الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد التاسع

 

٢٢٧ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الاستعانة فى أمر الولاية

علي سُرُر متقابلين(١) .

٤٣٦٨ ـ عنه  ¼ ـ لأصحابه بعد استشهاد محمّد بن أبى بكر ـ : اللهمّ اجمعنا وإيّاهم علي الهدي ، وزهّدنا وإيّاهم فى الدنيا ، واجعل الآخرة خيراً لنا ولهم من الاُولي(٢) .

٣ / ٣ ـ ٦

أدعيته فى الاستعانة فى أمر الولاية

٤٣٦٩ ـ الإمام علىّ  ¼ : اللهمّ إنّى عبدك ووليّك ، اخترتنى وارتضيتنى ، ورفعتنى وكرّمتنى بما أورثتنى من مقام أصفيائك ، وخلافة أوليائك ، وأغنيتنى وأفقرت الناس فى دينهم ودنياهم ، وأعززتنى وأذللت العباد إلىَّ ، وأسكنت قلبى نورك ولم تحوجنى إلي غيرك ، وأنعمت علىَّ وأنعمت بى ، ولم تجعل مِنّةً علىَّ لأحد سواك ، وأقمتنى لإحياء حقّك ، والشهادة علي خلقك ، وأن لا أرضي ولا أسخط إلاّ لرضاك وسخطك ، ولا أقول إلاّ حقّاً ، ولا أنطق إلاّ صدقاً(٣) .

٤٣٧٠ ـ عنه  ¼ : علّمنى رسول الله صلّي الله عليه وعلي أهل بيته هذا الدعاء ، وأمرنى أن أحتفظ به فى كلّ ساعة لكلّ شدّة ورخاء ، وأن اُعلّمه خليفتى من بعدى ، وأمرنى أن لا اُفارقه طول عمرى حتي ألقي الله عزّ وجلّ غداً بهذا الدعاء ،


(١) الغارات : ١ / ٢٥٠ عن عباية ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٥٥٠ / ٧٢٠ ; شرح نهج البلاغة : ٦ / ٧٢ عن عبد الله بن الحسن بن الحسن .
(٢) الغارات : ١ / ٣٢٢ عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٥٧٣ / ٧٢٢ ; شرح نهج البلاغة : ٦ / ١٠٠ عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه .
(٣) المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١١٨ ، بحار الأنوار : ٤١ / ٦ / ٥ .

 ٢٢٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الاستعانة فى أمر الولاية

وقال لى : قل حين تصبح وتمسى هذا الدعاء ; فإنّه كنزٌ من كنوز العرش . . . :

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله الذى لا إله إلاّ هو ، الملك المبين ، المدبّر بلا وزير ، ولا خلق من عباده يستشير ، الأوّل غير مصروف ، والباقى بعد فناء الخلق ، العظيم الربوبيّة ، نور السماوات والأرضين ، وفاطرهما ومبدعهما ، بغير عمد خلقهما وفتقهما فتقاً ، فقامت السماوات طائعات بأمره ، واستقرّت الأرضون بأوتادها فوق الماء ، ثمّ علا ربّنا فى السماوات العلي ، ³ الرَّحْمَـٰنُ عَلَي الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ  ± لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الاَْرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ  ²  (١) .

فأنا أشهد بأنّك أنت الله لا رافع لما وضعت ، ولا مانع لما أعطيت ، ولا معطى لما منعت ، وأنت الله لا إله إلاّ أنت ، كنت إذ لم تكن سماء مبنيّة ، ولا أرض مدحيّة ، ولا شمس مضيئة ، ولا ليل مظلم ، ولا نهار مضىء ، ولا بحر لجّىّ ، ولا جبل راس ، ولا نجم سار ، ولا قمر منير ، ولا ريح تهبّ ، ولا سحاب يسكب ، ولا برق يلمع ، ولا رعد يسبّح ، ولا روح تنفّس ، ولا طائر يطير ، ولا نار تتوقّد ، ولا ماء يطّرد .

كنت قبل كلّ شىء ، وكوّنت كلّ شىء ، وقدرت علي كلّ شىء ، وابتدعت كلّ شىء ، وأغنيت وأفقرت ، وأمتّ وأحييت ، وأضحكت وأبكيت ، وعلي العرش استويت ، فتباركت يا الله وتعاليت .

أنت الله الذى لا إله إلاّ أنت ، الخلاّق المُعين ، أمرك غالب ، وعلمك نافذ ،


(١) طه : ٥ و٦ .

 ٢٢٩ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الاستعانة فى أمر الولاية

وكيدك غريب ، ووعدك صادق ، وقولك حقٌّ ، وحكمك عدل ، وكلامك هدي ، ووحيك نور ، ورحمتك واسعة ، وعفوك عظيم ، وفضلك كثير ، وعطاؤك جزيل ، وحبلك متين ، وإمكانك عتيد(١) ، وجارك عزيز ، وبأسك شديد ، ومكرك مكيد .

أنت يا ربّ موضع كلّ شكوي ، حاضر كلّ ملأ ، وشاهدُ كلّ نجوي ، منتهي كلّ حاجة ، مفرّج كلّ حزن ، غني كلّ مسكين ، حصن كلّ هارب ، أمان كلّ خائف ، حرز الضعفاء ، كنز الفقراء ، مفرِّج الغمّاء ، مُعين الصالحين ، ذلك الله ربّنا لا إله إلاّ هو ، تكفى من عبادك من توكّل عليك ، وأنت جار من لاذ بك وتضرّع إليك ، عصمة من اعتصم بك ، ناصر من انتصر بك ، تغفر الذنوب لمن استغفرك ، جبّار الجبابرة ، عظيم العظماء ، كبير الكبراء ، سيّد السادات ، مولي المَوالى ، صريخ المستصرخين ، منفّس عن المكروبين ، مجيب دعوة المضطرّين ، أسمع السامعين ، أبصر الناظرين ، أحكم الحاكمين ، أسرع الحاسبين ، أرحم الراحمين ، خير الغافرين ، قاضى حوائج المؤمنين ، مغيث الصالحين .

أنت الله لا إله إلاّ أنت ربّ العالمين ، أنت الخالق وأنا المخلوق ، وأنت المالك وأنا المملوك ، وأنت الربّ وأنا العبد ، وأنت الرازق وأنا المرزوق ، وأنت المعطى وأنا السائل ، وأنت الجواد وأنا البخيل ، وأنت القوىُّ وأنا الضعيف ، وأنت العزيز وأنا الذليل ، وأنت الغنىُّ وأنا الفقير ، وأنت السيّد وأنا العبد ، وأنت الغافر وأنا المسىء ، وأنت العالم وأنا الجاهل ، وأنت الحليم وأنا العجول ، وأنت الرحمن وأنا المرحوم ، وأنت المعافى وأنا المبتلي ، وأنت المجيب وأنا المضطرّ .

وأنا أشهد بأنّك أنت الله لا إله إلاّ أنت ، المعطى عبادك بلا سؤال ، وأشهد بأنّك


(١) شىء عتيد : معدّ حاضر (لسان العرب : ٣ / ٢٧٩) .

 ٢٣٠ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الاستعاذة من المساوئ

أنت الله ، الواحد الأحد ، المتفرّد الصمد الفرد ، وإليك المصير ، وصلّي الله علي محمّد وأهل بيته الطيّبين الطاهرين ، واغفر لى ذنوبى ، واستر علىّ عيوبى ، وافتح لى من لدنك رحمةً ورزقاً واسعاً يا أرحم الراحمين ، والحمد لله ربّ العالمين ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلىّ العظيم(١) .

٣ / ٣ ـ ٧

أدعيته فى الاستعاذة من المساوئ

أ : غضب الله

٤٣٧١ ـ الإمام علىّ  ¼ : اللهمّ إليك أشكو ضعف قوّتى ، وقلّة حيلتى ، وهوانى علي الناس . يا أرحم الراحمين ! إلي مَن تكلنى ؟ إلي عدوّ يتجهّمنى(٢) ، أم إلي قريب ملّكته أمرى ؟ إن لم تكن ساخطاً علىَّ فلا اُبالى ، غير أنّ عافيتك أوسع علىَّ .

أعوذ بنور وجهك الكريم ، الذى أضاءت له السماوات ، وأشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تحلّ علىَّ غضبك ، أو تنزل علىَّ سخطك ، لك العتبي حتي ترضي ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بك(٣) .


(١) مهج الدعوات : ١٥٦ ـ ١٥٩ عن الحرث بن عمير عن الإمام الصادق عن آبائه (ع) .
(٢) يتجهّمنى : أى يلقانى بالغلظة والوجه الكريه (النهاية : ١ / ٣٢٣) .
(٣) بحار الأنوار : ٩٤ / ٢٢٥ / ١ نقلا عن اختيار ابن الباقى وج ١٩ / ٢٢ / ١١ نقلا عن المنتقي للكازرونى وغيره عن رسول الله  ½ نحوه وفيه "بعيد" بدل "عدوّ" ; المعجم الكبير : ٢٥ / ٣٤٦ عن عبد الله بن جعفر عن رسول الله  ½ ، كنز العمّال : ٢ / ١٧٥ / ٣٦١٣ وص ٢٠٢ / ٣٧٥٦ وص ٦٩٨ / ٥١١٩ .

 ٢٣١ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الاستعاذة من المساوئ

ب : عداوة أولياء الله وولاية أعدائه

٤٣٧٢ ـ الإمام علىّ  ¼ : اللهمّ إنّى أعوذ بك أن اُعادى لك وليّاً ، أو اُوالى لك عدوّاً ، أو أرضي لك سخطاً أبداً .

اللهمّ من صلّيت عليه فصلواتنا عليه ، ومن لعنته فلعنتنا عليه .

اللهمّ من كان فى موته فرح(١) لنا ولجميع المسلمين فأرحنا منه ، وأبدل لنا به مَن هو خير لنا منه ، حتي ترينا من علم الإجابة ما نتعرّفه فى أدياننا ومعايشنا يا أرحم الراحمين ، وصلّي الله علي سيّدنا محمّد النبىّ وآله وسلّم(٢) .

ج : الرياء

٤٣٧٣ ـ الإمام علىّ  ¼ : اللهمّ إنّى أعوذ بك من أن تُحسِّن فى لامعة العيون علانيتى ، وتُقبِّح فيما اُبطن لك سريرتى ، مُحافظاً علي رئاء(٣) الناس من نفسى بجميع ما أنت مُطّلع عليه منّى ، فاُبدى للناس حُسن ظاهرى ، واُفضى إليك بسوء عملى ، تقرّباً إلي عبادك ، وتباعُداً من مرضاتك(٤) .

د : أنواع الذنوب

٤٣٧٤ ـ الدعوات : كان أمير المؤمنين  ¼ إذا أعطي ما فى بيت المال أمر به فكُنس ، ثمّ صلّي فيه ، ثمّ يدعو فيقول فى دعائه :


(١) وفى نسخة : "فرج" .
(٢) الأمالى للمفيد : ١٦٦ / ٦ ، المجتني : ٥٨ ، بحار الأنوار : ٩٥ / ٣٥٥ / ١٠ .
(٣) فى المصدر : "رثاء" ، والصحيح ما أثبتناه كما فى بحار الأنوار .
(٤) نهج البلاغة : الحكمة ٢٧٦ ، بحار الأنوار : ٩٤ / ٢٣١ / ٧ .

 ٢٣٢ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الاستعاذة من المساوئ

اللهمّ إنّى أعوذ بك من ذنب يحبط العمل ، وأعوذ بك من ذنب يعجّل النقم ، وأعوذ بك من ذنب يُغيّر النِّعم ، وأعوذ بك من ذنب يمنع الرزق ، وأعوذ بك من ذنب يمنع الدعاء ، وأعوذ بك من ذنب يمنع التوبة ، وأعوذ بك من ذنب يهتك العصمة ، وأعوذ بك من ذنب يورث الندم ، وأعوذ بك من ذنب يحبس القِسَم(١) .

هـ : أصناف المساوئ

٤٣٧٥ ـ الغارات عن النعمان بن سعد عن الإمام علىّ  ¼ : كان يخرج إلي السُّوق ومعه الدرّة ، فيقول : إنّى أعوذ بك من الفسوق ، ومن شرّ هذه السوق(٢) .

٤٣٧٦ ـ الإمام علىّ  ¼ : إذا اشتريتم ما تحتاجون إليه من السوق فقولوا حين تدخلون الأسواق :

أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله  ½ ، اللهمّ إنّى أعوذ بك من صفقة خاسرة ، ويمين فاجرة ، وأعوذ بك من بوار الأيِّم(٣) (٤) .

٤٣٧٧ ـ عنه  ¼ : أعوذ بالله من الذنوب التى تعجّل الفناء(٥) .


(١) الدعوات : ٦٠ / ١٥٠ ، بحار الأنوار : ٩١ / ٣٨٢ / ٨ وج ٩٤ / ٩٣ / ٩ .
(٢) الغارات : ١ / ١١٤ ، بحار الأنوار : ١٠٣ / ١٠٢ / ٤٦ .
(٣) بَوار الأيِّم : أى كسادها ، والأيِّم التى لا زوج لها ، وهى مع ذلك لا يرغب فيها أحد (النهاية : ١ / ١٦١) والمراد هنا كساد المتاع كنايةً وتشبيهاً .
(٤) الخصال : ٦٣٤ / ١٠ عن أبى بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه (ع) ، تحف العقول : ١٢٢ وفى صدره "إذا دخلتم الأسواق لحاجة فقولوا : أشهد . . . " ، بحار الأنوار : ٧٦ / ١٧٢ / ١ وج ١٠٣ / ٩٦ / ٢٢ .
(٥) الكافى : ٢ / ٣٤٧ / ٧ عن أبى حمزة الثمالى ، الدعوات : ٦١ / ١٥١ عن ابن الكوّاء ، بحار الأنوار : ٧٣ / ٣٧٦ / ١٤ .

 ٢٣٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الاستعاذة من المساوئ

٤٣٧٨ ـ عنه  ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : اللهمّ إنّا نعوذ بك من بيات غفلة ، وصباح ندامة(١) .

٤٣٧٩ ـ عنه  ¼ ـ أيضاً ـ : اللهمّ إنّى أعوذ بك أن أقول حقّاً ليس فيه رضاك ألتمس به أحداً سواك ، وأعوذ بك أن أتزيّن للناس بشىء يشيننى عندك ، وأعوذ بك أن أكون عبرةً لأحد من خلقك ، وأعوذُ بك أن يكون أحدٌ من خلقك أسعد بما علّمتنى منّى(٢) .

٤٣٨٠ ـ عنه  ¼ ـ أيضاً ـ : اللهمّ لا تجعل الدنيا لى سجناً ، ولا فراقها علىَّ حزناً . أعوذ بك من دنيا تحرمنى الآخرة ، ومن أمل يحرمنى العمل ، ومن حياة تحرمنى خير الممات(٣) .

٤٣٨١ ـ الإمام الصادق  ¼ : سمع أمير المؤمنين  ¼ رجلاً يقول : اللهمّ إنّى أعوذ بك من الفتنة .

قال : أراك تتعوّذ من مالك وولدك ; يقول الله تعالي : ³ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ  ²  (٤) ! ولكن قل : اللهمّ إنّى أعوذ بك من مُضلاّت الفِتن(٥) .


(١) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٣٤٨ / ٩٩١ .
(٢) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٣٤٨ / ٩٩٣ .
(٣) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٢٨١ / ٢٢٤ .
(٤) التغابن : ١٥ .
(٥) الأمالى للطوسى : ٥٨٠ / ١٢٠١ عن عبد الله بن محمّد بن عبيد ، تنبيه الخواطر : ٢ / ٧٢ ، أعلام الدين : ٢١٠ كلاهما عن محمّد بن عجلان وكلّها عن الإمام الهادى عن آبائه (ع) ، بحار الأنوار : ٩٣ / ٣٢٥ / ٧ .

 ٢٣٤ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى ابتغاء الفضائل

٤٣٨٢ ـ الإمام علىّ  ¼ : لا يقولنّ أحدكم : اللهمّ إنّى أعوذ بك من الفتنة ; لأنّه ليس أحد إلاّ وهو مشتمل علي فتنة ، ولكن مَن استعاذ فليستعذ من مضلاّت الفتن ، فإنّ الله سبحانه يقول : ³ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ  ²  (١) (٢) .

٣ / ٣ ـ ٨

أدعيته فى ابتغاء الفضائل

أ : نور معرفة الله وأوليائه :

٤٣٨٣ ـ بحار الأنوار عن نوف البكالى : رأيتُ أمير المؤمنين  ¼ مولّياً مبادراً ، فقلت : أين تريد يا مولاى ؟ فقال : دعنى يا نوف ، إنّ آمالى تقدمنى فى المحبوب .

فقلت : يا مولاى وما آمالك ؟ قال : قد علمها المأمول ، واستغنيت عن تبيينها لغيره ، وكفي بالعبد أدباً أن لا يشرك فى نِعَمِهِ وأربه غير ربّه .

فقلت : يا أمير المؤمنين ، إنّى خائف علي نفسى من الشره ، والتطلّع إلي طمع من أطماع الدنيا . فقال لى : وأين أنت من عصمة الخائفين وكهف العارفين ؟

فقلت : دلّنى عليه .


(١) الأنفال : ٢٨ .
(٢) نهج البلاغة : الحكمة ٩٣ ، بحار الأنوار : ٩٤ / ١٩٧ / ٦ . قال السيّد الرضى  § فى توضيح كلام الإمام  ¼ : ومعني ذلك أنّه سبحانه يختبرهم بالأموال والأولاد ; ليتبيّن الساخط لرزقه والراضى بقسمه ، وإن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم ، ولكن لتظهر الأفعال التى بها يستحقّ الثواب والعقاب ; لأنّ بعضهم يحبّ الذكور ويكره الإناث ، وبعضهم يحبّ تثمير المال ويكره انثلام الحال ، وهذا من غريب ما سمع منه  ¼ فى التفسير .

 ٢٣٥ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى ابتغاء الفضائل

قال : الله العلىّ العظيم ; تصل أملك بحسن تفضّله ، وتقبل عليه بهمّك ، واعرض عن النازلة فى قلبك ، فإن أجّلك بها فأنا الضامن من موردها ، وانقطع إلي الله سبحانه ، فإنّه يقول :

وعزّتى وجلالى لاُقطّعنّ أمل كلّ مَن يؤمّل غيرى باليأس ، ولأكسونّه ثوب المذلّة فى الناس ، ولاُبعّدنّه من قربى ، ولاُقطّعنّه عن وصلى ، ولأخملنّ ذكره حين يرعي غيرى ، أ يؤمّل ويله لشدائده غيرى ، وكشف الشدائد بيدى ؟ ! ويرجو سواى وأنا الحىّ الباقى ؟ ويطرق أبواب عبادى وهى مغلقة ويترك بابى وهو مفتوح ؟ فمن ذا الذى رجانى لكثير جرمه فخيّبت رجاءه ؟

جعلت آمال عبادى متّصلة بى ، وجعلت رجاءهم مذخوراً لهم عندى ، وملأت سماواتى ممّن لا يملّ تسبيحى ، وأمرت ملائكتى أن لا يغلقوا الأبواب بينى وبين عبادى .

أ لم يعلم من فدحته(١) نائبة من نوائبى أن لا يملك أحد كشفها إلاّ بإذنى ، فلِمَ يُعرض العبد بأمله عنّى ، وقد أعطيته ما لم يسألنى فلم يسألنى وسأل غيرى ؟ أ فترانى أبتدئ خلقى من غير مسألة ، ثمّ اُسأل فلا اُجيب سائلى ؟ أ بخيل أنا فيبخّلنى عبدى ؟ ! أ وَليس الدنيا والآخرة لى ؟ أ وَليس الكرم والجود صفتَى ؟ أ وَليس الفضل والرحمة بيدى ؟ أ وَليس الآمال لا تنتهى إلاّ إلَىَّ ؟ فمن يقطعها دونى ؟ وما عسي أن يؤمّل المؤمّلون من سواى ؟ !

وعزّتى وجلالى لو جمعت آمال أهل الأرض والسماء ثمّ أعطيت كلّ واحد


(١) الفادِحة : النازِلة (لسان العرب : ٢ / ٥٤٠) .

 ٢٣٦ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى ابتغاء الفضائل

منهم ، ما نقص من ملكى بعض عضو الذرّة ! وكيف ينقص نائل أنا أفضته ؟ يا بؤساً للقانطين من رحمتى ! يا بؤساً لمن عصانى وتوثّب علي محارمى ، ولم يراقبنى واجترأ علىَّ !

ثمّ قال  ¼ لى : يا نوف ادعُ بهذا الدعاء :

إلهى إن حمدتك فبمواهبك ، وإن مجّدتك فبمرادك ، وإن قدّستك فبقوّتك ، وإن هلّلتك فبقدرتك ، وإن نظرت فإلي رحمتك ، وإن عضضت فعلي نعمتك .

إلهى إنّه مَن لم يشغله الولوع بذكرك ، ولم يزوه السفر بقربك ، كانت حياته عليه ميتة ، وميتته عليه حسرة .

إلهى تناهت أبصار الناظرين إليك بسرائر القلوب ، وطالعت أصغي السامعين لك نجيّات الصدور ، فلم يلق أبصارهم ردّ دون ما يريدون ، هتكت بينك وبينهم حجب الغفلة ، فسكنوا فى نورك ، وتنفّسوا بروحك ، فصارت قلوبهم مغارساً لهيبتك ، وأبصارهم ماكفاً لقدرتك ، وقربت أرواحهم من قدسك ، فجالسوا اسمك بوقار المجالسة ، وخضوع المخاطبة ، فأقبلت إليهم إقبال الشفيق ، وأنصتَّ لهم إنصات الرفيق ، وأجبتهم إجابات الأحبّاء ، وناجيتهم مناجاة الأخلاّء ، فبلّغ بى المحلّ الذى إليه وصلوا ، وانقلنى من ذكرى إلي ذكرك ، ولا تترك بينى وبين ملكوت عزّك باباً إلاّ فتحته ، ولا حجاباً من حجب الغفلة إلاّ هتكته ، حتي تقيم روحى بين ضياء عرشك ، وتجعل لها مقاماً نصب نورك ، إنّك علي كلّ شىء قدير .

إلهى ما أوحش طريقاً لا يكون رفيقى فيه أملى فيك ! وأبعد سفراً لا يكون رجائى منه دليلى منك ! خاب من اعتصم بحبل غيرك ، وضعف ركن من استند

 ٢٣٧ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى ابتغاء الفضائل

إلي غير ركنك ، فيا معلّم مؤمّليه الأمل فيُذهب عنهم كآبة الوجل ، ولا ترمنى صالح العمل ، واكلأنى كلاءة من فارقته الحيل ، فكيف يلحق مؤمّليك ذلّ الفقر وأنت الغنىّ عن مضارّ المذنبين ؟ !

إلهى وإنّ كلّ حلاوة منقطعة ، وحلاوة الإيمان تزداد حلاوتها اتّصالا بك .

إلهى وإنّ قلبى قد بسط أمله فيك ، فأذقه من حلاوة بسطك إيّاه البلوغ لما أمّل ، إنّك علي كلّ شىء قدير .

إلهى أسألك مسألة من يعرفك كنه معرفتك من كلّ خير ينبغى للمؤمن أن يسلكه ، وأعوذ بك من كلّ شرّ وفتنة أعذت بها أحبّاءك من خلقك ، إنّك علي كلّ شىء قدير .

إلهى أسألك مسألة المسكين ، الذى قد تحيّر فى رجاه ، فلا يجد ملجأً ولا مسنداً يصل به إليك ، ولا يستدلّ به عليك إلاّ بك وبأركانك ومقاماتك التى لا تعطيل لها منك ، فأسألك باسمك الذى ظهرت به لخاصّة أوليائك ، فوحّدوك وعرفوك فعبدوك بحقيقتك ، أن تعرّفنى نفسك لاُقرّ لك بربوبيّتك علي حقيقة الإيمان بك ، ولا تجعلنى يا إلهى ممّن يعبد الاسم دون المعني ، والحظنى بلحظة من لحظاتك تنوّر بها قلبى بمعرفتك خاصّة ومعرفة أوليائك ، إنّك علي كلّ شىء قدير(١) .

ب : الإرشاد إلي المصالح

٤٣٨٤ ـ الإمام علىّ  ¼ : اللهمّ إنّك آنس الآنسين لأوليائك ، وأحضرهم بالكفاية


(١) بحار الأنوار : ٩٤ / ٩٤ / ١٢ نقلا عن الكتاب العتيق الغروى .

 ٢٣٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى ابتغاء الفضائل

للمتوكّلين عليك ، تشاهدهم فى سرائرهم ، وتطّلع عليهم فى ضمائرهم ، وتعلم مبلغ بصائرهم . فأسرارهم لك مكشوفة ، وقلوبهم إليك ملهوفة . إن أوحشتهم الغربة آنسهم ذكرك ، وإن صبّت عليهم المصائب لجؤوا إلي الاستجارة بك ، علماً بأنّ أزمة الاُمور بيدك ، ومصادرها عن قضائك .

اللهمّ إن فَهِهتُ عن مسألتى أو عميتُ عن طلبتى فدلّنى علي مصالحى ، وخذ بقلبى إلي مراشدى ، فليس ذلك بنُكر من هداياتك ، ولا ببدع من كفاياتك . اللهمّ احملنى علي عفوك ولا تحملنى علي عدلك(١) .

٤٣٨٥ ـ عنه  ¼ ـ فى الاستخارة ـ : ما شاء الله كان ، اللهمّ إنّى أستخيرك خيار من فوّض إليك أمره ، وأسلم إليك نفسه ، واستسلم إليك فى أمره ، وخلا لك وجهه ، وتوكّل عليك فيما نزل به ، اللهمّ خِر لى ولا تَخِر علىَّ ، وكن لى ولا تكن علىَّ ، وانصرنى ولا تنصر علىَّ ، وأعنّى ولا تُعن علىَّ ، وأمكنّى ولا تمكِّن منّى(٢) ، واهدنى إلي الخير ، ولا تُضلّنى ، وأرضنى بقضائك ، وبارك لى فى قدرك ، إنّك تفعل ما تشاء ، وتحكم ما تريد ، وأنت علي كلّ شىء قدير .

اللهمّ إن كان لى الخِيرة فى أمرى هذا فى دينى ودنياى وعاقبة أمرى ، فسهّل لى ، وإن كان غير ذلك فاصرفه عنّى ، يا أرحم الراحمين ، إنّك علي كلّ شىء قدير ، وحسبنا الله ونِعم الوكيل(٣) .


(١) نهج البلاغة : الخطبة ٢٢٧ ، بحار الأنوار : ٦٩ / ٣٢٩ / ٤٠ وج ٩٤ / ٢٣٠ / ٦ .
(٢) فى البلد الأمين : "عليَّ" .
(٣) المصباح للكفعمى : ٥٢٠ ، البلد الأمين : ١٦٢ وليس فيه "و حسبنا الله ونِعم الوكيل" ، فتح الأبواب : ٢٦٤ ، بحار الأنوار : ٩١ / ٢٨٤ / ٣٩ نقلا عن مصباح ابن الباقى وص ٢٣٨ / ٤ .

 ٢٣٩ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى ابتغاء الفضائل

٤٣٨٦ ـ عنه  ¼ ـ فى الاستخارة بعد صلاة ركعتين ـ : اللهمّ إنّى قد هممت بأمر قد علمتَه ، فإن كنتَ تعلم أنّه خيرٌ لى فى دينى ودنياى وآخرتى فيسّره لى ، وإن كنتَ تعلم أنّه شرّ لى فى دينى ودنياى وآخرتى فاصرفه عنّى ، كرهتْ نفسى ذلك أم أحبَّت ، فإنّك تعلم ولا أعلم ، وأنت علاّم الغيوب(١) .

ج : مكارم الأخلاق

٤٣٨٧ ـ الإمام زين العابدين  ¼ : كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول : اللهمّ مُنَّ علىّ بالتوكّل عليك ، والتفويض إليك ، والرضا بقدرك ، والتسليم لأمرك ، حتي لا اُحبَّ تعجيل ما أخّرت ، ولا تأخير ما عجّلت ، يا ربّ العالمين(٢) .

٤٣٨٨ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : اللهمّ إنّى أسألك إخبات المخبتين ، وإخلاص الموقنين ، ومرافقة الأبرار ، والعزيمة فى كلّ برّ ، والسلامة من كلّ إثمّ ، والفوز بالجنّة ، والنجاة من النار(٣) .

٤٣٨٩ ـ عنه  ¼ ـ أيضاً ـ : اللهمّ إنّ الآمال منوطة بكرمك ، فلا تقطع علائقها بسخطك .

اللهمّ إنّى أبرأ من الحول والقوّة إلاّ بك ، وأدرأُ بنفسى عن التوكّل علي غيرك(٤) .


(١) مكارم الأخلاق : ٢ / ١٠١ / ٢٢٩١ ، بحار الأنوار : ٩١ / ٢٥٨ / ٥ .
(٢) الكافى : ٢ / ٥٨٠ / ١٤ عن أبى حمزة ، مشكاة الأنوار : ٤٥ / ٢٨ وص ٥٢١ / ١٧٥٤ كلاهما عن الإمام الصادق عنه    ¤ ، بحار الأنوار : ٩٥ / ٢٩٢ / ٦ .
(٣) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٢٨٦ / ٢٧٥ .
(٤) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٣٤٨ / ٩٩٥ .

 ٢٤٠ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى ابتغاء الفضائل

٤٣٩٠ ـ عنه  ¼ ـ فى دعائه ـ : اللهمّ إنّى أسألك يا ربّ الأرواح الفانية ، وربّ الأجساد البالية ، أسألك بطاعة الأرواح الراجعة إلي أجسادها ، وبطاعة الأجساد الملتئمة إلي أعضائها ، وبانشقاق القبور عن أهلها ، وبدعوتك الصادقة فيهم ، وأخذك بالحقّ بينهم إذا برز الخلائق ينتظرون قضاءَك ، ويرون سلطانك ، ويخافون بطشك ، ويرجون رحمتك ، يوم لا يغنى مولي عن مولي شيئاً ولا هم ينصرون ، إلاّ من رحم الله ، إنّه هو البرّ الرحيم .

أسألك يا رحمن أن تجعل النور فى بصرى ، واليقين فى قلبى ، وذكرك بالليل والنهار علي لسانى أبداً ما أبقيتنى ، إنّك علي كلّ شىء قدير(١) .

د : العصمة من الذنوب

٤٣٩١ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى مناجاته ـ : إلهى لا سبيل إلي الاحتراس من الذنب إلاّ بعصمتك ، ولا وصول إلي عمل الخيرات إلاّ بمشيئتك ، فكيف لى بإفادة ما أسلفتنى فيه مشيئتُك ؟! وكيف لى بالاحتراس من الذنب ما(٢) لم تُدركنى فيه عصمتك ؟ !(٣)

٤٣٩٢ ـ عنه  ¼ ـ فى مناجاته ـ : إلهى خلقت لى جسماً ، وجعلت لى فيه آلات اُطيعك بها وأعصيك ، واُغضبك بها واُرضيك ، وجعلت لى من نفسى داعية إلي الشهوات ، وأسكنتنى داراً قد مُلئت من الآفات ، ثمّ قلت لى : انزجرْ ! فبك


(١) المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٢٨٧ عن ضرير ، بحار الأنوار : ٩٥ / ٨٨ / ٧ .
(٢) فى البلد الأمين : "ما إن . . . " .
(٣) المصباح للكفعمى : ٤٩٢ ، البلد الأمين : ٣١٥ كلاهما عن الإمام العسكرى عن آبائه (ع) ، بحار الأنوار : ٩٤ / ١٠٥ / ١٤ .

 ٢٤١ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى ابتغاء الفضائل

أنزجر ، وبك أعتصم ، وبك أستجير ، وبك أحترز ، وأستوفقك(١) لما يرضيك ، وأسألك يا مولاى ، فإنّ سؤالى لا يُحفيك(٢) (٣) .

هـ : الزهد فى الدنيا

٤٣٩٣ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ كان يقول فى دعائه ـ : اللهمّ إنّى أسألك سَلواً عن الدنيا ومقتاً لها ، فإنّ خيرها زهيد ، وشرّها عتيد ، وصفوها يتكدّر ، وجديدها يخلَق ، وما فات فيها لم يرجع ، وما نيل فيها فتنة ، إلاّ من أصابته منك عصمة ، وشملته منك رحمة ، فلا تجعلنى ممّن رضى بها واطمأنّ إليها ، ووثق بها ، فإنّ من اطمأنّ إليها خانته ، ومن وثق بها غرّته(٤) .

٤٣٩٤ ـ عنه  ¼ ـ فى مناجاته ـ : إلهى كيف تفرح بصحبة الدنيا صدورُنا ، وكيف تلتئم فى غمراتها اُمورُنا ، وكيف يخلص لنا فيها سرورُنا ، وكيف يملكنا باللهو واللعب غرورُنا ، وقد دعتنا باقتراب الآجال قبورنا ؟ !

إلهى كيف نبتهج فى دار قد حفرت لنا فيها حفائر صرعتها ، وفُتلت بأيدى المنايا حبائل غدرتها ، وجرّعتنا مكرهين جرع مرارتها ، ودلّتنا النفس(٥) علي انقطاع عيشها ؟ ! لولا ما أصغت إليه هذه النفوس من رفائع لذّتها ، وافتتانها


(١) استَوفَقْت الله : أى سألته التَّوفِيق (لسان العرب : ١٠ / ٣٨٣) .
(٢) الحفْو : المنْع (النهاية : ١ / ٤١٠) .
(٣) المصباح للكفعمى : ٤٩٥ ، البلد الأمين : ٣١٧ كلاهما عن الإمام العسكرى عن آبائه (ع) ، بحار الأنوار : ٩٤ / ١٠٧ / ١٤ .
(٤) إرشاد القلوب : ٢٦ .
(٥) فى دستور معالم الحكم : "العِبَرُ" وهو الأنسب .

 ٢٤٢ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى ابتغاء الفضائل

بالفانيات من فواحش زينتها .

إلهى فإليك نلتجئ من مكائد خدعتها ، وبك نستعين علي عبور قنطرتها ، وبك نستفطم الجوارح عن أخلاف شهوتها ، وبك نستكشف من جلابيب حيرتها ، وبك نقوِّم من القلوب استصعاب جهالتها(١) .

و: الدنيا عوناً علي الآخرة

٤٣٩٥ ـ الثقات عن حمّاد عن إبراهيم : جمع علىّ بن أبى طالب  ¼ الدنيا والآخرة بخمس كلمات ، كان يقول : اللهمّ إنّى أسألك من الدنيا وما فيها ما أسدّ به لسانى ، واُحصن به فرجى ، واُؤدّى به عن أمانتى ، وأصِل به رَحمى ، وأتّجر فيه لآخرتى(٢) .

ز : العزّ والاستغناء

٤٣٩٦ ـ الإمام علىّ  ¼ : اللهمّ صُن وجهى باليسار ، ولا تبذل جاهى بالإقتار ، فأسترزقَ طالبى رزقك ، وأستعطفَ شرار خلقك ، واُبتلي بحمد من أعطانى ، واُفتتنَ بذمّ من منعنى ، وأنت من وراء ذلك كُلّه ولىّ الإعطاء والمنع ، إنّك علي كلّ شىء قدير(٣) .

٤٣٩٧ ـ عنه  ¼ ـ من دعاء كان يدعو به كثيراً ـ : الحمد لله الذى لم يُصبح بى ميتاً ولا سقيماً ، ولا مضروباً علي عروقى بسوء ، ولا مأخوذاً بأسوأ عملى ،


(١) المصباح للكفعمى : ٤٩١ ، البلد الأمين : ٣١٥ كلاهما عن الإمام العسكرى عن آبائه (ع) ، بحار الأنوار : ٩٤ / ١٠٤ / ١٤ ; دستور معالم الحكم : ١٢٩ عن عبد الله الأسدى نحوه .
(٢) الثقات : ٨ / ١٧٥ ، المناقب للخوارزمى : ٣٦٥ / ٣٨٢ .
(٣) نهج البلاغة : الخطبة ٢٢٥ ، الدعوات : ١٣٣ / ٣٣٠ ، بحار الأنوار : ٩٥ / ٢٩٧ / ١١ .

 ٢٤٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى ابتغاء الفضائل

ولا مقطوعاً دابرى ، ولا مرتدّاً عن دينى ، ولا منكراً لربّى ، ولا مستوحشاً من إيمانى ، ولا مُلتبساً عقلى ، ولا معذّباً بعذاب الاُمم من قبلى . أصبحت عبداً مملوكاً ظالماً لنفسى ، لك الحجّة علىَّ ولا حجّة لى ، لا أستطيع أن آخُذ إلاّ ما أعطيتنى ، ولا أتّقى إلاّ ما وقيتنى .

اللهمّ إنّى أعوذ بك أن أفتقر فى غناك ، أو أضلّ فى هداك ، أو اُضام فى سلطانك ، أو اُضطهد والأمر لك !

اللهمّ اجعل نفسى أوّل كريمة تنتزعها من كرائمى ، وأوّل وديعة ترتجعها من ودائع نعمك عندى !

اللهمّ إنّا نعوذ بك أن نذهب عن قولك ، أو أن نُفتتن عن دينك ، أو تتابع بنا أهواؤنا دون الهدي الذى جاء من عندك !(١)

٤٣٩٨ ـ الإمام الباقر  ¼ : كان علىّ  ¼ يقول فى دعائه وهو ساجد : اللهمّ إنّى أعوذ بك أن تبتلينى ببليّة تدعونى ضرورتها علي أن أتغوّث(٢) بشىء من معاصيك ، اللهمّ ولا تجعل لى حاجة إلي أحد من شرار خلقك ولئامهم ، فإن جعلت لى حاجة إلي أحد من خلقك فاجعلها إلي أحسنهم وجهاً وخُلقاً وخَلْقاً ، وأسخاهم بها نفساً ، وأطلقهم بها لساناً ، وأسمحهم بها كفّاً ، وأقلّهم بها علىَّ امتناناً(٣) .

٤٣٩٩ ـ الإمام علىّ  ¼ : اللهمّ أنت أهل الوصف الجميل ، والتعداد الكثير . إن تؤمّل


(١) نهج البلاغة : الخطبة ٢١٥ ، بحار الأنوار : ٩٤ / ٢٢٦ / ١ نقلا عن اختيار ابن الباقى وص ٢٣٠ / ٤ .
(٢) غوَّث الرجلُ واستغاثَ : صاح وا غوثاه ! هذا هو أصله ، ثمّ إنّهم استعملوه بمعني صاح ونادي طلباً للغَوث (تاج العروس : ٣ / ٢٤٢) والمراد هنا : أستعين عليها بشىء من معاصيك .
(٣) قرب الإسناد : ١ / ١ عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق  ¼ ، تحف العقول : ٢١٧ نحوه من "اللهمّ ولا تجعل . . . " ، بحار الأنوار : ٨٦ / ٢٢٨ / ٤٨ .

 ٢٤٤ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى ابتغاء الفضائل

فخير مأمول ، وإن تُرجَ فأكرم مرجوّ .

اللهمّ وقد بسطت لى فيما لا أمدح به غيرك ، ولا اُثنى به علي أحد سواك ، ولا أُوجِّهه إلي معادن الخيبة ومواضع الريبة . وعدلتَ بلسانى عن مدائح الآدميّين ، والثناء علي المربوبين المخلوقين .

اللهمّ ولكلّ مُثن علي من أثني عليه مثوبة من جزاء ، أو عارفة من عطاء ، وقد رجوتك دليلا علي ذخائر الرحمة وكنوز المغفرة .

اللهمّ وهذا مقام من أفردك بالتوحيد الذى هو لك ، ولم ير مستحقّاً لهذه المحامد والممادح غيرك ، وبى فاقة إليك لا يجبر مسكنتها إلاّ فضلك ، ولا ينعش من خلّتها إلاّ مَنُّك وجودك ، فهب لنا فى هذا المقام رضاك ، وأغننا عن مدّ الأيدى إلي سواك ، إنّك علي كلّ شىء قدير(١) .

٤٤٠٠ ـ عنه  ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : اللهمّ كما صنت وجهى عن السجود لغيرك فصن وجهى عن مسألة غيرك(٢) .

ح : العافية

٤٤٠١ ـ مهج الدعوات عن ابن عبّاس : كنت عند علىّ بن أبى طالب  ¼ جالساً ، فدخل عليه رجل متغيّر اللون ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّى رجل مسقام كثير الأوجاع ، فعلِّمنى دعاءً أستعين به علي ذلك .

فقال : اُعلِّمك دعاءً علّمه جبرائيل  ¼ لرسول الله  ½ فى مرض الحسن والحسين ، وهو هذا الدعاء :


(١) نهج البلاغة : الخطبة ٩١ ، بحار الأنوار : ٧٧ / ٣٣٠ / ١٧ .
(٢) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٣٢٠ / ٦٧٢ .

 ٢٤٥ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى ابتغاء الفضائل

إلهى كلّما أنعمتَ علىَّ بنعمة قلّ لك عندها شكرى ، وكلّما ابتليتنى ببليّة قلّ لك عندها صبرى ، فيا مَن قلّ شكرى عند نعمه فلم يحرمنى ، ويا من قلّ صبرى عند بلائه فلم يخذلنى ، ويا من رآنى علي المعاصى فلم يفضحنى ، ويا من رآنى علي الخطايا فلم يعاقبنى عليها ، صلّ علي محمّد وآل محمّد ، واغفر لى ذنبى ، واشفنى من مرضى ، إنّك علي كلّ شىء قدير(١) .

٤٤٠٢ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ كان يقول فى دعائه ـ : اللهمّ إن ابتليتنى فصبّرنى ، والعافية أحبّ إلىّ(٢) .

٤٤٠٣ ـ الإمام الباقر  ¼ : مرض علىّ صلوات الله عليه ، فأتاه رسول الله  ½ فقال له : قل : اللهمّ إنّى أسألك تعجيل عافيتك ، أو صبراً علي بليّتك ، أو(٣) خروجاً إلي رحمتك(٤) .

ط : الاستسقاء

٤٤٠٤ ـ الإمام الباقر  ¼ : إنّ عليّاً  ¼ كان إذا استسقي يدعو بهذا الدعاء :

اللهمّ انشر علينا رحمتك بالغيث العميق(٥) ، والسحاب الفتيق ، ومُنَّ علي عبادك ببلوغ(٦) الثمرة ، وأحىِ بلادك ببلوغ الزهرة ، وأشهد ملائكتك الكرام


(١) مهج الدعوات : ٢٠ ، المصباح للكفعمى : ٢٠١ ، بحار الأنوار : ٩٥ / ٦٣ / ٣٩ .
(٢) الإقبال : ١ / ٣١٨ ، بحار الأنوار : ٩٨ / ١٢٦ .
(٣) فى الكافى : "و" بدل "أو" فى كلا الموضعين ، والأنسب ما أثبتناه كما فى المصادر الاُخري .
(٤) الكافى : ٢ / ٥٦٧ / ١٦ عن أبى حمزة ، عدّة الداعى : ٢٥٨ ، الدعوات : ١٩٢ / ٥٣١ من دون إسناد إلي المعصوم ، بحار الأنوار : ٩٥ / ١٩ / ١٩ .
(٥) فى المصدر : "المعبوّ" ، والأصحّ ما أثبتناه كما فى نسخة اُخري .
(٦) وفى نسخة اُخري : "بينوع" بدل "ببلوغ" .

 ٢٤٦ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى ابتغاء الفضائل

السفرة سقياً منك نافعاً دائماً غزره(١) ، واسعاً درّه(٢) ، وابلا سريعاً ، تحيى به ما قد مات ، وتردّ به ما قد فات ، وتخرج به ما هو آت ، وتوسّع لنا به فى الأقوات ، سحاباً متراكماً هنيئاً مريئاً طبقاً مجلّلا غير مضرّ(٣) وَدْقه(٤) ، ولا خُلّب برقه .

اللهمّ اسقنا غيثاً مريعاً ممرعاً عريضاً(٥) واسعاً عزيزاً يروّيه البهم ويجبر به النهم (٦) .

[اللهمّ](٧) اسقنا سقياً تسيل منه الرضاب ، وتملأ به الحباب(٨) ، وتفجِّر منه الأنهار ، وتنبت به الأشجار ، وتُرخِص به الأسعار فى جميع الأمصار ، وتنعش به البهائم والخلق ، وتنبت به الزرع ، وتدرّ به الضرع ، وتزدنا به قوّة إلي قوّتنا(٩) .

اللهمّ لا تجعل ظلّه علينا سموماً ، ولا تجعل برده علينا حسوماً ، ولا تجعل ضرّه علينا رجوماً ، ولا ماءه علينا اُجاجاً . اللهمّ ارزقنا من بركات السماوات والأرض(١٠) .


(١) الغَزِيرُ : الكثير من كلّ شىء (لسان العرب : ٥ / ٢٢) .
(٢) الدِّرَّة فى الأمطار : أن يتبع بعضها بعضاً وجمعها دِرَرٌ (لسان العرب : ٤ / ٢٨٠) .
(٣) فى المصدر : "ملط" ، وما أثبتناه من نسخة اُخري .
(٤) الوَدْقُ : المطر (لسان العرب : ١٠ / ٣٧٣) .
(٥) فى المصدر : "عديماً" ، وما أثبتناه من النوادر للراوندى .
(٦) كذا فى المصدر ، وفى النوادر للراوندى : "واسعاً غزيراً تردّ به النهيض وتجبر به المريض" .
(٧) سقطت كلمة : "اللهمّ" من المصدر وأثبتناها من النوادر للراوندى .
(٨) كذا فى المصدر ، وفى النوادر للراوندى : "الجباب" .
(٩) فى المصدر : "قوّتك" ، وما أثبتناه من نسخة اُخري .
(١٠) الجعفريّات : ٤٩ ، النوادر للراوندى : ١٦٢ / ٢٤٤ نحوه وفى صدره "قال علىّ  ¼ : إنّ رسول الله  ½ دعا بهذا الدعاء فى الاستسقاء . . . " ، بحار الأنوار : ٩١ / ٣١٥ / ٤ .

 ٢٤٧ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى ابتغاء الفضائل

٤٤٠٥ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى الاستسقاء ـ : اللهمّ إنّا خرجنا إليك من تحت الأستار والأكنان ، وبعد عجيج البهائم والولدان ، راغبين فى رحمتك ، وراجين فضل نعمتك ، وخائفين من عذابك ونقمتك .

اللهمّ فاسقنا غيثك ، ولا تجعلنا من القانطين ، ولا تُهلكنا بالسنين(١) ، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا يا أرحم الراحمين .

اللهمّ إنّا خرجنا إليك نشكو إليك ما لا يخفي عليك حين ألجأتنا المضائق الوعرة ، وأجاءتنا المقاحط المجدبة ، وأعيتنا المطالب المتعسّرة ، وتلاحمت علينا الفتن المستصعبة .

اللهمّ إنّا نسألك أن لا تردّنا خائبين ولا تقلبنا واجمين ، ولا تخاطبنا بذنوبنا ، ولا تقايسنا بأعمالنا .

اللهمّ انشر علينا غيثك وبركتك ، ورزقك ورحمتك . واسقنا سُقيا ناقعة ، مُروِيَةً مُعشبة ، تُنبت بها ما قد فات ، وتُحيى بها ما قد مات . نافعة الحيا ، كثيرة المُجتني ، تُروى بها القيعان(٢) ، وتسيل البُطنان(٣) ، وتستورق الأشجار ، وتُرخِص الأسعار ، إنّك علي ما تشاء قدير(٤) .

٤٤٠٦ ـ عنه  ¼ ـ كان يدعو به عند الاستسقاء ـ : يا مغيثنا ومعيننا علي ديننا


(١) السَّنةُ : الجدْبُ ، يقال : أخذتْهم السَّنة إذا أجدبوا واُقحطُوا (النهاية : ٢ / ٤١٣) .
(٢) القاع : أرض واسعةٌ سَهْلة مطمئنة مستوية حُرّة لا حُزونةَ فيها ولا ارتِفاعَ ولا انهِباط ، تَنفَرِجُ عنها الجبالُ والآكامُ (لسان العرب : ٨ / ٣٠٤) .
(٣) بُطنان الأرض : ما تَوَطَّأ فى بطون الأرض سَهلِها وحَزنها ورياضها ، وهى قَرار الماء ومستَنقَعُه وهى البواطن والبُطون (لسان العرب : ١٣ / ٥٥) .
(٤) نهج البلاغة : الخطبة ١٤٣ ، بحار الأنوار : ٩١ / ٣١٣ / ٣ .

 ٢٤٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى ابتغاء الفضائل

ودنيانا ، بالذى تنشر علينا من الرزق ، نزل بنا نبأ عظيم ، لا يقدر علي تفريجه غير مُنزله ، عجّل علي العباد فرجه ، فقد أشرفت الأبدان علي الهلاك ، فإذا هلكت الأبدان هلك الدِّين !

يا ديّان العباد ، ومُقدّر اُمورهم بمقادير أرزاقهم ، لا تحلّ بيننا وبين رزقك ، وهبنا ما أصبحنا فيه من كرامتك معترفين ، قد اُصيب من لا ذنب له من خلقك بذنوبنا ، ارحمنا بمن جعلته أهلا باستجابة دعائه حين نسألك .

يا رحيم لا تحبس عنّا ما فى السماء ، وانشر علينا كنفك ، وعُد علينا رحمتك ، وابسط علينا كنفك(١) ، وعُد علينا بقبولك ، واسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، ولا تهلكنا بالسنين ، ولا تؤآخذنا بما فعل المبطلون ، وعافنا يا ربّ من النقمة فى الدِّين ، وشماتة القوم الكافرين ، يا ذا النفع والنصر(٢) ، إنّك إن أجبتنا فبجودك وكرمك ، ولإتمام ما بنا من نعمائك ، وإن رددتنا فبلا ذنب منك لنا ، ولكن بجنايتنا علي أنفسنا، فاعف عنّا قبل أن تصرفنا، وأقلنا واقلبنا(٣) بإنجاح الحاجة، يا الله(٤) .

٤٤٠٧ ـ عنه  ¼ ـ فى دعاء استسقي به ـ : اللهمّ اسقنا ذُلُلَ السحاب دون صِعابها(٥) (٦) .


(١) الكَنَف : الجانِب والناحِية ، هذا تمثيل لجعله تحت ظِلّ رحمته يوم القيامة (النهاية : ٤ / ٢٠٥) .
(٢) كما فى الأصل ، ولعلّ الصواب : "و الضرّ" .
(٣) وفى نسخة : "و اقبلنا" .
(٤) الفقه المنسوب للإمام الرضا  ¼ : ١٥٤ ، بحار الأنوار : ٩١ / ٣٣٤ / ١٨ .
(٥) قال السيّد الرضى  § بعد ذكره لكلام الإمام  ¼ : وهذا من الكلام العجيب الفصاحة ، وذلك أنّه  ¼ شبّه السحاب ذوات الرعود والبوارق والرياح والصواعق بالإبل الصعاب ، التى تقمص برحالها وتقصّ بركبانها ، وشبّه السحاب خالية من تلك الروائع بالإبل الذلل ، التى تحتلب طيعة وتقتعد مسمحة .
(٦) نهج البلاغة : الحكمة ٤٧٢ ، خصائص الأئمّة (ع) : ١٢٥ ، بحار الأنوار : ٩١ / ٣١٨ / ٧ .

 ٢٤٩ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى ابتغاء الفضائل

٤٤٠٨ ـ عنه  ¼ ـ فى الاستسقاء ـ : اللهمّ قد انصاحت جبالنا ، وأغبرّت أرضنا ، وهامت دوابّنا ، وتحيّرت فى مرابضها ، وعجّت عجيج الثكالي علي أولادها ، وملّت التردّد فى مراتعها ، والحنين إلي مواردها .

اللهمّ فارحم أنين الآنّة ، وحنين الحانّة . اللهمّ فارحم حيرتها فى مذاهبها ، وأنينها فى موالجها .

اللهمّ خرجنا إليك حين اعتكَرَت علينا حَدابير(١) السنين ، وأخلَفَتْنا مخايل(٢) الجود . فكنت الرجاء للمبتئس ، والبلاغ للملتمس . ندعوك حين قنط الأنام ، ومُنع الغمام ، وهلك السوام ، ألاّ تؤاخذنا بأعمالنا ، ولا تأخذنا بذنوبنا . وانشر علينا رحمتك بالسحاب المُنبعق(٣) ، والربيع المغدق ، والنبات المونق ، سحّاً وابلا تحيى به ما قد مات ، وترُدّ به ما قد فات .

اللهمّ سُقيا منك محيية مُرْوِية ، تامّةً عامّة ، طيّبة مباركة ، هنيئة مريعة . زاكياً نبتها ، ثامراً فرعها ، ناضراً ورقها ، تُنعش بها الضعيف من عبادك ، وتحيى بها الميّت من بلادك .

اللهمّ سُقيا منك تُعشب بها نجادنا(٤) ، وتجرى بها وهادنا(٥) ، ويُخصب بها جنابنا ، وتُقبِل بها ثمارنا ، وتعيش بها مواشينا ، وتندَي بها أقاصينا ، وتستعين بها


(١) الحدابير : جمع حِدبار ، وهى الناقة التى بَدَا عَظمُ ظَهرها ، ونَشزَت حراقِيفُها من الهُزال ، فَشبّه بها السِّنِين التى يَكثُر فيها الجَدْب والقَحط (النهاية : ١ / ٣٥٠) .
(٢) المَخِيلَة : السحابة الخليقة بالمطر (النهاية : ٢ / ٩٣) .
(٣) البُعاق : المطر الكثير الغزير الواسِع (النهاية : ١ / ١٤١) .
(٤) النَّجد : ما ارتفع من الأرض (النهاية : ٥ / ١٩) .
(٥) الوَهدُ : المطمئنُّ من الأرض والمكان المنخفض كأنّه حفرة (لسان العرب : ٣ / ٤٧١) .

 ٢٥٠ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى ابتغاء الفضائل

ضواحينا من بركاتك الواسعة ، وعطاياك الجزيلة علي بريّتك المرملة ، ووحشك المهملة . وأنزل علينا سماءً مُخضِلَة ، مدراراً هاطلة . يدافع الوَدْق منها الودق ، ويحفز القطر منها القطر ، غير خُلّب برقُها ، ولا جهام عارضها ، ولا قزع ربابها ، ولا شفّان ذهابها ، حتي يخصب لإمراعها المجدبون ، ويحيي ببركتها المُسنتون ، فإنّك تنزل الغيث من بعدما قنطوا ، وتنشر رحمتك وأنت الولىّ الحميد(١) .

ى : الاستغفار

٤٤٠٩ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ من كلمات كان يدعو بها ـ : اللهمّ اغفر لى ما أنت أعلم به منّى . فإن عُدت فعُد علىَّ بالمغفرة . اللهمّ اغفر لى ما وأيت(٢) من نفسى ولم تجد له وفاء عندى . اللهمّ اغفر لى ما تقرّبت به إليك بلسانى ثمّ خالفه قلبى . اللهمّ اغفر لى رمزات الألحاظ وسقطات الألفاظ ، وشهوات الجنان ، وهفوات اللسان(٣) .

٤٤١٠ ـ عنه  ¼ ـ كان يقول ـ : اللهمّ إنّ ذنوبى لا تضرّك ، وإنّ رحمتك إيّاى لا تُنْقِصُك ، فاغفر لى ما لا يضرّك ، واعطنى ما لا ينقصك(٤) .

٤٤١١ ـ عنه  ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : إلهى ما قدر ذنوب اُقابل بها كرمك ؟ ! وما قدر عبادة اُقابل بها نعمك ؟ ! وإنّى لأرجو أن تستغرق ذنوبى فى كرمك كما استغرقت أعمالى فى نعمك !(٥)


(١) نهج البلاغة : الخطبة ١١٥ ، بحار الأنوار : ٩١ / ٣١٨ / ٧ .
(٢) الوَأْى : الوَعْد الذى يُوَثِّقُه الرجلُ علي نفسِه ، ويَعزِم علي الوفاء به (النهاية : ٥ / ١٤٤) .
(٣) نهج البلاغة : الخطبة ٧٨ ، المصباح للكفعمى : ٤٠٢ ، بحار الأنوار : ٩٤ / ٢٢٩ / ٣ .
(٤) البيان والتبيين : ٣ / ٢٧٤ ، كنز العمّال : ٢ / ٦٨٣ / ٥٠٦٤ نقلا عن الدينورى عن سفيان الثورى وفيه إلي "لا تُنقصك" ; نثر الدرّ : ١ / ٢٧٤ .
(٥) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٢٨٤ / ٢٥٣ .

 ٢٥١ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى ابتغاء الفضائل

٤٤١٢ ـ المصباح للكفعمى ـ فى ذكر الاستغفار بالأسحار ـ : قُل ما كان علىّ  ¼ يقوله فى سحر كلّ ليلة وبعد ركعتي الفجر :

اللهمّ إنّى أستغفرك ممّا تبت إليك منه ثمّ عُدت فيه ، وأستغفرك لما أردت به وجهك فخالطنى فيه ما ليس لك ، وأستغفرك للنّعم التى مننت بها علىَّ ، فقويت بها علي معاصيك .

أستغفر الله الذى لا إلهَ إلاّ هو الحىُّ القيّوم ، عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، لكلّ ذنب أذنبته ، ولكلّ معصية ارتكبتها .

اللهمّ ارزقنى عقلا كاملا ، وعزماً ثاقباً ، ولبّاً راجحاً ، وقلباً ذكيّاً ، وعلماً كثيراً ، وأدباً بارعاً ، واجعل ذلك كلّه لى ولا تجعله علىَّ ، برحمتك يا أرحم الراحمين .

ثمّ قل ـ خمساً ـ : أستغفر الله الذى لا إله إلاّ هو الحىُّ القيّوم وأتوب إليه(١) .

٤٤١٣ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ كان إذا حزبه أمر خلا فى بيت وقال ـ : يا كهيعص يا نور يا قدّوس ، يا حىُّ يا الله يا رحمن ـ يردّدها ثلاثاً ـ اغفر لى الذنوب التى تحلّ النقم ، واغفر لى الذنوب التى تغيّر النعم ، واغفر لى الذنوب التى تورث الندم ، واغفر لى الذنوب التى تحبس القسم ، واغفر لى الذنوب التى تهتك العصم ، واغفر لى الذنوب التى تنزل البلاء ، واغفر لى الذنوب التى تعجِّل الفناء ، واغفر لى الذنوب التى تزيد الأعداء ، واغفر لى الذنوب التى تقطع الرجاء ، واغفر لى الذنوب التى تردُّ الدعاء ، واغفر لى الذنوب التى تُمسك غيث السماء ، واغفر لى


(١) المصباح للكفعمى : ٩٢ .

 ٢٥٢ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى ابتغاء الفضائل

الذنوب التى تظلم الهواء ، واغفر لى الذنوب التى تكشف الغطاء(١) .

٤٤١٤ ـ الفرج بعد الشدّة عن أيّوب بن العبّاس بن الحسن ـ بإسناد كثير ـ : إنّ أعرابيّاً شكا إلي أمير المؤمنين علىّ (ع) شكوي لحقته ، وضيقاً فى الحال ، وكثرةً من العيال ، فقال له :

عليك بالاستغفار ! فإنّ الله عزّ وجلّ يقول : ³ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا  ²  (٢) الآيات .

فمضي الرجل وعاد إليه فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّى قد استغفرت الله كثيراً ، ولم أرَ فرجاً ممّا أنا فيه ؟

فقال له : لعلّك لا تحسن الاستغفار ؟

قال : علِّمنى .

فقال : أخلص نيّتك ، وأطع ربّك ، وقل :

اللهمّ إنّى أستغفرك من كلّ ذنب قوى عليه بدنى بعافيتك ، أو نالته قدرتى بفضل نعمتك ، أو بسطت إليه يدى بسابغ رزقك ، واتّكلت فيه عند خوفى منه علي أمانك ، ووثقت فيه بحملك ، وعوّلت فيه علي كريم عفوك .

اللهمّ إنّى أستغفرك من كلّ ذنب خنت فيه أمانتى ، أو بخست فيه نفسى ، أو قدمت فيه لذّتى ، أو آثرت فيه شهوتى ، أو سعيت فيه لغيرى ، أو استغويت إليه من


(١) الفرج بعد الشدّة لابن أبى الدنيا : ٤٧ / ٦٨ عن الحارث العُكلى ، كنز العمّال : ٢ / ٦٥٦ / ٤٩٩٩ نقلا عن ابن النجّار .
(٢) نوح : ١٠ ـ ١٢ .

 ٢٥٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى ابتغاء الفضائل

تبعنى ، أو غلبت فيه بفضل حيلتى ، أو أحلت فيه علي مولاى فلم يعاجلنى علي فعلى ، إذ كنت سبحانك كارهاً لمعصيتى غير مريدها منّى ، لكن سبق علمك فىَّ باختيارى ، واستعمال مرادى وإيثارى ، فحلمت عنّى ولم تدخلنى فيه جبراً ، ولم تحملنى عليه قهراً ، ولم تظلمنى عليه شيئاً ، يا أرحم الراحمين .

يا صاحبى فى شدّتى ، يا مؤنسى فى وحدتى ، يا حافظى فى غربتى ، يا وليى فى نعمتى ، يا كاشف كُربتى ، يا مستمع دعوتى ، يا راحم عبرتى ، يا مقيل عثرتى ، يا إلهى بالتحقيق ، يا ركنى الوثيق ، يا رجاى للضيق ، يا مولاى الشفيق ، يا ربّ البيت العتيق ، أخرجنى من حلق المضيق إلي سعة الطريق ، بفرج من عندك قريب وثيق ، واكشف عنّى كلّ شدّة وضيق ، واكفنى ما أطيق وما لا اُطيق .

اللهمّ فرّج عنّى كلّ همٍّ وغمّ ، وأخرجنى من كلّ حزن وكرب ، يا فارج الهمّ ، ويا كاشف الغمّ ، ويا منزل القطر ، ويا مجيب دعوة المضطرّ ، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، صلّ علي محمّد خيرتك من خلقك ، وعلي آله الطيّبين الطاهرين ، وفرّج عنّى ما ضاق به صدرى ، وعِيلَ معه صبرى ، وقلّت فيه حيلتى ، وضعفت له قوّتى ، يا كاشف كلّ ضرّ وبليّة ، يا عالم كُلّ سرٍّ وخفيّة ، يا أرحم الراحمين ، ³ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَي اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ  ²  (١) ، ³ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ  ²  (٢) وهو ربّ العرش العظيم .

قال الأعرابىّ : فاستغفرت بذلك مراراً ، فكشف الله عنّى الغمّ والضيق ، ووسّع علىَّ فى الرزق ، وأزال المحنة(٣) .


(١) غافر : ٤٤ .
(٢) هود : ٨٨ .
(٣) الفرج بعد الشدّة للتنوخى : ١ / ٤٢ ، كنز العمّال : ٢ / ٢٥٨ / ٣٩٦٦ نقلا عن ابن النجّار .

 ٢٥٤ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى ابتغاء الفضائل

ك : حُسن الضيافة فى القبر

٤٤١٥ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى مناجاته ـ : إلهى كأنّى بنفسى وقد اُضجعت فى حفرتها ، وانصرف عنها المشيّعون(١) من جيرتها ، وبكي الغريب عليها لغربتها ، وجاد بالدموع عليها المشفقون من عشيرتها ، وناداها من شفير القبر ذوو مودّتها ، ورحمها المعادى لها فى الحياة عند صرعتها ، ولم يخف علي الناظرين إليها عند ذلك ضرّ فاقتها ، ولا علي من رآها قد توسّدت الثري عجز حيلتها .

فقلتَ : ملائكتى ، فريد نأي عنه الأقربون ، ووحيد جفاه الأهلون ، نزل بى قريباً ، وأصبح فى اللحد غريباً ، وقد كان لى فى دار الدُّنيا داعياً ، ولنظرى إليه فى هذا اليوم راجياً ، فتحسن عند ذلك ضيافتى ، وتكون أرحم بى من أهلى وقرابتى(٢) .

٤٤١٦ ـ عنه  ¼ ـ فى مناجاته ـ : إلهى لقد رجوت ممّن ألبسنى بين الأحياء ثوب عافيته ، ألاّ يُعرينى منه بين الأموات بجود رأفته ، ولقد رجوت ممّن تولاّنى فى حياتى بإحسانه أن يشفعه لى عند وفاتى بغفرانه .

يا أنيس كلّ غريب آنس فى القبر غربتى ، ويا ثانى كلّ وحيد ارحم فى القبر وحدتى ، ويا عالم السرّ والنجوي ، ويا كاشف الضُّرّ والبلوي ، كيف نظرك لى من بين سكّان الثري ؟ ! وكيف صنيعك إلىّ فى دار الوحشة والبلي ؟ !(٣) ، فقد كنتَ بى


(١) فى البلد الأمين : "المتّبعون" .
(٢) المصباح للكفعمى : ٤٩٦ ، البلد الأمين : ٣١٧ كلاهما عن الإمام العسكرى عن آبائه (ع) ، بحار الأنوار : ٩٤ / ١٠٧ / ١٤ .
(٣) فى المصباح للكفعمى : "و البلاء" ، وما أثبتناه من المصادر الاُخري .

 ٢٥٥ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى ابتغاء الفضائل

لطيفاً أيّام حياة الدنيا(١) .

ل : أمان يوم القيامة

٤٤١٧ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى مناجاته ـ : اللهمّ إنّى أسألك الأمان يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلاّ مَن أتي الله بقلب سليم . وأسألك الأمان يوم يعضّ الظالم علي يديه ، يقول : يا ليتنى اتّخذت مع الرسول سبيلا ! وأسألك الأمان يوم يعرف المجرمون بسيماهم ، فيُؤخذ بالنواصى والأقدام . وأسألك الأمان يوم لا يُجزى والد عن ولده ، ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً ، إنّ وعد الله حقّ . وأسألك الأمان يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ، ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ، وأسألك الأمان يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً ، والأمر يومئذ لله . وأسألك الأمان يوم يفرّ المرء من أخيه ، واُمّه وأبيه ، وصاحبته وبنيه ، لكلّ امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه . وأسألك الأمان يوم يودّ المجرم لو يفتدى من عذابِ يومئذ ببنيه ، وصاحبته وأخيه ، وفصيلته التى تؤويه ، ومن فى الأرض جميعاً ثمّ يُنجيه ، كلاّ إنّها لظي نزّاعة للشوي .

مولاى يا مولاى ، أنت المولي وأنا العبد ، وهل يرحم العبد إلاّ المولي . مولاى يا مولاى ، أنت المالك وأنا المملوك، وهل يرحم المملوك إلاّ المالك . مولاى يا مولاى ، أنت العزيز وأنا الذليل ، وهل يرحم الذليل إلاّ العزيز . مولاى يا مولاى ، أنت الخالق وأنا المخلوق، وهل يرحم المخلوق إلاّ الخالق . مولاى يا مولاى ، أنت العظيم وأنا الحقير ، وهل يرحم الحقير إلاّ العظيم . مولاى يا مولاى ، أنت القوىُّ وأنا الضعيف، وهل يرحم الضعيف إلاّ القوىّ .


(١) المصباح للكفعمى : ٤٩٧ ، البلد الأمين : ٣١٨ كلاهما عن الإمام العسكرى عن آبائه (ع) ، بحار الأنوار : ٩٤ / ١٠٨ / ١٤ .

 ٢٥٦ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى ابتغاء الفضائل

مولاى يا مولاى ، أنت الغنىُّ وأنا الفقير ، وهل يرحم الفقير إلاّ الغنىّ . مولاى يا مولاى ، أنت المعطى وأنا السائل، وهل يرحم السائل إلاّ المعطى . مولاى يا مولاى ، أنت الحىّ وأنا الميّت ، وهل يرحم الميّت إلاّ الحىّ . مولاى يا مولاى ، أنت الباقى وأنا الفانى ، وهل يرحم الفانى إلاّ الباقى . مولاى يا مولاى ، أنت الدائم وأنا الزائل ، وهل يرحم الزائل إلاّ الدائم . مولاى يا مولاى ، أنت الرازق وأنا المرزوق، وهل يرحم المرزوق إلاّ الرازق . مولاى يا مولاى ، أنت الجواد وأنا البخيل ، وهل يرحم البخيل إلاّ الجواد . مولاى يا مولاى ، أنت المعافى وأنا المُبتلي ، وهل يرحم المُبتلي إلاّ المعافى . مولاى يا مولاى ، أنت الكبير وأنا الصغير ، وهل يرحم الصغير إلاّ الكبير . مولاى يا مولاى ، أنت الهادى وأنا الضالّ ، وهل يرحم الضالّ إلاّ الهادى . مولاى يا مولاى ، أنت الرحمن وأنا المرحوم ، وهل يرحم المرحوم إلاّ الرحمن . مولاى يا مولاى ، أنت السلطان وأنا الممتحن، وهل يرحم المُمتحن إلاّ السلطان . مولاى يا مولاى ، أنت الدليل وأنا المتحيّر ، وهل يرحم المُتحيّر إلاّ الدليل . مولاى يا مولاى ، أنت الغفور وأنا المذنب ، وهل يرحم المُذنب إلاّ الغفور . مولاى يا مولاى ، أنت الغالب وأنا المغلوب ، وهل يرحم المغلوب إلاّ الغالب . مولاى يا مولاى ، أنت الربّ وأنا المربوب ، وهل يرحم المربوب إلاّ الربّ . مولاى يا مولاى ، أنت المُتكبِّر وأنا الخاشع، وهل يرحم الخاشع إلاّ المُتكبِّر؟! مولاى يا مولاى ، ارحمنى برحمتك وارضَ عنّى بجودك وكرمك ، يا ذا الجود والإحسان ، والطول والامتنان ، برحمتك يا أرحم الراحمين(١) .


(١) المزار الكبير : ١٧٣ ، المزار للشهيد الأوّل : ٢٤٨ ، مصباح الزائر : ٨٨ ، البلد الأمين : ٣١٩ ، بحار الأنوار : ٩٤ / ١٠٩ / ١٥ وج ١٠٠ / ٤١٩ .

 ٢٥٧ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأحوال الخاصّة

م : رحمة يوم القيامة

٤٤١٨ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى مناجاته ـ : إلهى إذا جئناك عُراة حُفاة ، مُغبرّة من ثري الأجداث رؤوسنا ، وشاحبة من تراب الملاحيد وجوهنا ، وخاشعة من أفزاع القيامة أبصارنا ، وذابلة من شدّة العطش شفاهنا ، وجائعة لطول المقام بُطوننا ، وبارزة هنالك للعيون سوءاتنا ، وموقرة من ثِقل الأوزار ظهورنا ، ومشغولين بما قد دَهانا عن أهالينا وأولادنا ، فلا تُضعِّف المصائب علينا بإعراض وجهك الكريم عنّا ، وسلب عائدة ما مثّلَهُ الرجاء منّا(١) .

٣ / ٣ ـ ٩

أدعيته فى الأحوال الخاصّة

أ : عند النوم

٤٤١٩ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ كان إذا نام يقول ـ : اللهمّ أسلمت نفسى إليك ، ووجّهت وجهى إليك ، وفوّضت أمرى إليك ، وألجأت ظهرى إليك ، آمنت بكتابك المنزل ، ونبيّك المرسل(٢) .

٤٤٢٠ ـ مسند ابن حنبل عن عبد الرحمن بن أبى ليلي عن الإمام علىّ  ¼ : أتانا النبىّ  ½ ذات ليلة حتي وضع قدمه بينى وبين فاطمة ، فعلَّمنا ما نقول إذا أخذنا مضاجعنا : ثلاثاً وثلاثين تسبيحةً ، وثلاثاً وثلاثين تحميدةً ، وأربعاً وثلاثين تكبيرةً . قال علىّ  ¼ : فما تركتها بعد . فقال له الرجل : ولا ليلة صفّين ؟ قال : ولا


(١) المصباح للكفعمى : ٤٩٠ ، البلد الأمين : ٣١٤ كلاهما عن الإمام العسكرى عن آبائه (ع) ، بحار الأنوار : ٩٤ / ١٠٣ / ١٤ .
(٢) عمل اليوم والليلة للنسائى : ٤٥٤ / ٧٦٨ عن عاصم .

 ٢٥٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأحوال الخاصّة

ليلة صفّين(١) .

ب : عندما بات علي فراش رسول الله

٤٤٢١ ـ فلاح السائل عن معاوية بن وهب : دخلت علي أبى عبد الله  ¼ وقت المغرب ، فإذا هو قد أذّن وجلس ، فسمعته يدعو بدعاء ما سمعت بمثله ، فسكت حتي فرغ من صلاته ، ثمّ قلت : يا سيّدى ، لقد سمعت منك دعاءً ما سمعت بمثله قطّ ، قال : هذا دعاء أمير المؤمنين  ¼ ليلة بات علي فراش رسول الله  ½ وهو هذا :

يا من ليس معه ربّ يدعي ، يا من ليس فوقه خالقٌ يخشي ، يا من ليس دونه إله يُتّقي ، يا من ليس له وزير يُغشي ، يا من ليس له بوّاب يُنادي ، يا من لا يزداد علي كثرة السؤال إلاّ كرماً وجوداً ، يا من لا يزداد علي عظم الجرم إلاّ رحمةً وعفواً ، صلِّ علي محمّد وآل محمّد ، وافعل بى ما أنت أهله ، فإنّك أهل التقوي وأهل المغفرة ، وأنت أهل الجود والخير والكرم(٢) .

ج : عند الاستيقاظ

٤٤٢٢ ـ الإمام علىّ  ¼ : إذا انتبه أحدكم من نومه فليقل : لا إله إلاّ الله الحليم الكريم الحىّ القيّوم ، وهو علي كلّ شىء قدير ، سبحان ربّ النبيّين وإله المرسلين ، وسبحان ربّ السماوات السبع وما فيهنّ ، وربّ الأرضين السبع وما


(١) مسند ابن حنبل : ١ / ٣٠٥ / ١٢٢٨ وج ٢ / ٥٦٧ / ٦٥٦٥ عن عبد الله بن عمرو ، المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٦٥ / ٤٧٢٤ كلاهما نحوه ، سنن الدارمى : ٢ / ٧٤٥ / ٢٥٨٥ ، مسند أبى يعلي : ١ / ١٧٤ / ٢٦٩ وص ١٩٩ / ٣٤٠ وص ٢٨١ / ٥٤٨ ، عمل اليوم والليلة للنسائى : ٤٧٤ / ٨١٥ ، المنتخب من مسند عبد بن حميد : ٥١ / ٦٣ ، حلية الأولياء : ١ / ٧٠ .
(٢) فلاح السائل : ٤٠٥ / ٢٧٤ ، بحار الأنوار : ٨٤ / ١٨١ / ١٣ .

 ٢٥٩ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأحوال الخاصّة

فيهنّ ، وربّ العرش العظيم ! والحمد لله ربّ العالمين .

فإذا جلس من نومه فليقل قبل أن يقوم :

حسبى الله ، حسبى الربّ من العباد ، حسبى الذى هو حسبى منذ كنت ، حسبى الله ونِعْمَ الوكيل(١) .

د : عند لبس الثوب الجديد

٤٤٢٣ ـ الإمام علىّ  ¼ : إذا كسا الله تعالي المؤمن ثوباً جديداً فليتوضّأ وليصلّ ركعتين ، يقرأ فيهما اُمّ الكتاب وآية الكرسىّ وقل هو الله أحد وإنّا أنزلناه ، ثمّ ليحمد الله الذى ستر عورته ، وزيّنه فى الناس ، وليكثر من قول : لا حول ولا قوّة إلاّ بالله . فإنّه لا يعصى الله فيه(٢) .

٤٤٢٤ ـ عنه  ¼ ـ عند لبس الثوب الجديد ـ : الحمد لله الذى كسانى ما اُوارى به عورتى ، وأتجمّل به فى خلقه(٣) .

٤٤٢٥ ـ عنه  ¼ ـ بعدما اشتري قميصاً ولبسه ـ : الحمد لله الذى رزقنى من الرِّياش ما أتجمّل به فى الناس ، وواري سوءتى ، وستر عورتى ، الحمد لله ربّ العالمين(٤) .


(١) الخصال : ٦٢٥ / ١٠ عن أبى بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه (ع) ، مكارم الأخلاق : ٢ / ٥٢ / ٢١٢٧ عن الإمام الصادق عنه    ¤ نحوه .
(٢) الكافى : ٦ / ٤٥٩ / ٥ عن محمّد بن مسلم ، مكارم الأخلاق : ١ / ٢٢٦ / ٦٦٦ كلاهما عن الإمام الصادق  ¼ .
(٣) مكارم الأخلاق : ١ / ٢٤٦ / ٧٣٠ ، روضة الواعظين : ١٢١ وفيه "رزقنى" بدل "كسانى" وكلاهما عن الأصبغ بن نباتة ، بحار الأنوار : ٧٩ / ٣١٠ / ١٤ .
(٤) دعائم الإسلام : ٢ / ١٥٧ / ٥٥٦ .

 ٢٦٠ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأحوال الخاصّة

٤٤٢٦ ـ الإمام الحسين  ¼ : أتي أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب  ¼ أصحاب القمص ، فساوم شيخاً منهم . . . فاشتري منه قميصاً بثلاثة دراهم فلبسه . . . وأتي المسجد فصلّي فيه ركعتين ثمّ قال :

الحمد لله الذى رزقنى من الرِّياش ما أتجمّل به فى الناس ، واُؤدّى فيه فريضتى ، وأستر به عورتى(١) .

٤٤٢٧ ـ الإمام الباقر  ¼ : إنّ علىّ بن أبى طالب  ¼ اشتري قميصاً . . . ثمّ لبسه . . . ثمّ قال :

الحمدُ لله الذى كسانى من الرِّياش ما أستر به عورتى ، وأتجمّل به فى الناس ، اللهمّ اجعله ثوب يُمن وبركة ، أسعي فيه لمرضاتك عُمرى ، واُعمِّر فيه مساجدك(٢) .

٤٤٢٨ ـ الدعاء للطبرانى عن أبى مطر : كنت بالكوفة فمرّ علىّ  ¼ فتبعته حتي أتي علي أصحاب الثياب ، فنظر إلي قميص مخيط فتناوله ، فساوم به صاحبه ، فاشتراه بثلاثة دراهم ، فلبسه ثمّ قال :

الحمد لله الذى ستر عورتى ، وألبسنى الرِّياش . هكذا سمعت رسول الله  ½ يقول إذا لبس الثوب(٣) .


(١) الأمالى للطوسى : ٣٦٥ / ٧٧١ عن أبى الحسن علىّ بن علىّ بن رزين أخى دعبل بن علىّ الخزاعى عن الإمام الرضا عن آبائه (ع) ، بحار الأنوار : ٤١ / ١٠٨ / ١٤ .
(٢) مكارم الأخلاق : ١ / ٢٢٥ / ٦٦٠ عن أبى بصير ، الكافى : ٦ / ٤٥٨ / ٢ عن السكونى عن الإمام الصادق  ¼ ، الأمالى للصدوق : ٣٣٨ / ٣٩٨ عن السكونى عن الإمام الصادق عن آبائه (ع) وفى صدرهما عن علىّ  ¼ قال "علَّمنى رسول الله  ½ إذا لَبِستُ ثوباً جديداً أن أقول : الحمد لله . . . " .
(٣) الدعاء للطبرانى : ١٤٢ / ٣٩٤ ; الأمالى للطوسى : ٣٨٧ / ٨٤٩ نحوه ، بحار الأنوار : ٤١ / ١٠٧ / ١٣ وج ٧٩ / ٣١٩ / ١ .

 ٢٦١ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأحوال الخاصّة

٤٤٢٩ ـ الدعاء للطبرانى عن أبى مطر البصرى : كنت مع علىّ  ¼ واشتري قميصاً بثلاثة دراهم ، ولبسه ما بين الركبتين إلي الكعبين ، وقال :

الحمد لله الذى رزقنى من الرِّياش ما أتجمّل به فى الناس ، واُوارى به عورتى .

فقيل له : يا أمير المؤمنين ، شىء ترويه عن نفسك ، أو شىء سمعته من رسول الله  ½ ؟

قال : لا ، بل سمعته من رسول الله  ½ يقوله عند الكسوة(١) .

هـ : عند الأكل والشرب

٤٤٣٠ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ لابنه الحسن  ¼ ـ : يا بُنىّ لا تطعمنّ لقمةً من حارٍّ ولا بارد ، ولا تشربنّ شربةً ولا جرعةً إلاّ وأنت تقول قبل أن تأكله ، وقبل أن تشربه :

"اللهمّ إنّى أسألُك فى أكلى وشربى السلامةَ من وعكه(٢) ، والقوّة به علي طاعتك ، وذكرك وشكرك فيما بقّيته فى بدنى ، وأن تشجّعنى بقوّتها علي عبادتك ، وأن تُلهِمَنى حسنَ التحرُّز من معصيتك" ، فإنّك إن فعلت ذلك أمِنتَ وعثه(٣) وغائلته(٤) .

٤٤٣١ ـ عنه  ¼ ـ عند الأكل والشرب ـ : اللهمّ إنّ هذا من عطائك ، فبارك لنا فيه ،


(١) الدعاء للطبرانى : ١٤٢ / ٣٩٥ ، مسند ابن حنبل : ١ / ٣٣١ / ١٣٥٢ وح ١٣٥٤ ، فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٧١١ / ١٢١٥ كلّها نحوه ، مسند أبى يعلي : ١ / ١٨١ / ٢٩٠ ، المناقب للخوارزمى : ١٢٢ / ١٣٦ ; كشف الغمّة : ١٦٤١ ، بحار الأنوار : ٤٠ / ٣٣٢ / ١٤ .
(٢) الوعْك : الألم يجده الإنسان من شدّة التعب (لسان العرب : ١٥ / ٣٤٦) .
(٣) الوَعْث : فساد الأمر واختلاطه (تاج العروس : ٣ / ٢٧٩) .
(٤) مكارم الأخلاق : ١ / ٣٠٩ / ٩٨٦ ، بحار الأنوار : ٦٦ / ٣٨٠ / ٤٧ .

 ٢٦٢ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأحوال الخاصّة

وسوّغناه ، واخلف لنا خلفاً لما أكلناه أو شربناه ، من غير حول منّا ولا قوّة ، رزقت فأحسنت فلك الحمد ، ربّ اجعلنا من الشاكرين(١) .

٤٤٣٢ ـ عنه  ¼ ـ إذا فرغ من أكل الطعام ـ : الحمد لله الذى كفانا ، وأكرمنا ، وحملنا فى البرّ والبحر ، ورزقنا من الطيّبات ، وفضّلنا علي كثير ممّن خلق تفضيلا ، الحمد لله الذى كفانا المؤونة ، وأسبغ علينا(٢) .

٤٤٣٣ ـ الإمام الباقر  ¼ : كان علىّ  ¼ إذا أفطر جثا علي ركبتيه حتي يوضع الخوان(٣) ، ويقول : اللهمّ لك صمنا ، وعلي رزقك أفطرنا ، فتقبّله منّا ، إنّك أنت السميع العليم(٤) .

٤٤٣٤ ـ عنه  ¼ : جاء قنبر مولي علىّ  ¼ بفطره إليه . . . فأخذ القدح ، فلمّا أراد أن يشرب قال : بسم الله ، اللهمّ لك صمنا ، وعلي رزقك أفطرنا ، فتقبّل منّا ، إنّك أنت السميع العليم(٥) .

و: عند دخول الخلاء

٤٤٣٥ ـ الإمام علىّ  ¼ : علّمنى رسول الله  ½ إذا دخلتُ الكنيف أن أقول : اللهمّ إنّى أعوذ بك من الخبيث المخبث ، النجس الرجس ، الشيطان الرجيم(٦) .


(١) المحاسن : ٢ / ٢١٦ / ١٦٤٨ عن علىّ بن أسباط عن عمّه يعقوب أو غيره رفعه ، بحار الأنوار : ٦٦ / ٣٧٦ / ٣٢ .
(٢) المحاسن : ٢ / ٢١٦ / ١٦٤٨ عن علىّ بن أسباط عن عمّه يعقوب أو غيره رفعه ، بحار الأنوار : ٦٦ / ٣٧٦ / ٣٢ .
(٣) الخِوان : المائدة ، مُعَرّبةٌ (لسان العرب : ١٣ / ١٤٦) .
(٤) الإقبال : ١ / ٢٤٦ ، مصباح المتهجّد : ٦٢٦ / ٧٠٤ .
(٥) تهذيب الأحكام : ٤ / ٢٠٠ / ٥٧٨ عن عبد الله بن ميمون القدّاح عن الإمام الصادق  ¼ .
(٦) الجعفريّات : ١٣ ، النوادر للراوندى : ٢٢٧ / ٤٦٣ ، بحار الأنوار : ٨٠ / ١٨٨ / ٤٤ .

 ٢٦٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأحوال الخاصّة

٤٤٣٦ ـ عنه  ¼ ـ عند الاستنجاء ـ : اللهمّ حصّن فرجى وأعفّه ، واستر عورتى ، وحرّمها علي النار(١) .

٤٤٣٧ ـ الشكر لابن أبى الدنيا عن الأصبغ بن نباتة : كان علىّ  ¼ إذا دخل الخلاء قال : بسم الله الحافظ المؤدِّى(٢) .

ز : عند الخروج من الخلاء

٤٤٣٨ ـ الإمام علىّ  ¼ : علّمنى رسول الله إذا قمت عن الغائط أن أقول : الحمد لله الذى رزقنى لذّة طعامى ومنفعته ، وأماط عنّى أذاه ، يا لَها من نعمة ما أبين فضلها !(٣)

٤٤٣٩ ـ عنه  ¼ ـ أنّه كان إذا خرج من الخلاء قال ـ : الحمد لله الذى رزقنى لذّته ، وأبقي قوّته فى جسدى ، وأخرج عنّى أذاه ، يا لَها من نعمة ! ثلاثاً(٤) .

٤٤٤٠ ـ عنه  ¼ ـ إذا خرج ـ : الحمد لله الذى عافانى فى جسدى ، والحمد لله الذى أماط عنّى الأذي(٥) .


(١) الكافى : ٣ / ٧٠ / ٦ ، تهذيب الأحكام : ١ / ٥٣ / ١٥٣ ، ثواب الأعمال : ٣١ / ١ ، الأمالى للصدوق : ٦٤٩ / ٨٨٣ كلّها عن عبد الرحمن بن كثير ، من لا يحضره الفقيه : ١ / ٤٢ / ٨٤ كلّها عن الإمام الصادق  ¼ وفيها "حرّمنى" بدل "حرّمها" ، بحار الأنوار : ٨٠ / ٣١٩ / ١٢ .
(٢) الشكر لابن أبى الدنيا : ١٩ / ١٣ ; من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٤ / ٤٠ ، تنبيه الخواطر : ٢ / ٢٦ وفيهما "الحمد لله" بدل "بسم الله" .
(٣) الجعفريّات : ٢٩ ، النوادر للراوندى : ٢٣٣ / ٤٨٠ .
(٤) تهذيب الأحكام : ١ / ٢٩ / ٧٧ وص ٣٥١ / ١٠٣٩ كلاهما عن عبد الله بن ميمون القدّاح عن الإمام الصادق عن آبائه (ع) .
(٥) دعائم الإسلام : ١ / ١٠٤ ، بحار الأنوار : ٨٠ / ١٩٣ / ٥١ .

 ٢٦٤ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأحوال الخاصّة

٤٤٤١ ـ من لا يحضره الفقيه : كان  ¼ . . . إذا خرج [من الخلاء] مسح بطنه ، وقال : الحمد لله الذى أخرج عنّى أذاه ، وأبقي فىَّ قوّته ، فيا لَها من نعمة لا يقدر القادرون قدرها !(١)

٤٤٤٢ ـ الشكر لابن أبى الدنيا عن الأصبغ بن نباتة : كان علىّ  ¼ . . . إذا خرج [من الخلاء] مسح بيده بطنه ، ثمّ قال : يا لها من نعمة ، لو يعلم العباد شكرها !(٢) .

ح : عند الوضوء

٤٤٤٣ ـ من لا يحضره الفقيه : كان أمير المؤمنين  ¼ إذا توضّأ قال : بسم الله وبالله ، وخير الأسماء لله ، وأكبر الأسماء لله ، وقاهر لمن فى السماء ، وقاهر لمن فى الأرض ، الحمد لله الذى جعل من الماء كلّ شىء حىّ ، وأحيا قلبى بالإيمان ، اللهمّ تُب علىَّ وطهّرنى ، واقضِ لى بالحُسني ، وأرنى كلّ الذى اُحبّ ، وافتح لى بالخيرات من عندك ، يا سميع الدعاء(٣) .

٤٤٤٤ ـ الإمام علىّ  ¼ : لا يتوضّأ الرجل حتي يسمّى ، يقول قبل أن يمسّ الماء :

بسم الله وبالله ، اللهمّ اجعلنى من التوّابين ، واجعلنى من المتطهّرين .

فإذا فرغ من طهوره قال : أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله(٤) .


(١) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٤ / ٤٠ ، تنبيه الخواطر : ٢ / ٢٦ .
(٢) الشكر لابن أبى الدنيا : ١٩ / ١٣ ، شعب الإيمان : ٤ / ١١٣ / ٤٤٦٨ .
(٣) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٤٣ / ٨٧ .
(٤) الخصال : ٦٢٨ / ١٠ عن أبى بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه (ع) ، المحاسن : ١ / ١١٨ / ١٢٠ عن محمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عنه    ¤ نحوه ، بحار الأنوار : ٨٠ / ٣١٤ / ١ .

 ٢٦٥ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأحوال الخاصّة

٤٤٤٥ ـ عنه  ¼ ـ إذا فرغ من وضوئه ـ : اللهمّ اجعلنى من التوّابين ، واجعلنى من المتطهّرين(١) .

٤٤٤٦ ـ الإمام الصادق  ¼ : بينا أمير المؤمنين  ¼ قاعد ومعه ابنه محمّد ، إذ قال : يا محمّد ، إيتنى بإناء من ماء . فأتاه به فصبّه بيده اليمني علي يده اليسري ، ثمّ قال : الحمد لله الذى جعل الماء طهوراً ولم يجعله نجساً .

ثمّ استنجي فقال : اللهمّ حصّن فرجى وأعفّه ، واستر عورتى ، وحرّمها علي النار .

ثمّ استنشق فقال : اللهمّ لا تحرم علىَّ ريح الجنّة ، واجعلنى ممّن يشمّ ريحها وطيبها وريحانها .

ثمّ تمضمض فقال : اللهمّ أنطق لسانى بذكرك ، واجعلنى ممّن ترضي عنه .

ثمّ غسل وجهه فقال : اللهمّ بيّض وجهى يوم تسودّ فيه الوجوه ، ولا تسوِّد وجهى يوم تبيضّ فيه الوجوه .

ثمّ غسل يمينه فقال : اللهمّ أعطنى كتابى بيمينى والخلد بيسارى .

ثمّ غسل شماله فقال : اللهمّ لا تعطنى كتابى بشمالى ولا تجعلها مغلولة إلي عنقى ، وأعوذ بك من مقطّعات النيران .

ثمّ مسح رأسه فقال : اللهمّ غشّنى برحمتك وبركاتك وعفوك .


(١) الدعاء للطبرانى : ١٤١ / ٣٩٢ عن الحارث ، المصنّف لعبد الرزّاق : ١ / ١٨٦ / ٧٣١ عن سالم بن أبى الجعد عن الإمام علىّ  ¼ قال "إذا توضّأ الرجل فليقل : أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ، اللهمّ . . . " .

 ٢٦٦ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأحوال الخاصّة

ثمّ مسح علي رجليه فقال : اللهمّ ثبّت قدمى علي الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام ، واجعل سعيى فيما يرضيك عنّى .

ثمّ التفت إلي محمّد فقال : يا محمّد ، من توضّأ بمثل ما توضّأت وقال مثل ما قلت خلق الله له من كلّ قطرة ملكاً يقدّسه ويسبّحه ويكبّره ويهلّله ويكتب له ثواب ذلك(١) .

ط : عند دخول المسجد

٤٤٤٧ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ إذا دخل المسجد ـ : بسم الله وبالله ، السلام عليك أيّها النبىّ

ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلي عباد الله الصالحين(٢) .

ى : إذا برز للسفر

٤٤٤٨ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ إذا برز للسفر ـ : أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ، الحمد لله الذى هدانا للإسلام ، وجعلنا من خير اُمّة اُخرجت للناس ، ³ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ  ²  (٣) ، اللهمّ إنّى أعوذ بك من وعثاء(٤) السفر ، وكآبة المنقلب ، وسوء المنظر فى الأهل والمال


(١) الكافى : ٣ / ٧٠ / ٦ ، تهذيب الأحكام : ١ / ٥٣ / ١٥٣ ، الأمالى للصدوق : ٦٤٩ / ٨٨٣ ، المحاسن : ١ / ١١٦ / ١١٨ كلّها عن عبد الرحمن بن كثير ، من لا يحضره الفقيه : ١ / ٤١ / ٨٤ ، بحار الأنوار : ٨٠ / ٣١٨ / ١٢ .
(٢) دعائم الإسلام : ١ / ١٥٠ ، بحار الأنوار : ٨٤ / ٢٣ / ١٢ .
(٣) الزخرف : ١٣ .
(٤) الوعثاء فى السفر : المشقّة والشدّة (تاج العروس : ٣ / ٢٧٨) .

 ٢٦٧ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأحوال الخاصّة

والولد ، اللهمّ أنت الصاحب فى السفر ، والخليفة فى الأهل ، والمستعان علي الأمر ، اطوِ لنا البعيد ، وسهّل لنا الحزونة ، واكفنا المهم ، إنّك علي كلّ شىء قدير(١) .

ك : عند الركوب

٤٤٤٩ ـ عمل اليوم والليلة عن الحارث : أنّه [ عليّاً  ¼ ] خرج من باب القصر ، فوضع رجله فى الغرز(٢) ، فقال : بسم الله . فلمّا استوي علي الدابّة قال : الحمد لله الذى كرّمنا ، وحملنا فى البرّ والبحر ، ورزقنا من الطيّبات ، وفضَّلنا علي كثير ممّن خلق تفضيلا ، سبحان الذى سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين ، وإنّا إلي ربّنا لمنقلبون .

ثمّ قال : ربّ اغفر لى إنّه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت .

ثمّ قال : سمعت رسول الله  ½ يقول : إنّ الله عزّ وجلّ لعجب من عبده إذا قال : ربّ اغفر لى إنّه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت(٣) .

٤٤٥٠ ـ الأمالى للطوسى عن علىّ بن ربيعة الأسدى : ركب علىّ بن أبى طالب  ¼ ، فلّما وضع رجله فى الركاب قال : بسم الله . فلمّا استوي علي الدابّة قال : الحمد لله الذى أكرمنا ، وحملنا فى البرّ والبحر ، ورزقنا من الطيّبات ، وفضّلنا علي كثير ممّن خلق تفضيلا ، ³ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ  ²  . ثمّ سبّح الله


(١) دعائم الإسلام : ١ / ٣٤٧ .
(٢) الغَرْز : رِكاب كُورِ الجمَل إذا كان من جِلد أو خَشَب ، وقيل : هو الكُور مُطلقاً ، مِثل الركاب للسَّرج (النهاية : ٣ / ٣٥٩) .
(٣) عمل اليوم والليلة لابن السنى : ١٧٦ / ٤٩٩ .

 ٢٦٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأحوال الخاصّة

ثلاثاً ، وحمد الله ثلاثاً . وكبّر الله ثلاثاً ثمّ قال : ربّ اغفر لى فإنّه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت .

ثمّ قال : كذا فعل رسول الله  ½ هذا ، وأنا رديفه(١) .

ل : إذا عثرت به دابّته

٤٤٥١ ـ الإمام الباقر  ¼ : كان علىّ  ¼ إذا عثرت به دابّته قال : اللهمّ إنّى أعوذ بك من زوال نعمتك ، ومن تحويل عافيتك ، ومن فجأة نقمتك(٢) .

م : إذا سمع نعى الرجل

٤٤٥٢ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ إذا جاءه نعى الرجل الغائب قال ـ : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، اللهمّ ارفع درجته فى المهتدين ، واخلفه فى تركته فى الغابرين ، ونحتسبه عندك يا ربّ العالمين ، اللهمّ ولا تحرمنا أجره ، ولا تفتنّا بعده(٣) .

ن : إذا صعد علي الصفا

٤٤٥٣ ـ الكافى عن علىّ بن النعمان يرفعه : كان أمير المؤمنين  ¼ إذا صعد الصفا استقبل الكعبة ، ثمّ رفع يدَيه ثمّ يقول :

اللهمّ اغفر لى كلّ ذنب أذنبته قطّ ، فإن عدتُ فعد علىّ بالمغفرة فإنّك أنت الغفور الرحيم . اللهمّ افعل بى ما أنت أهله ، فإنّك إن تفعل بى ما أنت أهله ترحمنى ، وإن تعذّبنى فأنت غنىّ عن عذابى وأنا محتاج إلي رحمتك ، فيا من أنا


(١) الأمالى للطوسى : ٥١٥ / ١١٢٦ ، بحار الأنوار : ٧٦ / ٢٩٥ / ٢٣ وص ٢٩٩ / ٣٨ .
(٢) قرب الإسناد : ٨٤ / ٢٧٥ عن مسعدة بن زياد عن الإمام الصادق  ¼ ، بحار الأنوار : ٧٦ / ٢٩٦ / ٢٤ .
(٣) المصنّف لعبد الرزّاق : ٣ / ٤٨٨ / ٦٤٢٢ ، المصنّف لابن أبى شيبة : ٣ / ٢٤٣ / ١ نحوه وكلاهما عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى .

 ٢٦٩ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأحوال الخاصّة

محتاج إلي رحمته ارحمنى . اللهمّ فلا تفعل بى ما أنا أهله ، فإنّك إن تفعل بى ما أنا أهله تعذّبنى ولم تظلمنى ، أصبحت أتّقى عدلك ولا أخاف جورك . فيا من هو عدل لا يجور ، ارحمنى(١) .

س : عند التهنئة للقادم من مكّة

٤٤٥٤ ـ الإمام علىّ  ¼ : إذا قدم أخوك من مكّة فقبّل بين عينيه . . . وإذا هنّأتموه فقولوا له : قبل الله نسكك ، ورحم سعيك ، وأخلف عليك نفقتك ، ولا جعله آخر عهدك ببيته الحرام(٢) .

ع : عندما مدحه قوم فى وجهه

٤٤٥٥ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ لمّا مدحه قوم فى وجهه ـ : اللهمّ إنّك أعلم بى من نفسى ، وأنا أعلم بنفسى منهم ، اللهمّ اجعلنا خيراً ممّا يظنّون ، واغفر لنا ما لا يعلمون(٣) .

ف : عند النظر فى المرآة

٤٤٥٦ ـ الإمام علىّ  ¼ : إذا نظر أحدكم فى المرآة فليقل : الحمد لله الذى خلقنى فأحسن خلقى ، وصوّرنى فأحسن صورتى ، وزان منّى ما شان من غيرى ، وأكرمنى بالإسلام(٤) .


(١) الكافى : ٤ / ٤٣٢ / ٥ ، تهذيب الأحكام : ٥ / ١٤٧ / ٤٨٢ .
(٢) الخصال : ٦٣٥ / ١٠ عن أبى بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه (ع) ، بحار الأنوار : ٩٩ / ٣٨٥ / ٩ وج ١٠ / ١١٣ / ١ .
(٣) نهج البلاغة : الحكمة ١٠٠ والخطبة ١٩٣ نحوه ، بحار الأنوار : ٣٤ / ٣٤٣ / ١١٦٥ وج ٤١ / ٥٩ / ١٢ .
(٤) الخصال : ٦١٢ / ١٠ عن أبى بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه (ع) ، تحف العقول : ١٠٢ ، بحار الأنوار : ١٠ / ٩١ / ١ .