٢٠٠ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام المصلّين / ركوعه
٣ / ١ ـ ٧ ٤٢٨٤ ـ الإمام الصادق ¼ : كان علىّ ¼ يركع فيسيل عرقه حتي يطأ فى عرقه من طول قيامه(١) . ٤٢٨٥ ـ عنه ¼ : إنّ عليّاً ¼ كان يعتدل فى الركوع مستوياً حتي يقال : لو صبّ الماء علي ظهره لاستمسك . . . وكان يكره أن يحدر رأسه ومنكبيه فى الركوع (٢) . ٣ / ٢ ٣ / ٢ ـ ١ ٤٢٨٦ ـ الإمام علىّ ¼ : عبدت الله مع رسول الله ½ سبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الاُمّة(٣) . ٤٢٨٧ ـ عنه ¼ : ما أعرف أحداً من هذه الاُمّة عبَدَ الله بعد نبيّنا غيرى ; عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الاُمّة سبع سنين(٤) . (١) فلاح السائل : ٢١٣ / ١٢٣ عن أبى الصباح ، بحار الأنوار : ٨٥ / ١١٠ / ٢٠ . ٢٠١ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام العابدين / صفة عبادته
٤٢٨٨ ـ فضائل الصحابة عن حبّة العرنى عن الإمام علىّ ¼ : اللهمّ لا أعترف أنّ عبداً لك من هذه الاُمّة عبدك قبلى غير نبيّك ½ . قال : فقال ذلك ثلاث مرار ، ثمّ قال : لقد صلّيت قبل أن يصلّى أحد سبعاً(١) . ٤٢٨٩ ـ الإمام علىّ ¼ : لقد عبدتُ الله قبل أن يعبده أحد من هذه الاُمّة خمس سنين(٢) . ٤٢٩٠ ـ عنه ¼ : ما عَبَد الله أحدٌ قبلى مع نبيّه ، إنّ أبا طالب هجم علىَّ وعلي النبىّ ½ وأنا وهو ساجدان ، ثمّ قال : أ فعلتموها ؟ ثمّ قال لى : انصرْه انصرْه ! فأخذ يحثّنى علي نصرته وعلي معونته(٣) . ٣ / ٢ ـ ٢ ٤٢٩١ ـ الإمام علىّ ¼ ـ مناجياً لربّه ـ : إلهى ما عبدتك خوفاً من عقابك ، ولا (١) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٨١ / ١١٦٤ ، مسند ابن حنبل : ١ / ٢١٣ / ٧٧٦ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٣٢ ، ذخائر العقبي : ١١٤ ; المناقب للكوفى : ١ / ٢٨٨ / ٢٠٥ كلاهما نحوه ، الفصول المختارة : ٢٦١ ، شرح الأخبار : ١ / ١٧٧ / ١٣٦ ، مسند زيد : ٤٠٥ نحوه . إرجاعات
١٢١ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ / الفصل الأوّل : الخصائص العقائديّة / أوّل من أسلم / عمره يوم أسلم
١٢٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ / الفصل الأوّل : الخصائص العقائديّة / أوّل من أسلم / يوم إسلامه
٢٠٢ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام العابدين / شدّة عبادته
رغبةً فى ثوابك ، ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك(١) . ٤٢٩٢ ـ عنه ¼ : لم أعبده خوفاً ولا طمعاً ، لكنّى وجدته أهلاً للعبادة فعبدته(٢) . ٣ / ٢ ـ ٣ ٤٢٩٣ ـ الإمام الباقر ¼ ـ فى علىّ ¼ ـ : ما أطاق أحد عمله ، وإن كان علىّ بن الحسين ¤ لينظر فى الكتاب من كتب علىّ ¼ فيضرب به الأرض ويقول : من يطيق هذا ؟(٣) ٤٢٩٤ ـ الإمام الصادق ¼ ـ فى علىّ ¼ ـ : والله ، ما أطاق عمل رسول الله ½ من بعده أحدٌ غيره ، والله ما نزلت برسول الله ½ نازلة قطّ إلاّ قدّمه فيها ثقةً منه به(٤) . ٤٢٩٥ ـ شرح نهج البلاغة : قيل لعلىّ بن الحسين ¤ ـ وكان الغاية فى العبادة ـ : أين عبادتك من عبادة جدّك ؟ قال : عبادتى عند عبادة جدّى كعبادة جدّى عند (١) شرح المائة كلمة : ٢١٩ ، شرح نهج البلاغة لابن ميثم : ٥ / ٣٦١ / ٢٢٣ وفيه "طمعاً" بدل "رغبةً" ، عوالى اللآلى: ١/٤٠٤/٦٣ وج٢/١١/١٨ والثلاثة الأخيرة نحوه ، نهج الحقّ : ٢٤٨ ، بحار الأنوار : ٤١ / ١٤ / ٤ . ٢٠٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام العابدين / كثرة صلاته وصومه
عبادة رسول الله ½ (١) . ٤٢٩٦ ـ نهج البلاغة عن نوف البكالى ـ فى وصف علىّ ¼ ـ : كأنّ جبينه ثَفِنَة(٢) بعير(٣) . ٣ / ٢ ـ ٤ ٤٢٩٧ ـ الإمام الصادق ¼ : إنّ عليّاً ¼ فى آخر عمره كان يصلّى فى كلّ يوم وليلة ألف ركعة(٤) . ٤٢٩٨ ـ المناقب لابن شهر آشوب عن سليمان بن المغيرة عن اُمّه : سألت اُمّ سعيد سريّة علىّ عن صلاة علىّ ¼ فى شهر رمضان . فقالت : رمضان وشوّال سواء ، يُحيى الليل كلّه(٥) . ٤٢٩٩ ـ سنن الترمذى عن جميع بن عمير التيمى : دخلت مع عمّتى علي عائشة فسُئلتْ : أىّ الناس كان أحبّ إلي رسول الله ½ ؟ قالت : فاطمة ، فقيل : من (١) شرح نهج البلاغة : ١ / ٢٧ ; بحار الأنوار : ٤١ / ١٤٩ / ٤٥ . ٢٠٤ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام العابدين / قصص من عبادته
الرجال ؟ قالت : زوجها ; إن كان ما علمتُ صوّاماً قوّاماً(١) . ٤٣٠٠ ـ كفاية الطالب عن الأسود بن يزيد : كان علىّ ¼ يصوم شطر الدهر(٢) . ٤٣٠١ ـ الإمام الصادق ¼ : كان أمير المؤمنين ¼ يدخل إلي أهله ويقول : عندكم شىء ؟ وإلاّ صمتُ ، فإن كان عندهم شىء أتوه به وإلاّ صام(٣) . ٤٣٠٢ ـ شرح نهج البلاغة ـ فى بيان فضائل علىّ ¼ ـ : أمّا العبادة ; فكان أعبد الناس وأكثرهم صلاةً وصوماً ، ومنه تعلّم الناس صلاة الليل ، وملازمة الأوراد ، وقيام النافلة ، وما ظنّك برجل يبلغ من محافظته علي ورده أن يبسط له نِطَعٌ بين الصفّين ليلة الهرير ، فيصلّى عليه ورده ، والسهام تقع بين يديه وتمرّ علي صماخيه يميناً وشمالاً ، فلا يرتاع لذلك ، ولا يقوم حتي يفرغ من وظيفته ! وما ظنّك برجل كانت جبهته كَثَفِنَة البعير لطول سجوده !(٤) ٣ / ٢ ـ ٥ ٤٣٠٣ ـ حلية الأولياء عن أبى صالح : دخل ضرار بن ضمرة الكنانى علي معاوية ، فقال له : صِف لى عليّاً . فقال : أ وَتعفينى يا أمير المؤمنين ؟ قال : لا أعفيك ، قال : أمّا إذ لابدّ ; فإنّه كان والله بعيد المدي ، شديد القوي ، يقول فصلاً ، ويحكم عدلاً ، يتفجّر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا (١) سنن الترمذى : ٥ / ٧٠١ / ٣٨٧٤ ، المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٧١ / ٤٧٤٤ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٢٦٣ ، ذخائر العقبي : ٧٧ ; كشف الغمّة : ٢ / ٨٨ . ٢٠٥ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام العابدين / قصص من عبادته
وزهرتها ، ويستأنس بالليل وظلمته . كان والله غزير العبرة ، طويل الفكرة ، يقلّب كفّه ، ويخاطب نفسه ، يعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما جشب ، كان والله كأحدنا ; يدنينا إذا أتيناه ، ويُجيبنا إذا سألناه ، وكان مع تقرّبه إلينا وقربه منّا لا نكلّمه هيبةً له ; فإن تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظِّم أهل الدِّين ، ويحبّ المساكين ، لا يطمع القوىّ فى باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله . فأشهد بالله لقد رأيته فى بعض مواقفه وقد أرخي الليل سدوله ، وغارت نجومه يميل فى محرابة ، قابضاً علي لحيته ، يتململ تململ السَّليم(١) ، ويبكى بكاء الحزين ، فكأنّى أسمعه الآن وهو يقول : يا ربّنا يا ربّنا ـ يتضرّع إليه ـ ثمّ يقول للدنيا : إلىَّ تغرّرتِ ! إلىَّ تشوّفتِ ! هيهات هيهات ، غُرّى غيرى ، قد بتتّك ثلاثاً ، فعمرك قصير ، ومجلسك حقير ، وخطرك يسير ، آه آه من قلّة الزاد ، وبُعْد السفر ، ووحشة الطريق . فوَكَفَتْ(٢) دموع معاوية علي لحيته ما يملكها ، وجعل ينشفها بكُمّه وقد اختنق القوم بالبكاء ، فقال : كذا كان أبو الحسن § ! كيف وَجْدك عليه يا ضرار ؟ قال : وَجْدُ من ذبح واحدها فى حجرها ، لا ترقأ(٣) دمعتها ، ولا يسكن حزنها . ثمّ قام فخرج(٤) . (١) السَّليم : اللديغ . يقال : سَلَمَتْهُ الحيّةُ ; أى لَدَغَتْهُ (لسان العرب : ١٢ / ٢٩٢) . ٢٠٦ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام العابدين / قصص من عبادته
٤٣٠٤ ـ الأمالى للصدوق عن الأصبغ بن نباتة : دخل ضرار بن ضمرة النهشلى علي معاوية بن أبى سفيان فقال له : صف لى عليّاً . قال :أ وَتعفينى ، فقال : لا ، بل صِفْه لى ، فقال له ضرار : رحم الله عليّاً ! كان والله فينا كأحدنا ; يدنينا إذا أتيناه ، ويُجيبنا إذا سألناه ، ويقرّبنا إذا زرناه ، لا يُغلق له دوننا باب ، ولا يحجبنا عنه حاجب ، ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منّا ، لا نكلّمه لهيبته ، ولا نبتديه لعظمته ، فإذا تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم . فقال معاوية : زدنى من صفته ، فقال ضرار : رحم الله عليّاً ! كان والله طويل السهاد ، قليل الرُّقاد ، يتلو كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار ، ويجود لله بمهجته ، ويبوء إليه بعبرته ، لا تغلق له الستور ، ولا يدّخر عنّا البدور ، ولا يستلين الاتّكاء ، ولا يستخشن الجفاء ، ولو رأيته إذ مثل فى محرابه ، وقد أرخي الليل سدوله ، وغارت نجومه ، وهو قابض علي لحيته ، يتململ تململ السليم ، ويبكى بكاء الحزين ، وهو يقول : يا دنيا ! إلىَّ تعرّضتِ أم إلىَّ تشوّقتِ ؟ هيهات هيهات ، لا حاجة لى فيك ، أبَنْتُكِ ثلاثاً لا رجعة لى عليك ، ثمّ يقول : واه واه لبُعد السفر ، وقلّة الزاد ، وخشونة الطريق . قال : فبكي معاوية وقال : حسبك يا ضرار ، كذلك كان والله علىّ ! رحم الله أبا الحسن !(١) (١) الأمالى للصدوق : ٧٢٤ / ٩٩٠ ، بحار الأنوار : ٤١ / ١٤ / ٦ . ٢٠٧ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام العابدين / قصص من عبادته
٤٣٠٥ ـ الأمالى للصدوق عن عروة بن الزبير : كنّا جلوساً فى مجلس فى مسجد رسول الله ½ ، فتذاكرنا أعمال أهل بدر وبيعة الرضوان ، فقال أبو الدرداء : يا قوم ! ألا اُخبركم بأقلّ القوم مالاً ، وأكثرهم ورعاً ، وأشدّهم اجتهاداً فى العبادة ، قالوا : من ؟ قال : علىّ بن أبى طالب ¼ . قال : فو الله إن كان فى جماعة أهل المجلس إلاّ معرض عنه بوجهه ، ثمّ انتدب له رجل من الأنصار فقال له : يا عويمر ! لقد تكلّمت بكلمة ما وافقك عليها أحد منذ أتيت بها . فقال أبو الدرداء : يا قوم ، إنّى قائل ما رأيت ، وليقل كلّ قوم منكم ما رأوا ، شهدت علىّ بن أبى طالب ¼ بشويحطات النجّار وقد اعتزل عن مواليه واختفي ممّن يليه ، واستتر بمغيلات النخل ، فافتقدته وبَعُدَ علىَّ مكانه ، فقلت : لحق بمنزله ، فإذا أنا بصوت حزين ونغمة شجىّ ، وهو يقول : إلهى كم من موبقة حَمَلْتَ عنّى فقابلتها بنعمتك ، وكم من جريرة تكرّمت عن كشفها بكرمك ، إلهى إن طال فى عصيانك عمرى ، وعظم فى الصحف ذنبى ; فما أنا مؤمّل غير غفرانك ، ولا أنا براج غير رضوانك . فشغلنى الصوت ، واقتفيت الأثر ، فإذا هو علىّ بن أبى طالب ¼ بعينه ، فاستترت له وأخملتُ الحركة ، فركع ركعات فى جوف الليل الغابر ، ثمّ فزع إلي الدعاء والبكاء والبثّ والشكوي . فكان ممّا ناجي به الله أن قال : إلهى اُفكّر فى عفوك ; فتهون علىَّ خطيئتى ، ثمّ أذكر العظيم من أخذك ; فتعظم علىَّ بليّتى ، ثمّ قال : آه إن أنا قرأت فى الصحف سيّئة أنا ناسيها ، وأنت محصيها ، فتقول : خذوه ! ! فيا له من مأخوذ ، لا تنجيه عشيرته ، ولا تنفعه قبيلته ، يرحمه الملأ إذا اُذن فيه بالنداء ، ثمّ قال : آه من نار تنضج الأكباد والكلي ، آه من نار نزّاعة ٢٠٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام العابدين / قصص من عبادته
للشوي ، آه من غمرة من ملهبات لظي . قال : ثمّ أنعم فى البكاء ; فلم أسمع له حسّاً ولا حركة ، فقلت : غلب عليه النوم لطول السهر ، اُوقظه لصلاة الفجر . قال أبو الدرداء : فأتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة ، فحرّكته فلم يتحرّك ، وزويته فلم ينزوِ ، فقلت : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، مات والله علىّ بن أبى طالب ¼ ! قال : فأتيت منزله مبادراً أنعاه إليهم ، فقالت فاطمة (ع) : يا أبا الدرداء ، ما كان من شأنه ومِن قصّته ؟ فأخبرتها الخبر ، فقالت : هى والله يا أبا الدرداء الغشية التى تأخذه من خشية الله ، ثمّ أتوه بماء فنضحوه علي وجهه ، فأفاق ونظر إلىَّ وأنا أبكى ، فقال : ممّ بكاؤك يا أبا الدرداء ؟ فقلت : ممّا أراه تنزله بنفسك ، فقال : يا أبا الدرداء ، فكيف لو رأيتَنى ودُعى بى إلي الحساب ، وأيقن أهل الجرائم بالعذاب ، واحتوشتنى ملائكة غلاظ ، وزبانية فظاظ ، فوقفت بين يدى الملك الجبّار ، قد أسلمنى الأحبّاء ، ورحمنى أهل الدنيا ، لكنتَ أشدّ رحمة لى بين يدى من لا تخفي عليه خافية . فقال أبو الدرداء : فو الله ما رأيت ذلك لأحد من أصحاب رسول الله ½ (١) . ٤٣٠٦ ـ فلاح السائل عن حبّة العرنى : بينا أنا ونَوْف نائمين فى رحبة القصر ; إذ نحن بأمير المؤمنين ¼ فى بقيّة من الليل واضعاً يده علي الحائط شبه الوالِه(٢) وهو يقول : ³ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ ² إلي آخر الآية(٣) قال : ثمّ جعل يقرأ (١) الأمالى للصدوق : ١٣٧ / ١٣٦ ، تنبيه الخواطر : ٢ / ١٥٦ ، روضة الواعظين : ١٢٥ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١٢٤ وفيه من "أنا بصوت حزين . . ." . ٢٠٩ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام العابدين / قصص من عبادته
هذه الآيات ، ويمرّ شبه الطائرِ عقلُه ، فقال : أ راقد يا حبّة أم رامق ؟ قلت : رامق ، هذا أنت تعمل هذا العمل فكيف نحن ؟ ! قال : فأرخي عينيه فبكي ، ثمّ قال لى : يا حبّة ، إنّ لله موقفاً ، ولنا بين يديه موقف ، لا يخفي عليه شىء من أعمالنا . يا حبّة ، إنّ الله أقرب إليك وإلىَّ من حبل الوريد . يا حبّة ، إنّه لن يحجبنى ولا إيّاك عن الله شىء . قال ثمّ قال : أراقد أنت يا نَوْف ؟ قال : لا يا أمير المؤمنين ما أنا براقد ، ولقد أطلت بكائى هذه الليلة . فقال : يا نوف ، إن طال بكاؤك فى هذا الليل مخافةً من الله عزّ وجلّ ، قرّت عيناك غداً بين يدى الله عزّ وجلّ . يا نوف ، إنّه ليس من قطرة قطرت من عين رجل من خشية الله إلاّ أطفأت بحاراً من النيران . يا نوف ، إنّه ليس من رجل أعظم منزلةً عند الله من رجل بكي من خشية الله ، وأحبّ فى الله ، وأبغض فى الله . يا نَوْف ، إنّه من أحبّ فى الله لم يستأثر علي محبّيه ، ومن أبغض فى الله لم يُنِل مبغضيه خيراً ، عند ذلك استكملتم حقائق الإيمان . ثمّ وعظهما وذكّرهما . وقال فى أواخره : فكونوا من الله علي حذر فقد أنذرتكما . ثمّ جعل يمرّ وهو يقول : ليت شِعرى فى غفلاتى ، أ معرض أنت عنّى أم ناظر إلىَّ ؟ وليت شعرى فى طول منامى وقلّة شكرى فى نعمك علىَّ ، ما حالى ؟ قال : فو الله ما زال فى هذا الحال حتي طلع الفجر(١) . ٤٣٠٧ ـ الخصال عن نوف البكالى : بتّ ليلة عند أمير المؤمنين علىّ ¼ ، فكان (١) فلاح السائل : ٤٦٦ / ٣١٥ ، بحار الأنوار : ٤١ / ٢٢ / ١٣ وج ٨٧ / ٢٠١ / ٩ . ٢١٠ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين
يصلّى الليل كلّه ، ويخرج ساعة بعد ساعة ; فينظر إلي السماء ويتلو القرآن قال : فمرّ بى بعد هدوء من الليل ، فقال : يا نَوْف ، أراقد أنت أم رامق ؟ قلت : بل رامق ، أرمقك ببصرى يا أمير المؤمنين . قال : طوبي للزاهدين فى الدنيا ، والراغبين فى الآخرة ، اُولئك الذين اتّخذوا الأرض بساطاً ، وترابها فراشاً ، وماءها طيباً ، والقرآن دثاراً ، والدعاء شعاراً ، وقَرَّضوا من الدنيا تقريضاً علي منهاج عيسي بن مريم ¼ (١) . ٣ / ٣ ٣ / ٣ ـ ١ ٤٣٠٨ ـ الإمام الصادق ¼ : كان أمير المؤمنين ¼ رجلاً دعّاءً(٢) . ٤٣٠٩ ـ الإمام علىّ ¼ : ما من أحد ابتُلى وإن عظمت بلواه بأحقّ بالدعاء من المعافي الذى لا يأمن البلاء(٣) . (١) الخصال : ٣٣٧ / ٤٠ ، الأمالى للمفيد : ١٣٢ / ١ ، نهج البلاغة : الحكمة ١٠٤ ، خصائص الأئمّة
(ع) : ٩٧ ، فلاح السائل : ٤٦٥ / ٣١٤ وفيه "الدين" بدل "الدعاء" ، المناقب للكوفى : ٢ / ٥٧٨ / ١٠٨٧ ; تاريخ بغداد : ٧ / ١٦٢ / ٣٦٠٨ ، تاريخ دمشق : ٦٢ / ٣٠٤ ، دستور معالم الحكم : ٧٦ كلّها نحوه . ٢١١ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / اهتمامه بالدعاء
٤٣١٠ ـ عنه ¼ ـ لابنه الإمام الحسن ¼ ـ : واعلم أنّ الذى بيده خزائن السماوات والأرض قد أذِنَ لك فى الدعاء ، وتكفّل لك بالإجابة ، وأمرك أن تسأله ليُعطيك ، وتسترحمه ليرحمك ، ولم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه ، ولم يُلجِئْك إلي من يشفع لك إليه ، ولم يمنعك إن أسأت من التوبة . . . وفتح لك باب المتاب ، وباب الاستعتاب ; فإذا ناديته سمع نداك ، وإذا ناجيته علم نجواك ; فأفضيت إليه بحاجتك ، وأبثثته ذات نفسك ، وشكوت إليه همومك ، واستكشفته كروبك ، واستعنته علي اُمورك ، وسألته من خزائن رحمته ما لا يقدر علي إعطائه غيره ، من زيادة الأعمار ، وصحّة الأبدان ، وسَعة الأرزاق . ثمّ جعل فى يديك مفاتيح خزائنه بما أذِنَ لك من مسألته ، فمتي شئت استفتحت بالدعاء أبواب نعمته ، واستمطرت شآبيب(١) رحمته(٢) . ٤٣١١ ـ عنه ¼ : أكثِر الدعاء تسلم من سورة الشيطان(٣) . ٤٣١٢ ـ عنه ¼ : أعلم الناس بالله أكثرهم له مسألة(٤) . ٤٣١٣ ـ عنه ¼ : للمؤمن ثلاث ساعات : فساعة يناجى فيها ربّه ، وساعة يَرُمُّ معاشه ، وساعة يخلِّى بين نفسه وبين لذّتها فيما يحلّ ويجمل(٥) . (١) الشآبيب من المطر : الدُّفعات (لسان العرب : ١ / ٤٧٩) . ٢١٢ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / اهتمامه بالذكر
٤٣١٤ ـ عنه ¼ : التقرّب إلي الله تعالي بمسألته ، وإلي الناس بتركها(١) . ٤٣١٥ ـ عنه ¼ : الحظوة عند الخالق بالرغبة فيما لديه ، الحظوة عند المخلوق بالرغبة عمّا فى يديه(٢) . ٤٣١٦ ـ الإمام الباقر ¼ ـ لأبى المقدام ـ : يا أبا المقدام ، إنّما شيعة علىّ ¼ الشاحبون ، الناحلون ، الذابلون . . . كثيرٌ سجودُهم ، كثيرة دموعهم ، كثير دعاؤهم ، كثير بكاؤهم ، يفرح الناس وهم يحزنون(٣) . ٣ / ٣ ـ ٢ ٤٣١٧ ـ صحيح البخارى عن عبد الرحمن بن أبى ليلي عن الإمام علىّ ¼ : إنّ فاطمة (ع) أتت النبىّ ½ تسأله خادماً ، فقال : ألا اُخبرك ما هو خيرٌ لك منه ؟ تسبّحين الله عند منامك ثلاثاً وثلاثين ، وتحمدين الله ثلاثاً وثلاثين ، وتكبّرين الله أربعاً وثلاثين ـ ثمّ قال سفيان : إحداهنّ أربع وثلاثون ـ فما تركتُها بعد . قيل : ولا ليلة صفّين ؟ قال : ولا ليلة صفّين(٤) . ٤٣١٨ ـ المناقب لابن شهر آشوب ـ فى علىّ ¼ ـ : له ليلة الهرير ثلاثمائة تكبيرة ; (١) غرر الحكم : ١٨٠١ . ٢١٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى تسبيح الله وتحميده
أسقط بكلّ تكبيرة عدوّاً . وفى رواية خمسمائة وثلاثة وعشرون ، رواه الأعثم . وفى رواية سبعمائة (١) . ٤٣١٩ ـ إرشاد القلوب : روى أنّه ¼ كان إذا يفرغ من الجهاد يتفرّغ لتعليم الناس والقضاء بينهم ، فإذا فرغ من ذلك اشتغل فى حائط له يعمل فيه بيده ، وهو مع ذلك ذاكراً الله تعالي جلّ جلاله(٢) . ٣ / ٣ ـ ٣ أ : التسبيحات ٤٣٢٠ ـ الإمام الصادق ¼ ـ فى ذكر تسبيح أمير المؤمنين ¼ بعد صلاته ـ : سبحان من لا تبيدُ معالمه ، سبحان من لا تنقص خزائنه ، سبحان من لا اضمحلال لفخره ، سبحان من لا ينفد ما عنده ، سبحان من لا انقطاع لمدّته ، سبحان من لا يشارك أحداً فى أمره ، سبحان من لا إله غيره(٣) . ٤٣٢١ ـ كامل الزيارات عن أبى سعيد المدائنى : دخلت علي أبى عبد الله ¼ فقلت : . . . جُعلت فداك ، علّمنى تسبيح علىّ وفاطمة ¤ . قال : نعم يا أبا سعيد ، تسبيح علىّ ¼ : سبحان الذى لا تنفد خزائنه ، سبحان الذى لا تبيد معالمه ، سبحان الذى لا (١) المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٨٣ ، بحار الأنوار : ٤١ / ٦٧ / ٢ . ٢١٤ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى تسبيح الله وتحميده
يفني ما عنده ، سبحان الذى لا يُشرك أحداً فى حكمه ، سبحان الذى لا اضمحلال لفخره ، سبحان الذى لا انقطاع لمدّته ، سبحان الذى لا إله غيره(١) . ٤٣٢٢ ـ الإمام علىّ ¼ : سبحانك ملأت كلَّ شىء ، وباينت كلّ شىء ، فأنت الذى لا يفقدك شىء ، وأنت الفعّال لما تشاء(٢) . ٤٣٢٣ ـ عنه ¼ : سبحان الذى بَهَرَ العقول عن وصف خلق جلاّهُ للعيون ، فأدركتْهُ محدوداً مكوّناً ، ومؤلّفاً ملوّناً ، وأعجز الألسن عن تلخيص صفته ، وقعد بها عن تأدية نعته ، وسبحان من أدمج قوائم الذرّة والهَمَجَة(٣) إلي ما فوقهما من خلق الحيتان والفَيلة ، ووَأي(٤) علي نفسه أنْ لا يضطرب شبحٌ ممّا أولج فيه الروح ، إلاّ وجعل الحِمام موعده ، والفَناء غايته(٥) . ٤٣٢٤ ـ عنه ¼ : سبحانك ما أعظم شأنك ! سبحانك ما أعظم ما نري من خلقك ! وما أصغر كلَّ عظيمة فى جنبِ قدرتك ! وما أهول ما نري من ملكوتك ! وما أحقر ذلك فيما غاب عنّا من سلطانك ! وما أسبغ نعمك فى الدنيا ! وما أصغرها فى نِعَمِ الآخرة . . . سبحانك خالقاً ومعبوداً بحسن بلائك عند خلقك !(٦) ٤٣٢٥ ـ عنه ¼ ـ فى صفة الأرض ـ : سبحان من أمسكها بعد مَوَجان مياهها ، (١) كامل الزيارات : ٣٨٤ / ٦٣١ ، بحار الأنوار : ١٠١ / ١٦٧ / ١٧ . ٢١٥ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى تسبيح الله وتحميده
وأجمدها بعد رطوبة أكنافها ; فجعلها لخلقه مهاداً ، وبسطها لهم فراشاً ! فوق بحر لُجّىّ راكد لا يجرى ، وقائم لا يسرى ، تُكَرْكِرُه(١) الرياحُ العواصفُ ، وتَمْخَضُهُ(٢) الغَمامُ الذوارفُ(٣) . ٤٣٢٦ ـ عنه ¼ : سبحان من لا يخفي عليه سواد غسق داج ، ولا ليل ساج ، فى بقاع الأرضين المتطأطئات ، ولا فى يَفاع السُّفْع(٤) المتجاورات ، وما يتجلجل به الرعد فى اُفق السماء ، وما تلاشت عنه بروق الغَمام(٥) . ٤٣٢٧ ـ عنه ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : سبحان من ندعوه لحظِّنا فيُسرعُ ، ويدعونا لحظّنا فنُبطئُ . خيرهُ إلينا نازلٌ ، وشرّنا إليه صاعدٌ ، وهو مالك قادرٌ(٦) . ٤٣٢٨ ـ عنه ¼ ـ أيضاً ـ : سبحان الواحد الذى ليس غيرُه ، سبحان الدائم الذى لا نَفادَ له ، سبحان القديم الذى لا ابتداءَ له ، سبحان الغنىّ عن كلِّ شىء ، ولا شيءَ من الأشياء يُغنى عنه !(٧) ب : التحميدات ٤٣٢٩ ـ الإمام علىّ ¼ : الحمد لله الذى لم أكن عنده منسيّاً ، الحمد لله الذى أثبتَنى (١) الكَرْكَرَةُ : تصريفُ الريحِ السحابَ إذا جمَعَته بعد تفرُّق (لسان العرب : ٥ / ١٣٧) . ٢١٦ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى تسبيح الله وتحميده
عنده فى صحيفة الأبرار ، والحمد لله ذى الجلال والإكرام(١) . ٤٣٣٠ ـ عنه ¼ : الحمد لله الذى أنعم علىّ بالإسلام ، وعلّمنى القرآن ، وحبَّبنى إلي خير البريّة خاتم النبيّين وسيّد المرسلين ; إحساناً منه [ إلىّ ](٢) ، وفضلا منه علىَّ(٣) . ٤٣٣١ ـ عنه ¼ : الحمد لله الذى لا من شىء كان ، ولا من شىء كَوَّن ما قد كان ; المستشهَد بحدوث الأشياء علي أزليّته ، وبما وَسَمها به من العجز علي قدرته ، وبما اضطرّها إليه من الفناء علي دوامه(٤) . ٤٣٣٢ ـ عنه ¼ : الحمد لله الذى جعل الحمدَ مفتاحاً لذكره ، وسبباً للمزيد من فضله ، ودليلا علي آلائه وعظمته(٥) . ٤٣٣٣ ـ عنه ¼ : الحمد لله خالق العباد ، وساطِح المِهاد(٦) ، ومُسيل الوِهاد(٧) ، (١) الكافى : ٤ / ١٨٣ / ٧ عن محمّد بن عمران عن الإمام الصادق ¼ ، الإرشاد : ١ / ٣٣٦ وفيه "الحمد لله الذى كنت ممّا كتبه مذكوراً" بدل "الحمد لله الذى أثبتَنى" ، وقعة صفّين : ١٤٨ عن حبّة العرنى ، شرح الأخبار : ٢ / ٣٦٨ / ٧٣٠ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ٣٨ / ٦٢ / ١٣ وج ٤٠ / ٢٩٠ / ٦٤ . ٢١٧ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى تسبيح الله وتحميده
مُخْصِب النِّجاد(١) ; ليس لأوّليّته ابتداءٌ ، ولا لأزليّته انقضاء(٢) . ٤٣٣٤ ـ عنه ¼ : الحمد لله الذى لا تُوارى عنه سماءٌ سماءً ، ولا أرضٌ أرضاً(٣) . ٤٣٣٥ ـ عنه ¼ : الحمد لله الذى نصَر وليّه ، وخذَل عدوّه ، وأعزّ الصادق المُحقّ ، وأذلّ الكاذب المُبطل(٤) . ٤٣٣٦ ـ عنه ¼ : الحمد لله الذى إليه مصائرُ الخلق ، وعواقبُ الأمر . نحمده علي عظيم إحسانه ، ونَيِّر برهانه ، ونَوامى(٥) فضله وامتنانه ; حمداً يكون لحقّه قضاءً ، ولشكره أداءً ، وإلي ثوابه مقرِّباً ، ولحُسن مَزيده موجباً . ونستعين به استعانةَ راج لفضله ، مؤمِّل لنفعه ، واثق بدفعه(٦) . ٤٣٣٧ ـ عنه ¼ : الحمد لله الأوّل فلا شىء قبله ، والآخرِ فلا شىء بعده ، والظاهرِ فلا شىء فوقه ، والباطنِ فلا شىء دونه(٧) . ٤٣٣٨ ـ عنه ¼ : أحمده استتماماً لنِعمته ، واستسلاماً لعزّته ، واستعصاماً من معصيته . وأستعينه فاقةً إلي كفايته ; إنّه لا يضلّ من هداه(٨) . (١) النِّجاد : جمع نَجْد : ما أشرَفَ من الأرض وارتَفَع واستَوَي وصَلُب وغَلُظَ (تاج العروس : ٥ / ٢٦٨) . ٢١٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى تسبيح الله وتحميده
٤٣٣٩ ـ عنه ¼ : أحمده شكراً لإنعامه ، وأستعينه علي وظائف حقوقه ; عزيزَ الجند ، عظيمَ المجد(١) . ٤٣٤٠ ـ عنه ¼ : نحمده علي ما كان ، ونستعينه من أمرنا علي ما يكون ، ونسأله المُعافاة فى الأديان ، كما نسأله المُعافاة فى الأبدان(٢) . ٤٣٤١ ـ عنه ¼ : نحمده علي ما وفَّق له من الطاعة ، وذادَ(٣) عنه من المعصية ، ونسأله لمِنّته تماماً ، وبحبله اعتصاماً(٤) . ٤٣٤٢ ـ عنه ¼ : نحمده علي ما أخذ وأعطي ، وعلي ما أبلي وابتَلي . الباطن لكلّ خفيّة ، والحاضر لكلّ سريرة ، العالم بما تُكنُّ الصدور ، وما تخون العيون(٥) . ٤٣٤٣ ـ عنه ¼ : اللهمّ لك الحمد علي ما تأخذ وتعطى ، وعلي ما تعافى وتبتلى ; حمداً يكون أرضي الحمد لك ، وأحبّ الحمد إليك ، وأفضل الحمد عندك ; حمداً يملأ ما خلقتَ ، ويبلغ ما أردتَ ; حمداً لا يُحجَب عنك ، ولا يُقصَر دونك ; حمداً لا ينقطع عددُه ، ولا يفني مدَدُه . فلسنا نعلم كُنْه عظمتك ، إلاّ أنّا نعلم أنّك حىّ قيّوم ، لا تأخذك سِنَةٌ ولا نوم . لم ينتهِ إليك نظرٌ ، ولم يُدركك بصرٌ . أدركتَ الأبصار ، وأحصيتَ الأعمال(٦) ، وأخذتَ بالنواصى والأقدام . (١) نهج البلاغة : الخطبة ١٩٠ . ٢١٩ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى تسبيح الله وتحميده
وما الذى نري من خلقك ، ونعجب له من قدرتك ، ونصِفه من عظيم سلطانك ، وما تغيَّب عنّا منه ، وقصرت أبصارنا عنه ، وانتهت عقولنا دونه ، وحالت ستور الغيوب بيننا وبينه ـ أعظمُ . فمن فرّغ قلبه ، وأعمل فكره ; ليعلم كيف أقمت عرشك ، وكيف ذرأت خلقك ، وكيف علّقت فى الهواء سماواتك ، وكيف مددت علي مَور(١) الماء أرضك ـ رجع طرفُه حسيراً(٢) ، وعقلُه مَبهوراً(٣) ، وسمعُه والِهاً ، وفكرُه حائراً(٤) . ٤٣٤٤ ـ عنه ¼ : الحمد لله الذى لا يبلغ مدحته القائلون ، ولا يحصى نعماءه العادّون ، ولا يؤدّى حقّه المجتهدون ; الذى لا يدركه بُعد الهمم ، ولا يناله غوص الفطن ; الذى ليس لصفته حدّ محدود ، ولا نعت موجود ، ولا وقت معدود ، ولا أجلٌ ممدود . فطر الخلائق بقدرته ، ونشر الرياح برحمته ، ووتَّد بالصخور ميدان أرضه(٥) . ٤٣٤٥ ـ عنه ¼ : الحمد لله المتجلّى لخلقه بخلقه ، والظاهر لقلوبهم بحجّته ، خلق الخلق من غير رَوِيّة ، إذ كانت الروِيّات لا تليق إلاّ بذوى الضمائر ، وليس بذى ضمير فى نفسه(٦) . ٤٣٤٦ ـ عنه ¼ : الحمد لله الناشر فى الخلق فضله ، والباسط فيهم بالجود يده . (١) المَوْر : المَوْج ، والاضطراب ، والتحرُّك (تاج العروس : ٧ / ٤٩٦) . ٢٢٠ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى تسبيح الله وتحميده
نحمده فى جميع اُموره ، ونستعينه علي رعاية حقوقه(١) . ٤٣٤٧ ـ عنه ¼ : الحمد لله الفاشى فى الخلق حمده ، والغالب جنده ، والمتعالى جَدّه(٢) . أحمده علي نعمه التُّؤام(٣) وآلائه العِظام . الذى عظم حلمه فعفا ، وعدل فى كلّ ما قضي ، وعِلم ما يمضى وما مضي ، مبتدع الخلائق بعلمه ، ومُنشئهم بحُكمه بلا اقتداء ولا تعليم(٤) . ٤٣٤٨ ـ عنه ¼ : الحمد لله الذى بطَن خفيّات الاُمور ، ودلّت عليه أعلام الظهور ، وامتنع علي عين البصير ، فلا عينُ من لم يرَه تُنكره ، ولا قلب من أثبته يبصره(٥) . ٤٣٤٩ ـ عنه ¼ : الحمد لله الذى لا يَحويه مكان ، ولا يحدّه زمان ; علا بطَوله ، ودنا بحَوله ; سابق كُلّ غنيمة وفضل ، وكاشف كلّ عظيمة وأزْل(٦) . أحمده علي جود كرمه ، وسبوغ نعمه ; وأستعينه علي بلوغ رضاه ، والرضي بما قضاه ; واُومن به إيماناً ، وأتوكّل عليه إيقاناً(٧) . ٤٣٥٠ ـ عنه ¼ : الحمد لله غير مقنوط من رحمته ، ولا مخلوٍّ من نعمته ، ولا مَأيوس من مغفرته ، ولا مستنكَف عن عبادته ; الذى لا تَبرح منه رحمة ، ولا تُفقد له نعمة(٨) . (١) نهج البلاغة : الخطبة ١٠٠ . ٢٢١ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الصلاة علي رسول الله
٤٣٥١ ـ عنه ¼ : الحمد لله الذى استخلص الحمدَ لنفسه ، واستوجبه علي جميع خلقه ; الذى ناصية كلّ شىء بيده ، ومصير كلّ شىء إليه ; القوىُّ فى سلطانه ، اللطيف فى جبروته ; لا مانع لما أعطي ، ولا معطى لما منع ; خالق الخلائق بقدرته ، ومسخِّرهم بمشيئته ; وفىّ العهد ، صادق الوعد ، شديد العقاب ، جزيل الثواب . أحمده وأستعينه علي ما أنعم به ممّا لا يعرف كنهَه غيرُه ، وأتوكّل عليه توكّلَ المُستسلم لقدرته ، المُتبرّى من الحول والقوّة إلاّ إليه(١) . ٤٣٥٢ ـ عنه ¼ : الحمد لله الواصل الحمدَ بالنِّعم ، والنِّعمَ بالشكر . نحمده علي آلائه كما نحمده علي بلائه . ونستعينه علي هذه النفوس البِطاءِ عمّا اُمرتْ به ، السِّراعِ إلي ما نُهيتْ عنه . ونستغفره ممّا أحاط به علمه ، وأحصاه كتابه(٢) . ٣ / ٣ ـ ٤ أدعيته فى الصلاة علي رسول الله ٤٣٥٣ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى الصلاة علي النبيّ ½ ـ : اللهمّ اقسِم له مقسَماً من عدلك ، واجزه مضعَّفات الخير من فضلك . اللهمّ أعلِ علي بناء البانين بناءه ، وأكرم لديك نُزُله ، وشرِّف عندك منزله ، وآتِه الوسيلة ، وأعطِه السناء والفضيلة ، واحشرنا فى زمرته غير خَزايا ، ولا نادمين ، ولا ناكبين ، ولا ناكثين ، ولا ضالّين ، ولا مضلّين ، ولا مفتونين(٣). (١) العقد الفريد : ٣ / ١٢٠ ، جواهر المطالب : ١ / ٣٤٤ . ٢٢٢ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الصلاة علي رسول الله
٤٣٥٤ ـ عنه ¼ : اللهمّ داحى المدحوّات(١) ، وداعِم المسموكات(٢) ، وجابِلَ القلوب علي فطرتها ; شقيّها وسعيدها ; اجعل شرائف صلواتك ونَوامى بركاتك علي محمّد عبدك ورسولك ، الخاتم لما سبق ، والفاتح لما انغلق ، والمعلن الحقّ بالحقّ ، والدافع جَيْشات(٣) الأباطيل ، والدامغ صَولات الأضاليل ، كما حُمّل فاضطلع ، قائماً بأمرك ، مُستَوفِزاً(٤) فى مرضاتك ; غير ناكِل عن قُدُم(٥) ، ولا واه فى عزم ، واعِياً لوحيك ، حافظاً لعهدك ، ماضياً علي نفاذ أمرك ; حتي أوري قَبسَ القابس(٦) ، وأضاء الطريق للخابط ، وهُديتْ به القلوب بعد خَوْضات الفتن والآثام ، وأقام بموضحات الأعلام ونيّرات الأحكام ; فهو أمينك المأمون ، وخازن علمك المخزون ، وشهيدك يوم الدين ، وبَعيثك بالحقّ ، ورسولك إلي الخلق . اللهمّ افسح له مَفسَحاً فى ظلّك ، واجزه مضاعفات الخير من فضلك . اللهمّ وأعلِ علي بناء البانين بناءه ، وأكرم لديك منزلته ، وأتمم له نوره ، واجزه من ابتِعاثك له مقبول الشهادة ، مرضىّ المقالة ، ذا منطق عدْل ، وخطبة فصل . اللهمّ اجمع بيننا وبينه فى بَرد العيش ، وقرار النعمة ، ومُني الشهوات ، وأهواء (١) يعنى باسِطَ الأرَضِين ومُوَسِّعَها (لسان العرب : ١٤ / ٢٥١) . ٢٢٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الصلاة علي رسول الله
اللذّات ، ورخاء الدَّعَة(١) ، ومنتهي الطُّمأنينة ، وتُحَف الكرامة(٢) . ٤٣٥٥ ـ عنه ¼ : الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّي الله علي طيّب المرسلين محمّد بن عبد الله ، المنتجب الفاتق الراتق . اللهمّ فخُصّ محمّداً ½ بالذكر المحمود ، والحوض المورود . اللهمّ آتِ محمّداً ـ صلواتك عليه وآله ـ الوسيلة والرفعة والفضيلة ; واجعل فى المصطفين محبّته ، وفى العلّيّين درجته ، وفى المقرّبين كرامته . اللهمّ أعطِ محمّداً ـ صلواتك عليه وآله ـ من كلّ كرامة أفضل تلك الكرامة ، ومن كلّ نعيم أوسعَ ذلك النعيم ، ومن كلّ عطاء أجزل ذلك العطاء ، ومن كلّ يُسر أنضر ذلك اليُسر ، ومن كلّ قسْم(٣) أوفر ذلك القسْم ; حتي لا يكون أحد من خلقك أقرب منه مجلساً ، ولا أرفع منه عندك ذكراً ومنزلة ، ولا أعظم عليك حقّاً ، ولا أقرب وسيلةً من محمّد ـ صلواتك عليه وآله ـ إمام الخير وقائده والداعى إليه ، والبركة علي جميع العباد والبلاد ، ورحمة للعالمين . اللهمّ اجمع بيننا وبين محمّد ـ صلواتك عليه وآله ـ فى برد العيش ، وتَروُّح الرَّوْح ، وقرار النعمة ، وشهوة الأنفس ، ومُني الشهوات ، ونِعم اللذّات ، ورجاء (١) الدَّعَة : الخَفْض ، والسُّكُون ، والراحة ، والسَّعَة فى العَيْش (تاج العروس : ١١ / ٤٩٩) . ٢٢٤ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته لأولاده وعمّاله وأصحابه
الفضيلة ، وشهود الطمأنينة ، وسُودَد(١) الكرامة ، وقُرّة العين ، ونَضْرة النعيم ، وبهجة لا تُشبه بَهَجات الدنيا . نشهد أنّه قد بلّغ الرسالة ، وأدّي النصيحة ، واجتهد للاُمّة ، واُوذى فى جنبك ، وجاهد فى سبيلك ، وعبَدك حتي أتاه اليقين ، فصلّي الله عليه وآله الطيّبين . اللهمّ ربّ البلد الحرام ، وربّ الركن والمقام ، وربّ المشعر الحرام ، وربّ الحِلِّ والحرام ، بلِّغ روح محمّد ½ عنّا السلام . اللهمّ صل علي ملائكتك المقرّبين ، وعلي أنبيائك ورسلك أجمعين ، وصلّ اللهمّ علي الحَفظة الكرام الكاتبين ، وعلي أهل طاعتك من أهل السماوات السبع وأهل الأرضين السبع ; من المؤمنين أجمعين(٢) . ٣ / ٣ ـ ٥ أدعيته لأولاده وعمّاله وأصحابه ٤٣٥٦ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى وصيّته للحسن ¼ عند انصرافه من صفّين ـ : استودِعِ الله دينَك ودنياك ، واسألْه خيرَ القضاء لك فى العاجلة والآجلة ، والدنيا والآخرة ، والسلامُ(٣) . ٤٣٥٧ ـ عنه ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : اللهمّ احفظ حسناً وحسيناً ، ولا تمكّن فَجَرة قريش منهما ما دمتُ حيّاً ، فإذا توفّيتنى فأنت الرقيب عليهم ، (١) السُّودَد : الشَّرَف . وقد يُهمَز وتُضمّ الدال (لسان العرب : ٣ / ٢٢٨) . ٢٢٥ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته لأولاده وعمّاله وأصحابه
وأنت علي كلّ شىء شهيد(١) . ٤٣٥٨ ـ عنه ¼ ـ لمحمّد ابن الحنفيّة ـ : أسأل الله أن يلهمك الشكر والرشد ، ويقوّيك علي العمل بكلّ خير ، ويصرف عنك كلّ محذور برحمته ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته(٢) . ٤٣٥٩ ـ عنه ¼ ـ بعد شهادة مالك الأشتر ـ : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والحمد لله ربّ العالمين . اللهمّ إنّى أحتسبه عندك ; فإنّ موته من مصائب الدهر . فرحم الله مالكاً ! فلقد وفي بعهده ، وقضي نحبه ، ولقى ربّه . مع أنّا قد وطّنّا أنفسنا علي أن نصبر علي كلّ مصيبة بعد مصابنا برسول الله ½ ; فإنّها أعظم المصائب(٣) . ٤٣٦٠ ـ عنه ¼ ـ بعد شهادة مالك الأشتر ـ : رحمة الله عليه ! فقد استكمل أيّامه ، ولاقي حِمامه ، ونحن عنه راضون ; فرضى الله عنه ، وضاعف له الثواب ، وأحسن له المآب(٤) . ٤٣٦١ ـ عنه ¼ ـ فى ذكر خبّاب ـ : يرحم الله خبّاب بن الأرَتّ ! فلقد أسلم راغباً ، وهاجر طائعاً ، وقنع بالكفاف ، ورضى عن الله ، وعاش مجاهداً(٥) . ٤٣٦٢ ـ عنه ¼ ـ لمّا قُتل عمار ـ : رحم الله عمّاراً يوم أسلم ، ورحم الله عمّاراً يوم (١) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٢٩٨ / ٤١٣ . ٢٢٦ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته لأولاده وعمّاله وأصحابه
قُتل ، ورحم الله عمّاراً يوم يُبعث حيّاً(١) . ٤٣٦٣ ـ عنه ¼ ـ لعمرو بن الحمق ـ : اللهمّ نوّر قلبه بالتُّقي ، واهدِه إلي صراط مستقيم(٢) . ٤٣٦٤ ـ عنه ¼ ـ لهاشم المرقال ـ : اللهمّ ارزقه الشهادة فى سبيلك ، والمرافقة لنبيّك ½ (٣) . ٤٣٦٥ ـ عنه ¼ ـ لأهل الكوفة بعد فتح البصرة ـ : وجزاكم الله من أهل مصر عن أهل بيت نبيّكم أحسن ما يجزى العاملين بطاعته ، والشاكرين لنعمته ; فقد سمعتم وأطعتم ، ودُعيتم فأجبتم(٤) . ٤٣٦٦ ـ عنه ¼ ـ لأهل مصر فى عهده إلي مالك الأشتر ـ : عصمكم الله بالهدي ، وثبّتكم بالتقي ، ووفّقنا وإيّاكم لما يحبّ ويرضي . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(٥) . ٤٣٦٧ ـ عنه ¼ ـ لأهل مصر فى عهده إلي محمّد بن أبى بكر ـ : جعل الله خُلّتنا وودّنا خُلّة المتّقين وودّ المخلصين ، وجمع بيننا وبينكم فى دار الرضوان إخواناً (١) أنساب الأشراف : ١ / ١٩٧ ، الطبقات الكبري : ٣ / ٢٦٢ ، كنز العمّال : ١٣ / ٥٣٩ / ٣٧٤١١ نقلا عن ابن عساكر . |