٤٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبيّ
"ما عرفك يا علىّ حقّ معرفتك إلاّ الله وأنا" . ما توفّر عليه هذا الفصل هو كلمات عظيمة ، وقمم سامقة ، ومدائح لا نظير لها صدرت عن رسول الله ½ بشأن علىّ ¼ . وفى البدء نري من الضرورى أن نذكر عدداً من النقاط حيال أبعاد شخصيّة الإمام علىّ ¼ ، والموقع الذى يحظي به هذا الإمام العظيم بنظر النبىّ ½ وما لَه من مكانة من خلال تعاليم الدين نفسه . هذه النقاط هى : ١ ـ سعة حديث النبىّ حيال علىّ تُؤلّف كلمات رسول الله ½ الوضّاءة الشطرَ الأعظم ممّا ذكرناه فى فصول هذا الكتاب من معالم عن علىّ ¼ ، وممّا توفّرنا علي بيانه من أبعاد شخصيّة هذا العظيم . علي هذا الضوء راح الكلام النبوى يشعّ فى أرجاء تمام صفحات هذا الكتاب . ٥٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي
وما نسجّله هنا ـ باختصار ـ ما هو إلاّ نقاط بارزة ، وتجلّيات مشرقة من كلام النبىّ العظيم ، ممّا لم يأتِ ذكره فى الفصول الاُخر أو لم يرد بتفصيل . ٢ ـ علىٌّ السرّ المكتوم لشخصيّة أمير المؤمنين أبعاد مجهولة وواسعة ، ومن ثمّ فقد اعترف الكثيرون علي امتداد التاريخ بعجزهم عن الارتقاء إلي مكامن تلك الشخصيّة التى لا نظير لها فى تاريخ الإسلام . بيدَ أنّ هذه الحقيقة تجلّت علي أسمي وجه وأتمّه فى كلام النبىّ ½ . قال رسول الله ½ : "ما عرفك يا علىّ حقّ معرفتك إلاّ الله وأنا" . لكن ما قدر ما أظهره النبىّ من تلك المعرفة ؟ وكم كان يطيق المجتمع من تلك الحقائق ؟ وكيف تعاملت ـ الاُمّة ـ مع ما أبداه رسول الله ½ وأظهره ؟! قال رسول الله ½ : "لولا أن يقول فيك الغالون من اُمّتى ما قالت النصاري فى عيسي بن مريم ; لقلتُ فيك قولاً لا تمرّ بملأ من الناس إلاّ أخذوا التراب من تحت قدميك يستشفون به" . أجل ; إنّ الاُمّة لا تطيق سطوع حقيقة شخصيّتك ، ولا تتحمّل ظهور فضائلك ومناقبك كما هى ، وليس للآذان قدرة علي الإصغاء إليها ، ولا للنفوس قابليّة الانغمار بها والارتواء من نميرها . مع ذلك كلّه ، تبقي أجمل الصيغ عن شخصيّة أمير المؤمنين وأسماها ، وأنطق الأوصاف وأبلغها وأثراها دلالةً فيما جاء ; هى تلك التى نجدها فى كلام النبىّ المصطفي ½ . بيد أنّ السؤال : هل يعبّر ما احتوته صفحات الآثار المكتوبة من الكلمات ٥١ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي
المحمّديّة حيال الإمام عن جميع ما كان ، أم إنّ كثيراً من تلك الحقائق بقى رهين الصدور خشية الأذي وخوف التبعات ، ثم دُفن مع أهله واندثر مع أصحابه ؟ لسنا نريد فى هذه المقدّمة أن نُزيح الستار عن هذا المشهد من التاريخ الملىء بالغصص ، لكنّنا نؤكّد أنّ ما بقى هو غيض من فيض ، وما وصل إلينا محض اُمثولات من حقائق ما برحت ثاويةً فى صدر التاريخ ، غائرةً فى أحشائه ، ومُجرّد أحاديث قصار من كلام سامق طويل لم يُبَح به . عجباً والله ! إنّ اُولئك الذين لم يطيقوا أشعّة الشمس ، لم يرضَوا بهذا القليل ولم يتحمّلوه ; إذ سرعان ما أصدروا حكمهم عليه بــ "الوضع" عناداً من عند أنفسهم ، وجنوحاً عن الحقّ ، ومعاداةً للفضيلة ، ثمّ ما لبثوا أن سعَوا بذريعة "الوضع" إلي إبعاد هذا القليل عن ساحة الثقافة ومضمار الفكر ، وحذفه من صفحات أذهان الناس . أما فى المواضع التى استعصت فيها تلك الفضائل علي التكذيب بما لها من قوّة ومن تلألؤ ساطع ، فقد بادر اُولئك إلي التحريف المعنوى ، وتوسّلوا بتوجيهات غير منطقيّة وبجهود عقيمة ، علّهم ينالوا بها شيئاً من تشعشع أنوار الحقّ ، ويقلّلوا من امتداده . وفى هذا المضمار نسجّل بأسف : ما أكثر الكتابات التى اُهملت بسبب هذه الهجمات الثقافيّة ، وما أكثر ما ضاع ! ٣ ـ كلام النبىّ نافذة لمعرفة علىّ علىٌّ سرّ الوجود المكتوم ; وهل ثَمَّ سبيل إلي اكتناه هذا السرّ وفتح مغاليقه سوي الاستمداد من أعلم شخصيّة فى الوجود وأدراها بالسرّ ؟ إنّ رسول الله ½ ٥٢ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي
لأعرف الوجود بالسرّ ، وهو إلي ذلك مُعلّم الإمام ¼ ومُربّيه ، وقد كان الإمام ¼ تلميذه ورفيق دربه وقرينه . لقد أخذ رسول الله ½ عليّاً وضمّه إليه صغيراً ، ثمّ تمتم بنداء الوحى فى ثنايا روحه وجوانبها ، فطفقت أعماق وجود علىّ تفوح بشذي عطر التعاليم الإلهيّة وتنضح بنداها . وهكذا كان علىٌّ ماثلاً أمامه بكلّ وجوده كالمرآة الصافية . وعندما كان النبىّ يتحدّث عنه فإنّما يتحدّث بمثل هذه النظرة ومن خلالها . ولك أن تتأمّل هذا الوصف العلوى الأخّاذ الناطق ، فى بيان الصلة فيما بينهما (صلوات الله وسلامه عليهما) ; إذ يقول أمير المؤمنين : "وضعنى فى حجره وأنا ولد ، يضمّنى إلي صدره ، ويكنفنى فى فراشه ، ويمسّنى جسده ، ويشمّنى عَرفه ، وكان يمضغ الشىء ثمّ يلقمنيه ، وما وجد لى كذبةً فى قول ، ولا خطلةً فى فعل ، ولقد قرن الله به ½ من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ، ومحاسن أخلاق العالم ، ليله ونهاره . ولقد كنت أتّبعه اتّباع الفصيل أثر اُمّه ، يرفع لى فى كلّ يوم من أخلاقه علماً ، ويأمرنى بالاقتداء به . ولقد كان يجاور فى كلّ سنة بحراء فأراه ولا يراه غيرى . ولم يجمع بيت واحد يومئذ فى الإسلام غير رسول الله ½ وخديجة وأنا ثالثهما . أري نور الوحى والرسالة ، وأشمّ ريح النبوّة . ولقد سمعت رنّة الشيطان حين نزل الوحى عليه ½ ، فقلت : يا رسول الله ½ ما هذه الرنّة ؟ فقال : هذا الشيطان قد أيس من عبادته ، إنّك تسمع ما أسمع ، وتري ٥٣ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي
ما أري ، إلاّ أنّك لستَ بنبىٍّ ، ولكنّك لَوزير وإنّك لعلي خير"(١) . إنّ رسول الله ¼ موصول بمصدر الوحى ومنبثق الإلهام ، ومن ثَمَّ فما يقوله هو انعكاس لتجلّيات ربّانيّة ، وتجلٍّ لحقائق الوحى ، وهو تبلور لكلام الله سبحانه . فعندما يتحدّث النبىّ عن علىّ فكأنّ الذى يتحدّث عنه هو الله جلّ جلاله ، وهو سبحانه الذى يكشف الستر والأسرار ، ويزيح الحُجب عن الشخصيّة السامقة لإمام الإنسانيّة . وحيثُ نطلّ علي المشهد من زاوية اُخري ; فإنّ عليّاً هو نظير رسول الله ½ ، وهو مثيله . وعلي ضوء الكلام الالهى الساطع : ³ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ² فإنّ عليّاً ¼ هو نفس رسول الله ½ له جميع ما للنبىّ الأقدس من مقامات ظاهريّة وباطنيّة ما خلا النبوّة . فعندما يتحدّث رسول الله ½ عن الإمام أمير المؤمنين ويكشف عن مؤهّلاته وما يحظي به من جدارة ، إنّما يضع فى الحقيقة امتداده الوجودى بين يدى الآخرين ، ويعرض نظيره ويعرّف به من أجل الأهداف السياسيّة والاجتماعيّة العالية للاُمّة الإسلاميّة ، ويقدّم إلي الناس كافّة أفضل وأسمي شخصيّة نشأت فى ظِلال الأنوار الإلهيّة الساطعة . ٤ ـ تصنيفُ كلام النبىّ حيال علىّ قبل أن نبادر إلي تصنيف كلام النبىّ الأعظم ½ حيال الإمام علىّ بن أبى طالب ، ونستخلصه من خلال عناوين نأتى بها فى إطار نظرة سريعة وعامّة ، ينبغى أن نعترف أنّ الاستخلاص الدقيق والتصنيف الكامل التامّ لما قاله النبىّ فى (١) راجع : المكانة عند رسول الله ½ ، القرابة القريبة . إرجاعات
١٩٤ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الثالث : عليّ عن لسان عليّ / المكانة عند رسول الله
٥٤ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي
علىّ لهو عمل عظيم وشاقّ ، وهو ـ بلا شك ـ يتطلّب مجالاً أوسع من الفرصة المتاحة لنا فى مقدّمة هذا الفصل . بيد أنّنا مع ذلك نسعي من خلال الإفادة من روايات هذا الفصل وما جاء فى الفصول الاُخر ، أن نشقّ طريقاً صوب المراد والمقصود ; وإن لم يكن بالمستوي اللائق . بهذا الشأن تبرز أمامنا العناوين التالية : أ : علىٌّ من حيث الخلق والتكوين يرتبط جزء من كلام رسول الله ½ عن الإمام علىّ بجوهره الوجودى وكيفيّة خلقه . فمن وجهة نظر النبىّ يعدّ علىّ ورسول الله صلوات الله وسلامه عليهما شعاع نور واحد ، والاثنان هما تجلٍّ لنور الله سبحانه ; فلحم علىّ هو لحم النبىّ ، ودمُه دمُه ، وروحُه روحُه ، وباطنُه باطنُه . طينتهما واحدة ، وكلاهما من شجرة واحدة ، وسائر الناس من شجر شتّي ومن طِيَن مختلفة . كثيرةٌ هى الروايات التى تشير إلي هذه الحقيقة الرفيعة فى مصادر الفريقين ، قد جاء بعضها فى أوائل هذا الفصل بعبارات مختلفة مبيّنة لحقيقة واحدة وناصعة . ب : علىٌّ من حيث الاُسرة علىٌّ ¼ هو ابن عمّ النبىّ ½ وصهره ووالد ريحانتيه . بيدَ أنّ الأسمي من ذلك كلّه أنّ عليّاً هو الشخصيّة السامقة فى أهل البيت التى تحظي بمكانة مرموقة ، وأحد "أصحاب الكساء" و"الخمسة الطيّبين" الذين نزلت بحقّهم آية التطهير وهى تهبهم أرفع فضيلة وأسماها . مضافاً إلي ذلك ، أنّ النبىّ كان يري أنّ دوام نسله ينحدر من صلب علىّ الطاهر ، وهو ½ يقول : "إنّ الله عزّ وجلّ جعل ذريّة كلّ نبىّ من صلبه ، وإنّ الله ٥٥ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي
تعالي جعل ذريّتى فى صلب علىّ بن أبى طالب" . وبخلود نسل النبىّ فى ذريّة علىّ سجّل رسول الله ½ للامام أبى الريحانتين الحسن والحسين وبحكم إلهى ناصع ، أرفع خصوصيّة له وأرقي فضيلة . ج : علىٌّ من حيث العلم يُعدّ علىّ بنظر رسول الله ½ أعلم الاُمّة وأكثرها بصيرة . لقد قدّم النبىّ عليّاً خازناً لعلمه والمؤتمن عليه ، ووارثه وحافظ أسراره ومعدن تمام علمه ، وتحدّث عنه بوصفه الإنسان الذى يحظي من جميع علم البشريّة بتسعة أعشاره . ثمّ أكّد الحقيقة التى تفيد أنّ الطريق إلي بلوغ اُفق العلم النبوى وساحة المعارف المحمّديّة إنّما يكمن فقط فى سلوك جانب علىّ . فعلىٌّ علي دراية بجميع ما فى الكتب السماويّة وما تحويه من أحكام وتعاليم ; درايته بالقرآن وتعاليمه وأحكامه . وعلىّ الأعلم بحقائق القرآن ، والأكثر إحاطة من الجميع بدقائقه ، بحيث لم يكن علي وجه الأرض وعلي امتداد الزمان غيره يقول : "سلونى قبل أن تفقدونى" . وهذا ابن عبّاس تراه قد غضب ممّن قارن علمه بعلم علىٍّ ، وقال فى جوابه : "علمى من علم علىّ ، وعلم أصحاب محمّد كلّهم فى علم علىّ كالقطرة الواحدة فى سبعة أبحر"(١) . د : علىٌّ من حيث العقيدة إنّ مَن ترعرع منذ الصغر فى حضن النبىّ ½ ، واختلطت لحظات حياته إرجاعات
٧ - المجلد العاشر / القسم الحادي عشر : علوم الإمام علي / المدخل
٥٦ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي
وتواشجت بلحظات حياة النبىّ ، وسمع نداء الوحى الربّانى ولم يلوّث الكفر له روحاً قطّ حتي للحظة واحدة لخليقٌ به أن يحتلّ عند رسول الله ½ تلك المكانة العظيمة . لقد كان علىّ من بين الرجال أوّل من صدع بإيمانه برسول الله ½ ، وفى الإيمان كان أمير المؤمنين الذروة فى الشهود القلبى ، وهذا النبىّ يقول فى خطاب نفسه الوضّاءة المنوّرة : "إنّك تسمع ما أسمع وتري ما أري" . وهو ½ الذى يشهد علي استقامته وثبات إيمانه ورسوخه ، بقوله : "الإيمان مخالطٌ لحمك ودمك كما خالط لحمى ودمى"(١) . بهذه الشهادات ـ وغيرها ـ وضع النبىّ ذلك المؤمن النقى فى أرفع ذري اليقين . هـ : علىٌّ من حيث الأخلاق كان من بين ما أعلنه النبىّ ½ فى فلسفة بعثته وهدف رسالته ، هو إتمام "مكارم الأخلاق" . من هذا المنطلق سعي رسول الله ½ إلي عرض مشروع جديد ، وتربية إنسان آخر ، وأن يصنع من المؤمنين بمبدئه ومنهجه مُثُلاً عمليّة للنهج الإنسانى ، وقُدوات رفيعة لمكارم الأخلاق . عند هذه النقطة يبرز حكم النبىّ حيال علىّ سامقاً موحياً وهو يعدّه الأحسن أخلاقاً ، والقمّة فى التحمّل والصبر والاستقامة والتواضع والزهد وسائر مكارم الأخلاق . ومع ذلك كلّه كان الإمام أمير المؤمنين ¼ الأصلب فى إجراء حكم الحقّ ، ثابتاً لا يتزعزع فى العلم بالأحكام الإلهيّة ، صلباً لا تلين له قناة فى تنفيذ العدل والعدالة ، حتي قيل فيه : إنّه "كلمة العدل" والتجسيد الواقعى للعدل (١) راجع : القسم العاشر / الخصائص العقائدية / الإيمان مخالط لحمه ودمه . إرجاعات
١٣٠ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ / الفصل الأوّل : الخصائص العقائديّة / الإيمان مخالط لحمه ودمه
٥٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي
والإنصاف . و: علىٌّ فى مضمار العمل كثيرهم أصحاب الادّعاءات ، وليسوا قلّة اُولئك الذين يتحدّثون عن الحقّ ويرفعون شعاره ، لكن إذا ما أزفت ساعة العمل ، وراحت عمليّة إحقاق الحقّ تحتاج إلي الجهد والمثابرة ، وتتطلّب التضحية والثبات ، صار أهل الحقّ قلّة وكَثُر الفارّون ! أمّا علىّ فهو فى مضمار العمل اُمثولة لا نظير لها أيضاً ، ذلك أنّ اقترانه بالحقّ واتّباعه له ، وثباته إلي جوار القرآن ، أمليا أن يسجّل له رسول الله ½ غير مرّة معيّته مع القرآن ، ومعيّته مع الحقّ وعدم انفصاله عنهما . فهو أوّل إنسان يقيم الصلاة مع رسول الله ½ ، وكان له حضوره الأوفر فى سوح القتال وميادين الجهاد أكثر من أىّ شخص آخر ، ولم يُدبر عن عدوٍّ قطّ ، حتي حَمل علي صدره وسام : "لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتي إلاّ علىّ" . ثمّ عدّ النبىّ ضربته يوم الخندق أفضل من أعمال الاُمّة وعبادة الثقلين ـ جميعاً ـ إلي يوم القيامة . ولك أن تري فى صفحات هذه المجموعة بعض التجلّيات الوضّاءة للثبات العلوى . ز : علىٌّ من حيث السياسة من خلال التأمّل بما جاء عن النبىّ حيال علىّ ، بإلقاء الأضواء علي الكيفيّة التى صدر بها ذلك ، ثُمّ بتفحّص الأجواء التى انطلقت فيها تلك الحقائق ، والأرضيّة التى تحرّكت عليها الخطابات النبويّة فيما أعلنت من مناقب ومكرمات علويّة ; لا يبقي ثَمَّ شكّ بأنّ رسول الله ½ كان بصدد بيان الموقع الرفيع ٥٨ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي
لقيادة المستقبل، وتحديد المسار إلي أفضل إنسان يتسنّم هذا الموقع، والمصداق الإلهى الوحيد لهذا العنوان . علي هذا الضوء خطّ رسول الله ـ للاُمّة والرسالة ـ قيادة الغد وسياسة المستقبل ، بحيث راح يكتب جميع ما قاله علي هذا الصعيد وجهاً آخر عبر هذه الرؤية . بيدَ أنّ ما يعنينا التركيز عليه فى هذا المجال ، هى تلك العناوين والأحاديث التى تمسّ هذه الحقيقة عن كثب وتتّصل بها علي نحو أوثق . لقد سجّل رسول الله ½ للإمام علىّ موقع الأب فى بيان طبيعة صلته بالاُمّة ، وهو يقول : "حقّ علىّ بن أبى طالب علي هذه الاُمّة كحقّ الوالد علي ولده" . وها هو ذا النبىّ الأكرم يطلق علي علىّ لقب "سيّد العرب" و"سيّد المسلمين" و"سيّد الدنيا والآخرة" ، حيث تكتسب هذه الألقاب إيحاءات خاصّة بلحاظ ما لـ "السيادة" من معني . كما كان من بين ما نَحلَه به من ألقاب اُخر تبعث علي الفخر وصْفه له بـ "حجّة الله" و"صاحب السرّ" و"الوزير" و"الوصىّ" و"الخليفة" . أمّا تعبيره عنه بأنّ حزبه حزب الله ، و"علىّ منّى وأنا منه" فيحمل دلالات مكثّفة علي ما نحن فيه ومعانى خاصّة تدلّ عليه ، بالأخصّ قوله : "علىّ منّى وأنا منه" و"لحمه لحمى ودمه دمى" بلحاظ ما تحمله هذه الألفاظ من مدلولات فى إطار وثقافة ذلك العصر . ثمّ يجىء قول النبىّ : "علىّ مع الحقّ والحقّ مع علىّ"(١) و"علىّ مع القرآن والقرآن معه"(٢) ليدلّل بوضوح علي أنّ إطاعة علىّ إطاعة لله وللرسول ، واتّباع (١) راجع : القسم الثالث / أحاديث العصمة / علىّ مع الحقّ . إرجاعات
٢٣٧ - المجلد الثاني / القسم الثالث : جهود النبيّ لقيادة الإمام عليّ / الفصل التاسع : أحاديث العصمة / عليّ مع الحقّ
٢٣٥ - المجلد الثاني / القسم الثالث : جهود النبيّ لقيادة الإمام عليّ / الفصل التاسع : أحاديث العصمة
٥٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي
للحقّ والقرآن ، وأنّ عليّاً "محور" فى القيادة والسياسة ، وهو "سفينة النجاة" إذا ارتطمت ـ بالاُمّة ـ الأمواج ، وأحاطت بها الحركات العاتية ، حيث يقول ½ : "مثل علىّ فى هذه الاُمّة كمثل الكعبة" . وقوله ½ : "يا علىّ مثلك فى اُمّتى كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق" . لقد تواترت الأحاديث النبويّة التى تؤكّد علي لزوم حبّ علىّ ، وتعدّ حبّه "حبّ الله" و"حبّ رسول الله" ، وتنظر إلي حبّ أمير المؤمنين كـ "فريضة" و"عبادة" ، بل تخطّت مدلولات الحديث النبوى ذلك كلّه ، وهى تسجّل أنّ حبّ علىٍّ هو من دين الله بالصميم ; تداخل مع أصله وامتزج بأساسه ، حيث قال ½ : "لا يحبّه إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق ، وحبّه إيمان وبغضه كفر"(١) . وقال : "من أحبّ عليّاً فقد اهتدي"(٢) . وفى المقابل ارتبط بغض علىّ بالكفر ، حيث عدّ النبىّ مبغضيه منافقى الاُمّة ، وعدّ أعداءه ومناوئيه أعداءً لله وللرسول . لقد جاء ذلك كلّه من أجل فتح جبهة مترامية الأطراف تمتدّ بامتداد التاريخ نفسه ، لتجعل من علىّ بؤرةً يرتبط بها أهل الحقّ بحزام وثيق وتدع مواضع المناوئين لعلىّ ومخالفيه تتواصل مع خنادق الظلمة وأهل الباطل ; لتشقّ الطريق فى نهاية المآل إلي حركة سياسيّة مستقبليّة قويمة ، من أجل سياسة الغد ومرحلة ما بعد النبىّ الأكرم ½ . لقد بلغ رسول الله ½ بهذا الجهد المستقبلى الصادح بالحقّ ، ذروته فى واقعة (١) راجع : القسم الرابع عشر : خصائص محبّيه / الأيمان . إرجاعات
٢١٦ - المجلد الحادي عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام عليّ / الفصل الثالث : خصائص محبّيه / الإيمان
١٩٧ - المجلد الحادي عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام عليّ / الفصل الثاني : بركات حبّه
٦٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي
"غدير خم" ، عندما أعلي عليّاً أمام الاُلوف وعلي رؤوس الأشهاد قائداً للمستقبل ، بصراحة ومن دون لبس ، فى مشهد أخّاذ لا تمحوه الذاكرة ، ممّا ستأتى تفاصيله فى صفحات هذه المجموعة . إنّ العناوين والأوصاف التى اختارها رسول الله ½ لعلىّ جاءت بأجمعها هادفةً موحيةً . فما جاء علي لسان النبىّ فى صفة علىّ من أنّه "حبل الله المتين" ، "عمود الدين" ، "يعسوب المؤمنين" ، "راية الهدي" ، "مدينة الهدي" ، "الصدّيق الأكبر" ، "الفاروق الأعظم" و"ولىّ كلّ مؤمن بعدى" يكفى كلّ واحد منها ليخطّ للإمام الموقع الأفضل والمكانة الأسمي . أمّا ما جاء عن النبىّ من مضامين مفادها : أفلح من اتّبعك ، وضلّ عن السبيل من حادَ عنك ، وليس من سبيل للمؤمنين إلي معرفتى أقوم منك ، ولولاك ما عرفنى مؤمن ، ففيه دلالة علي أنّ رسول الله ½ كان يفكّر من خلال هذه المقولات بأهمّ ما يشغله ، متمثّلا بهداية الاُمّة واستقامتها علي طريق الحقّ ; يترسّم لذلك العلاج ويحدّد لها الطريق ، لكى تهتدى الاُمّة بذلك ، وتعثر علي سبيل الجنّة وتنأي عن النار المحرقة . لقد أخذت مهمّة إبراز هذه الحقائق وإشاعة هذه التعاليم المنقذة علي النبىّ حياته كلّها ، بحيث لم يغفل رسول الله ½ لحظة واحدة عن هذه الرؤية المستقبليّة ، والتطلّع إلي ما وراء الحاضر ، والتوجيه من أجل غد مطمئنّ وضّاح . إنّ هذه الموسوعة هى برمّتها دليل ناصع علي هذه الحقيقة ، وأنّ أوضح قسم يدلّ عليها هو القسم الثالث منها . ح : علىٌّ من حيث المقامات المعنويّة ينظرُ علىٌّ إلي ما وراء هذه الدنيا كنظرته إلي هذه الدنيا ، وإنّ الحقائق العلويّة وعالم الملكوت واضح لديه وضوح ما بين يديه ; والأمر بعد ذلك كما يقول : "لو ٦١ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي
كشف الغطاء ما ازددت يقيناً"(١) . إنّ التأمّل فى تمام الأبعاد الشامخة المتطاولة لهذه الشخصيّة يكشف عن رُقىّ مركزها المعنوى ، والموقع الذى يحظي به الإمام علي قمم المعنويّة وذُراها . ومع ذلك كلّه ، لو لم تكن إلاّ هذه الكلمات المنيفة لرسول الله ½ فى إضاءة هذا الجانب من شخصيّة علىّ لكفاه كى يتبؤّأ أرقي مواقع هذا الخطّ ، ويحلّق فى أقصي ذُري المعنويّة ، حيث يقول فيه النبىّ : "علىٌّ خير البشر" وقوله : "خير من أترك بعدى" . تدلّ هذه الكلمات النبويّة السامقة علي أنّ عليّاً هو الأفضل بعد رسول الله ½ وهو الأكمل ، وهو الشخصيّة التى لا يرقي إليها نظير . وهذه الفضيلة فى الحقيقة هى اُمّ فضائل الإمام ، وهى رأسها جميعاً . علىٌّ زوج الزهراء البتول ، ولو لم يكن كذلك لما كان لها كفؤ ، وهذه آية التطهير تشهد لعلىّ بالطهارة والفلاح . لكنّ لعلىّ فوق ذلك فضيلة تسموا علي الطهارة والعصمة ، التى راح يفخر بها ملائكة الله المقرّبون وكرامه الكاتبون ، واستوجبت رضا الله المطلق ، ورضا رسوله وأمين الوحى الإلهى عنه ; تلك هى سلوكه إلي الله ، ومراحل تقرّبه إليه ، وبلوغه المقصد الأعلي للإنسانيّة ، والحظّ الأوفي من الكمال ، حتي كان من ذلك فى الذروة القصوي ، بحيث عُدّ ذكره والنظر إليه عبادة لله المتعال . ط : المنزلة الاُخرويّة حينما بُعث رسول الله ½ ، واُبلغ الأمر بالرسالة ، واُرسل الي هداية الاُمّة (١) راجع : القسم العاشر / الخصائص العقائديّة / أفضل الاُمّة يقيناً . إرجاعات
١٢٤ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ / الفصل الأوّل : الخصائص العقائديّة / أفضل الاُمّة يقيناً
٦٢ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي
والناس كافّة ، كانت أوّل يد شدّت علي يديه الشريفتين هى يد علىّ ، وعلي هذا يمضى الأمر يوم القيامة ، إذ تكون أوّل يد تصافح يد النبىّ ، وأوّل كفّ توضع بكفّ رسول الله ½ هى كفّ علىّ . وكفّ علىّ هذه هى التى تحمل "لواء الحمد" راية رسول الله ½ فى عرصات القيامة . وعلىٌّ أوّل وارد علي "الكوثر" ، وهو خليفة النبىّ عليه . وفى الآخرة يتألّق اسم علىّ بلقب "سيّد الشهداء" و"أبى الشهداء" . ولن يمضى علي "الصراط" أحد ولن يجوز عليه إنسان إلاّ بإمضاء علىّ ، ولا غرو فهو "قسيم الجنّة والنار" . علىٌّ فى القيامة رفيق النبىّ وصاحبه ، وقرينه ، له فى عرصاتها منزلة عظيمة ، بحيث يضىء وسط الجميع كالشمس المشرقة . ى : مظلوميّة علىّ لماذا كلّ هذا التركيز علي شخصيّة علىّ ؟ ولماذا هذا التمجيد والتبجيل ؟ علىّ كبير ، وشأنه أعظم من أن يرقي إلي ذراه الطير(١) ; فإذن ينبغى لهذه الشخصيّة أن تعرّف ، بَيدَ أنّ السؤال لا يزال : لماذا كلّ هذا التأكيد علي لزوم حبّ علىّ وموالاته ؟ ولماذا هذا التحذير من مناواته ومخالفته وانتهاك حرمته ؟ عجباً لهذا الحديث الملىء بالشجون ! لكأنّ رسول الله ½ يتشوّف ذلك كلّه ويتطلّع إليه عبر مرآة الزمان ; ينظر ٦٣ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي
ضروب المظالم والإحن والأضغان ، يري غربة علىّ ووحدته وما ينزل به من الظلم الفظيع . أجل ، لكأنّ رسول الله ينظر إلي ذلك كلّه ، وهو يخاطب أمير المؤمنين بقوله : "إنّ الاُمّة ستغدر بك من بعدى"(١) . هذا النبىّ يحتضن عليّاً وتنهمر عيونه بالدموع ، وهو يذكر عليّاً وما ينزل به من ظلم فى الغد ; وهذا أمير المؤمنين يصف لنا المشهد وَوَجْد النبىّ ، بقوله : "اعتنقنى النبىّ ½ ثمّ أجهش باكياً ، قلت : ما يبكيكَ ؟ قال : ضغائن قوم لا يبدونها لك إلاّ من بعدى"(٢) . يا للعجب !! رسول الله ½ ينتخب عليّاً لمؤاخاته من بين الجميع ، ويأتيه أمر السماء بغلق الأبواب المشرعة علي المسجد كلّها إلاّ باب علىّ . يصرّح بمنزلة علىّ مرّات ومرّات ، ويمتدحه علي مرأي من الاُمّة ومسمع ، ويشيد بمكانته ، ويذكر بوضوح أنّ من آذي عليّاً فقد آذاه ، ومن سبّ عليّاً فقد سبّ الله ورسوله . لكنّه يعود ليسجّل بقلب مصدوع ملىء بالألم مظلوميّةَ الإمام ، وما يؤول إليه من الانغمار بدم الجراح ، فيقول مخاطباً إيّاه مواسياً : "بأبى الوحيد الشهيد"(٣) . كما يقول ½ : "إنّك مقتول وهذه مخضوبة من هذه"(٤) . وهكذا لا يرتقى إلي علىٍّ نظير فى الأبعاد الإنسانيّة كلّها ، كما من العجب أن لا يرتقى إلي مظلوميّته أحدٌ أيضاً ! علي ضوء النقاط التى مرّت ، نقدّم فيما يلى شطراً من كلمات النبىّ حيال علىّ : (١) إرجاعات
٤٠٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ / الفصل الرابع : الخصائص السياسيّة والاجتماعيّة / المظلوميّة بعد النبيّ
١٩٥ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام عليّ / الفصل الأوّل : إخبار النبيّ باستشهاده
٦٤ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / الخِلْقَة
٢ / ١ ٢ / ١ ـ ١ ٣١٥٩ ـ رسول الله ½ : خُلقت أنا وعلىّ من نور واحد(١) . ٣١٦٠ ـ عنه ½ ـ لعلىّ ¼ ـ : خُلقت أنا وأنت من نور الله تعالي(٢) . ٣١٦١ ـ عنه ½ : أنا وعلىّ من نور واحد ، وأنا وإيّاه شىء واحد ، وإنّه منّى وأنا منه ، لحمه لحمى ، ودمه دمى ، يريبنى(٣) ما أرابه ، ويريبه ما أرابنى(٤) . ٣١٦٢ ـ عنه ½ : خُلقت أنا وعلىّ بن أبى طالب من نور واحد ، نسبّح الله يمنة العرش قبل أن يُخلق آدم بألفى عام(٥) . ٣١٦٣ ـ عنه ½ : كنت أنا وعلىّ نوراً بين يدى الله عزّ وجلّ قبل أن يخلق آدم (١) الخصال : ٣١ / ١٠٨ ، الأمالى للصدوق : ٣٠٧ / ٣٥١ كلاهما عن عبد الله الرازى ، عيون أخبار الرضا : ٢ / ٥٨ / ٢١٩ عن الحسن بن عبد الله الرازى وكلّها عن الإمام الرضا عن آبائه عن الإمام علىّ
(ع) ، الفضائل لابن شاذان : ٨٢ وص ١٠٨ عن سلمان والمقداد وعمّار وأبى ذرّ وحذيفة بن اليمان وأبى الهيثم بن التيّهان وخزيمة بن ثابت وعامر بن واثلة ، شرح الأخبار : ١ / ٢٢٠ / ٢٠٠ ; الفردوس : ٢ / ١٩١ / ٢٩٥٢ كلاهما عن سلمان ، تذكرة الخواصّ : ٤٦ . ٦٥ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / الخِلْقَة / أنا وعلىّ من نور واحد
بأربعة عشر ألف عام ، فلمّا خلق الله آدم قسّم ذلك النور جزأين ; فجزء أنا ، وجزء علىّ ¼ (١) . ٣١٦٤ ـ عنه ½ : كنتُ أنا وعلىٌّ نوراً بين يدى الله عزّ وجلّ ، يسبّح الله ذلك النور ويقدّسه قبل أن يخلق الله آدم بألف عام ، فلمّا خلق الله آدم ركّب ذلك النور فى صُلْبِه ، فلم يزل فى شىء واحد حتي افترقنا فى صُلب عبد المطّلب ، ففىَّ النبوّة ، وفى علىّ الخلافة(٢) . ٣١٦٥ ـ عنه ½ : إنّ الله عزّ وجلّ أنزل قطعة من نور فأسكنها فى صُلب آدم ، فساقها حتي قسّمها جزأين ، جزءاً فى صُلب عبد الله ، وجزءاً فى صُلب أبى طالب ، فأخرجنى نبيّاً ، وأخرج عليّاً وصيّاً(٣) . ٣١٦٦ ـ الإمام علىّ ¼ : قال لى النبىّ ½ : يا علىّ ، خلقنى الله تعالي وأنت من نور الله حين خلق آدم ، وأفرغ ذلك النور فى صلبه ، فأفضي به إلي عبد المطّلب ، ثمّ افترقا من عبد المطّلب ; أنا فى عبد الله وأنت فى أبى طالب ، لا تصلح النبوّة إلاّ (١) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٦٢ / ١١٣٠ ، تذكرة الخواصّ : ٤٦ وفيه "بأربعة آلاف عام" بدل "بأربعة عشر ألف عام" ; مختصر بصائر الدرجات : ١١٦ ، الخرائج والجرائح : ٢ / ٨٣٨ / ٥٣ ، المسترشد : ٦٢٩ / ٢٩٥ كلّها عن سلمان والثلاثة الأخيرة نحوه ، اليقين : ٤٢٥ / ١٥٨ عن ابن عبّاس وزاد فيه "مطيعين" بعد "يدى الله" . ٦٦ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / الخِلْقَة / أنا وعلىّ من نور واحد
لى ، ولا تصلح الوصيّة إلاّ لك ، فمن جحد وصيّتك جحد نبوّتى ، ومن جحد نبوّتى أكبّه الله علي منخريه فى النار(١) . ٣١٦٧ ـ رسول الله ½ : كنت أنا وعلىّ نوراً بين يدى الله جلّ جلاله قبل أن يخلق آدم بأربعة آلاف عام ، فلمّا خلق الله تعالي آدم سلك ذلك النور فى صلبه ، فلم يزل الله عزّ وجلّ ينقله من صلب إلي صلب حتي أقرّه فى صلب عبد المطّلب ، ثمّ أخرجه من صلب عبد المطّلب فقسّمه قسمين ; فصُيّر قسم فى صلب عبد الله ، وقسم فى صلب أبى طالب ، فعلىّ منّى ، وأنا من علىّ ، لحمه من لحمى ، ودمه من دمى ، فمن أحبّنى(٢) فبحبّى أحبّه ، ومن أبغضه فببغضى أبغضه(٣) . ٣١٦٨ ـ عنه ½ : كنت أنا وعلىّ نوراً فى جبهة آدم ¼ ، فانتقلنا من الأصلاب الطاهرة إلي الأرحام المطهّرة الزاكية حتي صرنا فى صلب عبد المطّلب ، فانقسم النور قسمين ، فصار قسم فى عبد الله وقسم فى أبى طالب ، فخرجت من عبد الله ، وخرج علىّ من أبى طالب ، وهو قول الله جلّ وعزّ : ³ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ² (٤) (٥) . ٣١٦٩ ـ الإمام علىّ ¼ : دخلت علي النبىّ ½ وهو فى بعض حجراته ، فاستأذنت (١) الأمالى للطوسى : ٢٩٥ / ٥٧٧ ، بشارة المصطفي : ١٨٥ كلاهما عن عيسي بن أحمد عن الإمام الهادى عن آبائه
(ع) ، إرشاد القلوب : ٢٥٨ . ٦٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / الخِلْقَة / أنا وعلىّ من شجرة واحدة
عليه فأذن لى ، فلمّا دخلت قال لى : . . . يا علىّ ، الثابت عليك كالمقيم معى ، ومفارقك مفارقى . يا علىّ ، كذب من زعم أنّه يحبّنى ويبغضك ; لأنّ الله تعالي خلقنى وإيّاك من نور واحد(١) . ٢ / ١ ـ ٢ ٣١٧٠ ـ رسول الله ½ : الناس من شجر شتّي ، وأنا وعلىّ من شجرة واحدة(٢) . ٣١٧١ ـ عنه ½ : أنا وعلىّ من شجرة واحدة ، والناس من أشجار شتّي(٣) . ٣١٧٢ ـ المستدرك علي الصحيحين عن جابر بن عبد الله : سمعت رسول ½ يقول لعلىّ : يا علىّ ، الناس من شجر شتّي ، وأنا وأنت من شجرة واحدة ، ثمّ قرأ رسول الله ½ : ³ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ ² (٤) (٥) . ٣١٧٣ ـ رسول الله ½ : خُلق الناس من أشجار شتّي ، وخُلقت أنا وعلىّ من شجرة واحدة ; فأنا أصلها ، وعلىّ فرعها ، فطوبي لمن استمسك بأصلها ، وأكل من (١) كنز الفوائد : ٢ / ٥٦ ، مائة منقبة : ٨٤ / ٣٣ كلاهما عن زيد بن علىّ عن أبيه عن جدّه
(ع) . ٦٨ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / الخِلْقَة / أنا وعلىّ من شجرة واحدة
فرعها(١) . ٣١٧٤ ـ كنز الفوائد عن ابن عبّاس : رأيت أبا ذرّ الغفارى متعلّقاً بحلقة ببيت الله الحرام ، وهو يقول : . . . إنّى رأيت رسول الله ½ فى العام الماضى وهو آخذ بهذه الحلقة ، وهو يقول : أيّها الناس ! لو صمتم حتي تكونوا كالأوتاد ، وصلّيتم حتي تكونوا كالحنايا(٢) ، ودعوتم حتي تقطّعوا إرْباً إرْباً ، ثمّ بغضتم علىّ بن أبى طالب ، أكبّكم الله فى النار . قم يا أبا الحسن ، فضع خمسك فى خمسى ـ يعنى كفّك فى كفّى ـ فإنّ الله اختارنى وإيّاك من شجرة ; أنا أصلها ، وأنت فرعها ، فمن قطع فرعها أكبّه الله علي وجهه فى النار(٣) . ٣١٧٥ ـ تاريخ دمشق عن جابر بن عبد الله : كان رسول ½ بعرفات وعلىّ تجاهه ، فأومأ إلىّ وإلي علىّ فأتينا النبىّ ½ وهو يقول : ادنُ يا علىّ ، فدنا منه علىّ ، فقال : ضع خمسك فى خمسى ـ يعنى كفّك فى كفّى ـ يا علىّ ، خُلقت أنا وأنت من شجرة ; أنا أصلها ، وأنت فرعها ، والحسن والحسين أغصانها ، فمن تعلّق بغصن منها دخل الجنّة(٤) . (١) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٦٥ / ٨٤١١ ، شواهد التنزيل : ١ / ٣٧٧ / ٣٩٦ كلاهما عن أبى سعيد الخدرى ; الأمالى للطوسى : ٦١٠ / ١٢٦١ عن بكر ابن الملك الأعتق البصرى عن الإمام زين العابدين عن آبائه
(ع) عنه ½ نحوه . ٦٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / الخِلْقَة / أنا وعلىّ من شجرة واحدة
٣١٧٦ ـ تاريخ دمشق عن أبى اُمامة الباهلى : قال رسول الله ½ : خُلق الأنبياء من أشجار شتّي ، وخلقنى وعليّاً من شجرة واحدة ; فأنا أصلها ، وعلىّ فرعها ، وفاطمة لقاحها ، والحسن والحسين ثمرها ، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا ، ومن زاغ هوي . ولو أنّ عبداً عَبَد الله بين الصفا والمروة ألف عام ، ثمّ ألف عام ، ثمّ ألف عام ، ثمّ لم يدرك محبّتنا إلاّ أكبّه الله علي منخريه فى النار ، ثمّ تلا : ³ قُل لاَّ أَسْئـَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ² (١) (٢) . ٣١٧٧ ـ رسول الله ½ : خُلقتَ يا علىّ من شجرة خُلقتُ منها ، أنا أصلها ، وأنت فرعها ، والحسين والحسن أغصانها ، ومحبّونا ورقها ، فمن تعلّق بشىء منها أدخله الله عزّ وجلّ الجنّة(٣) . ٣١٧٨ ـ عنه ½ : الناس من أشجار شتّي ، وأنا وعلىّ من شجرة واحدة ; أنا أصلها ، وعلىّ فرعها ، والحسن والحسين أثمارها ، وفى قلبِ كلّ مؤمن غصن من أغصانها(٤) . ٣١٧٩ ـ عنه ½ : خُلقت أنا وهارون بن عمران ويحيي بن زكريّا وعلىّ بن (١) الشوري : ٢٣ . ٧٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / الخِلْقَة / لحمه لحمى ودمه دمي
أبى طالب من طينة واحدة(١) . ٢ / ١ ـ ٣ ٣١٨٠ ـ رسول الله ½ : هذا علىّ بن أبى طالب ، لحمه لحمى ، ودمه دمى ، هو منّى بمنزلة هارون من موسي ، إلاّ أنّه لا نبىّ بعدى(٢) . ٣١٨١ ـ عنه ½ : هذا علىّ سِيْط(٣) لحمه بلحمى ، ودمه بدمى ، وهو منّى بمنزلة هارون من موسي ، إلاّ أنّه لا نبىّ بعدى(٤) . ٣١٨٢ ـ عنه ½ : علىّ منّى ، وأنا من علىّ ، لحمه من لحمى ، ودمه من دمى(٥) . ٣١٨٣ ـ عنه ½ ـ فى علىّ ¼ ـ : لحمه من لحمى ، ودمه من دمى ، وهو عيبة(٦) (١) تاريخ بغداد : ٦ / ٥٩ / ٣٠٨٨ ، كفاية الطالب : ٣١٩ كلاهما عن موسي بن إبراهيم المروزى عن الإمام الكاظم عن أبيه عن جدّه
(ع) ، تذكرة الخواصّ : ٤٦ . إرجاعات
١٩٦ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الثالث : عليّ عن لسان عليّ / المكانة عند رسول الله / كالضوء من الضوء
٧١ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / الاُسرة
علمى(١) . ٣١٨٤ ـ عنه ½ : معاشر الناس ، أحبّوا عليّاً ; فإنّ لحمه لحمى ، ودمه دمى(٢) . ٣١٨٥ ـ عنه ½ ـ لعلىّ ¼ ـ : كذب من زعم أنّه يحبّنى ويبغضك ; لأنّك منّى وأنا منك ، لحمك من لحمى ، ودمك من دمى ، وروحك من روحى ، وسريرتك من سريرتى ، وعلانيتك من علانيتى(٣) . ٣١٨٦ ـ عنه ½ : ألا وإنّ الأرض لا تخلو(٤) منّى ما دام علىّ حيّاً فى الدنيا بقيّة من بعدى ، علىّ فى الدنيا عوض منّى من بعدى ، علىّ كجلدى ، علىّ كلحمى ، علىّ عظمى ، علىّ كدَمى ، علىّ عروقى(٥) . ٢ / ٢ ٢ / ٢ ـ ١ ٣١٨٧ ـ الإمام الباقر ¼ عن جابر : قال رسول الله ½ لعلىّ بن أبى طالب ¼ : سلام (١) المناقب للخوارزمى: ٨٧/٧٧ ، فرائد السمطين : ١ / ٣٣٢ / ٢٥٧ ، تاريخ دمشق : ٤٢/٤٧١/٩٠٤٢ وفيه "بيتى" بدل "علمى" وكلّها عن عبد الله ; الأمالى للطوسى : ١١٨ / ١٨٥ عن جابر الجعفى عن الإمام الباقر ¼ عن جابر بن عبد الله الأنصارى . ٧٢ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / الاُسرة / أعزّ علىَّ من فاطمة
عليك أبا الريحانتين من الدنيا ، فعن قليل يذهب ركناك والله خليفتى عليك . فلمّا قُبض النبىّ ½ قال علىّ : هذا أحد الركنين الذى قال رسول الله ½ ، فلمّا ماتت فاطمة £ قال : هو الركن الآخر الذى قال رسول الله ½ (١) . ٣١٨٨ ـ عنه ¼ عن جابر : سمعت رسول الله ½ يقول لعلىّ بن أبى طالب ¼ قبل موته بثلاث : سلام الله عليك يا أبا الريحانتين ، اُوصيك بريحانتىّ من الدنيا ، فعن قليل ينهدّ ركناك ، والله خليفتى عليك . فلمّا قُبض رسول الله ½ قال علىّ : هذا أحد ركنىّ الذى قال لى رسول الله ½ . فلمّا ماتت فاطمة سلام الله عليها قال علىّ ¼ : هذا الركن الثانى الذى قال رسول الله ½ (٢) . ٢ / ٢ ـ ٢ ٣١٨٩ ـ الإمام علىّ ¼ : خطبت إلي رسول الله ½ فاطمة £ ، فزوّجنى ، فقلت : يا رسول الله ، أنا أحبّ إليك أم هى ؟ قال : هى أحبّ إلىّ منك ، وأنت أعزّ علىَّ منها(٣) . ٣١٩٠ ـ فضائل الصحابة عن أبى نجيح : أخبرنى من سمع عليّاً علي منبر الكوفة (١) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٢٤ / ١٠٦٧ عن حمّاد بن عيسي عن الإمام الصادق ¼ ، ذخائر العقبي : ١٠٨ . ٧٣ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / الاُسرة / أعزّ علىَّ من فاطمة
يقول : لمّا أردت أن أخطب إلي رسول الله ½ فذكرت أن لا شىء لى ، ثمّ ذكرت عائدته وصلته فخطبتها ، فقال : وهل عندك شىء ؟ قلت : لا ، قال : فأين درعك الحُطَميّة(١) التى كنت أعطيتك يوم كذا وكذا ؟ قلت : هى عندى ، قال : فأْتِ بها ، قال : فأتيته بها ، فأنكحنيها . فلمّا أن دخلتْ علىَّ قال : لا تحدثنّ شيئاً حتي آتيكما ، فاستأذن رسول الله ½ وعلينا كساء أو قطيفة فتحشحشنا(٢) فقال : مكانكما علي حالكما ، فدخل علينا رسول الله ½ فجلس عند رؤوسنا ، فدعا بإناء فيه ماء فاُتى به ، فدعا فيه بالبركة ثمّ رشّه علينا ، فقلت : يا رسول الله ، أنا أحبّ إليك أم هى ؟ قال : هى أحبّ إلىّ منك ، وأنت أعزّ علىَّ منها(٣) . ٣١٩١ ـ المعجم الأوسط عن أبى هريرة : قال علىّ بن أبى طالب : يا رسول الله ، أيّما أحبّ إليك : أنا أم فاطمة ؟ قال : فاطمة أحبّ إلىّ منك ، وأنت أعزّ علىَّ منها(٤) . ٣١٩٢ ـ المعجم الكبير عن ابن عبّاس : دخل رسول الله ½ علي علىّ وفاطمة (١) الحطميّة : هى التى تحطم السيوف ; أى تكسرها ، وقيل : هى العريضة الثقيلة ، وقيل : هى منسوبة إلي بطن من عبد القيس يقال لهم : حُطَمَة بن محارب كانوا يعملون الدروع (النهاية : ١ / ٤٠٢) . ٧٤ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / الاُسرة / خير من الحسن والحسين
وهما يضحكان ، فلمّا رأيا النبىّ ½ سكتا ، فقال لهما النبىّ ½ : ما لكما كنتما تضحكان ، فلمّا رأيتمانى سكتتما ؟ فبادرت فاطمة فقالت : بأبى أنت يا رسول الله ، قال هذا : أنا أحبّ إلي رسول الله منك ، فقلت : بل أنا أحبّ إلي رسول الله ½ منك . فتبسّم رسول الله ½ وقال : يا بنيّة ، لك رقّة الولد ، وعلىّ أعزّ علىَّ منكِ(١) . ٢ / ٢ ـ ٣ ٣١٩٣ ـ رسول الله ½ : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، وأبوهما خير منهما(٢) . ٣١٩٤ ـ المعجم الكبير عن سلمان الفارسى : كنّا حول النبىّ ½ ، فجاءت اُمّ أيمن ، فقالت : يا رسول الله ، لقد ضلّ الحسن والحسين . . . فقال رسول الله ½ : قوموا فاطلبوا ابنىَّ . . . ثمّ أتاهما فأفرق بينهما ومسح وجههما وقال : بأبى واُمّى أنتما ، (١) المعجم الكبير : ١١ / ٥٥ / ١١٠٦٣ . ٧٥ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / الاُسرة / فى صلبه ذرّيّتي
ما أكرمكما علي الله ! ثمّ حمل أحدهما علي عاتقه الأيمن ، والآخر علي عاتقه الأيسر ، فقلت : طوباكما نعم المطيّة مطيّتكما . فقال رسول الله ½ : ونعم الراكبان هما ، وأبوهما خير منهما(١) . ٣١٩٥ ـ المعجم الكبير عن حذيفة : رأينا فى وجه رسول الله ½ السرور يوماً من الأيّام ، فقلنا : يا رسول الله ، لقد رأينا فى وجهك تباشير السرور ، قال : وكيف لا أسُرّ وقد أتانى جبرئيل ¼ فبشّرنى أنّ حسناً وحسيناً سيّدا شباب أهل الجنّة ، وأبوهما أفضل منهما(٢) . ٢ / ٢ ـ ٤ ٣١٩٦ ـ رسول الله ½ : إنّ الله عزّ وجلّ جعل ذرّيّة كلّ نبىّ فى صلبه ، وإنّ الله تعالي جعل ذرّيّتى فى صلب علىّ بن أبى طالب(٣) . ٣١٩٧ ـ عنه ½ : إنّ الله تعالي جعل ذرّيّة كلّ نبىّ فى صلبه ، وجعل ذرّيّتى فى (١) المعجم الكبير : ٣ / ٦٥ / ٢٦٧٧ وراجع ذخائر العقبي : ٢٢٦ والمناقب للخوارزمى : ٢٨٧ وص ٢٨٨ / ٢٧٩ والأمالى للصدوق : ٥٢٢ / ٧٠٩ وبشارة المصطفي : ١١٥ وص ١٧٢ والخرائج والجرائح : ١ / ٢٤٠ / ٥ والمناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣٨٨ . ٧٦ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / المنزلة عند النبيّ
صلب هذا(١) . ٣١٩٨ ـ عنه ½ : يا علىّ ، ما بعث الله عزّ وجلّ نبيّاً إلاّ وجعل ذرّيّته من صلبه ، وجعل ذرّيّتى من صلبك ، ولولاك ما كانت لى ذرّيّة(٢) . ٢ / ٣ ٢ / ٣ ـ ١ ٣١٩٩ ـ رسول الله ½ : علىّ منّى بمنزلتى من ربّى(٣) . ٣٢٠٠ ـ الأمالى للطوسى عن عبد الله بن مسعود : رأيت رسول الله ½ وكفّه فى كفّ علىّ بن أبى طالب ¼ وهو يقلّبه . فقلت : يا رسول الله ، ما منزلة علىّ منك ؟ فقال صلوات الله عليه : كمنزلتى من الله(٤) . ٣٢٠١ ـ بشارة المصطفي عن ابن مسعود : نظر إلىّ رسول الله ½ وهو واضع كفّه فى كفّ علىّ ¼ مبتسماً فى وجهه ، فقلت : يا رسول الله ، ما منزلة علىّ منك ؟ قال : كمنزلتى عند الله عزّ وجلّ(٥) . (١) تاريخ بغداد : ١ / ٣١٧ / ٢٠٦ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٢٥٩ / ٨٧٨٩ ، المناقب للخوارزمى : ٣٢٨ / ٣٣٩ ، ذخائر العقبي : ١٢٥ كلّها عن ابن عبّاس ; كشف الغمّة : ١ / ٩٤ . ٧٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / المنزلة عند النبىّ / بمنزلة رأسى من بدني
٣٢٠٢ ـ تاريخ دمشق عن جابر بن عبد الله : خرج رسول الله ½ حتي نزل خمّ ، فتنحّي الناس عنه ، ونزل معه علىّ بن أبى طالب ، فشقّ علي النبىّ ½ تأخّر الناس عنه ، فأمر عليّاً فجمعهم ، فلمّا اجتمعوا قام فيهم وهو متوسّد علي علىّ بن أبى طالب ، فحمد الله ، وأثني عليه ، ثمّ قال : أيّها الناس ! إنّى قد كرهت تخلّفكم وتنحّيكم عنّى حتي خيّل إلىّ أنّه ليس شجرة أبغض إلىّ(١) من شجرة تلينى . ثمّ قال : لكنّ علىّ بن أبى طالب أنزله الله منّى بمنزلتى منه ، رضى الله عنه كما أنا عنه راض ، فإنّه لا يختار علي قربى ومحبّتى شيئاً . ثمّ رفع يديه ثمّ قال : اللهمّ من كنت مولاه فعلىٌّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه(٢) . ٢ / ٣ ـ ٢ ٣٢٠٣ ـ رسول الله ½ : علىّ منّى بمنزلة رأسى من بدنى(٣) . (١) وفى نسخة "إليكم" . إرجاعات
١٤٩ - المجلد الثاني / القسم الثالث : جهود النبيّ لقيادة الإمام عليّ / الفصل الرابع : أحاديث المنزلة
٧٨ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / المنزلة عند النبىّ / هو منّى وأنا منه
٣٢٠٤ ـ عنه ½ : علىّ منّى مثل رأسى من بدنى(١) . ٣٢٠٥ ـ عنه ½ : علىّ منّى كرأسى من بدنى(٢) . ٢ / ٣ ـ ٣ ٣٢٠٦ ـ رسول الله ½ : علىّ منّى وأنا منه(٣) . ٣٢٠٧ ـ عنه ½ ـ لعلىّ ¼ ـ : أنت منّى وأنا منك(٤) . (١) المناقب لابن المغازلى : ٩٢ / ١٣٥ ، الفردوس : ٣ / ٦٢ / ٤١٧٤ ، المناقب للخوارزمى : ١٤٤ / ١٦٧ ; المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٢١٧ كلّها عن ابن عبّاس . ٧٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / المنزلة عند النبىّ / هو منّى وأنا منه
٣٢٠٨ ـ عنه ½ : معاشر الناس ، إنّ عليّاً منّى ، وأنا من علىّ(١) . ٣٢٠٩ ـ عنه ½ : علىّ منّى ، وأنا من علىّ ، ولا يؤدّى عنّى إلاّ أنا أو علىّ(٢) . ٣٢١٠ ـ سنن الترمذى عن عمران بن حصين : بعث رسول الله ½ جيشاً ، واستعمل عليهم علىّ بن أبى طالب ، فمضي فى السريّة فأصاب جارية فأنكروا عليه ، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله ½ فقالوا : إذا لقينا رسول الله ½ أخبرناه بما صنع علىّ ، وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدؤوا برسول الله ½ فسلّموا عليه ، ثمّ انصرفوا إلي رحالهم ، فلمّا قدمت السريّة سلّموا علي النبىّ ½ . فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ، أ لم ترَ إلي علىّ بن أبى طالب صنع كذا (١) الأمالى للصدوق : ١٨٨ / ١٩٧ عن عبد الله بن الفضل الهاشمى عن الإمام الصادق عن آبائه
(ع) وص ٨٨ / ٥٩ عن سليمان بن مقبل المدينى عن الإمام الكاظم عن آبائه
(ع) وفيه "أصحابى" بدل "الناس" وص ٧٥٧ / ١٠٢١ عن الحسن بن علىّ بن فضّال عن الإمام الرضا عن آبائه
(ع) وكلّها عنه ½ . ٨٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / المنزلة عند النبىّ / هو منّى وأنا منه
وكذا ، فأعرض عنه رسول الله ½ ، ثمّ قام الثانى فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه ، ثمّ قام الثالث فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه ، ثمّ قام الرابع فقال مثل ما قالوا ، فأقبل رسول الله ½ والغضب يُعرف فى وجهه ، فقال : ما تريدون من علىّ ؟ ما تريدون من علىّ ؟ ما تريدون من علىّ ؟ إنّ عليّاً منّى وأنا منه ، وهو ولىّ كلّ مؤمن بعدى(١) . ٣٢١١ ـ رسول الله ½ : أمّا أنت يا علىّ فَخَتَنى(٢) وأبو ولدى ، وأنا منك وأنت منّى(٣) . ٣٢١٢ ـ الإمام علىّ ¼ : اُهدى إلي النبىّ ½ قِنوُ(٤) مَوز ، فجعل يقشّر الموز ويجعلها فى فمى ، فقال له قائل : يا رسول الله ، إنّك تحبّ عليّاً ؟ ق ال :أ وَما علمت أنّ عليّاً منّى وأنا منه ؟ !(٥) (١) سنن الترمذى : ٥ / ٦٣٢ / ٣٧١٢ ، خصائص أمير المؤمنين للنسائى : ١٦٤ / ٨٩ ، المصنّف لابن أبى شيبة : ٧ / ٥٠٤ / ٥٨ كلاهما نحوه . إرجاعات
٢٦٨ - المجلد الأوّل / القسم الثاني : الإمام عليّ مع النبيّ / الفصل الثاني عشر : عدّة بعثات هامّة / البعث إلى فلس |