الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد التاسع

 

 ٥ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ

الشعر من أروع ما أبدعه الفكر الجمالى لدي الإنسان . وهو من الوسائل المهمّة لتخليد الأفكار ، والأحداث ، والقيم ، ويعدّ أهمّ عامل لبثّ الأفكار والتعاليم .

الشعر يهيّج العواطف ، ويثير دفائن العقول . وقد تولّد القصائد المطوّلة والمقطوعات الشعريّة حماسةً وهياجاً وجلبةً فى المجتمع الإنسانى .

وكان الشعراء ـ علي مرّ التاريخ ـ أهمّ المنادين بالقيم ، والموسّعين لنطاق الأفكار ، والموجّهين للعواطف سواءً فيما يُحمد أم فيما يذمّ . . . وبهذه الرؤية نظر أئمّة الدين إلي الشعر ، وجدّوا فى دعوة الشعراء إلي الهدفيّة ، والالتزام ، والرويّة الرفيعة ، والصمود والصلابة ، والاستقامة وإلي مقارعة الرذائل والقبائح وضروب الظلم وكلّ ما يشين ، والثبات علي طريق بثّ القيم الإنسانيّة والدفاع عن الحقّ .

ومن المؤسف أن شهد التاريخ علي تواتر الأيّام استغلال المتسلّطين من أعداء

 ٦ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / بحث حول علىّ فى الشعر العربي

الفضيلة لهذا المظهر الجميل للروح الإنسانيّة استغلالاً سيّئاً ، فألجؤوا الشعراء إلي إنشاء المدائح الذليلة المذلّة الجارحة للعزّ والشمم ، وسجّلوا بهذا إحدي الصفحات السوداء للأدب والثقافة البشريّة .

وقد قال رسول الله  ½ ـ وهو نبىّ الحرّية والكرامة الإنسانيّة ـ : "احثوا فى وجوه المدّاحين الترابٍّ"(١) .

وقال أيضاً مبيّناً ما فى مدح الجبّارين والأقوياء من شديد القبح والوضاعة والحقارة : "إذا مُدح الفاجر اهتزّ العرش وغضب الربّ"(٢).

بيد أنّه  ½ كان من جهة اُخري يثنى علي الشاعر الذى ينشد فى الحقّ ، ويرفع صوته بمكرمة إنسانيّة ; ويدعو له ، ويثمّن عمله ، كما أثر عنه  ½ لمّا سمع أبياتاً من رائيّة النابغة الجعدى أنّه دعا له قائلاً : "لا يفضض الله فاك . . ."(٣) .

وكان هناك شعراء منذ قديم الأيّام لم يطيقوا مدح الظلم والولاء له ، ولم يَرُقْهم الثناء علي الظالمين ، بل كانوا ينشدون ملاحم المجد والعظمة والبهاء ، ويشيدون بالجمال والنور وصانعيه ، وكان دأبهم التواضع لوهج شمس الحقيقة المتألّقة . و هكذا كان منهم من وقف أمام القمّة الشاهقة لشخصيّة مولي الموحّدين وأمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب  ¼ ، ومدحوا ذلك الطود الأشمّ ، الفيّاض بالمكارم ، الذى تستمدّ منه وجودها جميع القيم الإنسانيّة الربّانيّة الرفيعة ، وسطّروا فى كلماتهم معالى ذلك الإنسان العظيم ، وشجاعته ، وشهامته ، واستبساله ، وعشقه ، وولهه فى الله تعالي ، وقدّموها لجميع الأجيال والأعصار .


(١) الأمالى الصدوق : ٥١٢ / ٧٠٧ ، بحار الأنوار : ٧٣ / ٢٩٤ / ١ وج ٧٦ / ٣٣١ .
(٢) تحف العقول : ٤٦ ، بحار الأنوار : ٧٧ / ١٥٢ / ٨٤.
(٣) الغيبة للطوسى : ١١٩ .

 ٧ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / بحث حول علىّ فى الشعر العربي

إنّ ما تطرّق إليه الشعراء من أوصاف إمام المحقّين ودليل الأبرار ; من ضروب تعظيمه ، وبيان أبعاد شخصيّته ، ممّا يثير الحماسة والهياج .

ومن مظاهر هذا التعظيم والتبجيل ذكر واقعة "غدير خمّ" العظيمة منذ لحظاتها الاُولي ، إذ قام حسّان بن ثابت ، وأنشد يقول :

يناديهم يوم الغدير نبيّهمبخمٍّ، وأسمع بالرسول مناديا

وإلي يومنا هذا خلّد الشعراء ذلك "الإبلاغ" العظيم فى مئات القصائد و المقطوعات . ونذكر فى هذا الفصل غيضاً من فيض ، وقطرةً من بحر ذلك الثناء و التعظيم ، والمظاهر الرفيعة للإبداعات الفنّية للاُدباء والشعراء ; الطافح شعرهم بالمشاعر الفيّاضة فى مدح مولي الموحّدين أمير المؤمنين  ¼ .

وتمتدّ هذه المدائح الثمينة من القرن الأوّل حتي قرننا هذا ، مع تأكيدنا المتكرّر أنّ هذه المدائح مختارات علي قدر ما يفسح به المجال ، وإلاّ فمن الواضح أنّها لو جمعت لبلغت مجلّدات من الكتب .

 ٨ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الأوّل

القرن الأوّل

١٠ / ١

كعب بن زهير (١)

٣٩٩١ ـ من شعراء القرن الأوّل ، يقول :

إنّ عليّاً لميمونٌ نقيبتُهُبالصالحات من الأفعال مشهورُ
صهر النبىّ وخيرُ الناس مفتخراًفكلُّ من رامه بالفخر مفخورُ
صلّي الطهورَ مع الاُمّىّ أوّلهمقبل المعاد وربّ الناس مكفورُ
مقاومٌ لطغاة الشرك يضربهمحتّي استقاموا ودين الله منصورُ
بالعدل قمتَ أميناً حين خالفهُأهل الهوي وذوو الأهواء والزورُ
يا خير من حملت نعلا له قدمٌبعد النبىّ لديه البغى مهجورُ
أعطاك ربّك فضلا لا زوال لهُمن أين أنّي له الأيّام تغييرُ(٢)

١٠ / ٢

بشر بن منقذ العبدى (٣)

٣٩٩٢ ـ (٤)من شعراء القرن الأوّل ، ومن أصحاب أمير المؤمنين  ¼ ، يقول ـ فى


(١) كان شاعراً فحلا مُجيداً ، وكان النبىّ  ½ قد أهدر دمه لأبيات قالها لمّا هاجر أخوه بجير بن زهير إلي النبىّ  ½ ، فهرب ثمّ أقبل إلي النبىّ  ½ مسلماً ، فأنشده فى المسجد قصيدته التى أوّلها "بانت سعاد فقلبى اليوم متبول" . وأورد ابن شهر آشوب أبياتاً له فى أمير المؤمنين  ¼ . توفّى سنة (٤٥ هـ ) (راجع أعيان الشيعة : ٩ / ٢٩) .
(٢) الديوان المنسوب إلي الإمام علىّ  ¼ (تحقيق الدكتور عمر فاروق) : ١٢ .
(٣)
(٤) (٣) أبو منقذ بشر بن منقذ المعروف بالأعور الشنّى العبدى : كان مع علىّ  ¼ فى الجمل وصفّين ، وكان من شعراء أهل العراق فى صفّين . وفى الطليعة : كان فارساً شجاعاً شاعراً ، له فى صفّين وغيرها مآثر وإخلاص لأمير المؤمنين  ¼ . توفّى فى زمن معاوية وولاية زياد علي الكوفة ، وقيل : قتله زياد فيمن قتل من شيعة علىّ  ¼ وذلك حدود سنة (٥٠ هـ ) (راجع أعيان الشيعة : ٣ / ٥٧٦) .

 ٩ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الأوّل / حسّان بن ثابت

الإمام علىّ وولديه الحسن والحسين (ع) ـ :

أبا حسن أنت شمسُ النهارِ وهذان فى الحادثات القمرْ
وأنت وهذان حتّي المماتِبمنزلة السمع بعد البصرْ
وأنتم اُناسٌ لكم سورةٌتُقصّر عنها أكفّ البشرْ
يخبّرنا الناس عن فضلكمْ وفضلكمُ اليوم فوق الخَبَرْ
عقدت لقوم اُولى نجدةٌمنَ اهل الحياء وأهل الخطرْ
مساميحُ بالموت عند اللقاءِ منّا وإخواننا من مضرْ
ومن حىّ ذى يمَن جلّةٌيقيمون فى النائباتِ الصَّعَرْ(١)
فكلّ يسرّك فى قومهِ ومن قال : لا فَبِفيهِ الحَجَرْ
ونحن الفوارس يوم الزبيرِ وطلحةَ إذ قيل أودي غَدرْ
ضربناهمُ قبل نصف النهارِإلي الليل حتّي قضينا الوطَرْ
ولم يأخذ الضرب إلاّ الرؤوسَ ولم يأخذ الطعن إلاّ الثغَرْ
فنحن اُولئك فى أمسنا ونحن كذلك فيما غبَرْ(٢)

١٠ / ٣

حسّان بن ثابت (٣)

٣٩٩٣ ـ (٤)من جهابذة شعراء القرن الأوّل ، يقول :


(١) الصَّعَر : التكبُّر (لسان العرب : ٤ / ٤٥٦) .
(٢) أعيان الشيعة : ٣ / ٥٧٧ .
(٣)
(٤) (٣) أبو الوليد حسّان بن ثابت بن المنذر : ولد حسّان قبل مولد النبىّ  ½ بثمان سنين ، وعاش مائة وعشرين سنة وتوفّى سنة (٥٤ هـ ) علي قول ، وبيت حسّان أحد بيوتات الشعر عريق فى الأدب ونظم القريض . وعن أبى عبيدة : إنّ العرب اجتمعت علي أنّ حسّان أشعر أهل المدن وأنّه فضل الشعراء بثلاث : كان شاعر الأنصار ، وشاعر النبىّ  ½ فى أيّامه ، وشاعر اليمن كلّها فى الإسلام (راجع الغدير : ٢ / ١٠٧) .

 ١٠ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الأوّل / حسّان بن ثابت

جزي الله خيراً والجزاء بكفِّهِأبا حسن عنّا ومَن كأبى حَسَنْ
سبقت قريشاً بالذى أنت أهلهُفصدرك مشروحٌ وقلبك ممتحنْ
تمنّت رجال من قريش أعزّةٌمكانَك هيهاتَ الهزالُ من السِّمَنْ!
وأنت من الإسلام فى كلّ منزل[ . . .](١) البطين من الرسنْ
وكنت المرجّي من لؤىّ بن غالبلما كان منه والذى بَعْدُ لم يكنْ
حفظت رسول الله فينا وعهدهُإليك ومن أولي به منك مَنْ ومَنْ ؟
أ لست أخاه فى الإخا ووصيّهُ وأعلم فِهر بالكتاب وبالسننْ(٢)

٣٩٩٤ ـ ويقول أيضاً :

أبا حسن تفديك نفسى واُسرتى وكلّ بطىء فى الهدي ومسارعِ
أ يذهب مدحٌ من محبّك ضائعاً ؟ ! وما المدح فى جنب الإله بضائعِ
فأنت الذى أعطيت إذ كنت راكعاًعلىٌّ فدتك النفسُ يا خير راكعِ
فأنزل فيك الله خير ولاية وبيّنها فى محكمات الشرائعِ(٣)

راجع : القسم الثالث / حديث الغدير / أبيات حسّان بن ثابت .


(١) هكذا بياض فى المصدر ، ولكن فى نسخة : "بمنزلة الطرف البطين من الرسن" ، وفى شرح نهج البلاغة : "بمنزلة الدلو . . ." .
(٢) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٢٨ ; شرح نهج البلاغة : ٦ / ٣٥ نحوه .
(٣) المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٦ ، بشارة المصطفي : ٢٦٦ ; المناقب للخوارزمى : ٢٦٥ / ٢٤٦ كلاهما نحوه .


إرجاعات 
٣١٠ - المجلد الثاني / القسم الثالث : جهود النبيّ لقيادة الإمام عليّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / أبيات حسّان بن ثابت

 ١١ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الأوّل / محمّد الحميري

١٠ / ٤

محمّد الحميرى (١)

٣٩٩٥ ـ يقول :

بحقّ محمّد قولوا بحقٍّفإنّ الإفك من شيم اللئامِ
أ بعد محمّد بأبى واُمّىرسولِ الله ذى الشرف الهمامِ
أ ليس علىٌّ افضل خلق ربّى وأشرف عند تحصيل الأنامِ ؟
ولايته هى الإيمان حقّاًفذرنى من أباطيل الكلامِ
وطاعة ربّنا فيها وفيهاشفاء للقلوب من السقامِ
علىُّ إمامُنا بأبى واُمّىأبو الحسن المطهّر من حرامِ
إمام هديً أتاه اللهُ علماًبه عُرف الحلال من الحرامِ
ولو أنّى قتلت النفس حبّاًله ما كان فيها من أثامِ
يحُلّ النارَ قومٌ أبغضوهُ وإن صلّوا وصاموا ألف عامِ

(١) محمّد بن عبد الله الحميرى : زميل عمرو بن العاص ، أحسبه ابن القاضى عبد الله بن محمّد الحميرى الذى قلَّدهُ معاوية بن أبى سفيان ديوان الخاتم . عدّه صاحب الغدير من شعراء القرن الأوّل الهجرى ، ولقصيدته "بحقّ محمّد قولوا بحقّ . . ." قصّة مشهورة ; فقد اجتمع الطرمّاح الطائى ، وهشام المرادى ، ومحمّد بن عبد الله الحميرى عند معاوية بن أبى سفيان ، فأخرج بدرة فوضعها بين يديه ، وقال : يا معشر شعراء العرب! قولوا قولكم فى علىّ بن أبى طالب ، ولا تقولوا إلاّ الحقّ ، وأنا نفىٌّ من صخر بن حرب إن أعطيت هذه البدرة إلاّ من قال الحقّ فى علىّ . فقام الطرمّاح وتكلّم فى علىّ ووقع فيه ، فقال له معاوية : اجلس فقد عرف الله نيّتك ورأي مكانك ! ثمّ قام هشام المرادى فقال أيضاً ووقع فيه ، فقال له معاوية : اجلس مع صاحبك فقد عرف الله مكانكما ! فقال عمرو بن العاص لمحمّد بن عبد الله الحميرى ـ وكان خاصّاً به ـ : تكلّم ولا تقل إلاّ الحقّ . فقام محمّد بن عبد الله فتكلّم ثمّ قال : "بحقّ محمّد . . ." القصيدة ، فقال معاوية : أنت أصدقهم قولا ، فخذ هذه البدرة (راجع الغدير : ٢ / ١٧٨) .

 ١٢ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الأوّل / اُمّ الهيثم بنت الأسود النخعيّة

ولا والله لا تزكو صلاةٌبغير ولاية العدل الإمامِ
أمير المؤمنين بك اعتمادى وبالغرّ الميامين اعتصامى
فهذا القول لى دِينٌ وهذاإلي لقياك يا ربّى كلامى
برئت من الذى عادي عليّاً وحاربه منَ اولاد الحرامِ
تناسوا نصبه فى يوم "خمٍّ"من البارى ومن خير الأنامِ
برغم الأنف من يشنأ كلامىعلىّ فضله كالبحر طامى(١)
وأبرأ من اُناس أخّروهُ وكان هو المقدّم بالمقامِ
علىّ هزّم الأبطال لمّارأوا فى كفّه ذات الحُسامِ
علي آل الرسول صلاةُ ربّىصلاةً بالكمال وبالتمامِ(٢)

١٠ / ٥

اُمّ الهيثم بنت الأسود النخعيّة (٣)

٣٩٩٦ ـ من صحابيّات أمير المؤمنين  ¼ ، تقول فى رثائه :

ألا يا عين ويحك فاسعديناأ لا تبكى أمير المؤمنينا!

(١) طما البحر فهو طام : ارتفع موجه (لسان العرب : ١٥ / ١٥) .
(٢) بشارة المصطفي : ١١ ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٢٥٩ / ٥٣١ ; فرائد السمطين : ١ / ٣٧٥ نحوه إلي "برئت" .
(٣) اُمّ الهيثم بنت الأسود ـ ويقال : بنت العريان ـ النخعيّة : تابعيّة من أصحاب أمير المؤمنين  ¼ ، شاعرة . ولم نجد من ذكرها باسم غير اُمّ الهيثم ، ولعلّ اسمها كنيتها ، أو أنّها اشتهرت بالكنية . وقد اختلف الرواة فى رواية هذه القصيدة اختلافاً كثيراً ، ويظهر أنّه وقع خلط من المؤرّخين بين القصيدة وقصيدة أبى الأسود الدؤلى التى هى علي وزنها وقافيتها ، حتي أنّ القصيدة المنسوبة إلي اُمّ الهيثم نسبها بعضهم بتمامها إلي أبى الأسود ، والظاهر أنّه لاتّحاد الوزن والقافية بين القصيدتين اُدخل شىء من قصيدتها فى قصيدة أبى الأسود وبالعكس اشتباهاً (راجع أعيان الشيعة : ٣ / ٤٨٨) .

 ١٣ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الأوّل / اُمّ الهيثم بنت الأسود النخعيّة

رزينا خير من ركب المطايا وخيّسها(١) ومن ركب السفينا
ومن لبس النعال ومن حذاها ومن قرأ المثانى والمئينا
وكنّا قبل مقتله بخيرنري مولي رسول الله فينا
يقيم الدين لا يرتاب فيه ويقضى بالفرائض مستبينا
ويدعو للجماعة مَن عصاه ويَنْهَكُ(٢) قطع أيدى السارقينا
وليس بكاتم علماً لديه ولم يخلق من المتجبّرينا
لعمر أبى لقد أصحابُ مصرعلي طول الصحابة أوجعونا
وغرّونا بأنّهمُ عكوفٌ وليس كذاك فعل العاكفينا
أ فى شهر الصيام فجعتمونابخير الناس طرّاً أجمعينا
ومن بعد النبىّ فخير نفسأبو حسن وخير الصالحينا
كأنّ الناس إذ فقدوا عليّاًنعامٌ جالَ فى بلد سنينا
ولو أنّا سئلنا المال فيهبذلنا المال فيه والبنينا
أشاب ذؤابتى وأطال حزنىاُمامةُ حين فارقْتِ القرينا
تطوف به لحاجتها إليهفلمّا استيأست رفعت رنينا
وعبرة اُمّ كلثوم إليهاتجاوبها وقد رأت اليقينا
فلا تشمت معاوية بن صخرفإن بقيّة الخلفاء فينا
وأجمعنا الإمارة عن تراضإلي ابن نبيّنا وإلي أخينا
ولا نعطى زمام الأمر فيناسواه الدهر آخر ما بقينا
وإنّ سَراتنا(٣) وذوى حجاناتواصوا أن نجيب إذا دعينا

(١) خيّسه : راضه وذلّله بالركوب (النهاية : ٢ / ٩٢) .
(٢) النَّهْك : المبالغة فى كلّ شىء (لسان العرب : ١٠ / ٥٠٠) أى يبالغ فى العقوبة .
(٣) سَراتنا : أى أشرافنا (النهاية : ٢ / ٣٦٣) .

 ١٤ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الأوّل / اُمّ سنان بنت خيثمة بن خرشة المذحجيّة

بكلّ مهنّد عضب وجردعليهنّ الكماة مسوّمينا(١)

١٠ / ٦

اُمّ سنان بنت خيثمة بن خرشة المذحجيّة (٢)

٣٩٩٧ ـ من شواعر القرن الأوّل ، تقول :

عَزُب(٣) الرقاد فمقلتى ما ترقُد والليل يصدر بالهموم ويوردُ
يا آل مذحج لا مقام فشمّرواإنّ العدوّ لآل أحمد يقصدُ
هذا علىّ كالهلال يحفّهُ وسط السماء من الكواكب أسعدُ
خيرُ الخلائق وابن عمّ محمّد وكفي بذاك لمن شناه(٤) تهدّدُ
ما زال مذ عرف الحروب مظفّراً والنصر فوق لوائه ما يفقدُ(٥)

٣٩٩٨ ـ ولها أيضاً :

إمّا هلكت أبا الحسين فلم تزلْبالحقّ تُعرف هادياً مهديّا
فاذهب عليك صلاة ربّك ما دعتفوق الغصون حمامةٌ قمريّا
قد كنت بعد محمّد خلفاً لناأوصي إليك بنا فكنت وفيّا
فاليوم لا خَلَفٌ نؤمّلُ بعدهُهيهاتَ نمدح بعده إنسيّا(٦)

(١) مقاتل الطالبيّين : ٥٥ ; المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣١٥ عن أبى الأسود الدؤلى وفيه بعض الأبيات .
(٢) راجع : علىّ عن لسان أصحابه / اُمّ سنان .
(٣) عَزُب : بَعُد عهده (النهاية : ٣ / ٢٢٧) .
(٤) شناه : أبغضه (لسان العرب : ١ / ١٠١) .
(٥) بلاغات النساء : ٩٢ .
(٦) بلاغات النساء : ٩٣ .


إرجاعات 
٣٥٨ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل السابع : عليّ عن لسان أصحابه / اُمُّ سِنان

 ١٥ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثاني

القرن الثانى

١٠ / ٧

الكميت بن زيد الأسدى (١)

٣٩٩٩ ـ من أشهر وأشجع شعراء أهل البيت (ع) ، يقول :

علىٌّ أمير المؤمنين وحقّهُمن الله مفروض علي كلّ مسلمِ
وإنّ رسول الله أوصي بحقّهِ وأشركه فى كلّ حقّ مقسّمِ
وزوّجه صدّيقةً لم يكن لهامعادلة غير البتولة مريمِ
وردّم أبواب الذين بني لهمبيوتاً سوي أبوابه لم يردّمِ
وأوجب يوماً بالغدير ولايةًعلي كلّ برّ من فصيح وأعجمِ(٢)

٤٠٠٠ ـ وله أيضاً :

نفي عن عينكَ الأرَقُ الهجوعا وهمٌّ يمترى منها الدموعا
دخيلٌ فى الفؤادِ يهيجُ سُقماً وحزناً كان من جَذَل منوعا
وتوكافُ(٣) الدموع علي اكتئابأحلَّ الدهر موجَعَهُ الضلوعا

(١) أبو المستهل الكميت بن زيد بن خنيس : قال أبو الفرج : شاعر مقدّم عالم بلغات العرب ، خبير بأيّامها ، من شعراء مضر وألسنتها ، وكان فى أيّام بنى اُميّة ، ولم يدرك الدولة العبّاسيّة ومات قبلها ، وكان معروفاً بالتشيّع لبنى هاشم مشهوراً بذلك . وقال بعضهم : كان فى الكميت عشر خصال لم تكن فى شاعر : كان خطيب أسد ، فقيه الشيعة ، حافظ القرآن العظيم ، ثبت الجنان ، كاتباً حسن الخطّ ، نسّابة جدلا ، وهو أوّل من ناظر فى التشيّع ، رامياً لم يكن فى أسد أرمي منه ، فارساً شجاعاً سخيّاً ديّناً ، وهو شاعر أهل البيت (ع) ، وقد ورد عنهم (ع) فى حقّه مدائح قيّمة ، ولادته سنة (٦٠ هـ ) ووفاته سنة (١٢٦ هـ ) (راجع الغدير : ٢ / ١٩٥ وص ٢١١) .
(٢) الغدير : ٢ / ١٩٥ .
(٣) وَكَفَ الدمع : سالَ (لسان العرب : ٩ / ٣٦٢) .

 ١٦ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثانى / السيّد الحِمْيري

ترقرق أسحماً دَرَراً وسكباًيشبّه سحّها غرباً هَموعا(١)
لفقدانِ الخضارِم من قريش وخيرِ الشافعين معاً شفيعا
لدي الرحمن يصدعُ بالمثانى وكان له أبو حسن قَريعا
حَطوطاً فى مسرّته وموليإلي مرضاة خالقِهِ سريعا
وأصفاه النبىُّ علي اختياربما أعيا الرفوض له المذيعا
ويوم الدوحِ دَوحِ غدير خمٍّأبان له الولايةَ لو اُطيعا
ولكنَّ الرجالَ تبايعوهافلم أَرَ مثلها خَطَراً مبيعا(٢)

١٠ / ٨

السيّد الحِمْيرى (٣)

٤٠٠١ ـ من أكابر الشعراء فى القرن الثانى ، يقول :

اُقسم بالله وآلائهِ والمرءُ عمّا قال مسؤولُ
إنّ علىّ بن أبى طالبعلي التقي والبرّ مجبولُ
وإنّه كان الإمام الذىله علي الاُمّة تفضيلُ
يقول بالحقّ ويُعني بهِ ولا تلهّيهِ الأباطيلُ

(١) الأسْحَم : السحاب ، يقال : أسحمتِ السماءُ : جسّت ماءها ، والغَرْب : الدلو العظيمة ، وَهَمَعَ : سال (لسان العرب : ١٢ / ٢٨٢ وج ١ / ٦٤٢ وج ٨ / ٣٧٥) .
(٢) الغدير : ٢ / ١٨٠ .
(٣) إسماعيل بن محمّد بن يزيد بن ربيعة الحِمْيرى : ولد فى سنة (١٠٥ هـ ) ، قال : كنت وأنا صبى أسمع أبوىّ يثلبان أمير المؤمنين  ¼ فأخرج عنهما وأبقي جائعاً ، واُؤثر ذلك علي الرجوع إليهما ، فأبيت فى المساجد جائعاً لحبّى لفراقهما وبغضى لهما . والذى يجمع عليه المؤرّخون أنّه اعتنق أوّل ما اعتنق المذهب الكيسانى ، ولكنّه اعتنق مذهب الإماميّة بعد أن لقى الإمام الصادق  ¼ فناظره وألزمه الحجّة . توفّى سنة (١٧٣ هـ ) ودفن بالجنينة ببغداد (راجع ديوان السيّد الحميرى : ٥) .

 ١٧ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثانى / السيّد الحِمْيري

كان إذا الحرب مرتها القنا(١) وأحجمت عنها البهاليلُ(٢)
يمشى إلي القرن وفى كفّهِأبيض ماضى الحدّ مصقولُ
مشى العُفَرْني(٣) بين أشبالهِأبرزه للقَنَص الغيلُ(٤)
ذاك الذى سلّم فى ليلةعليه ميكال وجبريلُ
ميكال فى ألف وجبريل فىألف ويتلوهم سَرافيلُ
ليلة بدر مدداً اُنزلواكأنّهم طيرٌ أبابيلُ
فسلّموا لمّا أتوا حذوهُ وذاك إعظام وتبجيلُ(٥)

٤٠٠٢ ـ وله أيضاً :

علىٌ أحبّ الناس إلاّ محمّداًإلىّ وزعنى من ملامك أو لُمِ
علىٌّ وصىّ المصطفي وابن عمّهِ وأوّل من صلّي ووحّد فاعلمِ
علىٌّ هو الهادى الإمام الذى بهأنار لنا من ديننا كلّ مظلمِ
علىٌّ ولىّ الحوض والذائد الذىيذبِّب عن أرجائه كلَّ مجرمِ
علىٌّ قسيم النار من قوله لها :ذرى ذا ، وهذا فاشربى منه واطعمى
خذى بالشوى ممّن يصيبك منهمُ ولا تقربى من كان حزبى فتَظلمى
علىٌّ غداً يُدعي فيكسوه ربّهُ ويدنيه حقّاً من رفيق مكرَّمِ
فإن كنتَ منه يوم يدنيه راغماً وتبدى الرضا عنه من الآن فارغمِ

(١) مري الشىء : استخرجه ، ومنه : مريتُ الفرسَ : إذا استخرجت ما عنده من الجرى بسوط أو غيره . والقَني : جمع قناة ; أى الرمح (تاج العروس : ٢٠ / ١٨٢ و١٠٢) .
(٢) البهلول : العزيز الجامع لكلّ خير ، والحيىّ الكريم (لسان العرب : ١١ / ٧٣) .
(٣) العُفَرْني : الأسد الشديد (النهاية : ٣ / ٢٦٢) .
(٤) الغِيْل : الأجَمة وموضع الأسد (لسان العرب : ١١ / ٥١٢) .
(٥) ديوان السيّد الحميرى : ٣٢٢ / ١٢٨ ، بشارة المصطفي : ٥٣ .

 ١٨ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثانى / السيّد الحِمْيري

فإنّك تلقاه لدي الحوض قائماًمع المصطفي الهادى النبىّ المعظّمِ
يجيزان من والاهما فى حياتهِإلي الروح والظلّ الظليل المكمّمِ
علىٌ أمير المؤمنين وحقّهُمن الله مفروض علي كلّ مسلمِ
لأنّ رسول الله أوصي بحقِّهِ وأشركه فى كلّ فىء ومغنمِ
وزوجته صدّيقة لم يكن لهامقارنة غير البتولة مريمِ
وكان كهارون بن عمران عندهُمن المصطفي موسي النجيب المكلّمِ
وأوجب يوماً بالغدير ولاءهُعلي كلّ برّ من فصيح وأعجمِ
لدي دوح خمٍّ آخذاً بيمينهِينادى مبيناً باسمه لم يجمجمِ(١)
أما والذى يهوي إلي ركن بيتهِبشعث النواصى كلُّ وجناء عيهمِ(٢)
يوافين بالركبان من كلّ بلدةلقد ضلّ يوم الدوح من لم يسلّمِ
وأوصي إليه يوم ولّي بأمرهِ وميراث علم من عري الدين محكمِ
فما زال يقضى دينه وعداتهِ ويدعو إليها مسمعاً كلّ موسمِ(٣)

٤٠٠٣ ـ وله أيضاً :

مَن كان أوّل من أباد بسيفهِكفّار بدر واستباح دماءَ ؟
من ذاك نوه جبرئيل بإسمهِفى يوم بدر يسمعون نداءَ ؟
لا سيف إلاّ ذو الفقار [و] لا فتيإلاّ علىّ رفعة وعلاءَ ؟
مَن أنزل الرحمنُ فيهم هل أتيلمّا تحدّوا للنذور وفاءَ ؟

(١) جَمْجَمَ الرجل : إذا يبيّن كلامه (لسان العرب : ١٢ / ١١٠) .
(٢) الوجناء : الغليظة الصلبة ، وقيل : العظيمة الوجنتين (النهاية : ٥ / ١٥٨) والعيهم : الشديد (تاج العروس : ١٧ / ٥١٣) والمراد بها هنا الإبل .
(٣) ديوان السيّد الحميرى : ٣٩٩ / ١٦٧ ، الغدير : ٢ / ٢٢٨ ، أعيان الشيعة : ٣ / ٤١٣ .

 ١٩ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثانى / السيّد الحِمْيري

مَن خمسة جبريل سادسهم وقدمدّ النبىّ علي الجميع عباءَ ؟
مَن ذا بخاتمه تصدّق راكعاًفأثابه ذو العرش عنه ولاءَ ؟
يا رايةً جبريلُ سار أمامهاقدماً وأتبعها النبىّ دعاءَ
اللهُ فضّله بها ورسولهُ والله ظاهرَ عنده الآلاءَ
مَن ذا تشاغل بالنبىّ وغسلهِ ورأي عن الدنيا بذاك عزاءَ ؟
مَن كان أعلمهم وأقضاهم ومنجعل الرعيّة والرعاة سواءَ ؟
مَن كان باب مدينة العلم الذىذكر النزول وفسّر الأنباءَ ؟
مَن كان أخطبهم وأنطقهم ومنقد كان يشفى قولُه البُرَحاءَ(١)
مَن كان أنزعهم من الإشراك أوللعلم كان البطن منه حفاءَ ؟
مَن ذا الذى اُمروا إذا اختلفوا بأنيرضوا به فى أمرهم قَضّاءَ ؟
مَن قيل لولاه ولولا علمهُهلكوا وعانوا فتنة صمّاءَ ؟
مَن كان أرسله النبىّ بسورةفى الحجّ كانت فيصلاً وقضاءَ ؟
مَن ذا الذى أوصي إليه محمّدٌيقضى العدات فأنفَذ الإيصاءَ ؟
مَن ذا الذى حمِلَ النبىُّ برأفةابنيه حتّي جاوز الغَمْصاءَ(٢) ؟
مَن قال نِعْمَ الراكبان هما ولميكن الذى قد كان منه خفاءَ ؟
مَن ذا مشي فى لمع برق ساطعإذ راح من عند النبىّ عشاءَ(٣) ؟

٤٠٠٤ ـ وله أيضاً :

قول علىّ لحارث عجبٌكم ثمّ اُعجوبة له جملا

(١) البُرَحاء : الشدّة والمشقّة ، وخصّ بعضهم به شدّة الحمّي (لسان العرب : ٢ / ٤١٠) .
(٢) الغَمْصاء : من منازل القمر ، وهى فى الذراع أحد الكوكبين (لسان العرب : ٧ / ٦٢) .
(٣) ديوان السيّد الحميرى : ٥٤ / ٥ ، أعيان الشيعة : ٣ / ٤١٨ .

 ٢٠ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثانى / السيّد الحِمْيري

يا حار همدان من يمت يرنىمن مؤمن كان أو منافق قبلا
يعرفنى طرفه وأعرفهُبنعته واسمه وما فعلا
وأنت عند الصراط تعرفنىفلا تخف عثرة ولا زللا
أسقيك من بارد علي ظمأتخاله فى الحلاوة العسلا
أقول للنار حين توقف للعرض علي جسرها ذرى الرجلا
ذريه لا تقربيه إنّ لهحبلاً بحبل الوحى متّصلا
هذا لنا شيعة وشيعتناأعطانىَ الله فيهمُ الأملا(١)

٤٠٠٥ ـ وله أيضاً :

ولدته فى حرم الإله وأمنهِ والبيت حيث فناؤه والمسجدُ
بيضاءُ طاهرة الثياب كريمةٌطابت وطاب وليدها والمولدُ
فى ليلة غابت نحوس نجومها وبدت مع القمر المنير الأسعدُ
ما لفّ فى خرق القوابل مثلهُإلاّ ابن آمنة النبىّ محمّدُ(٢)

٤٠٠٦ ـ وله أيضاً :

أعلمانى أىّ برهان جلىّْفتقولان بتفضيل علىّْ ؟
بعدما قام خطيباً معلناًيوم "خمّ" باجتماع المحفلِ
أحمد الخير ونادي جاهراًبمقال منه لم يُفتعلِ
قال : إنّ الله قد أخبرنىفى معاريض الكتاب المنزلِ

(١) الأمالى للمفيد : ٧ / ٣ ، الأمالى للطوسى : ٦٢٧ / ١٢٩٢ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٢٣٧ ، بشارة المصطفي : ٥ ، ديوان السيّد الحميرى : ٣٢٧ / ١٣١ .
(٢) ديوان السيّد الحميرى : ١٥٥ / ٤٢ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١٧٥ ، روضة الواعظين : ٩٣ .

 ٢١ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثانى / العبدى الكوفي

أنّه أكمل ديناً قيّماًبعلىّ بعد أن لم يَكمُلِ
وهْو مولاكم فويلٌ للذى يتولّي غيرَ مولاه الولىّْ
وهْو سيفى ولسانى ويدى ونصيرى أبداً لم يزلِ
وهْو صنوى وصفيّى والذىحبّه فى الحشر خير العملِ
نوره نورى ونورى نورهُ وهْو بى متّصل لم يُفصلِ
وهْو فيكم من مقامى بدلٌ ويلُُ من بدّل عهد البدلِ
قوله قولى فمن يأمرهُفليطعه فيه وليمتثلِ
إنّما مولاكمُ بعدى إذاحان موتى ودنا مرتحلى
ابن عمّى ووصيّى وأخى ومجيبى فى الرعيل الأوّلِ
وهْو بابٌ لعلومى فسُقواماء صبر بنقيعِ الحنظلِ
قطَّبُوا فى وجهه وائتمَروابينهم فيه بأمر معضلِ(١)

١٠ / ٩

العبدي الكوفى (٢)

٤٠٠٧ ـ من الشعراء الممدوحين لدي أهل البيت (ع) ، يقول :

بلّغ سلامىَ قبراً بالغرىّ حويأوفي البريّة من عُجم ومن عُرُبِ

(١) الغدير : ٢ / ٢٢٦ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٢٤ نحوه .
(٢) أبو محمّد سفيان بن مصعب العبدى الكوفى : من شعراء أهل البيت الطاهر ، المتزلّفين إليهم بولائه وشعره ، المقبولين عندهم لصدق نيّته وانقطاعه إليهم ، قال الإمام الصادق  ¼ : "علّموا أولادكم شعر العبدى ، فإنّه علي دين الله " (رجال الكشّى : ٢ / ٧٠٤ / ٧٤٨) ، ولم نجد فى غير آل الله له شعراً ، وإنّ الواقف علي شعره وما فيه من الجودة والجزالة والسهولة والعذوبة والمتانة ويري ثناء الحِمْيرى سيّد الشعراء عليه بأنّه أشعر الناس من أهله فى محلّه (راجع الغدير : ٢ / ٢٩٤ ـ ٢٩٧) .

 ٢٢ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثانى / العبدى الكوفي

واجعل شعارك لله الخشوع بهِ ونادِ خير وصىٍّ صنوِ خير نبىّْ
اسمَعْ أبا حسن إنَّ الاُلي عدلواعن حكمك انقبلوا عن شرّ منقلبِ
ما بالهم نكبوا نهج النجاة وقد وضّحته واقتفوا نهجاً من العطبِ ؟ !
ودافعوك عن الأمر الذى اعتلقتزمامه من قريش كفّ مغتصبِ

إلي أن قال :

وكان أوّل من أوصي ببيعتهِلك النبىّ ولكن حال من كثبِ
حتّي إذا ثالث منهم تقمّصها وقد تبدّل منها الجدّ باللعبِ
عادت كما بدأت شوهاء جاهلةًتجرّ فيها ذئابٌ أكلة الغلبِ
وكان عنها لهم فى "خمِّ" مزدجرٌلمّا رقي أحمد الهادى علي قَتَبِ(١)
وقال والناس من دان إليه ومنثاو لديه ومن مصغ ومرتقبِ
قم يا علىّ فإنّى قد اُمرت بأناُبلّغ الناسَ والتبليغ أجدرُ بى
إنى نصبت علياً هادياً علماًبعدى وإنّ عليّاً خير منتصبِ
فبايعوك وكلّ باسط يدهإليك من فوق قلب عنك منقلبِ

إلي أن قال :

لك المناقب يعيي الحاسبون بهاعدّاً ويعجز عنها كلّ مكتتبِ
كرجعة الشمس إذ رمت الصلاة وقدراحت تَواري عن الأبصار بالحجبِ
ردّت عليك كأنّ الشهب ما اتّضحتلناظر وكأنّ الشمس لم تغبِ
وفى براءة أنباءٌ عجائبهالم تطوَ عن نازح يوماً ومقتربِ
وليلةَ الغار لما بتَّ ممتلاأمناً وغيرك ملآنٌ من الرعبِ
ما أنت إلاّ أخو الهادى وناصرهُ ومظهر الحقّ والمنعوت فى الكتبِ

(١) القَتَب : رَحل صغير علي قدر السنام (لسان العرب : ١ / ١٩٨) .

 ٢٣ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثالث

وزوج بضعته الزهراء يكنفهادون الوري وأبو أبنائه النجبِ(١)

القرن الثالث

١٠ / ١٠

الشافعى (٢)

٤٠٠٨ ـ أحد أئمّة أهل السنّة ، يقول :

إذا فى مجلس نذكر عليّاً وسبطيه وفاطمة الزكيّهْ
يقال تجاوزوا يا قومِ هذافهذا من حديث الرافضيّهْ
برئت إلي المهيمن من اُناسيرون الرفض حبّ الفاطميّهْ(٣)

٤٠٠٩ ـ وله أيضاً :

يا آل بيت رسول الله حبّكمُفرض من الله فى القرآن أنزلهُ
يكفيكمُ من عظيم الفخر أنّكمُمن لم يُصلّ عليكم لا صلاةَ لهُ(٤)

٤٠١٠ ـ وله أيضاً :

إلامَ إلامَ وحتّي متياُعاتبُ فى حبّ هذا الفتي ؟
وهل زُوّجَت فاطمٌ غيرهُ وفى غيره هل أتي ³ هَلْ أَتَىٰ  ²  (٥) ؟(٦)

راجع : علىّ عن لسان الأعيان / الشافعى .


(١) الغدير : ٢ / ٢٩١ ـ ٢٩٣ .
(٢) هو إمام الشافعيّة وقد تقدّم ترجمته فى لسان الأعيان .
(٣) ديوان الشافعى : ٨٣ .
(٤) ديوان الشافعى : ٦٨ .
(٥) الإنسان : ١ .
(٦) الصراط المستقيم : ١ / ١٨٣ .


إرجاعات 
٤١٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل التاسع : عليّ عن لسان الأعيان / سُفيانُ الثَّوري