العزيز : كان أبى يخطب فلا يزال مستمرّاً فى خطبته ، حتي إذا صار إلي ذكر علىّ وسبّه تقطّع لسانه ، واصفرّ وجهه ، وتغيّرت حاله ، فقلت له فى ذلك ، فقال : أ وَقد فطنت لذلك ؟ إنّ هؤلاء لو يعلمون من علىّ ما يعلمه أبوك ما تبعَنا منهم رجل(٢) . ٨ / ٧ ٣٩٤١ ـ المستدرك علي الصحيحين عن عاصم بن عمر بن قتادة : لمّا قتل علىّ بن أبى طالب (ع) عمرو بن عبد ودّ أنشأت اُخته عمرة بنت عبد ودّ ترثيه ، فقالت :
٣٩٤٢ ـ شرح نهج البلاغة : قالت اُخت عمرو بن عبد ودّ ترثيه :
(١) الكامل فى التاريخ : ٣ / ٢٥٦ . إرجاعات
٣٩٣ - المجلد الحادي عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام عليّ / الفصل الثامن : خيبة آمال أعدائه / رفع السبّ عنه. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||