الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد التاسع

 


 ٤٢ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع / الصاحب بن عبّاد

أ بقربي فنحن أقرب للمورُوْثِ منكم ومن مكان الشعارِ
أم بإرث ورثتموه فإنّانحن أهل الآثار والأخطارِ
لا تغطّوا بحيفكم واضح الحـــقِّ فيقضى بكم لكلّ دمارِ(١)

١٠ / ٢٣

الصاحب بن عبّاد (٢)

٤٠٢٨ ـ من جهابذة العلماء والاُدباء فى القرن الرابع ، يقول :

قالت : فمَن صاحب الدين الحنيف أجب ؟فقلت : أحمد خير السادة الرُّسلِ
قالت : فمن بعده تُصفى الولاء له ؟قلت : الوصىّ الذى أربي علي زُحلِ
قالت : فمن بات مِن فوق الفراش فديً ؟فقلت : أثبتُ خلق الله فى الوَهَلِ(٣)
قالت : فمن ذا الذى آخاه عن مقة ؟فقلت : من حازَ ردَّ الشمس فى الطَّفَلِ
قالت : فمن زوَّج الزَّهراء فاطمةُ ؟فقلت : أفضل من حاف ومُنتعلِ

(١) أعيان الشيعة : ٣ / ٦٤٠ .
(٢) هو أبو القاسم إسماعيل بن أبى الحسن عبّاد بن العبّاس الطالقانى : ولد سنة (٣٢٦ هـ ) . نفسيّته من النفسيّات التى أعيت البليغ حدودها ; فهى تستدعى الإفاضة فى تحليلها من ناحية العلم طوراً ، ومن ناحية الأدب تارة ، كما تسترسل القول من وجهة السياسة مرّة ومن وجهة العظمة اُخري ، إلي جود هامر وفضل وافر ، وفضائل لا تحصي . وصفه شيخنا الحرّ العاملى بأنّه محقّق متكلّم عظيم الشأن جليل القدر ، كما أنّ الثعالبى جعله أحد أئمّة اللغة الذين اعتمد عليهم فى كتابه فقه اللغة . وقال السيّد فى الدرجات الرفيعة : إنّ الصاحب قال قصيدة معرّاة من الألف التى هى أكثر الحروف دخولا فى المنثور والمنظوم ، وهى فى مدح أهل البيت (ع) فى سبعين بيتاً ، فتعجّب الناس ، وتداولتها الرواة ، فسارت مسير الشمس فى كلّ بلدة ، فاستمرّ علي تلك الطريقة وعمل قصائد كلّ واحدة منها خالية من حرف واحد من حروف الهجاء وبقيت عليه واحدة تكون خالية من الواو . وتوفّى سنة (٣٨٥ هـ ) بالرّى (راجع الغدير : ٤ / ٤٢) .
(٣) الوَهَل : الفزع (لسان العرب : ١١ / ٧٣٧) .

 ٤٣ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع / الصاحب بن عبّاد

قالت : فمن والد السبطين إذ فرعا ؟فقلت : سابق أهل السبق فى مَهلِ
قالت : فمن فاز فى بَدر بمعجزها ؟فقلت : أضرب خلق الله فى القُللِ
قالت : فمن أسد الأحزاب يفرسها ؟فقلت : قاتل عمرِو الضيغم البطلِ
قالت : فيوم حُنين مَن فرا وبَرا ؟فقلت : حاصدُ أهل الشِّرك فى عجَلِ
قالت : فمن ذا دُعى للطَّير يأكله ؟فقلت : أقرب مَرضىٍّ ومُنتحلِ
قالت : فمن تلوه يوم الكساء أجب ؟فقلت : أفضل مَكسوٍّ ومُشتملِ
قالت : فمن ساد فى يوم "الغدير" أبِنْ ؟فقلت : مَن كان للإسلام خير ولىّ
قالت : ففى مَن أتي فى هل أتي شرفٌ ؟فقلت : أبْذل أهل الأرض للنفَلِ
قالت : فمن راكعٌ زكّي بخاتمه ؟فقلت : أطعنهم مذ كان بالأسَلِ(١)
قالت : فمن ذا قسيم النار يسهمها ؟فقلت : مَن رأيه أذكي من الشعلِ
قالت : فمن باهل الطهر النبىُّ بهِ ؟فقلت : تاليه فى حلٍّ ومُرتحَلِ
قالت : فمن شبه هارون لنعرفهُ ؟فقلت : مَن لم يحل يوماً ولم يزلِ
قالت : فمن ذا غدا باب المدينة قل ؟فقلت : مَن سألوهُ وهو لم يَسلِ
قالت : فمن قاتل الأقوام إذ نكثوا ؟فقلت : تفسيره فى وقعة الجملِ
قالت : فمن حاربَ الأرجاس إذ قسطوا ؟فقلت : صفِّين تُبدى صفحة العملِ
قالت : فمن قارعَ الأنجاس إذ مرَقوا ؟فقلت : معناه يوم النَّهروان جَلى
قالت : فمن صاحب الحوض الشريف غداً ؟فقلت : مَن بيته فى أشرف الحللِ
قالت : فمن ذا لواء الحمد يحمله ؟فقلت : مَن لم يكن فى الرَّوع بالوجلِ
قالت : أ كلُّ الذى قد قلتَ فى رجل ؟فقلت : كلُّ الذى قد قلتُ فى رجلِ

(١) الأسَل : الرماح (لسان العرب : ١١ / ١٥) .

 ٤٤ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع / الصاحب بن عبّاد

قالت : فمن هو هذا الفرد سِمهُ لنا ؟فقلت : ذاك أمير المؤمنين علىّ(١)

٤٠٢٩ ـ وله أيضاً :

بحبِّ علىٍّ تزول الشكوكُ وتسمو النفوسُ ويعلو النِّجارُ
فأين رأيت محبّاً لهُفثمَّ الزكاء وثمَّ الفخارُ
وأين رأيت عدوّاً لهُففى أصله نسب مستعارُ
فلا تعذلوه علي فِعلهِفحيطان دار أبيه قصارُ(٢)

٤٠٣٠ ـ وله أيضاً :

أبا حسن لو كان حبّك مدخلىجحيماً فإنّ الفوز عندى جحيمُها
وكيف يخاف النار من هو مؤمنبأنّ أمير المؤمنين قسيمُها(٣)

٤٠٣١ ـ وله أيضاً :

حبُّ علىّ بن أبى طالبِأحلي من الشهدة للشاربِ
لا تقبل التوبة من تائبإلاّ بحبّ ابن أبى طالبِ
أخى رسول الله بل صهره والصهر لا يعدل بالصاحبِ
يا قوم من مثل علىّ وقدردّت عليه الشمس من غائبِ(٤)

٤٠٣٢ ـ وله أيضاً :

وقالوا : علىّ علا . قلت : لافإنّ العُلي بعلىٍّ علا

(١) الغدير : ٤ / ٤٠ .
(٢) ديوان الصاحب بن عبّاد : ٩٥ / ١٥ .
(٣) ديوان الصاحب بن عبّاد : ٢٧٥ / ١٩٧ .
(٤) أعيان الشيعة : ٣ / ٣٥٨ ، بشارة المصطفي : ١٤٧ نحوه ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٣١٧ وليس فيهما البيت الأوّل .

 ٤٥ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع / الصاحب بن عبّاد

ولكن أقول كقول النبىّ وقد جمع الخلق كلّ الملا
ألا إنّ من كنت موليً لهيوالى عليّاً وإلاّ فلا(١)

٤٠٣٣ ـ وله أيضاً :

يا كفؤ بنت محمّد لولاك مازُفَّت إلي بشر مدي الأحقابِ
يا أصل عترة أحمد لولاك لميكُ أحمدُ المبعوث ذا أعقابِ
وَاُفِئتَ بالحَسَنينِ خير ولادةقد ضُمِّنت بحقائق الأنجابِ
كان النبىُّ مدينة العلم التىحوت الكمال وكنت أفضل بابِ
ردَّت عليك الشمس وهى فضيلةٌبهرت فلم تستر بلفِّ نقابِ
لم أحكِ إلاّ ما روته نواصبٌعادتك وهى مباحة الأسلابِ(٢)

٤٠٣٤ ـ وله أيضاً :

من كمولاى علىّ والوغي تحمى لظاها
من يصيد الصيد فيهابالظُّبي حين انتضاها(٣) (٤)

٤٠٣٥ ـ وله أيضاً :

من له فى كلّ يوم وَقَعات لا تضاهي ؟
كم وكم حرب ضروسٌسدّ بالمرهف فاها ؟
اذكروا أفعال بدرلست أبغى ما سواها
اذكروا غزوة اُحْدإنّه شمس ضحاها

(١) ديوان الصاحب بن عبّاد : ٢٦٠ / ١٦٨ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٢٨ .
(٢) ديوان الصاحب بن عبّاد : ١٠٢ / ١٨ ، بحار الأنوار : ٤٥ / ٢٨٤ وفيه ثلاثة أبيات فقط .
(٣) انتضي السيفَ : سلَّهُ من غمده (لسان العرب : ١٥ / ٣٢٩) .
(٤) أعيان الشيعة : ٣ / ٣٥٩ .

 ٤٦ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع / الصاحب بن عبّاد

اذكروا حرب حُنينإنّه بدرُ دجاها
اذكروا الأحزاب قِدْماًإنّه ليث شَراها(١)
اذكروا مهجة عمروكيف أفناها شجاها ؟
اذكروا أمر براءهْ وأخبرونى من تلاها ؟
اذكروا من زوّج الزهــراء قد طاب ثراها
اذكروا بكرة طيرفلقد طار ثناها ؟
اذكروا لى قلل العلم ومَن حلّ ذراها
حاله حالة هارون لموسي فافهماها
أ علي حبّ علىّلامنى القوم سفاها ؟ !
أهملوا قرباه جهلا وتخطّوا مقتضاها
أوّل الناس صلاةًجعل التقوي حلاها
ردّت الشمس عليهبعدما غاب سناها
حجّة الله علي الخلــقِ شقي من قد قلاها(٢)

٤٠٣٦ ـ وله أيضاً :

أنا وجميع من فوق الترابِفداء تراب نعل أبى تراب(٣)

وله أيضاً :

قد لقّبوك أبا تراب بعدماباعوا شريعتهم بكفّ تراب(٤)

(١) الشَّري : موضع تنسب إليه الاُسْد (لسان العرب : ١٤ / ٤٣١) .
(٢) الغدير : ٤ / ٥٧ وراجع المناقب للخوارزمى : ١٧٤ / ٢١٠ وكفاية الطالب : ٣٨٨ وتذكرة الخواصّ : ٥٢ .
(٣) ديوان الصاحب بن عبّاد : ١٨٥ / ٩ .
(٤) ديوان الصاحب بن عبّاد : ١٠٤ / ١٨ .

 ٤٧ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع / ابن الحجّاج البغدادي

وله أيضاً :

حبّ علىّ بن أبى طالبفرض علي الشاهد والغائب(١)

وله أيضاً :

لو فتّشوا قلبى رأوا وسطهسطرين قد خُطّا بلا كاتب
حبّ علىّ بن أبى طالب وحبّ مولاى أبى طالب(٢)

راجع : كتاب "ديوان الصاحب بن عبّاد" .

١٠ / ٢٤

ابن الحجّاج البغدادي (٣)

٤٠٣٧ ـ من عباقرة حملة العلم والأدب فى القرن الرابع ، يقول :

يا صاحب القبّة البيضا علي النجفِمن زار قبرك واستشفي لديك شُفى
زوروا أبا الحسن الهادى لعلّكمُتحظون بالأجر والإقبال والزُّلَفِ
زوروا الذى تسمع النجوي لديه فمَنيزره بالقبر ملهوفاً لديه كُفى
إذا وصلتَ إلي أبواب قبّتهتأمّل الباب تلقي وجهه وقِفِ

(١) ديوان الصاحب بن عبّاد : ١٨٤ / ٨ .
(٢) ديوان الصاحب بن عبّاد : ١٨٣ / ٦ .
(٣) أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحجّاج النيلى البغدادى : ولد فى المائة الثالثة للهجرة ، وهو أحد العمد والأعيان من علماء الطائفة ، وعبقرىّ من عباقرة حملة العلم والأدب ، ومن كبار شعراء وفحول الكتّاب ، حتي قيل : إنّه كامرئ القيس فى الشعر ، والغالب علي شعره العذوبة والانسجام ، بل قيل : إنّه فرد زمانه فى فنّه الذى شهر به ، وإنّه لم يسبق إلي طريقته ولم ير كاقتداره علي ما يريده من المعانى ، وقد أكثر من مدائح أهل البيت (ع) والنَّيل من مناوئيهم . وتوفّى سنة (٣٩١ هـ ) وحمل إلي مشهد الإمام الطاهر موسي الكاظم  ¼ ودفن فيه (راجع الغدير : ٤ / ١٣٠) .

 ٤٨ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع / أبو محمّد العوني

وقل سلام من الله السلام عليأهل السلام وأهل العلم والشرفِ
إنّى أتيتك يا مولاى من بلدىمستمسكاً من حبال الحقّ بالطرفِ
لأنّك العروة الوثقي فمن علقتبها يداه فلن يشقي ولم يخفِ
وأنّ شأنك شأن غير منتقص وإنّ نورك نور غير منكسفِ
وأنّك الآية الكبري التى ظهرتْللعارفين بأنواع من الطرفِ
كان النبىّ إذا استكفاك معضلةمن الاُمور وقد أعيت لديه كُفى
وقصّة الطائر المشوىّ عن أنسجاءت بما نصّه المختار من شرفِ(١)

١٠ / ٢٥

أبو محمّد العونى (٢)

٤٠٣٨ ـ من أكابر الاُدباء فى القرن الرابع ، يقول :

إنّ رسول الله مصباح الهدي وحجّة الله علي كلّ البشرْ
جاء بفرقان مبين ناطقبالحقّ من عند مليك مقتدرْ

(١) أعيان الشيعة : ٥ / ٤٣٣ ، الغدير : ٤ / ٨٨ .
(٢) أبو محمّد طلحة بن عبيد الله بن أبى عون الغسّانى العونى . ولعلّ فى شهرة العونى وشعره السائر وطُرَفه المدوّنة فى الكتب غني عن تعريفه وذكر عبقريّته ونبوغه فى نضد جواهر الكلام ، فكان يتفنّن فى الشعر ويأتى بأساليبه وفنونه . قال فى العمدة : ومن الشعر نوع غريب يسمّونه القواديسى تشبيهاً بالقواديس السانية لارتفاع بعض قوافيه فى جهة وانخفاضها فى الجهة الاُخري فأوّل من رأيته جاء به طلحة بن عبيد الله العونى . وله فى شعره معانى فخمة استحسنها معاصروه ومن بعده . والواقف علي شعره جدُّ عليمٌ بأنّه كان يمشى علي الوسط بين الإفراط والتفريط فلا يثبت لأهل البيت (ع) إلاّ ما حقّ لهم من المراتب والمناقب أو ما هو دون مقامهم . ولمّا وقعت الفتنة بين الشيعة والسنّة فى بغداد سنة (٤٤٣ هـ ) نبشت قبور جماعة من الشيعة وطرحت النيران فى ترابهم ومنهم المترجم (راجع الغدير : ٤ / ١٢٨) .

 ٤٩ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع / أبو محمّد العوني

فكان مَن أوّل مَن صدّقه وصيّه وهو بسنّ ما ثغرْ
ولم يكن أشرك بالله ولادنّس يوماً بسجود لحجرْ
فذاكمُ أوّل من آمن بالــلّهِ ومن جاهد فيه ونصرْ
أوّل مَن صلّي من القوم ومَنطاف ومن حجّ بنسك واعتمرْ
من شارك الطاهر فى يوم العبافى نفسه ؟ من شكّ فى ذاك كفرْ
من جاد بالنفس ومن ضنّ بهافى ليلة عند الفراش المشتهر ؟
من صاحب الدار الذى انقضّ بهانجم من الجوّ نهاراً فانكدرْ ؟
من صاحب الراية لما ردّهابالأمس بالذلّ قبيع وزفرْ
من خصّ بالتلبيغ فى براءة ؟فتلك للعاقل من إحدي العبرْ
من كان فى المسجد طلقاً بابهحلاًّ وأبواب اُناس لم تذرْ ؟
من حاز فى "خمٍّ" بأمر الله ذاك الفضل واستولي عليهم واقتدرْ ؟
من فاز بالدعوة يوم الطائر الــمشوىِّ ؟ مَن خصّ بذاك المفتخر ؟
من ذا الذى اُسرى به حتّي رأي الــقدرة فى حندس ليل معتكرْ ؟
من خاصف النعلِ ؟ ومن خبّركمعنه رسول الله أنواع الخبرْ ؟
سايل به يوم حنين عارفاًمن صدّق الحرب ومن ولّي الدبرْ ؟
كليم شمس الله والراجعهامن بعدما انجاب ضياها واستترْ
كليم أهل الكهف إذ كلّمهمفى ليلة المسح فسلْ عنها الخبرْ
وقصّة الثعبان إذ كلّمه وهو علي المنبر والقوم زُمَرْ
والأسد العابس إذ كلّمهُمعترفاً(١) بالفضل منه وأقرّْ
بأنّه مستخلف الله علي الـاُمّة والرحمنُ ما شاء قدرْ

(١) فى الطبعة المعتمدة : "معرّفاً" ، والتصحيح من طبعة مركز الغدير .

 ٥٠ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الخامس

عيبة(١) علم الله والباب الذىيؤتي رسول الله منه المشتهِرْ(٢)

القرن الخامس

١٠ / ٢٦

مهيار الديلمى (٣)

٤٠٣٩ ـ من جهابذة الاُدباء فى القرن الخامس ، يقول :

إن يحسدوك فلفرط عجزهمُفى المشكلات ولما فيك كملْ
الصنو أنت والوصىّ دونهمُ ووارث العلم وصاحب الرسلْ
وآكل الطائر والطارد للصــلّ ومن كلّمه قبلك صلْ ؟ !
وخاصف النعل وذو الخاتم والــمنهل فى يوم القليب والمعلْ
وفاصل القضيّة العسراء فىيوم الجنين(٤) وهو حكم ما فُصلْ
ورجعة الشمس عليك نبأتشعّب الألباب فيه وتضلّْ
فما ألوم حاسداً عنك انزويغيظاً ولا ذا قدم فيك تزلْ
يا صاحب الحوض غداً لاحُلّئتنفس تواليك عن العذب النهلْ
ولا تسلّط قبضة النار عليعنق إليك بالوداد ينفتلْ
عاديت فيك الناس لم أحفل بهمحتّي رمونى عن يد إلاّ الأقلْ

(١) العَيْبة : وعاءٌ من أدَم . وعَيْبة الرجُل : موضع سرّه (لسان العرب : ١ / ٦٣٤) .
(٢) الغدير : ٤ / ١٢٥ .
(٣) أبو الحسن مهيار بن مرزويه الديلمى البغدادى : هو أرفع راية للأدب العربى منشورة بين المشرق والمغرب ، وأنفس كنز من كنوز الفضيلة ، ولعمر الحقّ إنّ من المعاجز أنّ فارسيّاً فى العنصر يحاول قرض الشعر العربى فيفوق أقرانه ، ويُقتدي به عند الورد والصدر ، أسلم علي يد الشريف الرضى سنة (٣٩٤ هـ ) وتخرّج عليه فى الأدب والشعر ، وتوفّى سنة (٤٢٨ هـ ) (راجع الغدير : ٤ / ٢٣٨) .
(٤) فى الطبعة المعتمدة : "الحنين" ، والتصحيح من طبعة مركز الغدير .

 ٥١ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الخامس / السيّد المرتضى

تفرّغوا يعترقون(١) غيبةلحمى وفى مدحك عنهم لى شغلْ
عدلت أن ترضي بأن يسخط منتقلّه الأرض علىَّ فاعتدلْ
ولو يشقّ البحر ثمّ يلتقىفلقاه فوقى فى هواك لم اُبلْ(٢)

١٠ / ٢٧

السيّد المرتضي (٣)

٤٠٤٠ ـ من أئمّة العلم والأدب فى القرن الخامس ، يقول :

وبمرحب ألوي فتيً ذو جمرةلا تُصطلي وبسالة لا تُقتري(٤)
إن حزَّ حزَّ مطبّقاً أو قالَ قال مصدَّقاً أو رام رام مطهّرا(٥)
فثناه مصفرّ البَنانِ كأنّمالطخَ الحِمامُ عليه صِبغاً أصفرا
شهقَ العُقابُ بشلوِهِ ولقد هَفَتْزمناً به شُمُّ الذوائبِ والذري
أمّا الرسولُ فقد أبانَ ولاءَهُلو كانَ ينفعُ جائراً(٦) أن يُنذَرا

(١) اعترقَت العظم : إذا أخذتَ منه اللحم بأسنانك (النهاية : ٣ / ٢٢٠) .
(٢) الغدير : ٤ / ٢٥٥ .
(٣) أبو القاسم علىّ بن الحسين بن موسي بن محمّد بن موسي بن إبراهيم ابن الإمام موسي الكاظم  ¼ ، ويلقّب بالمرتضي ، والأجلّ الطاهر ، وذى المجدين ، وعلم الهدي : كان هو وأخوه (السيّد الرضي) من دوح السيادة ثمران ، وفى فلك الرياسة قمران . كان إماماً فى علم الفقه والاُصول والحديث والكلام والمناظرة والأدب والشعر . له تصانيف كثيرة تبلغ (٨٦) كتاباً ورسالةً . ولد سيّدنا المرتضي سنة (٣٥٥ هـ ) وتوفّى سنة (٤٣٦هـ ) ودفن فى مدينة الكاظميّة المقدّسة بجوار جدّه الإمام الكاظم  ¼ (الغدير : ٤ / ٢٦٤) .
(٤) قرا الأمرَ واقتراه : تتبّعه (لسان العرب : ١٥ / ١٧٥) .
(٥) فى الطبعة المعتمدة : "مظهّراً" ، والتصحيح من طبعة مركز الغدير .
(٦) فى الطبعة المعتمدة : "حايراً" ، والتصحيح من طبعة مركز الغدير .

 ٥٢ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن السادس

أمْضي مقالا لم يقُلْهُ معرَّضاً وأشادَ ذكراً لم يُشِدْهُ معذّرا
وثني إليه رقابَهمْ وأقامهُعَلَماً علي بابِ النجاةِ مُشَهَّرا
ولقد شفي يوم الغديرِ معاشراًثَلِجَتْ نفوسُهُمُ وأودي معشرا
قلعت به أحقادُهمْ فمرجِّعٌنفساً ومانعُ أنّة أن تجهرا
يا راكباً رقصتْ به مَهْرِيّةٌأَشِبَتْ بساحته(١) الهمومُ فأصحرا
عُجْ بالغرىّ فإنّ فيهِ ثاوياًجبلاً تطأطأ فاطمأنَّ به الثري
واقرا السلامَ عليهِ من كَلِف بهِكُشفتْ له حُجبُ الصباحِ فأبصرا
ولو استطعتُ جعلتُ دارِ إقامتىتلك القبورِ الزُّهرِ حتي اُقبرا(٢)

القرن السادس

١٠ / ٢٨

الملك الصالح (٣)

٤٠٤١ ـ من رجال السياسة والأدب فى القرن السادس ، يقول :

يا راكب الغىّ دع عنك الضلال فهاذا الرُّشدُ بالكوفة الغرّاء مشهدُهُ
من ردّت الشمس من بعد المغيب لهفأدرك الفضل والأملاك تشهدهُ

(١) فى الطبعة المعتمدة : "لساحته" ، والتصحيح من طبعة مركز الغدير .
(٢) الغدير : ٤ / ٢٦٣ .
(٣) أبو الغارات الملك الصالح طلايع بن رزّيك : أصله من الشيعة الإماميّة فى العراق ، وكان من أقوام جَمَعَ الله سبحانه لهم الدنيا والآخرة ; فحازوا شرف الدارين ، فبينا هو فقيه بارع وأديب شاعر ، وإذا به ذلك الوزير العادل تزدهى به القاهرة بحسن سيرته . له كتاب "الاعتماد فى الردّ علي أهل العناد" وديوانه مجلّدان فى كلّ فنّ من الشعر يتضمّن إمامة أمير المؤمنين  ¼ . ولد سنة (٤٩٥ هـ ) وقتل سنة (٥٥٦ هـ ) ودفن فى القاهرة (راجع الغدير : ٤ / ٣٤٤) .

 ٥٣ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن السادس / الملك الصالح

ويوم خمٍّ وقد قال النبىّ لهبين الحضور وشالت عضدَه يدهُ
من كنت موليً له هذا يكون لهموليً أتاني به أمر يؤكّدهُ
من كان يخذله فالله يخذلهُأو كان يعضده فالله يعضدهُ
والباب لمّا دحاه وهو فى سغبمن الصيام وما يخفي تعبّدهُ
وقلقل الحصن فارتاع اليهود لهُ وكان أكثرهم عمداً يفنّدهُ
نادي بأعلي السما جبريل ممتدحاًهذا الوصىّ وهذا الطهر أحمدهُ
وفى الفرات حديثٌ اذ طغي فأتيكلّ إليه لخوف الهلك يقصدهُ
فقال للماء : غِضْ طوعاً فبان لهمحصباؤه حين وافاه يهدّدهُ(١)

٤٠٤٢ ـ وله أيضاً :

وفى مواقفَ لا يحصي لها عددٌما كان فيها برِعْديد ولا نكلِ
كم كربة لأخيه المصطفي فرجتبه وكان رهين الحادث الجللِ ؟
كم بين من كان قد سنّ الهروب ومنفى الحرب إن زالت الأجبال لم يزلِ ؟ !
فى "هل أتي" بَيّنَ الرحمن رتبتهُفى جوده فتمسّك يا أخى بـ"هل"ِ
علىُّ قال اسألونى كى اُبِينَ لكمعلمى وغير علىٍّ ذاك لم يقلِ
بل قال : لست بخير إذ وَلَيْتكمُفقوّمونى فإنى غير معتدلِ
إن كان قد أنكر الحسّاد رتبتهُفقد أقرّ له بالحقّ كلّ ولى
وفى الغدير له الفضل الشهير بمانصّ النبىّ له فى مجمع حفلِ(٢)

٤٠٤٣ ـ وله أيضاً :

أنا من شيعة الإمام علىِّحرب أعدائه وسلم الولىِّ

(١) الغدير : ٤ / ٣٤١ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣٠ وفيه من "و يوم خمّ" إلي "يعضده" .
(٢) الغدير : ٤ / ٣٤٢ .

 ٥٤ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن السادس / ابن مكّى النيلي

أنا من شيعة الإمام الذى مامال فى عمره لفعل دنىِّ
أنا عبد لصاحب الحوض ساقىمن توالي فيه بكأس روىِّ
أنا عبد لمن أبان لنا المشــكلَ فارتاض كلّ صعب أبىِّ
والذى كبّرت ملائكة اللّــهِ له عند صرعةِ العامرىِّ
الإمامُ الذى تخيّره اللّــهُ بلا مرية أخاً للنبىِّ
قسماً ما وقاه بالنفس لمّابات فى الفرش عنه غير علىِّ
ولعمرى إذ حلّ فى يوم (خمّ)لم يكن موصياً لغير الوصىِّ(١)

١٠ / ٢٩

ابن مكّى النيلى (٢)

٤٠٤٤ ـ من أعيان الاُدباء فى القرن السادس ، يقول :

أ لم تعلموا أنّ النبىّ محمّداًبحيدرة أوصي ولم يسكن الرَّمسا ؟ !
وقال لهم والقوم فى "خمِّ" حُضَّرٌ ويتلو الذى فيه وقد همسوا همسا
علىّ كزرّى من قميصى وإنّهنصيرى ومنّى مثل هارون من موسي
أ لم تبصروا الثعبان مستشفعاً بهإلي الله والمعصوم يلحسه لحسا ؟ !
فعاد كطاووس يطير كأنّهتغشرم فى الأملاك فاستوجب الحبسا
أ ما ردّ كفّ العبد بعد انقطاعها ؟ !أ ما ردّ عيناً بعد ما طمست طمساً ؟ !(٣)

(١) الغدير : ٤ / ٣٤٢ .
(٢) سعيد بن أحمد بن مكّى النيلى المؤدّب : من أعلام الشيعة وشعرائها المتفانين فى حبّ العترة الطاهرة وولائها ، وقد عدّه ابن شهر آشوب فى معالمه من المتّقين من شعراء أهل البيت (ع) . قال الحموى : المؤدّب الشيعى كان نحويّاً فاضلا عالماً بالأدب ، مغالياً فى التشيّع ، له شعر جيّد أكثره فى مديح أهل البيت ، وله غزل رقيق . وفاته سنة (٥٦٥ هـ ) وقد ناهز المائة (الغدير : ٤ / ٣٩٢) .
(٣) الغدير : ٤ / ٣٩٢ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ١٨ وفيه إلي "من موسي" .

 ٥٥ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن السادس / الخطيب الخوارزمي

٤٠٤٥ ـ وله فى مدح أمير المؤمنين  ¼ :

فان يكن آدم من قبل الورينبىّ وفى جنّة عدن دارهُ
فإنّ مولاى علىّ ذو العليمن قبله ساطعة أنوارهُ
تاب علي آدم من ذنوبهِبخمسة وهو بهم أجارهُ
وإن يكن نوح بني سفينةًتنجيه من سيل طمي تيارهُ
فإن مولاى علىٌّ ذو العليسفينة ينجي بها أنصارهُ
وإن يكن ذو النون ناجي حوتهُفى اليمّ لمّا كضّه حضارهُ(١)
ففى جلندى للأنام عبرةيعرفها من دلّه اختيارهُ
ردّت له الشمس بأرض بابل والليل قد تجلّلت أستارهُ
وإن يكن موسي رعي مجتهداًعشراً إلي أن شفّه انتظارهُ
وسار بعد ضرّه بأهلهحتّي علت بالواديين نارهُ
فإنّ مولاى علىّ ذو العليزوّجه واختار من يختارهُ
وإن يكن عيسي له فضيلةتدهش من أدهشه انبهارهُ
من حملته امّه ما سجدتللاّت بل شغلها استغفارهُ(٢)

١٠ / ٣٠

الخطيب الخوارزمى (٣)

٤٠٤٦ ـ (٤)من كبار المحدّثين والمؤرّخين فى القرن السادس ، يقول :


(١) فى الغدير : "حصاره" .
(٢) المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٢٦٥ ، الغدير : ٤ / ٣٩٤ .
(٣)
(٤) (٣) الحافظ أبو المؤيّد وأبو محمّد موفّق بن أحمد بن أبى سعيد إسحاق ابن المؤيّد المكّى الحنفى ، المعروف بأخطب خوارزم : كان فقيهاً غزير العلم ، حافظاً ، محدِّثاً كثير الطرق ، خطيباً متمكّناً فى العربيّة ، خبيراً فى السيرة والتاريخ ، أديباً شاعراً ، له كتب كثيرة منها : ١ ـ ردّ الشمس لأمير المؤمنين علىّ  ¼ . ٢ ـ فضائل أمير المؤمنين  ¼ المعروف بـ "المناقب" . ٣ ـ مقتل الإمام السبط الشهيد . ٤ ـ قضايا أمير المؤمنين  ¼ . ٥ ـ الأربعين فى مناقب النبىّ الأمين ووصيّه أمير المؤمنين  ¼ . ٦ ـ ديوان شعره ، كما ذكره الچلبى فى كشف الظنون . كان مولده سنة (٤٨٤ هـ ) وتوفّى سنة (٥٦٨ هـ ) (راجع الغدير : ٤ / ٣٩٨) .

 ٥٦ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن السادس / الخطيب الخوارزمي

ألا هل فتيً كأبى ترابِ وأنّي مثلُه فوقَ الترابِ ؟ !
إذا ما مقلتى رمدت فكحلىترابٌ مسَّ نعلَ أبى ترابِ
محمّدٌ النبىّ كمصر علمأمير المؤمنين له كَبابِ
هو البكّاء فى المحراب لكنْهو الضحّاك فى يوم الحرابِ
هو المولي المفرّق فى الموالىجرائب قد حواها بالحرابِ
وعن حمراءِ بيت المال أمسي وعن صفرائه صفرَ الوِطابِ(١)
شياطين الوغي دُحروا دحوراًبه إذ سلّ سيفاً كالشهابِ
نَعَمْ زوجُ البتول أخو أبيهاأبو السبطين روّاض الصعابِ
علىّ ما علىّ ما عليّ!!فتي يوم الكتيبة والكتابِ
علىّ بالهداية قد تحلّي ولمّا يدّرع برد الثيابِ
علىّ كاسر الأصنام لمّاعلا كتف النبىّ بلا احتجابِ
علىّ فى النساء له وصىّأمين لم يمانع بالحجابِ

إلي أن قال :

علىّ قاتلٌ عمرَو بن ودّبضرب عامرُ البلد الخرابِ
علىُّ براءة وغديرُ خمٍّ وراية خيبر ضرغام غابِ

إلي أن قال :


(١) الوِطاب : جمع وَطْب ; وهو سقاء اللبن ، وصَفِرت وِطابُه : أى فَرَغت وخَلَت (لسان العرب : ١ / ٧٩٧) .

 ٥٧ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن السادس / مجد الدين بن جميل

هما مثلا كهارون وموسيبتمثيل النبىّ بلا ارتيابِ
بني فى المسجد المخصوص باباًله إذ سدّ أبواب الصحابِ
كأنّ الناس كلّهمُ قشورٌ ومولانا علىّ كاللبابِ
ولايته بلا ريب كطوقعلي رغم المعاطس فى الرقابِ
إذا عُمَر تخبّط فى جواب ونبّهه علىّ للصوابِ
يقول بعدله : لولا علىّهلكتُ هلكتُ فى درك الجوابِ(١)

القرن السابع

١٠ / ٣١

مجد الدين بن جميل (٢)

٤٠٤٧ ـ الأديب المتضلّع فى القرن السابع ، يقول :

ومن أعطاه يوم غدير خمٍّصريح المجد والشرف القُدامي
ومن ردّت ذُكاءُ(٣) له فصلّيأداءً بعد ما ثنت اللثاما
وآثرَ بالطعام وقد توالتثلاث لم يذق فيها طعاما
بقرص من شعير ليس يَرضيسوي الملح الجريش له إداما

(١) المناقب للخوارزمى : ٣٩٩ ; الغدير : ٤ / ٣٩٧ نحوه .
(٢) هو مجد الدين أبو عبد الله محمّد بن منصور بن جميل الجبائى : ولد فى هيت ـ من مدن العراق ـ وقدَم بغداد ودرس فيها حتي برع فى الفقه والفرائض والنحو وسمع الحديث . فهو كاتب شاعر ، وأديب متضلّع ، له فى النحو واللغة والأدب وقرض الشعر خطوات واسعة . توفّى سنة (٦١٦ هـ ) ودفن فى مقابر قريش فى الكاظميّة (الغدير : ٥ / ٤٠٢) .
(٣) ذكاء : اسم الشمس (لسان العرب : ١٤ / ٢٨٧) .

 ٥٨ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن السابع / ابن أبى الحديد

فردّ عليه ذاك القرص قرصاً وزاد عليه ذاك القرص جاما(١)
أبا حسن وأنت فتي إذا مادعاه المستجير حمي وحاما
أزرتُك يقظةً غُرَرَ القوافىفزُرنى يابن فاطمة مناما
وبشّرنى بأنّك لى مجيرٌ وأنّك مانعى من أن اُضاما
فكيف يخاف حادثة الليالىفتي يعطيه حيدرةٌ ذِماما
سقتك سحائب الرضوان سحّاًكفيضِ يديك ينسجم انسجاما
وزار ضريحَك الأملاك صفّاًعلي مغناك تزدحم ازدحاما
ولا زالت روايا المزنِ تُهدىإلي النجف التحيّةَ والسلاما(٢)

١٠ / ٣٢

ابن أبى الحديد (٣)

٤٠٤٨ ـ من جهابذة العلماء وأثبات المؤرّخين فى القرن السابع ، يقول :

كأنّ ظُبات المشرفيّة(٤) من كريفما يبتغى إلاّ مقرّ المحاجرِ
فلا تحسبنّ الرعد رجس غمامة ولكنّه من بعض تلك الزماجرِ(٥)
ولا تحسبنّ البرق ناراً فإنّهُ وميض أتي من ذى الفقار بفاقرِ(٦)

(١) الجامُ : إناء من فضّة (لسان العرب : ١٢ / ١١٢) .
(٢) الغدير : ٥ / ٤٠١ .
(٣) راجع : علىّ عن لسان الأعيان / ابن أبى الحديد .
(٤) الظُّبا : حدّ السيف والسنان والنصل والخنجر وما أشبه ذلك (لسان العرب : ١٥ / ٢٢) والمشرفيّة : نوع من السيوف تنسب إلي قرية فى مشارف الشام (تاج العروس : ١٢ / ٣٠١) .
(٥) الزماجر : جمع زَمْجَرة ; وهى الصوت ، وخصّ بعضهم به الصوت من الجوف (لسان العرب : ٤ / ٣٢٩) .
(٦) فاقر : يوم من أيّام العرب ، يجوز أن يكون افتقر فيه قوم ، أو كسر فيه فقار قوم فسمّى بذلك (معجم البلدان : ٤ / ٢٣٢) .


إرجاعات 
٣٩٥ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل التاسع : عليّ عن لسان الأعيان

 ٥٩ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن السابع / ابن أبى الحديد

ولا تحسبنّ المزن تَهمى(١) فإنّهاأناء له تَهمى بأوطف(٢) هامرِ(٣)
تعاليت عن مدح فأبلغ خاطببمدحك بين الناس أقصر قاصرِ(٤)

٤٠٤٩ ـ وله أيضاً :

فلولا أناةٌ فى ابن عمّك جَعْجَعَتْ(٥)بعَضبك(٦) أجري من دم القوم أبحرا
ولكنّ سرّ الله شُطّر فيكمافكنت لتسطو ثمّ كان ليغفرا
وردت حنيناً والمنايا شواخصٌفذلّلت من أركانها ما توعّرا
فكم من دم أضحي بسيفك قاطراًبها من كمىّ قد تركت مقطّرا
وكم فاجر فجّرت ينبوع قلبهِ وكم كافر فى الترب أضحي مكفّرا
وكم من رؤوس فى الرماح عقدتهاهناك لأجسام محلّلة العرا
وأعجب إنساناً من القوم كثرةًفلم يغن شيئاً ثمّ هرول مدبرا
وضاقت عليه الأرض من بعد رحبها وللنصّ حكم لا يدافع بالمرا
وليس بنكر فى حنين فرارهففى اُحد قد فرّ خوفاً وخيبرا
رويدك إنّ المجد حلو لطاعمغريبٌ فإن مارسته ذقت ممقرا
وما كلّ من رام المعالى تحمّلتْمناكبه منها الركام(٧) الكَنَهْوَرا(٨)

(١) هَمَتْ عينُه : صبّت دمعها وقيل سال دمعها (لسان العرب : ١٥/٣٦٤) .
(٢) وسحاب الأوطف : قيل : هو الذى فيه استرخاء فى جوانبه لكثرة الماء (لسان العرب : ٩ / ٣٥٧ ـ ٣٥٨) .
(٣) الهمّار : السحاب السيّال (لسان العرب : ٥/٢٦٦) والهامر : السائل .
(٤) الروضة المختارة : ١٢٦ .
(٥) جعجع بالماشية : أى حبسها (لسان العرب : ٨ / ٥١) .
(٦) العضب : السيف القاطع (لسان العرب : ١ / ٦٠٩) .
(٧) الركام : السحاب المتراكب بعضه فوق بعض (النهاية : ٢ / ٢٦٠) .
(٨) الكَنَهْوَر : العظيم من السحاب (النهاية : ٤ / ٢٠٦) .

 ٦٠ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن السابع / ابن أبى الحديد

تنحَّ عن العلياء يسحبُ ذيلَهاهمامٌ تردّي بالعلي وتأزّرا
فتيً لم تعرّق فيه تيم بن مرّة ولا عبَدَ اللات الخبيثة أعصرا
ولا كان معزولا غداة براءة ولا عن صلاة أمّ فيها مؤخّرا
ولا كان فى بعض ابن زيد مؤمَّراًعليه فأضحي لابن زيد مؤمِّرا
ولا كان يوم الغار يهفو جنانهحذاراً ولا يوم العريش تستّرا
إمام هديً بالقرص آثر فاقتضيله القرص ردّ القرص أبيض أزهرا
يزاحمه جبريل تحت عباءةلها قيلَ : كلّ الصيد فى جانب الفرا
حلفت بمثواه الشريف وتربةأحال ثراها طيب ريّاه عنبرا
لأستنفذنَّ العمر فى مدحى له وإن لامنى فيه العذول فاُكثرا(١)

٤٠٥٠ ـ وله أيضاً :

يا برق إن جئت الغرىّ فقل لهأ تراك تعلم من بأرضك مودَعُ
فيك ابن عمران الكليم وبعدهعيسي يقفّيه وأحمدُ يتبعُ
بل فيك جبريلٌ وميكالٌ وإسْــرافيلُ والملأ المقدّس أجمعُ
بل فيك نورُ الله جلَّ جلالهُلذوى البصائر يستشفّ ويلمعُ
فيك الإمام المرتضي فيك الوصىُّالمجتبي فيك البطين الأنزعُ
الضاربُ الهامِ المقنّعُ فى الوغيبالخوف للبُهَم(٢) الكماة(٣) يُقنّعُ

(١) الروضة المختارة : ١٠٦ .
(٢) البُهَم : جمع بُهْمَة ـ بالضمّ ـ : الشجاع . وقيل : هو الفارس الذى لا يُدري من أين يؤتي له من شدّة بأسه (لسان العرب : ١٢ / ٥٨) .
(٣) الكماة : جمع كَمىّ ; وهو الشجاع (القاموس المحيط : ٤ / ٣٨٣) .

 ٦١ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن السابع / ابن أبى الحديد

والسمهريّةُ(١) تستقيم وتنحنىفكأنّها بين الأضالع أضلعُ
والمترِعُ(٢) الحوضِ المدعدِعِ(٣)حيثلا واد يفيض ولا قليب(٤) يترعُ
ومبدّد الأبطالِ حيث تألّبوا ومفرّق الأحزابِ حيث تجمّعُ
والحبرُ يصدع بالمواعظ خاشعاًحتّي تكاد لها القلوب تصدَّعُ
حتّي إذا استعر الوغي متلظّياًشرب الدماء بغلَّة(٥) لا تنقعُ(٦)
متجلبباً ثوباً من الدّمِ قانياًيعلوه من نقع(٧) الملاحم برقعُ
زُهد المسيح وفتكة الدهر الذىأودي بها كسري وفوَّز تبَّعُ
هذا ضمير العالم الموجود عنعدم وسرّ وجوده المستودعُ
هذى الأمانة لا يقوم بحملهاخلقاء هابطة وأطلس أرفعُ(٨)
تأبي الجبال الشمُّ عن تقليدها وتضجُّ تيهاءٌ وتشفق برقعُ(٩)
هذا هو النور الذى عذباتهكانت بجبهة آدم تتطلّعُ(١٠)

(١) السمهرى : الرمح الصلب (القاموس المحيط : ٢ / ٥٢) .
(٢) أترعَ الحوضَ : ملأه (القاموس المحيط : ٣ / ٨) .
(٣) المدعدِع : من دعدعتُ الشىء ; ملأته (لسان العرب : ٨ / ٨٦) .
(٤) القليب : البئر التى لم تطو (النهاية : ٤ / ٩٨) .
(٥) الغُلّة : حرارة العطش (مجمع البحرين : ٢ / ١٣٣١) .
(٦) ينقع به العطش : أى يروي (النهاية : ٥ / ١٠٨) .
(٧) النَّقْع : الغبار الساطع (لسان العرب : ٨ / ٣٦٢) .
(٨) صخرة خلقاء : ليس فيها وَصْم ولا كسر (لسان العرب : ١٠ / ٩٠) . والأطلس : الفلك التاسع .
(٩) فلاة تيهاء : مضلّة أى يتيه فيها الإنسان (لسان العرب : ١٣ / ٤٨٢) ، وبِرقِع السماء ، ويريد بذلك قوله : ³ إِنَّا عَرَضْنَا الاَْمَانَةَ  ²  الآية (الأحزاب : ٧٢) ويريد بالأمانة ، علىّ  ¼ ومحبّته .
(١٠) الروضة المختارة : ١٣٦ .

 ٦٢ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن السابع / ابن أبى الحديد

٤٠٥١ ـ وله أيضاً :

حلفتُ بربّ القعضبيّة(١) والقنا(٢)الــمثقّف والبيض الرقاق البواترِ
وبالسابحات(٣) السابقات كأنّهامن الناشرات الفارقات الأعاصرِ
وعُوْج مُرِنّات(٤) وصفر صوائب وفلك بآذىّ العباب مواخرِ
لقد فاز عبد للوصىّ ولاؤه وإن شابهُ بالموبقات الكبائرِ
وخاب معاديه ولو حلّقت بهقوادم فتخاء الجناحين كاسرِ
هو النبأ المكنون والجوهر الذىتجسّد من نور من القدس زاهرِ
وذو المعجزات الواضحات أقلَّهاالظهور علي مستودعات السرائرِ
ووارثُ علم المصطفي وشقيقهأخاً ونظيراً فى العلي والأواصرِ
ألا إنّما الإسلام لولا حسامهكعفطة عنز أو قلامة حافرِ
ألا إنّما التوحيد لولا علومهكعرضة ضلّيل أو كنهبة كافرِ
ألا إنّما الأقدار طوع يمينهِفبورك من وتر مطاع وقادرِ
فلو ركض(٥) الصمّ الجلامد واطئاًلفجّرها بالمترعات الزواخرِ
ولو رام كسف الشمس كوَّر نورَها وعطّل من أفلاكها كلّ دائرِ
هو الآية العظمي ومستنبط الهدي وحيرةُ أرباب النهي والبصائرِ

(١) القعضبيّة : الأسنّة نسبة إلي اسم رجل من بنى قشير كان يعمل الأسنّة (تاج العروس : ٢ / ٣٣٤) .
(٢) القنا : الرمح (مجمع البحرين : ٣ / ١٥١٨) .
(٣) السابحات : من قولهم فرسٌ سابحٌ : إذا كان حسن مدّ اليدين فى الجرى (النهاية : ٢ / ٣٣٢) .
(٤) العُوْج المُرِنّات : القِسىّ (انظر لسان العرب : ٢ / ٣٣٥ وج ١٣ / ١٨٧) .
(٥) الركض : الرفس بالرجل والإصابة بها (النهاية : ٢ / ٢٥٩) .