الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد الثامن

 

 

 ٣٧٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه

٨ / ١

معاويةُ بن أبى سُفيان

٣٩١٠ ـ سير أعلام النبلاء عن عبيد : جاء أبو مسلم الخولانى واُناس إلي معاوية وقالوا : أنت تنازع عليّاً ، أم أنت مثله ؟ فقال : لا والله ، إنّى لأعلم أنّه أفضل منّى وأحقّ بالأمر منّى(١) .

٣٩١١ ـ تاريخ دمشق عن أبى إسحاق : جاء ابن أحور التميمى إلي معاوية فقال : يا أمير المؤمنين ! جئتك من عند ألأم الناس ! وأبخل الناس ! وأعيا الناس ! وأجبن الناس ! فقال [له معاوية] : ويلك ! وأنّي أتاه اللؤم ، ولَكُنّا نتحدّث أن لو


(١) سير أعلام النبلاء : ٣ / ١٤٠ / ٢٥ ، تاريخ دمشق : ٥٩ / ١٣٢ ، البداية والنهاية : ٨ / ١٢٩ وراجع وقعة صفّين : ٨٥ . راجع : القسم السادس / وقعة صفّين / حرب الدعاية .

 ٣٧٨ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / معاويةُ بن أبى سُفيان

كان لعلىّ بيت من تبن وآخر من تِبْر(١) لأنفد التبر قبل التبن ؟ !

وأنّي أتاه العىّ وإن كنّا لنتحدّث أنّه ما جرت المواسى علي رأس رجل من قريش أفصح من علىّ ؟ !

ويلك ! وأنّي أتاه الجُبن وما برز له رجل قطّ إلاّ صرعه ؟ ! والله يابن أحور لولا أنّ الحرب خدعة لضربت عنقك ، اُخرج فلا تقيمنّ فى بلدى(٢) .

٣٩١٢ ـ الإمامة والسياسة : ذكروا أنّ عبد الله بن أبى مِحْجَن الثقفى قدم علي معاوية ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّى أتيتك من عند العيىّ(٣) الجبان البخيل ابن أبى طالب .

فقال معاوية : لله أنت ! أ تدرى ما قلت ؟ أمّا قولك : العييّ(٤) ، فوَ الله لو أنّ ألسن الناس جمعت فجعلت لساناً واحداً لكفاها لسان علىّ ، وأمّا قولك : إنّه جبان ، فثكلتك اُمّك ، هل رأيت أحداً قطّ بارزه إلاّ قتله ؟ وأمّا قولك : إنّه بخيل ، فوَ الله لو كان له بيتان أحدهما من تِبر والآخر من تبن ، لأنفد تبره قبل تبنه .

فقال الثقفى : فعَلامَ تقاتله إذاً ؟

قال : علي دم عثمان ، وعلي هذا الخاتم ، الذى من جعله فى يده جادت طينته ، وأطعم عياله ، وادّخر لأهله .

فضحك الثقفى ثمّ لحق بعلىّ ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هب لى يدىّ بجرمى ،


(١) التِّبْر : الذَّهَب (لسان العرب : ٤ / ٨٨) .
(٢) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤١٤ .
(٣) فى المصدر : "الغبى" ، والصحيح ما أثبتناه كما فى شرح الأخبار .
(٤) فى المصدر : "الغبى" ، والصحيح ما أثبتناه كما فى شرح الأخبار .

 ٣٧٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / معاويةُ بن أبى سُفيان

لا دنيا أصبت ولا آخرة ! فضحك علىّ ، ثمّ قال : أنت منها علي رأس أمرك ، وإنّما يأخذ الله العباد بأحد الأمرين(١) .

٣٩١٣ ـ فضائل الصحابة عن قيس بن أبى حازم : جاء رجل إلي معاوية فسأله عن مسألة ، فقال : سل عنها علىّ بن أبى طالب فهو أعلم ، فقال : يا أمير المؤمنين ، جوابك فيها أحبّ إلىّ من جواب علىّ ، فقال : بئس ما قلت ولؤم ما جئت به!! لقد كرهت رجلاً كان رسول الله  ½ يغرّه العلم غرّاً ، ولقد قال له رسول الله  ½ :

"أنت منّى بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبىّ بعدى" .

وكان عمر إذا اُشكل عليه شىء يأخذ منه ، ولقد شهدت عمر وقد اُشكل عليه شىء ، فقال : هاهنا علىّ قم لا أقام الله رجليك(٢) .

٣٩١٤ ـ المناقب لابن شهر آشوب عن ابن أبجر العجلى : كنت عند معاوية فاختصم إليه رجلان فى ثوب ، فقال أحدهما : ثوبى ، وأقام البيّنة ، وقال الآخر : ثوبى اشتريته من السوق من رجل لا أعرفه . فقال معاوية : لو كان لها علىّ بن أبى طالب ! فقال ابن أبجر : فقلت له : قد شهدت عليّاً  ¼ قضي فى مثل هذا ، وذلك أنّه قضي بالثوب للّذى أقام البيّنة ، وقال للآخر : اطلب البايع . فقضي معاوية بذلك بين الرجلين(٣) .


(١) الإمامة والسياسة : ١ / ١٣٤ ; شرح الأخبار : ٢ / ٩٨ نحوه وراجع شرح نهج البلاغة : ١ / ٢٤ وكشف الغمّة : ٢ / ٤٧ .
(٢) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٧٥ / ١١٥٣ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ١٧٠ / ٨٥٩٠ و٨٥٩١ ، المناقب لابن المغازلى : ٣٤ / ٥٢ ، الرياض النضرة : ٣ / ١٦٢ عن أبى حازم .
(٣) المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٣٧٧ ، شرح الأخبار : ٢ / ٣١٥ / ٦٤٥ ; تاريخ دمشق : ١٢ / ٢٠٦ عن حجّار بن أبجر وفيه "فقال الآخر : أنت ضيّعت مالك" بدل "و قال للآخر . . ." وراجع مقتل أمير المؤمنين : ١٠٧ / ٩٥ .

 ٣٨٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / معاويةُ بن أبى سُفيان

٣٩١٥ ـ المحاسن والمساوئ : لمّا كان حرب صفّين كتب أمير المؤمنين رضوان الله عليه إلي معاوية بن أبى سفيان : ما لك يُقتل الناس بيننا ؟ ابرز لى ; فإن قتلتنى استرحت منّى ، وإن قتلتك استرحت منك ، فقال له عمرو بن العاص : أنصفك الرجل فابرز إليه . قال : كلاّ يا عمرو ! أردت أن أبرز له فيقتلنى وتثب علي الخلافة بعدى ! قد علمت قريش أنّ ابن أبى طالب سيّدها وأسدها(١) .

٣٩١٦ ـ تاريخ دمشق عن جابر : كنّا عند معاوية فذكر علىّ ، فأحسن ذكره وذكر أبيه واُمّه ، ثمّ قال : وكيف لا أقول هذا لهم ؟ هم خيار خلق الله ، وعنده بنيه أخيارٌ أبناءُ أخيار(٢) .

٣٩١٧ ـ شرح نهج البلاغة ـ فى ذكر ما جري بين عقيل بن أبى طالب ومعاوية ـ : قال معاوية : ذكرت من لا ينكر فضله ، رحم الله أبا حسن ! فلقد سبق من كان قبله ، وأعجز من يأتى بعده ، هلمّ حديث الحديدة ، قال : نعم .

أقويت وأصابتنى مخمصة(٣) شديدة ، فسألته فلم تَندَ صَفاتُه(٤) ، فجمعت صبيانى وجئته بهم والبؤس والضرّ ظاهران عليهم ، فقال : ائتنى عشيّةً لأدفع إليك شيئاً ، فجئته يقودنى أحد ولدى ، فأمره بالتنحّى ، ثمّ قال : ألا فدونك ، فأهويت ـ حريصاً قد غلبنى الجشع أظنّها صرّة ـ فوضعت يدى علي حديدة تلتهب ناراً ،


(١) المحاسن والمساوئ : ٥٢ .
(٢) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤١٥ .
(٣) المخمصة : المجاعة (النهاية : ٢ / ٨٠) .
(٤) لم تندَ : من الندي : السخاء والكرم . والصَّفاة : صخرة ملساء . يقال فى المثل : "ما تَنْدي صَفاتُه" (تاج العروس : ٢٠ / ٢٣٤ وج ١٩ / ٦٠٢) .

 ٣٨١ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / معاويةُ بن أبى سُفيان

فلمّا قبضتها نبذتها وخُرت كما يخور الثور تحت يد جازره ، فقال لى : ثكلتك اُمّك! هذا من حديدة أوقدت لها نار الدنيا فكيف بك وبى غداً أن سلكنا فى سلاسل جهنّم ؟ ثمّ قرأ : ³ إِذِ الاَْغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ  ²  (١) ثمّ قال : ليس لك عندى فوق حقّك الذى فرضه الله لك إلاّ ما تري ، فانصرف إلي أهلك .

فجعل معاوية يتعجّب ويقول : هيهات هيهات ! عقمت النساء أن يلدن مثله(٢) .

٣٩١٨ ـ تاريخ دمشق عن جابر : كنّا ذات يوم عند معاوية بن أبى سفيان ، وقد جلس علي سريره واعتجر بتاجه واشتمل بساجه(٣) ، وأومأ بعينيه يميناً وشمالاً ، وقد تفرّشت جماهير قريش وسادات العرب أسفل السرير من قحطان ، ومعه رجلان علي سريره : عقيل بن أبى طالب ، والحسن بن علىّ ، وامرأة من وراء الحجاب تشير بكمّيها يميناً وشمالاً ، فقالت : يا أمير المؤمنين فاتت الليلة أرقة ، قال لها معاوية : أ مِن ألم ؟ قالت : لا ، ولكن من اختلاف رأى الناس فيك ، وفى علىّ بن أبى طالب ، و(٤)أبوك أبو سفيان صخر بن حرب بن اُميّة ، وكان اُميّة من قريش لبابها ، فقالت فى معاوية فأكثرت وهو مقبل علي عقيل والحسن ، فقال معاوية : رسول الله  ½ يقول : من صلّي أربعاً قبل الظهر وأربعاً بعد الظهر ، حرم علي النار أن تأكله أبداً .

ثمّ قال لها : أ فى علىّ تقولين ؟ المطعِم فى الكربات ، المفرّج للكربات ، مع ما


(١) غافر : ٧١ .
(٢) شرح نهج البلاغة : ١١ / ٢٥٣ ; بحار الأنوار : ٤٢ / ١١٨ .
(٣) الساج : الطَّيْلسان الضخم الغليظ (لسان العرب : ٢ / ٣٠٢) ، والطَّيلسان : ضربٌ من الأكسية (لسان العرب : ٦ / ١٢٥) .
(٤) الواو هنا حاليّة .

 ٣٨٢ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / معاويةُ بن أبى سُفيان

سبق لعلىّ من العناصير السريّة والشيم الرضيّة والشرف ، فكان كالأسد الحاذر ، والربيع النائر ، والفرات الذاخر ، والقمر الزاهر ، فأمّا الأسد فأشبه علىّ منه صرامته ومضاءه ، وأمّا الربيع فأشبه علىّ منه حسنه وبهاءه ، وأمّا الفرات فأشبه علىّ منه طيبه وسخاءه ، فما تغطمطت(١) عليه قُماقِم(٢) العرب الشادة(٣) ، من أوّل العرب عبد مناف وهاشم وعبّاس القماقم والعبّاس صنو رسول الله  ½ ، وأبوه وعمّه أكرِم به أباً وعمّاً ، ولنعم ترجمان القرآن ولده ـ يعنى عبد الله بن عبّاس ـ : كهل الكهول ، له لسان سؤول ، وقلب عقول ، خيار خلق الله وعترة نبيّه ، خيار ابن خيار .

فقال عقيل بن أبى طالب : يا بنت أبى سفيان ، لو أنّ لعلىّ بيتين : بيت من تبر ، والآخر تبن بدأ بالتبر ـ وهو الذهب .

فقال معاوية : يا أبا يزيد ، كيف لا أقول هذا فى علىّ بن أبى طالب ، وعلىّ من هامات قريش وذوائبها ، وسنام قائم عليها وعلىّ علامتها فى شامخ(٤) ؟

٣٩١٩ ـ الاستيعاب : كان معاوية يكتب فيما ينزل به ليسأل له علىّ بن أبى طالب (ع) عن ذلك ، فلمّا بلغه قتله قال : ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبى طالب ، فقال له أخوه عتبة : لا يسمع هذا منك أهل الشام ، فقال له : دعنى عنك(٥) .


(١) الغطمطة : اضطراب الأمواج (لسان العرب : ٧ / ٣٦٣) .
(٢) القُماقِم من الرجال : السيّد الكثير الخير ، الواسع الفضل (لسان العرب : ١٢ / ٤٩٤) .
(٣) كذا فى المصدر ، وفى مختصر تاريخ دمشق : "السادة" .
(٤) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤١٥ .
(٥) الاستيعاب : ٣ / ٢٠٩ / ١٨٧٥ ; العدد القويّة : ٢٥٠ / ٦١ .

 ٣٨٣ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / عَمْرُو بن العاص

٣٩٢٠ ـ مقتل أمير المؤمنين عن مغيرة : لمّا جىء معاوية بنعى علىّ بن أبى طالب  ¼ وهو قائل(١) مع امرأته ابنة قرظة فى يوم صائف فقال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، ماذا فقدوا من العلم والخير والفضل والفقه ؟

قالت امرأته : بالأمس كنت تطعن فى عينيه وتسترجع اليوم عليه ! قال : ويلك ! لا تدرين ماذا فقدوا من علمه وفضله وسوابقه !(٢)

٣٩٢١ ـ تاريخ دمشق عن مغيرة : جاء نعى علىّ بن أبى طالب إلي معاوية ، وهو نائم مع امرأته فاختة بنت قرظة ، فقعد باكياً مسترجعاً . فقالت له فاختة : أنت بالأمس تطعن عليه واليوم تبكى عليه ؟ ! فقال : ويحك ! أنا أبكى لما فقد الناس من حلمه وعلمه(٣) .

٨ / ٢

عَمْرُو بن العاص

٣٩٢٢ ـ الإمامة والسياسة : ذكروا أنّ رجلا من همذان يقال له : برد ، قدم علي معاوية فسمع عمراً يقع فى علىّ ، فقال له : يا عمرو ، إنّ أشياخنا سمعوا رسول الله  ½ يقول : "من كنت مولاه فعلىّ مولاه" ، فحقٌّ ذلك أم باطل ؟ فقال عمرو : حقّ ، وأنا أزيدك أنّه ليس أحد من صحابة رسول الله  ½ له مناقب مثل مناقب علىّ(٤) .


(١) من القيلولة : نومة نصف النهار (لسان العرب : ١١ / ٥٧٨) .
(٢) مقتل أمير المؤمنين : ١٠٥ / ٩٤ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٥٨٣ .
(٣) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٥٨٢ ، البداية والنهاية : ٨ / ١٦ وزاد فى آخره "و فضله وسوابقه وخيره" وص ١٣٠ نحوه .
(٤) الإمامة والسياسة : ١ / ١٢٩ .

 ٣٨٤ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / عَمْرُو بن العاص

٣٩٢٣ ـ تاريخ الطبرى عن عمرو بن العاص ـ لمعاوية ـ : أما والله إنْ(١) قاتلنا معك نطلب بدم الخليفة ; إنّ فى النفس من ذلك ما فيها ، حيث نقاتل من تعلم سابقته ، وفضله وقرابته ، ولكنّا إنّما أردنا هذه الدنيا(٢) .

٣٩٢٤ ـ المناقب للخوارزمى عن عمرو بن العاص ـ فيما كتبه إلي معاوية قبل التحاقه به ـ : ويحك يا معاوية ! أ ما علمت أنّ أبا حسن بذل نفسه بين يدى رسول الله  ½ . . . وقد قال فيه يوم غدير خمّ : "ألا من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله"(٣) .

٣٩٢٥ ـ تاريخ اليعقوبى ـ فى ذكر قدوم عمرو بن العاص علي معاوية وبيعته له ـ : قدم علي معاوية ، فذاكره أمره ، فقال له : أمّا علىّ ، فوَ الله لا تساوى العرب بينك وبينه فى شىء من الأشياء ، وإنّ له فى الحرب لحظّاً ما هو لأحد من قريش إلاّ أن تظلمه . قال : صدقت ، ولكنّا نقاتله علي ما فى أيدينا ، ونلزمه قتل عثمان!!

قال : عمرو : وا سوأتاه ! إنّ أحقّ الناس أن لا يذكر عثمان لا أنا ولا أنت . قال : ولم ويحك ؟ قال : أمّا أنت فخذلته ومعك أهل الشام حتي استغاث بيزيد بن أسد البجلى ، فسار إليه ، وأمّا أنا فتركته عياناً ، وهربت إلي فلسطين .

فقال معاوية : دعنى من هذا ! مدّ يدك فبايعنى ! قال : لا ، لعمر الله لا اُعطيك دينى حتي آخذ من دنياك . قال له معاوية : لك مصر طُعْمة(٤) .


(١) "إنْ" هنا نافية بمعني "ما" ، و"إنّ" وما بعدها بمنزلة التعليل لما قبلها .
(٢) تاريخ الطبرى : ٤ / ٥٦١ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٥٨ وفيه "تقاتل" بدل "نقاتل" .
(٣) المناقب للخوارزمى : ١٩٩ / ٢٤٠ .
(٤) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٨٦ ، وقعة صفّين : ٣٧ وفيه صدره إلي "إلاّ أن تظلمه" ; أنساب الأشراف : ٣ / ٧٣ ، الإمامة والسياسة : ١ / ١١٨ نحوه .

 ٣٨٥ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / عَمْرُو بن العاص

٣٩٢٦ ـ وقعة صفّين عن عمر بن سعد بإسناده : قال معاوية لعمرو : يا أبا عبد الله ، إنّى أدعوك إلي جهاد هذا الرجل الذى عصي ربّه وقتل الخليفة ، وأظهر الفتنة ، وفرّق الجماعة ، وقطع الرحم !!

قال عمرو : إلي مَن ؟

قال : إلي جهاد علىّ .

فقال عمرو : والله يا معاوية ، ما أنت وعلىّ بِعكْمَى(١) بعير ، ما لك هجرتُه ولا سابقته ، ولا صحبته ، ولا جهاده ، ولا فقهه وعلمه . والله إنّ له مع ذلك حدّاً وجدّاً ، وحظّاً وحظوة ، وبلاءً من الله حسناً ، فما تجعل لى إن شايعتك علي حربه ، وأنت تعلم ما فيه من الغرر والخطر ؟ قال : حكمك . قال : مصر طُعْمة(٢) .

٣٩٢٧ ـ وقعة صفّين عن أبى جعفر وزيد بن حسن : طلب معاوية إلي عمرو بن العاص أن يسوّى صفوف أهل الشام ، فقال له عمرو : علي أنّ لى حكمى إن قتل الله ابن أبى طالب ، واستوسقت لك البلاد . قال : أ ليس حكمك فى مصر ؟ قال : وهل مصر تكون عوضاً عن الجنّة ، وقتل ابن أبى طالب ثمناً لعذاب النار الذى ³ لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ  ²  (٣) ؟ فقال معاوية : إنّ لك حكمك أبا عبد الله إن قُتل ابن أبى طالب . رويداً لا يسمع الناس كلامك(٤) .

٣٩٢٨ ـ وقعة صفّين عن الزهرى ـ فى وقائع اليوم الخامس من حرب صفّين ـ : خرج فى ذلك اليوم شمر بن أبرهة بن الصباح الحميرى ، فلحق بعلىّ  ¼ فى ناس


(١) العِكْمان : عِدلان يُشدّان علي جانبى الهودج بثوب (لسان العرب : ١٢ / ٤١٥) .
(٢) وقعة صفّين : ٣٧ ; شرح نهج البلاغة : ٢ / ٦٤ نحوه .
(٣) الزخرف : ٧٥ .
(٤) وقعة صفّين : ٢٣٧ ; شرح نهج البلاغة : ٥ / ١٨٩ .

 ٣٨٦ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / عَمْرُو بن العاص

من قرّاء أهل الشام ، ففتّ(١) ذلك فى عضد معاوية وعمرو بن العاص ، وقال عمرو :

يا معاوية ، إنّك تريد أن تقاتل بأهل الشام رجلاً له من محمّد  ½ قرابة قريبة ، ورحم ماسّة ، وقدم فى الإسلام لا يعتدّ أحد بمثله ، ونجدة فى الحرب لم تكن لأحد من أصحاب محمّد  ½ ، وإنّه قد سار إليك بأصحاب محمّد  ½ المعدودين ، وفرسانهم وقرّائهم وأشرافهم وقدمائهم فى الإسلام ، ولهم فى النفوس مهابة(٢) .

٣٩٢٩ ـ وقعة صفّين عن الجرجانى ـ فى ذكر حرب صفّين تسلّط معاوية علي الماء ـ : فبقى أصحاب علىّ يوماً وليلة ـ يومَ الفرات ـ بلا ماء ، وقال رجل من السَّكون من أهل الشام . . . :

فامنع القومَ ماءكم ليس للقومِ بقاءٌ وإن يكن فقليلُ

فقال معاوية : الرأى ما تقول ، ولكن عمرو لا يدعنى . قال عمرو : خلّ بينهم وبين الماء ; فإنّ عليّاً لم يكن ليظمأ وأنت ريّان ، وفى يده أعنّة الخيل وهو ينظر إلي الفرات حتي يشرب أو يموت ، وأنت تعلم أنّه الشجاع المُطْرِق(٣) ، ومعه أهل العراق وأهل الحجاز ، وقد سمعته أنا وأنت وهو يقول : لو استمكنت من أربعين رجلاً ، فذكر أمراً ـ يعنى لو أنّ معى أربعين رجلاً يوم فُتّش البيت ـ يعنى بيت فاطمة (ع) (٤) .

٣٩٣٠ ـ وقعة صفّين ـ فى ذكر طلب معاوية الشام من علىّ  ¼ ـ : قد رأيت أن


(١) فتّ فى ساعده : أضعفه وأوهنه (لسان العرب : ٢ / ٦٥) .
(٢) وقعة صفّين : ٢٢٢ ; شرح نهج البلاغة : ٥ / ١٨٠ .
(٣) من الطِّرْق : القوّة (لسان العرب : ١٠ / ٢٢٣) .
(٤) وقعة صفّين : ١٦٢ ; شرح نهج البلاغة : ٣ / ٣١٩ .

 ٣٨٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / عَمْرُو بن العاص

أكتب إلي علىّ كتاباً أسأله الشام ـ وهو الشىء الأوّل الذى ردّنى عنه ـ واُلقى فى نفسه الشكّ والريبة ، فضحك عمرو بن العاص ، ثمّ قال : أين أنت يا معاوية من خدعة علىّ ؟ ! فقال : أ لسنا بنى عبد مناف ؟ قال : بلي ، ولكنّ لهم النبوّة دونك ، وإنّ شئت أن تكتب فاكتب .

فكتب معاوية إلي علىّ مع رجل من السَّكاسِك(١) . . . فلمّا انتهي كتاب معاوية إلي علىّ قرأه ، ثمّ قال : العجب لمعاوية وكتابه ، ثمّ دعا علىّ  ¼ عبيد الله بن أبى رافع كاتبه فقال : اكتب . . .

فلمّا أتي معاوية كتاب علىّ كتمه عن عمرو بن العاص أيّاماً ، ثمّ دعاه بعد ذلك فأقرأه الكتاب فشمت به عمرو .

ولم يكن أحد من قريش أشدّ تعظيماً لعلىٍّ  ¼ من عمرو منذ يوم لقيه وصفح عنه .

فقال عمرو بن العاص فيما كان أشار به علي معاوية :

ألا لله درّك يابن هند ودرّ الآمرين لك الشهودِ
أ تطمع ـ لا أبا لك ـ فى علىٍّ وقد قُرع الحديد علي الحديدِ
وترجو أن تحيّره بشكٍّ وترجو أن يهابك بالوعيدِ
وقد كشف القناع وجرّ حرباًيشيب لهولها رأس الوليدِ
له جأواءُ(٢) مظلمة طحونٌفوارسها تلهّب كالاُسودِ
يقول لها إذا دَلَفَتْ إليه وقد ملّت طعان القوم : عودى

(١) السَّكاسِك : حىّ من اليمن أبوهم سكسك بن أشرس ; من أقيال اليمن (لسان العرب : ١ / ٤٤٢) .
(٢) كتيبة جأْواء : هى التى يعلوها لون السواد الكثرة الدروع (لسان العرب : ١٤ / ١٢٧) .

 ٣٨٨ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / عَمْرُو بن العاص

فإن وردت فأوّلها وروداً وإن صدّت فليس بذى صدودِ
وما هى من أبى حسن بُنكْر وما هى من مسائك بالبعيدِ
وقلت له مقالة مستكينضعيف الركن منقطع الوريدِ
دَعَنّ الشام حسبك يابن هندمن السوءات والرأى الزهيدِ
ولو أعطاكها ما أزددت عزّاً ولا لك لو أجابك من مزيدِ
ولم تكسر بذاك الرأى عوداًلركّته ولا ما دون عودِ

فلمّا بلغ معاوية قول عمرو دعاه ، فقال : يا عمرو ، إنّنى قد أعلم ما أردتَ بهذا .

قال : ما أردت ؟ قال : أردت تفييل(١) رأيى وإعظام علىّ ، وقد فضَحَك .

قال : أمّا تفييلى رأيك فقد كان ، وأمّا إعظامى عليّاً فإنّك بإعظامه أشدّ معرفةً منّى ، ولكنّك تطويه وأنا أنشره ، وأمّا فضيحتى فلم يفتضح امرؤ لقى أبا حسن(٢) .

٣٩٣١ ـ الأمالى للطوسى عن محمّد بن إسحاق الحضرمى : استأذن عمرو بن العاص علي معاوية بن أبى سفيان ، فلمّا دخل عليه استضحك معاوية ، فقال له عمرو : ما أضحكك يا أمير المؤمنين! أدام الله سرورك ؟ قال : ذكرت ابن أبى طالب وقد غشيك بسيفه فاتّقيته وولّيت . فقال : أ تشمت بى يا معاوية ؟ ! وأعجب من هذا يوم دعاك إلي البراز فالتمع لونك ، وأطّت أضلاعك ، وانتفخ منخرك ، والله لو بارزته لأوجع قذالك(٣) ، وأيتم عيالك ، وبزّك سلطانك .

وأنشأ عمرو يقول :


(١) فَيَّلَ رأيه تفييلاً : أى ضعّفه (لسان العرب : ١١ / ٥٣٥) .
(٢) وقعة صفّين : ٤٧٠ ـ ٤٧٢ ; شرح نهج البلاغة : ١٥ / ١٢٢ ـ ١٢٤ .
(٣) القَذال : جماع مؤخّر الرأس من الإنسان والفرس (لسان العرب : ١١ / ٥٥٣) .

 ٣٨٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / عَمْرُو بن العاص

معاوىَ لا تشمت بفارس بُهمةلقي فارساً لا تعتليه الفوارسُ
معاوىَ لو أبصرت فى الحرب مقبلاًأبا حسن يهوى دهتك الوساوسُ
وأيقنت أنّ الموت حقّ وأنّهُلنفسك إن لم تمعن الركض خالسُ
دعاك فصمّت دونه الاُذن أذرعاً ونفسك قد ضاقت عليها الأمالسُ
أتشمت بى إذ نالنى حدُّ رمحهِ وعضّضنى ناب من الحرب ناهسُ
فأىّ امريً لاقاه لم يلق شلوهُبمعترك تسفى عليه الروامسُ
أبي الله إلاّ أنّه ليث غابةأبو أشبل تُهدي إليه الفرائسُ
فإنّ كنت فى شكّ فأرهج(١) عجاجةً وإلاّ فتلك الترُّهات(٢) البسابسُ

فقال معاوية : مهلاً يا أبا عبد الله ، ولا كلّ هذا . قال : أنت استدعيته(٣) .

٣٩٣٢ ـ المناقب لابن شهر آشوب : لمّا نعى بقتل أمير المؤمنين دخل عمرو بن العاص علي معاوية مبشّراً فقال : إنّ الأسد المفترش ذراعيه بالعراق لاقي شعوبه ، فقال معاوية :

قل للأرانب تربعْ حيث ما سلكتْ وللظباء بلا خوف ولا حذرِ(٤)

٣٩٣٣ ـ نفحات الأزهار : قال أبو محمّد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمدانى اليمنى : روى أنّ معاوية بن أبى سفيان قال يوماً لجلسائه : من قال فى علىّ علي ما فيه فله البَدْرة(٥) ؟ فقال كلّ منهم كلاماً غير موافق مِن شتمِ أمير المؤمنين إلاّ


(١) الرَّهْج : الغبار (لسان العرب : ٢ / ٢٨٤) .
(٢) التُّرُّهات : الأباطيل (لسان العرب : ١٣ / ٤٨٠) .
(٣) الأمالى للطوسى : ١٣٤ / ٢١٧ ، بشارة المصطفي : ٢٧٠ وراجع وقعة صفّين : ٤٧٣ .
(٤) المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٨٥ ، بحار الأنوار : ٤١ / ٦٩ / ٢ .
(٥) البَدْرة : كيس فيه ألفٌ أو عشرة آلاف (لسان العرب : ٤ / ٤٩) .

 ٣٩٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / مَروانُ بن الحَكَم

عمرو بن العاص ; فإنّه قال أبياتاً اعتقدها وخالفها بفعاله :

بآل محمّد عُرِف الصوابُ وفى أبياتهم نزل الكتابُ
وهم حُجج الإله علي البَرايابهم وبجدّهم لا يُسترابُ
ولا سيّما أبى حسن علىٍّله فى المجد مرتبة تُهابُ
إذا طلبت صوارِمُهم نفوساًفليس بها سِوي نَعَمٌ جوابُ
طعام حسامه مُهجُ الاعادى وفيضُ دم الرقاب لها شرابُ
وضرْبته كبيعته بخمٍّمَعاقدها من الناس الرقابُ
إذا لم تَبرَ من أعدا علىٍّفما لك فى محبّته ثوابُ
هو البكّاء فى المحراب ليلاًهو الضحّاك إنْ آن الضرابُ
هو النبأ العظيم وفلك نوح وباب الله وانقطع الجوابُ

فأعطاه معاوية البَدْرة وحرم الآخرين(١) (٢) .

٨ / ٣

مَروانُ بن الحَكَم

٣٩٣٤ ـ وقعة صفّين عن مروان : أما والله لولا ما كان منّى يوم الدار مع عثمان ومشهدى بالبصرة لكان منّى فى علىٍّ رأى كان يكفى امرأً ذا حسب ودين ، ولكنّ ولعلّ!(٣)

٣٩٣٥ ـ المناقب لابن شهر آشوب : قال معاوية يوم صفّين : اُريد منكم والله أن


(١) ونسب البعض هذه الأبيات إلي الناشئ الصغير . راجع الغدير : ٤ / ٢٧ .
(٢) نفحات الأزهار : ٤ / ٢٠٢ .
(٣) وقعة صفّين : ٤٦٣ ; شرح نهج البلاغة : ٨ / ٩٨ وفيه "إلي علىّ  ¼ فى أيّام عثمان" بدل "يوم الدار مع عثمان" .

 ٣٩١ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / عَبدُ الرَّحمنِ بن خالِدِ بنِ الوليد

تشجروه بالرماح فتريحوا العباد والبلاد منه . قال مروان : والله لقد ثقلنا عليك يا معاوية ، إذ كنت تأمرنا بقتل حيّة الوادى والأسد العادى ، ونهض مغضباً ، فأنشأ الوليد بن عقبة :

يقول لنا معاوية بن حربأ ما فيكم لواتركم طلوبُ
يشدّ علي أبى حسن علىّبأسمر لا تهجّنه الكعوبُ
فقلت له أ تلعب يابن هندفإنّك بيننا رجل غريبُ
أ تأمرنا بحيّة بطنِ واديتاح لنا به أسد مهيبُ
كأنّ الخلق لمّا عاينوهُخلال النقع ليس لهم قلوبُ

فقال عمرو : والله ما يُعيّر أحد بفراره من علىّ بن أبى طالب(١) .

٣٩٣٦ ـ شرح نهج البلاغة عن ابن أبى سيف : خطب مروان والحسن  ¼ جالس فنال من علىّ ، فقال الحسن  ¼ : ويلك يا مروان !! أ هذا الذى تشتم شرّ الناس ؟ قال : لا ، ولكنّه خير الناس(٢) .

٨ / ٤

عَبدُ الرَّحمنِ بن خالِدِ بنِ الوليد

٣٩٣٧ ـ وقعة صفّين عن الشعبى : ذكر معاوية يوماً صفّين . . . ثمّ قال عبد الرحمن ابن خالد بن الوليد : أما والله لقد رأيتنا يوماً من الأيّام وقد غشينا ثُعبان مثل الطَّود(٣) الأرعن قد أثار قَسطلاً(٤) حال بيننا وبين الاُفق ، وهو علي أدهم شائل ،


(١) المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٨٥ ، بحار الأنوار : ٤١ / ٦٨ / ٢ وراجع المناقب للخوارزمى : ٢٣٥ .
(٢) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٢٠ .
(٣) الطَّوْد : الجبل العظيم (لسان العرب : ٣/٢٧٠) .
(٤) القَسْطل : الغبار الساطع (لسان العرب : ١١ / ٥٥٧) .

 ٣٩٢ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / الوَليدُ بن عَبدِ المَلِك

يضربهم بسيفه ضرب غرائب الإبل ، كاشراً عن أنيابه كشر المُخْدِرِ(١) الحرب .

فقال معاوية : والله إنّه كان يجالد ويقاتل عن ترة(٢) له وعليه ، أراه يعنى عليّاً(٣) .

٨ / ٥

الوَليدُ بن عَبدِ المَلِك

٣٩٣٨ ـ الإرشاد : قال الوليد بن عبد الملك لبنيه يوماً : يا بنىَّ عليكم بالدين ، فإنّى لم أر الدين بني شيئاً فهدمته الدنيا ، ورأيت الدنيا قد بنت بنياناً هدمه الدين . ما زلت أسمع أصحابنا وأهلنا يسبّون علىّ بن أبى طالب ويدفنون فضائله ، ويحملون الناس علي شنآنه ، فلا يزيده ذلك من القلوب إلاّ قرباً ، ويجتهدون فى تقريبهم من نفوس الخلق فلا يزيدهم ذلك إلاّ بُعداً(٤) .

٨ / ٦

عبد العزيز بن مَروان

٣٩٣٩ ـ الكامل فى التاريخ عن عمر بن عبد العزيز : كان أبى إذا خطب فنال من علىّ (ع) تلجلج ، فقلت : يا أبه ، إنّك تمضى فى خطبتك ، فإذا أتيت علي ذكر علىّ عرفت منك تقصيراً ! قال : أ وَفطنت لذلك ؟

قلت : نعم ، فقال : يا بنىّ ، إنّ الذين حولنا لو يعلمون من علىّ ما نعلم تفرّقوا


(١) المُخدِر : الذى اتّخذ الأجمة خِدراً (لسان العرب : ٤ / ٢٣١) .
(٢) التِّرَةُ : النقص . وقيل : التَّبِعة (النهاية : ١ / ١٨٩) .
(٣) وقعة صفّين : ٣٨٧ ; شرح نهج البلاغة : ٨ / ٥٣ .
(٤) الإرشاد : ١ / ٣١٠ ، بحار الأنوار : ٤٢ / ١٩ / ٦ .

 ٣٩٣ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثامن : علىّ عن لسان أعدائه / عَمرَةُ بنت عَبدِ وُدّ

عنّا إلي أولاده(١) .

٣٩٤٠ ـ شرح نهج البلاغة عن عمر بن عبد العزيز : كان أبى يخطب فلا يزال مستمرّاً فى خطبته ، حتي إذا صار إلي ذكر علىّ وسبّه تقطّع لسانه ، واصفرّ وجهه ، وتغيّرت حاله ، فقلت له فى ذلك ، فقال : أ وَقد فطنت لذلك ؟ إنّ هؤلاء لو يعلمون من علىّ ما يعلمه أبوك ما تبعَنا منهم رجل(٢) .

راجع : القسم الخامس عشر / خيبة آمال أعدائه / رفع السبّ عنه .

٨ / ٧

عَمرَةُ بنت عَبدِ وُدّ

٣٩٤١ ـ المستدرك علي الصحيحين عن عاصم بن عمر بن قتادة : لمّا قتل علىّ بن أبى طالب (ع) عمرو بن عبد ودّ أنشأت اُخته عمرة بنت عبد ودّ ترثيه ، فقالت :

لو كان قاتل عمرو غير قاتلهِبكيته ما أقام(٣) الروح فى جسدى
لكنّ قاتله من لا يعاب به وكان يدعي قديماً بيضةَ البلدِ(٤)

٣٩٤٢ ـ شرح نهج البلاغة : قالت اُخت عمرو بن عبد ودّ ترثيه :

لو كان قاتل عمرو غير قاتلهِبكيته أبداً ما دمت فى الأبدِ
لكنّ قاتله من لا نظير لهُ وكان يدعي أبوهُ بيضةَ البلدِ(٥)


(١) الكامل فى التاريخ : ٣ / ٢٥٦ .
(٢) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٢١ .
(٣) فى المصدر : "قام" ، والصحيح ما أثبتناه .
(٤) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٣٦ / ٤٣٣٠ وراجع بحار الأنوار : ٢٠ / ٢٦٠ .
(٥) شرح نهج البلاغة : ١ / ٢٠ .


إرجاعات 
٣٩٣ - المجلد الحادي عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام عليّ / الفصل الثامن : خيبة آمال أعدائه / رفع السبّ عنه.