الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد التاسع

 

٢٤ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثالث / دعبل الخزاعي

١٠ / ١١

دعبل الخزاعى (١)

٤٠١١ ـ من أكابر الشعراء فى القرن الثالث ، يقول :

نطق القرانُ بفضل آل محمّد وولاية لعليّهِ لم تُجحَدِ
بولاية المختار من خير الذىبعد النبىّ الصادق المتودّدِ
إذ جاءه المسكين حال صلاتهِفامتدَّ طوعاً بالذراع وباليدِ
فتناول المسكين منه خاتماًهبة الكريم الأجود بن(٢) الأجودِ
فاختصّه الرحمن فى تنزيلهِمن حاز مثل فخاره فليعددِ
إنّ الإلهَ وليُّكم ورسولَه والمؤمنين فمن يشأ فليجحدِ
يكنِ الإله خصيمه فيها غداً والله ليس بمخلف فى الموعدِ(٣)

٤٠١٢ ـ وله أيضاً :

سقياً لبيعة أحمد ووصيّهِأعنى الإمام وليَّنا المحسودا
أعنى الذى نصر النبىّ محمّداًقبل البريّة ناشئاً ووليدا

(١) أبو علىّ دعبل بن علىّ بن رزين الخزاعى : ولد سنة (١٤٨ هـ ) كان شاعراً أديباً شديد الحبّ والولاء لأهل البيت (ع) ، حتي أنّه كان يسمع منه وهو يقول : أنا أحمل خشبتى علي كتفى منذ خمسين سنة لست أجد أحداً يصلبنى عليها ; وذلك لشدّة ذبّه عن البيت النبوى الطاهر والوقيعة فى مناوئيهم . قال البحترى : دعبل أشعر عندى من مسلم بن الوليد . وقال الجاحظ : سمعت دعبل بن علىّ يقول : مكثت نحو ستّين سنة ليس من يوم ذرّ شارقة إلاّ وأنا أقول فيه شعراً ، واستشهد ظلماً وعدواناً وهو شيخ كبير سنة (٢٤٦ هـ ) فى نواحى الأهواز ، وحمل إلي الشوش ودفن بها (راجع الغدير : ٢ / ٣٦٣) .
(٢) فى المصدر : "الأجودى" ، والصحيح ما أثبتناه كما فى الغدير .
(٣) المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٧ ، الغدير : ٢ / ٣٨٢ .

 ٢٥ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثالث / ابن الرومي

أعنى الذى كشف الكروب ولم يكنفى الحرب عند لقائها رِعْدِيدا(١)
أعنى الموحّد قبل كلّ موحّدلا عابداً وثناً ولا جُلمودا(٢) (٣)

١٠ / ١٢

ابن الرومى (٤)

٤٠١٣ ـ من اُدباء القرن الثالث ، يقول :

يا هند لم أعشق ومثلىَ لا يريعشق النساء ديانةً وتحرُّجا
لكنّ حبّى للوصىّ مخيّمٌفى الصدر يسرح فى الفؤاد تولُّجا
فهو السراج المستنير ومَن بهسبب النجاة من العذاب لمن نجا
وإذا تركت له المحبّة لم أجديوم القيامة من ذنوبى مخرجا
قل لى : أ أترك مستقيم طريقهِجهلاً وأتَّبع الطريق الأعوجا ؟
وأراه كالتِّبر المصفّي جوهراً وأري سواه لناقديه مبهرجا
ومحلّه من كلّ فضل بيّنٌعال محلَّ الشمس أو بدر الدجا

(١) رجل رِعْدِيد : جبان يُرعَد عند القتال جبناً (لسان العرب : ٣ / ١٧٩) .
(٢) الجُلْمود : الصخر (لسان العرب : ٣ / ١٢٩) .
(٣) المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٢٨ ، الغدير : ٢ / ٣٨٢ .
(٤) أبو الحسن علىّ بن عبّاس بن جريح مولي عبيد الله بن عيسي ، الشهير بابن الرومى : ولد ببغداد سنة (٢٢١ هـ ) ، شعره الكثير الطافح برونق البلاغة قد أربي علي سبائك التبر حسناً وبهاءً ، فكان فنّاناً بارعاً اُوتى ملكة التصوير ولطف التخيّل والتوليد وبراعة اللعب بالمعانى والأشكال ، وكان ذا حظّ وافر فى اللغة ، وقصائده دالّة علي تبحّره فى اللغة وإحاطته الواسعة بغريب مفرداتها وأوزان اشتقاقها وتصريفها وموقع أمثالها ، وليس فى شعر العربيّة مِن تبدو هذه الشواهد فى كلامه بهذه الغزارة والدقّة غير المترجم والمعرّى ، عاش ابن الرومى حياته فى بغداد ، وتوفّى فى جمادي الاُولي سنة (٢٨٣ هـ ) (راجع الغدير : ٣ / ٥١) .

 ٢٦ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثالث / بكر بن حمّاد التاهرتي

قال النبىّ له مقالاً لم يكنيوم الغدير لسامعيه مُمَجْمِجا(١)
من كنت مولاه فذا موليً لهمثلى وأصبح بالفخار متوّجا
وكذاك إذ منع البتولَ جماعةًخطبوا وأكرمه بها إذ زوّجا
وله عجائب يوم سار بجيشهِيبغى لقصر النهروان المخرجا
رُدَّت عليه الشمس بعد غروبهابيضاء تلمع وقدةً وتأجّجا(٢)

١٠ / ١٣

بكر بن حمّاد التاهرتى (٣)

٤٠١٤ ـ من المحدّثين فى القرن الثالث ، يقول :

قل لابن ملجم والأقدار غالبةٌهدمتَ ـ ويلك!ـ للإسلام أركانا
قتلت أفضل من يمشى علي قدم وأوّل الناس إسلاماً وإيمانا
وأعلم الناس بالقرآن ثمّ بماسنّ الرسول لنا شرعاً وتبيانا
صهر النبىّ ومولاه وناصرهُأضحت مناقبه نوراً وبرهانا
وكان منه علي رغم الحسود لهُما كان هارون من موسي بن عمرانا
وكان فى الحرب سيفاً صارماً ذَكراًليثاً إذا لقى الأقرانُ أقرانا
ذكرت قاتله والدمع منحدرٌفقلت سبحان ربّ الناس سبحانا
إنّى لأحسبه ما كان من بشريخشي المعاد ولكن كان شيطانا

(١) مَجْمَجَ الرجل فى خبره : لم يبيّنه (لسان العرب : ٢ / ٣٦٣) .
(٢) الغدير : ٣ / ٢٩ .
(٣) بكر بن حمّاد التاهرتى القيروانى أبو عبد الرحمن : هو من حفّاظ الحديث وثقات المحدّثين المأمونين . له قصيدة يرثى فيها أمير المؤمنين  ¼ ويردّ علي عمران بن حطّان الخارجى فى رثائه لعبد الرحمن بن ملجم ، توفّى بتلعون فى المائة الثالثة للهجرة (راجع أعيان الشيعة : ٣ / ٥٩١) .

 ٢٧ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع

أشقي مراد(١) إذا عدّت قبائلها وأخسر الناس عند الله ميزانا
كعاقر الناقة الاُولي التى جلبتعلي ثمود بأرض الحجر خسرانا
قد كان يخبرهم أن سوف يخضبهاقبل المنيّة أزمانا فأزمانا
فلا عفا الله عنه ما تحمّلهُ ولا سقي قبر عمران بن حطّانا
لقوله فى شقىّ [ظلّ](٢) مجترماً ونال ما ناله ظلماً وعدوانا
"يا ضربة من تقىّ ما أراد بهاإلاّ ليبلغ من ذى العرش رضوانا!!"
بل ضربة من غوىّ أوردته لظيفسوف يلقي بها الرحمن غضبانا
كأنّه لم يرد قصداً بضربتهإلاّ ليصلي عذاب الخلد نيرانا(٣)

القرن الرابع

١٠ / ١٤

أحمد بن علويّة الأصبهانى (٤)

٤٠١٥ ـ من أئمّة المحدّثين والاُدباء فى القرن الرابع ، يقول :

وله يقول محمّد أقضاكمُهذا وأعلمكم لدي التبيانِ

(١) فى المصدر : "مراداً" ، والصحيح ما أثبتناه كما فى الاستيعاب ومروج الذهب .
(٢) سقط ما بين المعقوفين من المصدر وأثبتناه من الغدير .
(٣) الاستيعاب : ٣ / ٢٢١ / ١٨٧٥ ، مروج الذهب : ٢ / ٤٢٧ ; الغدير : ١ / ٣٢٦ عن بكر بن الحسّان الباهلى .
(٤) أبو جعفر أحمد بن علويّة الأصبهانى الكرمانى ، الشهير بأبى الأسود : أحد مؤلّفى الإماميّة المطّرد ذكرهم فى المعاجم ، ومن أئمّة الحديث وصدور حملته ، وحسبه جلالة أن تكون أخباره مبثوثة فى مثل الفقيه والتهذيب والكامل والأمالى للصدوق والأمالى للمفيد وأمثالها ، وأمّا شاعريّته فهى فى الذروة والسنام من مراقى قرض الشعر ، وجاء شعره فى أئمّة الدين (ع) كسيف صارم لشُبَه أهل النصب . ولد سنة (٢١٢ هـ ) وتوفّى سنة (٣٢٠ هـ ) ونيّف (راجع الغدير : ٣ / ٣٤٨) .

 ٢٨ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع / أحمد بن علويّة الأصبهاني

إنّى مدينة علمكم وأخى لهاباب وثيق الركن مصراعانِ
فأْتوا بيوت العلم من أبوابهافالبيت لا يؤتي من الحيطانِ
لولا مخافة مفتر من اُمّتىما فى ابن مريم يفترى النصرانى
أظهرت فيك مناقباً فى فضلهاقلب الأديب يظلّ كالحيرانِ
ويسارع الأقوام منك لأخذ ما وطئته منك من الثري العقبانِ(١)

٤٠١٦ ـ وله أيضاً :

أم من سري معه سواهُ عندمامَضَيا بعون الله يبتدرانِ
نحو البنيّة بيته العالى الذىما زال يعرف شامخ البنيانِ
حتّي إذا انتهيا إليه بسُدْفَة(٢) وهما لِما قصدا له وجلانِ
وتفرّق الكفّار عن أركانهِ وخلا المقام وهوّم الحيّانِ
أهوي ليحمله قراه وصيّهُفوني سوي ألف وني هذانِ (كذا)
إنّ النبوّة لم يكن ليقلّهاإلاّ نبىّ أيّد النهضانِ
فحني النبىّ له مطاه وقال قمفاركب ولا تكُ عنه بالخَشيانِ
فعلاه وهو له مطيع سامعٌبأبى المطيع مع المطاع الحانى
ولو انّه منه يروم بنانُهنجما لنال مطالع الدَّبَرانِ(٣)
فتناول الصنم الكبير فزجّهمن فوقه ورماه بالكَذّانِ(٤)

(١) أعيان الشيعة : ٣ / ٢٣ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٣٣ وفيه إلي "الحيطان" وج ١ / ٢٦٤ وفيه من "لولا مخافة . . ." .
(٢) السُّدْفة : من الأضداد تقع علي الضياء والظلمة ، ومنهم من يجعلها اختلاط الضوء والظلمة معاً كوقت ما بين طلوع الفجر والإسفار (النهاية : ٢ / ٣٥٤) .
(٣) الدَّبَران : خمسة كواكب من الثور ، يقال إنّه سَنامه ، وهو من منازل القمر (الصحاح : ٢ / ٦٥٣) .
(٤) الكذّان : حجارة فيها رخاوة (لسان العرب : ١٣ / ٣٥٧) .

 ٢٩ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع / أحمد بن علويّة الأصبهاني

حتّي تحطّم منكباه ورأسه ووهي القوائم(١) والتقي الطرفانِ
ونحا بصمّ جلامد أوثانهمفأبادها بالكسر والإيهانِ
وغدا عليه الكافرون بحسرة وهمُ بلا صنم ولا أوثانِ
أم من شري لله مهجة نفسهدون النبىّ عليه ذو تكلانِ
هل جاد غير أخيه ثمّ بنفسهفوق الفراش يغطّ كالنعسانِ
أم مَن علي المسكين جاد بقوته وعلي اليتيم مع الأسير العانى
حتّي تلا التالون فيها سورةعنوانها هل اتي علي الإنسانِ
أم من طوي يومين لم يطعم ولمتطعم حليلته ولا الحسنانِ
فمضي لزوجته ببعض ثيابهاليبيعه فى السوق كالعجلانِ
يهوي ابتياع جرادق لعيالهمن بين ساغبة ومن سغبانِ
إذ جاء مقداد يخبّر أنّهمذ لم يذق أكلاً له يومانِ

إلي أن يقول :

أم مَن له فى الطير قال نبيّهقولاً ينير بشرحه الاُفقانِ
يا ربّ جِئ بأحبّ خلقك كلّهمشخصاً إليك وخير من يغشاني!
كيما يواكلنى ويؤنس وحشتى والشاهدان بقوله عدلانِ
فبدا علىّ كالهزبر ووجهُهُكالبدر يلمع أيّما لَمعانِ
فتواكلا واستأنسا وتحدّثابأبى واُمّى ذلك الحدثانِ
أم من له ضرب النبىّ بحبّهمثل ابن مريم إنّ ذاك لشانِ
إذ قال يهلك فى هواك وفى القليلك يا علىّ جلالة جيلانِ
كعصابة قالوا المسيح إلهُنافرد وليس لأمّهم من ثانى

(١) فى المصدر : "القائم" ، والصحيح ما أثبتناه .

 ٣٠ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع / أحمد بن علويّة الأصبهاني

وعصابة قالوا كذوب ساحر خشى الوقوف به علي بهتانِ
فكذاك فرد ليس عيسي كالذىجهلاً عليه تخرّص القولانِ
وكذا علىّ قد دعاه إلههمقوم فاحرقهم ولم يستانِ
وأباه قوم آخرون قليً لهمن بين منتكث وذى خذلانِ
أم أيّهم فخر الأنام بخصلةطالت طوال فروع كلّ عنانِ
من بعد أن بعث النبىّ إلي منيببراءة من كان بالخوّانِ
فيها فأتبعه رسولاً ردّهتعدو به القصواء(١) كالسرحانِ(٢)
كانت لوحى منزل وافي به الــروح الأمين فقصّ عن تبيانِ
إذ قال لا عنّى يؤدّى حجّتىإلاّ أنا أو لى نسيب دانى
أم من يقول له سأعطى رايتىمن لم يفرّ ولم يكن بجبانِ
رجلاً يحبّ الله وهو يحبّهقَرْماً(٣) ينال السبق يوم رهانِ
وعلي يديه الله يفتح بعدما وافي النبىّ بردّها الرجلانِ
فدعا عليّاً وهو أرمد لا يريأن تستمرّ بمشية الرجلانِ
فهوي إلي عينيه يتفل فيهما وعليهما قد أطبق الجفنانِ
فمضي بها مستبشراً وكأنّمامن ريقه عيناه مرآتانِ
فأتاه بالفتح النجيح ولم يكنيأتى بمثل فتوحه العُمرانِ
أم من أقلَّ بخيبرَ البابَ الذىأعيا به نفر من الأعوانِ(٤)

(١) القَصْواء : الناقة التى قُطع طرف اُذنها ، ولم تكن ناقة النبىّ  ½ قصواء وإنّما كان هذا لقباً لها (النهاية : ٤ / ٧٥) .
(٢) السرحان : الذئب ، وقيل : الأسد (النهاية : ٢ / ٣٥٨) .
(٣) القَرْم من الرجال : السيّد المعظّم (لسان العرب : ١٢ / ٤٧٣) .
(٤) أعيان الشيعة : ٣ / ٢٥ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١٤١ وفيه إلي "و لا أوثان" ونسبها لابن الأسود الكاتب وراجع ص ٦١ و١٢٩ .

 ٣١ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع / المفجّع

١٠ / ١٥

المفجّع (١)

٤٠١٧ ـ من أكابر الاُدباء فى القرن الرابع ، يقول :

لم يكن أمره بدوحات خمٍّمشكلاً عن سبيله ملويّا
إنّ عهد النبىّ فى ثقليهِحجّة كنت عن سواها غنيّا
نصب المرتضي لهم فى مقاملم يكن خاملاً هناك دنيّا
عَلَماً قائماً كما صدع البدر تُماماً دجنّة(٢) أو دجيّا
قال : هذا موليً لمن كنت مولاهُ جهاراً يقولها جَهْوَريّا
والِ يا ربّ من يواليه وانصرْهُ وعادِ الذى يعادى الوصيّا
إنّ هذا الدعا لمن يتعدّيراعياً فى الأنام أم مرعيّا
لا يبالى أمات موت يهودمن قلاه أو مات نصرانيّا
من رأي وجهه كمن عبد اللــهَ مديم القنوت رهبانيّا
كان سؤل النبىّ لمّا تمنّيحين أهدوه طائراً مشويّا
إذ دعا الله أن يسوق أحبّ لــخلقِ طرّاً إليه سَوْقاً وحيّا(٣)

(١) أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن عبد الله الكاتب النحوى المصرى ، الملقّب بالمفجّع : أوحدىّ من رجالات العلم والحديث ، مدحه أصحابنا الإماميّة بحسن العقيدة وسلامة المذهب وسداد الرأى ، وقد أكثر فى شعره الثناء علي أهل البيت (ع) والتفجّع لما انتابهم من المصائب والفوادح ، ولذا لقّبه مناوئوه المتنابزون بالألقاب بالمفجّع ، وكان شاعر البصرة وأديبها ، وكان يجلس فى الجامع بالبصرة فيكتب عنه ويُقرأ عليه الشعر واللغة والمصنّفات ، وشعره مشهور ، ولد المفجّع بالبصرة وتوفّى بها سنة (٣٢٧ هـ ) (راجع الغدير : ٣ / ٣٦١) .
(٢) الدجنة : الظلمة ، والدياجى : الليالى المظلمة (النهاية : ٢ / ١٠٢) .
(٣) الوَحِىّ ـ علي فعليل ـ : السريع (لسان العرب : ١٥ / ٣٨٢) .

 ٣٢ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع / أحمد الصنوبري

فإذا بالوصىّ قد قرع البابَ يريد السلام ربّانيّا
فثناهُ عن الدخول مراراًأنَسٌ حين لم يكن خزرجيّا
وذخيراً لقومه وأبي الرحــمان إلاّ إمامنا الطالبيّا
ورمي بالبياض من صدّ عنهُ وحبا الفضل سيّداً أريحيّا(١)

١٠ / ١٦

أحمد الصنوبري (٢)

٤٠١٨ ـ من جهابذة الشعراء فى القرن الرابع ، يقول :

أ ليس من حلّ منه فى اُخوّتهِمحلّ هارون من موسي بن عمرانِ
صلّي إلي القبلتين المقتدي بهما والناس عن ذاك فى صمّ وعميانِ
ما مثل زوجته اُخري يقاس بها ولا يقاس إلي سبطيه سبطانِ
فمُضمرُ الحبّ فى نور يُخصّ بهِ ومُضمِر البغض مخصوصٌ بنيرانِ
هذا غداً مالك فى النار يملكهُ وذاك رضوانُ يلقاه برضوانِ
قال النبىّ له : أشقي البريّة ياعلىُّ إن ذكر الأشقي شقيّانِ
هذا عصي صالحاً فى عقر ناقته وذاك فيك سيلقانى بعصيانِ
ليَخضبنْ هذهِ من ذا أبا حسنفى حين يخضبها من أحمر قانى
نِعْمَ الشهيدان ربّ العرش يشهد لى والخلق إنّهما نعم الشهيدانِ
من ذا يعزّى النبىّ المصطفي بهمامن ذا يعزّيه من قاص ومن دانِ

(١) الغدير : ٣ / ٣٥٣ .
(٢) أحمد بن محمّد بن الحسن بن مرار الجزرى الرقّى الضبّى الحلبى ، الشهير بالصنوبرى : شاعر شيعى مُجيد ، جمع شعره بين طرفى الرقّة والقوّة ، ونال من المتانة وجودة الاُسلوب حظّه الأوفر . ولد سنة (٣٠٣ هـ ) وتوفّى سنة (٣٣٤ هـ ) (راجع الغدير : ٣ / ٣٦٩) .

 ٣٣ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع / أبو الفتح محمود بن محمّد كشاجم

من ذا لفاطمة اللهفي ينبّؤهاعن بعلها وابنها أنباء لهفانِ ؟
من قابض النفس فى المحراب منتصبٌ وقابض النفس فى الهيجاء عطشانِ ؟
نجمان فى الأرض بل بدران قد أ فلانعم وشمسان أمّا قلت شمسانِ
سيفان يغمد سيف الحرب إن برزا وفى يمينهما للحرب سيفانِ(١)

١٠ / ١٧

أبو الفتح محمود بن محمّد كشاجم (٢)

٤٠١٩ ـ من نوابغ القرن الرابع ، يقول :

ووالدهم سيّد الأوصياء ومعطى الفقير ومردى البطلْ
ومن علّم السُّمْرَ طعنَ الحلىلدي الروع والبيضَ ضربَ القللْ(٣)

(١) أعيان الشيعة : ٣ / ٩٦ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣١٦ وص ٣٩٩ و٣٠٩ و٢٣٨ ، الغدير : ٣ / ٣٧١ .
(٢) أبو الفتح محمود بن محمّد بن الحسين بن سندى بن شاهك الرملى ، المعروف بكشاجم : هو نابغة من رجالات الاُمّة ، وفذّ من أفذاذها ، كان شاعراً كاتباً متكلّماً منجّماً منطقيّاً محدّثاً ، وإنّما لقّب نفسه بكشاجم إشارة بكلّ حرف منها إلي علم . فبالكاف إلي أنّه كاتب ، وبالشين إلي أنّه شاعر ، وبالألف إلي أدبه أو إنشاده ، وبالجيم إلي نبوغه فى الجدل أو جوده ، وبالميم إلي أنّه متكلّم منطقى أو منجِّم . كانت ولادته فى أواسط القرن الثالث كما يلوح من شعره ، وكان إماميّاً صادق التشيّع ، موالياً لأهل بيت الوحى ، متفانياً فى ولائهم . وكان من مصاديق الآية الكريمة ³ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ  ²  (الأنعام : ٩٥) فإنّ نصب جدّه السندى بن شاهك وعداءه لأهل البيت الطاهر ، وضغطه واضطهاده الإمام موسي الكاظم  ¼ فى سجن هارون ممّا سار به الركبان ، إلاّ أنّ حفيده كان من محبّيهم والمجاهرين بولائهم ، ووقع الاختلاف فى تاريخ وفاته فقيل : سنة (٣٦٠ هـ ) وقيل : سنة (٣٥٠ هـ ) وقيل : سنة (٣٣٠ هـ ) (راجع الغدير : ٤ / ٤) .
(٣) جمع قُلّة ; وهى من كلّ شىء : رأسه وأعلاه (لسان العرب : ١١ / ٥٦٥) .

 ٣٤ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع / أبو الفتح محمود بن محمّد كشاجم

ولو زالت الأرض يوم الهياج من تحت أخمصه لم يزلْ
ومن صدّ عن وجه دنياهمُ وقد لبست حليها والحللْ
وكان إذا ما اُضيفوا إليهفأرفعهم رتبة فى المَثَلْ
سماء اُضيف إليها الحضيضْ وبحر قرنتَ إليه الوَشَلْ(١)
بجود تعلّم منه السحابْ وحلم تولّد منه الجبلْ
وكم شبهةٌ بهداه جلا وكم خطّة بحجاه فصلْ
وكم أطفأ الله نار الضلالْبه وهْى ترمى الهدي بالشُّعَلْ
ومن ردّ خالقُنا شَمسَهُعليه وقد جنحت للطَّفَلْ(٢)
ولو لم تعد كان فى رأيه وفى وجهه من سناها بَدَلْ
ومن ضرب الناس بالمرهفاتْ(٣)علي الدين ضرب عِراب الإبلْ
وقد علموا أنّ يوم الغديرْبغدرهمُ جرّ يومَ الجملْ(٤)

٤٠٢٠ ـ وله أيضاً :

ولو سلّموا لإمام الهديلقوبل معوجّهم باستواءِ
هلالٌ إلي الرشد عالى الضيا وسيف علي الكفر ماضى المضاءِ
وبحر تدفّق بالمعجزاتْكما يتدفّق ينبوع ماءِ
علوم سماويّة لا تُنالْ ومن ذا ينال نجوم السماءِ ؟
لعمرى الاُولي جحدوا حقّهُ وما كان أولاهمُ بالولاءِ

(١) الوَشَل : الماء القليل (النهاية : ٥ / ١٨٩) .
(٢) طَفَلَت الشمس : دنت للغروب (لسان العرب : ١١ / ٤٠٣) .
(٣) الرَّهْف : الرقّة واللطف ، وأرهفت سيفى : أى رقّقته ; فهو مرهف (لسان العرب : ٩ / ١٢٨) .
(٤) الغدير : ٤ / ٣ .

 ٣٥ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع / أبو القاسم الزاهي

وكم موقف كان شخص الحمامْمن الخوف فيه قليل الخفاءِ
جلاه فإن أنكروا فضلهُفقد عرفت ذاك شمس الضحاءِ
أراها العجاج قبيل الصباحْ وردّت عليه بعيد المساءِ
وإن وتر القوم فى بدرهملقد نقض القومُ فى كربلاءِ(١)

١٠ / ١٨

أبو القاسم الزاهى (٢)

٤٠٢١ ـ من عباقرة الاُدباء فى القرن الرابع ، يقول :

هذا الذى أردي الوليد وعتبةً والعامرىّ وذا الخمار ومرحبا
هذا الذى هشمت يداه فوارساًقسراً ولم يك خائفاً مترقّبا
فى كلّ منبت شعرة من جسمهأسدٌ يمدّ إلي الفريسة مخلبا(٣)

٤٠٢٢ ـ وله أيضاً :

لا يهتدى إلي الرشاد من فحصْإلاّ إذا والي عليّاً وخلصْ
ولا يذوق شربة من حوضهِمن غمس الولا عليه وغَمَصْ(٤)
ولا يشمّ الروح من جنانهمن قال فيه من عداه وانتقصْ
نفس النبىّ المصطفي والصنو والــخليفة الوارث للعلم بنصّْ

(١) الغدير : ٤ / ١٦ .
(٢) هو علىّ بن إسحاق بن خلف القطّان البغدادى ، الشهير بالزاهى : شاعر عبقرىّ ، تحيّز فى شعره إلي أهل بيت الوحى ودان بمذهبهم ، وأكثر شعره فيهم بحيث عدّ فى طبقة المجاهرين من شعرائهم ، ولجزالة شعره وجودة تشبيهه وحسن تصويره لم يدع لأرباب المعاجم منتدحاً من إطرائه . ولد سنة (٣١٨ هـ ) وتوفّى ببغداد سنة (٣٥٢ هـ ) وقيل : بعد سنة (٣٦٠ هـ ) (راجع الغدير : ٣ / ٣٩١) .
(٣) المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٩١ ، الغدير : ٣ / ٥٤٠ .
(٤) غَمَصه : حقّره واستصغره ولم يره شيئاً (لسان العرب : ٧ / ٦١) .

 ٣٦ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع / أبو القاسم الزاهي

من قد أجاب سابقاً دعوتهُ وهو غلام وإلي الله شَخَصْ
ما عرف اللاّت ولا العزّي ولا انـــثني إليهما ولا حبّ ونصّْ
مَن ارتقي متن النبىّ صاعداً وكسّر الأوثان فى اُولي الفرصْ
وطهّر الكعبة من رجس بهاثمّ هوي للأرض عنها وقمصْ(١)
من قد فدي بنفسه محمّداً ولم يكن بنفسه عنه حرصْ
وبات من فوق الفراش دونهُ وجاد فيما قد غلا وما رخصْ
من كان فى بدر ويوم اُحدقطّ من الأعناق ما شاء وقصّْ
فقال جبريل ونادي : لا فتيإلاّ علىٌّ عمَّ فى القول وخصّْ
من قدَّ عَمْرَو العامرىَّ سيفُهُفخرّ كالفيل هوي وما فحصْ(٢)
وراء ما صاح : أ لا مبارزٌفالتَوَتِ الأعناق تشكو من وقصْ(٣)
من اُعطى الراية يوم خيبرمن بعد ما بها أخو الدعوي نكصْ
وراح فيها مبصراً مستبصراً وكان أرمداً بعينيه الرمصْ(٤)
فاقتلع الباب ونال فتحهُ ودكّ طود مرحب لمّا قعصْ(٥)

إلي أن قال :

يابن أبى طالبَ يا مَن هو مِنْخاتم الانبياءِ فى الحكمة فُصّْ
فضلك لا يُنكر لكنّ الولاقد ساغه بعض وبعض فيه غصّْ
فذكره عند مواليك شفا وذكره عند معاديك غُصَصْ

(١) قمصتُ : أى وثبت ونفرت (النهاية : ٤ / ١٠٨) .
(٢) فى الطبعة المعتمدة : "قحص" ، والتصحيح من طبعة مركز الغدير .
(٣) الوقص : كسر العنق (النهاية : ٥ / ٢١٤) .
(٤) الرمص : وسخ يجتمع فى موق العين (مجمع البحرين : ٢ / ٧٣٢) .
(٥) قعصته : إذا قتلته قتلا سريعاً (النهاية : ٤ / ٨٨) .

 ٣٧ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع / المتنبّي

كالطير بعض فى رياض أزهرتْ وابتسم الورد وبعض فى قَفَصْ(١)

١٠ / ١٩

المتنبّى (٢)

٤٠٢٣ ـ من فحول الشعراء ، قيل له : ما لك لم تمدح أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ؟ قال :

وتركت مدحى للوصىّ تعمّداًإذ كان نوراً مستطيلاً شامِلا
وإذا استقلّ الشىء قام بذاته وكذا ضياء الشمس يذهب باطِلا(٣) (٤)

١٠ / ٢٠

أبو فراس الحَمْدانى (٥)

٤٠٢٤ ـ (٦)من جهابذة الاُدباء فى القرن الرابع ، يقول :


(١) الغدير : ٣ / ٣٨٨ .
(٢) هو أحمد بن الحسين بن الحسن الجعفى الكندى ، المعروف بالمتنبّى ، الشاعر ، من أهل الكوفة ، اشتغل بفنون الأدب ومهر فيها ، وأمّا شعره فهو فى النهاية ، واعتني العلماء بديوانه فشرحوه أكثر من أربعين شرحاً ولم يُفعل هذا بديوان غيره . ولد فى سنة (٣٠٣ هـ ) وقتل فى بغداد سنة (٣٥٤هـ ) (وفيات الأعيان : ١ / ١٢٠ ، الأنساب : ٥ / ١٩١) .
(٣) فى كنز الفوائد : "و أري صفات الشمس تذهب باطلا" . وفى بعض المصادر : "و صفات ضوء الشمس تذهب باطلا" (مصادر نهج البلاغة وأسانيده : ١ / ١٤٦) .
(٤) ديوان المتنبّى : ٨٥٦ (و ممّا يبعث علي الأسف والعجب حذف هذين البيتين من بعض طبعاته الموجودة) ، كنز الفوائد : ١ / ٢٨١ نحوه .
(٥)
(٦) (٥) أبو فراس الحارث بن أبى العلاء سعيد بن حمدان بن حمدون الحمدانى التغلبى : كان فرد دهره وشمس عصره أدباً وفضلا وكرماً ونبلا ومجداً وبلاغةً وفروسيّةً وشجاعة ، وشعره مشهور ، وكان الصاحب يقول : بدئ الشعر بملك وخُتم بملك ، يعنى امرأ القيس وأبا فراس . كان يسكن منبج ويتنقّل فى بلاد الشام فى دولة ابن عمّه أبى الحسن سيف الدولة ، واشتهر فى عدّة معارك معه حارب بها الروم واُسر مرّتين . ولد سنة (٣٢٠ هـ ) وقيل (٣٢١هـ ) وقتل سنة (٣٥٧ هـ ) (راجع الغدير : ٣ / ٤٠٥) .

 ٣٨ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع / أبو فراس الحَمْداني

تبّاً لقوم تابعوا أهواءهمفيما يسوؤهمُ غداً عقباهُ
أ تراهمُ لم يسمعوا ما خصّهُمنه النبىّ من المقال أباهُ ؟ !
إذ قال يوم غدير خمٍّ معلناًمن كنت مولاه فذا مولاهُ
هذى(١) وصيّته إليه فافهموايا من يقول بأنّ ما أوصاهُ
أقروا من القرآن ما فى فضلهِ وتأمّلوه وافهموا فحواهُ
لو لم تنزّل فيه إلاّ هل أتيمن دون كلّ منزّل لكفاهُ
مَن كان أوّل من حوي القرآن منلفظ النبىّ ونطقه وتلاهُ ؟
مَن كان صاحب فتح خيبَر ؟ من رميبالكفّ منه بابَهُ ودَحاهُ ؟
مَن عاضد المختار من دون الوري ؟مَن آزر المختار مَن آخاهُ ؟
مَن بات فوق فراشه متنكّراًلمّا أطلّ فراشه أعداهُ ؟
مَن ذا أراد إلهنا بمقالهِألصادقون القانتون سواهُ ؟
مَن خصّه جبريل مِن ربّ العليبتحيّة من ربّه وحباهُ ؟
أظننتمُ أن تقتلوا أولادهُ ويُظلّكم يوم المعاد لواهُ ؟
أو تشربوا من حوضه بيمينهكأساً وقد شرب الحسينُ دماهُ ؟ !(٢)

ومنها :

أ نسيتمُ يوم الكساء وأنّهُممّن حواه مع النبىّ كساهُ ؟ !
يا ربّ إنّى مهتد بهداهملا أهتدى يوم الهدي بسواهُ

(١) فى الطبعة المعتمدة : "هذا" ، والتصحيح من طبعة مركز الغدير .
(٢) الغدير : ٣ / ٤٠٤ وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٢٣٢ .

 ٣٩ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع / الناشئ الصغير

أهوي الذى يهوي النبىّ وآلهُأبداً واشنأُ كلَّ من يشناهُ(١)

١٠ / ٢١

الناشئ الصغير (٢)

٤٠٢٥ ـ من أكابر الفقهاء والمحدّثين والشعراء ، يقول :

ذاك علىُّ الذى يقول لهجبريل يوم النزال ممتدحا
لا سيف إلاّ سيف الوصىّ ولافتيً سواه إن حادث فدحا
لو وزنوا ضربَهُ لعمرو وأعْــمالِ البرايا لَضربُه رجحا
ذاك علىّ الذى تراجع عنفتح سواه وسار فافتتحا
فى يوم حضّ اليهود حين أقلَّ البابَ من حصنهم وحين دحا
لم يشهد المسلمون قطّ رحيحرب وألفوا سواه قطب رحي
صلّي عليه الإله تزكيةً ووفّق العبد ينشؤ المِدَحا(٣)

٤٠٢٦ ـ ويقول فى قصيدة يوجد منها ستّة وثلاثون بيتاً :

ألا يا خليفة خير الوريلقد كفر القومُ إذ خالفوكا
أدلّ دليل علي أنّهمأبَوك وقد سمعوا النصّ فيكا
خلافهمُ بعد دعواهمُ ونكثهمُ بعدما بايعوكا

(١) أعيان الشيعة : ٤ / ٣٤٤ وراجع الغدير : ٣ / ٤٠٥ .
(٢) أبو الحسن علىّ بن عبد الله بن الوصيف الناشئ الصغير البغدادى : ولد سنة (٢٧١ هـ ) وكان فى الطليعة من علماء الشيعة ومتكلّميها ومحدّثيها وفقهائها وشعرائها ، روي عنه الشيخ المفيد ، وبواسطته يروى عنه الشيخ الطوسى . وتوفّى سنة (٣٦٥ هـ ) فى بغداد ودفن فى مقابر قريش وقبره هناك معروف ، وهو ممّن نُبش قبره فى واقعة سنة (٤٤٣ هـ ) واُحرقت تربته (الغدير : ٤ / ٢٨) .
(٣) الغدير : ٤ / ٢٤ .

 ٤٠ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع / أبو علىّ تميم

إلي أن يقول :

فيا ناصر المصطفي أحمدتعلّمتَ نصرته من أبيكا
وناصبت نصّابه عنوةًفلعنة ربّى علي ناصبيكا
فأنت الخليفة دون الأنامْفما بالهم فى الوري خلّفوكا ؟
ولا سيَّما حين وافيتهُ وقد سار بالجيش يبغى تَبُوكا
فقال اُناس : قلاه النبىّْفصرت إلي الطهر إذ خفّضوكا
فقال النبىّ جواباً لمايؤدّى إلي مسمع الطهر فوكا
أ لم ترض أنّا علي رغمهمكموسي وهارون إذ وافقوكا ؟
ولو كان بعدى نبىّ كماجُعلتَ الخليفة كنت الشريكا
ولكنّنى خاتم المرسلين وأنت الخليفة إن طاوعوكا(١)

١٠ / ٢٢

أبو علىّ تميم (٢)

٤٠٢٧ ـ يقول ـ فى ردّه علي عبد الله بن المعتزّ فى تفضيله للعبّاسيّين علي العلويّين ـ :

ليس عبّاسكم كمثل علىٍّهل تقاس النجوم بالأقمارِ
من له الفضل والتقدّم فى الإســلامِ والناس شيعة الكفّارِ
من له الصهر والمواساة والنصــرةُ والحرب ترتمى بالشرارِ

(١) الغدير : ٤ / ٢٤ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ١٨ وفيه من "و لا سيّما حين وافيته . . ." .
(٢) أبو علىّ تميم ابن الخليفة المعزّ لدين الله معد بن إسماعيل الفاطمى : أديب شاعر من بيت الملك فى أبان عزّه ومجده . فكان تميم ـ والجميع قد أجمعوا أو كادوا يجمعون ـ علي عرش الإمارة فى الشعر كما كان أبوه وأخوه علي عرش الخلافة فى مصر ، توفّى سنة (٣٦٨ هـ ) (أعيان الشيعة : ٣ / ٦٤٠) .

 ٤١ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع / أبو علىّ تميم

من دعاه النبىّ خِدْنا(١) وسمّاهُ أخاً فى الخفاء والإظهارِ
من له قال لا فتيً كعلىّلا ولا منصلٌ سوي ذى الفقارِ
وبمن باهل النبىُّ ؟ أ أنتمجهلاء بواضح الأخبارِ ؟ !
أ بعبد الإله أم بحسين وأخيه سلالة الأطهارِ
يا بنى عمّنا ظلمتم وطرتمعن سبيل الإنصاف كلّ مطارِ
كيف تحوون بالأكفّ مكاناًلم تنالوا رؤياهُ بالأبصارِ
مَن توطّا الفراشَ يخلف فيهأحمداً وهْو نحو يثرب سارى
أين كان العبّاس إذ ذاك فى الهجــرةِ أم فى الفراش أم فى الغارِ ؟
أ لكم مثل هذه يا بنى العــبّاسِ مأثورة من الآثارِ ؟

إلي أن يقول :

أ جعلتم سقى الحجيج كمن آمَنَ بالله مؤمناً لا يدارى
أو جعلتم نداء عبّاس فى الحربِ لمن فرّ عن لقاء الشفارِ(٢)
كوقوف الوصىّ فى غمرة الموت لضرب الرؤوس تحت الغبارِ
حين ولّي صحب النبىّ فراراً وهو يحمى النبىّ عند الفرارِ
واسألوا يوم خيبر واسألوا مــكّة عن كرّه علي الفجّارِ
واسألوا يوم بدرَ مَن فارس الإســلام فيه وطالب الأوتارِ
واسألوا كلّ غزوة لرسول الـــلّه عمّن أغار كلّ مغارِ
يا بنى هاشم أ ليس علىٌّكاشف الكرب والرزايا الكبارِ
فبماذا ملكتمُ دوننا إرثَ نبىّ الهدي بلا استظهارِ

(١) الخِدن : الصديق ، الصاحب المحدّث (لسان العرب : ١٣ / ١٣٩) .
(٢) الشِّفار : جمع شَفْرة ; وهو ما عُرِّض وحُدِّد من الحديد (لسان العرب : ٤ / ٤٢٠) .