الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد التاسع

 

٦٣ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن السابع / أبو محمّد المنصور بالله

رمي الله منه يوم بدر خصومهُبذى فذذ(١) فى آل بدر مبادرِ(٢)

١٠ / ٣٣

أبو محمّد المنصور بالله (٣)

٤٠٥٢ ـ أحد أئمّة الزيديّة فى القرن السابع ، يقول :

وكان فى البيت العتيق مولدهْ واُمّه إذ دخلتْ لا تقصدهْ
وإنّما إلههُ مؤيّدهْفمن تلاه فالجحيم موعدهْ
ثمّ أبوه كافل الرسولِ ومؤمنٌ بالله والتنزيلِ
فى قول أهل العلم والتحصيلِفهات فى آبائهم كقيلى
واُمّه ربّت أخاه أحمدا واتّبعته إذ دعا إلي الهدي
فكم دعاها اُمّه عند الندا وقام فى جهازها ممجّدا
ألبسها قميصه إكراما ونام فى حفيرها إعظاما
ومدّ للملائك القياماحتّي قضوا صلاتها تماما
وهو الذى كان أخاً للمصطفيبحكم ربّ العالمين وكفي
واقتسما نورهما المشرّفافاعدد لهم كمثل هذا شَرَفا
وزوجه سيّدةُ النساءِخامسة الخمسة فى الكساءِ
أنكحها الصدّيق فى السماءِفهل لهم كهذه العلياءِ ؟

(١) بذى فذذ : أى بسهم ذى فذذ ; وهى جمع فذّة ; وهى الواحدة من ريش السهم (هامش المصدر) .
(٢) الروضة المختارة : ١٢٢ .
(٣) الإمام الحسن بن محمّد بن أحمد بن يحيي بن يحيي الهادى إلي الحقّ اليمنى : أحد أئمّة الزيديّة فى الديار اليمنيّة ، وأوحدىّ أعلامها فى علم الحديث وفنونه ، كما له فى الأدب خطوات واسعة ، وكتابه أنوار اليقين فى شرح اُرجوزته الغرّاء المذكورة فى الإمامة . ولد سنة (٥٩٦ هـ ) وبويع له بالإمامة بعد مقتل الإمام أحمد بن الحسين ، وتوفّى سنة (٦٧٠ هـ ) (الغدير : ٥ / ٤٢٣) .

 ٦٤ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن السابع / أبو محمّد المنصور بالله

اللهُ فى إنكاحها هو الولىّْ وجبرئيل مستناب عن علىّْ
والشهداء حاملو العرش العلىّْفهل لهم كمثل ذا فاقصصه لى ؟
حوريّة إنسيّة سيّاحهْخلقها الله من التفّاحهْ
وأكرم الأصل بها لقاحهْفهل تري إنكاحها إنكاحهْ ؟
وابناه منها سيّدا الشبابِ وابنا رسول الله عن صوابِ
مرتضعا السنّة والكتابِفهل لهم كهذه الأسبابِ ؟(١)

ويقول فيها :

أ لم يقل فيه النبىّ المنتجبْقولا صريحاً : أنت فارس العربْ
وكم وكم جلا به الله الكربْ ؟فاعجب ومهما عشت عاينت العجبْ
واسمع أحاديثَ بلفظ البابِفى العلمِ والحكمة والصوابِ
ولا تلمنى بعدُ فى الإطنابِفى حبّ مولاى أبى ترابِ
وقال أيضاً فيه : أقضاكم علىّْ ومثله : أعلمكم عن النبىّْ
ومثله : عيبة علمى والملىأنّي يكون هكذا غير الوصىّْ ؟
أ لم يكن فوق الرجال حجّهْنيّرة واضحة المحجّهْ ؟
وعلمهم فى علمه كالمجّهْفما تكون مجّة فى لجّهْ ؟
أحاط بالتوراةِ والإنجيلِ وبالزبور يا ذوى التفضيلِ
علماً وبالقرآن ذى التنزيلِفى قوله المصدّق المقبولِ(٢)

ويقول فيها :

وقال فيه المصطفي : أنت الولىّْ ومثله : أنت الوزير والوصىّْ
وكم وكم قال له : أنت أخى ؟فأيّهم قال له مثل علىّْ ؟

(١) الغدير : ٥ / ٤١٨ .
(٢) الغدير : ٥ / ٤٢٠ .

 ٦٥ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثامن

وهل سمعت بحديث مولييوم الغدير والصحيح أولي ؟
أ لم يقل فيه الرسول قولالم يبقِ للمخالفين حولا ؟
وهل سمعت بحديث المنزلهْيجعل هارون النبىّ مثَلَهْ ؟
وثبّت الطهرُ له ما كان لهْمن صنوه موسي فصار مدخلَهْ ؟
من حيث لو لم يذكر النبوّهْكانت له من بعده مرجوّهْ
فاستثنيت ونال ذو الفتوّهْعموم ما للمصطفي من قوّهْ(١)

إلي أن قال :

إنّ الكتاب للوصىّ قد حكمْبأنّه الإمام فى خير الاُممْ
فمن يكن مخالفاً فقد ظلمْ وقد أساء الفعل حقّاً واجترمْ
قال : فلى دلائل فى الآثارْتواترت وانتشرت فى الأقطارْ
علي إمامة الرجال الأخيارْفأىّ قول بعد تلك الأخبارْ ؟
فقلت : إن كان حديث المنزلهْفيها وأخبار الغدير مدخلهْ ؟
فإنّها معلومة مفصّلهْأو لا فدعها لعلىّ فهى لهْ(٢)

القرن الثامن

١٠ / ٣٤

جمال الدين الخلعى (٣)

٤٠٥٣ ـ (٤) الشاعر الكبير ، يقول :


(١) الغدير : ٥ / ٤٢٢ .
(٢) الغدير : ٥ / ٤٢٣ .
(٣)
(٤) (٣) أبو الحسن جمال الدين علىّ بن عبد العزيز بن أبى محمّد الخلعى (الخليعي) الموصلى الحلّى : شاعر أهل البيت (ع) نظم فيهم فأكثر ، ومدحهم فأبلغ . ولد من أبوين ناصبيّين ، وأنّ اُمّه نذرت أنّها إن رزقت ولداً تبعثه لقطع طريق السابلة من زوّار الحسين  ¼ وقتلهم . فلمّا ولدت المترجم له وبلغ أشدّه ، ابتعثته إلي جهة نذرها ، فلمّا بلغ من مقربة كربلاء طفق ينتظر قدوم الزائرين ، فاستولي عليه النوم واجتازت عليه القوافل فأصابه القتام (الغبار) الثائر ، فرأي فيما يراه النائم أنّ القيامة قد قامت وقد اُمر به إلي النار ولكنّها لم تمسّه لما عليه من ذلك العِثْيَر الطاهر ، فانتبه مرتدعاً عن نيّته السيّئة ، واعتنق ولاء العترة الطاهرة ، وهبط الحائر الشريف ردحاً . مات حدود سنة (٧٥٠ هـ ) فى مدينة الحلّة فى العراق ، وله هناك قبر معروف (الغدير : ٦ / ١٢) .

 ٦٦ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثامن / جمال الدين الخلعي

أنكر قومٌ عيد الغدير ومافيه علي المؤمنين من نكرِ
حكّمك الله فى العباد به وسرت فيهم بأحسن السِّيَرِ
وأكمل الله فيه دينهمُكما أتانا فى محكم السورِ
نعتك فى محكم الكتاب وفى الــتوراةِ باد والسِّفْرِ والزُّبُرِ
عليك عرض العباد تقض عليمن شئت منهم بالنفع والضررِ
تظمئ قوماً عند الورود كماتروى اُناساً بالورد والصَّدرِ
يا ملجأ الخائف اللهيف وياكنز الموالى وخير مدّخرِ
لقّبتُ بالرفض وهو أشرف لىمن ناصبىٍّ بالكفر مشتهرِ
نعم رفضتُ الطاغوت والجبتِ واســتخلصتُ ودّى للأنجم الزهُرِ(١)

٤٠٥٤ ـ وله أيضاً :

حبّذا يوم الغديرِيوم عيد وسرورِ
إذ أقام المصطفي منْبعده خيرَ أميرِ
قائلاً : هذا وصيّىفى مغيبي وحضورى

(١) الغدير : ٦ / ١٠ .

 ٦٧ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثامن / السريجى الاُوالي

وظهيرى ونصيرى ووزيرى ونظيرى
وهو الحاكم بعدىبالكتاب المستنيرِ
والذى أظهره اللـّـهُ علي علم الدهورِ
والذى طاعته فَرْضٌ علي أهل العصورِ
فأطيعوه تنالوا الــقصدَ مِن خير ذخيرِ
فأجابوه وقد أخــفَوا له غلّ الصدورِ
بقبول القول منهُ والتهانى والحبورِ
يا أمير النحل يا منْحبّه عقد ضميرى
والذى ينقذنى منْحرّ نيران السعيرِ
والذى مِدْحَتُهُ ماعشت اُنسى وسميرى
والذى يَجعل فى الحشــرِ إلي الخلدِ مصيرى
لك أخلصت الولا ياصاحبَ العلم الغزيرِ(١)

١٠ / ٣٥

السريجى الاُوالى (٢)

٤٠٥٥ ـ من البارعين فى الشعر فى القرن الثامن ، يقول :

ولى بودّ أمير النحل حيدرةشغلٌ عن اللهو والإطراب ألهانى
هاتِ الحديث سميرى عن مناقبهِ ودع حديثَ رُبي نجد ونعمانِ

(١) الغدير: ٦ / ١٠.
(٢) السيّد عبد العزيز بن محمّد بن الحسن بن أبى نصر الحسينى السريجى الاُوالى : من شعراء الشيعة ، وكان فاضلاً أديبا جامعاً ، وشاعراً ظريفاً بارعاً ، توفّى فى البصرة سنة (٧٥٠ هـ ) تقريباً (الغدير : ٦ / ٣٨) .

 ٦٨ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثامن / السريجى الاُوالي

مُردى الكماةِ وفتّاك العتاة وهطّال الهباتِ وأمن الخائف الجانى
بني بصارمه الإسلامَ إذ هدم الـأصنامَ أكرِمْ بهِ من هادم بانِ
سائلْ به يومَ اُحْد والقُلَيْبِ وفىبدر وخيبرَ يا من فيه يلحانى
ويوم صفّين والألباب طائشةٌ وفى حنين إذا التفّ الفريقانِ
ويوم عمرو بن ودّ حين جلّلهُعضباً به قربت آجال أقرانِ
وفى الغدير وقد أبدي النبىُّ لهُمناقباً أرغمت ذا البغضة الشانى
إذ قال : من كنت مولاه فأنت لهُموليً به الله يهدى كلَّ حيرانِ
اُنزلتَ منى كما هارونُ اُنزل مِنْموسي ولم يك بعدى مرسَلٌ ثانى
وآيةُ الشمس إذ ردّت مبادرةًغرّاء أقصر عنها كلُّ إنسانِ
وإنّ فى قصّة الأفعي ومكمنِهِفى الخفّ هدياً لذى بُغض وإرعانِ
وقصّةُ الطائر المشوى بيّنةٌلكلِّ من حاد عن عمد وشَنْآنِ
مَن غيره بَطَنَ العلم الخفىّ ؟ ومَنْسواه قال : اسألونى قبل فقدانى ؟
ومن وَقَتْ نفسُه نفسَ الرسول وقد وافي الفراشَ ذوو كفر وطغيانِ ؟
ومن تصدّق فى حال الركوع ولمْيسجد كما سجدت قومٌ لأوثانِ ؟
مَنْ كان فى حَرَم الرحمن مولدهُ وحاطه الله من بأْس وعدوانِ ؟
مَنْ غيرَهُ خاطبَ الرحمنُ واعتضدتبه النبوّةُ فى سرٍّ وإعلانِ ؟
من اُعطىَ الراية الغرّاء إذ ربدت(١)نار الوغي فتحاماها الخميسانِ ؟
من ردّت الكفّ إذ بانت بدعوته ؟ والعين بعد ذهاب المنظر الفانى ؟

(١) اربَدَّ وجهه وتربّد : احمرّ حمرة فيها سواد عند الغضب (لسان العرب : ٣ / ١٧٠) .

 ٦٩ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثامن / علاء الدين الحلّي

مَن اُنزل الوحىُ فى أن لا يسدَّ لهُبابٌ وقد سُدّ أبوابٌ لإخوانِ ؟
ومن به بُلِّغتْ من بعد أوبتهابراءةٌ لاُولى شرك وكفرانِ ؟
ومن تظلّمَ طفلاً وارتقي كتف الــمختارِ خير ذوى شيب وشبّانِ ؟
ومن يقول : خذى يا نار ذا وذرىهذا وبالكأس يسقى كلَّ ظمآنِ ؟
من غسّل المصطفي ؟ مَنْ سال فى يدهِأجلُّ نفس نأت عن خير جثمانِ ؟
ومن تورّك متن الريح طائعةًتجرى بأمر مليك الخلقِ رحمانِ ؟
حتّي أتي فتيةَ الكهف الذين جرتعلي مراقدهم أعصارُ أزمانِ
فاستيقظوا ثمّ قالوا بعد يقظتهمأنت الوصىُّ علي علم وإيقانِ(١)

١٠ / ٣٦

علاء الدين الحلّى (٢)

٤٠٥٦ ـ من أكابر العلماء والاُدباء فى القرن الثامن ، يقول :

يا من به كمل الدين الحنيف وللـإسلام من بعد وهن ميلَهُ عَضَدا
وصاحبَ النصّ فى خمٍّ وقد رفع النبىّ[منه](٣) علي رغم العدا عضُدا
أنت الذى اختارك الهادى البشير أخاً وما سواك ارتضي من بينهم أحداً

(١) الغدير : ٦ / ٢٠ .
(٢) أبو الحسن علاء الدين علىّ بن الحسين الحلّى الشهيفى ، المعروف بابن الشهفيّة : عالم فاضل وأديب كامل ، وقد جمع بين الفضيلتين علم غزير وأدب بارع . وفى الطليعة : من شعراء أهل البيت (ع) ، وقد أثني عليه بالعلم والفضل والأدب القاضى فى المجالس ، والحرّ العاملى فى أمل الآمل ، والميرزا صاحب رياض العلماء ، وسيّدنا مؤلّف رياض الجنّة ، وابن أبى شبانة فى تتميم الأمل وغيرهم (الغدير : ٦ / ٣٦٥) .
(٣) ما بين المعقوفين أثبتناه من طبعة مركز الغدير .

 ٧٠ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثامن / علاء الدين الحلّي

أنت الذى عجبت منه الملائك فىبدر ومن بعدها إذ شاهدوا اُحدا

ويقول فيها :

وحقِّ نصرك للإسلام تكلؤهُحياطة بعد خطب فادح ورَدي
ما فصّل المجدُ جلباباً لذى شرفإلاّ وكان لمعناك البهيج رِدا
يا كاشف الكرب عن وجه النبىّ لديبدر وقد كثرت أعداؤه عددا
استشعروا الذلّ خوفاً من لقاك وقدتكاثروا عدداً واستصحبوا عُددا
ويوم عمرِو بن ودّ العامرىّ وقدسارت إليك سرايا جيشه مَددا
أضحكتَ ثغر الهدي بشراً به وبكتْعينُ الضلال له بعد الدِّما مُدَدا
وفى هوازن لمّا نارها استعرتْمن عزم عزمك يوماً حرّها بَرَدا
أجري حسامك صوباً من دمائهمُهدراً وأمطرتهم من أسهم بُرُدا
أقدمت وانهزم الباقون حين رأواعلي النبىّ محيطاً جحفلاً لُبَدا(١)
لولا حسامك ما ولّوا ولا اطّرحوامن الغنائم مالاً وافراً لُبَدا(٢)(٣)

٤٠٥٧ ـ وله أيضاً :

يكفيك فخراً أنّ دين محمّدلولا كمالك نقصه لن يكملا
وفرائض الصلوات لولا أنّهاقُرنت بذكرك فرضُها لن يُقبلا
يا من إذا عدّت مناقب غيرهِرجَحتْ مناقبه وكان الأفضلا
إنّى لأعذر حاسديك علي الذىأولاكَ ربّك ذو الجلال وفضَّلا

(١) لُبَداً : أى مجتمعين (لسان العرب :٣ / ٣٨٧) .
(٢) لُبَداً : أى كثيراً لا يُخاف فناؤه (لسان العرب : ٣ / ٣٨٧) .
(٣) الغدير : ٦ / ٣٦٥ .

 ٧١ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثامن / علاء الدين الحلّي

إن يحسدوك علي عُلاك فإنّمامتسافل الدرجات يحسد من علا(١)

٤٠٥٨ ـ وله أيضاً :

ومسيرهُ فوق البساط مخاطباًأهل الرقيم(٢) فضيلة لا تجحدُ
وعليه قد ردّت ذُكاءُ وأحمدٌمن فوق ركبته اليمين موسّدُ
وعليه ثانية بساحة بابلرجعت كذا ورد الحديث المسندُ
وولىّ عهد محمّد أ فهل تريأحداً إليه سواه أحمدُ يعهدُ ؟
إذ قال : إنّك وارثى وخليفتى ومغسّل لى دونهم ومُلَحّدُ
أم هل تري فى العالمين بأسرهمبشراً سواه ببيت مكّة يولدُ ؟
فى ليلة جبريل جاء بها مع الــملأ المقدّس حوله يتعبّدُ
فلقد سما مجداً علىُّ كما علاشرفاً به دون البقاع المسجدُ
أم هل سواه فتيً تصدّق راكعاًلمّا أتاه السائل المسترفدُ ؟
المؤثر المتصدّق المتفضّلالمتمسّك المتنسّك المتزهّدُ
الشاكر المتطوّع المتضرّعُ الــمتخضّع المتخشّع المتهجّدُ
الصابر المتوكّل المتوسّلُ الــمتذلّل المتململ المتعبّدُ
رجل يتيه به الفخار مفاخراً ويسود إذ يعزي إليه السؤددُ
إن يحسدوه علي علاه فإنّماأعلا البريّة رتبة من يُحْسدُ(٣)

(١) الغدير : ٦ / ٣٨٨ .
(٢) الرقيم : لوحانِ من نحاس مرقومٌ فيهما ; أى مكتوب فيه أمر الفتية وأمر إسلامهم . . . (مجمع البحرين : ٢ / ٧٢٥) والمراد هنا أصحاب الكهف .
(٣) الغدير : ٦ / ٣٦٠ .

 ٧٢ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن التاسع

القرن التاسع

١٠ / ٣٧

الشيخ رجب البرسى الحلّى (١)

٤٠٥٩ ـ من الفقهاء والمحدّثين والاُدباء فى القرن التاسع ، يقول :

روي فضله الحسّاد من عظم(٢) شأنهِ وأعظم فضل جاء يرويه حاسدُ
محبّوه أخفوا فضله خيفةَ العِدي وأخفاه بغضاً حاسدٌ ومعاندُ
فشاع له ما بين ذين مناقبٌتجلّ بأن تحصي إذا عدّ قاصدُ
إمام له فى جبهة المجد أنجمٌعَلَتْ فَعَلَتْ أن يدنُ منهنّ راصدُ
لها الفرق من فرع السِّماك(٣) منابرٌ وفى عنق الجوزاء منها قلائدُ
مناقب إذ جَلَّتْ جَلَت كلّ كربة وطابت فطابت من شذاها المشاهدُ
إمام يحار الفكر فيه فعابدٌ(٤)له ومقرّ بالولاء وجاحدُ
إمام مبين كلَّ إكرومة حويبمِدْحَتهِ التنزيل ، والذِّكْرُ شاهدُ(٥)

٤٠٦٠ ـ وله أيضاً :


(١) الشيخ رضىّ الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسى الحلّى : من عرفاء الإماميّة وفقهائها المشاركين فى العلوم ، مجمعٌ علي فضله الواضح فى فنّ الحديث وتقدّمه فى الأدب وقرض الشعر وإجادته ، وله شعر رائق ، جلّه بل كلّه فى مدائح النبىّ الأقدس وأهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم . وفاته كانت حدود سنة (٨١٣ هـ ) (راجع الغدير : ٧ / ٣٣) .
(٢) فى المصدر : "معظم" ، والصحيح ما أثبتناه كما فى الغدير .
(٣) السِّماك : نجم معروف (لسان العرب : ١٠ / ٤٤٤) .
(٤) فى المصدر : "معاندٌ" ، والصحيح ما أثبتناه كما فى الغدير .
(٥) مشارق أنوار اليقين : ٢٣١ .

 ٧٣ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن التاسع / ضياء الدين الهادي

إذا رمت يوم البعث تنجو من اللظي ويقبل منك الدين والفرض والمننْ
فوال عليّاً والأئمّة بعدهُنجوم الهدي تنجو من الضيق والمحنْ
فهم عترةٌ قد فوّض الله أمرهُإليهم لما قد خصّهم منه بالمننْ
أئمّة حقٍّ أوجب الله حقّهمْ وطاعتهم فرض بها الخلقُ(١) تُمتحنْ
نصحتك أن ترتاب فيهم فتنثنىإلي غيرهم من غيرهم فى الأنامِ مَنْ ؟
فحبّ علىّ عدّةٌ لوليّهِيلاقيه عند الموت والقبر والكفنْ
كذلك يوم البعث لم ينج قادمٌمن النار إلاّ من تولّي أبا الحسنْ(٢)

١٠ / ٣٨

ضياء الدين الهادى (٣)

٤٠٦١ ـ من أعاظم علماء الزيديّة ، يقول:

هذا ومذهبنا أنّ الإمام عقيــبُ المصطفي حيدر الأبطال والبهمِ
أعنى عليّاً أمير المؤمنين ومَنبالعطف خُصّ من الرحمن ذى القسمِ

(١) فى المصدر : "اللهُ" ، والصحيح ما أثبتناه كما فى الغدير .
(٢) مشارق أنوار اليقين : ٢٤٥ .
(٣) السيّد جمال ضياء الدين الهادى بن إبراهيم بن علىّ الزيدى : أحد رجالات اليمن وأعلامها المتضلّعين من فنون العلم والأدب . قال العلاّمة ابن الوزير : إنّه لم تسمح بمثله الأعصار فى أولاد الإمام الهادى [من أئمّة الزيديّة] ، كان جامع شتات العلوم ، وشاطرها فى المنثور والمنظوم . وحصلت له إجازات وطرق سماعيّة . ومن تصانيفه : كفاية القانع فى معرفة الصانع ، الطرازين المعلمين فى المفاخرة بين الحرمين ، التفصيل فى التفضيل ، الردّ علي ابن العربى . . . ولد سنة (٧٥٨ هـ ) وتوفّى سنة (٨٢٢ هـ ) (راجع : الغدير : ١١ / ١٩٩) .

 ٧٤ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن التاسع / ضياء الدين الهادي

الله أنزل آيات مباركةًفى فضله عدُّها لى غيرُ منتظمِ
وقال فيه رسول الله سيّدُنايوم الغدير بخمٍّ يوم حجِّهِمِ
من كنت مولاه أى أولي به فعلىّْأولي به وهْو مولاهم بكلِّهِمِ
قام النبىّ خطيباً فى معسكرهِبهذه الخطبة الغرّا لجمعهمِ
وشال ضبعاً(١) كريماً من أبى حسنفى يوم حرٍّ شديد اللفحِ مضطرمِ
كى لا يقالَ : بأنّ النصّ مكتتمٌما كان إلاّ صريحاً غير مكتتمِ
فهو الخليفة بعد المصطفي ولهُفضل التقدّم لم يسجد إلي صنمِ
وكان سابقهم فى كلّ مكرمة وكان فى كلّ حرب ثابت القدمِ
وكان أوّلَ من صلّي لقبلتهمْ وأعلمَ الناس بالقرآن والحكمِ
وكان أقربَهم قربي وأفضلَهمْرُغبي وأضربهم بالسيف فى القممِ
وكان أشرفهم همّاً وأرفعهمْفى همّة فهو عالى الهمّ والهممِ
وكان أعبدهم ليلاً وأكثرهمْصوماً إذا الفاجرُ المسكينُ لم يصمِ
وكان أفصحهم قولاً وأبلغهمْنطقاً وأعدلهم حكماً لمحتكمِ
وكان أحسنهم وجهاً وأوسعهمصدراً وأطهرهم كفّاً لمستلمِ
وكان أغزرهم جوداً وأدونهممالاً فطال علي الأطواد والاُدمِ
فكيف تقدمه من لا يماثلهُفى العلم والحلم والأخلاق والشيمِ
وفى الشجاعة والفضل العظيم وفىالتدبير والورع المشهور والكرمِ(٢)

(١) الضَّبْع : وسط العَضُد بلحمه ، وقيل : العَضُد كلّها ، وقيل : الإبط ، وقيل : ما بين الإبط إلي نصف العَضُد من أعلاه (لسان العرب : ٨ / ٢١٦) .
(٢) الغدير : ١١ / ١٩٧ .

 ٧٥ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن التاسع / ابن العَرَنْدَس الحلّي

١٠ / ٣٩

ابن العَرَنْدَس الحلّى (١)

٤٠٦٢ ـ من ذوى الباع فى الأدب والفقه ، يقول :

ثمّ السلام من السلام علي الذىنصبت له فى خمِّ رايات الولا
تالى كتاب الله أكرمُ مَن تلا وأجلُّ مَن للمصطفي الهادى تلا
زوجُ البتولِ أخُ الرسولِ مطلّقالدنيا وقاليها بنيران القلا
رجلٌ تسربلَ بالعفاف وحبّذارجلٌ بأثواب العفاف تسربلا
تلقاه يوم السلم غيثاً مسبلاً وتراه يوم الحرب ليثاً مشبلا
ذو الراحة اليمني التى حسناتُهامُدّت علي كَيْوان باعاً(٢) أطولا
والمعجزاتُ الباهرات النّيراتُ المشرقات المعذرات لمن غلا
منها رجوع الشمسِ بعد غروبهانبأ تصير له البصائر ذُهَّلا
ولسيره فوق البساط فضيلةٌأوصافها تُعيى الفصيح المُقْوِلا
وخطاب أهل الكهفِ منقبةٌ غلتْ وعلت فجاوزت السماك الأعزلا
وصعود غاربِ أحمد فضل لهُدون القرابة والصحابة أفضلا
هذا الذى حاز العلوم بأسرهاما كان منها مجملا ومفصّلا
هذا الذى بصَلاتِه وصِلاتهِللدين والدنيا أتمَّ وأكملا
هذا الذى بحسامه وقناتهِفى خيبر صعبُ الفتوح تَسَهَّلا
وأباد مرحبَ فى النزال بضربةألقت علي الكفّار عبئاً مثقلا

(١) الشيخ صالح بن عبد الوهاب بن العرندس الحلّى ، الشهير بابن العرندس : أحد أعلام الشيعة ومن مؤلّفى علمائها فى الفقه والاُصول ، وله مدائح ومراثى لأئمّة أهل البيت (ع) . توفّى حدود سنة (٨٤٠ هـ ) بالحلّة الفيحاء ودفن فيها ، وله قبر يزار ويتبرّك به (الغدير : ٧ / ١٣) .
(٢) كَيْوان : نجم يقال له زُحَل (العين : ٧٢٤) . والباع : السَّعة فى المكارم (لسان العرب : ٨ / ٢٢) .

 ٧٦ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن العاشر

وكتائب الاحزاب صيَّرَ عَمْرَوهابدمائه فوق الرمال مرمّلا
وتبوكُ نازلَ شُوْسها(١) فأبادهمْضرباً بصارم عزمة لن يفللا
وبه توسّل آدم لمّا عصيحتّي اجتباه ربّنا وتقبّلا
وبه دعا نوح فسارت فلكهُ والأرضُ بالطوفان مفعمة ملا
وبه الخليل دعا فأضحت نارهبرداً وقد أذكت حريقاً مشعلا
وبه دعا موسي تلقفّت العصاحيّاتِ سِحر كنّ قِدماً أحْبُلا
وبه دعا عيسي المسيحُ فأنطق الــمَيْتَ الدفين به وقام من البلا
وبخمِّ واخاه النبىُّ محمّدٌحقّاً وذلك فى الكتاب تَنزَّلا
عذل النواصبُ فى هواه وعنّفوافعصيتهم وأطعت فيه من غلا
ومدحته رغماً علي آنافهمْمدحاً به ربى صدا قلبى جلا
وترابُ نعل أبى تراب كلّمامسَّ القذا عينى يكون لها جلا
فعليه أضعاف التحيّة ما سريسار وما سحّ السحابُ وأهملا(٢)

القرن العاشر

١٠ / ٤٠

الشيخ إبراهيم بن علىّ الكفعمى (٣)

٤٠٦٣ ـ من أعيان القرن العاشر ، يقول :

علىُّ(٤) الوصىُّ وصىُّ النبىِّ وغوثُ الولىّ وحتفُ الكفورِ

(١) الشُّوْس : جمع الأشْوَس ; وهو الجرىء علي القتال الشديد (لسان العرب : ٦ / ١١٦) .
(٢) الغدير : ٧ / ٧ .
(٣)
(٤) (٣) الشيخ تقىّ الدين إبراهيم ابن الشيخ زين الدين علىّ . . . ابن الشيخ إسماعيل الحارثى الهمدانى الخارقى العاملى الكفعمى : أحد أعيان القرن التاسع الجامعين بين العلم والأدب ، وينتهى نسبه إلي التابعى العظيم الحارث بن عبد الله الأعور الهمدانى ، والده الشيخ زين الدين علىّ جدّ جدّ شيخنا البهائى أحد أعلام الطائفة وفقهائها البارعين . ولد سنة (٨٤٠ هـ ) فى جبل عامل ، وتوفّى فى كربلاء المشرّفة سنة (٩٠٥ هـ ) كما فى كشف الظنون . وكان يوصى أهله بدفنه فى الحائر المقدّس . له مؤلّفات كثيرة قيّمة منها : المصباح ، والبلد الأمين ، وشرح الصحيفة ، ورسالة فى محاسبة النفس ، وكفاية الأدب (راجع الغدير : ١١ / ٢١٣) .

 ٧٧ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن العاشر / الشيخ إبراهيم بن علىّ الكفعمي

وغيث المحولِ وزوج البتولِ وصنو الرسول السراج المنيرِ
أمان البلاد وساقى العبادِبيوم المعاد بعذب نميرِ
همام الصفوف ومقرى الضيوفِ وعند الزحوفِ كليث هصورِ
ومن قد هوي النجم فى دارهِ ومن قاتل الجنّ فى قعر بيرِ
وسل عنه بدراً واُحداً تريله سطوات شجاع جسورِ
وسل عنه عمراً وسل مرحباً وفى يوم صفّينَ ليلَ الهريرِ
وكم نَصرَ الدينَ فى معركبسيف صقيل وعزم مريرِ
وستّاً وعشرين حرباً رأيمع الهاشمىّ البشير النذيرِ
أمير السرايا بأمر النبىِّ وليس عليه بها من أميرِ
ورُدّت له الشمس فى بابل وآثر بالقرصِ قبل الفطورِ
تري ألفَ عبد له معتَقاً ويختار فى القوت قرص الشعيرِ
وفى مدحه نزلت هل أتي وفى ابنيه والاُمِّ ذات الطهورِ
جزاهم بما صبروا جنّةً وملكاً كبيراً ولبس الحريرِ
وحلّوا أساور من فضّة ويسقيهمُ من شراب طهورِ
وآىُ التباهلِ دلّت عليمقام عظيم ومجد كبيرِ
وأولاده الغرّ سُفْنُ النجاةِهُداة الأنام إلي كلّ نورِ(١)

(١) أعيان الشيعة : ٢ / ١٨٨ ، الغدير : ١١ / ٢١١ وفيه إلي "من أمير" .

 ٧٨ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن العاشر / الشيخ أحمد السبعى الإحسائي

١٠ / ٤١

الشيخ أحمد السبعى الإحسائى (١)

٤٠٦٤ ـ من العلماء والاُدباء فى القرن العاشر ، يقول :

أعيت صفاتك أهل الرأى والنظرِ وأوردتهم حياض العجز والحصرِ
أنت الذى دقّ معناه لمعتبريا آية الله بل يا فتنة البشرِ

يا حجّة الله بل يا منتهي القَدَرِ

عن كشف معناك ذو الفكر الدقيق وهنْ وفيك ربّ العلي أهل العقول فتنْ
أنّي تحدّك يا نور الإله فطنْيا من إليه إشارات العقول ومنْ

فيه الألبّاء بين العجز والخطرِ

ففى حدوثك قوم فى هواك غَوَواإذ أبصروا منك أمراً معجزاً فغلَوا
حيّرت أذهانهم يا ذا العلي فعلَواهيّمت أفكار ذى الأفكار حين رَوَوا

آيات شانك فى الأيّام والعُصُرِ

أوضحت للناس أحكاماً محرّفةًكما أبنت أحاديثاً مصحّفةً
أنت المقدّم أسلافاً وأسلفةًيا أوّلاً آخراً نوراً ومعرفةً

يا ظاهراً باطناً فى العين والأثرِ


(١) الشيخ فخر الدين أحمد بن محمّد بن عبد الله . . . بن رفاعة الرفاعى السبعى الإحسائى : كان فاضلا فى الدين ، مصنّفاً فى أغلب العلوم ، أديباً شاعراً حسن المنثور والمنظوم ، جاء من بلاد البحرين إلي العراق ثمّ سكن الهند حتي توفّى سنة تسعمائة ونيّف وستّين من الهجرة . وله مؤلّفات كثيرة ; نذكر منها : تسديد الإفهام فى شرح قواعد الأحكام ، والأنوار العلويّة فى شرح الألفيّة الشهيديّة (راجع أعيان الشيعة : ٣ / ١٢٣) .

 ٧٩ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن العاشر / عزّ الدين الشيخ حسين العاملي

يا مطعم القرص للعانى الأسير وماذاق الطعامَ وأمسي صائماً كرما
ومرجع القرص إذ بحر الظلام طمالك العبارة بالنطق البليغ كما

لك الإشارة فى الآيات والسورِ

أنوار فضلك لا تطفى لهنّ عدامهما يكتّمه أهل الضلال بدا
تخالفت فيك أفكار الوري أبداكم خاض فيك اُناسٌ فانتهوا فغدا

مغناك محتجباً عن كلّ مقتدرِ(١)

١٠ / ٤٢

عزّ الدين الشيخ حسين العاملى (٢)

٤٠٦٥ ـ من ذوى العلوم المختلفة فى القرن العاشر ، يقول :

إلامَ اُلامُ وأمرى شهير وأشفق من كلّ نذل حقير
وحبّى النبىَّ وآل النبى وقولىَ بالعدل نعم الخفيرْ

(١) أعيان الشيعة : ٣ / ١٢٤ ، الغدير : ٧ / ٤٢ عن الحافظ البرسى .
(٢) عزّ الدين الشيخ حسين بن عبد الصمد بن شمس الدين محمّد بن زين الدين علىّ بن بدر الدين حسن ابن صالح بن إسماعيل الحارثى الهمدانى العاملى الجبعى : والد نابغة الدهر الشيخ البهائى . هو من بيت عرّق فيه المجد والشرف بولاء العترة الطاهرة منذ العهد العلوى ، فمن هنا بشّر أمير المؤمنين  ¼ جدّه الأعلي الحارث بن عبد الله الأعور الهمدانى الخارفى عند وفاته بنتيجة عقيدته الصحيحة به ، وولائه الخالص له . والمترجم له أحد أعلام الطائفة وفقهائها البارعين فى الفقه واُصوله والكلام والفنون الرياضيّة والأدب ، ومن آثاره أو مآثره تآليف قيّمة منها : شرح علي القواعد ، شرحان علي ألفيّة الشهيد ، الرسالة الطهماسيّة فى الفقه ، الرسالة الوسواسيّة ، رسالة فى وجوب الجمعة . . . ولد سنة (٩١٨ هـ ) ، وتوفّى سنة (٩٨٤ هـ ) (الغدير : ١١ / ٢١٨) .

 ٨٠ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الحادى عشر

ولى رحم تقتضى حرمةً ولى نسبة بولائى الخطيرْ
فلى فى المعاد عمادٌ بهمْ ولى فى القيام مقام نضيرْ
لأنّى اُنادى لدي النائباتِ والخوف من أنّ ذنبى كبيرْ
أخا المصطفي وأبا السيّدين وزوج البتول ونجل الظهيرْ
ومحبوب ربّ حميد مجيدْ وخير نبىّ بشير نذيرْ
ونور الظلام وكافى العظامْ ومولي الأنام بنصّ الغديرْ
مجلّى الكروب عليم الغيوبْنقىّ الجيوب بقول الخبيرْ
وأقضي الأنام وأقصي المرامْ وسيف السلام السميع البصيرْ(١)

القرن الحادى عشر

١٠ / ٤٣

ابن أبى شافين البحرانى (٢)

٤٠٦٦ ـ من عباقرة حملة العلم والأدب فى القرن الحادى عشر ، يقول :

وسار النبىّ الطهر من أرض مكّة وقد ضاق ذرعاً بالذى فيه أضمروا
ولما أتي نحو الغدير برحلهِتلقّاه جبريل الأمين يبشّرُ

(١) الغدير : ١١ / ٢١٧ .
(٢) الشيخ داود بن محمّد بن أبى طالب الشهير بابن أبى شافين ، الجد حفصى البحرانى : ومن مآثر ذلك العصر المحلّي بالمفاخر ، شعره مبثوث فى مدوّنات الأدب ، والموسوعات العربيّة ، ومجاميع الشعر ، ولم يكن فى مصره وعصره من يدانيه فى مدّه وقصره ، وهو فى العلم فاضل لا يسامي ، وفى الأدب فاصل لم يكلّ الدهر له حساماً ، إن شهر طبق ، وإن نشر عبق ، وشعره أبهي من شفّ البرود . توفّى بعد سنة (١٠٠١ هـ ) (الغدير : ١١ / ٢٣٣) .

 ٨١ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الحادى عشر / الشيخ حسين العاملي

بنصب علىٍّ والياً وخليفةًفذلك وحى الله لا يتأخّرُ
فردّ من القوم الذين تقدّمواحطّ اُناسٌ رحلهم قد تأخّروا
ولم يك تلك الأرض منزل راكببحرِّ هجير ناره تتسعّرُ
رقي منبر الأكوار طهر مطهّرٌ ويصدع بالأمر العظيم وينذرُ
فأثني علي الله الكريم مقدّساً وثنّي بمدح المرتضي وهو مخبرُ
بأن جاءنى فيه من الله عزمةٌ وإن أنا لم أصدع فإنى مقصّرُ
وإنى علي اسم الله قمت مبلّغاًرسالته والله للحقّ ينصرُ
علىّ أخى فى اُمّتى وخليفتى وناصر دين الله والحقّ ينصرُ
وطاعته فرض علي كلّ مؤمن وعصيانُه الذنبُ الذى ليس يغفرُ
ألا فاسمعوا قولى وكونوا لأمرهِمطيعين فى جنب الإله فتؤجروا
أ لست بأولي منكمُ بنفوسكم ؟فقالوا : نعم نصٌّ من الله يذكرُ
فقال : ألا من كنت مولاه منكمُفمولاه بعدى والخليفة حيدرُ(١)

١٠ / ٤٤

الشيخ حسين العاملى (٢)

٤٠٦٧ ـ من الفضلاء الاُدباء فى القرن الحادى عشر ، يقول :

فخاض أمير المؤمنين بسيفهِلواها وأملاك السماء له جندُ

(١) الغدير : ١١ / ٢٣٢ .
(٢) الشيخ حسين بن شهاب الدين بن حسين بن محمّد بن حيدر العاملى الكركى الحكيم : كان عالماً فاضلا ماهراً أديباً شاعراً ، سكن أصفهان مدّة ثمّ حيدر آباد ، وتوفّى بها وعمره أربع وستّون سنة . له مؤلّفات كثيرة منها : شرح نهج البلاغة ، هداية الأبرار إلي طريقة الأئمّة الأطهار ، عقود الدرر فى حلّ المطوّل والمختصر . توفّى سنة (١٠٧٦ هـ ) (راجع أعيان الشيعة : ٦ / ٣٦) .

 ٨٢ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الحادى عشر / السيّد على خان المشعشعي

وصاح عليهم صيحة هاشميّةًتكاد لها الشمُّ الشوامخ تنهدُّ
غمام من الأعناق تهطل بالدِّما ومن سيفه برق ومن صوته رعدُ
وصىّ رسول الله وارث علمِهِ ومن كان فى خمٍّ له الحلّ والعقدُ
لقد خاب من قاس الوصىّ بغيره وذو العرش يأبي أن يكون له ندُّ(١)

١٠ / ٤٥

السيّد على خان المشعشعى (٢)

٤٠٦٨ ـ من أعلام العلم والأدب ، يقول :

يا درّة بيعت بأبخس قيمةقد صادفت(٣) فى ذا الزمان كسادا
دهر يحطّ الكاملين ويرفع الـأنذالَ والأوباشَ والأوغادا
لو كان فى ذا الدهر خيرٌ ما علاالتَّيمىُّ بعد المصطفي أعوادا
ويذاد عنها حيدرٌ مع أنّ خيــرَ الخلق صرّح فى الغدير ونادي
من كنت مولاه فذا مولاه مِنْبعدى وأسمَعَ بالنِّدا الأشهادا(٤)

٤٠٦٩ ـ وله أيضاً :


(١) أعيان الشيعة : ٦ / ٣٧ ، الغدير : ١١ / ٢٩٩ .
(٢) السيّد على خان بن السيّد خلف بن السيّد عبد المطّلب . . . المشعشعى الحويزى : أحد حكّام حويزة وأرباضها ، تحلّي بقشائب أبراد العلم ، كما رفّ عليه العلم فى ميادين السباق ، وحلبات الملك ، وازدان بعقود من الأدب الزاهى وقلائد من القريض الرائق . ذكره الحرّ العاملى فى أمل الآمل وقال : كان فاضلاً عالماً شاعراً أديباً جليل القدر ، له مؤلّفات فى الاُصول والإمامة وغيرها . توفّى سنّة (١٠٨٨ هـ ) (الغدير : ١١ / ٣١٢) .
(٣) فى المصدر : "صادقت" وهو تصحيف .
(٤) الغدير : ١١ / ٣١٠ .

 ٨٣ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثانى عشر

وشاركه بالذى اختصّهُأخوه الذى خصّه بالإخا
فقسمةُ طوبي ونار العذابِإليه بلا شبهة أو مِرا
فإن كنت فى مِرْية من علاهُيخبِّرْك عنه حديث الشوي
وفى خصفه النعل قد بيّنتْفضيلته وتجلّي العمي
وفى "أنت منّى" وضوح الهدي وتزويجه الطهر خير النسا
وبعثُ براءةَ نصٌّ عليه وإنّ سواه فلا يصطفي
وفى يوم خمٍّ أبان النبىُّموالاته برفيع الندا
فأوّلهم كان سلماً لهُ وفاديه بالنفس ليلَ الفِدا
وناصره يوم فرّ الصحابُ عنه فراراً كسرب القطا(١)

القرن الثانى عشر

١٠ / ٤٦

الشيخ الحرّ العاملى (٢)

٤٠٧٠ ـ من نوادر العلماء فى العصور المختلفة ، يقول :

كيف تحظي بمجدك الأوصياءُ ؟ وبه قد توسّل الأنبياءُ

(١) الغدير : ١١ / ٣١١ .
(٢) محمّد بن الحسن بن علىّ بن محمّد الحسين . . . ابن الحرّ الرياحى المستشهد أمام الإمام السبط يوم الطفّ هذا الحرّ الشهيد هو مؤسّس الشرف الباذخ لآله الكرام وأشهرهم شيخنا المترجم الذى لا تنسي مآثره ، ولا يأتى الزمان علي حلقات فضله الكثار ، فلا تزال متواصلة العري ما دام لأياديه المشكورة عند الاُمّة جمعاء أثر خالد ، وإنّ من أعظمها كتاب وسائل الشيعة فى مجلّداتها الضخمة التى تدور عليها رحي الشريعة ، وهو المصدر الفذّ لفتاوى علماء الطائفة ، وإنّ من آثاره أو من مآثره تدوينه لأحاديث أئمّة أهل البيت (ع) فى مجلّدات كثيرة . . .ولد المترجم له سنة (١٠٣٣ هـ ) وتوفّى سنة (١١٠٤ هـ ) (الغدير : ١١ / ٣٣٥) .

 ٨٤ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثانى عشر / الشيخ الحرّ العاملي

ما لخلق سوي النبىّ وسبطيــه السعيدين هذه العلياءُ
فبكم آدمُ استغاث وقد مسَّتهُبعد المسرّةِ الضرّاءُ
يوم أمسي فى الأرض فرداً غريباً ونأتْ عنه عُرْسُه حوّاءُ
وبكي نادماً علي ما بدا منــهُ وجهد الصبِّ الكئيبِ البكاءُ
فتلقّي من ربّه كلماتشرّفتها من ذكركم أسماءُ
فاستجيب الدعاء منه ولولاذكركم ما استجيب منه الدعاءُ
ثمّ يعقوب قد دعا مستجيراًمن بلاء بكم فزال البلاءُ
وأتاه(١) قميصُ يوسفَ وارتدَّبصيراً وتمّت النعماءُ
وبكم كان للخليلِ ابتهالٌ ودعاءٌ لربّه واشتكاءُ
حين ألقاه عصبةُ الكفر فى النارِ فما ضرّ جسمَه الإلقاءُ
أ يُضامُ الخليل من بعدما كانَ إليكم له هويً [و](٢) التجاءُ ؟
وبكم يونسُ استغاث ونوحٌإذ طغا الماء واستجدّ العناءُ
وبأسمائكم توسّل أيّوبُ فزالت عنه بها الأسواءُ
يا له سؤدداً منيعاً رفيعاًقد رواه الأعداء والأولياءُ
لعلىٍّ مجدٌ غداً دون أدناهُ الثريّا فى البعد والجوزاءُ
هو فضلٌ وعصمةٌ ووفاءٌ وكمال ورأفة وحياءُ
ولَكَمْ نال سؤدداً لم يَبِن كُنْــهُ علاه الإنشاد والإنشاءُ ؟
والحروف التي تركّبت العلــياءُ منها عينٌ ولام وياءُ
كان نوراً محمّد وعلىٌّفى سَنا آدم له لأْلاءُ

(١) فى المصدر : "و أتاه بكم" ، والصحيح ما ذكرناه .
(٢) ما بين المعقوفين زيادة منّا لتصحيح البيت .

 ٨٥ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثانى عشر / الشيخ الحرّ العاملي

أخذ الله كلَّ عهد وميثاق له إذ بدا سناً وسناءُ
أىُّ فخر كفخره والنبيّونَ عليهم عهدٌ له وولاءُ ؟
وبه يُعرف المنافق إذ كانت له فى فؤاده بغضاءُ
ولعمرى من أوّلِ الأمر لا تخــفي علي ذى البصيرة السعداءُ
ولدته منزّهاً اُمّه ماشانه فى الولادة الأقذاءُ
داخل الكعبة الشريفة لم يدنُ إليها من الأنام النِساءُ
لاح منه نورٌ فأشرقت الأرضُ وأرجاؤها به والسماءُ
كان للدين فى ولادته مثــلُ أخيه مسرّةٌ وازدهاءُ
يا له مولداً سعيداً تجلّتْعن محيّاه بهجةٌ غرّاءُ
فهنيئاً به لفاطمة السّعــدُ الذى ما له مدي وانتهاءُ
بل لدين الإسلام من غير شكٍّ وارتياب قد كان ذاك الهناءُ(١)

٤٠٧١ ـ وله أيضاً :

هدايةُ ربّ العالمين قلوبَناإلي حبّ من لم يُخلقِ الخلقُ لولاهُ
هو الجوهرُ الفرد الذى ليس يَرتقىلأعلي مقامات النبيّينَ إلاّ هو
هلالٌ نما فارتدّ بدراً فأشرقتْجوانب آفاق العلا بمحيّاه
هما علّة للخلق أعنى محمّداً وأوّل من لمّا دعا الخلق لبّاهُ
هوي النجم يبغى داره لا بل ارتقيإليها فمثوي النجم من دون مثواهُ
هل اختار خير المرسلين مواخياًسواه فأولاه الكمالَ وآخاهُ ؟
هل اختار فى يوم الغدير خليفةًسواه له حتّي علي الخلقِ ولاّهُ ؟
هديً لاحَ من قول النبىّ : وليُّكمْعلىٌّ ومولي كلّ من كنت مولاهُ

(١) الغدير : ١١ / ٣٣٢ .

 ٨٦ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثانى عشر / السيّد علىّ خان المدني

هناك أتاه الوحى بلّغ ولا تخفْ ومِن كلّ ما تخشاه يعصمك اللهُ
هنالك أبدي المصطفي بعضَ فضلِهِ وباح بما قد كان للخوفِ أخفاهُ(١)

٤٠٧٢ ـ وله أيضاً :

عدم المُجارى فى الكمال لسيّدىذى السؤدد الأسني البطين الأنزعِ
عمَّ الفضائل حين خُصّ برفعةمن ذروة العليا أجلّ وأرفعِ
عجباً لمن فيهِ يشكّ وقد أتيخبر الغدير ونصّه لم يدفعِ
عَهِدَ النبىُّ إلي الأنام بفضلهِ ويلٌٌ لمنكر فضله ومضيّعِ
عُدّت فضائله فأعيي حصرُها وغدا حسيراً عنه فكرُ الألمعى(٢)

١٠ / ٤٧

السيّد علىّ خان المدنى (٣)

٤٠٧٣ ـ من نوابغ العلم والأدب فى القرن الثانى عشر ، يقول :

أمير المؤمنين فدتك نفسىلنا من شأنك العجبُ العجابُ
تولاّك الاُلي سعدوا ففازوا وناواك الذين شقوا فخابوا
ولو علم الوري ما أنت أضحوالوجهك ساجدين ولم يحابوا

(١) الغدير : ١١ / ٣٣٤ .
(٢) الغدير : ١١ / ٣٣٥ .
(٣) صدر الدين السيّد على خان المدنى الشيرازى : من ذخائر الدهر ، وحسنات العالم كلّه ، ومن عباقرة الدنيا ، فنّى كلّ فنّ ، والعلَم الهادى لكلّ فضيلة ، ألا وهو كلّ كتاب خطّه قلمه ، أو قريض نطق به فمه لا يجد ملتحداً عن الإذعان بإمامته فى كلّ تلكم المناحى ، وله مؤلّفات كثيرة .ولد سنة (١٠٥٢ هـ ) ، وتوفّى سنة (١١٢٠ هـ ) ، ودفن فى شيراز بحرم الشاه چراغ أحمد ابن الإمام موسي بن جعفر سلام الله عليه (الغدير : ١١ / ٣٤٦) .

 ٨٧ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثانى عشر / السيّد علىّ خان المدني

يمين الله لو كشف المغطّي ووجهِ الله لو رفع الحجابُ
خفيتَ عن العيون وأنت شمسٌسمت عن أن يجللّها سحابُ
وليس علي الصباح إذا تجلّي ولم يبصره أعمي العين عابُ
لسرٍّ مّا دعاك أبا ترابمحمّدٌ النبىّ المستطابُ
فكان لكلّ مَن هو مِن ترابإليك وأنت علّته انتسابُ
فلولا أنت لم يخلق سماءً ولولا أنت لم يخلق ترابُ
وفيك وفى ولائك يوم حشريعاقب من يعاقب أو يثابُ
بفضلك أفصحتْ توراةُ موسي وإنجيل ابن مريم والكتابُ
فيا عجباً لمن ناواك قدماً ومن قوم لدعوتهم أجابوا
أزاغوا عن صراط الحقّ عمداًفضلّوا عنك أم خفى الصوابُ
أم ارتابوا بما لا ريب فيهِ وهل فى الحقّ إذ صدع ارتيابُ ؟
وهل لسواك بعد غدير خمٍّنصيبٌ فى الخلافة أو نصابُ ؟
أ لم يجعلك مولاهم فذلّتعلي رغم هناك لك الرقابُ ؟
فلم يطمح إليها هاشمىٌّ وإن أضحي له الحسب اللبابُ
فمَن تيمُ بن مرّةَ أو عدىٌّ ؟ وهم سيّانِ إن حضروا وغابوا
لئن جحدوك حقّك عن شقاءفبالأشْقَين ما حلَّ العقابُ
فكم سفهت عليك حلومُ قومفكنت البدرَ تنبحُهُ الكلابُ(١)

٤٠٧٤ ـ ومن كلام له يمدح به أمير المؤمنين  ¼ لمّا ورد إلي النجف الأشرف مع جمع من حجّاج بيت الله :


(١) الغدير : ١١ / ٣٤٦ .

 ٨٨ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثانى عشر / السيّد علىّ خان المدني

يا صاح ! هذا المشهد الأقدسُقرّت به الاُعينُ والأنفُسُ
والنجف الأشرف بانت لناأعلامُه والمعهد الأنفَسُ
والقبّةُ البيضاء قد أشرقَتْينجاب عن لألائها الحندسُ
حضرة قدس لم ينل فضلَهالا المسجدُ الأقصي ولا المَقدسُ
حلّت بمن حلّ بها رتبةٌيقصرُ عنها الفلك الأطلسُ
تودّ لو كانت حصا أرضهاشهب الدجي والكنّسُ الخنّسُ
وتحسد الأقدام منّا عليالسّعى إلي أعتابها الأرؤسُ
فقف بها والثم ثري تربهافهى المقام الأطهر الأقدسُ
وقل : صلاة وسلام عليمن طاب منها الأصلُ والمغرسُ
خليفة الله العظيم الذىمن ضوئه نور الهدي يُقبسُ
نفس النبىّ المصطفي أحمد وصنوه والسيد الأرؤسُ
العلم العيلمُ بحر الندا وبرّه والعالم النِّقرِسُ(١)
فليلنا من نوره مقمرٌ ويومنا من ضوئه مشمسُ
اُقسم بالله وآياتهِأليّةٌ تنجى ولا تغمسُ
إن علىّ بن أبى طالبمنار دين الله لا يطمسُ
ومن حباه الله أنباء مافى كتبه فهو لها فهرسُ
أحاط بالعلم الذى لم يحطبمثله بليا ولا هرمسُ
لولاه لم تخلق سماء ولاأرض ولا نُعمي ولا أبؤسُ
ولا عفا الرحمن عن آدم ولا نجا من حُوْتِه يونسُ
هذا أمير المؤمنين الذىشرائع الله به تُحرسُ

(١) النِّقرِس : الداهية الفطن . وطبيب نِقْرِس ; أى حاذق (لسان العرب : ٦ / ٢٤١) .

 ٨٩ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثانى عشر / السيّد علىّ خان المدني

وحجّة الله التى نورهاكالصبح لا يخفي ولا يبلسُ
تالله لا يجحدها جاحدٌإلاّ امرؤ فى غيّهِ مُركَسُ
المعلن الحقّ بلا خشيةحيث خطيب القوم لا ينبسُ
والمقحم الخيل وَطِيْسَ الوغيإذا تناهي البطل الأحرسُ
جلبابُه يوم الفخار التُّقيلا الطيلسانُ الخزّ والبرنسُ
يرفل من تقواه فى حلّةيحسدها الديباج والسندسُ
يا خيرة الله الذِى خيرُهيشكره الناطق والأخرس ُ
عبدك قد أمَّك مستوحشاًمن ذنبه للعفو يستأنسُ
يطوى إليك البحر والبرّ لايوحشه شىء ولا يؤنسُ
طوراً علي فلك به سابح وتارة تسرى به عِرْمِسُ(١)
فى كلّ هيماء(٢) يري شوكهاكأنّه الريحان والنرجسُ
حتّي أتي بابك مستبشراً ومن أتي بابك لا ييأسُ
أدعوك يا مولي الوري موقناًإنّ دعائى عنك لا يُحبسُ
فنجّنى من خطب دهر غداللجسم منّى أبداً ينهسُ
هذا ولولا أملى فيك لميقرّ بى مثويً ولا مجلسُ
صلّي عليك الله من سيّدمولاه فى الدارين لايوكسُ(٣)
ما غرّدت ورقاء فى روضة وما زهت أغصانها الميِّس(٤)


(١) العِرْمِس : الناقة الصُّلبة الشديدة (لسان العرب : ٦ / ١٣٨) .
(٢) الهيماء : المفازة [أى الصحراء] لا ماء بها (الصحاح : ٥ / ٢٠٦٣) .
(٣) الوكس : النقص (لسان العرب : ٦ / ٢٥٧) .
(٤) الغدير : ١١ / ٣٥٠ .