الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد التاسع

 

٩٠ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثانى عشر / الشيخ عبد الرضا المقرى الكاظمي

١٠ / ٤٨

الشيخ عبد الرضا المقري الكاظمى (١)

٤٠٧٥ ـ من جهابذة العلماء والاُدباء فى القرن الثانى عشر ، يقول :

فأضاعوا وصيّةً يومَ خمٍّبعلىّ وصّي وهم شهداءُ
عن لسان الروح الأمين عن اللـّـهِ تعالي ألا له الآلاءُ
بعلىّ بلّغ وإلاّ فما بلَّغتَ والله من عداك وقاءُ
بعدما بَخْبَخُوا وقالوا لقد أصــبحتَ موليً لنا وصحّ الولاءُ
وأتي النصّ فيه : أليومَ أكملـْـتُ لكم دينَكم وحقّ الهناءُ
ثمّ قالوا : بأنّ أحمد لم يوصِ وهذا منهم عليه افتراءُ
وروي من يمت ولم يوص قد ماتَ موتةً جاهليّة العلماءُ
وَيْلَهم جهلوا النبىّ وقالواعنه ما لم يقل وبالإفك جاؤوا
ما نُجيب اليهود يوماً إذا احتجّواعلينا ؟ أ ليس فيكم حياءُ ؟
إنّ موسي فى القوم وصّي وقد غاب وطه يقضى ولا إيصاءُ
حيث قال اخلفنى لهرونَ فى القومِ وبالأهل تسعد الخلفاءُ
والنبىُّ الكريم قد ترك القومَ سديً بعده وهذا هُذاءُ
وهْوَ بالمؤمنين كان رؤوفاً وعلي كلّهم له أسداءُ
ما عليه أن لو علي واحد نصَّ وفيما يختاره الإرتضاءُ

(١) الشيخ عبد الرضا بن أحمد بن خليفة أبو الحسن المقرى الكاظمى : من أفذاد القرن الثانى عشر وعلمائه وأفاضله الجامعين لفضيلتى العلم والأدب ، توفّى حدود سنة ألف ومائة وعشرين ، وعزي إليه ديوانه المرتّب علي الحروف فى مدح الأئمّة (ع) ، وهو يربو علي الثلاثة آلاف والخمسمائة بيتاً (الغدير : ١١ / ٣٦١) .

 ٩١ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثانى عشر / الشيخ عبد الرضا المقرى الكاظمي

وهو أدري بمن لها كان أهلاً وله فى نصح الأنام اعتناءُ
وإذا ما قد مات راعى غُنيمات فترك الإيصاء عنه عياءُ(١)

٤٠٧٦ ـ وله أيضاً :

يا إماماً علا علي سائر الخلــق بخُلق مهذّب وبخَلقِ
حزتَ كلاًّ من العلوم إلي أنْقد جري الكلّ منك فى كلّ عرقِ
بمقال يقيم عذر المغالىأنّك الله حيث للشكِّ يُبقِ
أنت حلف الهدي وحلف نزالدرّة العذب ساغ فى كلّ خلقِ
قد عبدت الإله طفلاً مع المخــتارِ والكلّ مشرك بالحقِّ
وببدر بذلت نفسك فى اللّــهِ وبادرتها ضحي غير طرقِ
وبخمٍّ بويعت إذ ليس إلاّأنت دون الوري لها من محقِّ
فأتي النصّ فيك أليوم أكملــتُ لكم دينكم وأثبتُّ حقّى
يا لها من إمامة قد تسامتْبإمام مؤيّد بالصدقِ
صاحب النصّ والدلالة بالإجــماعِ والإتّفاق من غير مذقِ
نفس طه النبىّ والصهر وابن الــعمِّ والصنو والأخ المشتقِّ(٢)

٤٠٧٧ ـ وله أيضاً :

عج بالغرىِّ فثمَّ سرٌّ مودعُليست تكيّف ذاته وتمثّلُ
واخلع نعالك غير ما متكبّرفيه وأنت مكبّرٌ ومهلّلُ
وقلِ : السلامُ عليك يا من حبّهُللدين فيهِ تتمّةٌ وتكمّلُ
فهناك عينُ الله والسرُّ الذىقد دقَّ معني والأخيرُ الأوّلُ

(١) الغدير : ١١ / ٣٥٤ .
(٢) الغدير : ١١ / ٣٥٧ .

 ٩٢ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثانى عشر / الشيخ عبد الرضا المقرى الكاظمي

الحاكم العدلُ الذى حقّا يريما العبدُ من خير وشرّ يعملُ
والآخذ الترّاك أفضل مسلممن بعد أحمد يحتفى أو ينعلُ
ويل امرئ قد حاد عنه ضِلّة وعلي النبىّ بجهله يتقوّلُ
جعل الإمامة غير موضعها عميً والله أعلم حيث كانت تُجعلُ
وكفي عليّاً فى الغدير فضيلةًيأتى إليها غيرُه يتوصّلُ
حيث الأمينُ أتي الأمينَ مبلّغاًيقرى السلامَ من السلامِ ويعجلُ
بلّغ وإلاّ لم تبلّغ ما أتيفى حقّ حيدرَ أيّها المزمّلُ
فهناك بين الصحب قام لربّهِيثنى بعالى صوته ويفضّلُ
ويسار حيدرة بيمناهُ وقدْنادي ومنه فيه يفصح مقولُ
من كنت مولاهُ فحيدرةٌ لهموليً فإيّاكم به أن تُبدِلوا
والطائر المشوىُّ هل مع أحمدأحدٌ سواه كان منه يأكلُ ؟
والنجم لمّا أن هوي فى دارهجهراً وأشرق منه ليلٌ أليلُ
فى العرش قدماً كان نوراً محدقاًطوراً يكبّر ربّهُ ويهلّلُ
متقلّبٌ فى الساجدين وكان مِنْصلب إلي صلب طهوراً(١) يُنقلُ(٢)

٤٠٧٨ ـ وله أيضاً :

حيدرُ الكرّار أزكي ناعلمن بنى آدم أو حاف مشي
ما غشي الليلُ نهاراً نصحُهُمذهِبٌ شكّاً علي القلب غشا
نور عين الدين قد رَدّ وقدرَدّ طرف الشرك منه أعمشا
قتل الكفّار فى صارمهِ ولربع الاُنس منهم أوحشا

(١) فى المصدر : "طهور" ، والصحيح ما أثبتناه .
(٢) الغدير : ١١ / ٣٥٩ .

 ٩٣ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثالث عشر

لم يدن للاّتِ يوماً قطُّ بلْعبد الله وبالتقوي نَشا
قد شفي الإسلامَ من داء به وجلا من أعين الدين الغِشا
ولقد أصبح فى خمٍّ لهُشاهدٌ عدلٌ أبي أن يُرتَشا
جاد بالقرص وصلّي العصرَ إذردّه لمّا له غشّي العِشا
وله قد كلّم الثعبانُ إذظنّه الناس أتي كى يَنهشا(١)

القرن الثالث عشر

١٠ / ٤٩

الشيخ كاظم الاُزرى (٢)

٤٠٧٩ ـ من كبار الشعراء فى القرن الثالث عشر ، يقول :

لا فتي فى الوجود إلاّ علىٌّذاك شخصٌ بمثله اللهُ باهي
لا ترُمْ وصفه ففيه معانلم يصفها إلاّ الذى سوّاها
من رآه رأي تماثيل قدسعن ثناء الإله لا تتلاها
وسمتْ فى ضميره حضرةُ القدس فأنّى يفوته ذكراها

(١) الغدير : ١١ / ٣٦١ .
(٢) هو الشيخ كاظم ابن الحاج محمّد التميمى البغدادى ، المعروف بالاُزرى ، أديب أريب ، فاضل كامل ، منشئ ، بليغ ، شاعر له ديوان ،و له مدائح فى أهل البيت (ع) ، وقصيدته الهائيّة مشهورة وهى المعروفة بالأزريّة ، حتي أنّ صاحب الجواهر تمنّي أن يكون له أجر هده القصيدة بدل أجر جواهر الكلام الذى لم يُؤلَّف نظيره فى الفقه الجعفرى لحدّ الآن . توفّى سنة (١٢١١ هـ ) عن عمر يناهز الثمانين فى مدينة الكاظميّة المقدّسة ، ودفن فى السرداب المعروف بقبر السيّد المرتضي (ريحانة الأدب : ١ / ١١٠) .

 ٩٤ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثالث عشر / الشيخ كاظم الاُزري

ما حوي الخافقان إنس وجنٌّقصباتُ السبق التى قد حواها
ألِفته بكر العلي فهى تهويحسنَ أخلاقهِ كما يهواها
شقّ من ذكره العليُّ له اسماًفهو ذاتُ العلياءِ جلّ ثناها(١)

ومنها :

أيّها الراكبُ المجدُّ رويداًبقلوب تقلّبت فى جَواها
إن تراءت أرض الغريّين فاخضعْ واخلعِ النّعل دون وادى طُواها
وإذا شِمْت(٢) قبّة العالم الأعــلي وأنوارُ ربّها تغشاها
فتواضع فثَمّ دارةُ قدستتمنّي الأفلاك لَثْم ثراها
قل له والدموع سفح عقيق والحشي تصطلي بنار غضاها
يابن عمّ النبىّ أنت يد اللّــهِ التى عمَّ كلّ شىء نداها
أنت قرآنه القديم وأوصافك آياته التى أوحاها
حسبك اللهُ فى مآثر شتّيهى مثل الأعدادِ لا تتناهي
ليت عيناً بغير روضك ترعيقَذِيت واستمرّ فيها قذاها
أنت بعد النبىّ خير البرايا والسما خير ما بها قمراها
لك ذات كذاته حيث لولاأنّها مثلها لما آخاها
قد تراضعتما بثدى وصالكان من جوهر التجلّى غذاها(٣)

ومنها :

لك نفسٌ من معدنِ اللطف صيغتْجعل الله كلّ نفس فداها

(١) قرآن الشعر : ٥٠ .
(٢) شِمْتُ مخايل الشىء : إذا تطلّعت نحوها ببصرك منتظراً له (لسان العرب : ١٢ / ٣٣٠) .
(٣) قرآن الشعر : ٨٥ .

 ٩٥ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثالث عشر / الشيخ حسين نجف

هى قطب المكوّنات ولولاها لما دارت الرحي لولاها
لك كفٌّ من أبحر الله تجرىأنهرُ الأنبياء من جدواها
حزت ملكاً من المعالى محيطاًبأقاليم يستحيل انتهاها
ليس يحكى درّى فخرك درٌّأين من كدرة المياه صفاها(١)

١٠ / ٥٠

الشيخ حسين نجف (٢)

٤٠٨٠ ـ ممّن جمع الإيمان والأدب فى القرن الثالث عشر ، يقول :

لعلىّ مناقبٌ لا تضاهيلا نبىّ ولا وصىّ حواها
من تري فى الوري يضاهى عليّاًأ يُضاهي فتيً به الله باهي
فضلُهُ الشمسُ للأنام تجلّتْكلُّ راء بناظرَيه يراها
هو نور الإلهِ يهدى إليهفاسأل المهتدين عمّن هداها
وإذا قست فى المعالى عليّاًبسواه رأيته فى سماها
غير من كان نفسه ولهذاخصّه دون غيره بإخاها(٣)

ومنها :


(١) قرآن الشعر : ٨٨ .
(٢) هو الشيخ حسين بن محمّد ابن الحاج نجف علىّ التبريزى النجفى : كان ناسكاً زاهداً عابداً أديباً شاعراً ، أورع أهل زمانه وأتقاهم . له مؤلّفات منها : الدرّة النجفيّة فى الردّ علي الأشعريّة ، وله ديوان شعر كلّه فى الأئمّة (ع) . ولد سنة (١١٥٩ هـ ) فى النجف الأشرف وتوفّى سنة (١٢٥١ هـ ) ، ودفن فى الصحن الشريف (أعيان الشيعة : ٦ / ١٦٨) .
(٣) أعيان الشيعة : ٦ / ١٦٨ .

 ٩٦ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثالث عشر / إبراهيم بن صادق المخزومى العاملي

جعل الله بيته لعلىٍّمولداً يا له عُلا لا يُضاهي
لم يشاركه فى الولادة فيهسيّد الرسل لا ولا أنبياها
علم الله شوقَها لعلىّعلمه بالذى به من هواها
إذ تمنّت لقاءه وتمنّيفأراها حبيبه ورآها
ما ادّعي مدّع لذلك كلاّمن تري فى الوري يروم ادّعاها ؟
فاكتست مكّةٌ بذاك افتخاراً وكذا المشعرانِ بعد مُناها
بل به الأرض قد علت إذ حوتهفغدت أرضُها مطافَ سَماها ؟
أ وَما تنظر الكواكب ليلاً ونهاراً تطوف حول حِماها ؟
وإلي الحشر فى الطواف عليه وبذاك الطوافُ دام بقاها(١)

١٠ / ٥١

إبراهيم بن صادق المخزومى العاملى (٢)

٤٠٨١ ـ من علماء القرن الثالث عشر ، يقول :

هذا ثري حطّ الأثير(٣) لقدرهِ ولعزّه هام الثريّا يخضعُ

(١) الغدير : ٦ / ٢٩ .
(٢) الشيخ إبراهيم بن صادق بن إبراهيم بن يحيي . . . المخزومى العاملى : ولد فى سنة (١٢٢١ هـ ) وكان من العلماء الأفاضل إلاّ أنّه تغلّب عليه الشعر . وفى الطليعة : كان فقيهاً اُصوليّاً خفيف الروح ، رقيق الحاشية ، وله شعر كثير ، قرأ علي الشيخ حسن ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء وأخيه الشيخ مهدى ، وعلي الشيخ مرتضي الأنصارى ، ويروى عنهم بالإجازة . وتوفّى سنة (١٢٨٤ هـ ) (راجع أعيان الشيعة : ٢ / ١٤٤) .
(٣) الأثير : وهو الفلك التاسع الأعظم الحاكم علي كلّ الأفلاك (تاج العروس : ٦ / ١١) .

 ٩٧ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الثالث عشر / إبراهيم بن صادق المخزومى العاملي

وضريح قدس دون غاية مجدهِ وجلاله خفض الضراح الأرفعُ
أنّي يقاس به الضراح(١) علاً وفىمكنونه سرّ المهيمن مودعُ
جدثٌ عليه من الإله سرادقٌ ومن الرضا واللطف نور يسطعُ
ودّت درارى الكواكب أنّها(كذا) بالدرّ من حصبائه تترصّعُ
والسبعةُ الأفلاك ودّ عليُّهالو أنّها لثري علىّ مضجعُ
عجباً تمنّي كلّ ربع أنّهللمرتضي مولي البريّة مربعُ
ووجوده وسع الوجود وهل خلافى عالم الأمكان منه موضعُ ؟
كشّافُ داجية القضاء عن الوريبعزائم منها القضاءُ يروّعُ
هو آية الله العظيم وسرّه ومنار حجّته التى لا تدفعُ
هو باب حطّته وخازن وحيه ولسرّ غامض علمه مستودعُ
هو سيفه البتّارُ والنور الذىبضيائه ظلم الضلال تقشّعُ

إلي أن يقول :

لولاه ما عبد الإلهَ موحّدٌكلاّ ولا عرف الهدي متطوّعُ
لولاه ما محى الضلال ولا انجليلسبيل دين الله نهج مَهْيَعُ
وبسيفه الإسلام قام فركنهحتّي القيام بِناه لا يتضعضعُ
والعلم منه اُصوله فجميع مافى اللوح عن تلك الاُصول مفرّعُ
غمر الوجودَ بسابع الجود الذىضاقت بأيسره الجهات الأربعُ(٢)

(١) الضراح : بيت فى السماء مقابل الكعبة فى الأرض ، قيل : هو البيت المعمور (لسان العرب : ٢ / ٥٢٧) .
(٢) أعيان الشيعة : ٢ / ١٤٦ .

 ٩٨ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع عشر

القرن الرابع عشر

١٠ / ٥٢

عبد المسيح الأنطاكى (١)

٤٠٨٢ ـ شاعر مسيحى ، يقول :

ومذ أتت أحمد الهادى نبوّتهكان الوصىّ بإيمان ملاقيها
فقد رأي الأسني يضيءُ عليمحمد وهْو يخفيه ليخفيها
وكان يسمع جبريلا يشافههُبها وآياتها الزهراء يوحيها
من قبل سبع سنين من ظهور رسول الله بالدعوة الناجى ملبّيها
وكان حيدرةٌ ما طرَّ شاربهُفى زهرة العمر يستجلى حوافيها
أعوامه لم تكن إلاّ ثلاثة عشــرةَ بملقي الهدي قد كان طاويها
إذ ذاك قد رضى الإسلامُ مُتّبعاًخُطي أبى القاسم المأمون قافيها
وقد تعبّد للخلاّق قبل جميــعِ الناس فى إثر خير الخلق تجريها
وإنّ أهل الهدي قد كان أوّلهاطه وكان علىّ البرّ ثانيها(٢)

إلي أن قال :

آخي الصحابُ مع الأنصار متّخذاًلكلّ ذات بهم ذاتاً تصافيها

(١) عبد المسيح الأنطاكى الحلبى : ولد فى أنطاكية ـ فى سورية ـ من أبوين مسيحيّين ، ونشأ فى حلب الشهباء ، وعاش بين المسلمين وتأثّر بهم وتربّي علي أيديهم ، ومنهم العلاّمة عبد الرحمن الكواكبى الذى كان يدعو إلي إنشاء دولة عربيّة موحّدة مستقلّة ذات سيادة ومنفصلة عن الشرق والغرب . سافر إلي الخليج الفارسى بعد الحرب العالميّة الثانية ، ونزل علي الشيخ خزعل خان أمير المحمّرة آنذاك ، وأصبح معلّماً لأولاده . ولد سنة (١٢٩١ هـ ) وتوفّى سنة (١٣٤١ هـ ) (ملحمة الإمام علىّ : ٥) .
(٢) ملحمة الإمام علىّ : ٦٤ .

 ٩٩ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع عشر / عبد المسيح الأنطاكي

إلاّ عليّاً فلم يذكر له أحداًلذى الاُخوّة فى عالى معانيها
فجاءه سائلا والدمع منبجسٌمن عينه وبه سالت مآقيها
وقال : أين أخى حتّي اُخادنه ؟فقال : خلَّتُنا ماض تآخيها
أ لم اُواخِك قبلا عند هجرتنا وعندما دعوتى ناديت راضيها
إنّى أخوك بذى الدنيا وأنت أخى وفى الجنان إذا ما رحت ثاويها
وقال : من كنت مولاه فأنت لهُمولي وصيّة حقّ جئت اُوصيها
وكان ذلك بين الناس أجمعها ووسْطَ مجلس مكّيها وطَيْبِيها
كذاك كان علىٌّ للرسول أخاًعلي الشدائد ما تدهي دواهيها
وكان يحمل فى الميدان رايته وفوق أنصاره الأخيار يعليها
وكان صاحبه يفضى إليه بمافى نفسه من رغاب كان ينويها
فما غزا غزوة طه بسؤددهإلاّ وحيدرة المقدام غازيها
ولا ندا ندوة للمسلمين بهاإلاّ وحيدرةٌ من مستشاريها
ولا أراد لخير الدين مسألةٌإلاّ وحيدرةٌ قد هبّ يجريها
كذاك كان وزير المصطفي ببناأساس دولته مذ همّ يبنيها
فقل لمن رام أن يخفى فضيلتهُهيهات فالشمس لا يخفي تلاليها
وقل لمن رام [أنْ](١) يدنو لرتبتهِأهون عليك الثريّا أن تدانيها(٢)

ثمّ قال :

والعرب تطلب أكفاء تزوّجهمبناتها سنّةٌ تأبي تعدّيها
وكلّ عقد بغير الكفء تحسبهُعاراً عليها لدي الأقران يخزيها

(١) الزيادة منّا لتتميم العبارة ، والظاهر أنّه سقط مطبعى .
(٢) ملحمة الإمام علىّ : ٩٤ .

 ١٠٠ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الرابع عشر / عبد الكريم الجزائري

فمن يليق ببنت المصطفي حسباً ؟ ومَنْ مِنَ العَرَبِ العَرْباء كافيها ؟
ومن يناسب طه كى يصاهرهُ ؟ وهى المصاهرة المسعود ملقيها
غير العلىّ ربيب المصطفي ولهُسبق الهداية مذ نادي مناديها
فإنّه بعد طه خير من ولدتقريشُ منذ برا البارى ذراريها
وإنّه بطل الإسلام تعرفهتلك الحروب التى أمسي مجلّيها
وأعلم الناس بالشرع المشرَّف بعــد المصطفي وأجلُّ الناس تفقيها
وأطهر الناس نيّات وأطيبهاقلباً إذا ما أردنا أن نجاهيها(١)
وأبلغ الناس أقوالا وأفصحهاخطابةً وهو ينشيها ويلقيها
وأزهد الناس فى الدنيا وزخرفها وأبعد الناس عن مغرى ملاهيها
وأرحب الناس صدراً بالعفاة إذا وافته ما فى يديه كان يوليها
هذا العميد المفدّي كفءُ فاطمة وخير ندٍّ لها من دون أهليها
لذلك اختاره ربّ السماء لهابعلا وأمست به الدنيا تهنّيها(٢)

١٠ / ٥٣

عبد الكريم الجزائري (٣)

٤٠٨٣ ـ ممّن جمع العلم والأدب فى القرن الرابع عشر ، يقول :


(١) أجهت السماء : انكشفت وأضحَت (تاج العروس : ١٩ / ٣٠٠) .
(٢) ملحمة الإمام علىّ : ١٠٣ .
(٣) هو عبد الكريم بن علىّ بن الكاظم . . . ابن الشيخ سعد النجفى ، المشهور بالجزائرى : ينتهى نسبه إلي قبيلة بنى أسد القاطنة علي ضفاف الفرات الأدني المعروفة منازلهم بالجزائر . نشأ بين اُسرته نشأة طيّبة ، وحضر الفقه علي الشيخ محمّد طه نجف والسيّد كاظم اليزدى ، وحضر اُصول الفقه علي الشيخ ملاّ كاظم الخراسانى . ولد فى النجف الأشرف سنة (١٢٨٩ هـ ) وتوفّى فيها سنة (١٣٨٢ هـ ) (أعيان الشيعة : ٨ / ٤٠) .

 ١٠١ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الخامس عشر

قف بباب المراد باب علىٍّتلقَ للأجر فيه فتحاً مبينا
هو باب الله الذى من أتاهخائفاً من خَطاه عاد أمينا
واخلع النعلَ عنده باحترامفهو بالفضل دونه طورُ سينا
قد علقنا بحبّ من حلّ فيهِ ويَقينا من العذاب يَقينا
واطلب الإذن وانحَ نحو ضريحفيه أضحي سرُّ الإله دفينا
يا سفينَ النجاة لم أرَ إلاّأمَلى فيك للنجاة سفينا
وإمام الهدي ببابك لذنامن ذنوب أبكيْنَ منّا العيونا
لك جئنا فاشفع لنا وأجرنايوم لا مالُ نافع أو بنونا
فتح الله للوري بعلىّباب خير يأتونه أجمعينا
قل لقُصّاد بابه اُدخلوهُبسلام لازلتمُ آمنينا
هو باب به الرجا(١) أرّخوهُذاك باب المراد للزائرينا(٢)

القرن الخامس عشر

١٠ / ٥٤

مصطفي جمال الدين (٣)

٤٠٨٤ ـ (٤)من كبار شعراء القرن الخامس عشر، قال فى مدح مولانا أمير المؤمنين  ¼ :


(١) فى المصدر : "الرجاء" ، والتصحيح منّا مراعاةً للوزن .
(٢) أعيان الشيعة : ٨ / ٤١ .
(٣)
(٤) (٣) ولد الدكتور مصطفي جمال الدين فى العراق (مدينة سوق الشيوخ) سنة (١٩٢٧ م ) ، أكمل دراسته الحوزويّة فى النجف الأشرف ، وتخرّج من كلّية الفقه ، ثمّ حصل علي درجة الماجستير فى الشريعة الإسلاميّة من جامعة بغداد ، ثمّ علي درجة الدكتوراه فى اللغة العربيّة ، هاجر من العراق إلي سورية حيث توفّى سنة (١٩٩٦ م ـ ١٤١٧ هـ ) وكان عالماً ومجاهداً وأديباً كبيراً (مقتطفات من شعر الدكتور السيّد مصطفي جمال الدين) .

 ١٠٢ - المجلد التاسع / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل العاشر : علىّ عن لسان الشعراء / القرن الخامس عشر / مصطفي جمال الدين

سيّدى أيّها الضمير المصفّي والصراط الذى عليه نسيرُ
لك مهوي قلوبنا وعلي زادِك نُربى عقولنا ونميرُ
نحن عشّاقك الملحّون فى العشــقِ وإن هام فى هواك الكثيرُ
نحن نهواك لا لشىء سوي أنّكمن أحمد أخٌ ووزيرُ
وحسامٌ يحمى وروح تُفَدّي ولسان يدعو وعقل يشيرُ
ومفاتيحُ من علوم حباهالك إذ أنت كنزها المذخورُ
ضرب الله بين وهجيكما حدّاًفأنت المنار وهْوَ المنيرُ
وإذا الشمس آذنت بمغيبغطّت الكون من سناها البدورُ(١)


(١) مقتطفات من شعر الدكتور السيّد مصطفي جمال الدين : ١٠ و١١ .