الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد الثامن

 

 

٤٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبيّ

"ما عرفك يا علىّ حقّ معرفتك إلاّ الله وأنا" .

ما توفّر عليه هذا الفصل هو كلمات عظيمة ، وقمم سامقة ، ومدائح لا نظير لها صدرت عن رسول الله  ½ بشأن علىّ  ¼ . وفى البدء نري من الضرورى أن نذكر عدداً من النقاط حيال أبعاد شخصيّة الإمام علىّ  ¼ ، والموقع الذى يحظي به هذا الإمام العظيم بنظر النبىّ  ½ وما لَه من مكانة من خلال تعاليم الدين نفسه .

هذه النقاط هى :

١ ـ سعة حديث النبىّ حيال علىّ

تُؤلّف كلمات رسول الله  ½ الوضّاءة الشطرَ الأعظم ممّا ذكرناه فى فصول هذا الكتاب من معالم عن علىّ  ¼ ، وممّا توفّرنا علي بيانه من أبعاد شخصيّة هذا العظيم . علي هذا الضوء راح الكلام النبوى يشعّ فى أرجاء تمام صفحات هذا الكتاب .

 ٥٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي

وما نسجّله هنا ـ باختصار ـ ما هو إلاّ نقاط بارزة ، وتجلّيات مشرقة من كلام النبىّ العظيم ، ممّا لم يأتِ ذكره فى الفصول الاُخر أو لم يرد بتفصيل .

٢ ـ علىٌّ السرّ المكتوم

لشخصيّة أمير المؤمنين أبعاد مجهولة وواسعة ، ومن ثمّ فقد اعترف الكثيرون علي امتداد التاريخ بعجزهم عن الارتقاء إلي مكامن تلك الشخصيّة التى لا نظير لها فى تاريخ الإسلام . بيدَ أنّ هذه الحقيقة تجلّت علي أسمي وجه وأتمّه فى كلام النبىّ  ½ .

قال رسول الله  ½ : "ما عرفك يا علىّ حقّ معرفتك إلاّ الله وأنا" .

لكن ما قدر ما أظهره النبىّ من تلك المعرفة ؟ وكم كان يطيق المجتمع من تلك الحقائق ؟ وكيف تعاملت ـ الاُمّة ـ مع ما أبداه رسول الله  ½ وأظهره ؟!

قال رسول الله  ½ : "لولا أن يقول فيك الغالون من اُمّتى ما قالت النصاري فى عيسي بن مريم ; لقلتُ فيك قولاً لا تمرّ بملأ من الناس إلاّ أخذوا التراب من تحت قدميك يستشفون به" .

أجل ; إنّ الاُمّة لا تطيق سطوع حقيقة شخصيّتك ، ولا تتحمّل ظهور فضائلك ومناقبك كما هى ، وليس للآذان قدرة علي الإصغاء إليها ، ولا للنفوس قابليّة الانغمار بها والارتواء من نميرها .

مع ذلك كلّه ، تبقي أجمل الصيغ عن شخصيّة أمير المؤمنين وأسماها ، وأنطق الأوصاف وأبلغها وأثراها دلالةً فيما جاء ; هى تلك التى نجدها فى كلام النبىّ المصطفي  ½ .

بيد أنّ السؤال : هل يعبّر ما احتوته صفحات الآثار المكتوبة من الكلمات

 ٥١ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي

المحمّديّة حيال الإمام عن جميع ما كان ، أم إنّ كثيراً من تلك الحقائق بقى رهين الصدور خشية الأذي وخوف التبعات ، ثم دُفن مع أهله واندثر مع أصحابه ؟

لسنا نريد فى هذه المقدّمة أن نُزيح الستار عن هذا المشهد من التاريخ الملىء بالغصص ، لكنّنا نؤكّد أنّ ما بقى هو غيض من فيض ، وما وصل إلينا محض اُمثولات من حقائق ما برحت ثاويةً فى صدر التاريخ ، غائرةً فى أحشائه ، ومُجرّد أحاديث قصار من كلام سامق طويل لم يُبَح به .

عجباً والله ! إنّ اُولئك الذين لم يطيقوا أشعّة الشمس ، لم يرضَوا بهذا القليل ولم يتحمّلوه ; إذ سرعان ما أصدروا حكمهم عليه بــ "الوضع" عناداً من عند أنفسهم ، وجنوحاً عن الحقّ ، ومعاداةً للفضيلة ، ثمّ ما لبثوا أن سعَوا بذريعة "الوضع" إلي إبعاد هذا القليل عن ساحة الثقافة ومضمار الفكر ، وحذفه من صفحات أذهان الناس .

أما فى المواضع التى استعصت فيها تلك الفضائل علي التكذيب بما لها من قوّة ومن تلألؤ ساطع ، فقد بادر اُولئك إلي التحريف المعنوى ، وتوسّلوا بتوجيهات غير منطقيّة وبجهود عقيمة ، علّهم ينالوا بها شيئاً من تشعشع أنوار الحقّ ، ويقلّلوا من امتداده .

وفى هذا المضمار نسجّل بأسف : ما أكثر الكتابات التى اُهملت بسبب هذه الهجمات الثقافيّة ، وما أكثر ما ضاع !

٣ ـ كلام النبىّ نافذة لمعرفة علىّ

علىٌّ سرّ الوجود المكتوم ; وهل ثَمَّ سبيل إلي اكتناه هذا السرّ وفتح مغاليقه سوي الاستمداد من أعلم شخصيّة فى الوجود وأدراها بالسرّ ؟ إنّ رسول الله  ½

 ٥٢ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي

لأعرف الوجود بالسرّ ، وهو إلي ذلك مُعلّم الإمام  ¼ ومُربّيه ، وقد كان الإمام  ¼ تلميذه ورفيق دربه وقرينه .

لقد أخذ رسول الله  ½ عليّاً وضمّه إليه صغيراً ، ثمّ تمتم بنداء الوحى فى ثنايا روحه وجوانبها ، فطفقت أعماق وجود علىّ تفوح بشذي عطر التعاليم الإلهيّة وتنضح بنداها .

وهكذا كان علىٌّ ماثلاً أمامه بكلّ وجوده كالمرآة الصافية . وعندما كان النبىّ يتحدّث عنه فإنّما يتحدّث بمثل هذه النظرة ومن خلالها .

ولك أن تتأمّل هذا الوصف العلوى الأخّاذ الناطق ، فى بيان الصلة فيما بينهما (صلوات الله وسلامه عليهما) ; إذ يقول أمير المؤمنين :

"وضعنى فى حجره وأنا ولد ، يضمّنى إلي صدره ، ويكنفنى فى فراشه ، ويمسّنى جسده ، ويشمّنى عَرفه ، وكان يمضغ الشىء ثمّ يلقمنيه ، وما وجد لى كذبةً فى قول ، ولا خطلةً فى فعل ، ولقد قرن الله به  ½ من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ، ومحاسن أخلاق العالم ، ليله ونهاره . ولقد كنت أتّبعه اتّباع الفصيل أثر اُمّه ، يرفع لى فى كلّ يوم من أخلاقه علماً ، ويأمرنى بالاقتداء به . ولقد كان يجاور فى كلّ سنة بحراء فأراه ولا يراه غيرى . ولم يجمع بيت واحد يومئذ فى الإسلام غير رسول الله  ½ وخديجة وأنا ثالثهما . أري نور الوحى والرسالة ، وأشمّ ريح النبوّة .

ولقد سمعت رنّة الشيطان حين نزل الوحى عليه  ½ ، فقلت : يا رسول الله  ½ ما هذه الرنّة ؟ فقال : هذا الشيطان قد أيس من عبادته ، إنّك تسمع ما أسمع ، وتري

 ٥٣ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي

ما أري ، إلاّ أنّك لستَ بنبىٍّ ، ولكنّك لَوزير وإنّك لعلي خير"(١) .

إنّ رسول الله  ¼ موصول بمصدر الوحى ومنبثق الإلهام ، ومن ثَمَّ فما يقوله هو انعكاس لتجلّيات ربّانيّة ، وتجلٍّ لحقائق الوحى ، وهو تبلور لكلام الله سبحانه . فعندما يتحدّث النبىّ عن علىّ فكأنّ الذى يتحدّث عنه هو الله جلّ جلاله ، وهو سبحانه الذى يكشف الستر والأسرار ، ويزيح الحُجب عن الشخصيّة السامقة لإمام الإنسانيّة .

وحيثُ نطلّ علي المشهد من زاوية اُخري ; فإنّ عليّاً هو نظير رسول الله  ½ ، وهو مثيله .

وعلي ضوء الكلام الالهى الساطع : ³ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ  ²  فإنّ عليّاً  ¼ هو نفس رسول الله  ½ له جميع ما للنبىّ الأقدس من مقامات ظاهريّة وباطنيّة ما خلا النبوّة . فعندما يتحدّث رسول الله  ½ عن الإمام أمير المؤمنين ويكشف عن مؤهّلاته وما يحظي به من جدارة ، إنّما يضع فى الحقيقة امتداده الوجودى بين يدى الآخرين ، ويعرض نظيره ويعرّف به من أجل الأهداف السياسيّة والاجتماعيّة العالية للاُمّة الإسلاميّة ، ويقدّم إلي الناس كافّة أفضل وأسمي شخصيّة نشأت فى ظِلال الأنوار الإلهيّة الساطعة .

٤ ـ تصنيفُ كلام النبىّ حيال علىّ

قبل أن نبادر إلي تصنيف كلام النبىّ الأعظم  ½ حيال الإمام علىّ بن أبى طالب ، ونستخلصه من خلال عناوين نأتى بها فى إطار نظرة سريعة وعامّة ، ينبغى أن نعترف أنّ الاستخلاص الدقيق والتصنيف الكامل التامّ لما قاله النبىّ فى


(١) راجع : المكانة عند رسول الله  ½ ، القرابة القريبة .


إرجاعات 
١٩٤ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الثالث : عليّ عن لسان عليّ / المكانة عند رسول الله

 ٥٤ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي

علىّ لهو عمل عظيم وشاقّ ، وهو ـ بلا شك ـ يتطلّب مجالاً أوسع من الفرصة المتاحة لنا فى مقدّمة هذا الفصل . بيد أنّنا مع ذلك نسعي من خلال الإفادة من روايات هذا الفصل وما جاء فى الفصول الاُخر ، أن نشقّ طريقاً صوب المراد والمقصود ; وإن لم يكن بالمستوي اللائق .

بهذا الشأن تبرز أمامنا العناوين التالية :

أ : علىٌّ من حيث الخلق والتكوين

يرتبط جزء من كلام رسول الله  ½ عن الإمام علىّ بجوهره الوجودى وكيفيّة خلقه . فمن وجهة نظر النبىّ يعدّ علىّ ورسول الله صلوات الله وسلامه عليهما شعاع نور واحد ، والاثنان هما تجلٍّ لنور الله سبحانه ; فلحم علىّ هو لحم النبىّ ، ودمُه دمُه ، وروحُه روحُه ، وباطنُه باطنُه . طينتهما واحدة ، وكلاهما من شجرة واحدة ، وسائر الناس من شجر شتّي ومن طِيَن مختلفة .

كثيرةٌ هى الروايات التى تشير إلي هذه الحقيقة الرفيعة فى مصادر الفريقين ، قد جاء بعضها فى أوائل هذا الفصل بعبارات مختلفة مبيّنة لحقيقة واحدة وناصعة .

ب : علىٌّ من حيث الاُسرة

علىٌّ  ¼ هو ابن عمّ النبىّ  ½ وصهره ووالد ريحانتيه . بيدَ أنّ الأسمي من ذلك كلّه أنّ عليّاً هو الشخصيّة السامقة فى أهل البيت التى تحظي بمكانة مرموقة ، وأحد "أصحاب الكساء" و"الخمسة الطيّبين" الذين نزلت بحقّهم آية التطهير وهى تهبهم أرفع فضيلة وأسماها .

مضافاً إلي ذلك ، أنّ النبىّ كان يري أنّ دوام نسله ينحدر من صلب علىّ الطاهر ، وهو  ½ يقول : "إنّ الله عزّ وجلّ جعل ذريّة كلّ نبىّ من صلبه ، وإنّ الله

 ٥٥ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي

تعالي جعل ذريّتى فى صلب علىّ بن أبى طالب" .

وبخلود نسل النبىّ فى ذريّة علىّ سجّل رسول الله  ½ للامام أبى الريحانتين الحسن والحسين وبحكم إلهى ناصع ، أرفع خصوصيّة له وأرقي فضيلة .

ج : علىٌّ من حيث العلم

يُعدّ علىّ بنظر رسول الله  ½ أعلم الاُمّة وأكثرها بصيرة . لقد قدّم النبىّ عليّاً خازناً لعلمه والمؤتمن عليه ، ووارثه وحافظ أسراره ومعدن تمام علمه ، وتحدّث عنه بوصفه الإنسان الذى يحظي من جميع علم البشريّة بتسعة أعشاره .

ثمّ أكّد الحقيقة التى تفيد أنّ الطريق إلي بلوغ اُفق العلم النبوى وساحة المعارف المحمّديّة إنّما يكمن فقط فى سلوك جانب علىّ . فعلىٌّ علي دراية بجميع ما فى الكتب السماويّة وما تحويه من أحكام وتعاليم ; درايته بالقرآن وتعاليمه وأحكامه .

وعلىّ الأعلم بحقائق القرآن ، والأكثر إحاطة من الجميع بدقائقه ، بحيث لم يكن علي وجه الأرض وعلي امتداد الزمان غيره يقول : "سلونى قبل أن تفقدونى" .

وهذا ابن عبّاس تراه قد غضب ممّن قارن علمه بعلم علىٍّ ، وقال فى جوابه : "علمى من علم علىّ ، وعلم أصحاب محمّد كلّهم فى علم علىّ كالقطرة الواحدة فى سبعة أبحر"(١) .

د : علىٌّ من حيث العقيدة

إنّ مَن ترعرع منذ الصغر فى حضن النبىّ  ½ ، واختلطت لحظات حياته


(١) راجع : القسم الحادى عشر .


إرجاعات 
٧ - المجلد العاشر / القسم الحادي عشر : علوم الإمام علي‏ / المدخل

 ٥٦ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي

وتواشجت بلحظات حياة النبىّ ، وسمع نداء الوحى الربّانى ولم يلوّث الكفر له روحاً قطّ حتي للحظة واحدة لخليقٌ به أن يحتلّ عند رسول الله  ½ تلك المكانة العظيمة .

لقد كان علىّ من بين الرجال أوّل من صدع بإيمانه برسول الله  ½ ، وفى الإيمان كان أمير المؤمنين الذروة فى الشهود القلبى ، وهذا النبىّ يقول فى خطاب نفسه الوضّاءة المنوّرة : "إنّك تسمع ما أسمع وتري ما أري" .

وهو  ½ الذى يشهد علي استقامته وثبات إيمانه ورسوخه ، بقوله : "الإيمان مخالطٌ لحمك ودمك كما خالط لحمى ودمى"(١) .

بهذه الشهادات ـ وغيرها ـ وضع النبىّ ذلك المؤمن النقى فى أرفع ذري اليقين .

هـ : علىٌّ من حيث الأخلاق

كان من بين ما أعلنه النبىّ  ½ فى فلسفة بعثته وهدف رسالته ، هو إتمام "مكارم الأخلاق" . من هذا المنطلق سعي رسول الله  ½ إلي عرض مشروع جديد ، وتربية إنسان آخر ، وأن يصنع من المؤمنين بمبدئه ومنهجه مُثُلاً عمليّة للنهج الإنسانى ، وقُدوات رفيعة لمكارم الأخلاق .

عند هذه النقطة يبرز حكم النبىّ حيال علىّ سامقاً موحياً وهو يعدّه الأحسن أخلاقاً ، والقمّة فى التحمّل والصبر والاستقامة والتواضع والزهد وسائر مكارم الأخلاق . ومع ذلك كلّه كان الإمام أمير المؤمنين  ¼ الأصلب فى إجراء حكم الحقّ ، ثابتاً لا يتزعزع فى العلم بالأحكام الإلهيّة ، صلباً لا تلين له قناة فى تنفيذ العدل والعدالة ، حتي قيل فيه : إنّه "كلمة العدل" والتجسيد الواقعى للعدل


(١) راجع : القسم العاشر / الخصائص العقائدية / الإيمان مخالط لحمه ودمه .


إرجاعات 
١٣٠ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ / الفصل الأوّل : الخصائص العقائديّة / الإيمان مخالط لحمه ودمه

 ٥٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي

والإنصاف .

و: علىٌّ فى مضمار العمل

كثيرهم أصحاب الادّعاءات ، وليسوا قلّة اُولئك الذين يتحدّثون عن الحقّ ويرفعون شعاره ، لكن إذا ما أزفت ساعة العمل ، وراحت عمليّة إحقاق الحقّ تحتاج إلي الجهد والمثابرة ، وتتطلّب التضحية والثبات ، صار أهل الحقّ قلّة وكَثُر الفارّون ! أمّا علىّ فهو فى مضمار العمل اُمثولة لا نظير لها أيضاً ، ذلك أنّ اقترانه بالحقّ واتّباعه له ، وثباته إلي جوار القرآن ، أمليا أن يسجّل له رسول الله  ½ غير مرّة معيّته مع القرآن ، ومعيّته مع الحقّ وعدم انفصاله عنهما .

فهو أوّل إنسان يقيم الصلاة مع رسول الله  ½ ، وكان له حضوره الأوفر فى سوح القتال وميادين الجهاد أكثر من أىّ شخص آخر ، ولم يُدبر عن عدوٍّ قطّ ، حتي حَمل علي صدره وسام : "لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتي إلاّ علىّ" . ثمّ عدّ النبىّ ضربته يوم الخندق أفضل من أعمال الاُمّة وعبادة الثقلين ـ جميعاً ـ إلي يوم القيامة .

ولك أن تري فى صفحات هذه المجموعة بعض التجلّيات الوضّاءة للثبات العلوى .

ز : علىٌّ من حيث السياسة

من خلال التأمّل بما جاء عن النبىّ حيال علىّ ، بإلقاء الأضواء علي الكيفيّة التى صدر بها ذلك ، ثُمّ بتفحّص الأجواء التى انطلقت فيها تلك الحقائق ، والأرضيّة التى تحرّكت عليها الخطابات النبويّة فيما أعلنت من مناقب ومكرمات علويّة ; لا يبقي ثَمَّ شكّ بأنّ رسول الله  ½ كان بصدد بيان الموقع الرفيع

 ٥٨ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي

لقيادة المستقبل، وتحديد المسار إلي أفضل إنسان يتسنّم هذا الموقع، والمصداق الإلهى الوحيد لهذا العنوان .

علي هذا الضوء خطّ رسول الله ـ للاُمّة والرسالة ـ قيادة الغد وسياسة المستقبل ، بحيث راح يكتب جميع ما قاله علي هذا الصعيد وجهاً آخر عبر هذه الرؤية . بيدَ أنّ ما يعنينا التركيز عليه فى هذا المجال ، هى تلك العناوين والأحاديث التى تمسّ هذه الحقيقة عن كثب وتتّصل بها علي نحو أوثق .

لقد سجّل رسول الله  ½ للإمام علىّ موقع الأب فى بيان طبيعة صلته بالاُمّة ، وهو يقول : "حقّ علىّ بن أبى طالب علي هذه الاُمّة كحقّ الوالد علي ولده" .

وها هو ذا النبىّ الأكرم يطلق علي علىّ لقب "سيّد العرب" و"سيّد المسلمين" و"سيّد الدنيا والآخرة" ، حيث تكتسب هذه الألقاب إيحاءات خاصّة بلحاظ ما لـ "السيادة" من معني .

كما كان من بين ما نَحلَه به من ألقاب اُخر تبعث علي الفخر وصْفه له بـ "حجّة الله" و"صاحب السرّ" و"الوزير" و"الوصىّ" و"الخليفة" . أمّا تعبيره عنه بأنّ حزبه حزب الله ، و"علىّ منّى وأنا منه" فيحمل دلالات مكثّفة علي ما نحن فيه ومعانى خاصّة تدلّ عليه ، بالأخصّ قوله : "علىّ منّى وأنا منه" و"لحمه لحمى ودمه دمى" بلحاظ ما تحمله هذه الألفاظ من مدلولات فى إطار وثقافة ذلك العصر .

ثمّ يجىء قول النبىّ : "علىّ مع الحقّ والحقّ مع علىّ"(١) و"علىّ مع القرآن والقرآن معه"(٢) ليدلّل بوضوح علي أنّ إطاعة علىّ إطاعة لله وللرسول ، واتّباع


(١) راجع : القسم الثالث / أحاديث العصمة / علىّ مع الحقّ .
(٢) راجع : القسم الثالث / أحاديث العصمة / علىّ مع القرآن .


إرجاعات 
٢٣٧ - المجلد الثاني / القسم الثالث : جهود النبيّ لقيادة الإمام عليّ / الفصل التاسع : أحاديث العصمة / عليّ مع الحقّ
٢٣٥ - المجلد الثاني / القسم الثالث : جهود النبيّ لقيادة الإمام عليّ / الفصل التاسع : أحاديث العصمة

 ٥٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي

للحقّ والقرآن ، وأنّ عليّاً "محور" فى القيادة والسياسة ، وهو "سفينة النجاة" إذا ارتطمت ـ بالاُمّة ـ الأمواج ، وأحاطت بها الحركات العاتية ، حيث يقول  ½ : "مثل علىّ فى هذه الاُمّة كمثل الكعبة" . وقوله  ½ : "يا علىّ مثلك فى اُمّتى كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق" .

لقد تواترت الأحاديث النبويّة التى تؤكّد علي لزوم حبّ علىّ ، وتعدّ حبّه "حبّ الله" و"حبّ رسول الله" ، وتنظر إلي حبّ أمير المؤمنين كـ "فريضة" و"عبادة" ، بل تخطّت مدلولات الحديث النبوى ذلك كلّه ، وهى تسجّل أنّ حبّ علىٍّ هو من دين الله بالصميم ; تداخل مع أصله وامتزج بأساسه ، حيث قال  ½ : "لا يحبّه إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق ، وحبّه إيمان وبغضه كفر"(١) .

وقال : "من أحبّ عليّاً فقد اهتدي"(٢) .

وفى المقابل ارتبط بغض علىّ بالكفر ، حيث عدّ النبىّ مبغضيه منافقى الاُمّة ، وعدّ أعداءه ومناوئيه أعداءً لله وللرسول .

لقد جاء ذلك كلّه من أجل فتح جبهة مترامية الأطراف تمتدّ بامتداد التاريخ نفسه ، لتجعل من علىّ بؤرةً يرتبط بها أهل الحقّ بحزام وثيق وتدع مواضع المناوئين لعلىّ ومخالفيه تتواصل مع خنادق الظلمة وأهل الباطل ; لتشقّ الطريق فى نهاية المآل إلي حركة سياسيّة مستقبليّة قويمة ، من أجل سياسة الغد ومرحلة ما بعد النبىّ الأكرم  ½ .

لقد بلغ رسول الله  ½ بهذا الجهد المستقبلى الصادح بالحقّ ، ذروته فى واقعة


(١) راجع : القسم الرابع عشر : خصائص محبّيه / الأيمان .
(٢) راجع : القسم الرابع عشر : بركات حبّه / الاهتداء .


إرجاعات 
٢١٦ - المجلد الحادي عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام عليّ / الفصل الثالث : خصائص محبّيه / الإيمان
١٩٧ - المجلد الحادي عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام عليّ / الفصل الثاني : بركات حبّه

 ٦٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي

"غدير خم" ، عندما أعلي عليّاً أمام الاُلوف وعلي رؤوس الأشهاد قائداً للمستقبل ، بصراحة ومن دون لبس ، فى مشهد أخّاذ لا تمحوه الذاكرة ، ممّا ستأتى تفاصيله فى صفحات هذه المجموعة .

إنّ العناوين والأوصاف التى اختارها رسول الله  ½ لعلىّ جاءت بأجمعها هادفةً موحيةً . فما جاء علي لسان النبىّ فى صفة علىّ من أنّه "حبل الله المتين" ، "عمود الدين" ، "يعسوب المؤمنين" ، "راية الهدي" ، "مدينة الهدي" ، "الصدّيق الأكبر" ، "الفاروق الأعظم" و"ولىّ كلّ مؤمن بعدى" يكفى كلّ واحد منها ليخطّ للإمام الموقع الأفضل والمكانة الأسمي .

أمّا ما جاء عن النبىّ من مضامين مفادها : أفلح من اتّبعك ، وضلّ عن السبيل من حادَ عنك ، وليس من سبيل للمؤمنين إلي معرفتى أقوم منك ، ولولاك ما عرفنى مؤمن ، ففيه دلالة علي أنّ رسول الله  ½ كان يفكّر من خلال هذه المقولات بأهمّ ما يشغله ، متمثّلا بهداية الاُمّة واستقامتها علي طريق الحقّ ; يترسّم لذلك العلاج ويحدّد لها الطريق ، لكى تهتدى الاُمّة بذلك ، وتعثر علي سبيل الجنّة وتنأي عن النار المحرقة .

لقد أخذت مهمّة إبراز هذه الحقائق وإشاعة هذه التعاليم المنقذة علي النبىّ حياته كلّها ، بحيث لم يغفل رسول الله  ½ لحظة واحدة عن هذه الرؤية المستقبليّة ، والتطلّع إلي ما وراء الحاضر ، والتوجيه من أجل غد مطمئنّ وضّاح .

إنّ هذه الموسوعة هى برمّتها دليل ناصع علي هذه الحقيقة ، وأنّ أوضح قسم يدلّ عليها هو القسم الثالث منها .

ح : علىٌّ من حيث المقامات المعنويّة

ينظرُ علىٌّ إلي ما وراء هذه الدنيا كنظرته إلي هذه الدنيا ، وإنّ الحقائق العلويّة وعالم الملكوت واضح لديه وضوح ما بين يديه ; والأمر بعد ذلك كما يقول : "لو

 ٦١ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي

كشف الغطاء ما ازددت يقيناً"(١) .

إنّ التأمّل فى تمام الأبعاد الشامخة المتطاولة لهذه الشخصيّة يكشف عن رُقىّ مركزها المعنوى ، والموقع الذى يحظي به الإمام علي قمم المعنويّة وذُراها . ومع ذلك كلّه ، لو لم تكن إلاّ هذه الكلمات المنيفة لرسول الله  ½ فى إضاءة هذا الجانب من شخصيّة علىّ لكفاه كى يتبؤّأ أرقي مواقع هذا الخطّ ، ويحلّق فى أقصي ذُري المعنويّة ، حيث يقول فيه النبىّ : "علىٌّ خير البشر" وقوله : "خير من أترك بعدى" .

تدلّ هذه الكلمات النبويّة السامقة علي أنّ عليّاً هو الأفضل بعد رسول الله  ½ وهو الأكمل ، وهو الشخصيّة التى لا يرقي إليها نظير . وهذه الفضيلة فى الحقيقة هى اُمّ فضائل الإمام ، وهى رأسها جميعاً .

علىٌّ زوج الزهراء البتول ، ولو لم يكن كذلك لما كان لها كفؤ ، وهذه آية التطهير تشهد لعلىّ بالطهارة والفلاح . لكنّ لعلىّ فوق ذلك فضيلة تسموا علي الطهارة والعصمة ، التى راح يفخر بها ملائكة الله المقرّبون وكرامه الكاتبون ، واستوجبت رضا الله المطلق ، ورضا رسوله وأمين الوحى الإلهى عنه ; تلك هى سلوكه إلي الله ، ومراحل تقرّبه إليه ، وبلوغه المقصد الأعلي للإنسانيّة ، والحظّ الأوفي من الكمال ، حتي كان من ذلك فى الذروة القصوي ، بحيث عُدّ ذكره والنظر إليه عبادة لله المتعال .

ط : المنزلة الاُخرويّة

حينما بُعث رسول الله  ½ ، واُبلغ الأمر بالرسالة ، واُرسل الي هداية الاُمّة


(١) راجع : القسم العاشر / الخصائص العقائديّة / أفضل الاُمّة يقيناً .


إرجاعات 
١٢٤ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ / الفصل الأوّل : الخصائص العقائديّة / أفضل الاُمّة يقيناً

 ٦٢ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي

والناس كافّة ، كانت أوّل يد شدّت علي يديه الشريفتين هى يد علىّ ، وعلي هذا يمضى الأمر يوم القيامة ، إذ تكون أوّل يد تصافح يد النبىّ ، وأوّل كفّ توضع بكفّ رسول الله  ½ هى كفّ علىّ .

وكفّ علىّ هذه هى التى تحمل "لواء الحمد" راية رسول الله  ½ فى عرصات القيامة .

وعلىٌّ أوّل وارد علي "الكوثر" ، وهو خليفة النبىّ عليه .

وفى الآخرة يتألّق اسم علىّ بلقب "سيّد الشهداء" و"أبى الشهداء" . ولن يمضى علي "الصراط" أحد ولن يجوز عليه إنسان إلاّ بإمضاء علىّ ، ولا غرو فهو "قسيم الجنّة والنار" .

علىٌّ فى القيامة رفيق النبىّ وصاحبه ، وقرينه ، له فى عرصاتها منزلة عظيمة ، بحيث يضىء وسط الجميع كالشمس المشرقة .

ى : مظلوميّة علىّ

لماذا كلّ هذا التركيز علي شخصيّة علىّ ؟ ولماذا هذا التمجيد والتبجيل ؟ علىّ كبير ، وشأنه أعظم من أن يرقي إلي ذراه الطير(١) ; فإذن ينبغى لهذه الشخصيّة أن تعرّف ، بَيدَ أنّ السؤال لا يزال : لماذا كلّ هذا التأكيد علي لزوم حبّ علىّ وموالاته ؟ ولماذا هذا التحذير من مناواته ومخالفته وانتهاك حرمته ؟ عجباً لهذا الحديث الملىء بالشجون !

لكأنّ رسول الله  ½ يتشوّف ذلك كلّه ويتطلّع إليه عبر مرآة الزمان ; ينظر


(١) إشارة لقول أمير المؤمنين  ¼ : "و لا يرقي إلىّ الطير" .

 ٦٣ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / موقع الإمام من الحديث النبوي

ضروب المظالم والإحن والأضغان ، يري غربة علىّ ووحدته وما ينزل به من الظلم الفظيع . أجل ، لكأنّ رسول الله ينظر إلي ذلك كلّه ، وهو يخاطب أمير المؤمنين بقوله : "إنّ الاُمّة ستغدر بك من بعدى"(١) .

هذا النبىّ يحتضن عليّاً وتنهمر عيونه بالدموع ، وهو يذكر عليّاً وما ينزل به من ظلم فى الغد ; وهذا أمير المؤمنين يصف لنا المشهد وَوَجْد النبىّ ، بقوله :

"اعتنقنى النبىّ  ½ ثمّ أجهش باكياً ، قلت : ما يبكيكَ ؟ قال : ضغائن قوم لا يبدونها لك إلاّ من بعدى"(٢) .

يا للعجب !! رسول الله  ½ ينتخب عليّاً لمؤاخاته من بين الجميع ، ويأتيه أمر السماء بغلق الأبواب المشرعة علي المسجد كلّها إلاّ باب علىّ . يصرّح بمنزلة علىّ مرّات ومرّات ، ويمتدحه علي مرأي من الاُمّة ومسمع ، ويشيد بمكانته ، ويذكر بوضوح أنّ من آذي عليّاً فقد آذاه ، ومن سبّ عليّاً فقد سبّ الله ورسوله . لكنّه يعود ليسجّل بقلب مصدوع ملىء بالألم مظلوميّةَ الإمام ، وما يؤول إليه من الانغمار بدم الجراح ، فيقول مخاطباً إيّاه مواسياً : "بأبى الوحيد الشهيد"(٣) .

كما يقول  ½ : "إنّك مقتول وهذه مخضوبة من هذه"(٤) .

وهكذا لا يرتقى إلي علىٍّ نظير فى الأبعاد الإنسانيّة كلّها ، كما من العجب أن لا يرتقى إلي مظلوميّته أحدٌ أيضاً !

علي ضوء النقاط التى مرّت ، نقدّم فيما يلى شطراً من كلمات النبىّ حيال علىّ :


(١)
(٢) (١ و) راجع : القسم العاشر / الخصائص السياسيّة والاجتماعيّة / المظلوميّة بعد النبىّ .
(٣)
(٤) (٣ ـ ) راجع : القسم الثامن / إخبار النبىّ باستشهاده .


إرجاعات 
٤٠٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ / الفصل الرابع : الخصائص السياسيّة والاجتماعيّة / المظلوميّة بعد النبيّ
١٩٥ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام عليّ / الفصل الأوّل : إخبار النبيّ باستشهاده

 ٦٤ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / الخِلْقَة

٢ / ١

الخِلْقَة

٢ / ١ ـ ١

أنا وعلىّ من نور واحد

٣١٥٩ ـ رسول الله  ½ : خُلقت أنا وعلىّ من نور واحد(١) .

٣١٦٠ ـ عنه  ½ ـ لعلىّ  ¼ ـ : خُلقت أنا وأنت من نور الله تعالي(٢) .

٣١٦١ ـ عنه  ½ : أنا وعلىّ من نور واحد ، وأنا وإيّاه شىء واحد ، وإنّه منّى وأنا منه ، لحمه لحمى ، ودمه دمى ، يريبنى(٣) ما أرابه ، ويريبه ما أرابنى(٤) .

٣١٦٢ ـ عنه  ½ : خُلقت أنا وعلىّ بن أبى طالب من نور واحد ، نسبّح الله يمنة العرش قبل أن يُخلق آدم بألفى عام(٥) .

٣١٦٣ ـ عنه  ½ : كنت أنا وعلىّ نوراً بين يدى الله عزّ وجلّ قبل أن يخلق آدم


(١) الخصال : ٣١ / ١٠٨ ، الأمالى للصدوق : ٣٠٧ / ٣٥١ كلاهما عن عبد الله الرازى ، عيون أخبار الرضا : ٢ / ٥٨ / ٢١٩ عن الحسن بن عبد الله الرازى وكلّها عن الإمام الرضا عن آبائه عن الإمام علىّ (ع) ، الفضائل لابن شاذان : ٨٢ وص ١٠٨ عن سلمان والمقداد وعمّار وأبى ذرّ وحذيفة بن اليمان وأبى الهيثم بن التيّهان وخزيمة بن ثابت وعامر بن واثلة ، شرح الأخبار : ١ / ٢٢٠ / ٢٠٠ ; الفردوس : ٢ / ١٩١ / ٢٩٥٢ كلاهما عن سلمان ، تذكرة الخواصّ : ٤٦ .
(٢) فرائد السمطين : ١ / ٤٠ / ٤ عن ابن عبّاس .
(٣) قال ابن منظور : فى حديث فاطمة : "يُريبنى ما يُريبها" ; أى يسوؤنى ما يسوؤها ، ويُزعجنى ما يُزعجها (لسان العرب : ١ / ٤٤٢) .
(٤) عوالى اللآلى : ٤ / ١٢٤ / ٢١١ .
(٥) علل الشرائع : ١٣٤ / ١ ، معانى الأخبار : ٥٦ / ٤ ، بشارة المصطفي : ٢٣٥ كلّها عن أبى ذرّ ، روضة الواعظين : ١٤٤ ، المناقب لابن شهر آشوب : ١ / ٢٧ .

 ٦٥ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / الخِلْقَة / أنا وعلىّ من نور واحد

بأربعة عشر ألف عام ، فلمّا خلق الله آدم قسّم ذلك النور جزأين ; فجزء أنا ، وجزء علىّ  ¼ (١) .

٣١٦٤ ـ عنه  ½ : كنتُ أنا وعلىٌّ نوراً بين يدى الله عزّ وجلّ ، يسبّح الله ذلك النور ويقدّسه قبل أن يخلق الله آدم بألف عام ، فلمّا خلق الله آدم ركّب ذلك النور فى صُلْبِه ، فلم يزل فى شىء واحد حتي افترقنا فى صُلب عبد المطّلب ، ففىَّ النبوّة ، وفى علىّ الخلافة(٢) .

٣١٦٥ ـ عنه  ½ : إنّ الله عزّ وجلّ أنزل قطعة من نور فأسكنها فى صُلب آدم ، فساقها حتي قسّمها جزأين ، جزءاً فى صُلب عبد الله ، وجزءاً فى صُلب أبى طالب ، فأخرجنى نبيّاً ، وأخرج عليّاً وصيّاً(٣) .

٣١٦٦ ـ الإمام علىّ  ¼ : قال لى النبىّ  ½ : يا علىّ ، خلقنى الله تعالي وأنت من نور الله حين خلق آدم ، وأفرغ ذلك النور فى صلبه ، فأفضي به إلي عبد المطّلب ، ثمّ افترقا من عبد المطّلب ; أنا فى عبد الله وأنت فى أبى طالب ، لا تصلح النبوّة إلاّ


(١) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٦٢ / ١١٣٠ ، تذكرة الخواصّ : ٤٦ وفيه "بأربعة آلاف عام" بدل "بأربعة عشر ألف عام" ; مختصر بصائر الدرجات : ١١٦ ، الخرائج والجرائح : ٢ / ٨٣٨ / ٥٣ ، المسترشد : ٦٢٩ / ٢٩٥ كلّها عن سلمان والثلاثة الأخيرة نحوه ، اليقين : ٤٢٥ / ١٥٨ عن ابن عبّاس وزاد فيه "مطيعين" بعد "يدى الله" .
(٢) المناقب لابن المغازلى : ٨٨ / ١٣٠ عن سلمان وح ١٣١ عن أبى ذرّ وفيه "عن يمين العرش" بدل "بين يدى الله" ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٦٧ / ٨٤١٥ ، المناقب للخوارزمى : ١٤٥ / ١٦٩ وزاد فيه "مطبقاً" بعد "يدى الله" وفى الثلاثة الأخيرة "بأربعة عشر ألف عام" ، الفردوس : ٣ / ٢٨٣ / ٤٨٥١ وزاد فيه "معلّقاً" بعد "بين يدى الله" وفيها إلي "عبد المطّلب" وج ٢ / ١٩١ / ٢٩٥٢ وفيهما "بأربعة آلاف عام" بدل "بألف عام" ; شرح الأخبار : ١ / ٢٢٠ / ٢٠٠ وليس فيه "ففىَّ النبوّة . . ." وكلّها عن سلمان نحوه وراجع علل الشرائع : ١٣٤ / ١ .
(٣) المناقب لابن المغازلى : ٨٩ / ١٣٢ ، العمدة : ٩٠ / ١٠٩ كلاهما عن جابر بن عبد الله .

 ٦٦ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / الخِلْقَة / أنا وعلىّ من نور واحد

لى ، ولا تصلح الوصيّة إلاّ لك ، فمن جحد وصيّتك جحد نبوّتى ، ومن جحد نبوّتى أكبّه الله علي منخريه فى النار(١) .

٣١٦٧ ـ رسول الله  ½ : كنت أنا وعلىّ نوراً بين يدى الله جلّ جلاله قبل أن يخلق آدم بأربعة آلاف عام ، فلمّا خلق الله تعالي آدم سلك ذلك النور فى صلبه ، فلم يزل الله عزّ وجلّ ينقله من صلب إلي صلب حتي أقرّه فى صلب عبد المطّلب ، ثمّ أخرجه من صلب عبد المطّلب فقسّمه قسمين ; فصُيّر قسم فى صلب عبد الله ، وقسم فى صلب أبى طالب ، فعلىّ منّى ، وأنا من علىّ ، لحمه من لحمى ، ودمه من دمى ، فمن أحبّنى(٢) فبحبّى أحبّه ، ومن أبغضه فببغضى أبغضه(٣) .

٣١٦٨ ـ عنه  ½ : كنت أنا وعلىّ نوراً فى جبهة آدم  ¼ ، فانتقلنا من الأصلاب الطاهرة إلي الأرحام المطهّرة الزاكية حتي صرنا فى صلب عبد المطّلب ، فانقسم النور قسمين ، فصار قسم فى عبد الله وقسم فى أبى طالب ، فخرجت من عبد الله ، وخرج علىّ من أبى طالب ، وهو قول الله جلّ وعزّ : ³ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا  ²  (٤) (٥) .

٣١٦٩ ـ الإمام علىّ  ¼ : دخلت علي النبىّ  ½ وهو فى بعض حجراته ، فاستأذنت


(١) الأمالى للطوسى : ٢٩٥ / ٥٧٧ ، بشارة المصطفي : ١٨٥ كلاهما عن عيسي بن أحمد عن الإمام الهادى عن آبائه (ع) ، إرشاد القلوب : ٢٥٨ .
(٢) كذا ، وفى جميع المصادر : "فمن أحبّه" .
(٣) الخصال : ٦٤٠ / ١٦ عن محمّد بن عبد الله عن أبيه عن آبائه ; المناقب للخوارزمى : ١٤٥ / ١٧٠ ، مقتل الحسين للخوارزمى : ١ / ٥٠ ، فرائد السمطين : ١ / ٤٣ / ٧ كلّها عن زياد بن المنذر عن الإمام الباقر عن آبائه : عنه  ½ وفيها "بأربعة عشر ألف" بدل "بأربعة آلاف عام" .
(٤) الفرقان : ٥٤ .
(٥) إثبات الوصيّة : ١٤١ وراجع روضة الواعظين : ٨٨ .

 ٦٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / الخِلْقَة / أنا وعلىّ من شجرة واحدة

عليه فأذن لى ، فلمّا دخلت قال لى : . . . يا علىّ ، الثابت عليك كالمقيم معى ، ومفارقك مفارقى . يا علىّ ، كذب من زعم أنّه يحبّنى ويبغضك ; لأنّ الله تعالي خلقنى وإيّاك من نور واحد(١) .

٢ / ١ ـ ٢

أنا وعلىّ من شجرة واحدة

٣١٧٠ ـ رسول الله  ½ : الناس من شجر شتّي ، وأنا وعلىّ من شجرة واحدة(٢) .

٣١٧١ ـ عنه  ½ : أنا وعلىّ من شجرة واحدة ، والناس من أشجار شتّي(٣) .

٣١٧٢ ـ المستدرك علي الصحيحين عن جابر بن عبد الله : سمعت رسول  ½ يقول لعلىّ : يا علىّ ، الناس من شجر شتّي ، وأنا وأنت من شجرة واحدة ، ثمّ قرأ رسول الله  ½ : ³ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ  ²  (٤) (٥) .

٣١٧٣ ـ رسول الله  ½ : خُلق الناس من أشجار شتّي ، وخُلقت أنا وعلىّ من شجرة واحدة ; فأنا أصلها ، وعلىّ فرعها ، فطوبي لمن استمسك بأصلها ، وأكل من


(١) كنز الفوائد : ٢ / ٥٦ ، مائة منقبة : ٨٤ / ٣٣ كلاهما عن زيد بن علىّ عن أبيه عن جدّه (ع) .
(٢) المعجم الأوسط : ٤ / ٢٦٣ / ٤١٥٠ ، موضح أوهام الجمع والتفريق : ١ / ٤١ ، فرائد السمطين : ١ / ٥٢ / ١٧ كلّها عن جابر ، الفردوس : ٤ / ٣٠٣ / ٦٨٨٨ عن ابن عمر .
(٣) المناقب لابن المغازلى : ٤٠٠ / ٤٥٣ ، الفردوس : ١ / ٤٤ / ١٠٩ كلاهما عن ابن عبّاس ، المناقب للخوارزمى : ١٤٣ / ١٦٥ عن جابر .
(٤) الرعد : ٤ .
(٥) المستدرك علي الصحيحين : ٢ / ٢٦٣ / ٢٩٤٩ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٦٤ ، شواهد التنزيل : ١ / ٣٧٥ / ٣٩٥ ; مجمع البيان : ٦ / ٤٢٤ ، كشف الغمّة : ١ / ٣١٦ ، المناقب للكوفى : ١ / ٤٧٦ / ٣٨١ عن عبد الله بن محمّد بن عقيل وفيه صدره .

 ٦٨ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / الخِلْقَة / أنا وعلىّ من شجرة واحدة

فرعها(١) .

٣١٧٤ ـ كنز الفوائد عن ابن عبّاس : رأيت أبا ذرّ الغفارى متعلّقاً بحلقة ببيت الله الحرام ، وهو يقول : . . . إنّى رأيت رسول الله  ½ فى العام الماضى وهو آخذ بهذه الحلقة ، وهو يقول :

أيّها الناس ! لو صمتم حتي تكونوا كالأوتاد ، وصلّيتم حتي تكونوا كالحنايا(٢) ، ودعوتم حتي تقطّعوا إرْباً إرْباً ، ثمّ بغضتم علىّ بن أبى طالب ، أكبّكم الله فى النار . قم يا أبا الحسن ، فضع خمسك فى خمسى ـ يعنى كفّك فى كفّى ـ فإنّ الله اختارنى وإيّاك من شجرة ; أنا أصلها ، وأنت فرعها ، فمن قطع فرعها أكبّه الله علي وجهه فى النار(٣) .

٣١٧٥ ـ تاريخ دمشق عن جابر بن عبد الله : كان رسول  ½ بعرفات وعلىّ تجاهه ، فأومأ إلىّ وإلي علىّ فأتينا النبىّ  ½ وهو يقول : ادنُ يا علىّ ، فدنا منه علىّ ، فقال : ضع خمسك فى خمسى ـ يعنى كفّك فى كفّى ـ يا علىّ ، خُلقت أنا وأنت من شجرة ; أنا أصلها ، وأنت فرعها ، والحسن والحسين أغصانها ، فمن تعلّق بغصن منها دخل الجنّة(٤) .


(١) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٦٥ / ٨٤١١ ، شواهد التنزيل : ١ / ٣٧٧ / ٣٩٦ كلاهما عن أبى سعيد الخدرى ; الأمالى للطوسى : ٦١٠ / ١٢٦١ عن بكر ابن الملك الأعتق البصرى عن الإمام زين العابدين عن آبائه (ع) عنه  ½ نحوه .
(٢) الحنايا : جمع حَنِيّة أو حَنِىّ وهما القوس (النهاية : ١ / ٤٥٤) .
(٣) كنز الفوائد : ٢ / ١٨٠ عن أبى ذرّ ، بحار الأنوار : ٣٢ / ٣١٠ / ٢٧٥ .
(٤) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٦٦ / ٨٤١٣ وص ٦٤ نحوه ، كفاية الطالب : ٣١٨ ، المناقب لابن المغازلى : ٢٩٧ / ٣٤٠ وص ٩٠ / ١٣٣ ، الفردوس : ٥ / ٣٣١ / ٨٣٤٥ ، مقتل الحسين للخوارزمى : ١ / ١٠٨ ، شواهد التنزيل : ١ / ٣٧٩ / ٣٩٧ ; الأمالى للطوسى : ٦١١ / ١٢٦٣ والخمسة الأخيرة نحوه .

 ٦٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / الخِلْقَة / أنا وعلىّ من شجرة واحدة

٣١٧٦ ـ تاريخ دمشق عن أبى اُمامة الباهلى : قال رسول الله  ½ : خُلق الأنبياء من أشجار شتّي ، وخلقنى وعليّاً من شجرة واحدة ; فأنا أصلها ، وعلىّ فرعها ، وفاطمة لقاحها ، والحسن والحسين ثمرها ، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا ، ومن زاغ هوي .

ولو أنّ عبداً عَبَد الله بين الصفا والمروة ألف عام ، ثمّ ألف عام ، ثمّ ألف عام ، ثمّ لم يدرك محبّتنا إلاّ أكبّه الله علي منخريه فى النار ، ثمّ تلا : ³ قُل لاَّ أَسْئـَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ  ²  (١) (٢) .

٣١٧٧ ـ رسول الله  ½ : خُلقتَ يا علىّ من شجرة خُلقتُ منها ، أنا أصلها ، وأنت فرعها ، والحسين والحسن أغصانها ، ومحبّونا ورقها ، فمن تعلّق بشىء منها أدخله الله عزّ وجلّ الجنّة(٣) .

٣١٧٨ ـ عنه  ½ : الناس من أشجار شتّي ، وأنا وعلىّ من شجرة واحدة ; أنا أصلها ، وعلىّ فرعها ، والحسن والحسين أثمارها ، وفى قلبِ كلّ مؤمن غصن من أغصانها(٤) .

٣١٧٩ ـ عنه  ½ : خُلقت أنا وهارون بن عمران ويحيي بن زكريّا وعلىّ بن


(١) الشوري : ٢٣ .
(٢) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٦٥ / ٨٤١٢ وص ٦٦ ، شواهد التنزيل : ١ / ٥٥٤ / ٥٨٨ ، كفاية الطالب : ٣١٧ ; مجمع البيان : ٩ / ٤٣ وزاد فيه "حتي يصير كالشنّ البالى" بعد "ثمّ ألف عام" وكلّها نحوه .
(٣) عيون أخبار الرضا : ٢ / ٦٠ / ٢٣٣ عن الحسن بن عبد الله الرازى وص ٧٣ / ٣٤٠ نحوه عن دارم بن قبيصة وكلاهما عن الإمام الرضا عن آبائه (ع) وراجع بشارة المصطفي : ٤١ والفضائل لابن شاذان : ١١٣ .
(٤) المناقب للكوفى : ١ / ٤٦٠ / ٣٦٢ وج ٢ / ٢٣٠ / ٦٩٤ كلاهما عن عباد بن صهيب عن الإمام الصادق عن أبيه    ¤ .

 ٧٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / الخِلْقَة / لحمه لحمى ودمه دمي

أبى طالب من طينة واحدة(١) .

راجع : علىّ عن لسان علىّ / المكانة عند رسول الله / كالضوء من الضوء.

٢ / ١ ـ ٣

لحمه لحمى ودمه دمى

٣١٨٠ ـ رسول الله  ½ : هذا علىّ بن أبى طالب ، لحمه لحمى ، ودمه دمى ، هو منّى بمنزلة هارون من موسي ، إلاّ أنّه لا نبىّ بعدى(٢) .

٣١٨١ ـ عنه  ½ : هذا علىّ سِيْط(٣) لحمه بلحمى ، ودمه بدمى ، وهو منّى بمنزلة هارون من موسي ، إلاّ أنّه لا نبىّ بعدى(٤) .

٣١٨٢ ـ عنه  ½ : علىّ منّى ، وأنا من علىّ ، لحمه من لحمى ، ودمه من دمى(٥) .

٣١٨٣ ـ عنه  ½ ـ فى علىّ  ¼ ـ : لحمه من لحمى ، ودمه من دمى ، وهو عيبة(٦)


(١) تاريخ بغداد : ٦ / ٥٩ / ٣٠٨٨ ، كفاية الطالب : ٣١٩ كلاهما عن موسي بن إبراهيم المروزى عن الإمام الكاظم عن أبيه عن جدّه (ع) ، تذكرة الخواصّ : ٤٦ .
(٢) المعجم الكبير : ١٢ / ١٥ / ١٢٣٤١ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٢ / ٨٣٧٢ وفيه "إنّ" بدل "هذا" ، المناقب للخوارزمى : ١٤٢ / ١٦٣ ، كفاية الطالب : ١٦٨ ; علل الشرائع : ٦٦ / ٣ وفى الأربعة الأخيرة "لحمه من لحمى ودمه من دمى" ، بشارة المصطفي : ١٦٧ وفيه "دمه من دمى" وكلّها عن ابن عبّاس .
(٣) ساط الشىء : خلطه (لسان العرب : ٧ / ٣٢٥) .
(٤) المحاسن والمساوئ : ٤٤ ; شرح الأخبار : ٢ / ٢٠١ / ٥٣١ ، المناقب للكوفى : ١ / ٣٥٥ / ٢٨١ وفيه "نيط" بدل "سيط" وكلّها عن ابن عبّاس ، كتاب سليم بن قيس : ٢ / ٨٥٤ / ٤٤ عن سلمان وأبى ذرّ والمقداد وكلاهما نحوه .
(٥) الخصال : ٦٤٠ / ١٦ عن محمّد بن عبد الله عن أبيه عن آبائه ، الأمالى للطوسى : ٥٠ / ٦٥ عن ابن عبّاس ; المناقب للخوارزمى : ١٤٥ / ١٧٠ عن زياد بن المنذر عن الإمام الباقر عن آبائه (ع) عنه  ½ وفيهما "لحمه لحمى ودمه دمى" .
(٦) العَيْبة: مستودع الثياب، أو مستودع أفضل الثياب. وعَيْبَة العلم علي الاستعارة(مجمع البحرين:٢/١٢٩٦).


إرجاعات 
١٩٦ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الثالث : عليّ عن لسان عليّ / المكانة عند رسول الله / كالضوء من الضوء

 ٧١ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / الاُسرة

علمى(١) .

٣١٨٤ ـ عنه  ½ : معاشر الناس ، أحبّوا عليّاً ; فإنّ لحمه لحمى ، ودمه دمى(٢) .

٣١٨٥ ـ عنه  ½ ـ لعلىّ  ¼ ـ : كذب من زعم أنّه يحبّنى ويبغضك ; لأنّك منّى وأنا منك ، لحمك من لحمى ، ودمك من دمى ، وروحك من روحى ، وسريرتك من سريرتى ، وعلانيتك من علانيتى(٣) .

٣١٨٦ ـ عنه  ½ : ألا وإنّ الأرض لا تخلو(٤) منّى ما دام علىّ حيّاً فى الدنيا بقيّة من بعدى ، علىّ فى الدنيا عوض منّى من بعدى ، علىّ كجلدى ، علىّ كلحمى ، علىّ عظمى ، علىّ كدَمى ، علىّ عروقى(٥) .

٢ / ٢

الاُسرة

٢ / ٢ ـ ١

أبو ريحانتىّ

٣١٨٧ ـ الإمام الباقر  ¼ عن جابر : قال رسول الله  ½ لعلىّ بن أبى طالب  ¼ : سلام


(١) المناقب للخوارزمى: ٨٧/٧٧ ، فرائد السمطين : ١ / ٣٣٢ / ٢٥٧ ، تاريخ دمشق : ٤٢/٤٧١/٩٠٤٢ وفيه "بيتى" بدل "علمى" وكلّها عن عبد الله ; الأمالى للطوسى : ١١٨ / ١٨٥ عن جابر الجعفى عن الإمام الباقر  ¼ عن جابر بن عبد الله الأنصارى .
(٢) الأمالى للمفيد : ٢٩٤ / ٤ ، بشارة المصطفي : ٩٠ نحوه وكلاهما عن أبى سعيد الخدرى .
(٣) كمال الدين : ٢٤١ / ٦٥ ، الأمالى للصدوق : ٣٤٢ / ٤٠٨ ، بشارة المصطفي : ٣٢ وليس فيه "و دمك من دمى" ، مائة منقبة : ٦٥ / ١٨ ، جامع الأخبار : ٥٣ / ٥٩ ; فرائد السمطين : ٢ / ٢٤٣ / ٥١٧ كلّها عن ابن عبّاس وراجع التوحيد : ٣١٠ / ٢ .
(٤) فى المصدر : "يخلو" ، والصحيح ما أثبتناه .
(٥) تفسير فرات : ١٥٤ / ١٩٢ عن ابن عبّاس وراجع مائة منقبة : ١٢٦ / ٧٢ .

 ٧٢ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / الاُسرة / أعزّ علىَّ من فاطمة

عليك أبا الريحانتين من الدنيا ، فعن قليل يذهب ركناك والله خليفتى عليك . فلمّا قُبض النبىّ  ½ قال علىّ : هذا أحد الركنين الذى قال رسول الله  ½ ، فلمّا ماتت فاطمة    £ قال : هو الركن الآخر الذى قال رسول الله  ½ (١) .

٣١٨٨ ـ عنه  ¼ عن جابر : سمعت رسول الله  ½ يقول لعلىّ بن أبى طالب  ¼ قبل موته بثلاث : سلام الله عليك يا أبا الريحانتين ، اُوصيك بريحانتىّ من الدنيا ، فعن قليل ينهدّ ركناك ، والله خليفتى عليك . فلمّا قُبض رسول الله  ½ قال علىّ : هذا أحد ركنىّ الذى قال لى رسول الله  ½ . فلمّا ماتت فاطمة سلام الله عليها قال علىّ  ¼ : هذا الركن الثانى الذى قال رسول الله  ½ (٢) .

٢ / ٢ ـ ٢

أعزّ علىَّ من فاطمة

٣١٨٩ ـ الإمام علىّ  ¼ : خطبت إلي رسول الله  ½ فاطمة    £ ، فزوّجنى ، فقلت : يا رسول الله ، أنا أحبّ إليك أم هى ؟ قال : هى أحبّ إلىّ منك ، وأنت أعزّ علىَّ منها(٣) .

٣١٩٠ ـ فضائل الصحابة عن أبى نجيح : أخبرنى من سمع عليّاً علي منبر الكوفة


(١) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٢٤ / ١٠٦٧ عن حمّاد بن عيسي عن الإمام الصادق  ¼ ، ذخائر العقبي : ١٠٨ .
(٢) معانى الأخبار : ٤٠٣ / ٦٩ ، الأمالى للصدوق : ١٩٨ / ٢١٠ كلاهما عن حمّاد بن عيسي عن الإمام الصادق  ¼ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣٦١ ، روضة الواعظين : ١٦٩ كلاهما عن جابر من دون إسناد إلي المعصوم ; تاريخ دمشق : ١٤ / ١٦٦ / ٣٥٠٣ وح ٣٥٠٤ ، حلية الأولياء : ٣ / ٢٠١ ، المناقب للخوارزمى : ١٤١ / ١٦٠ والأربعة الأخيرة عن حمّاد بن عيسي عن الإمام الصادق عنه    ¤ ، كنز العمّال : ١٣ / ٦٦٤ / ٣٧٦٨٨ .
(٣) خصائص أمير المؤمنين للنسائى : ٢٦٠ / ١٤٥ عن ابن أبى نجيح عمّن سمع عليّاً  ¼ .

 ٧٣ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / الاُسرة / أعزّ علىَّ من فاطمة

يقول : لمّا أردت أن أخطب إلي رسول الله  ½ فذكرت أن لا شىء لى ، ثمّ ذكرت عائدته وصلته فخطبتها ، فقال : وهل عندك شىء ؟ قلت : لا ، قال : فأين درعك الحُطَميّة(١) التى كنت أعطيتك يوم كذا وكذا ؟ قلت : هى عندى ، قال : فأْتِ بها ، قال : فأتيته بها ، فأنكحنيها . فلمّا أن دخلتْ علىَّ قال : لا تحدثنّ شيئاً حتي آتيكما ، فاستأذن رسول الله  ½ وعلينا كساء أو قطيفة فتحشحشنا(٢) فقال : مكانكما علي حالكما ، فدخل علينا رسول الله  ½ فجلس عند رؤوسنا ، فدعا بإناء فيه ماء فاُتى به ، فدعا فيه بالبركة ثمّ رشّه علينا ، فقلت : يا رسول الله ، أنا أحبّ إليك أم هى ؟ قال : هى أحبّ إلىّ منك ، وأنت أعزّ علىَّ منها(٣) .

٣١٩١ ـ المعجم الأوسط عن أبى هريرة : قال علىّ بن أبى طالب : يا رسول الله ، أيّما أحبّ إليك : أنا أم فاطمة ؟ قال : فاطمة أحبّ إلىّ منك ، وأنت أعزّ علىَّ منها(٤) .

٣١٩٢ ـ المعجم الكبير عن ابن عبّاس : دخل رسول الله  ½ علي علىّ وفاطمة


(١) الحطميّة : هى التى تحطم السيوف ; أى تكسرها ، وقيل : هى العريضة الثقيلة ، وقيل : هى منسوبة إلي بطن من عبد القيس يقال لهم : حُطَمَة بن محارب كانوا يعملون الدروع (النهاية : ١ / ٤٠٢) .
(٢) التحشحش : التحرّك للنهوض (النهاية : ١ / ٣٨٨) .
(٣) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٣١ / ١٠٧٦ ، مسند الحميدى : ١ / ٢٢ / ٣٨ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ١٢٤ / ٨٤٩١ و٨٤٩٢ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٤٢ ، كنز العمّال : ١٣ / ١١٧ / ٣٦٣٧٩ ; المناقب للكوفى : ٢ / ٢١٢ / ٦٨١ كلّها نحوه وراجع ذخائر العقبي : ٦٩ .
(٤) المعجم الأوسط : ٧ / ٣٤٣ / ٧٦٧٥ ، اُسد الغابة : ٧ / ٢١٩ / ٧١٨٣ ; المناقب للكوفى : ٢ / ٥٤١ / ١٠٤٧ كلاهما عن أبى نجيح عمّن سمع عليّاً  ¼ وص ١٨٧ / ٦٥٩ عن سهل بن سقير عن الإمام الصادق عن آبائه عن الإمام علىّ (ع) وفيه "أكرم" بدل "أعزّ" ، كشف الغمّة : ١ / ٣٢٥ ، تأويل الآيات الظاهرة : ١ / ٢٤٩ / ٤ كلاهما عن أبى هريرة ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣٣١ عن عائشة نحوه ، إعلام الوري : ١ / ٢٩٥ .

 ٧٤ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / الاُسرة / خير من الحسن والحسين

وهما يضحكان ، فلمّا رأيا النبىّ  ½ سكتا ، فقال لهما النبىّ  ½ : ما لكما كنتما تضحكان ، فلمّا رأيتمانى سكتتما ؟ فبادرت فاطمة فقالت : بأبى أنت يا رسول الله ، قال هذا : أنا أحبّ إلي رسول الله منك ، فقلت : بل أنا أحبّ إلي رسول الله  ½ منك . فتبسّم رسول الله  ½ وقال : يا بنيّة ، لك رقّة الولد ، وعلىّ أعزّ علىَّ منكِ(١) .

٢ / ٢ ـ ٣

خير من الحسن والحسين

٣١٩٣ ـ رسول الله  ½ : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، وأبوهما خير منهما(٢) .

٣١٩٤ ـ المعجم الكبير عن سلمان الفارسى : كنّا حول النبىّ  ½ ، فجاءت اُمّ أيمن ، فقالت : يا رسول الله ، لقد ضلّ الحسن والحسين . . . فقال رسول الله  ½ : قوموا فاطلبوا ابنىَّ . . . ثمّ أتاهما فأفرق بينهما ومسح وجههما وقال : بأبى واُمّى أنتما ،


(١) المعجم الكبير : ١١ / ٥٥ / ١١٠٦٣ .
(٢) سنن ابن ماجة : ١ / ٤٤ / ١١٨ ، المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٨٢ / ٤٧٨٠ كلاهما عن ابن عمر وح ٤٧٧٩ عن عبد الله ، المعجم الكبير : ٣ / ٣٩ / ٢٦١٧ عن قرّة ، تاريخ بغداد : ١ / ١٤٠ / ٢ عن أبان بن تغلب عن الإمام الباقر عن آبائه (ع) عنه  ½ ، تاريخ دمشق : ١٤ / ١٣٤ / ٣٤٣٢ عن مالك بن الحويرث وص ١٣٣ / ٣٤٢٩ وح ٣٤٣٠ كلاهما عن ابن عمر ، البداية والنهاية : ٨ / ٣٥ عن الإمام علىّ  ¼ وأبى سعيد وبريدة ; عيون أخبار الرضا : ٢ / ٣٣ / ٥٦ عن عامر بن سليمان وأحمد بن عبد الله وداود بن سليمان عن الإمام الرضا عن آبائه (ع) عنه  ½ ، الخصال : ٥٥١ / ٣٠ عن أبى سعيد الورّاق عن أبيه عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه (ع) عنه  ½ ، صحيفة الإمام الرضا  ¼ : ١٥٨ / ١٠٣ ، الاحتجاج : ١ / ٣١٠ / ٥٣ عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عن الإمام علىّ (ع) ، قرب الإسناد : ١١١ / ٣٨٦ عن الإمام الصادق عن أبيه    ¤ عنه  ½ ، مائة منقبة : ٤٢ / ٢ عن ابن عبّاس .

 ٧٥ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / الاُسرة / فى صلبه ذرّيّتي

ما أكرمكما علي الله ! ثمّ حمل أحدهما علي عاتقه الأيمن ، والآخر علي عاتقه الأيسر ، فقلت : طوباكما نعم المطيّة مطيّتكما . فقال رسول الله  ½ : ونعم الراكبان هما ، وأبوهما خير منهما(١) .

٣١٩٥ ـ المعجم الكبير عن حذيفة : رأينا فى وجه رسول الله  ½ السرور يوماً من الأيّام ، فقلنا : يا رسول الله ، لقد رأينا فى وجهك تباشير السرور ، قال : وكيف لا أسُرّ وقد أتانى جبرئيل  ¼ فبشّرنى أنّ حسناً وحسيناً سيّدا شباب أهل الجنّة ، وأبوهما أفضل منهما(٢) .

٢ / ٢ ـ ٤

فى صلبه ذرّيّتى

٣١٩٦ ـ رسول الله  ½ : إنّ الله عزّ وجلّ جعل ذرّيّة كلّ نبىّ فى صلبه ، وإنّ الله تعالي جعل ذرّيّتى فى صلب علىّ بن أبى طالب(٣) .

٣١٩٧ ـ عنه  ½ : إنّ الله تعالي جعل ذرّيّة كلّ نبىّ فى صلبه ، وجعل ذرّيّتى فى


(١) المعجم الكبير : ٣ / ٦٥ / ٢٦٧٧ وراجع ذخائر العقبي : ٢٢٦ والمناقب للخوارزمى : ٢٨٧ وص ٢٨٨ / ٢٧٩ والأمالى للصدوق : ٥٢٢ / ٧٠٩ وبشارة المصطفي : ١١٥ وص ١٧٢ والخرائج والجرائح : ١ / ٢٤٠ / ٥ والمناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣٨٨ .
(٢) المعجم الكبير : ٣/٣٨/٢٦٠٨ ، تاريخ بغداد : ١٠/٢٣١/٥٣٦٠ ، تاريخ دمشق : ٣٤/٤٤٧/٧٠٥٦ وفيه "خير" بدل "أفضل" ، ذخائر العقبي : ٢٢٤ ، كفاية الطالب : ٣٤٢ .
(٣) المعجم الكبير : ٣ / ٤٤ / ٢٦٣٠ عن يحيي بن العلاء الرازى عن الإمام الصادق عن أبيه    ¤ ، الفردوس : ١ / ١٧٢ / ٦٤٣ ; الأمالى للشجرى : ١ / ١٥٢ عن يحيي بن العلاء الرازى عن الإمام الصادق عن أبيه    ¤ وكلّها عن جابر ، الفضائل لابن شاذان : ١٣٠ عن الإمام الباقر عن آبائه (ع) عنه  ½ وراجع الاحتجاج : ١ / ١٤٩ / ٣٢ وروضة الواعظين : ١٠٧ .

 ٧٦ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / المنزلة عند النبيّ

صلب هذا(١) .

٣١٩٨ ـ عنه  ½ : يا علىّ ، ما بعث الله عزّ وجلّ نبيّاً إلاّ وجعل ذرّيّته من صلبه ، وجعل ذرّيّتى من صلبك ، ولولاك ما كانت لى ذرّيّة(٢) .

٢ / ٣

المنزلة عند النبىّ

٢ / ٣ ـ ١

منزلته منّى كمنزلتى عند الله

٣١٩٩ ـ رسول الله  ½ : علىّ منّى بمنزلتى من ربّى(٣) .

٣٢٠٠ ـ الأمالى للطوسى عن عبد الله بن مسعود : رأيت رسول الله  ½ وكفّه فى كفّ علىّ بن أبى طالب  ¼ وهو يقلّبه . فقلت : يا رسول الله ، ما منزلة علىّ منك ؟ فقال صلوات الله عليه : كمنزلتى من الله(٤) .

٣٢٠١ ـ بشارة المصطفي عن ابن مسعود : نظر إلىّ رسول الله  ½ وهو واضع كفّه فى كفّ علىّ  ¼ مبتسماً فى وجهه ، فقلت : يا رسول الله ، ما منزلة علىّ منك ؟ قال : كمنزلتى عند الله عزّ وجلّ(٥) .


(١) تاريخ بغداد : ١ / ٣١٧ / ٢٠٦ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٢٥٩ / ٨٧٨٩ ، المناقب للخوارزمى : ٣٢٨ / ٣٣٩ ، ذخائر العقبي : ١٢٥ كلّها عن ابن عبّاس ; كشف الغمّة : ١ / ٩٤ .
(٢) من لا يحضره الفقيه : ٤ / ٣٦٥ / ٥٧٦٢ عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد عن أبيه جميعاً عن الإمام الصادق عن آبائه (ع) ، الأمالى للصدوق : ٤٥٠ / ٦٠٩ ، بشارة المصطفي : ٥٨ كلاهما عن ابن عبّاس وليس فيهما ذيله ، تفسير القمّى : ٢ / ٣٣٨ نحوه .
(٣) ذخائر العقبي : ١٢٠ ، الرياض النضرة : ٣ / ١١٩ كلاهما عن أبى بكر .
(٤) الأمالى للطوسى : ٢٢٦ / ٣٩٤ ، المسترشد : ٢٩٣ / ١٠٨ وفيه "يقبّله" بدل "يقلّبه" .
(٥) بشارة المصطفي : ٢٧٤ .

 ٧٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / المنزلة عند النبىّ / بمنزلة رأسى من بدني

٣٢٠٢ ـ تاريخ دمشق عن جابر بن عبد الله : خرج رسول الله  ½ حتي نزل خمّ ، فتنحّي الناس عنه ، ونزل معه علىّ بن أبى طالب ، فشقّ علي النبىّ  ½ تأخّر الناس عنه ، فأمر عليّاً فجمعهم ، فلمّا اجتمعوا قام فيهم وهو متوسّد علي علىّ بن أبى طالب ، فحمد الله ، وأثني عليه ، ثمّ قال :

أيّها الناس ! إنّى قد كرهت تخلّفكم وتنحّيكم عنّى حتي خيّل إلىّ أنّه ليس شجرة أبغض إلىّ(١) من شجرة تلينى .

ثمّ قال : لكنّ علىّ بن أبى طالب أنزله الله منّى بمنزلتى منه ، رضى الله عنه كما أنا عنه راض ، فإنّه لا يختار علي قربى ومحبّتى شيئاً .

ثمّ رفع يديه ثمّ قال : اللهمّ من كنت مولاه فعلىٌّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه(٢) .

راجع :القسم الثالث / احاديث المنزلة .

٢ / ٣ ـ ٢

بمنزلة رأسى من بدنى

٣٢٠٣ ـ رسول الله  ½ : علىّ منّى بمنزلة رأسى من بدنى(٣) .


(١) وفى نسخة "إليكم" .
(٢) تاريخ دمشق: ٤٢/٢٢٦/٨٧٢٦ وص ٢٢٧، المناقب لابن المغازلى : ٢٥/٣٧ ; العمدة : ١٠٧/١٤٣ وفيها "أبغض إليكم" بدل "أبغض إلىّ" .
(٣) تاريخ بغداد : ٧ / ١٢ / ٣٤٧٥ ، ذخائر العقبي : ١١٨ وفيه "جسدى" بدل "بدنى" وكلاهما عن البراء ، المناقب للخوارزمى : ١٤٨ / ١٧٤ ، ينابيع المودّة : ٢ / ٣٠٣ / ٨٦٧ ; الأمالى للطوسى : ٣٥٣ / ٧٣٢ والثلاثة الأخيرة عن ابن عبّاس .


إرجاعات 
١٤٩ - المجلد الثاني / القسم الثالث : جهود النبيّ لقيادة الإمام عليّ / الفصل الرابع : أحاديث المنزلة

 ٧٨ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / المنزلة عند النبىّ / هو منّى وأنا منه

٣٢٠٤ ـ عنه  ½ : علىّ منّى مثل رأسى من بدنى(١) .

٣٢٠٥ ـ عنه  ½ : علىّ منّى كرأسى من بدنى(٢) .

٢ / ٣ ـ ٣

هو منّى وأنا منه

٣٢٠٦ ـ رسول الله  ½ : علىّ منّى وأنا منه(٣) .

٣٢٠٧ ـ عنه  ½ ـ لعلىّ  ¼ ـ : أنت منّى وأنا منك(٤) .


(١) المناقب لابن المغازلى : ٩٢ / ١٣٥ ، الفردوس : ٣ / ٦٢ / ٤١٧٤ ، المناقب للخوارزمى : ١٤٤ / ١٦٧ ; المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٢١٧ كلّها عن ابن عبّاس .
(٢) المناقب لابن المغازلى : ٩٣ / ١٣٦ عن ابن عبّاس ; تفسير فرات : ٥٠٦ / ٦٦٤ عن سعد بن أبى وقّاص .
(٣) خصائص أمير المؤمنين للنسائى : ١٣٧ / ٦٩ ، المناقب لابن المغازلى : ٢٢٣ / ٢٦٨ كلاهما عن حبشى بن جنادة ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٦٣ / ٨٤٠٧ عن بريدة وح ٨٤٠٨ عن أنس وص ١٩٧ / ٨٦٦٢ ، الفردوس : ٣ / ٦١ / ٤١٧١ كلاهما عن عمران بن حصين ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٤٤ عن بريدة وفيه "إنّه منّى . . ." ; الخصال : ٤٩٦ / ٥ ، بشارة المصطفي : ٢٠ كلاهما عن جابر ، الأمالى للصدوق : ١٨٧ / ١٩٥ وص ٣٤٣ / ٤١٠ كلاهما عن ابن عبّاس وص ٦٥ / ٣٠ عن ثابت بن أبى صفيّة عن الإمام زين العابدين عن آبائه (ع) عنه  ½ وفيه "هو منّى . . ." ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٢١٢ .
(٤) صحيح البخارى : ٢ / ٩٦٠ / ٢٥٥٢ وج ٤ / ١٥٥٢ / ٤٠٠٥ ، سنن الترمذى : ٥ / ٦٣٥ / ٣٧١٦ ، السنن الكبري : ٨ / ٨ / ١٥٧٦٨ ، خصائص أمير المؤمنين للنسائى : ١٣٨ / ٧٠ ، المناقب لابن المغازلى : ٢٢٨ / ٢٧٥ كلّها عن البراء ، المصنّف لابن أبى شيبة : ٧ / ٤٩٩ / ٢٧ ، تاريخ بغداد : ٤ / ١٤٠ / ١٨٢٢ ، مسند ابن حنبل : ١ / ٢٣١ / ٨٥٧ والثلاثة الأخيرة عن هانئ وص ٢١٢ / ٧٧٠ وص ٢٤٥ / ٩٣١ ، المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٣٠ / ٤٦١٤ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٦٣ / ٨٤٠٥ والأربعة الأخيرة عن هانئ بن هانئ وهبيرة بن يريم وح٨٤٠٦ عن قيس بن أبى حازم والثمانية الأخيرة عن الإمام علىّ  ¼ وص ٥٣ / ٨٣٨٨ عن ابن عبّاس ; الخصال : ٥٧٣ / ١ عن مكحول عن الإمام علىّ  ¼ ، عيون أخبار الرضا : ٢ / ٥٩ / ٢٢٤ عن الحسن بن عبد الله الرازى عن الإمام الرضا عن آبائه (ع) ، الأمالى للمفيد : ٢١٣ / ٤ عن سليمان بن خالد ، الأمالى للصدوق : ٤٤٢ / ٥٨٨ عن سليمان بن مهران وكلاهما عن الإمام الصادق عن آبائه (ع) ، كتاب سليم بن قيس : ٢ / ٧٩١ / ٢٦ عن الإمام الحسين  ¼ وص ٨٥٤ / ٤٤ عن سلمان وأبى ذرّ والمقداد .

 ٧٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / المنزلة عند النبىّ / هو منّى وأنا منه

٣٢٠٨ ـ عنه  ½ : معاشر الناس ، إنّ عليّاً منّى ، وأنا من علىّ(١) .

٣٢٠٩ ـ عنه  ½ : علىّ منّى ، وأنا من علىّ ، ولا يؤدّى عنّى إلاّ أنا أو علىّ(٢) .

٣٢١٠ ـ سنن الترمذى عن عمران بن حصين : بعث رسول الله  ½ جيشاً ، واستعمل عليهم علىّ بن أبى طالب ، فمضي فى السريّة فأصاب جارية فأنكروا عليه ، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله  ½ فقالوا : إذا لقينا رسول الله  ½ أخبرناه بما صنع علىّ ، وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدؤوا برسول الله  ½ فسلّموا عليه ، ثمّ انصرفوا إلي رحالهم ، فلمّا قدمت السريّة سلّموا علي النبىّ  ½ .

فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ، أ لم ترَ إلي علىّ بن أبى طالب صنع كذا


(١) الأمالى للصدوق : ١٨٨ / ١٩٧ عن عبد الله بن الفضل الهاشمى عن الإمام الصادق عن آبائه (ع) وص ٨٨ / ٥٩ عن سليمان بن مقبل المدينى عن الإمام الكاظم عن آبائه (ع) وفيه "أصحابى" بدل "الناس" وص ٧٥٧ / ١٠٢١ عن الحسن بن علىّ بن فضّال عن الإمام الرضا عن آبائه (ع) وكلّها عنه  ½ .
(٢) سنن الترمذى : ٥ / ٦٣٦ / ٣٧١٩ ، سنن ابن ماجة : ١ / ٤٤ / ١١٩ ، المصنّف لابن أبى شيبة : ٧ / ٤٩٥ / ٨ وفيهما "و لا يؤدّى عنّى إلاّ علىّ" ، مسند ابن حنبل : ٦ / ١٦٢ / ١٧٥١٢ وص ١٦٣ / ١٧٥١٨ ـ ١٧٥٢٠ ، فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٥٩٤ / ١٠١٠ وص ٥٩٩ / ١٠٢٣ ، خصائص أمير المؤمنين للنسائى : ١٤٣ / ٧٤ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٣٤٥ / ٨٩٢٢ ـ ٨٩٢٥ ، المناقب لابن المغازلى : ٢٢٢ / ٢٦٧ وص٢٢٧ / ٢٧٢ كلّها عن حبشى بن جنادة ; الأمالى للمفيد : ٥٦ / ٢ عن سعد بن أبى وقّاص .

 ٨٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثانى : علىّ عن لسان النبىّ / المنزلة عند النبىّ / هو منّى وأنا منه

وكذا ، فأعرض عنه رسول الله  ½ ، ثمّ قام الثانى فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه ، ثمّ قام الثالث فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه ، ثمّ قام الرابع فقال مثل ما قالوا ، فأقبل رسول الله  ½ والغضب يُعرف فى وجهه ، فقال : ما تريدون من علىّ ؟ ما تريدون من علىّ ؟ ما تريدون من علىّ ؟ إنّ عليّاً منّى وأنا منه ، وهو ولىّ كلّ مؤمن بعدى(١) .

٣٢١١ ـ رسول الله  ½ : أمّا أنت يا علىّ فَخَتَنى(٢) وأبو ولدى ، وأنا منك وأنت منّى(٣) .

٣٢١٢ ـ الإمام علىّ  ¼ : اُهدى إلي النبىّ  ½ قِنوُ(٤) مَوز ، فجعل يقشّر الموز ويجعلها فى فمى ، فقال له قائل : يا رسول الله ، إنّك تحبّ عليّاً ؟ ق ال :أ وَما علمت أنّ عليّاً منّى وأنا منه ؟ !(٥)

راجع :القسم الثانى / عدّة بعثات هامّة / البعث لإعلان البرائة من المشركين .


(١) سنن الترمذى : ٥ / ٦٣٢ / ٣٧١٢ ، خصائص أمير المؤمنين للنسائى : ١٦٤ / ٨٩ ، المصنّف لابن أبى شيبة : ٧ / ٥٠٤ / ٥٨ كلاهما نحوه .
(٢) خَتَنُه : أى زوج ابنته (النهاية : ٢ / ١٠) .
(٣) مسند ابن حنبل : ٨ / ١٨٢ / ٢١٨٣٦ ، خصائص أمير المؤمنين للنسائى : ٢٥٣ / ١٣٨ وفيه "فخنتنى" ، المناقب لابن المغازلى : ٢٢٤ / ٢٦٩ كلّها عن اُسامة بن زيد ; المناقب للكوفى : ١ / ٣٥١ / ٢٧٨ عن أبى الصباح الكنانى عن الإمام الصادق عن أبيه    ¤ عنه  ½ نحوه وليس فيه "فَخَتْنى" .
(٤) القِنْو : العِذْق (لسان العرب : ١٥ / ٢٠٤) .
(٥) المناقب للخوارزمى : ٦٤ / ٣٣ ، فرائد السمطين : ١ / ٥٩ / ٢٦ ; المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٢٢٠ كلّها عن عبد خير ; الصراط المستقيم : ١ / ٢٥٣ عن أبى العلاء القطّان نحوه .


إرجاعات 
٢٦٨ - المجلد الأوّل / القسم الثاني : الإمام عليّ مع النبيّ / الفصل الثاني عشر : عدّة بعثات هامّة / البعث إلى فلس