الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد الثامن

 

 

٢٣٤ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة

٣ / ٥ ـ ٦

لى سبعون منقبة

٣٦٦٢ ـ الخصال عن مكحول : قال أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب  ¼ : لقد علم المستحفظون من أصحاب النبىّ محمّد  ½ أنّه ليس فيهم رجلٌ له منقبة إلاّ وقد شركتُه فيها وفضلته(١) ، ولى سبعون منقبة لم يشركنى فيها أحدٌ منهم . قلت : يا أمير المؤمنين ، فأخبرنى بهنّ .

فقال  ¼ : إنّ أوّل منقبة لى : أنّى لم اُشرك بالله طرفة عين ، ولم أعبد اللات والعزّي .

والثانية : أنّى لم أشرب الخمر قطّ .

والثالثة : أنّ رسول الله استوهبنى عن أبى فى صبائى ، وكنت أكيله وشريبه ومونسه ومحدّثه .

والرابعة : أنّى أوّل الناس إيماناً وإسلاماً .

والخامسة : أنّ رسول الله  ½ قال لى : يا علىّ ، أنت منّى بمنزلة هارون من موسي ، إلاّ أنّه لا نبىّ بعدى .

والسادسة : أنّى كنت آخر الناس عهداً برسول الله ، ودليته فى حفرته .

والسابعة : أنّ رسول الله  ½ أنامنى علي فراشه حيث ذهب إلي الغار ، وسجّانى ببرده ، فلمّا جاء المشركون ظنّونى محمّداً  ½ فأيقظونى ، وقالوا : ما فعل صاحبك ؟ فقلت : ذهب فى حاجته ، فقالوا : لو كان هرب لهرب هذا معه .


(١) فَضَل فلانٌ علي غيره ; إذا غلب بالفضل عليهم (لسان العرب : ١١ / ٥٢٥) .

 ٢٣٥ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة

وأمّا الثامنة : فإنّ رسول الله  ½ علّمنى ألف باب من العلم ، يفتح كلّ باب ألف باب ، ولم يعلّم ذلك أحداً غيرى .

وأمّا التاسعة : فإنّ رسول الله  ½ قال لى : يا علىّ ، إذا حشر الله عزّ وجلّ الأوّلين والآخرين نُصب لى منبر فوق منابر النبيّين ، ونُصب لك منبر فوق منابر الوصيّين فتر تقى عليه .

وأمّا العاشرة فإنّى سمعت رسول الله  ½ يقول : يا علىّ ، لا اُعطي فى القيامة إلاّ سألت لك مثله .

وأمّا الحادية عشرة : فإنّى سمعت رسول الله  ½ يقول : يا علىّ ، أنت أخى وأنا أخوك ، يدك فى يدى حتي تدخل الجنّة .

وأمّا الثانية عشرة : فإنّى سمعت رسول الله  ½ يقول : يا علىّ ، مَثلك فى اُمّتى كمَثل سفينة نوح ; من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق .

وأمّا الثالثة عشرة : فإنّ رسول الله  ½ عمّمنى بعمامة نفسه بيده ، ودعا لى بدعوات النصر علي أعداء الله ، فهزمتهم بإذن الله عزّ وجلّ .

وأمّا الرابعة عشرة : فإنّ رسول الله  ½ أمرنى أن أمسح يدى علي ضرع شاة قد يبس ضرعها ، فقلت : يا رسول الله ، بل امسح أنت . فقال : يا علىّ ، فعلك فعلى . فمسحتُ عليها يدى ، فدرّ علىَّ من لبنها ، فسقيت رسول الله  ½ شربة ، ثمّ أتت عجوزة فشكت الظمأ فسقيتها ، فقال رسول الله  ½ : إنّى سألت الله عزّ وجلّ أن يبارك فى يدك ، ففَعل .

وأمّا الخامسة عشرة : فإنّ رسول الله  ½ أوصي إلىّ وقال : يا علىّ ، لا يلى غسلى غيرك ، ولا يوارى عورتى غيرك ; فإنّه إن رأي أحدٌ عورتى غيرك تفقّأت

 ٢٣٦ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة

عيناه . فقلت له : كيف لى بتقليبك يا رسول الله ؟ فقال : إنّك ستعان ، فوَ الله ما أردت أن اُقلّب عضواً من أعضائه إلاّ قُلب لى .

وأمّا السادسة عشرة : فإنّى أردت أن اُجرّده ، فنوديت : يا وصىّ محمّد ، لا تجرّده فغسِّله والقميص عليه ، فلا والله الذى أكرمه بالنبوّة وخصّه بالرسالة ما رأيت له عورة ، خصّنى الله بذلك من بين أصحابه .

وأمّا السابعة عشرة : فإنّ الله عزّ وجلّ زوّجنى فاطمة ، وقد كان خطبها أبو بكر وعمر ، فزوّجنى الله من فوق سبع سماواته ، فقال رسول الله  ½ : هنيئاً لك يا علىّ ; فإنّ الله عزّ وجلّ زوّجك فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة ، وهى بضعة منّى . فقلت : يا رسول الله ،أ وَلستُ منك ؟ فقال : بلي ، يا علىّ وأنت منّى وأنا منك كيمينى من شمالى ، لا أستغنى عنك فى الدنيا والآخرة .

وأمّا الثامنة عشرة : فإنّ رسول الله  ½ قال لى : يا علىّ ، أنت صاحب لواء الحمد فى الآخرة ، وأنت يوم القيامة أقرب الخلائق منّى مجلساً ، يبسط لى ، ويبسط لك ، فأكون فى زمرة النبيّين ، وتكون فى زمرة الوصيّين ، ويوضع علي رأسك تاج النور وإكليل الكرامة ، يحفّ بك سبعون ألف ملك حتي يفرغ الله عزّ وجلّ من حساب الخلائق .

وأمّا التاسعة عشرة : فإنّ رسول الله  ½ قال : ستقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، فمن قاتلك منهم فإنّ لك بكلّ رجل منهم شفاعة فى مائة ألف من شيعتك . فقلت : يا رسول الله ، فمن الناكثون ؟ قال : طلحة والزبير ، سيبايعانك بالحجاز ، وينكثانك بالعراق ، فإذا فعلا ذلك فحاربهما ; فإنّ فى قتالهما طهارة لأهل الأرض . قلت : فمن القاسطون ؟ قال : معاوية وأصحابه . قلت : فمن المارقون ؟ قال : أصحاب ذى الثُديّة ، وهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم

 ٢٣٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة

من الرمية ، فاقتلْهم ; فإنّ فى قتلهم فرجاً لأهل الأرض ، وعذاباً معجّلاً عليهم ، وذخراً لك عند الله عزّ وجلّ يوم القيامة .

وأمّا العشرون : فإنّى سمعت رسول الله  ½ يقول لى : مَثلك فى اُمّتى مَثل باب حطّة فى بنى إسرائيل ; فمن دخل فى ولايتك فقد دخل الباب كما أمره الله عزّ وجلّ .

وأمّا الحادية والعشرون : فإنّى سمعت رسول الله  ½ يقول : أنا مدينة العلم وعلىّ بابها ، ولن تُدخل المدينة إلاّ من بابها . ثمّ قال : يا علىّ ، إنّك سترعي ذمّتى ، وتقاتل علي سنّتى ، وتخالفك اُمّتى .

وأمّا الثانية والعشرون : فإنّى سمعت رسول الله  ½ يقول : إنّ الله تبارك وتعالي خلق ابنىَّ الحسن والحسين من نور ألقاه إليك وإلي فاطمة ، وهما يهتزّان كما يهتزّ القرطان إذا كانا فى الاُذنين ، ونورهما متضاعف علي نور الشهداء سبعين ألف ضعف . يا علىّ ، إنّ الله عزّ وجلّ قد وعدنى أن يكرمهما كرامة لا يكرم بها أحداً ما خلا النبيّين والمرسلين .

وأمّا الثالثة والعشرون : فإنّ رسول الله  ½ أعطانى خاتمه ـ فى حياته ـ ودرعه ومنطقته وقلّدنى سيفه وأصحابه كلّهم حضور ، وعمّى العبّاس حاضر ، فخصّنى الله عزّ وجلّ منه بذلك دونهم .

وأمّا الرابعة والعشرون : فإنّ الله عزّ وجلّ أنزل علي رسوله : ³ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً  ²  (١) ، فكان لى دينار ، فبعته عشرة دراهم ، فكنت إذا ناجيت رسول الله  ½ أصّدّق قبل ذلك بدرهم ،


(١) المجادلة : ١٢ .

 ٢٣٨ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة

وو الله ما فعل هذا أحدٌ من أصحابه قبلى ولا بعدى ; فأنزل الله عزّ وجلّ : ³ أَ أَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ  ²  (١) الآية ، فهل تكون التوبة إلاّ من ذنب كان ! !

وأمّا الخامسة والعشرون : فإنّى سمعت رسول الله  ½ يقول : الجنّة محرّمة علي الأنبياء حتي أدخلها أنا ، وهى محرّمة علي الأوصياء حتي تدخلها أنت . يا علىّ ، إنّ الله تبارك وتعالي بشّرنى فيك ببشري لم يبشّر بها نبيّاً قبلى ; بشّرنى بأنّك سيّد الأوصياء ، وأنّ ابنيك الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة يوم القيامة .

وأمّا السادسة والعشرون : فإنّ جعفراً أخى الطيّارُ فى الجنّة مع الملائكة ، المزيّن بالجناحين من درّ وياقوت وزبرجد .

وأمّا السابعة والعشرون : فعمّى حمزة سيّد الشهداء فى الجنّة .

وأمّا الثامنة والعشرون : فإنّ رسول الله  ½ قال : إنّ الله تبارك وتعالي وعدنى فيك وعداً لن يخلفه ، جعلنى نبيّاً وجعلك وصيّاً ، وستلقي من اُمّتى من بعدى ما لقى موسي من فرعون ، فاصبر واحتسب حتي تلقانى ، فاُوالى من والاك ، واُعادى من عاداك .

وأمّا التاسعة والعشرون : فإنّى سمعت رسول الله  ½ يقول : يا علىّ ، أنت صاحب الحوض ، لا يملكه غيرك . وسيأتيك قوم فيستسقونك ، فتقول : لا ، ولا مثل ذرّة ، فينصرفون مسودّة وجوههم . وسترد عليك شيعتى وشيعتك ، فتقول : رووا رواءً مرويّين ، فيروون مبيضّة وجوههم .

وأمّا الثلاثون : فإنّى سمعت رسول الله  ½ يقول : يُحشر اُمّتى يوم القيامة علي


(١) المجادلة : ١٣ .

 ٢٣٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة

خمس رايات ; فأوّل راية ترد علىَّ راية فرعون هذه الاُمّة ، وهو معاوية . والثانية مع سامرىّ هذه الاُمّة ، وهو عمرو بن العاص . والثالثة مع جاثليق هذه الاُمّة ، وهو أبو موسي الأشعرى . والرابعة مع أبى الأعور السلمى . وأمّا الخامسة فمعك يا علىّ ، تحتها المؤمنون ، وأنت إمامهم . ثمّ يقول الله تبارك وتعالي للأربعة : ³ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ  ²  (١) ، وهم شيعتى ومن والانى ، وقاتل معى الفئة الباغية والناكبة عن الصراط ، وباب الرحمة وهم شيعتى ، فينادى هؤلاء : ³ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَىٰ وَلَـٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الاَْمَانِيُّ حَتَّىٰ جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ  ± فَالْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ  ²  (٢) . ثمّ ترد اُمّتى وشيعتى فيروون من حوض محمّد  ½ ، وبيدى عصا عوسج أطرد بها أعدائى طرد غريبة الإبل .

وأمّا الحادية والثلاثون : فإنّى سمعت رسول الله  ½ يقول : لولا أن يقول فيك الغالون من اُمّتى ما قالت النصاري فى عيسي ابن مريم ، لقلت فيك قولاً لا تمرّ بملأ من الناس إلاّ أخذوا التراب من تحت قدميك ; يستشفون به .

وأمّا الثانية والثلاثون : فإنّى سمعت رسول الله  ½ يقول : إنّ الله تبارك وتعالي نصرنى بالرعب ، فسألته أن ينصرك بمثله ، فجعل لك من ذلك مثل الذى جعل لى .

وأمّا الثالثة والثلاثون : فإنّ رسول الله  ½ التقم اُذنى وعلّمنى ما كان وما يكون إلي يوم القيامة ، فساق الله عزّ وجلّ ذلك إلىّ علي لسان نبيّه  ½ .


(١) الحديد : ١٣ .
(٢) الحديد : ١٤ و١٥ .

 ٢٤٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة

وأمّا الرابعة والثلاثون : فإنّ النصاري ادّعوا أمراً ، فأنزل الله عزّ وجلّ فيه : ³ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَي الْكَاذِبِينَ  ²  (١) ، فكانت نفسى نفس رسول الله  ½ ; والنساء فاطمة (ع) ; والأبناء الحسن والحسين . ثمّ ندم القوم ، فسألوا رسول الله  ½ الإعفاء ، فأعفاهم . والذى أنزل التوراة علي موسي والفرقان علي محمّد  ½ لو باهلونا لمُسخوا قردة وخنازير .

وأمّا الخامسة والثلاثون : فإنّ رسول الله  ½ وجّهنى يوم بدر فقال : ائتنى بكفّ حصيات مجموعة فى مكان واحد ، فأخذتها ثمّ شممتها ، فإذا هى طيبة تفوح منها رائحة المسك ، فأتيته بها ، فرمي بها وجوه المشركين ، وتلك الحصيات أربع منها كنّ من الفردوس ، وحصاة من المشرق ، وحصاة من المغرب ، وحصاة من تحت العرش ، مع كلّ حصاة مائة ألف ملك مدداً لنا ، لم يكرم الله عزّ وجلّ بهذه الفضيلة أحداً قبل ولا بعد .

وأمّا السادسة والثلاثون : فإنّى سمعت رسول الله  ½ يقول : ويل لقاتلك ; إنّه أشقي من ثمود ، ومن عاقر الناقة ، وإنّ عرش الرحمن ليهتزّ لقتلك ، فأبشر يا علىّ فإنّك فى زمرة الصدّيقين والشهداء والصالحين .

وأمّا السابعة والثلاثون : فإنّ الله تبارك وتعالي قد خصّنى من بين أصحاب محمّد  ½ بعلم الناسخ والمنسوخ ، والمحكم والمتشابه ، والخاصّ والعامّ ، وذلك ممّا منّ الله به علىَّ وعلي رسوله . وقال لى الرسول  ½ : يا علىّ إنّ الله عزّ وجلّ أمرنى أن اُدنيك ولا اُقصيك ، واُعلّمك ولا أجفوك ، وحقّ علىَّ أن اُطيع ربّى ،


(١) آل عمران : ٦١ .

 ٢٤١ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة

وحقّ عليك أن تعى .

وأمّا الثامنة والثلاثون : فإنّ رسول الله  ½ بعثنى بعثاً ، ودعا لى بدعوات ، واطلعنى علي ما يجرى بعده ، فحزن لذلك بعض أصحابه ، قال : لو قدر محمّد أن يجعل ابن عمّه نبيّاً لجعله ، فشرّفنى الله عزّ وجلّ بالاطّلاع علي ذلك علي لسان نبيّه  ½ .

وأمّا التاسعة والثلاثون : فإنّى سمعت رسول الله  ½ يقول : كذب من زعم أنّه يحبّنى ويبغض عليّاً ; لا يجتمع حبّى وحبّه إلاّ فى قلب مؤمن . إنّ الله عزّ وجلّ جعل أهل حبّى وحبّك ـ يا علىّ ـ فى أوّل زمرة السابقين إلي الجنّة ، وجعل أهل بغضى وبغضك فى أوّل زمرة الضالّين من اُمّتى إلي النار .

وأمّا الأربعون : فإنّ رسول الله  ½ وجّهنى فى بعض الغزوات إلي رَكىٍّ(١) فإذا ليس فيه ماء ، فرجعت إليه فأخبرته ، فقال : أ فيه طين ؟ قلت : نعم . فقال ، ائتنى منه ، فأتيت منه بطين ، فتكلّم فيه ، ثمّ قال : ألقِه فى الركىّ ، فألقيته ، فإذا الماء قد نبع حتي امتلأ جوانب الركىّ ، فجئت إليه فأخبرته ، فقال لى : وفّقت يا علىّ ، وببركتك نبع الماء . فهذه المنقبة خاصّة بى من دون أصحاب النبىّ  ½ .

وأمّا الحادية والأربعون : فإنّى سمعت رسول الله  ½ يقول : أبشر يا علىّ ; فإنّ جبرئيل أتانى فقال لى : يا محمّد إنّ الله تبارك وتعالي نظر إلي أصحابك فوجد ابن عمّك وختنك علي ابنتك فاطمة خير أصحابك ، فجعله وصيّك والمؤدّى عنك .

وأمّا الثانية والأربعون : فإنّى سمعت رسول الله يقول : أبشر يا علىّ ; فإنّ منزلك فى الجنّة مواجه منزلى ، وأنت معى فى الرفيق الأعلي فى أعلي علّيّين .


(١) الرَّكِيَّة : البئر (لسان العرب : ١٤ / ٣٣٣) .

 ٢٤٢ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة

قلت : يا رسول الله  ½ ، وما أعلي علّيّون ؟ فقال : قبّة من درّة بيضاء ، لها سبعون ألف مصراع ، مسكن لى ولك يا علىّ .

وأمّا الثالثة والأربعون : فإنّ رسول الله  ½ قال : إنّ الله عزّ وجلّ رسخ حبّى فى قلوب المؤمنين ، وكذلك رسخ حبّك ـ يا علىّ ـ فى قلوب المؤمنين ، ورسخ بغضى وبغضك فى قلوب المنافقين ; فلا يحبّك إلاّ مؤمن تقىّ ، ولا يبغضك إلاّ منافق كافر .

وأمّا الرابعة والأربعون : فإنّى سمعت رسول الله  ½ يقول : لن يبغضك من العرب إلاّ دعىّ ، ولا من العجم إلاّ شقىّ ، ولا من النساء إلاّ سَلقلقيّة(١) .

وأمّا الخامسة والأربعون : فإنّ رسول الله  ½ دعانى وأنا رَمِد العين ، فتفل فى عينى ، وقال : اللهمّ اجعل حرّها فى بردها ، وبردها فى حرّها ، فوَ الله ، ما اشتكت عينى إلي هذه الساعة .

وأمّا السادسة والأربعون : فإنّ رسول الله  ½ أمر أصحابه وعمومته بسدّ الأبواب ، وفتح بابى بأمر الله عزّ وجلّ . فليس لأحد منقبة مثل منقبتى .

وأمّا السابعة والأربعون : فإنّ رسول الله  ½ أمرنى فى وصيّته بقضاء ديونه وعِداته ، فقلت : يا رسول الله ، قد علمت أنّه ليس عندى مال ! فقال : سيعينك الله . فما أردت أمراً من قضاء ديونه وعِداته إلاّ يسّره الله لى ، حتي قضيت ديونه وعِداته ، وأحصيت ذلك فبلغ ثمانين ألفاً ، وبقى بقيّة أوصيت الحسن أن يقضيها .

وأمّا الثامنة والأربعون : فإنّ رسول الله  ½ أتانى فى منزلى ، ولم يكن طعمنا منذ ثلاثة أيّام ، فقال : يا علىّ ، هل عندك من شىء ؟ فقلت : والذى أكرمك


(١) السَّلَقلَق : المرأة السليطة ، والتى تحيض من دبرها (مجمع البحرين : ٢ / ٨٦٦) .

 ٢٤٣ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة

بالكرامة واصطفاك بالرسالة ما طعمت وزوجتى وابناى منذ ثلاثة أيّام ، فقال النبىّ  ½ : يا فاطمة ، ادخلى البيت وانظرى هل تجدين شيئاً ؟ فقالت : خرجت الساعة ! فقلت : يا رسول الله ، أدخله أنا ؟ فقال : ادخل باسم الله . فدخلت ، فإذا أنا بطبق موضوع عليه رطب من تمر ، وجفنة(١) من ثريد ، فحملتها إلي رسول الله  ½ فقال : يا علىّ ، رأيتَ الرسول الذى حمل هذا الطعام ؟ فقلت : نعم . فقال : صِفه لى . فقلت : من بين أحمر وأخضر وأصفر . فقال : تلك خطط جناح جبرئيل  ¼ مكلّلة بالدرّ والياقوت . فأكلنا من الثريد حتي شبعنا ، فما رأي إلاّ خدش أيدينا وأصابعنا . فخصّنى الله عزّ وجلّ بذلك من بين أصحابه .

وأمّا التاسعة والأربعون : فإنّ الله تبارك وتعالي خصّ نبيّه  ½ بالنبوّة ، وخصّنى النبىّ  ½ بالوصيّة ، فمن أحبّنى فهو سعيد يحشر فى زمرة الأنبياء (ع) .

وأمّا الخمسون : فإنّ رسول الله  ½ بعث ببراءة مع أبى بكر ، فلمّا مضي أتي جبرئيل  ¼ فقال : يا محمّد ، لا يؤدّى عنك إلاّ أنت أو رجل منك . فوجّهنى علي ناقته العضباء ، فلحقته بذى الحليفة فأخذتها منه ، فخصّنى الله عزّ وجلّ بذلك .

وأمّا الحادية والخمسون : فإنّ رسول الله  ½ أقامنى للناس كافّة يوم غدير خمّ ، فقال : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، فبُعداً وسحقاً للقوم الظالمين .

وأمّا الثانية والخمسون : فإنّ رسول الله  ½ قال : يا علىّ ، أ لا اُعلّمك كلمات علّمنيهنّ جبرئيل  ¼ ؟ ! فقلت : بلي . قال : قل : يا رازق المقلّين ، ويا راحم المساكين ، ويا أسمع السامعين ، ويا أبصر الناظرين ، ويا أرحم الراحمين ، ارحمنى وارزقنى .


(١) الجَفنة : أعظم ما يكون من القصاع (لسان العرب : ١٣ / ٨٩) .

 ٢٤٤ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة

وأمّا الثالثة والخمسون : فإنّ الله تبارك وتعالي لن يذهب بالدنيا حتي يقوم منّا القائم ، يقتل مبغضينا ، ولا يقبل الجزية ، ويكسر الصليب والأصنام ، ويضع الحرب أوزارها ، ويدعو إلي أخذ المال فيقسمه بالسويّة ، ويعدل فى الرعيّة .

وأمّا الرابعة والخمسون : فإنّى سمعت رسول الله  ½ يقول : يا علىّ ، سيلعنك بنو اُميّة ، ويردّ عليهم ملك بكلّ لعنة ألف لعنة ، فإذا قام القائم لعنهم أربعين سنة .

وأمّا الخامسة والخمسون : فإنّ رسول الله  ½ قال لى : سيفتتن فيك طوائف من اُمّتى ; فيقولون : إنّ رسول الله  ½ لم يخلّف شيئاً ، فبماذا أوصي عليّاً ؟ أ وَليس كتاب ربّى أفضل الأشياء بعد الله عزّ وجلّ ! ! والذى بعثنى بالحقّ لئن لم تجمعه بإتقان لم(١) يجمع أبداً . فخصّنى الله عزّ وجلّ بذلك من دون الصحابة .

وأمّا السادسة والخمسون : فإنّ الله تبارك وتعالي خصّنى بما خصّ به أولياءه وأهل طاعته ، وجعلنى وارث محمّد  ½ ; فمن ساءه ساءه ، ومن سرّه سرّه ـ وأومأ بيده نحو المدينة ـ .

وأمّا السابعة والخمسون : فإنّ رسول الله  ½ كان فى بعض الغزوات ، ففقد الماء ، فقال لى : يا علىّ ، قم إلي هذه الصخرة ، وقل : أنا رسول رسول الله ، انفجرى لى ماء . فوَ الله الذى أكرمه بالنبوّة لقد أبلغتها الرسالة ، فاطلع منها مثل ثدى البقر ، فسال من كلّ ثدى منها ماء ، فلمّا رأيت ذلك أسرعت إلي النبىّ  ½ فأخبرته ، فقال : انطلق يا علىّ ، فخذ من الماء ، وجاء القوم حتي ملؤوا قِرَبهم وأداواتهم ، وسقوا دوابّهم ، وشربوا ، وتوضّؤوا . فخصّنى الله عزّ وجلّ بذلك من دون الصحابة .


(١) كذا فى المصدر، والظاهر أنّه تصحيف "لن".

 ٢٤٥ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة

وأمّا الثامنة والخمسون : فإنّ رسول الله  ½ أمرنى فى بعض غزواته ـ وقد نفد الماء ـ فقال : يا علىّ ، ائتنى بَتْور(١) . فأتيته به ، فوضع يده اليمني ويدى معها فى التور ، فقال : انبع ، فنبع الماء من بين أصابعنا .

وأمّا التاسعة والخمسون : فإنّ رسول الله  ½ وجّهنى إلي خيبر ، فلمّا أتيته وجدت الباب مغلقاً ، فزعزعته شديداً ، فقلعته ورميت به أربعين خطوة ، فدخلت ، فبرز إلىّ مرحب ، فحمل علىَّ وحملت عليه ، وسقيت الأرض من دمه . وقد كان وجّه رجلين من أصحابه فرجعا منكسفين .

وأمّا الستّون : فإنّى قتلت عمرو بن عبد ودّ ، وكان يعدّ بألف رجل .

وأمّا الحادية والستّون : فإنّى سمعت رسول الله  ½ يقول : يا علىّ ، مَثلك فى اُمّتى مثل ³ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ  ²  (٢) ; فمن أحبّك بقلبه فكأنّما قرأ ثلث القرآن ، ومن أحبّك بقلبه وأعانك بلسانه فكأنّما قرأ ثلثى القرآن ، ومن أحبّك بقلبه وأعانك بلسانه ونصرك بيده فكأنّما قرأ القرآن كلّه .

وأمّا الثانية والستّون : فإنّى كنت مع رسول الله  ½ فى جميع المواطن والحروب ، وكانت رايته معى .

وأمّا الثالثة والستّون : فإنّى لم أفرَّ من الزحف قطّ ، ولم يبارزنى أحد إلاّ سقيت الأرض من دمه .

وأمّا الرابعة والستّون : فإنّ رسول الله  ½ اُتى بطير مشوىّ من الجنّة ، فدعا الله عزّ وجلّ أن يدخل عليه أحبّ خلقه إليه ، فوفّقنى الله للدخول عليه حتي أكلت


(١) هو إناءٌ من صُفر أو حجارة كالإجّانة وقد يتوضّأ منه (النهاية : ١ / ١٩٩) .
(٢) الإخلاص : ١ .

 ٢٤٦ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة

معه من ذلك الطير .

وأمّا الخامسة والستّون : فإنّى كنت اُصلّى فى المسجد فجاء سائل ، فسأل وأنا راكع ، فناولته خاتمى من إصبعى ، فأنزل الله تبارك وتعالي فىَّ : ³ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ  ²  (١) .

وأمّا السادسة والستّون : فإنّ الله تبارك وتعالي ردّ علىَّ الشمس مرّتين ، ولم يردّها علي أحد من اُمّة محمّد  ½ غيرى .

وأمّا السابعة والستّون : فإنّ رسول الله  ½ أمر أن اُدعي بإمرة المؤمنين فى حياته وبعد موته ، ولم يطلق ذلك لأحد غيرى .

وأمّا الثامنة والستّون : فإنّ رسول الله  ½ قال : يا علىّ ، إذا كان يوم القيامة نادي مناد من بطنان العرش : أين سيّد الأنبياء ؟ فأقوم ، ثمّ ينادى : أين سيّد الأوصياء ؟ فتقوم ، ويأتينى رضوان بمفاتيح الجنّة ، ويأتينى مالك بمقاليد النار ، فيقولان : إنّ الله جلّ جلاله أمرنا أن ندفعها إليك ، ونأمرك أن تدفعها إلي علىّ بن أبى طالب ، فتكون ـ يا علىّ ـ قسيم الجنّة والنار .

وأمّا التاسعة والستّون : فإنّى سمعت رسول الله  ½ يقول : لولاك ما عُرف المنافقون من المؤمنين .

وأمّا السبعون : فإنّ رسول الله  ½ نام ونوّمنى وزوجتى فاطمة وابنىَّ الحسن والحسين ، وألقي علينا عباءة قُطوانيّة ، فأنزل الله تبارك وتعالي فينا : ³ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  ²  (٢) ، وقال جبرئيل  ¼ : أنا


(١) المائدة : ٥٥ .
(٢) الأحزاب : ٣٣ .

 ٢٤٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المنثورة

منكم يا محمّد ، فكان سادسنا جبرئيل  ¼ (١) .

٣ / ٦

المناقب المنثورة

٣٦٦٣ ـ الإمام علىّ  ¼ : أنا ربّانىّ هذه الاُمّة(٢) .

٣٦٦٤ ـ عنه  ¼ : أنا داعيكم إلي طاعة ربّكم ، ومرشدكم إلي فرائض دينكم ، ودليلكم إلي ما يُنجيكم(٣) .

٣٦٦٥ ـ عنه  ¼ : أنا أنف الهدي وعيناه ، فلا تستوحشوا من طريق الهدي ; لقلّة من يغشاه(٤) .

٣٦٦٦ ـ عنه  ¼ : أنا شاهد لكم ، وحجيجٌ يوم القيامة عنكم(٥) .

٣٦٦٧ ـ عنه  ¼ : أنا أولي برسول الله حيّاً وميّتاً ، وأنا وصيّه ووزيره ومستودع سرّه وعلمه ، وأنا الصدّيق الأكبر ، والفاروق الأعظم ، وأوّل مَن آمن به وصدّقه ، وأحسنكم بلاءً فى جهاد المشركين ، وأعرفكم بالكتاب والسنّة ، وأفقهكم فى الدين ، وأعلمكم بعواقب الاُمور ، وأذربكم(٦) لساناً ، وأثبتكم جناناً(٧) .


(١) الخصال : ٥٧٢ / ١ .
(٢) مفردات ألفاظ القرآن : ٣٣٧ .
(٣) غرر الحكم : ٣٧٦٩ .
(٤) الإرشاد : ١ / ٢٧٦ ، الغيبة للنعمانى : ٢٧ عن الأصبغ بن نباتة وفيه "من يسلكه" بدل "من يغشاه" ، الغارات : ٢ / ٥٨٤ عن فرات بن أحنف وفيه "أهله" بدل "من يغشاه" ، المسترشد : ٤٠٧ / ١٣٨ نحوه .
(٥) نهج البلاغة : الخطبة ١٧٦ ، غرر الحكم : ٣٧٦٨ وفيه "عليكم" بدل "عنكم" .
(٦) ذرب الرجل : إذا فصح لسانه (لسان العرب : ١ / ٣٨٥) .
(٧) الاحتجاج : ١ / ١٨٢ / ٣٦ ، بحار الأنوار : ٢٨ / ١٨٥ / ١ .

 ٢٤٨ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المنثورة

٣٦٦٨ ـ عنه  ¼ : أنا حجيج المارقين ، وخصيم الناكثين المرتابين(١) .

٣٦٦٩ ـ عنه  ¼ : أنا أخو رسول الله ، وابن عمّه ، وسيف نقمته ، وعماد نصرته وبأسه وشدّته(٢) .

٣٦٧٠ ـ عنه  ¼ : أنا قاتل الأقران ، ومجدّل الشجعان ، أنا الذى فقَأتُ عين الشرك ، وثللت(٣) عرشه ، غير ممتنٍّ علي الله بجهادى ، ولا مُدلٍّ إليه بطاعتى ، ولكن اُحدّث بنعمة ربّى(٤) .

٣٦٧١ ـ عنه  ¼ : أنا خليفة رسول الله فيكم ، ومقيمكم علي حدود دينكم ، وداعيكم إلي جنّة المأوي(٥) .

٣٦٧٢ ـ عنه  ¼ : أنا صراط الله الذى من لا يسلكه بطاعة الله فيه هوي به إلي النار ، أنا سبيله الذى نصبنى للاتّباع بعد نبيّه  ½ ، أنا قسيم النار ، أنا حجّة الله علي الفجّار ، أنا نور الأنوار(٦) .

٣٦٧٣ ـ عنه  ¼ : أنا حجّة الله ، وأنا خليفة الله ، وأنا صراط الله ، وأنا باب الله ، وأنا خازن علم الله ، وأنا المؤتمن علي سرّ الله ، وأنا إمام البريّة بعد خير الخليقة محمّد نبىّ الرحمة  ½ (٧) .


(١) نهج البلاغة : الخطبة ٧٥ .
(٢) معانى الأخبار : ٥٨ / ٩ ، بشارة المصطفي : ١٢ كلاهما عن جابر الجعفى عن الإمام الباقر  ¼ .
(٣) ثُلّ عرش فلان ثَلاًّ : هُدم ، وزال أمر قومه (لسان العرب : ١١ / ٩٠) .
(٤) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٢٩٦ / ٣٨٤ .
(٥) غرر الحكم : ٣٧٧١ .
(٦) مصباح المتهجّد : ٧٥٧ / ٨٤٣ ، مصباح الزائر : ١٥٩ كلاهما عن الفيّاض بن محمّد الطرسوسى ، الإقبال : ٢ / ٢٥٩ عن الفيّاض بن محمّد بن عمر الطوسى وكلّها عن الإمام الرضا عن آبائه (ع) .
(٧) الأمالى للصدوق : ٨٨ / ٥٨ عن النعمان بن سعد ، روضة الواعظين : ١١٤ .

 ٢٤٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المنثورة

٣٦٧٤ ـ عنه  ¼ : أنا إمام البريّة ، ووصىّ خير الخليقة ، وزوج سيّدة نساء الاُمّة ، وأبو العترة الطاهرة والأئمّة الهادية . أنا أخو رسول الله  ½ ، ووصيّه ، ووليّه ، ووزيره ، وصاحبه ، وصفيّه ، وحبيبه ، وخليله . أنا أمير المؤمنين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وسيّد الوصيّين . حربى حرب الله ، وسلمى سلم الله ، وطاعتى طاعة الله ، وولايتى ولاية الله ، وشيعتى أولياء الله ، وأنصارى أنصار الله(١) .

٣٦٧٥ ـ عنه  ¼ : أنا سيّد الوصيّين ، ووصىّ سيّد النبيّين ، أنا إمام المسلمين ، وقائد المتّقين ، ومولي المؤمنين ، وزوج سيّدة نساء العالمين . أنا المتختّم باليمين ، والمعفّر للجبين . أنا الذى هاجرت الهجرتين ، وبايعت البيعتين . أنا صاحب بدر وحنين ، أنا الضارب بالسيفين ، والحامل علي فرسين .

أنا وارث علم الأوّلين ، وحجّة الله علي العالمين بعد الأنبياء ومحمّدعبد الله  ½ خاتم النبيّين ، أهل موالاتى مرحومون ، وأهل عداوتى ملعونون . ولقد كان حبيبى رسول الله  ½ كثيراً ما يقول لى : يا علىّ حبّك تقوي وإيمان ، وبغضك كفر ونفاق ، وأنا بيت الحكمة ، وأنت مفتاحه ، وكذب من زعم أنّه يحبّنى ويبغضك(٢) .

٣٦٧٦ ـ عنه  ¼ : أنا خليفة رسول الله ووزيره ووارثه ، أنا أخو رسول الله ووصيّه وحبيبه ، أنا صفىّ رسول الله وصاحبه . أنا ابن عمّ رسول الله ، وزوج ابنته ، وأبو ولده . أنا سيّد الوصيّين ، ووصىّ سيّد النبيّين . أنا الحجّة العظمي ، والآية الكبري ، والمَثل الأعلي ، وباب النبىّ المصطفي . أنا العروة الوثقي ، وكلمة


(١) من لا يحضره الفقيه : ٤ / ٤١٩ / ٥٩١٨ ، بشارة المصطفي : ١٩١ وفيه "خير" بدل "إمام" وكلاهما عن الأصبغ ابن نباتة .
(٢) الأمالى للصدوق : ٧٧ / ٤٤ ، بشارة المصطفي : ١٥٦ ، روضة الواعظين : ١٢٥ كلّها عن الأصبغ بن نباتة .

 ٢٥٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المنثورة

التقوي ، وأمين الله ـ تعالي ذكره ـ علي أهل الدنيا(١) .

٣٦٧٧ ـ عنه  ¼ : أنا الهادى ، وأنا المهتدى . وأنا أبو اليتامي والمساكين ، وزوج الأرامل ، وأنا ملجأ كلّ ضعيف ، ومأمن كلّ خائف . وأنا قائد المؤمنين إلي الجنّة ، وأنا حبل الله المتين ، وأنا عروة الله الوثقي ، وكلمة التقوي . وأنا عين الله ، ولسانه الصادق ، ويده ، وأنا جنب الله الذى يقول : ³ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ  ²  (٢) . وأنا يد الله المبسوطة علي عباده بالرحمة والمغفرة ، وأنا باب حطّة .

من عرفنى وعرف حقّى فقد عرف ربّه ; لأنّى وصىّ نبيّه فى أرضه ، وحجّته علي خلقه ، لا ينكر هذا إلاّ رادّ علي الله ورسوله(٣) .

٣٦٧٨ ـ عنه  ¼ : أنا قلب الله الواعى ، ولسانه الناطق ، وأمينه علي سرّه ، وحجّته علي خلقه ، وخليفته علي عباده ، وعينه الناظرة فى بريّته ، ويده المبسوطة بالرأفة والرحمة ، ودينه الذى لا يصدّقنى إلاّ من محض الإيمان محضاً ، ولا يكذّبنى إلاّ من محض الكفر محضاً(٤) .

٣٦٧٩ ـ عنه  ¼ : أنا عين الله ، وأنا يد الله ، وأنا جنب الله ، وأنا باب الله(٥) .

٣٦٨٠ ـ الإمام الباقر  ¼ ـ فى قول الله عزّ وجلّ : ³ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي


(١) الأمالى للصدوق : ٩٢ / ٦٧ عن الأصبغ بن نباتة .
(٢) الزمر : ٥٦ .
(٣) التوحيد : ١٦٤ / ٢ ، معانى الأخبار : ١٧ / ١٤ ، الاختصاص : ٢٤٨ ; ينابيع المودّة : ٣ / ٤٠١ / ١ كلّها عن أبى بصير عن الإمام الصادق  ¼ .
(٤) الاختصاص : ٢٤٨ عن الحسن بن عبد الله عن الإمام الصادق  ¼ .
(٥) الكافى : ١ / ١٤٥ / ٨ عن هاشم بن أبى عمارة ، بصائر الدرجات : ٦١ / ٢ عن هاشم بن أبى عمّار .

 ٢٥١ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المنثورة

جَنْبِ اللَّهِ  ²  ـ : قال علىّ  ¼ : أنا جنب الله ، وأنا حسرة الناس يوم القيامة(١) .

٣٦٨١ ـ الإمام علىّ  ¼ : أنا علم الله ، وأنا قلب الله الواعى ، ولسان الله الناطق ، وعين الله ، وجنب الله ، وأنا يد الله(٢) .

٣٦٨٢ ـ الإرشاد عن حكيم بن جبير عن الإمام علىّ  ¼ : أنا عبد الله ، وأخو رسول الله ، ورثت نبىّ الرحمة ، ونكحت سيّدة نساء أهل الجنّة . وأنا سيّد الوصيّين ، وآخر أوصياء النبيّين ، لا يدّعى ذلك غيرى إلاّ أصابه الله بسوء .

فقال رجل من عبس كان جالساً بين القوم : من لا يحسن أن يقول هذا : "أنا عبد الله ، وأخو رسول الله" ! فلم يبرح مكانه حتي تخبّطه الشيطان(٣) ، فجُرّ برجله إلي باب المسجد . فسألنا قومه عنه ، فقلنا : هل تعرفون به عرضاً قبل هذا ؟

قالوا : اللهمّ لا(٤) .

٣٦٨٣ ـ الإمام علىّ  ¼ : إنّى مستوف رزقى ، ومجاهد نفسى ، ومنته إلي قسمى(٥) .

٣٦٨٤ ـ عنه  ¼ : إنّى محارب أملى ، ومنتظر أجلى(٦) .

٣٦٨٥ ـ عنه  ¼ : إنّى لعلي إقامة حجج الله اُقاول ، وعلي نصرة دينه اُجاهد


(١) تأويل الآيات الظاهرة : ٢ / ٥٢٠ / ٢٥ عن عطاء الهمدانى .
(٢) التوحيد : ١٦٤ / ١ عن عبد الرحمن بن كثير ، بصائر الدرجات : ٦٤ / ١٣ عن عبد المزاحم بن كثير وكلاهما عن الإمام الصادق  ¼ .
(٣) يَتَخَبَّطَنى الشيطان ، أى يَصرَعَنى ويَلعَبَ بى (النهاية : ٢ / ٨) .
(٤) الإرشاد : ١ / ٣٥٢ ; شرح نهج البلاغة : ٢ / ٢٨٧ نحوه .
(٥) غرر الحكم : ٣٧٧٥ .
(٦) غرر الحكم : ٣٧٧٤ .

 ٢٥٢ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المنثورة

واُقاتل(١) .

٣٦٨٦ ـ عنه  ¼ : إنّى لأرفع نفسى أن تكون حاجة لا يسعها جودى ، أو جهل لا يسعه حلمى ، أو ذنب لا يسعه عفوى ، أو أن يكون زمان أطول من زمانى(٢) .

٣٦٨٧ ـ عنه  ¼ : إنّى لأرفع نفسى أن أنهي الناس عمّا لست أنتهى عنه ، أو آمرهم بما لا أسبقهم إليه بعملى ، أو أرضي منهم بما لا يُرضى ربّى(٣) .

٣٦٨٨ ـ عنه  ¼ : إنّى والله ما أحثّكم علي طاعة إلاّ وأسبقكم إليها ، ولا أنهاكم عن معصية إلاّ وأتناهي قبلكم عنها(٤) .

٣٦٨٩ ـ عنه  ¼ : إنّى لمن قوم لا تأخذهم فى الله لومة لائم ، سيماهم سيما الصدّيقين ، وكلامهم كلام الأبرار ، عُمّار الليل ومنار النهار ، متمسّكون بحبل القرآن ، يحيون سنن الله وسنن رسوله ، لا يستكبرون ولا يعلون ، ولا يغلّون ، ولا يفسدون ، قلوبهم فى الجنان ، وأجسادهم فى العمل(٥) .

٣٦٩٠ ـ المناقب لابن المغازلى عن ابن عبّاس : نظر علىّ بن أبى طالب  ¼ فى وجوه الناس فقال : إنّى لأخو رسول الله ووزيره ، وقد علمتم أنّى أوّلكم إيماناً بالله ورسوله ، ثمّ دخلتم بعدى فى الإسلام رَسَلاً(٦) . وإنّى لابن عمّ رسول الله  ½ ، وأخوه ، وشريكه فى نسبه ، وأبو ولده ، وزوج ابنته سيّدة ولده وسيّدة نساء أهل


(١) غرر الحكم : ٣٧٧٧ .
(٢) غرر الحكم : ٣٧٧٨ .
(٣) غرر الحكم : ٣٧٨٠ .
(٤) نهج البلاغة : الخطبة ١٧٥ ، غرر الحكم : ٣٧٨١ .
(٥) نهج البلاغة : الخطبة ١٩٢ .
(٦) رَسَلاً : أى أفواجاً وفِرَقاً (لسان العرب : ١١ / ٢٨١) .

 ٢٥٣ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المنثورة

الجنّة .

ولقد عرفتم أنّا ما خرجنا مع رسول الله  ½ مخرجاً قطّ إلاّ رجعنا وأنا أحبّكم إليه ، وأوثقكم فى نفسه ، وأشدّكم نكايةً للعدوّ ، وأثراً فى العدوّ . ولقد رأيتم بعثته إيّاى ببراءة . ولقد آخي بين المسلمين ، فما اختار لنفسه أحداً غيرى . ولقد قال لى : أنت أخى وأنا أخوك فى الدنيا والآخرة . ولقد أخرج الناس من المسجد وتركنى . ولقد قال لى : أنت منّى بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبىّ بعدى(١) .

٣٦٩١ ـ الإمام علىّ  ¼ : إنّما مَثلى بينكم كمَثل السراج فى الظلمة ; يستضىء به من ولجها ، فاسمعوا أيّها الناس وعُوا ، وأحضروا آذان قلوبكم تفهموا(٢) .

٣٦٩٢ ـ عنه  ¼ : إنّما هى نفسى أروضها(٣) بالتقوي ; لتأتى آمنةً يوم الخوف الأكبر ، وتثبت علي جوانب المزلق . . . وايم الله ـ يميناً أستثنى فيها بمشيئة الله ـ لأروضنّ نفسى رياضةً تهشّ معها إلي القرص إذا قدرت عليه مطعوماً ، وتقنع بالملح مأدوماً ، ولأدعنّ مقلتى كعين ماء نضب معينها ، مستفرغةً دموعها .

أ تمتلئ السائمة من رعيها فتبرُك ، وتشبع الربيضة من عشبها فتربض ، ويأكل علىّ من زاده فيهجع ؟ ! قرّت إذاً عينه إذا اقتدي بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة ، والسائمة المرعيّة(٤) .

٣٦٩٣ ـ عنه  ¼ : إنّ الله تبارك اسمه امتحن بى عباده ، وقتل بيدى أضداده ، وأفني


(١) المناقب لابن المغازلى : ١١١ / ١٥٤ ; كشف الغمّة : ١ / ٨٠ ، بحار الأنوار : ٣٨ / ٣٣٠ / ٢ نقلا عن كتاب الأربعين عن يحيي بن العلاء الرازى عن الإمام الصادق عن أبيه    ¤ عن ابن عبّاس .
(٢) نهج البلاغة : الخطبة ١٨٧ ، غرر الحكم : ٣٨٨٣ وفيه صدره .
(٣) راضَ الدابّة يروضُها : وطّأها وذلّلها (لسان العرب : ٧ / ١٦٤) .
(٤) نهج البلاغة : الكتاب ٤٥ .

 ٢٥٤ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المنثورة

بسيفى جحّاده ، وجعلنى زلفة للمؤمنين ، وحياض موت علي الجبّارين ، وسيفه علي المجرمين ، وشدّ بى أزر(١) رسوله ، وأكرمنى بنصره ، وشرّفنى بعلمه ، وحبانى بأحكامه ، واختصّنى بوصيّته ، واصطفانى بخلافته فى اُمّته ; فقال  ½ ـ وقد حشده المهاجرون والأنصار وانغصّت بهم المحافل ـ : أيّها الناس ، إنّ عليّاً منّى كهارون من موسي ، إلاّ أنّه لا نبىّ بعدى .

فعقل المؤمنون عن الله نطق الرسول ، إذ عرفونى أنّى لست بأخيه لأبيه واُمّه كما كان هارون أخا موسي لأبيه واُمّه ، ولا كنت نبيّاً فاقتضى نبوّة ، ولكن كان ذلك منه استخلافاً لى كما استخلف موسي هارون    ¤ ، حيث يقول : ³ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ  ²  (٢) .

وقوله  ½ ـ حين تكلّمت طائفة فقالت : نحن موالى رسول الله  ½ ، فخرج رسول الله  ½ إلي حجّة الوداع ثمّ صار إلي غدير خمّ ، فأمر فاُصلح له شبه المنبر ، ثمّ علاه وأخذ بعضدى حتي رئى بياض إبطيه ، رافعاً صوته قائلاً فى محفله ـ : "من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه" ، فكانت علي ولايتى ولاية الله ، وعلي عداوتى عداوة الله . وأنزل الله عزّ وجلّ فى ذلك اليوم : ³ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِْسْلامَ دِينًا  ²  (٣) ، فكانت ولايتى كمال الدين ، ورضا الربّ جلّ ذكره .

وأنزل الله تبارك وتعالي اختصاصاً لى ، وتكرّماً نحلنيه ، وإعظاماً وتفضيلاً من رسول الله  ½ مَنحَنيه ، وهو قوله تعالي : ³ ثُمَّ رُدُّوا إِلَي اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَ لاَ لَهُ


(١) الأزر : الظهر والقوّة (لسان العرب : ٤ / ١٨) .
(٢) الأعراف : ١٤٢ .
(٣) المائدة : ٣ .

 ٢٥٥ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المنثورة

الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ  ²  (١) . فىَّ مناقب لو ذكرتُها لعظم بها الارتفاع ، فطال لها الاستماع(٢) .

٣٦٩٤ ـ كتاب سُليم بن قيس : جاء رجل إلي علىّ بن أبى طالب وأنا أسمع ، فقال : أخبرنى يا أمير المؤمنين بأفضل منقبة لك ؟ قال : ما أنزل الله فىَّ من كتابه . قال : وما أنزل الله فيك ؟ قال : قوله : ³ أَ فَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ  ²  ،(٣) أنا الشاهد من رسول الله  ½ . وقوله ³ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ  ²  (٤) إيّاى عني . ولم يَدَع شيئاً ممّا ذكر الله فيه إلاّ ذكره .

قال : فأخبرنى بأفضل منقبة لك من رسول الله  ½ . قال  ¼ : نصبه إيّاى بغدير خمّ ، فقام لى بالولاية من الله عزّ وجلّ بأمر الله تبارك وتعالي . وقوله : "أنت منّى بمنزلة هارون من موسي"(٥) .

٣٦٩٥ ـ الأمالى للمفيد عن الأصبغ بن نباتة : دخل الحارث الهمدانى علي أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب  ¼ فى نفر من الشيعة وكنتُ فيهم ، فجعل الحارث يتأوّد فى مشيته ، ويخبط(٦) الأرض بمحجنه(٧) ، وكان مريضاً ، فأقبل عليه أمير المؤمنين  ¼ ـ وكانت له منه منزلة ـ فقال : كيف تجدك يا حارث ؟


(١) الأنعام : ٦٢ .
(٢) الكافى : ٨ / ٢٦ / ٤ عن جابر بن يزيد عن الإمام الباقر  ¼ .
(٣) هود : ١٧ .
(٤) الرعد : ٤٣ .
(٥) كتاب سليم بن قيس : ٢ / ٩٠٣ / ٦٠ ، الاحتجاج : ١ ١/ ٣٦٨ / ٦٥ ، بحار الأنوار : ٣٧ / ٣٨٧ / ٣ و٤ وج ٤٠ / ١ / ٢ .
(٦) الخبط : الضرب (المصباح المنير : ١٦٣) .
(٧) المحْجَن : عصاً مُعقّفة الرأس كالصولجان ، والميم زائدة (النهاية : ١ / ٣٤٧) .

 ٢٥٦ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المنثورة

فقال : نال الدهر يا أمير المؤمنين منّى ، وزادنى أواراً(١) وغليلاً اختصام أصحابك ببابك . قال : وفيم خصومتهم ؟ قال : فيك وفى الثلاثة من قبلك ، فمن مفرط منهم غال ، ومقتصد تال ومن متردّد مرتاب ، لا يدرى أ يقدم أم يحجم . فقال : حسبك يا أخا همدان ، ألا إنّ خير شيعتى النمط الأوسط ; إليهم يرجع الغالى ، وبهم يلحق التالى .

فقال له الحارث : لو كشفتَ ـ فداك أبى واُمّى ـ الرينَ عن قلوبنا ، وجعلتنا فى ذلك علي بصيرة من أمرنا . قال  ¼ : قَدْك(٢) ، فإنّك امرؤ ملبوس عليك . إنّ دِين الله لا يعرف بالرجال ، بل بآية الحقّ ، فاعرف الحقّ تعرف أهله .

يا حارث ، إنّ الحقّ أحسن الحديث ، والصادع به مجاهد ، وبالحقّ اُخبرك ، فأرعنى سمعك ، ثمّ خبّر به من كان له حصافة(٣) من أصحابك .

ألا إنّى عبد الله ، وأخو رسوله ، وصدّيقه الأوّل ، صدّقته وآدم بين الروح والجسد ، ثمّ إنّى صدّيقه الأوّل فى اُمّتكم حقّاً ، فنحن الأوّلون ونحن الآخرون ، ونحن خاصّته ـ يا حارث ـ وخالصته ، وأنا صنوه ووصيّه ووليّه وصاحب نجواه وسرّه . اُوتيتُ فَهم الكتاب ، وفصل الخطاب ، وعلم القرون والأسباب ، واستُودعت ألف مفتاح ، يفتح كلّ مفتاح ألف باب ، يُفضى كلّ باب إلي ألف ألف عهد ، واُيّدت واتُّخذت ، واُمددت بليلة القدر نفلاً ، وإنّ ذلك يجرى لى ولمن استُحفظ من ذرّيّتى ما جري الليل والنهار حتي يرث الله الأرض ومن عليها ، واُبشّرك يا حارث لتعرفنى عند الممات ، وعند الصراط ، وعند الحوض ، وعند


(١) أى حرارة (النهاية : ١ / ٨٠) .
(٢) قَدْ : بمعني حسب ، ويقال للمخاطب : قَدْك : أى حسبك (النهاية : ٤ / ١٩) .
(٣) الحصيف : المحكم العقل ، وإحصاف الأمر : إحكامه (النهاية : ١ / ٣٩٦) .

 ٢٥٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / الإمام يصف نفسه نظماً

المقاسمة .

قال الحارث : وما المقاسمة يا مولاى ؟ قال : مقاسمة النار ، اُقاسمها قسمة صحيحة ، أقول : هذا وليّى فاتركيه ، وهذا عدوّى فخذيه ، ثمّ أخذ أمير المؤمنين  ¼ بيد الحارث فقال :

يا حارث ، أخذتُ بيدك كما أخذ رسول الله  ½ بيدى فقال لى ـ وقد شكوتُ إليه حسد قريش والمنافقين لى ـ :"إنّه إذا كان يوم القيامة أخذتُ بحبل الله وبحُجزته ـ يعنى عصمته من ذى العرش تعالي ـ وأخذتُ أنت يا علىّ بحجزتى ، وأخذ ذرّيتك بحجزتك ، وأخذ شيعتكم بحجزتكم " ، فماذا يصنع الله بنبيّه ؟ وما يصنع نبيّه بوصيّه ؟ خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة ، نعم أنت مع [مَن](١) أحببت ولك ما اكتسبت ـ يقولها ثلاثاً ـ فقام الحارث يجرّ رداءه وهو يقول : ما اُبالى بعدها متي لقيتُ الموت أو لقينى(٢) .

٣ / ٧

الإمام يصف نفسه نظماً

٣٦٩٦ ـ تاريخ دمشق عن أبى عبيدة : كتب معاوية إلي علىّ بن أبى طالب  ¼ : يا أبا الحسن ، إنّ لى فضائل كثيرة ، وكان أبى سيّداً فى الجاهليّة ، وصرت ملكاً فى الإسلام ، وأنا صهر رسول الله  ½ ، وخال المؤمنين ، وكاتب الوحى .

فقال علىّ  ¼ : أ بِالفضائل يفخر علىَّ ابن آكلة الأكباد ؟ ! ثمّ قال  ¼ : اكتب يا


(١) سقط ما بين المعقوفين من المصدر وأثبتناه من المصادر الاُخري .
(٢) الأمالى للمفيد : ٣ / ٣ ، الأمالى للطوسى : ٦٢٥ / ١٢٩٢ ، بشارة المصطفي : ٤ ، تأويل الآيات الظاهرة : ٢ / ٦٤٩ / ١١ . راجع : علىّ عن لسان الشعراء / السيّد الحميرى .

 ٢٥٨ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / الإمام يصف نفسه نظماً

غلام :

محمّدُ النبى أخى وصهرى وحمزة سيّد الشهداء عمّى
وجعفرُ الذى يمسى ويضحى يطير مع الملائكةِ ابنِ اُمّى
وبنتُ محمّد سَكَنى وعرسى مَسُوطٌ لحمها بدمى ولحمى
وسبطا أحمد ولداى منها فأيّكمُ له سهمٌ كسهمى ؟ !
سبقتكمُ إلي الإسلام طرّاً صغيراً ما بلغتُ أوانَ حلمى

فقال معاوية : اخفوا هذا الكتاب ; لا يقرأه أهل الشام فيميلون إلي ابن أبى طالب(١) .

٣٦٩٧ ـ تاريخ دمشق عن زيد بن علىّ : اجتمعت قريش فى حلقة فتفاخروا حتي انتهوا إلي علىّ بن أبى طالب  ¼ ، فقالوا له : يا أبا الحسن قُل ، فقد قال أصحابك . قال : فقال علىّ  ¼ :

اللهُ أكرمنا بنصر نبيّه وبنا أقام دعائم الإسلامِ
وبنا أعزّ نبيّه وكتابهُ وأعزّنا بالنصر والإقدامِ
فى كلّ معركة تُطير سيوفُنا فيها الجماجمَ عن قراع الهامِ
ينتابنا جبريل فى أبياتنا بفرائض الإسلام والأحكامِ
فيكون أوّل مستحلّ حِلّهِ(٢) ومحرّم لله كلّ حرامِ

(١) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٥٢١ ، أنساب الأشراف : ٥ / ١١٩ ، البداية والنهاية : ٨ / ٨ ، الصواعق المحرقة : ١٣٢ ، ينابيع المودّة : ٣ / ١٤٣ ; الفصول المختارة : ٢٨٠ ، كنز الفوائد : ١ / ٢٦٦ ، الديوان المنسوب إلي الإمام علىّ  ¼ : ٥٦٢ / ٤٢٨ وفى الخمسة الأخيرة الأبيات فقط ، الاحتجاج : ١ / ٤٢٩ / ٩٣ ، روضة الواعظين : ٩٩ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١٧٠ كلاهما عن أبى الحسن المداينى نحوه .
(٢) فى المصدر : "حرمه"، والتصحيح من المناقب لابن شهر آشوب والديوان المنسوب إلي الإمام علىّ  ¼ .

 ٢٥٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / الإمام يصف نفسه نظماً

نحن الخيار من البريّة كلّها ونظامها وزمام كلّ زمامِ
الخائضو غمرات كلّ كريهة والضامنون حوادث الأيّامِ
والمبرمون قِوي الاُمور بعزّهم والناقضون مراير الإبرامِ
سائل أبا كرب وسائل تُبّعاً وأهل الحبر(١) والأزلامِ
إنّا لنمنع مَنْ أردنا منعهُ ونجود بالمعروف والإنعامِ
وتردّ عاديةَ الجيوش سيوفُنا ونقيم رأس الأصْيَد(٢) القمقامِ

فقالوا : يا أبا الحسن ، ما تركت لنا شيئاً ! !(٣)

٣٦٩٨ ـ تاريخ دمشق عن جابر بن عبد الله : سمعت عليّاً  ¼ ينشد رسول الله  ½ ـ وفى حديث أبى مسعود : ينشد ورسول الله  ½ يسمع ـ :

أنا أخُو المصطفي لا شكّ فى نسَبى معهُ ربيتُ وسبطاهُ هُما ولدى
جدّى وجدّ رسول الله منفردٌ وفاطمُ زوجى لا قول ذى فندِ
صدّقتُه وجميعُ الناس فى بَهَم من الضلالة والإشراك والنكدِ
فالحمد لله شكراً لا شريك له البَرّ بالعبد والباقى بلا أمدِ

ـ زاد الحدّاد ـ : فتبسّم رسول الله  ½ وقال : صدقت يا علىّ !(٤)


(١) كذا فى الطبعتين ، ولم يذكر هذا البيت فى الديوان المنسوب إلي الإمام على  ¼ .
(٢) الأصْيَد : الذى لا يستطيع الالتفات (لسان العرب : ٣ / ٢٦١) .
(٣) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٥٢٢ ; المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١٧٠ نحوه وفى صدره "و تذاكروا الفخر عند عمر فأنشأ  ¼ " الأبيات إلي "كلّ زمام" ، الديوان المنسوب إلي الإمام علىّ  ¼ : ٥٤٤ / ٤١٥ وفيه الأبيات فقط .
(٤) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٥٢١ / ٩٠٤٧ ، تاريخ أصبهان : ٢ / ٦٠ / ١٠٨٧ ، البداية والنهاية : ٨ / ٩ ، المناقب للخوارزمى : ١٥٧ / ١٨٦ ; الفصول المختارة : ١٧١ ، الأمالى للطوسى : ٢١٠ / ٣٦٤ ، كنز الفوائد : ١ / ٢٦٥ ، الديوان المنسوب إلي الإمام علىّ  ¼ : ٢٣٢ / ١٥١ .

 ٢٦٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / الإمام يصف نفسه نظماً

٣٦٩٩ ـ الإمام علىّ  ¼ :

يهدّدنى بالعظيم الوليدُ فقلتُ : أنا ابن أبى طالبِ
أنا ابن المبجّل بالأبطحينْ وبالبيتِ من سلفى غالبِ
فلا تَحسَبنّى أخافُ الوليد ولا أنّنى عنه بالهائبِ
فيابن مُغيرة إنّى امرؤٌ سَموحُ الأنامل بالقاضبِ
طويل اللسان علي الشانئينْ قصيرُ اللسان علي الصاحبِ
خسرتم بتكذيبكمْ للرسول تعيبون ما ليس بالعائبِ
وكذّبتموهُ بوحىِ السماء ألا لعنة الله علي الكاذبِ(١) (٢)

٣٧٠٠ ـ عنه  ¼ :

لقد علم الاُناس بأنّ سهمى من الإسلام يَفضلُ كلّ سهمِ
وأحمد النبىّ أخى وصهرى عليه اللهُ صلّي وابنُ عمّى
وإنّى قائدٌ للناس طُرّاً إلي الإسلام من عُرب وعجمِ
وقاتل كلّ صِنديد رئيس وجبّار من الإسلام ضَخمِ
وفى القرآن ألزمهم ولائى وأوجب طاعتى فرضاً بعَزم
كما هارون من موسي أخوهُ كذاك أنا أخوه وذاك اسمى
لذاك أقامنى لهمُ إماماً وأخبرهم به بغديرِ خمِّ
فمن منكم يُعادلنى بسهمى وإسلامى وسابقتى ورَحْمى
فويل ثمّ ويل ثمّ ويلٌ لمن يلقي الإله غداً بظلمى
وويل ثمّ ويل ثمّ ويلٌ لجاحدِ طاعتى ومُزيد هضمى

(١) فى الطبعة المعتمدة : "للكاذب"، والصحيح ما أثبتناه كما فى طبعة منشورات نصايح: ٩٢ .
(٢) الديوان المنسوب إلي الإمام علىّ  ¼ : ١٠٤ / ٥٧ .

 ٢٦١ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / الإمام يصف نفسه نظماً

وويلٌ للذى يشقي سِفاهاً يُريد عداوتى من غير جُرم(١)

٣٧٠١ ـ شرح نهج البلاغة : كان أبو طالب كثيراً ما يخاف علي رسول الله  ½ البيات إذا عرف مضجعه ، يقيمُه ليلا من منامه ، ويُضجع ابنه عليّاً مكانه ، فقال له علىٌّ ليلة : يا أبتِ ، إنّى مقتول . فقال له :

اصبِرَنْ يا بُنىّ فالصبر أحْجَي كلّ حىّ مصيره لشعوبِ
قدر الله والبلاء شديدٌ لفداءِ الحبيب وابنِ الحبيبِ
لفداءِ الأغرّ ذى الحسب الثا قبِ والباعِ والكريم النجيبِ
إنْ تُصِبك المنون فالنبل تُبْري فمُصيبٌ منها وغيرُ مصيبِ
كلُّ حىّ وإن تملّي بعُمر آخذٌ من مذاقِها بنصيبِ

فأجاب علىٌّ  ¼ فقال له :

أ تأمرنى بالصبر فى نصر أحمد وو اللهِ ما قلت الذى قلت جازعا
ولكنّنى أحببت أن تري نصرتى وتعلم أنّى لم أزَلْ لك طائعا
سأسعي لوجه الله فى نصر أحمدنبىّ الهدَي المحمود طفلا ويافعاً(٢)


(١) الديوان المنسوب إلي الإمام علىّ  ¼ : ٥٤٠ / ٤١٤ ; ينابيع المودّة : ١ / ٢١٢ وفيه "مريد" بدل "مُزيد" .
(٢) شرح نهج البلاغة : ١٤ / ٦٤ ; الفصول المختارة : ٥٨ ، المناقب لابن شهر آشوب : ١ / ٦٥ ، الديوان المنسوب إلي الإمام علىّ  ¼ : ٣٥٨ / ٢٧٤ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ٣٦ / ٤٦ .