٢٣٤ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة
٣ / ٥ ـ ٦ ٣٦٦٢ ـ الخصال عن مكحول : قال أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ¼ : لقد علم المستحفظون من أصحاب النبىّ محمّد ½ أنّه ليس فيهم رجلٌ له منقبة إلاّ وقد شركتُه فيها وفضلته(١) ، ولى سبعون منقبة لم يشركنى فيها أحدٌ منهم . قلت : يا أمير المؤمنين ، فأخبرنى بهنّ . فقال ¼ : إنّ أوّل منقبة لى : أنّى لم اُشرك بالله طرفة عين ، ولم أعبد اللات والعزّي . والثانية : أنّى لم أشرب الخمر قطّ . والثالثة : أنّ رسول الله استوهبنى عن أبى فى صبائى ، وكنت أكيله وشريبه ومونسه ومحدّثه . والرابعة : أنّى أوّل الناس إيماناً وإسلاماً . والخامسة : أنّ رسول الله ½ قال لى : يا علىّ ، أنت منّى بمنزلة هارون من موسي ، إلاّ أنّه لا نبىّ بعدى . والسادسة : أنّى كنت آخر الناس عهداً برسول الله ، ودليته فى حفرته . والسابعة : أنّ رسول الله ½ أنامنى علي فراشه حيث ذهب إلي الغار ، وسجّانى ببرده ، فلمّا جاء المشركون ظنّونى محمّداً ½ فأيقظونى ، وقالوا : ما فعل صاحبك ؟ فقلت : ذهب فى حاجته ، فقالوا : لو كان هرب لهرب هذا معه . (١) فَضَل فلانٌ علي غيره ; إذا غلب بالفضل عليهم (لسان العرب : ١١ / ٥٢٥) . ٢٣٥ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة
وأمّا الثامنة : فإنّ رسول الله ½ علّمنى ألف باب من العلم ، يفتح كلّ باب ألف باب ، ولم يعلّم ذلك أحداً غيرى . وأمّا التاسعة : فإنّ رسول الله ½ قال لى : يا علىّ ، إذا حشر الله عزّ وجلّ الأوّلين والآخرين نُصب لى منبر فوق منابر النبيّين ، ونُصب لك منبر فوق منابر الوصيّين فتر تقى عليه . وأمّا العاشرة فإنّى سمعت رسول الله ½ يقول : يا علىّ ، لا اُعطي فى القيامة إلاّ سألت لك مثله . وأمّا الحادية عشرة : فإنّى سمعت رسول الله ½ يقول : يا علىّ ، أنت أخى وأنا أخوك ، يدك فى يدى حتي تدخل الجنّة . وأمّا الثانية عشرة : فإنّى سمعت رسول الله ½ يقول : يا علىّ ، مَثلك فى اُمّتى كمَثل سفينة نوح ; من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق . وأمّا الثالثة عشرة : فإنّ رسول الله ½ عمّمنى بعمامة نفسه بيده ، ودعا لى بدعوات النصر علي أعداء الله ، فهزمتهم بإذن الله عزّ وجلّ . وأمّا الرابعة عشرة : فإنّ رسول الله ½ أمرنى أن أمسح يدى علي ضرع شاة قد يبس ضرعها ، فقلت : يا رسول الله ، بل امسح أنت . فقال : يا علىّ ، فعلك فعلى . فمسحتُ عليها يدى ، فدرّ علىَّ من لبنها ، فسقيت رسول الله ½ شربة ، ثمّ أتت عجوزة فشكت الظمأ فسقيتها ، فقال رسول الله ½ : إنّى سألت الله عزّ وجلّ أن يبارك فى يدك ، ففَعل . وأمّا الخامسة عشرة : فإنّ رسول الله ½ أوصي إلىّ وقال : يا علىّ ، لا يلى غسلى غيرك ، ولا يوارى عورتى غيرك ; فإنّه إن رأي أحدٌ عورتى غيرك تفقّأت ٢٣٦ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة
عيناه . فقلت له : كيف لى بتقليبك يا رسول الله ؟ فقال : إنّك ستعان ، فوَ الله ما أردت أن اُقلّب عضواً من أعضائه إلاّ قُلب لى . وأمّا السادسة عشرة : فإنّى أردت أن اُجرّده ، فنوديت : يا وصىّ محمّد ، لا تجرّده فغسِّله والقميص عليه ، فلا والله الذى أكرمه بالنبوّة وخصّه بالرسالة ما رأيت له عورة ، خصّنى الله بذلك من بين أصحابه . وأمّا السابعة عشرة : فإنّ الله عزّ وجلّ زوّجنى فاطمة ، وقد كان خطبها أبو بكر وعمر ، فزوّجنى الله من فوق سبع سماواته ، فقال رسول الله ½ : هنيئاً لك يا علىّ ; فإنّ الله عزّ وجلّ زوّجك فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة ، وهى بضعة منّى . فقلت : يا رسول الله ،أ وَلستُ منك ؟ فقال : بلي ، يا علىّ وأنت منّى وأنا منك كيمينى من شمالى ، لا أستغنى عنك فى الدنيا والآخرة . وأمّا الثامنة عشرة : فإنّ رسول الله ½ قال لى : يا علىّ ، أنت صاحب لواء الحمد فى الآخرة ، وأنت يوم القيامة أقرب الخلائق منّى مجلساً ، يبسط لى ، ويبسط لك ، فأكون فى زمرة النبيّين ، وتكون فى زمرة الوصيّين ، ويوضع علي رأسك تاج النور وإكليل الكرامة ، يحفّ بك سبعون ألف ملك حتي يفرغ الله عزّ وجلّ من حساب الخلائق . وأمّا التاسعة عشرة : فإنّ رسول الله ½ قال : ستقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، فمن قاتلك منهم فإنّ لك بكلّ رجل منهم شفاعة فى مائة ألف من شيعتك . فقلت : يا رسول الله ، فمن الناكثون ؟ قال : طلحة والزبير ، سيبايعانك بالحجاز ، وينكثانك بالعراق ، فإذا فعلا ذلك فحاربهما ; فإنّ فى قتالهما طهارة لأهل الأرض . قلت : فمن القاسطون ؟ قال : معاوية وأصحابه . قلت : فمن المارقون ؟ قال : أصحاب ذى الثُديّة ، وهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم ٢٣٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة
من الرمية ، فاقتلْهم ; فإنّ فى قتلهم فرجاً لأهل الأرض ، وعذاباً معجّلاً عليهم ، وذخراً لك عند الله عزّ وجلّ يوم القيامة . وأمّا العشرون : فإنّى سمعت رسول الله ½ يقول لى : مَثلك فى اُمّتى مَثل باب حطّة فى بنى إسرائيل ; فمن دخل فى ولايتك فقد دخل الباب كما أمره الله عزّ وجلّ . وأمّا الحادية والعشرون : فإنّى سمعت رسول الله ½ يقول : أنا مدينة العلم وعلىّ بابها ، ولن تُدخل المدينة إلاّ من بابها . ثمّ قال : يا علىّ ، إنّك سترعي ذمّتى ، وتقاتل علي سنّتى ، وتخالفك اُمّتى . وأمّا الثانية والعشرون : فإنّى سمعت رسول الله ½ يقول : إنّ الله تبارك وتعالي خلق ابنىَّ الحسن والحسين من نور ألقاه إليك وإلي فاطمة ، وهما يهتزّان كما يهتزّ القرطان إذا كانا فى الاُذنين ، ونورهما متضاعف علي نور الشهداء سبعين ألف ضعف . يا علىّ ، إنّ الله عزّ وجلّ قد وعدنى أن يكرمهما كرامة لا يكرم بها أحداً ما خلا النبيّين والمرسلين . وأمّا الثالثة والعشرون : فإنّ رسول الله ½ أعطانى خاتمه ـ فى حياته ـ ودرعه ومنطقته وقلّدنى سيفه وأصحابه كلّهم حضور ، وعمّى العبّاس حاضر ، فخصّنى الله عزّ وجلّ منه بذلك دونهم . وأمّا الرابعة والعشرون : فإنّ الله عزّ وجلّ أنزل علي رسوله : ³ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ² (١) ، فكان لى دينار ، فبعته عشرة دراهم ، فكنت إذا ناجيت رسول الله ½ أصّدّق قبل ذلك بدرهم ، (١) المجادلة : ١٢ . ٢٣٨ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة
وو الله ما فعل هذا أحدٌ من أصحابه قبلى ولا بعدى ; فأنزل الله عزّ وجلّ : ³ أَ أَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ² (١) الآية ، فهل تكون التوبة إلاّ من ذنب كان ! ! وأمّا الخامسة والعشرون : فإنّى سمعت رسول الله ½ يقول : الجنّة محرّمة علي الأنبياء حتي أدخلها أنا ، وهى محرّمة علي الأوصياء حتي تدخلها أنت . يا علىّ ، إنّ الله تبارك وتعالي بشّرنى فيك ببشري لم يبشّر بها نبيّاً قبلى ; بشّرنى بأنّك سيّد الأوصياء ، وأنّ ابنيك الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة يوم القيامة . وأمّا السادسة والعشرون : فإنّ جعفراً أخى الطيّارُ فى الجنّة مع الملائكة ، المزيّن بالجناحين من درّ وياقوت وزبرجد . وأمّا السابعة والعشرون : فعمّى حمزة سيّد الشهداء فى الجنّة . وأمّا الثامنة والعشرون : فإنّ رسول الله ½ قال : إنّ الله تبارك وتعالي وعدنى فيك وعداً لن يخلفه ، جعلنى نبيّاً وجعلك وصيّاً ، وستلقي من اُمّتى من بعدى ما لقى موسي من فرعون ، فاصبر واحتسب حتي تلقانى ، فاُوالى من والاك ، واُعادى من عاداك . وأمّا التاسعة والعشرون : فإنّى سمعت رسول الله ½ يقول : يا علىّ ، أنت صاحب الحوض ، لا يملكه غيرك . وسيأتيك قوم فيستسقونك ، فتقول : لا ، ولا مثل ذرّة ، فينصرفون مسودّة وجوههم . وسترد عليك شيعتى وشيعتك ، فتقول : رووا رواءً مرويّين ، فيروون مبيضّة وجوههم . وأمّا الثلاثون : فإنّى سمعت رسول الله ½ يقول : يُحشر اُمّتى يوم القيامة علي (١) المجادلة : ١٣ . ٢٣٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة
خمس رايات ; فأوّل راية ترد علىَّ راية فرعون هذه الاُمّة ، وهو معاوية . والثانية مع سامرىّ هذه الاُمّة ، وهو عمرو بن العاص . والثالثة مع جاثليق هذه الاُمّة ، وهو أبو موسي الأشعرى . والرابعة مع أبى الأعور السلمى . وأمّا الخامسة فمعك يا علىّ ، تحتها المؤمنون ، وأنت إمامهم . ثمّ يقول الله تبارك وتعالي للأربعة : ³ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ ² (١) ، وهم شيعتى ومن والانى ، وقاتل معى الفئة الباغية والناكبة عن الصراط ، وباب الرحمة وهم شيعتى ، فينادى هؤلاء : ³ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَىٰ وَلَـٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الاَْمَانِيُّ حَتَّىٰ جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ± فَالْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ² (٢) . ثمّ ترد اُمّتى وشيعتى فيروون من حوض محمّد ½ ، وبيدى عصا عوسج أطرد بها أعدائى طرد غريبة الإبل . وأمّا الحادية والثلاثون : فإنّى سمعت رسول الله ½ يقول : لولا أن يقول فيك الغالون من اُمّتى ما قالت النصاري فى عيسي ابن مريم ، لقلت فيك قولاً لا تمرّ بملأ من الناس إلاّ أخذوا التراب من تحت قدميك ; يستشفون به . وأمّا الثانية والثلاثون : فإنّى سمعت رسول الله ½ يقول : إنّ الله تبارك وتعالي نصرنى بالرعب ، فسألته أن ينصرك بمثله ، فجعل لك من ذلك مثل الذى جعل لى . وأمّا الثالثة والثلاثون : فإنّ رسول الله ½ التقم اُذنى وعلّمنى ما كان وما يكون إلي يوم القيامة ، فساق الله عزّ وجلّ ذلك إلىّ علي لسان نبيّه ½ . (١) الحديد : ١٣ . ٢٤٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة
وأمّا الرابعة والثلاثون : فإنّ النصاري ادّعوا أمراً ، فأنزل الله عزّ وجلّ فيه : ³ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَي الْكَاذِبِينَ ² (١) ، فكانت نفسى نفس رسول الله ½ ; والنساء فاطمة (ع) ; والأبناء الحسن والحسين . ثمّ ندم القوم ، فسألوا رسول الله ½ الإعفاء ، فأعفاهم . والذى أنزل التوراة علي موسي والفرقان علي محمّد ½ لو باهلونا لمُسخوا قردة وخنازير . وأمّا الخامسة والثلاثون : فإنّ رسول الله ½ وجّهنى يوم بدر فقال : ائتنى بكفّ حصيات مجموعة فى مكان واحد ، فأخذتها ثمّ شممتها ، فإذا هى طيبة تفوح منها رائحة المسك ، فأتيته بها ، فرمي بها وجوه المشركين ، وتلك الحصيات أربع منها كنّ من الفردوس ، وحصاة من المشرق ، وحصاة من المغرب ، وحصاة من تحت العرش ، مع كلّ حصاة مائة ألف ملك مدداً لنا ، لم يكرم الله عزّ وجلّ بهذه الفضيلة أحداً قبل ولا بعد . وأمّا السادسة والثلاثون : فإنّى سمعت رسول الله ½ يقول : ويل لقاتلك ; إنّه أشقي من ثمود ، ومن عاقر الناقة ، وإنّ عرش الرحمن ليهتزّ لقتلك ، فأبشر يا علىّ فإنّك فى زمرة الصدّيقين والشهداء والصالحين . وأمّا السابعة والثلاثون : فإنّ الله تبارك وتعالي قد خصّنى من بين أصحاب محمّد ½ بعلم الناسخ والمنسوخ ، والمحكم والمتشابه ، والخاصّ والعامّ ، وذلك ممّا منّ الله به علىَّ وعلي رسوله . وقال لى الرسول ½ : يا علىّ إنّ الله عزّ وجلّ أمرنى أن اُدنيك ولا اُقصيك ، واُعلّمك ولا أجفوك ، وحقّ علىَّ أن اُطيع ربّى ، (١) آل عمران : ٦١ . ٢٤١ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة
وحقّ عليك أن تعى . وأمّا الثامنة والثلاثون : فإنّ رسول الله ½ بعثنى بعثاً ، ودعا لى بدعوات ، واطلعنى علي ما يجرى بعده ، فحزن لذلك بعض أصحابه ، قال : لو قدر محمّد أن يجعل ابن عمّه نبيّاً لجعله ، فشرّفنى الله عزّ وجلّ بالاطّلاع علي ذلك علي لسان نبيّه ½ . وأمّا التاسعة والثلاثون : فإنّى سمعت رسول الله ½ يقول : كذب من زعم أنّه يحبّنى ويبغض عليّاً ; لا يجتمع حبّى وحبّه إلاّ فى قلب مؤمن . إنّ الله عزّ وجلّ جعل أهل حبّى وحبّك ـ يا علىّ ـ فى أوّل زمرة السابقين إلي الجنّة ، وجعل أهل بغضى وبغضك فى أوّل زمرة الضالّين من اُمّتى إلي النار . وأمّا الأربعون : فإنّ رسول الله ½ وجّهنى فى بعض الغزوات إلي رَكىٍّ(١) فإذا ليس فيه ماء ، فرجعت إليه فأخبرته ، فقال : أ فيه طين ؟ قلت : نعم . فقال ، ائتنى منه ، فأتيت منه بطين ، فتكلّم فيه ، ثمّ قال : ألقِه فى الركىّ ، فألقيته ، فإذا الماء قد نبع حتي امتلأ جوانب الركىّ ، فجئت إليه فأخبرته ، فقال لى : وفّقت يا علىّ ، وببركتك نبع الماء . فهذه المنقبة خاصّة بى من دون أصحاب النبىّ ½ . وأمّا الحادية والأربعون : فإنّى سمعت رسول الله ½ يقول : أبشر يا علىّ ; فإنّ جبرئيل أتانى فقال لى : يا محمّد إنّ الله تبارك وتعالي نظر إلي أصحابك فوجد ابن عمّك وختنك علي ابنتك فاطمة خير أصحابك ، فجعله وصيّك والمؤدّى عنك . وأمّا الثانية والأربعون : فإنّى سمعت رسول الله يقول : أبشر يا علىّ ; فإنّ منزلك فى الجنّة مواجه منزلى ، وأنت معى فى الرفيق الأعلي فى أعلي علّيّين . ٢٤٢ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة
قلت : يا رسول الله ½ ، وما أعلي علّيّون ؟ فقال : قبّة من درّة بيضاء ، لها سبعون ألف مصراع ، مسكن لى ولك يا علىّ . وأمّا الثالثة والأربعون : فإنّ رسول الله ½ قال : إنّ الله عزّ وجلّ رسخ حبّى فى قلوب المؤمنين ، وكذلك رسخ حبّك ـ يا علىّ ـ فى قلوب المؤمنين ، ورسخ بغضى وبغضك فى قلوب المنافقين ; فلا يحبّك إلاّ مؤمن تقىّ ، ولا يبغضك إلاّ منافق كافر . وأمّا الرابعة والأربعون : فإنّى سمعت رسول الله ½ يقول : لن يبغضك من العرب إلاّ دعىّ ، ولا من العجم إلاّ شقىّ ، ولا من النساء إلاّ سَلقلقيّة(١) . وأمّا الخامسة والأربعون : فإنّ رسول الله ½ دعانى وأنا رَمِد العين ، فتفل فى عينى ، وقال : اللهمّ اجعل حرّها فى بردها ، وبردها فى حرّها ، فوَ الله ، ما اشتكت عينى إلي هذه الساعة . وأمّا السادسة والأربعون : فإنّ رسول الله ½ أمر أصحابه وعمومته بسدّ الأبواب ، وفتح بابى بأمر الله عزّ وجلّ . فليس لأحد منقبة مثل منقبتى . وأمّا السابعة والأربعون : فإنّ رسول الله ½ أمرنى فى وصيّته بقضاء ديونه وعِداته ، فقلت : يا رسول الله ، قد علمت أنّه ليس عندى مال ! فقال : سيعينك الله . فما أردت أمراً من قضاء ديونه وعِداته إلاّ يسّره الله لى ، حتي قضيت ديونه وعِداته ، وأحصيت ذلك فبلغ ثمانين ألفاً ، وبقى بقيّة أوصيت الحسن أن يقضيها . وأمّا الثامنة والأربعون : فإنّ رسول الله ½ أتانى فى منزلى ، ولم يكن طعمنا منذ ثلاثة أيّام ، فقال : يا علىّ ، هل عندك من شىء ؟ فقلت : والذى أكرمك (١) السَّلَقلَق : المرأة السليطة ، والتى تحيض من دبرها (مجمع البحرين : ٢ / ٨٦٦) . ٢٤٣ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة
بالكرامة واصطفاك بالرسالة ما طعمت وزوجتى وابناى منذ ثلاثة أيّام ، فقال النبىّ ½ : يا فاطمة ، ادخلى البيت وانظرى هل تجدين شيئاً ؟ فقالت : خرجت الساعة ! فقلت : يا رسول الله ، أدخله أنا ؟ فقال : ادخل باسم الله . فدخلت ، فإذا أنا بطبق موضوع عليه رطب من تمر ، وجفنة(١) من ثريد ، فحملتها إلي رسول الله ½ فقال : يا علىّ ، رأيتَ الرسول الذى حمل هذا الطعام ؟ فقلت : نعم . فقال : صِفه لى . فقلت : من بين أحمر وأخضر وأصفر . فقال : تلك خطط جناح جبرئيل ¼ مكلّلة بالدرّ والياقوت . فأكلنا من الثريد حتي شبعنا ، فما رأي إلاّ خدش أيدينا وأصابعنا . فخصّنى الله عزّ وجلّ بذلك من بين أصحابه . وأمّا التاسعة والأربعون : فإنّ الله تبارك وتعالي خصّ نبيّه ½ بالنبوّة ، وخصّنى النبىّ ½ بالوصيّة ، فمن أحبّنى فهو سعيد يحشر فى زمرة الأنبياء (ع) . وأمّا الخمسون : فإنّ رسول الله ½ بعث ببراءة مع أبى بكر ، فلمّا مضي أتي جبرئيل ¼ فقال : يا محمّد ، لا يؤدّى عنك إلاّ أنت أو رجل منك . فوجّهنى علي ناقته العضباء ، فلحقته بذى الحليفة فأخذتها منه ، فخصّنى الله عزّ وجلّ بذلك . وأمّا الحادية والخمسون : فإنّ رسول الله ½ أقامنى للناس كافّة يوم غدير خمّ ، فقال : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، فبُعداً وسحقاً للقوم الظالمين . وأمّا الثانية والخمسون : فإنّ رسول الله ½ قال : يا علىّ ، أ لا اُعلّمك كلمات علّمنيهنّ جبرئيل ¼ ؟ ! فقلت : بلي . قال : قل : يا رازق المقلّين ، ويا راحم المساكين ، ويا أسمع السامعين ، ويا أبصر الناظرين ، ويا أرحم الراحمين ، ارحمنى وارزقنى . (١) الجَفنة : أعظم ما يكون من القصاع (لسان العرب : ١٣ / ٨٩) . ٢٤٤ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة
وأمّا الثالثة والخمسون : فإنّ الله تبارك وتعالي لن يذهب بالدنيا حتي يقوم منّا القائم ، يقتل مبغضينا ، ولا يقبل الجزية ، ويكسر الصليب والأصنام ، ويضع الحرب أوزارها ، ويدعو إلي أخذ المال فيقسمه بالسويّة ، ويعدل فى الرعيّة . وأمّا الرابعة والخمسون : فإنّى سمعت رسول الله ½ يقول : يا علىّ ، سيلعنك بنو اُميّة ، ويردّ عليهم ملك بكلّ لعنة ألف لعنة ، فإذا قام القائم لعنهم أربعين سنة . وأمّا الخامسة والخمسون : فإنّ رسول الله ½ قال لى : سيفتتن فيك طوائف من اُمّتى ; فيقولون : إنّ رسول الله ½ لم يخلّف شيئاً ، فبماذا أوصي عليّاً ؟ أ وَليس كتاب ربّى أفضل الأشياء بعد الله عزّ وجلّ ! ! والذى بعثنى بالحقّ لئن لم تجمعه بإتقان لم(١) يجمع أبداً . فخصّنى الله عزّ وجلّ بذلك من دون الصحابة . وأمّا السادسة والخمسون : فإنّ الله تبارك وتعالي خصّنى بما خصّ به أولياءه وأهل طاعته ، وجعلنى وارث محمّد ½ ; فمن ساءه ساءه ، ومن سرّه سرّه ـ وأومأ بيده نحو المدينة ـ . وأمّا السابعة والخمسون : فإنّ رسول الله ½ كان فى بعض الغزوات ، ففقد الماء ، فقال لى : يا علىّ ، قم إلي هذه الصخرة ، وقل : أنا رسول رسول الله ، انفجرى لى ماء . فوَ الله الذى أكرمه بالنبوّة لقد أبلغتها الرسالة ، فاطلع منها مثل ثدى البقر ، فسال من كلّ ثدى منها ماء ، فلمّا رأيت ذلك أسرعت إلي النبىّ ½ فأخبرته ، فقال : انطلق يا علىّ ، فخذ من الماء ، وجاء القوم حتي ملؤوا قِرَبهم وأداواتهم ، وسقوا دوابّهم ، وشربوا ، وتوضّؤوا . فخصّنى الله عزّ وجلّ بذلك من دون الصحابة . ٢٤٥ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة
وأمّا الثامنة والخمسون : فإنّ رسول الله ½ أمرنى فى بعض غزواته ـ وقد نفد الماء ـ فقال : يا علىّ ، ائتنى بَتْور(١) . فأتيته به ، فوضع يده اليمني ويدى معها فى التور ، فقال : انبع ، فنبع الماء من بين أصابعنا . وأمّا التاسعة والخمسون : فإنّ رسول الله ½ وجّهنى إلي خيبر ، فلمّا أتيته وجدت الباب مغلقاً ، فزعزعته شديداً ، فقلعته ورميت به أربعين خطوة ، فدخلت ، فبرز إلىّ مرحب ، فحمل علىَّ وحملت عليه ، وسقيت الأرض من دمه . وقد كان وجّه رجلين من أصحابه فرجعا منكسفين . وأمّا الستّون : فإنّى قتلت عمرو بن عبد ودّ ، وكان يعدّ بألف رجل . وأمّا الحادية والستّون : فإنّى سمعت رسول الله ½ يقول : يا علىّ ، مَثلك فى اُمّتى مثل ³ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ² (٢) ; فمن أحبّك بقلبه فكأنّما قرأ ثلث القرآن ، ومن أحبّك بقلبه وأعانك بلسانه فكأنّما قرأ ثلثى القرآن ، ومن أحبّك بقلبه وأعانك بلسانه ونصرك بيده فكأنّما قرأ القرآن كلّه . وأمّا الثانية والستّون : فإنّى كنت مع رسول الله ½ فى جميع المواطن والحروب ، وكانت رايته معى . وأمّا الثالثة والستّون : فإنّى لم أفرَّ من الزحف قطّ ، ولم يبارزنى أحد إلاّ سقيت الأرض من دمه . وأمّا الرابعة والستّون : فإنّ رسول الله ½ اُتى بطير مشوىّ من الجنّة ، فدعا الله عزّ وجلّ أن يدخل عليه أحبّ خلقه إليه ، فوفّقنى الله للدخول عليه حتي أكلت (١) هو إناءٌ من صُفر أو حجارة كالإجّانة وقد يتوضّأ منه (النهاية : ١ / ١٩٩) . ٢٤٦ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المعدودة / لى سبعون منقبة
معه من ذلك الطير . وأمّا الخامسة والستّون : فإنّى كنت اُصلّى فى المسجد فجاء سائل ، فسأل وأنا راكع ، فناولته خاتمى من إصبعى ، فأنزل الله تبارك وتعالي فىَّ : ³ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ² (١) . وأمّا السادسة والستّون : فإنّ الله تبارك وتعالي ردّ علىَّ الشمس مرّتين ، ولم يردّها علي أحد من اُمّة محمّد ½ غيرى . وأمّا السابعة والستّون : فإنّ رسول الله ½ أمر أن اُدعي بإمرة المؤمنين فى حياته وبعد موته ، ولم يطلق ذلك لأحد غيرى . وأمّا الثامنة والستّون : فإنّ رسول الله ½ قال : يا علىّ ، إذا كان يوم القيامة نادي مناد من بطنان العرش : أين سيّد الأنبياء ؟ فأقوم ، ثمّ ينادى : أين سيّد الأوصياء ؟ فتقوم ، ويأتينى رضوان بمفاتيح الجنّة ، ويأتينى مالك بمقاليد النار ، فيقولان : إنّ الله جلّ جلاله أمرنا أن ندفعها إليك ، ونأمرك أن تدفعها إلي علىّ بن أبى طالب ، فتكون ـ يا علىّ ـ قسيم الجنّة والنار . وأمّا التاسعة والستّون : فإنّى سمعت رسول الله ½ يقول : لولاك ما عُرف المنافقون من المؤمنين . وأمّا السبعون : فإنّ رسول الله ½ نام ونوّمنى وزوجتى فاطمة وابنىَّ الحسن والحسين ، وألقي علينا عباءة قُطوانيّة ، فأنزل الله تبارك وتعالي فينا : ³ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ² (٢) ، وقال جبرئيل ¼ : أنا (١) المائدة : ٥٥ . ٢٤٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المنثورة
منكم يا محمّد ، فكان سادسنا جبرئيل ¼ (١) . ٣ / ٦ ٣٦٦٣ ـ الإمام علىّ ¼ : أنا ربّانىّ هذه الاُمّة(٢) . ٣٦٦٤ ـ عنه ¼ : أنا داعيكم إلي طاعة ربّكم ، ومرشدكم إلي فرائض دينكم ، ودليلكم إلي ما يُنجيكم(٣) . ٣٦٦٥ ـ عنه ¼ : أنا أنف الهدي وعيناه ، فلا تستوحشوا من طريق الهدي ; لقلّة من يغشاه(٤) . ٣٦٦٦ ـ عنه ¼ : أنا شاهد لكم ، وحجيجٌ يوم القيامة عنكم(٥) . ٣٦٦٧ ـ عنه ¼ : أنا أولي برسول الله حيّاً وميّتاً ، وأنا وصيّه ووزيره ومستودع سرّه وعلمه ، وأنا الصدّيق الأكبر ، والفاروق الأعظم ، وأوّل مَن آمن به وصدّقه ، وأحسنكم بلاءً فى جهاد المشركين ، وأعرفكم بالكتاب والسنّة ، وأفقهكم فى الدين ، وأعلمكم بعواقب الاُمور ، وأذربكم(٦) لساناً ، وأثبتكم جناناً(٧) . (١) الخصال : ٥٧٢ / ١ . ٢٤٨ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المنثورة
٣٦٦٨ ـ عنه ¼ : أنا حجيج المارقين ، وخصيم الناكثين المرتابين(١) . ٣٦٦٩ ـ عنه ¼ : أنا أخو رسول الله ، وابن عمّه ، وسيف نقمته ، وعماد نصرته وبأسه وشدّته(٢) . ٣٦٧٠ ـ عنه ¼ : أنا قاتل الأقران ، ومجدّل الشجعان ، أنا الذى فقَأتُ عين الشرك ، وثللت(٣) عرشه ، غير ممتنٍّ علي الله بجهادى ، ولا مُدلٍّ إليه بطاعتى ، ولكن اُحدّث بنعمة ربّى(٤) . ٣٦٧١ ـ عنه ¼ : أنا خليفة رسول الله فيكم ، ومقيمكم علي حدود دينكم ، وداعيكم إلي جنّة المأوي(٥) . ٣٦٧٢ ـ عنه ¼ : أنا صراط الله الذى من لا يسلكه بطاعة الله فيه هوي به إلي النار ، أنا سبيله الذى نصبنى للاتّباع بعد نبيّه ½ ، أنا قسيم النار ، أنا حجّة الله علي الفجّار ، أنا نور الأنوار(٦) . ٣٦٧٣ ـ عنه ¼ : أنا حجّة الله ، وأنا خليفة الله ، وأنا صراط الله ، وأنا باب الله ، وأنا خازن علم الله ، وأنا المؤتمن علي سرّ الله ، وأنا إمام البريّة بعد خير الخليقة محمّد نبىّ الرحمة ½ (٧) . (١) نهج البلاغة : الخطبة ٧٥ . ٢٤٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المنثورة
٣٦٧٤ ـ عنه ¼ : أنا إمام البريّة ، ووصىّ خير الخليقة ، وزوج سيّدة نساء الاُمّة ، وأبو العترة الطاهرة والأئمّة الهادية . أنا أخو رسول الله ½ ، ووصيّه ، ووليّه ، ووزيره ، وصاحبه ، وصفيّه ، وحبيبه ، وخليله . أنا أمير المؤمنين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وسيّد الوصيّين . حربى حرب الله ، وسلمى سلم الله ، وطاعتى طاعة الله ، وولايتى ولاية الله ، وشيعتى أولياء الله ، وأنصارى أنصار الله(١) . ٣٦٧٥ ـ عنه ¼ : أنا سيّد الوصيّين ، ووصىّ سيّد النبيّين ، أنا إمام المسلمين ، وقائد المتّقين ، ومولي المؤمنين ، وزوج سيّدة نساء العالمين . أنا المتختّم باليمين ، والمعفّر للجبين . أنا الذى هاجرت الهجرتين ، وبايعت البيعتين . أنا صاحب بدر وحنين ، أنا الضارب بالسيفين ، والحامل علي فرسين . أنا وارث علم الأوّلين ، وحجّة الله علي العالمين بعد الأنبياء ومحمّدعبد الله ½ خاتم النبيّين ، أهل موالاتى مرحومون ، وأهل عداوتى ملعونون . ولقد كان حبيبى رسول الله ½ كثيراً ما يقول لى : يا علىّ حبّك تقوي وإيمان ، وبغضك كفر ونفاق ، وأنا بيت الحكمة ، وأنت مفتاحه ، وكذب من زعم أنّه يحبّنى ويبغضك(٢) . ٣٦٧٦ ـ عنه ¼ : أنا خليفة رسول الله ووزيره ووارثه ، أنا أخو رسول الله ووصيّه وحبيبه ، أنا صفىّ رسول الله وصاحبه . أنا ابن عمّ رسول الله ، وزوج ابنته ، وأبو ولده . أنا سيّد الوصيّين ، ووصىّ سيّد النبيّين . أنا الحجّة العظمي ، والآية الكبري ، والمَثل الأعلي ، وباب النبىّ المصطفي . أنا العروة الوثقي ، وكلمة (١) من لا يحضره الفقيه : ٤ / ٤١٩ / ٥٩١٨ ، بشارة المصطفي : ١٩١ وفيه "خير" بدل "إمام" وكلاهما عن الأصبغ ابن نباتة . ٢٥٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المنثورة
التقوي ، وأمين الله ـ تعالي ذكره ـ علي أهل الدنيا(١) . ٣٦٧٧ ـ عنه ¼ : أنا الهادى ، وأنا المهتدى . وأنا أبو اليتامي والمساكين ، وزوج الأرامل ، وأنا ملجأ كلّ ضعيف ، ومأمن كلّ خائف . وأنا قائد المؤمنين إلي الجنّة ، وأنا حبل الله المتين ، وأنا عروة الله الوثقي ، وكلمة التقوي . وأنا عين الله ، ولسانه الصادق ، ويده ، وأنا جنب الله الذى يقول : ³ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ² (٢) . وأنا يد الله المبسوطة علي عباده بالرحمة والمغفرة ، وأنا باب حطّة . من عرفنى وعرف حقّى فقد عرف ربّه ; لأنّى وصىّ نبيّه فى أرضه ، وحجّته علي خلقه ، لا ينكر هذا إلاّ رادّ علي الله ورسوله(٣) . ٣٦٧٨ ـ عنه ¼ : أنا قلب الله الواعى ، ولسانه الناطق ، وأمينه علي سرّه ، وحجّته علي خلقه ، وخليفته علي عباده ، وعينه الناظرة فى بريّته ، ويده المبسوطة بالرأفة والرحمة ، ودينه الذى لا يصدّقنى إلاّ من محض الإيمان محضاً ، ولا يكذّبنى إلاّ من محض الكفر محضاً(٤) . ٣٦٧٩ ـ عنه ¼ : أنا عين الله ، وأنا يد الله ، وأنا جنب الله ، وأنا باب الله(٥) . ٣٦٨٠ ـ الإمام الباقر ¼ ـ فى قول الله عزّ وجلّ : ³ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي (١) الأمالى للصدوق : ٩٢ / ٦٧ عن الأصبغ بن نباتة . ٢٥١ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المنثورة
جَنْبِ اللَّهِ ² ـ : قال علىّ ¼ : أنا جنب الله ، وأنا حسرة الناس يوم القيامة(١) .٣٦٨١ ـ الإمام علىّ ¼ : أنا علم الله ، وأنا قلب الله الواعى ، ولسان الله الناطق ، وعين الله ، وجنب الله ، وأنا يد الله(٢) . ٣٦٨٢ ـ الإرشاد عن حكيم بن جبير عن الإمام علىّ ¼ : أنا عبد الله ، وأخو رسول الله ، ورثت نبىّ الرحمة ، ونكحت سيّدة نساء أهل الجنّة . وأنا سيّد الوصيّين ، وآخر أوصياء النبيّين ، لا يدّعى ذلك غيرى إلاّ أصابه الله بسوء . فقال رجل من عبس كان جالساً بين القوم : من لا يحسن أن يقول هذا : "أنا عبد الله ، وأخو رسول الله" ! فلم يبرح مكانه حتي تخبّطه الشيطان(٣) ، فجُرّ برجله إلي باب المسجد . فسألنا قومه عنه ، فقلنا : هل تعرفون به عرضاً قبل هذا ؟ قالوا : اللهمّ لا(٤) . ٣٦٨٣ ـ الإمام علىّ ¼ : إنّى مستوف رزقى ، ومجاهد نفسى ، ومنته إلي قسمى(٥) . ٣٦٨٤ ـ عنه ¼ : إنّى محارب أملى ، ومنتظر أجلى(٦) . ٣٦٨٥ ـ عنه ¼ : إنّى لعلي إقامة حجج الله اُقاول ، وعلي نصرة دينه اُجاهد (١) تأويل الآيات الظاهرة : ٢ / ٥٢٠ / ٢٥ عن عطاء الهمدانى . ٢٥٢ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المنثورة
واُقاتل(١) . ٣٦٨٦ ـ عنه ¼ : إنّى لأرفع نفسى أن تكون حاجة لا يسعها جودى ، أو جهل لا يسعه حلمى ، أو ذنب لا يسعه عفوى ، أو أن يكون زمان أطول من زمانى(٢) . ٣٦٨٧ ـ عنه ¼ : إنّى لأرفع نفسى أن أنهي الناس عمّا لست أنتهى عنه ، أو آمرهم بما لا أسبقهم إليه بعملى ، أو أرضي منهم بما لا يُرضى ربّى(٣) . ٣٦٨٨ ـ عنه ¼ : إنّى والله ما أحثّكم علي طاعة إلاّ وأسبقكم إليها ، ولا أنهاكم عن معصية إلاّ وأتناهي قبلكم عنها(٤) . ٣٦٨٩ ـ عنه ¼ : إنّى لمن قوم لا تأخذهم فى الله لومة لائم ، سيماهم سيما الصدّيقين ، وكلامهم كلام الأبرار ، عُمّار الليل ومنار النهار ، متمسّكون بحبل القرآن ، يحيون سنن الله وسنن رسوله ، لا يستكبرون ولا يعلون ، ولا يغلّون ، ولا يفسدون ، قلوبهم فى الجنان ، وأجسادهم فى العمل(٥) . ٣٦٩٠ ـ المناقب لابن المغازلى عن ابن عبّاس : نظر علىّ بن أبى طالب ¼ فى وجوه الناس فقال : إنّى لأخو رسول الله ووزيره ، وقد علمتم أنّى أوّلكم إيماناً بالله ورسوله ، ثمّ دخلتم بعدى فى الإسلام رَسَلاً(٦) . وإنّى لابن عمّ رسول الله ½ ، وأخوه ، وشريكه فى نسبه ، وأبو ولده ، وزوج ابنته سيّدة ولده وسيّدة نساء أهل (١) غرر الحكم : ٣٧٧٧ . ٢٥٣ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المنثورة
الجنّة . ولقد عرفتم أنّا ما خرجنا مع رسول الله ½ مخرجاً قطّ إلاّ رجعنا وأنا أحبّكم إليه ، وأوثقكم فى نفسه ، وأشدّكم نكايةً للعدوّ ، وأثراً فى العدوّ . ولقد رأيتم بعثته إيّاى ببراءة . ولقد آخي بين المسلمين ، فما اختار لنفسه أحداً غيرى . ولقد قال لى : أنت أخى وأنا أخوك فى الدنيا والآخرة . ولقد أخرج الناس من المسجد وتركنى . ولقد قال لى : أنت منّى بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبىّ بعدى(١) . ٣٦٩١ ـ الإمام علىّ ¼ : إنّما مَثلى بينكم كمَثل السراج فى الظلمة ; يستضىء به من ولجها ، فاسمعوا أيّها الناس وعُوا ، وأحضروا آذان قلوبكم تفهموا(٢) . ٣٦٩٢ ـ عنه ¼ : إنّما هى نفسى أروضها(٣) بالتقوي ; لتأتى آمنةً يوم الخوف الأكبر ، وتثبت علي جوانب المزلق . . . وايم الله ـ يميناً أستثنى فيها بمشيئة الله ـ لأروضنّ نفسى رياضةً تهشّ معها إلي القرص إذا قدرت عليه مطعوماً ، وتقنع بالملح مأدوماً ، ولأدعنّ مقلتى كعين ماء نضب معينها ، مستفرغةً دموعها . أ تمتلئ السائمة من رعيها فتبرُك ، وتشبع الربيضة من عشبها فتربض ، ويأكل علىّ من زاده فيهجع ؟ ! قرّت إذاً عينه إذا اقتدي بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة ، والسائمة المرعيّة(٤) . ٣٦٩٣ ـ عنه ¼ : إنّ الله تبارك اسمه امتحن بى عباده ، وقتل بيدى أضداده ، وأفني (١) المناقب لابن المغازلى : ١١١ / ١٥٤ ; كشف الغمّة : ١ / ٨٠ ، بحار الأنوار : ٣٨ / ٣٣٠ / ٢ نقلا عن كتاب الأربعين عن يحيي بن العلاء الرازى عن الإمام الصادق عن أبيه ¤ عن ابن عبّاس . ٢٥٤ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المنثورة
بسيفى جحّاده ، وجعلنى زلفة للمؤمنين ، وحياض موت علي الجبّارين ، وسيفه علي المجرمين ، وشدّ بى أزر(١) رسوله ، وأكرمنى بنصره ، وشرّفنى بعلمه ، وحبانى بأحكامه ، واختصّنى بوصيّته ، واصطفانى بخلافته فى اُمّته ; فقال ½ ـ وقد حشده المهاجرون والأنصار وانغصّت بهم المحافل ـ : أيّها الناس ، إنّ عليّاً منّى كهارون من موسي ، إلاّ أنّه لا نبىّ بعدى . فعقل المؤمنون عن الله نطق الرسول ، إذ عرفونى أنّى لست بأخيه لأبيه واُمّه كما كان هارون أخا موسي لأبيه واُمّه ، ولا كنت نبيّاً فاقتضى نبوّة ، ولكن كان ذلك منه استخلافاً لى كما استخلف موسي هارون ¤ ، حيث يقول : ³ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ² (٢) . وقوله ½ ـ حين تكلّمت طائفة فقالت : نحن موالى رسول الله ½ ، فخرج رسول الله ½ إلي حجّة الوداع ثمّ صار إلي غدير خمّ ، فأمر فاُصلح له شبه المنبر ، ثمّ علاه وأخذ بعضدى حتي رئى بياض إبطيه ، رافعاً صوته قائلاً فى محفله ـ : "من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه" ، فكانت علي ولايتى ولاية الله ، وعلي عداوتى عداوة الله . وأنزل الله عزّ وجلّ فى ذلك اليوم : ³ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِْسْلامَ دِينًا ² (٣) ، فكانت ولايتى كمال الدين ، ورضا الربّ جلّ ذكره . وأنزل الله تبارك وتعالي اختصاصاً لى ، وتكرّماً نحلنيه ، وإعظاماً وتفضيلاً من رسول الله ½ مَنحَنيه ، وهو قوله تعالي : ³ ثُمَّ رُدُّوا إِلَي اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَ لاَ لَهُ (١) الأزر : الظهر والقوّة (لسان العرب : ٤ / ١٨) . ٢٥٥ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المنثورة
الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ² (١) . فىَّ مناقب لو ذكرتُها لعظم بها الارتفاع ، فطال لها الاستماع(٢) .٣٦٩٤ ـ كتاب سُليم بن قيس : جاء رجل إلي علىّ بن أبى طالب وأنا أسمع ، فقال : أخبرنى يا أمير المؤمنين بأفضل منقبة لك ؟ قال : ما أنزل الله فىَّ من كتابه . قال : وما أنزل الله فيك ؟ قال : قوله : ³ أَ فَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ² ،(٣) أنا الشاهد من رسول الله ½ . وقوله ³ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ² (٤) إيّاى عني . ولم يَدَع شيئاً ممّا ذكر الله فيه إلاّ ذكره . قال : فأخبرنى بأفضل منقبة لك من رسول الله ½ . قال ¼ : نصبه إيّاى بغدير خمّ ، فقام لى بالولاية من الله عزّ وجلّ بأمر الله تبارك وتعالي . وقوله : "أنت منّى بمنزلة هارون من موسي"(٥) . ٣٦٩٥ ـ الأمالى للمفيد عن الأصبغ بن نباتة : دخل الحارث الهمدانى علي أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ¼ فى نفر من الشيعة وكنتُ فيهم ، فجعل الحارث يتأوّد فى مشيته ، ويخبط(٦) الأرض بمحجنه(٧) ، وكان مريضاً ، فأقبل عليه أمير المؤمنين ¼ ـ وكانت له منه منزلة ـ فقال : كيف تجدك يا حارث ؟ (١) الأنعام : ٦٢ . ٢٥٦ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المناقب المنثورة
فقال : نال الدهر يا أمير المؤمنين منّى ، وزادنى أواراً(١) وغليلاً اختصام أصحابك ببابك . قال : وفيم خصومتهم ؟ قال : فيك وفى الثلاثة من قبلك ، فمن مفرط منهم غال ، ومقتصد تال ومن متردّد مرتاب ، لا يدرى أ يقدم أم يحجم . فقال : حسبك يا أخا همدان ، ألا إنّ خير شيعتى النمط الأوسط ; إليهم يرجع الغالى ، وبهم يلحق التالى . فقال له الحارث : لو كشفتَ ـ فداك أبى واُمّى ـ الرينَ عن قلوبنا ، وجعلتنا فى ذلك علي بصيرة من أمرنا . قال ¼ : قَدْك(٢) ، فإنّك امرؤ ملبوس عليك . إنّ دِين الله لا يعرف بالرجال ، بل بآية الحقّ ، فاعرف الحقّ تعرف أهله . يا حارث ، إنّ الحقّ أحسن الحديث ، والصادع به مجاهد ، وبالحقّ اُخبرك ، فأرعنى سمعك ، ثمّ خبّر به من كان له حصافة(٣) من أصحابك . ألا إنّى عبد الله ، وأخو رسوله ، وصدّيقه الأوّل ، صدّقته وآدم بين الروح والجسد ، ثمّ إنّى صدّيقه الأوّل فى اُمّتكم حقّاً ، فنحن الأوّلون ونحن الآخرون ، ونحن خاصّته ـ يا حارث ـ وخالصته ، وأنا صنوه ووصيّه ووليّه وصاحب نجواه وسرّه . اُوتيتُ فَهم الكتاب ، وفصل الخطاب ، وعلم القرون والأسباب ، واستُودعت ألف مفتاح ، يفتح كلّ مفتاح ألف باب ، يُفضى كلّ باب إلي ألف ألف عهد ، واُيّدت واتُّخذت ، واُمددت بليلة القدر نفلاً ، وإنّ ذلك يجرى لى ولمن استُحفظ من ذرّيّتى ما جري الليل والنهار حتي يرث الله الأرض ومن عليها ، واُبشّرك يا حارث لتعرفنى عند الممات ، وعند الصراط ، وعند الحوض ، وعند (١) أى حرارة (النهاية : ١ / ٨٠) . ٢٥٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / الإمام يصف نفسه نظماً
المقاسمة . قال الحارث : وما المقاسمة يا مولاى ؟ قال : مقاسمة النار ، اُقاسمها قسمة صحيحة ، أقول : هذا وليّى فاتركيه ، وهذا عدوّى فخذيه ، ثمّ أخذ أمير المؤمنين ¼ بيد الحارث فقال : يا حارث ، أخذتُ بيدك كما أخذ رسول الله ½ بيدى فقال لى ـ وقد شكوتُ إليه حسد قريش والمنافقين لى ـ :"إنّه إذا كان يوم القيامة أخذتُ بحبل الله وبحُجزته ـ يعنى عصمته من ذى العرش تعالي ـ وأخذتُ أنت يا علىّ بحجزتى ، وأخذ ذرّيتك بحجزتك ، وأخذ شيعتكم بحجزتكم " ، فماذا يصنع الله بنبيّه ؟ وما يصنع نبيّه بوصيّه ؟ خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة ، نعم أنت مع [مَن](١) أحببت ولك ما اكتسبت ـ يقولها ثلاثاً ـ فقام الحارث يجرّ رداءه وهو يقول : ما اُبالى بعدها متي لقيتُ الموت أو لقينى(٢) . ٣ / ٧ ٣٦٩٦ ـ تاريخ دمشق عن أبى عبيدة : كتب معاوية إلي علىّ بن أبى طالب ¼ : يا أبا الحسن ، إنّ لى فضائل كثيرة ، وكان أبى سيّداً فى الجاهليّة ، وصرت ملكاً فى الإسلام ، وأنا صهر رسول الله ½ ، وخال المؤمنين ، وكاتب الوحى . فقال علىّ ¼ : أ بِالفضائل يفخر علىَّ ابن آكلة الأكباد ؟ ! ثمّ قال ¼ : اكتب يا (١) سقط ما بين المعقوفين من المصدر وأثبتناه من المصادر الاُخري . ٢٥٨ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / الإمام يصف نفسه نظماً
غلام :
فقال معاوية : اخفوا هذا الكتاب ; لا يقرأه أهل الشام فيميلون إلي ابن أبى طالب(١) . ٣٦٩٧ ـ تاريخ دمشق عن زيد بن علىّ : اجتمعت قريش فى حلقة فتفاخروا حتي انتهوا إلي علىّ بن أبى طالب ¼ ، فقالوا له : يا أبا الحسن قُل ، فقد قال أصحابك . قال : فقال علىّ ¼ :
(١) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٥٢١ ، أنساب الأشراف : ٥ / ١١٩ ، البداية والنهاية : ٨ / ٨ ، الصواعق المحرقة : ١٣٢ ، ينابيع المودّة : ٣ / ١٤٣ ; الفصول المختارة : ٢٨٠ ، كنز الفوائد : ١ / ٢٦٦ ، الديوان المنسوب إلي الإمام علىّ ¼ : ٥٦٢ / ٤٢٨ وفى الخمسة الأخيرة الأبيات فقط ، الاحتجاج : ١ / ٤٢٩ / ٩٣ ، روضة الواعظين : ٩٩ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١٧٠ كلاهما عن أبى الحسن المداينى نحوه . ٢٥٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / الإمام يصف نفسه نظماً
فقالوا : يا أبا الحسن ، ما تركت لنا شيئاً ! !(٣) ٣٦٩٨ ـ تاريخ دمشق عن جابر بن عبد الله : سمعت عليّاً ¼ ينشد رسول الله ½ ـ وفى حديث أبى مسعود : ينشد ورسول الله ½ يسمع ـ :
ـ زاد الحدّاد ـ : فتبسّم رسول الله ½ وقال : صدقت يا علىّ !(٤) (١) كذا فى الطبعتين ، ولم يذكر هذا البيت فى الديوان المنسوب إلي الإمام على ¼ . ٢٦٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / الإمام يصف نفسه نظماً
٣٦٩٩ ـ الإمام علىّ ¼ :
٣٧٠٠ ـ عنه ¼ :
(١) فى الطبعة المعتمدة : "للكاذب"، والصحيح ما أثبتناه كما فى طبعة منشورات نصايح: ٩٢ . ٢٦١ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / الإمام يصف نفسه نظماً
٣٧٠١ ـ شرح نهج البلاغة : كان أبو طالب كثيراً ما يخاف علي رسول الله ½ البيات إذا عرف مضجعه ، يقيمُه ليلا من منامه ، ويُضجع ابنه عليّاً مكانه ، فقال له علىٌّ ليلة : يا أبتِ ، إنّى مقتول . فقال له :
فأجاب علىٌّ ¼ فقال له :
(١) الديوان المنسوب إلي الإمام علىّ ¼ : ٥٤٠ / ٤١٤ ; ينابيع المودّة : ١ / ٢١٢ وفيه "مريد" بدل "مُزيد" . |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||