٢٧٠ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأوقات الخاصّة
٣ / ٣ ـ ١٠ أ : عند الصباح ٤٤٥٧ ـ الإمام الصادق ¼ : إنّ عليّاً صلوات الله عليه وآله كان يقول إذا أصبح : سبحان الله الملك القدّوس ـ ثلاثاً ـ اللهمّ إنّى أعوذ بك من زوال نعمتك ، ومن تحويل عافيتك ، ومن فجأة نقمتك ، ومن درك الشقاء ، ومن شرّ ما سبق فى الليل ، اللهمّ إنّى أسألك بعزّة مُلكك ، وشدّة قوّتك ، وبعظيم سلطانك ، وبقدرتك علي خلقك(١) . ٤٤٥٨ ـ الإمام علىّ ¼ ـ من دعاء له فى الصباح ـ : اللهمّ أحينى وأمتنى علي الكتاب والسُّنّة ، وسلّمنى من الأهواء والبِدعة ، والزيغ والشبهة ، واعصمنى من الحيرة والضلالة ، والحُمق والجهالة ، ومن سوء البلاء والفتنة ، وقلّة الفهم والمعرفة ، واتّصال الغفلة بطول المُدّة ، وغلبة الشهوة ، إنّك لطيفٌ لما تشاء ، يا أرحم الراحمين(٢) . ٤٤٥٩ ـ عنه ¼ ـ كان يقول ـ : اللهمّ إنّى وهذا النهار خلقان من خلقك ، اللهمّ لا تبتلنى به ولا تبتله بى ، اللهمّ ولا تره منّى جرأة علي معاصيك ، ولا ركوباً (١) الكافى : ٢ / ٥٢٧ / ١٦ عن عبد الله بن ميمون ، عدّة الداعى : ٢٥١ من دون اسناد إلي المعصوم وفيه "الكتاب" بدل "الليل" وزاد فيه "و من سوء القضاء" بعد "الشقاء" ، بحار الأنوار : ٨٦ / ٢٨٣ / ٤٦ نقلا عن البلد الأمين ولم نجده فيه . ٢٧١ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأوقات الخاصّة
لمحارمك ، اللهمّ اصرف عنّى الأزل واللأواء(١) والبلوي وسوء القضاء وشماتة الأعداء ومنظر السوء فى نفسى ومالى(٢) . ٤٤٦٠ ـ عنه ¼ : من أصبح ولم يقل هذه الكلمات خيف عليه فوات الرزق ; وهى : الحمد لله الذى عرّفنى نفسه ، ولم يتركنى عميان القلب ، الحمد لله الذى جعلنى من اُمّة محمّد ½ ، الحمد لله الذى جعل رزقى فى يده ولم يجعله فى أيدى الناس ، الحمد لله الذى ستر عورتى ولم يفضحنى بين الناس(٣) . ب : عند المساء ٤٤٦١ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى المساء ـ : أصبحنا لله شاكرين ، وأمسينا لله حامدين ، فلك الحمد كما أمسينا لك مسلمين سالمين(٤) . ج : فى جوف الليل ٤٤٦٢ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى جوف الليل ـ : إلهى كم من موبقة حملت عنّى فقابلتها بنعمتك ، وكم من جريرة تكرّمت عن كشفها بكرمك ، إلهى إن طال فى عصيانك عُمرى ، وعظم فى الصحُف ذنبى ، فما أنا مُؤمِّل غير غفرانك ، ولا أنا براج غير رضوانك . . . إلهى اُفكِّر فى عفوك فتهون علىَّ خطيئتى ، ثمّ أذكر العظيم (١) اللأواء : الشدّة وضيق المعيشة (لسان العرب : ١٥ / ٢٣٨) . إرجاعات
٣٠٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته في تعقيب الصلوات
٢٧٢ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأوقات الخاصّة
من أخذك فتعظم علىّ بليّتى . . . آه إن أنا قرأت فى الصحف سيّئةً أنا ناسيها وأنت مُحصيها ! فتقول : خذوه ، فيا لَه من مأخوذ لا تُنجيه عشيرته ، ولا تنفعه قبيلته ! يرحمه الملأ إذا اُذن فيه بالنداء . . . آه من نار تُنضج الأكباد والكلي ! آه من نار نزّاعة للشوي ! آه من غمرة من مُلهبات(١) لظي !(٢) . د : ليلة الجمعة ٤٤٦٣ ـ الإقبال : ومن الدعوات فى هذه الليلة ما رويناه بإسنادنا إلي جدّى أبى جعفر الطوسىّ قال : روى أنّ كميل بن زياد النخعىّ رأي أمير المؤمنين ¼ ساجداً يدعو بهذا الدعاء فى ليلة النصف من شعبان . أقول : ووجدت فى رواية اُخري ما هذا لفظها : قال كميل بن زياد : كنت جالساً مع مولاى أمير المؤمنين ¼ فى مسجد البصرة ومعه جماعة من أصحابه ، فقال بعضهم : ما معني قول الله عزّ وجلّ : ³ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ² (٣) ؟ قال ¼ : ليلة النصف من شعبان ، والذى نفس علىّ بيده ! إنّه ما من عبد إلاّ وجميع ما يجرى عليه من خير وشرٍّ مقسوم له فى ليلة النصف من شعبان إلي آخر السنة فى مثل تلك الليلة المقبلة ، وما من عبد يُحييها ويدعو بدعاء الخضر ¼ إلاّ اُجيب له . (١) وفى نسخة : "لهبات" . إرجاعات
٢٠٤ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام العابدين / قصص من عبادته
٢٧٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأوقات الخاصّة
فلمّا انصرف طرقته ليلا ، فقال ¼ : ما جاء بك يا كميل ؟ قلت : يا أمير المؤمنين دعاء الخضر ! فقال : اجلس يا كميل ، إذا حفظت هذا الدعاء فادعُ به كلَّ ليلة جمعة ، أو فى الشهر مرّة ، أو فى السنة مرّة ، أو فى عُمرك مرّة ، تُكفّ وتُنصر وترزق ولن تعدم المغفرة . يا كميل أوجب لك طولُ الصحبة لنا أن نجود لك بما سألت ، ثمّ قال : اكتب : اللهمّ إنّى أسألك برحمتك التى وسعت كُلّ شىء ، وبقوّتك التى قهرت بها كلّ شىء ، وخضع لها كُلّ شىء ، وذلّ لها كلّ شىء ، وبجبروتك التى غلبت بها كلّ شىء ، وبعزّتك التى لا يقوم لها شىء ، وبعظمتك التى ملأت أركان كلّ شىء ، وبسلطانك الذى علا كلّ شىء ، وبوجهك الباقى بعد فناء كلّ شىء ، وبأسمائك التى غَلَبَت(١) أركان كلّ شىء ، وبعلمك الذى أحاط بكلّ شىء ، وبنور وجهك الذى أضاء له كلّ شىء ، يا نور يا قُدّوس ، يا أوّل الأوّلين ، ويا آخر الآخرين . اللهمّ اغفر لى الذنوب التى تهتك العصم ، اللهمّ اغفر لى الذنوب التى تُنزل النقم ، اللهمّ اغفر لى الذنوب التى تغيِّر النِّعم ، اللهمّ اغفر لى الذنوب التى تحبس الدعاء ، اللهمّ اغفر لى الذنوب التى تُنزل البلاء [اللهمّ اغفر لى الذنوب التى تقطع الرجاء](٢) ، اللهمّ اغفر لى كلّ ذنب أذنبته ، وكلّ خطيئة أخطأتها . اللهمّ إنّى أتقرّب إليك بذكرك ، وأستشفع بك إلي نفسك ، وأسألك بجودك أن تدنينى من قربك ، وأن توزعنى شكرك ، وأن تُلهمنى ذكرك . (١) وفى نسخة : "عَلَت" . ٢٧٤ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأوقات الخاصّة
اللهمّ إنّى أسألك سُؤال خاضع مُتذلّل خاشع ، أن تسامحنى وترحمنى ، وتجعلنى بقسمك راضياً قانعاً ، وفى جميع الأحوال مُتواضعاً . اللهمّ وأسألك سؤال من اشتدّت فاقته ، وأنزل بك عند الشدائد حاجته ، وعظم فيما عندك رغبته . اللهمّ عظم سُلطانك ، وعلا مكانك ، وخفى مكرك ، وظهر أمرك ، وغلب جُندك(١) ، وجرت قُدرتك ، ولا يمكن الفرار من حكومتك . اللهمّ لا أجد لذنوبى غافراً ، ولا لقبائحى ساتراً ، ولا لشىء من عملى القبيح بالحسن مُبدّلا غيرك لا إله إلاّ أنت سبحانك وبحمدك ، ظلمت نفسى وتجرّأت بجهلى ، وسكنت إلي قديم ذكرك لى ، ومنّك علىّ . اللهمّ مولاى كم من قبيح سترته ، وكم من فادح من البلاء أقلته ، وكم من عثار وقيته ، وكم من مكروه دفعته ، وكم من ثناء جميل لست أهلا له نشرته ! اللهمّ عظم بلائى ، وأفرط بى سُوء حالى ، وقصرت بى أعمالى ، وقعدت بى أغلالى ، وحبسنى عن نفعى بُعد آمالى(٢) ، وخدعتنى الدنيا بغرورها ، ونفسى بخيانتها(٣) ومطالى يا سيّدى ، فأسألك بعزّتك أن لا يحجب عنك دُعائى سوءُ عملى وفعالى ، ولا تفضحنى بخفىّ ما اطّلعت عليه من سريرتى ، ولا تعاجلنى بالعقوبة علي ما عملته فى خلواتى من سوء فعلى وإساءتى ، ودوام تفريطى وجهالتى ، وكثرة شهواتى وغفلتى . وكُن اللهمّ بعزّتك لى فى كلّ الأحوال رؤوفاً ، (١) وفى نسخة : "قهرك" . ٢٧٥ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأوقات الخاصّة
وعلىّ فى جميع الاُمور عطوفاً . إلهى وربّى من لى غيرك أسأله كشف ضُرّى ، والنظر فى أمرى . إلهى ومولاى أجريت علىَّ حكماً اتّبعت فيه هوي نفسى ، ولم أحترس من تزيين عدوّى ، فغرّنى بما أهوي ، وأسعده علي ذلك القضاء ، فتجاوزت بما جري علىَّ من ذلك من نقض(١) حدودك ، وخالفت بعض أوامرك ، فلك الحمدُ علىَّ فى جميع ذلك ، ولا حجّة لى فيما جري علىَّ فيه قضاؤك ، وألزمنى حُكمُك وبلاؤك . وقد أتيتك يا إلهى بعد تقصيرى وإسرافى علي نفسى ، مُعتذراً نادماً منكسراً ، مستقيلا مستغفراً مُنيباً ، مُقرّاً مذعناً معترفاً ، لا أجد مفرّاً ممّا كان منّى ، ولا مفزعاً أتوجّه إليه فى أمرى ، غير قبولك عُذرى ، وإدخالك إيّاى فى سعة من رحمتك . إلهى فاقبل عُذرى ، وارحم شدّة ضرّى ، وفكّنى من شدّ وثاقى . يا ربّ ارحم ضعف بدنى ، ورقّة جلدى ، ودقّة عظمى ، يا من بدأ خلقى وذكرى وتربيتى وبرّى وتغذيتى ، هبنى لابتداء كرمك ، وسالف برّك بى . إلهى وسيّدى وربّى ، أ تراك معذّبى بالنار بعد توحيدك ، وبعدما انطوي عليه قلبى من معرفتك ، ولهج به لسانى من ذكرك ، واعتقده ضميرى من حبّك ، وبعد صدق اعترافى ودعائى خاضعاً لربوبيّتك ، هيهات أنت أكرم من أن تُضيِّع من ربّيته ، أو تُبعد من أدنيته ، أو تشرّد من آويته ، أو تُسلّم إلي البلاء من كفيته ورحمته ! ٢٧٦ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأوقات الخاصّة
وليت شعرى يا سيّدى وإلهى ومولاى ! أ تُسلّط النار علي وجوه خرّت لعظمتك ساجدة ، وعلي ألسن نطقت بتوحيدك صادقة ، وبشكرك مادحةً ، وعلي قُلوب اعترفت بإلهيتك محقّقة ، وعلي ضمائرَ حوت من العلم بك حتي صارت خاشعة ، وعلي جوارحَ سعت إلي أوطان تعبّدك طائعة ، وأشارت باستغفارك مُذعنة ؟ ! ما هكذا الظنّ بك ، ولا اُخبرنا بفضلك عنك ، يا كريم ، يا ربّ وأنت تعلم ضعفى عن قليل من بلاء الدنيا وعقوباتها ، وما يجرى فيها من المكاره علي أهلها ، علي أنّ ذلك بلاء ومكروه قليلٌ مكثه ، يسيرٌ بقاؤه ، قصيرٌ مدّته ، فكيف احتمالى لبلاء الآخرة ، وجليل وقوع المكاره فيها ؟ ! وهو بلاءٌ تطول مدّته ، ويدوم مقامه ، ولا يخفّف عن أهله ، لأنّه لا يكون إلاّ عن غضبك وانتقامك وسخطك ، وهذا ما لا تقوم له السماوات والأرض ، يا سيّدى فكيف بى وأنا عبدك الضعيف ، الذليل الحقير ، المسكين المستكين ؟ ! يا إلهى وربّى وسيّدى ومولاى ، لأىّ الاُمور إليك أشكو ، ولما منها أضجُّ وأبكى ؟ ! لأليم العذاب وشدّته ، أم لطول البلاء ومدّته ، فلئن صيّرتنى فى العقوبات(١) مع أعدائك ، وجمعت بينى وبين أهل بلائك ، وفرّقت بينى وبين أحبّائك وأوليائك ، فهبنى ـ يا إلهى وسيّدى ومولاى وربّى ـ صبرت علي عذابك ، فكيف أصبر علي فراقك ؟ وهبنى صبرت علي حرّ نارك ، فكيف أصبر عن النظر إلي كرامتك ؟ أم كيف أسكن فى النار ورجائى عفوك ؟ ! فبعزّتك ـ يا سيّدى ومولاى ـ اُقسم صادقاً ، لئن تركتنى ناطقاً لأضجّنّ إليك بين أهلها ضجيج الآملين ، ولأصرخنّ إليك صراخ المستصرخين ، ولأبكينّ ٢٧٧ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأوقات الخاصّة
عليك بكاء الفاقدين ، ولاُنادينّك أين كنت يا ولىّ المؤمنين ؟ ! يا غاية آمال العارفين ، يا غياث المستغيثين ، يا حبيب قلوب الصادقين ، ويا إله العالمين ! أ فتراك ـ سبحانك يا إلهى وبحمدك ـ تسمع فيها صوت عبد مسلم سجن فيها بمخالفته ، وذاق طعم عذابها بمعصيته ، وحُبس بين أطباقها بجرمه وجريرته ، وهو يضجّ إليك ضجيح مُؤمِّل لرحمتك ، ويُناديك بلسان أهل توحيدك ، ويتوسّل إليك بربوبيّتك ؟ ! يا مولاى فكيف يبقي فى العذاب وهو يرجو ما سلف من حلمك ؟ ! أم كيف تُؤلمهُ النار وهو يأملُ فضلك ورحمتك ؟ ! أم كيف تحرقه لَهْبُها(١) وأنت تسمع صوته وتري مكانه ؟ أم كيف يشتمل عليه زفيرها وأنت تعلم ضعفه ؟ أم كيف يتقلقل(٢) بين أطباقها وأنت تعلم صدقه ؟ أم كيف تزجره زبانيتها وهو يُناديك يا ربّه ؟ أم كيف يرجو فضلك فى عتقه منها فتتركه فيها(٣) ؟ هيهات ما ذلك الظنُّ بك ، ولا المعروف من فضلك ، ولا مشبهٌ لما عاملت به الموحّدين من برّك وإحسانك ! فباليقين أقطع لولا ما حكمت به من تعذيب جاحديك ، وقضيت به من إخلاد معانديك ، لجعلت النار كلّها برداً وسلاماً ، وما كان لأحد فيها مقرّاً ولا مقاماً ، لكنّك تقدّست أسماؤك أقسمت أن تملأها من الكافرين ، من الجنّة والناس أجمعين ، وأن تُخلّد فيها المعاندين ، وأنت جلّ ثناؤك قُلت مُبتدئاً وتطوّلت (١) وفى نسخة : "لَهيبُها" . ٢٧٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأوقات الخاصّة
بالإنعام مُتكرّماً ³ أَ فَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لاَّ يَسْتَوُونَ ² (١) . إلهى وسيّدى فأسألك بالقدرة التى قدّرتها ، وبالقضيّة التى حتمتها وحكمتها ، وغلبت مَن عليه أجريتها ، أن تهبَ لى فى هذه الليلة ، وفى هذه الساعة كُلّ جرم أجرمته ، وكلّ ذنب أذنبته ، وكلّ قبيح أسررته ، وكلّ جهل عملته ، كتمته أو أعلنته ، أخفيته أو أظهرته ، وكلّ سيّئة أمرت بإثباتها الكرام الكاتبين ، الذين وكّلتهم بحفظ ما يكون منّى ، وجعلتهم شهوداً علىّ مع جوارحى ، وكُنت أنت الرقيب علىَّ من ورائهم ، والشاهد لما خفى عنهم ، وبرحمتك أخفيته ، وبفضلك سترته . وأن توفّر حظّى من كلّ خير تُنزله(٢) ، أو إحسان تُفضّله(٣) ، أو برٍّ تنشره(٤) أو رزق تبسطه(٥) ، أو ذنب تغفره ، أو خطاً تسترُه . يا ربّ يا ربّ يا ربّ ، يا إلهى وسيّدى ومولاى ومالك رقّى ، يا من بيده ناصيتى ، يا عليماً بضرِّى(٦) ومسكنتى ، يا خبيراً بفقرى وفاقتى . يا ربّ يا ربّ يا ربّ ، أسألك بحقّك وقُدسك وأعظم صفاتك ، وأسمائك ، أن تجعل أوقاتى فى الليل النهار بذكرك معمورةً ، وبخدمتك موصولةً ، وأعمالى عندك مقبولةً ، حتي تكون أعمالى وأورادى(٧) كُلّها ورداً واحداً ، وحالى فى خدمتك سرمداً . (١) السجدة : ١٨ . ٢٧٩ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأوقات الخاصّة
يا سيّدى يا من عليه مُعوّلى ، يا من إليه شكوت أحوالى . يا ربّ يا ربّ يا ربّ ، قوِّ علي خدمتك جوارحى ، واشدد علي العزيمة جوانحى ، وهب لى الجدّ فى خشيتك والدوام فى الاتّصال بخدمتك ، حتي أسرح إليك فى ميادين السابقين ، واُسرع إليك فى المبادرين(١) ، وأشتاق إلي قُربك فى المشتاقين ، وأدنو منك دُنوّ المخلصين ، وأخافك مخافة الموقنين ، وأجتمع فى جوارك مع المؤمنين . اللهمّ ومن أرادنى بسوء فأرده ، ومن كادنى فكده ، واجعلنى من أحسن عبادك نصيباً عندك ، وأقربهم منزلةً منك ، وأخصّهم زُلفةً لديك ، فإنّه لا يُنال ذلك إلاّ بفضلك ، وجُد لى بجودك ، واعطف علىّ بمجدك ، واحفظنى برحمتك ، واجعل لسانى بذكرك لهجاً ، وقلبى بحبّك مُتيّماً ، ومُنَّ علىَّ بحسن إجابتك ، وأقلنى عثرتى ، واغفر زلّتى ، فإنّك قضيت علي عبادك بعبادتك ، وأمرتهم بدُعائك ، وضمنت لهم الإجابة . فإليك يا ربّ نصبت وجهى ، وإليك يا ربّ مددت يدى ، فبعزّتك استجب لى دعائى ، وبلّغنى مُناى ، ولا تقطع من فضلك رجائى ، واكفنى شرّ الجنّ والإنس من أعدائى ، يا سريع الرضا اغفر لمن لا يملك إلاّ(٢) الدعاء فإنّك فعّال لما تشاء . يا من اسمه دواء ، وذكره شفاء ، وطاعته غني ، ارحم من رأس ماله الرجاء ، وسلاحه البُكاء . يا سابغ النعم يا دافع النقم ، يا نور المستوحشين فى الظُلم ، يا عالماً لا يُعلّم ، صلِّ علي مُحمّد وآل محمّد وافعل بى ما أنت أهلهُ ، وصلّي الله ٢٨٠ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأوقات الخاصّة
علي محمّد(١) والأئمّة الميامين من آله وسلّم تسليماً(٢) . هـ : يوم الجمعة ٤٤٦٤ ـ الإمام علىّ ¼ ـ من دعاء له فى يوم الجمعة وهو دعاء عظيم ـ : الحمد لله الذى لا من شىء كان ، ولا من شىء كوّن ما قد كان ، مُستشهدٌ بحدوثِ الأشياء علي أزليّته ، وبما وسمها به من العجز علي قُدرته ، وبما اضطرّها إليه من الفناء علي دوامه . لم يخلُ منه مكان فيدرك بأينيّته ، ولا لهُ شبح مثال فيوصف بكيفيّته ، ولم يغب عن شىء فيُعلَم بحيثيّته ، مُبائنٌ لجميع ما أحدث فى الصفات ، وممتنعٌ عن الإدراك بما ابتدعَ من تصرّف الذوات ، وخارجٌ بالكبرياء والعظمة من جميع تصرّف الحالات . محرّمٌ علي بوارع ثاقبَات الفطن تجديده ، وعلي عوامق ثاقبات الفكر تكييفه ، وعلي غوائص سابحات النظر تصويره ، ولا تحويه الأماكن لعظمته ، ولا تذرعه المقادير لجلاله ، ولا تقطعه المقاييس لكبريائه . ممتنع عن الأوهام أن تكتنهه ، وعن الأفهام أن تستغرقه ، وعن الأذهان أن تُمثِّله . قد يئست عن الاستنباط(٣) الإحاطة به طوامحُ العقول ، ونضبت عن الإشارة (١) فى مصباح المتهجّد : "رسوله" بدل "محمّد" . ٢٨١ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأوقات الخاصّة
إليه بالاكتناه بحارُ العلوم ، ورجعت بالصغر من السموّ إلي وصف قدرته لطائفُ الخصوم . واحدٌ لا من عدد ، ودائم لا بأمد ، وقائم لا بعمد . ليس بجنس فتعادله الأجناسُ ، ولا بشبح فتضارعه الأشباحُ ، ولا كالأشياء فتقع عليه الصفاتُ . قد ضلّت العقول فى أمواج تيّار إدراكه ، وتحيّرت الأوهام عن إحاطة ذكر أزليّته ، وحصرت الأفهام عن استشعار وصف قدرته ، وغرقت الأذهان فى لجج أفلاك ملكوته . مقتدرٌ بالآلاء ، ممتنع بالكبرياء ، ومُتملِّك علي الأشياء ، فلا دهر يُخلقه ، ولا وصف يُحيط به . قد خضعت له رقاب الصعاب فى محلّ تُخوم قرارها ، وأذعنت له رواصن الأسباب فى منتهي شواهق أقطارها . مستشهدٌ بكلّية الأجناس علي ربوبيّته ، وبعجزها عن قدرته ، وبفطورها علي قِدمته ، وبزوالها علي بقائه ، فلا لها محيصٌ عن إدراكه إيّاها ، ولا خروج عن إحاطته بها ، ولا احتجاب عن إحصائه لها ، ولا امتناع من قدرته عليها . كفي بإتقان الصنع له آيةً ، وبتركيب الطبع عليه دلالةً ، وبحدوث الفطر عليه قِدمةً ، وبإحكام الصنعة عليه عبرةً ، فلا إليه حدّ منسوبٌ ، ولا له مثلٌ مضروب ، ولا شىء عنه بمحجوب ، تعالي عن ضرب الأمثال له والصفات المخلوقة علوّاً كبيراً . وسبحان الله الذى خلق الدنيا للفناء والبيود ، والآخرة للبقاء والخلود ! وسبحان الله الذى لا ينقصه ما أعطي فأسني ، وإن جاز المدي فى المُني ، وبلغ ٢٨٢ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأوقات الخاصّة
الغاية القُصوي ، ولا يجور فى حكمه إذا قضي ! وسبحان الله الذى لا يُردُّ ما قضي ، ولا يُصرف ما أمضي ، ولا يمنع ما أعطي ، ولا يهفو ولا ينسي ، ولا يعجلُ بل يمهل ويعفو ، ويغفر ويرحم ويصبر ، ولا يُسأل عمّا يفعل وهم يُسألون ! ولا إله إلاّ الله الشاكر للمطيع له ، المُملى للمشرك به ، القريب ممّن دعاه علي حال بعده ، والبرّ الرحيم بمن لجأ إلي ظلّه واعتصم بحبله . ولا إله إلاّ الله المُجيب لمن ناداه بأخفض صوته ، السميع لمن ناجاه لأغمض سرّه ، الرؤوف بمن رجاه لتفريج همّه ، القريب ممّن دعاه لتنفيس كربه وغمّه . ولا إله إلاّ الله الحليم عمّن ألحد فى آياته ، وانحرف عن بيّناته ، ودان بالجحود فى كلّ حالاته . والله أكبر القاهر للأضداد ، المُتعالى عن الأنداد ، المتفرّد بالمنّة علي جميع العباد . والله أكبر المُحتجب بالملكوت والعزّة ، المتوحّد بالجبروت والقدرة ، المتردِّى بالكبرياء والعظمة . والله أكبر المتقدّس بدوام السلطان والغالب بالحجّة والبرهان ، ونفاذ المشيّة فى كلّ حين وأوان . اللهمّ صلِّ علي محمّد عبدك ورسولك ، وأعطه اليوم أفضل الوسائل وأشرف العطاء ، وأعظم الحِباء والمنازل ، وأسعد الجدود(١) ، وأقرّ الأعين(٢) . اللهمّ صلِّ علي محمّد وآل محمّد ، الذين أمرت بطاعتهم ، وأذهبت عنهم الرجس وطهّرتهم تطهيراً . اللهمّ صلِّ علي محمّد وآل محمّد ، الذين ألهمتهم عِلمك ، واستحفظتهم (١) الجَدُّ : الحظُّ والسعادة والغِنَي (النهاية : ١ / ٢٤٤) . ٢٨٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأوقات الخاصّة
كُتُبك(١) واسترعيتهم عبادك . اللهمّ صلِّ علي محمّد عبدك ورسولك وحبيبك وخليلك ، وسيّد الأوّلين والآخرين ، من الأنبياء والمرسلين ، والخلق أجمعين ، وعلي آله الطيّبين ، الذين أمرت بطاعتهم ، وأوجبت علينا حقّهم ومودّتهم(٢) . اللهمّ إنّى أسألك سُؤال وجل من انتقامك ، حاذر من نقمتك ، فزع إليك منك ، لم يجد لفاقته مُجيراً غيرك ، ولا آمناً [لخوفه](٣) غير فِنائك ، وتطوّلك سيّدى ومولاى علي طول(٤) معصيتى لك ، أقصدنى إليك ، وإن كانت سبقتنى الذنوب وحالت بينى وبينك ; لأنّك عمادُ المعتمد ، ورصد المرتصد ، لا تنقصك المواهب ، ولا تُغيضك المطالب ، فلك المننُ العِظام ، والنِعم الجسام(٥) . يا من لا تنقص خزائنه ، ولا يبيد ملكه ، ولا تراه العيون ، ولا تعزب منه حركةٌ ولا سكون . لم تزل ولا تزال ، لا يتواري عنك متوار فى كنين(٦) أرض ولا سماء ولا تخوم ، تكفّلت بالأرزاق يا رزّاق ، وتقدَّست عن أن تتناولك الصفات ، وتعزّزت عن أن تُحيط بك تصاريف اللغات ، ولم تكن مستحدثاً فتوجد متنقلا عن حالة إلي حالة ، بل أنت الفرد الأوّل والآخر ذو العزّ القاهر ، جزيل العطاء ، سابغ النعماء ، أحقّ من تجاوز وعفا عمّن ظلم وأساء . (١) فى بحار الأنوار : "كتابك". ٢٨٤ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأوقات الخاصّة
بكلّ لسان إلهى تُمجَّد ، وفى الشدائد عليك يعتمد ، فلك الحمد والمجد ; لأنّك المالك الأبد ، والربّ السرمد . أتقنت إنشاءَ البرايا ، فأحكمتها بلطف التقدير ، وتعاليت فى ارتفاع شأنك عن أن ينفذ فيك حكم التغيير ، أو يُحتال منك بحال يصفك به الملحد إلي تبديل ، أو يوجد فى الزيادة والنقصان مساغٌ فى اختلاف التحويل ، أو تلتثق(١) سحائب الإحاطة بك فى بحور همم الأحلام ، أو تمتثل لك منها جبلة تضلّ فيها رويّات الأوهام . فلك مولاى ، انقاد الخلق مستخذئين بإقرار الربوبيّة ، ومعترفين خاضعين بالعبوديّة . سبحانك ما أعظم شأنك ، وأعلي مكانك ، وأنطق بالصدق برهانك ، وأنفذ أمرك ، وأحسن تقديرك ! سمكت السماء فرفعتها ، ومهّدت الأرض ففرشتها ، وأخرجت منها ماءاً ثجّاجاً(٢) ، ونباتاً رجراجاً(٣) ، فسبّحك نباتها ، وجرت بأمرك مياهها وقاما علي مستقرّ المشيّة كما أمرتهما . فيا من تعزّز بالبقاء ، وقهر عباده بالفناء ، أكرم مثواى ، فإنّك خير منتجع(٤) لكشف الضرّ . يا من هو مأمول فى كلّ عسر ، ومرتجي لكلّ يسر ، بك أنزلتُ اليوم حاجتى ، وإليك أبتهل فلا تردّنى خائباً ممّا رجوت ، ولا تحجب دعائى عنك إذ فتحته لى فدعوت ، وصلّ علي محمّد وآل محمّد ، وارزقنى من فضلك الواسع (١) اللَّثَقُ : البَلَل (النهاية : ٤ / ٢٣١) . ٢٨٥ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأوقات الخاصّة
رزقاً واسعاً سائغاً حلالا طيّباً هنيئاً مريئاً لذيذاً فى عافية . اللهمّ اجعل خير أيّامى يوم ألقاك ، واغفر لى خطاياى فقد أوحشَتنى ، وتجاوز عن ذنوبى فقد أوبقتنى(١) ، فإنّك مجيبٌ مثيبٌ رقيبٌ قريبٌ قادرٌ غافرٌ قاهرٌ رحيمٌ كريمٌ قيّومٌ ، وذلك عليك يسيرٌ وأنت أحسن الخالقين . اللهمّ افترضت علىَّ للآباء والاُمّهات حقوقاً فعظّمتهنّ ، وأنت أولي مَن حطّ الأوزار وخفّفها وأدّي الحقوق عن عبيده ، فاحتملهنّ عنّى إليهما واغفر لهما كما رجاك كلّ موحّد مع المؤمنين والمؤمنات والإخوة والأخوات ، وألحقنا وإيّاهم بالأبرار ، وأبح لنا ولهم جنّاتك مع النجباء الأخيار ، إنّك سميع الدعاء ، وصلّي الله علي النبىّ محمّد وعترته الطيّبين وسلّم تسليماً(٢) . و: إذا نظر إلي الهلال ٤٤٦٥ ـ الإمام علىّ ¼ ـ إذا نظر إلي الهلال ـ : اللهمّ اجعلنا أهدي مَن نظر إليه ، وأزكي مَن طلع عليه(٣) . ٤٤٦٦ ـ عنه ¼ ـ إذا نظر إلي الهلال ـ : اللهمّ إنّى أسألك خير هذا الشهر ، فتحه ونصره وبركته وطهوره ورزقه ونوره(٤) . ٤٤٦٧ ـ الإمام الصادق ¼ : كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه إذا أهلَّ هلال شهر (١) أوبَقه : أهلكه (لسان العرب : ١٠ / ٣٧٠) . ٢٨٦ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأوقات الخاصّة
رمضان أقبل إلي القبلة ، ثمّ قال : اللهمّ أهلّه علينا بالأمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، والعافية المجلّلة ، اللهمّ ارزقنا صيامه وقيامه ، وتلاوة القرآن فيه ، اللهمّ سَلِّمه لنا وتسلَّمه مِنّا وسلّمنا فيه(١) . ٤٤٦٨ ـ الإمام علىّ ¼ ـ من قوله عند رؤية الهلال ـ : أيّها الخلق المطيع ، الدائب السريع ، المتردّد فى فلك التدبير ، المتصرّف فى منازل التقدير ، آمنت بمن نوّر بك الظلم ، وأضاء بك البهم ، وجعلك آية من آيات سلطانه ، وامتهنك بالزيادة والنقصان ، والطلوع والاُفول ، والإنارة والكسوف ، فى كلّ ذلك أنت له مطيع ، وإلي إرادته سريع . سبحانه ما أحسن ما دبّر ، وأتقن ما صنع فى ملكه ! وجعلك الله هلال شهر حادث لأمر حادث ، جعلك الله هلال أمن وإيمان ، وسلامة وإسلام ، هلال أمنة من العاهات ، وسلامة من السيّئات ، اللهمّ اجعلنا أهدي مَن طلع عليه ، وأزكي مَن نظر إليه ، وصلّي الله علي محمّد وآله ، اللهمّ افعل بى كذا وكذا ، يا أرحم الراحمين(٢) . ٤٤٦٩ ـ عنه ¼ ـ كان إذا نظر إلي الهلال قال ـ : أيّها الخلق المطيع لله ، الدائر السريع ، المتردّد فى منازل التقدير ، المتصرّف فى فلك التدبير ، آمنتُ بمن نوّر بك الظُّلم ، وأوضح بك البُهَم ، وجعلك آيةً من آيات مُلكه ، وعلامةً من علامات سلطانه . فامتهنك بالزيادة والنقصان ، والطلوع والاُفول ، والإنارة والكسوف ، (١) الكافى : ٤ / ٧٣ / ٤ ، تهذيب الأحكام : ٤ / ١٩٧ / ٥٦٣ كلاهما عن عمرو بن شمر ، مصباح المتهجّد : ٥٤١ / ٦٢٦ من دون إسناد إلي المعصوم . ٢٨٧ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأوقات الخاصّة
فى كلّ ذلك أنت له مطيع ، وإلي إرادته سريع . سبحانه فما أعجب ما دبّر فى أمرك ، وألطف ما صنع فى شأنك ! جعلك مفتاح شهر لأمر حادث ، جعلك الله هلال بركة لا تمحقه الأيّام ، وطهارة لا تدلِّسه الأعوام ، هلال أمنة من الآفات ، وسلامة من السيّئات ، هلال سعد لا نحس فيه ، ويمنٌ لا نكد فيه ، ويُسر لا يمازجه عُسر ، وخير لا يشوبه شرّ ، هلال أمن وإيمان ونعمة وإحسان ، وسلامة وإسلام . اللهمّ اجعلنا من أرضي من طلع عليه ، وأزكي من نظر إليه ، وأسعد من تعبّد لك فيه ! اللهمّ وفّقنا للتوبة ، واعصمنا من الحوبة(١) ، وأوزعنا شكر النِّعمة ، وألبسنا خير العافية ، وأتمم علينا باستكمال طاعتك فيه المِنّة لك إنّك المنّان الحميد(٢) . ز : إذا نظر إلي الشمس ٤٤٧٠ ـ الإمام علىّ ¼ ـ إذا نظر إلي الشمس ـ : أيّتها الشمس البديعة التصوير ، المعجزة التقدير ، التى جُعلت سراجاً للأبصار نفعاً بسكّان الأمصار ، شروقك حياة وغروبك وفاةٌ ، إن طلعت بأمر عزيز ، وإن رجعت إلي مستقرّ حريز ، أسأل الذى زيَّن بك السماء ، وألبسك الضياء ، وصدّع لك أركان المطالِع ، وحجبك بالشعاع اللامع ، فلا يُشرف بك شيءٌ إلاّ امتحق(٣) ، ولا يواجهك بشرٌ إلا احترق ، أن يهب لنا بك من الصحّة ودفع العلّة ، وردّ الغُربة وكشف الكُربة ، وأن يقينا من (١) الحَوبة : الحاجَة (النهاية : ١ / ٤٥٥) . ٢٨٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأوقات الخاصّة
الزلل ، ومتابعة الهوي ، ومصاحبة الردي ، وأن يمُنَّ علينا من العمر بأطوله ، ومن العمل بأفضله ، وأن يجعلك لقضاء جديد سعيد ، يؤذِن بلباس الصحّة ، ويضمن دفاع النقمة . اللهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد ، وأتمم علينا آلآءك التى أوليتنيها ، واحرس علينا عوارفك التى أسديتنيها ، إنّك ولىّ الإحسان ، وواهب الامتنان ، ذو الطول الشديد ، فعّالٌ لما يريد ، والحمد لله ربّ العالمين ، وهو حسبنا ونِعْم الوكيل(١) . ح : كلّ يوم من رجب ٤٤٧١ ـ الإمام علىّ ¼ : اللهمّ يا ذا المنن السابغة ، والآلاء الوازعة ، والرحمة الواسعة ، والقدرة الجامعة ، والنعم الجسيمة ، والمواهب العظيمة ، والأيادى الجميلة ، والعطايا الجزيلة ، يا من لا ينعت بتمثيل ، ولا يمثل بنظير ، ولا يغلب بظهير ، يا من خلق فرزق ، وألهم فأنطق ، وابتدع فشرع ، وعلا فارتفع ، وقدّر فأحسن ، وصوّر فأتقن ، واحتجّ فأبلغ ، وأنعم فأسبغ ، وأعطي فأجزل ، ومنح فأفضل ، يا من سما فى العزّ ففات خواطر الأبصار ، ودنا فى اللطف فجاز هواجس الأفكار ، يا من توحّد بالملك فلا ندّ له فى ملكوت سلطانه ، وتفرّد بالكبرياء والآلاء ، فلا ضدّ له فى جبروت شأنه ، يا من حارت فى كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام ، وانحسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار الأنام ، يا ٢٨٩ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأوقات الخاصّة
من عنت الوجوه لهيبته ، وخضعت الرقاب لعظمته ، ووجلت القلوب من خيفته . أسألك بهذه المدحة التى لا تنبغى إلاّ لك ، وبما وأيت به علي نفسك لداعيك من المؤمنين ، وبما ضمنت الإجابة فيه علي نفسك للداعين ، يا أسمع السامعين ، ويا أبصر المبصرين ، ويا أنظر الناظرين ، ويا أسرع الحاسبين ، ويا أحكم الحاكمين ، ويا أرحم الراحمين ! صلّ علي محمّد خاتم النبيّين ، وعلي أهل بيته الطاهرين الأخيار ، وأن تقسم لى فى شهرنا هذا خير ما قسمت ، وأن تحتم لى فى قضائك خير ما حتمت وتختم لى بالسعادة فيمن ختمت ، وأحينى ما أحييتنى موفوراً ، وأمتنى مسروراً ومغفوراً ، وتولَّ أنت نجاتى من مسألة البرزخ ، وادرأ عنّى منكراً ونكيراً ، وأرعينى مبشّراً وبشيراً ، واجعل لى إلي رضوانك وجنانك مصيراً ، وعيشاً قريراً ، وملكاً كبيراً ، وصلّي الله علي محمّد وآله بكرةً وأصيلا ، يا أرحم الراحمين . ثمّ تقول : من غير تلك الرواية : اللهمّ إنّى أسألك بعقد عزّك علي أركان عرشك ، ومنتهي رحمتك من كتابك ، واسمك الأعظم ، وذكرك الأعلي الأعلي ، وكلماتك التامّات كلّها أن تصلّى علي محمّد وآله ، وأسألك ما كان أوفي بعهدك ، وأقضي لحقّك ، وأرضي لنفسك ، وخيراً لى فى المعاد عندك ، والمعاد إليك ، أن تعطينى جميع ما اُحبّ ، وتصرف عنّى جميع ما أكره ، إنّك علي كلّ شىء قدير ، برحمتك يا أرحم الراحمين(١) . ٢٩٠ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأوقات الخاصّة
ط : يوم النصف من رجب ٤٤٧٢ ـ الإمام الصادق ¼ : دخل عدىّ بن ثابت الأنصارى علي أمير المؤمنين ¼ فى يوم النصف من رجب ، وهو يصلّى ، فلمّا أسمع حسّه أومأ بيده إلي خلفه أن قف . قال عدىّ : فوقفت فصلّي أربع ركعات ، لم نرَ أحداً صلاّها قبله ولا بعده ، فلمّا سلّم بسط يده وقال : اللهمّ يا مذلّ كلّ جبّار ، ويا معزّ المؤمنين ، أنت كهفى حين تُعيينى المذاهب ، وأنت بارئ خلقى رحمةً بى ، وقد كنت عن خلقى غنيّاً ، ولولا رحمتك لكنت من الهالكين ، وأنت مؤيّدى بالنصر علي أعدائى ، ولولا نصرك إيّاى لكنت من المفضوحين . يا مرسل الرحمة من معادنها ، ومنشئ البركة من مواضعها ، يا من خصّ نفسه بالشموخ والرفعة ، فأولياؤه بعزّه يتعزّزون ، يا من وضعت له الملوك نير المذلّة علي أعناقهم ، فهم من سطواته خائفون . أسألك بكينُونيّتك التى اشتققتها من كبريائك ، وأسألك بكبريائك التى اشتققتها من عزّتك ، وأسألك بعزّتك التى استويت بها علي عرشك فخلقت بها جميع خلقك فهم لك مذعنون ، أن تصلّى علي محمّد وأهل بيته . قال : ثمّ تكلّم بشىء خفى عنّى ، ثمّ التفت إلىَّ فقال : يا عدىّ أ سمعت ؟ قلت : نعم . قال : أ حفظت ؟ قلت : نعم . قال : ويحك احفظه واعربه ! فو الذى فلق الحبّة ونصب الكعبة وبرأ النسمة ! ما هو عند أحد من أهل الأرض ، ولا دعا به مكروب إلاّ نفَّس الله كربته(١) . ٢٩١ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأوقات الخاصّة
ى : شهر شعبان المناجاة الشعبانيّة ٤٤٧٣ ـ الإقبال عن ابن خالويه : إنّها [أى المناجاة الشعبانيّة] مناجاة أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب والأئمّة من ولده (ع) ، كانوا يدعون بها فى شهر شعبان : اللهمّ صلِّ علي محمّد وآل محمّد ، واسمع دعائى إذا دعوتك ، واسمع ندائى إذا ناديتك ، واقبل علىَّ إذا ناجيتك ، فقد هربت إليك ، ووقفت بين يديك مستكيناً لك متضرّعاً إليك ، راجياً لما لديك ، ترانى وتعلم ما فى نفسى ، وتخبر حاجتى وتعرف ضميرى ، ولا يخفي عليك أمر منقلبى ومثواى ، وما اُريد أن اُبدئ به من منطقى ، وأتفوّه به من طلبتى ، وأرجوه لعافيتى ، وقد جرت مقاديرك علىَّ يا سيّدى فيما يكون منّى إلي آخر عمرى ، من سريرتى وعلانيتى ، وبيدك لا بيد غيرك زيادتى ونقصى ، ونفعى وضرّى . إلهى إن حرمتنى فمن ذا الذى يرزقنى ؟ ! وإن خذلتنى فمن ذا الذى ينصرنى ؟ ! إلهى أعوذ بك من غضبك وحلول سخطك . إلهى إن كنتُ غير مستأهل لرحمتك فأنت أهل أن تجود علىَّ بفضل سعتك . إلهى كأنّى بنفسى واقفة بين يديك ، وقد أضلّها حُسن توكّلى عليك ، ففعلت ما أنت أهله ، وتغمّدتنى بعفوك . إلهى إن عفوت فَمن أولي منك بذلك ؟ ! وإن كان قد دنا أجلى ولم يدننى منك عملى ، فقد جعلت الإقرار بالذنب إليك وسيلتى . إلهى ٢٩٢ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأوقات الخاصّة
قد جُرتُ علي نفسى فى النظر لها ، فلها الويل إن لم تغفر لها ! إلهى لم يزل برّك علىَّ أيّام حياتى ، فلا تقطع برّك عنّى فى مماتى . إلهى كيف آيسُ من حُسن نظرك لى بعد مماتى ، وأنت لم تولّنى إلاّ الجميل فى حياتى ؟ ! إلهى تولَّ من أمرى ما أنت أهله ، وعُد علىَّ بفضلك علي مذنب قد غمره جهله . إلهى قد سترت علىَّ ذنوباً فى الدنيا ، وأنا أحوج إلي سترها علىَّ منك فى الاُخري . إلهى قد أحسنت إلىَّ إذ لم تظهرها لأحد من عبادك الصالحين ، فلا تفضحنى يوم القيامة علي رؤوس الأشهاد . إلهى جودك بسط أملى ، وعفوك أفضل من عملى . إلهى فسرّنى بلقائك يوم تقضى فيه بين عبادك . إلهى اعتذارى إليك اعتذار من لم يستغن عن قبول عذره ، فاقبل عذرى يا أكرم من اعتذر إليه المسيؤون . إلهى لا تردّ حاجتى ، ولا تخيّب طمعى ، ولا تقطع منك رجائى وأملى . إلهى لو أردت هوانى لم تهدنى ، ولو أردت فضيحتى لم تعافنى . إلهى ما أظنّك تردّنى فى حاجة قد أفنيت عمرى فى طلبها منك . إلهى فلك الحمد أبداً أبداً دائماً سرمداً ، يزيد ولا يبيد كما تحبّ وترضي . إلهى إن أخذتَنى بجرمى أخذتُك بعفوك ، وإن أخذتَنى بذنوبى أخذتُك بمغفرتك ، وإن أدخلتنى النار أعلمتُ أهلها أنّى اُحبّك . إلهى إن كان صغر فى جنب طاعتك عملى فقد كَبُرَ فى جنب رجائك أملى . إلهى كيف أنقلب من عندك بالخيبة محروماً ، وقد كان حُسن ظنّى بجودك أن تقلبنى بالنجاة مرحوماً ؟ ! إلهى وقد أفنيت عمرى فى شره السهو عنك ، وأبليت شبابى فى سكرة التباعد منك . إلهى فلم أستيقظ أيّام اغترارى بك ، وركونى إلي سبيل سخطك . إلهى وأنا عبدك ٢٩٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى الأوقات الخاصّة
وابن عبدك ، قائم بين يديك ، متوسّل بكرمك إليك . إلهى أنا عبد أتنصّل إليك ممّا كنت أواجهك به من قلّة استحيائى من نظرك ، وأطلب العفو منك إذ العفو نعت لكرمك . إلهى لم يكن لى حول فأنتقل به عن معصيتك إلاّ فى وقت أيقظتنى لمحبّتك ، وكما أردت أن أكون كنت ، فشكرتك بإدخالى فى كرمك ، ولتطهير قلبى من أوساخ الغفلة عنك . إلهى اُنظر إلىَّ نظر من ناديته فأجابك ، واستعملته بمعونتك فأطاعك ، يا قريباً لا يبعد عن المغترّ به ، ويا جواداً لا يبخل عمّن رجا ثوابه . إلهى هب لى قلباً يدنيه منك شوقه ، ولساناً يرفعه إليك صدقه ، ونظراً يقرّبه منك حقّه . إلهى إنّ مَن تعرّف بك غير مجهول ، ومَن لاذ بكَ غير مخذول ، ومَن أقبلت عليه غير مملوك(١) . إلهى إنّ من انتهج بك لمستنير ، وإنّ من اعتصم بك لمستجير ، وقد لُذت بك . يا إلهى فلا تخيّب ظنّى من رحمتك ، ولا تحجبنى عن رأفتك . إلهى أقمنى فى أهل ولايتك مقام رجاء الزيادة من محبّتك . إلهى وألهمنى ولَهاً بذكرك إلي ذكرك ، واجعل همّى فى روح نجاح أسمائك ومحلّ قدسك . إلهى بك عليك إلاّ ألحقتنى بمحلّ أهل طاعتك ، والمثوي الصالح من مرضاتك ، فإنّى لا أقدر لنفسى دفعاً ، ولا أملك لها نفعاً . إلهى أنا عبدك الضعيف المذنب ، ومملوكك المعيب ، فلا تجعلنى ممّن صرفت عنه وجهك ، وحجبه سهوه عن عفوك . إلهى هب لى كمال الانقطاع إليك ، وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك ، حتي تخرق أبصار القلوب حجب النور ، فتصل إلي معدن العظمة ، وتصير أرواحنا ٢٩٤ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته إذا قام إلي الصلاة
معلّقة بعزّ قدسك . إلهى واجعلنى ممّن ناديته فأجابك ، ولاحظته فصعق لجلالك ، فناجيته سرّاً وعمل لك جهراً . إلهى لم اُسلّط علي حُسن ظنّى قنوط الإياس ، ولا انقطع رجائى من جميل كرمك . الهى إن كانت الخطايا قد أسقطتنى لديك فاصفح عنّى بحسن توكّلى عليك . إلهى إن حطّتنى الذنوب من مكارم لطفك ، فقد نبّهنى اليقين إلي كرم عطفك . إلهى إن أنامتنى الغفلة عن الاستعداد للقائك ، فقد نبّهتنى المعرفة بكرم آلائك . إلهى إن دعانى إلي النار عظيم عقابك ، فقد دعانى إلي الجنّة جزيل ثوابك . إلهى فلك أسأل ، وإليك أبتهل وأرغب ، أن تصلّى علي محمّد وآل محمّد ، وأن تجعلنى ممّن يديم ذكرك ، ولا ينقض عهدك ، ولا يغفل عن شكرك ، ولا يستخفّ بأمرك . إلهى والحقنى بنور عزّك الأبهج ، فأكون لك عارفاً ، وعن سواك منحرفاً ، ومنك خائفاً مراقباً ، يا ذا الجلال والإكرام . وصلّي الله علي محمّد رسوله وآله الطاهرين وسلّم تسليماً كثيراً(١) . ٣ / ٣ ـ ١١ أ : بين الأذان والإقامة ٤٤٧٤ ـ الإمام الصادق ¼ : كان أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ¼ يقول لأصحابه : من سجد بين الأذان والإقامة فقال فى سجوده : "ربّ لك سجدت خاضعاً خاشعاً ذليلاً" ، يقول الله تعالي : ملائكتى وعزّتى وجلالى ! لأجعلنّ محبّته فى قلوب عبادى المؤمنين ، وهيبته فى قلوب المنافقين(٢) . (١) الإقبال : ٣ / ٢٩٥ ، بحار الأنوار : ٩٤ / ٩٦ / ١٣ نقلا عن الكتاب العتيق الغروى . ٢٩٥ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته إذا قام إلي الصلاة
ب : قبل أن يستفتح ٤٤٧٥ ـ الإمام الصادق ¼ : كان أمير المؤمنين ¼ يقول : من قال هذا القول كان مع محمّد وآل محمّد إذا قام قبل أن يستفتح الصلاة : اللهمّ إنّى أتوجّه إليك بمحمّد وآل محمّد ، واُقدّمهم بين يدى صلاتى ، وأتقرّب بهم إليك ، فاجعلنى بهم وجيهاً فى الدنيا والآخرة ومن المُقرّبين ، مننت عليّ بمعرفتهم فاختم لى بطاعتهم ومعرفتهم وولايتهم ، فإنّها السعادة واختم لى بها ، فإنّك علي كلّ شىء قدير . ثمّ تصلّى ، فإذا انصرفت قلت : اللهمّ اجعلنى مع محمّد وآل محمّد فى كلّ عافية وبلاء ، واجعلنى مع محمّد وآل محمّد فى كلّ مثوي ومنقلب ، اللهمّ اجعل محياى محياهم ، ومماتى مماتهم ، واجعلنى معهم فى المواطن كلّها ، ولا تفرّق بينى وبينهم ، إنّك علي كلّ شىء قدير (١) . ٤٤٧٦ ـ عنه ¼ : كانَ أميرُ المؤمنين ¼ يقول لأصحابه : من أقام الصلاة وقال قبل أن يُحرِم ويُكبّر : يا محسنُ قد أتاك المسىء ، وقد أمرتَ المحسن أن يتجاوز عن المُسىء ، وأنت المحسن وأنا المسيءُ ، فبحقِّ محمّد وآل محمّد صلِّ علي محمّد وآلِ محمّد ، وتجاوز عن قبيح ما تعلم منّى . فيقول الله تعالي : ملائكتى اشهدوا أنّى قد عفوت عنه ، وأرضيتُ عنه أهل ٢٩٦ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته إذا قام إلي الصلاة
تبعاته(١) . ٤٤٧٧ ـ الإمام علىّ ¼ : إذا استفتحتَ الصلاة فقل : اللهُ أكبرُ ، وجّهتُ وجهى للذى فطر السماوات والأرض ، حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين . إنّ صلاتى ونُسكى ومحياى ومماتى لله ربّ العالمين ، وحدهُ لا شريك له ، وبذلك اُمرتُ وأنا من المسلمين(٢) . ج : إذا رفع رأسه من الركوع ٤٤٧٨ ـ المصنّف عن الحارث : كان علىّ ¼ إذا رفع رأسه من الركوع قال : سمع الله لمن حمده ، اللهمّ ربّنا لك الحمد ، بحولك وقوّتك أقوم وأقعد(٣) . د : فى السجود ٤٤٧٩ ـ الأمالى للصدوق عن الأصبغ بن نباتة : كان أمير المؤمنين ¼ يقول فى سجوده : اُناجيك يا سيّدى كما يناجى العبد الذليل مولاه ، وأطلب إليك طلب من يعلم أنّك تعطى ولا يَنْقُصُ ممّا عندك شىء ، وأستغفرك استغفار من يعلم أنّه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت ، وأتوكّل عليك توكُّلَ من يعلم أنّك علي كلّ شىء قدير (٤) . (١) فلاح السائل : ٢٧٧ / ١٦٩ عن بكر بن محمّد الأزدى ، بحار الأنوار : ٨٤ / ٣٧٥ / ٢٩ . ٢٩٧ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته إذا قام إلي الصلاة
٤٤٨٠ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى السجود ـ : اللهمّ لك سجدتُ ، ولك أسلمتُ ، وبك آمنتُ ، وعليك توكّلتُ وأنت ربّى ، سجد لك سمعى وبصرى ولحمى ودمى وعظامى وعصبى وشعرى وبشرى ، سبحان الله ، سبحان الله ، سبحان الله (١) . هـ : بين السجدتين : ٤٤٨١ ـ الإمام علىّ ¼ ـ كان يقول بين السجدتين ـ : اللهمّ اغفر لى وارحمنى ، واجبرنى وارفعنى(٢) . و: فى سجدة الشكر ٤٤٨٢ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى سجدة الشكر ـ : وعظتنى فلم أتّعظ ! وزجرتنى عن محارمك فلم أنزجر ! وعمرتنى أياديك فما شكرتُ ! عفوك عفوك يا كريم ، أسألك الراحة عند الموت ، وأسألك العفو عند الحساب(٣) . ٤٤٨٣ ـ عنه ¼ ـ فى سجدة الشكر ـ : يا مَن(٤) لا يزيده كثرةُ الدعاء(٥) إلاّ سعةً وعطاءً ، يا من لا تنفدُ خزائنُهُ ، يا من لهُ خزائنُ السماواتِ والأرض ، يا من له خزائن ما دقّ وجلّ ، لا تمنعك إساءتى من إحسانك ، أنت(٦) تفعل بى الذى أنت (١) المصنّف لعبد الرزّاق : ٢ / ١٦٣ / ٢٩٠٢ عن عاصم بن ضمرة ، كنز العمّال : ٨ / ٢٢٤ / ٢٢٦٦٢ . ٢٩٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته إذا قام إلي الصلاة
أهلهُ ، فأنت أهل الكرم والجود والعفو والتجاوز ، يا ربِّ يا الله ، لا تفعل بى الذى أنا أهله ، فإنّى أهلُ العقوبة وقد استحققتها ، لا حجّة لى ولا عذر لى عندك ، أبُوءُ لك بذنوبى كلّها ، وأعترفُ بها كى تعفو عنّى ، وأنت أعلمُ بها منّى ، أبُوءُ لك بكلِّ ذنب أذنبتهُ ، وكلِّ خطيئة احتملتُها(١) ، وكلِّ سيّئَة عملتُها ، ربّ اغفر وارحم وتجاوز عمّا تعلمُ ، إنّك أنت الأعزّ الأكرم(٢) . ز : فى ركوع صلاة الخوف وفى سجدتها ٤٤٨٤ ـ الإمام الباقر ¼ : كان علىّ ¼ يصلّى صلاة الخوف علي الدابّة مستقبل القبلة ، ثمّ يركع ويقول : لك خشعت وبك آمنت وأنت ربّى . ثمّ يخفض رأسه من الركوع من غير أن يمسَّ جبهته شىء ، ثمّ يقول : لك سجدت وبك آمنت وأنت ربّى(٣) . ح : فى سجود العزائم ٤٤٨٥ ـ من لا يحضره الفقيه : روى أنّه [ عليّاً ¼ ] يقول فى سجدة العزائم : لا إله إلاّ الله حقّاً حقّاً ، لا إله إلاّ الله إيماناً وتصديقاً ، لا إله إلاّ الله عبوديّةً ورقّاً ، سجدتُ لك يا ربِّ تعبّداً ورقّاً ، لا مستنكفاً ولا مستكبراً ، بل أنا عبد ذليل خائف مستجير . ثمّ يرفع رأسه ثمّ يكبّر(٤) . (١) فى كمال الدين ونزهة الناظر : "أخطأتها" . ٢٩٩ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته إذا قام إلي الصلاة
ط : إذا نهض من الركعتين الاُوليين ٤٤٨٦ ـ الإمام الصادق ¼ : كانَ عليٌّ ¼ إذا نهض من الركعتين الاُوليين قال : بحولك وقوّتك أقومُ وأقعُدُ(١) . ى : فى القنوت ٤٤٨٧ ـ تاريخ دمشق عن محمّد ابن الحنفيّة : كان أمير المؤمنين ¼ إذا فرغ من وتره رفع يديه إلي السماء وقال : اللهمّ حاجتى العظمي التى إن قضيتها لم يضرّنى ما منعتنى ، وإن منعتنى لم ينفعنى ما أعطيتنى ، فكّاك الرقاب فُكَّ رقبتى من النار . ربّ ما أنا إن تقصد قصدى بغضب منك يدومُ علىَّ ، فوعزّتك ما يُحسِّن ملكك إحسانى ، ولا تقبِّحه إساءتى ، ولا ينقص من خزائنك غنائى ، ولا يزيد فيها فقرى . يا مَن هو هكذا ، اسمع دعائى ، وأجب ندائى ، وأقلنى عثرتى ، وارحم غُربتى ووحشتى ، ووحدتى فى قبرى ، ها أنا ذا يا ربّ برُمَّتى . ويأخذُ بتلابيبه ، ثمّ يركع(٢) . ٤٤٨٨ ـ عنه ¼ ـ فى قنوته فى مسجد بنى كاهل ـ : اللهمّ إنّا نستعينُكَ ونستغفرُك ونستهديك ، ونؤمنُ بك ونتوكّلُ عليك ، ونُثنى عليك الخير ولا نكفُرك ، ونخلعُ ونتركُ من ينكرك . اللهمّ إيّاك نعبدُ ولك نصلّى ونسجدُ ، وإليك نسعي ونحفدُ ، ونرجو رحمتك ونخشي عذابك ، إنّ عذابك للكافرين مُخلقٌ . (١) تهذيب الأحكام : ٢ / ٨٨ / ٣٢٧ ، الاستبصار : ١ / ٣٣٨ / ١٢٦٨ كلاهما عن رفاعة بن موسي ، دعائم الإسلام : ١ / ١٦٤ وفيه "عن علىّ ¼ أنّه كان يقول إذا نهض من السجود للقيام . . ." . ٣٠٠ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته إذا قام إلي الصلاة
اللهمّ اهدنا فيمن هديتَ ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولّنا فيمن تولّيت ، وبارِك لنا فيما أعطيتَ ، وقنا شرَّ ما قضيت إنّك تقضى ولا يقضي عليك ، إنَّه لا يَذلّ مَن واليت ، ولا يعزُّ من عاديت ، تباركت ربَّنا وتعاليت ، أستغفرك وأتوبُ إليك ³ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَي الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَي الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ² (١) (٢) . ك : فى قنوت الوتر ٤٤٨٩ ـ الإمام علىّ ¼ : اللهمّ خلقتنى بتقدير وتدبير وتبصير بغير تقصير ، وأخرجتنى مِنْ ظُلمات ثلاث بحولك وقوّتِك ، اُحاول الدنيا اُزاولها ، ثمّ اُزايلها ، وآتيتنى فيها الكلأ والمرعي ، وبصّرتنى فيها الهدي ، فنِعم الربّ أنت ونِعم المولي ، فيا مَنْ كرّمَنى وشرّفنى ونعّمنى أعوذ بك من الزقُّوم ، وأعوذ بك من الحميم ، وأعوذ بك من مقيل(٣) فى النار بين أطباق النار فى ظلال النار يوم النارِ يا ربّ النار . اللهمّ إنّى أسألك مقيلاً فى الجنّة بين أنهارها وأشجارها وثمارها وريحانها وخدمها وأزواجها . اللهمّ إنّى أسألك خير الخير : رضوانك والجنّة ، وأعوذُ بك من شرِّ الشَّرِّ : سخطك والنار . هذا مقامُ العائذ بك من النار ـ ثلاث مرّات ـ . اللهمّ اجعل خوفك فى جسدى كلّه ، واجعل قلبى أشدَّ مخافةً لك ممّا هو ، (١) البقرة : ٢٨٦ . ٣٠١ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته إذا قام إلي الصلاة
واجعل لى فى كلّ يوم وليلة حظّاً ونصيباً من عمل بطاعتك واتّباع مرضاتِك . اللهمّ أنت منتهي غايتى ، ورجائى ومسألتى وطلبتى . أسألك يا إلهى كمال الإيمان ، وتمام اليقين ، وصدق التَّوكُّل عليك ، وحسن الظن بك . يا سيّدى ، اجعل إحسانى مضاعفاً ، وصلاتى تضرّعاً ، ودعائى مستجاباً ، وعملى مقبولاً ، وسعيى مشكوراً ، وذنبى مغفوراً ، ولقِّنى منك نضرةً وسروراً ، وصلّي اللهُ علي محمّد وآله (١) . ل : فى صلاة العيدين ٤٤٩٠ ـ الإمام الباقر ¼ : كان أمير المؤمنين ¼ إذا كبّر فى العيدين قال بين كلّ تكبيرتين : أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ½ ، اللهمّ أهل الكبرياء والعظمة ، وأهل الجود والجبروت ، وأهل العفو والرحمة ، وأهل التقوي والمغفرة ، أسألك فى هذا اليوم الذى جعلته للمسلمين عيداً ، ولمحمّد ½ ذخراً ومزيداً ، أن تصلّى علي محمّد وآل محمّد كأفضل ما صلّيت علي عبد من عبادك ، وصلّ علي ملائكتك المقرّبين ورسلك ، واغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ، اللهمّ إنّى أسألك من خير ما سألك عبادك المرسلون ، وأعوذ بك من شرّ ما عاذ بك منه عبادك المرسلون(٢) . ٤٤٩١ ـ الإمام علىّ ¼ ـ خطب يوم الأضحي ، فكبّر وقال ـ : الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلاّ الله والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد ، الله أكبر علي ما هدانا ، وله الشكر (١) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٤٩١ / ١٤١٢ ، بحار الأنوار : ٨٧ / ٢٦٩ / ٦٧ . ٣٠٢ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته إذا قام إلي الصلاة
علي ما أبلانا ، والحمد لله علي ما رزقنا من بهيمة الأنعام ، الله أكبر زنة عرشه ، ورضا نفسه ، ومداد كلماته ، وعدد قطر سماواته ، ونطف بحوره ، له الأسماء الحسني ، وله الحمد فى الآخرة والاُولي حتي يرضي وبعد الرضي ، إنّه هو العلىُّ الكبير ، الله أكبر كبيراً متكبّراً ، وإلهاً عزيزاً متعزِّزاً ، ورحيماً عطوفاً متحنّناً ، يقبل التوبة ويقيل العثرة ، ويعفو بعد القدرة ، ولا يقنط من رحمة الله إلاّ القوم الضالّون ، الله أكبر كبيراً ، ولا إله إلاّ الله مخلصاً ، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً ، والحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأنَّ محمّداً عبده ورسوله ، من يطع الله ورسوله فقد اهتدي وفاز فوزاً عظيماً ، ومن يعصهما فقد ضلّ ضلالاً بعيداً(١) . م : إذا ختم القرآن ٤٤٩٢ ـ الإمام زين العابدين ¼ : كان أمير المؤمنين ¼ إذا ختم القرآن قال : اللهمّ اشرح بالقرآن صدرى ، واستعمل بالقرآن بدنى ، ونوّر بالقرآن بصرى ، وأطلق بالقرآن لسانى ، وأعنّى عليه ما أبقيتنى فإنّه لا حول ولا قوّة إلاّ بك (٢) . ٤٤٩٣ ـ كنز العمّال عن زِرِّ بن حبيش : قرأت القرآن من أوّله إلي آخره علي علىّ بن أبى طالب ، فلمّا بلغتُ الحواميم قال : لقد بلغتَ عرائس القرآن . فلمّا بلغتُ رأس ثنتين وعشرين آية من حمعسق ³ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَـاتِ الْجَنَّـاتِ ² (٣) الآية ، بكي حتي ارتفع نحيبه ، ثمّ رفع رأسه إلي السماء (١) مصباح المتهجّد : ٦٦٢ / ٧٣٠ عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه ، من لا يحضره الفقيه : ١ / ٥١٨ / ١٤٨٤ نحوه ، بحار الأنوار : ٩١ / ٩٩ / ٤ . ٣٠٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى تعقيب الصلوات
وقال : يا زِرُّ أمِّن علي دعائى ، ثمّ قال : اللهمّ إنّى أسألك إخبات المخبتين ، وإخلاص الموقنين ، ومرافقة الأبرار ، واستحقاق حقائق الإيمان ، والغنيمة من كلّ برّ ، والسلامة من كلّ إثم ، ووجوب رحمتك ، وعزائم مغفرتك ، والفوز بالجنّة ، والنجاة من النار . يا زِرُّ إذا ختمتَ فادعُ بهذه ، فإنّ حبيبى رسول الله ½ أمرنى أن أدعوَ بهنّ عند ختم القرآن(١) . ٣ / ٣ ـ ١٢ أ : بعد كلّ صلاة مكتوبة ٤٤٩٤ ـ الإمام علىّ ¼ ـ كان يقول فى دبر كلّ صلاة مكتوبة ـ : تمّ نورك فهديت فلك الحمد . وعظم حلمك فعفوت فلك الحمد ، وبسطت يدك فأعطيت فلك الحمد . ربّنا وجهك أكرم الوجوه ، وجاهك خير الجاه ، وعطيّتك أنفع العطيّات وأهنؤها ، تطاع ربَّنا فتشكر ، وتُعصي ربَّنا فتغفر ، تجيب دعاء المضطرّ ، وتشفى السقيم ، وتنجى من الكرب ، وتقبل التوبة ، وتغفر الذنوب ، لا يجزى بآلائك أحد ، ولا يُحصى نعمتَكَ قولُ قائل(٢) . (١) كنز العمّال : ٢ / ٣٥١ / ٤٢٢١ نقلاً عن ابن النجّار ، المناقب للخوارزمى : ٨٦ / ٧٦ ، كفاية الطالب : ٣٣٣ ; مكارم الأخلاق : ٢ / ١٣٩ / ٢٣٤٩ وفيه من "اللهمّ . . . " ، بحار الأنوار : ٩٢ / ٢٠٦ / ١ و٢ نقلا عن مصباح الأنوار . ٣٠٤ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى تعقيب الصلوات
٤٤٩٥ ـ عنه ¼ ـ فى تعقيب كلِّ صلاة ـ : إلهى هذه صلاتى صلّيتُها لا لحاجة منك إليها ، ولا رغبة منك فيها ، إلاّ تعظيماً وطاعةً وإجابةً لك إلي ما أمرتنى به ، إلهى إن كان فيها خللٌ أو نقصٌ من نيّتها أو قيامها أو قراءتها أو ركوعها أو سجودها ، فلا تؤاخذنى وتفضّل علىَّ بالقبول والغفران ، برحمتك يا أرحم الراحمين(١) . ٤٤٩٦ ـ الأمالى للمفيد عن محمّد ابن الحنفيّة : بينا أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ¼ يطوف بالبيت ، إذا رجل متعلّق بالأستار ، وهو يقول : "يا من لا يشغله سمع عن سمع ، يا من لا يغلّطه السائلون ، يا من لا يُبرمه إلحاح الملحّين ، أذقنى برد عفوك ، وحلاوة رحمتك" . فقال له أمير المؤمنين ¼ : هذا دعاؤك ؟ قال له الرجل(٢) : وقد سمعتَه ؟ قال : نعم . قال : فادع به فى دبر كلّ صلاة ، فو الله ما يدعو به أحد من المؤمنين فى أدبار الصلاة إلاّ غفر الله له ذنوبه ، ولو كانت عدد نجوم السماء وقطرها ، وحصباء الأرض وثراها(٣) . (١) المصباح للكفعمى : ٣٠ ، بحار الأنوار : ٨٦ / ٣٨ / ٤٥ نقلاً عن البلد الأمين وليس فيه "نيّتها أو قيامها أو قراءتها" . ٣٠٥ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى تعقيب الصلوات
٤٤٩٧ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى تعقيب كلّ صلاة ـ : اللهمّ اغفر لى ما قدّمت وما أخّرت ، وما أسررت وما أعلنت ، وما أنت أعلم به منّى ، أنت المقدّم وأنت المؤخّر ، لا إله إلاّ أنت(١) . ٤٤٩٨ ـ عنه ¼ : من أراد أن يكتال له بالمكيال الأوفي فليقل فى دُبُر كلّ صلاة : ³ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ± وَسَلامٌ عَلَي الْمُرْسَلِينَ ± وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ² (٢) (٣) . ٤٤٩٩ ـ عنه ¼ ـ من دعائهِ بعد الصلاة المكتوبة ـ : اللهمّ لك صلّيتُ ، وفى صلاتى ما قد علمتَ من النقصان والعجلة والسهو والغفلة والكسل والفترة والنسيان والرياء والسُّمعة والشكّ والمدافعة والريب والعجب والفكر والتلبُّث(٤) عن إقامة كمال فرضك ، فأسألك يا إلهى أن تصلّى علي محمّد وآله ، وأن تحوّل نقصانها تماماً ، وعجلتى فيها تثبّتاً وتمكّناً ، وسهوى تيقّظاً ، وغفلتى مواظبةً ، وكسلى نشاطاً ، وفترتى قرّةً ، ونسيانى محافظةً ، ومدافعتى مرابطةً ، وريائى إخلاصاً ، وسمعتى تستّراً ، وشكّى يقيناً ، وريبى بياناً ، وفكرى خشوعاً ، وتحيّرى خضوعاً ، فإنّى لك صلّيت ، وإليك توجّهت ، وبك آمَنت ، وإيّاك قصدت ، فاجعل لى فى صلاتى ودعائى رحمةً وبركةً تكفّر بها سيّئاتى ، وتُكرم بها مقامى ، وتبيِّض بها وجهى ، وتزكّى بها عملى ، وتحطّ بها وزرى ، اللهمّ احطط بها عنّى (١) دعائم الإسلام : ١ / ١٧٠ ، بحار الأنوار : ٨٦ / ٣٦ / ٤١ . ٣٠٦ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى تعقيب الصلوات
ثقلى ، واجعل ما عندك خيراً لى ممّا تقطعُ عنّى . الحمد لله الذى قضي عنّى فريضةً من الصلوات التى كانت علي المؤمنين كتاباً موقوتاً ، يا اللهُ يا أرحم الراحمين(١) . ب : بعد صلاة الصبح ٤٥٠٠ ـ بحار الأنوار عن الاختيار : كان أمير المؤمنين ¼ يدعو بعد ركعتى الفجر بهذا الدعاء : بسم الله الرحمن الرحيم . اللهمّ يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلّجه ، وسرّح قطع الليل المظلم بغياهب تلَجلُجه ، وأتقن صنع الفلك الدوّار فى مقادير تَبرُّجه ، وشعشع ضياء الشمس بنور تأجُّجه ، يا من دلّ علي ذاته بذاته ، وتنزّه عن مجانسة مخلوقاته ، وجلّ عن ملائمة كيفيّاته ، يا من قرب من خطرات الظنون ، وبعُد عن لَحَظات العيون ، وعلم بما كان قبل أن يكون ، يا من أرقدنى فى مِهاد أمنه وأمانه ، وأيقظنى إلي ما منحنى به من مِنَنه وإحسانه ، وكفّ أكفّ السوء عنّى بيده وسلطانه . صلِّ اللهمّ علي الدليل إليك فى الليل الألْيَل ، والماسك من أسبابك بحبل الشرف الأطول ، والناصِع الحَسَب فى ذِروَة(٢) الكاهل الأعْبَل(٣) ، والثابت القدم علي زَحاليفها(٤) فى الزمن الأوّل ، وعلي آله الأخيار المصطفين الأبرار . (١) بحار الأنوار : ٨٦ / ٥٤ / ٦٠ نقلاً عن الكتاب العتيق الغروى ، فلاح السائل : ٣٢٧ / ٢١٧ عن أحمد بن عبد الله بن خانبة فى كتابه الذى صحّحه الإمام العسكرى ¼ نحوه . ٣٠٧ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى تعقيب الصلوات
وافتح اللهمّ لنا مصاريع الصباح بمفاتيح الرحمة والفلاح ، وألبسنى اللهمّ من أفضل خِلَع الهداية والصلاح ، واغرس اللهمّ بعظمتك فى شرب جنانى ينابيع الخشوع ، وأجرِ اللهمّ لهيبتك من آماقى زَفَرات الدموع ، وأدّب اللهمّ نَزَق(١) الخرق منّى بأزمّة القنوع . إلهى إن لم تبتدئْنى الرحمة منك بحسن التوفيق ، فمن السالك بى إليك فى واضح الطريق ! وإن أسلمتنى أناتك لقائد الأمل والمني ، فمن المقيل عثراتى من كبوات الهوي ! وإن خذلنى نصرك عند محاربة النفس والشيطان ، فقد وكلنى خذلانك إلي حيث النصب والحرمان . إلهى أ ترانى ما أتيتك إلاّ من حيث الآمال ؟ ! أم علقت بأطراف حبالك إلاّ حين باعدتنى ذنوبى عن دار الوصال ، فبئس المطيّة التى امتطت نفسى من هواها ! فواهاً لها لما سوّلت لها ظنونها ومناها ! وتبّاً لها لجرأتها علي سيّدها ومولاها ! إلهى قرعْتُ باب رحمتك بيد رجائى ، وهربت إليك لاجئاً من فرط أهوائى ، وعلّقت بأطراف حبالك أنامل ولائى ، فاصفح اللهمّ عمّا كنت أجرمته من زللى وخطئى ، وأقلنى من صرعة دائى ، فإنّك سيّدى ومولاى ومعتمدى ورجائى ، وأنت غاية مطلوبى ومناى فى منقلبى ومثواى . إلهى كيف تطرد مسكيناً التجأ إليك من الذنوب هارباً ؟ ! أم كيف تخيّب مسترشداً قصد إلي جنابك صاقباً(٢) ؟ ! أم كيف تردّ ظمآناً ورد إلي حياضك شارباً ؟ ! كلاّ وحياضك مترعة فى ضنك المحول ، وبابك مفتوح للطلب (١) النَّزَقُ : خفة فى كلّ أمر وعجلة فى جهل وحُمق (لسان العرب : ١٠ / ٣٥٢) . ٣٠٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى تعقيب الصلوات
والوغول ، وأنت غاية المسؤول ، ونهاية المأمول . إلهى هذه أزمّة نفسى عقلتها بعقال مشيّتك ، وهذه أعباء ذنوبى درأتها بعفوك ورحمتك ، وهذه أهوائى المضلّة وكلتها إلي جناب لطفك ورأفتك ، فاجعل اللهمّ صباحى هذا نازلاً علىَّ بضياء الهدي ، والسلامة فى الدين والدنيا ، ومسائى جُنّة من كيد العدي ، ووقايةً من مرديات الهوي ، إنّك قادر علي ما تشاء ، تؤتى الملك من تشاء ، وتنزع الملك ممّن تشاء ، وتعزّ من تشاء وتذلّ من تشاء ، بيدك الخير إنّك علي كلّ شىء قدير ، تولج الليل فى النهار وتولج النهار فى الليل ، وتُخرج الحىّ من الميّت وتخرج الميّت من الحىّ ، وترزق من تشاء بغير حساب . سبحانك اللهمّ وبحمدك ! من ذا يعرف قدرك فلا يخافك ؟ ! ومن ذا يعلم ما أنت فلا يهابك ؟ ! ألّفت بمشيّك الفرق ، وفلقت بقدرتك الفلق ، وأنرت بكرمك دياجى الغسق ، وأنهرت المياه من الصمّ الصياخيد(١) عذباً واُجاجاً ، وأنزلت من المعصرات ماءً ثجّاجاً ، وجعلت الشمس والقمر للبريّة سراجاً وهّاجاً ، من غير أن تمارس فيما ابتدأت به لغوباً ولا علاجاً . فيا من توحّد بالعزّ والبقاء ، وقهر عباده بالموت والفناء ، صلّ علي محمّد وآله الأتقياء ، واسمع ندائى ، واستجب دعائى ، وحقّق بفضلك أملى ورجائى ، يا خير من دُعى لكشف الضرّ ، والمأمول لكلّ يُسر وعُسر ، بك أنزلت حاجتى ، فلا تردّنى من سنّى مواهبك خائباً ، يا كريم يا كريم يا كريم ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلىّ العظيم . ثمّ يسجد ويقول : ٣٠٩ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى تعقيب الصلوات
إلهى قلبى محجوب ، ونفسى معيوب ، وعقلى مغلوب ، وهوائى غالب ، وطاعتى قليلة ، ومعصيتى كثيرة ، ولسانى مُقرٌّ بالذنوب ، فكيف حيلتى يا ستّار العيوب ، ويا علاّم الغيوب ، ويا كاشف الكروب ؟ ! اغفر ذنوبى كلّها بحرمة محمّد وآل محمّد ، يا غفّار يا غفّار يا غفّار ، برحمتك يا أرحم الراحمين(١) . ج : بعد صلاة الظهر ٤٥٠١ ـ الإمام علىّ ¼ ـ عقيب فريضة الظهر ـ : اللهمّ لك الحمد كلّه ، ولك الملك كلّه ، وبيدك الخيرُ كلّه ، وإليك يرجع الأمر كلّه علانيته وسرّه ، وأنت منتهي الشأن كلّه ، اللهمّ لك الحمدُ علي عفوك بعد قدرتك ، ولك الحمدُ علي غفرانك بعد غضبك ، اللهمّ لك الحمدُ رفيع الدرجات ، مجيب الدعوات ، منزّل البركات من فوق سبع سماوات ، معطى السؤالات ، ومبدِّل السيِّئات بالحسنات ، وجاعل الحسنات درجات ، والمخرج إلي النور من الظلمات . اللهمّ لك الحمد ، غافر الذنب ، وقابل التوب ، شديد العقاب ، ذا الطول ، لا إله إلاّ أنت وإليك المصير . اللهمّ لك الحمدُ فى الليل إذا يغشي ، ولك الحمدُ فى النهار إذا تجلّي ، ولك الحمدُ فى الآخرة والاُولي ، اللهمّ لك الحمدُ فى الليل إذا عَسْعَس ، ولك الحمدُ فى الصبح إذا تنفّس ، ولك الحمدُ عند طلوع الشمس وغروبها ، ولك الحمدُ علي نعمك التى لا تحصي عدداً ، ولا تنقضى مدداً سرمداً . اللهمّ لك الحمدُ فيما مضي ، ولك الحمدُ فيما بقى ، اللهمّ أنت ثقتى فى كلّ أمر ، وعدّتى فى كلّ حاجة ، وصاحبى فى كلّ طلبة ، واُنسى فى كلّ وحشة ، وعصمتى (١) بحار الأنوار : ٨٧ / ٣٣٩ / ١٩ وج ٩٤ / ٢٤٣ / ١١ كلاهما نقلاً عن اختيار ابن الباقى . ٣١٠ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى تعقيب الصلوات
عند كلّ هلكة ، اللهمّ صلِّ علي محمّد وآل محمّد ، ووسِّع لى فى رزقى ، وبارك لى فيما آتيتنى ، واقضِ عنّى دينى ، وأصلح لى شأنى ، إنّك رؤوفٌ رحيم . لا إله إلاّ الله الحليم الكريم ، لا إله إلاّ اللهُ ربُّ العالمين ، لا إله إلاّ اللهُ ربُّ العرش العظيم ، اللهمّ إنّى أسألك موجبات رحمتك ، وعزائم مغفرتك ، والغنيمة من كلّ خير ، والسلامة من كلِّ إثم ، والفوز بالجنّة والنجاة من النار . اللهمّ لا تدع لى ذنباً إلاّ غفرتَه ، ولا همّاً إلاّ فرّجتَه ، ولا غمّاً إلاّ كشفتَه ، ولا سقماً إلاّ شفيتَه ، ولا دَيناً إلاّ قضيتَه ، ولا خوفاً إلاّ آمنتَه ، ولا حاجةً إلاّ قضيتَها بمنِّك ولطفك ، برحمتك يا أرحم الراحمين(١) . د : بعد صلاة العصر ٤٥٠٢ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى تعقيب صلاة العصر ـ : سبحان ذى الطول والنعَم ، سبحان ذى القدرة والإفضال ، أسأل الله الرضا بقضائه ، والعمل بطاعته ، والإنابة إلي أمره ، فإنّه سميع الدعاء(٢) . ٤٥٠٣ ـ عنه ¼ ـ من دعائه عقيب صلاة العصر ـ : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلىّ العظيم ، سبحان الله بالغدوّ والآصال ، سُبحان الله بالعشىّ والأبكار ! فسبحان الله حين تُمسُون وحين تُصبحون ! وله الحمدُ فى السماوات والأَرض ، وعشيّاً حين تظهرُون ، سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون ! وسلام علي المرسلين ، والحمد لله ربّ العالمين . (١) فلاح السائل : ٣١٠ / ٢١١ ، بحار الأنوار : ٨٦ / ٦٤ / ٣ . ٣١١ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى تعقيب الصلوات
سبحان ذى الملك والملكوت ، سبحان ذى العزّة والجبروت ، سبحان الحىّ الذى لا يموت ، سبحان الله القائم الدائم ، سبحان الحىّ القيّوم ، سبحان العلىّ الأعلي سبحانهُ وتعالي ، سبّوحٌ قدّوس ربّ الملائكة والروح ! اللهُمّ إن ذنبى أمسي مستجيراً بعفوك ، وخوفى أمسي مستجيراً بأمنك ، وفقرى أمسي مستجيراً بغناك ، وذلّى أمسي مستجيراً بعزّك ، اللهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد ، واغفر لى وارحمنى ، إنّك حميدٌ مجيد . اللهمّ تمّ نُورك فهديت فلك الحمد ، وعظم حلمُك فعفوت فلك الحمد ، وجهك ربّنا أكرم الوُجوه ، وجاهك أعظم الجاه ، وعطيّتُك أفضلُ العطاء ، تُطاعُ ربّنا فتَشكُر ، وتُعصي فتَغفر ، وتجيبُ المضطرّ وتكشف الضُرّ ، وتنجى من الكرب ، وتغنى الفقير ، وتشفى السقيم ، ولا يجازى آلاءك أحد ، وأنت أرحمُ الراحمين(١) . هـ : بعد صلاة المغرب ٤٥٠٤ ـ الإمام علىّ ¼ ـ من دعائه بعد صلاة المغرب ـ : الحمد لله الذى يُولج الليل فى النهار ، ويُولج النهار فى الليل . والحمد لله كلّما وقب ليل وغسق . والحمد لله كلّما لاح نجم وخفق(٢) . ٤٥٠٥ ـ عنه ¼ ـ من دعائه بعد صلاة المغرب ـ : اللهمّ تقبّل منّى ما كان صالحاً ، وأصلح منّى ما كان فاسداً . اللهمّ لا تسلّطنى علي فساد ما أصلحت منّى ، وأصلح لى ما أفسدته من نفسى . (١) فلاح السائل : ٣٥٦ / ٢٤٠ ، بحار الأنوار : ٨٦ / ٨٤ / ١٠ . ٣١٢ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى تعقيب الصلوات
اللهمّ إنّى أستغفرُك من كلّ ذنب قوى عليه بدنى بعافيتك ، ونالته يدى بفضل نعمتك ، وبسطت إليه يدى بسعة رزقك ، واحتجبتُ فيه عن الناس بسترك ، واتّكلتُ فيه علي كريم عفوك . اللهمّ إنّى أستغفرك من كلّ ذنب تبتُ إليك منه وندمتُ علي فعله ، واستحييت منك وأنا عليه ، ورهبتك وأنا فيه ، ثمّ راجعته وعدتُ إليه . اللهمّ إنّى أستغفرك من كلِّ ذنب علمتُه أو جهلتُه ، ذكرتُهُ أو نسيتُه ، أخطأتُه أو تعمّدتُه ، هو ممّا لا أشُكّ أنّ نفسى مرتهنةٌ به وإن كنتُ نسيتُه وغفلتُ عنه . اللهمّ إنّى أستغفرك من كلّ ذنب جنيتُه علىّ بيدى ، وآثرتُ فيه شهوتى ، أو سعيتُ فيه لغيرى ، أو استغويتُ فيه من تابعنى ، أو كابرتُ فيه من منعنى ، أو قهرتُه بجهلى ، أو لطفت فيه بحيلة غيرى ، أو استزلّنى إليه ميلى وهواى . اللهمّ إنّى أستغفرُك من كلّ شىء أردتُ به وجهك ، فخالطنى فيه ما ليس لك ، وشاركَنى فيه ما لم يخلُص لك ، وأستغفرك ممّا عقدتُه علي نفسى ثمّ خالفه هواى . اللهمّ صلِّ علي محمّد وآل محمّد ، واعتقنى من النار ، وجُد علىّ بفضلك ، اللهمّ إنّى أسألك بوجهك الكريم الباقى الدائم ، الذى أشرقت بنوره السماوات والأرض ، وكشفت به ظُلمات البرّ والبحر ، ودبّرت به اُمور الجنّ والإنس ، أن تُصلّى علي محمّد وآل محمّد ، وأن تصلح شأنى برحمتك يا أرحم الراحمين(١) . و: بعد صلاة العشاء ٤٥٠٦ ـ الإمام علىّ ¼ : اللهمّ صلِّ علي محمّد وآل محمّد ، واحرسنى بعينك التى ٣١٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى تعقيب الصلوات
لا تنام ، واكنفنى بركنك الذى لا يرام ، واغفر لى بقدرتك علىّ ، يا ذا الجلال والإكرام . اللهمّ إنّى أعوذ بك من طوارق الليل والنهار ، ومن جور كلّ جائر ، وحسد كلّ حاسد ، وبغى كلّ باغ . اللهمّ احفظنى فى نفسى وأهلى ومالى وجميع ما خوّلتنى من نعمك ، اللهمّ تولّنى فيما عندك ممّا غبتُ عنه ، ولا تكِلنى إلي نفسى فيما حضرته ، يا من لا تضرّهُ الذنوب ، ولا تنقصهُ المغفرة ، اغفر لى ما لا يضرّك ، وأعطنى ما لا ينقصُك إنّك أنت الوهّاب . اللهمّ إنّى أسألك فرجاً قريباً ، وصبراً جميلاً ، ورزقاً واسعاً ، والعفو والعافية فى الدنيا والآخرة . اللهمّ صلّ علي محمّد وعلي آلِ محمّد ، واغفر لى ولوالدى ، وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات . اللهمّ اجعلنى ممّن يُكثِر ذكرك ، ويُتابع شكرك ، ويُلزم عبادتك ، ويؤدّى أمانتك . اللهمّ طهّر لسانى من الكذب ، وقلبى من النفاق ، وعملى من الرياء ، وبصرى من الخيانة ، إنّك تعلمُ خائنة الأعين وما تُخفى الصدور . اللهمّ ربّ السماوات السبع وما أظلّت ، وربّ الأرضين السبع وما أقلّت ، وربّ الرياح وما ذرت ، وربّ كلّ شىء ، وإله كلّ شىء ، وأوّل كلّ شىء ، وآخر كلّ شىء ، وربّ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ، وإله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ، أسألك أن تصلّى علي محمّد وآل محمّد ، وأن تتولاّنى برحمتك ، وتشملنى بعافيتك ، وتسعدنى بمغفرتك ، ولا تسلّط علىّ أحداً من خلقك . ٣١٤ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى تعقيب الصلوات
اللهمّ إليك فقرّبنى ، وعلي حسن الخُلُق فقوّمنى ، ومن شرّ شياطين الجنّ والإنس فسلّمنى ، وفى آناء الليل والنهار فاحرسنى ، وفى أهلى ومالى وولدى وإخوانى وجميع ما أنعمت به علىّ فاحفظنى ، واغفر لى ولوالدىّ ولسائر المؤمنين والمؤمنات ، يا ولىّ(١) الباقيات الصالحات ، إنّك علي كلّ شىء قدير ، يا نِعم المولي ونعم النصير ، برحمتك يا أرحم الراحمين . الحمدُ لله ربّ العالمين ، وصلواتُه علي سيّدنا محمّد النبىّ وآله وعترته الطاهرين(٢) . ز : قبل صلاة الليل(٣) ٤٥٠٧ ـ بحار الأنوار عن مصباح السيّد ابن الباقى : كان أمير المؤمنين ¼ يدعو بعد ركعتى الورد قبل صلاة الليل بهذا الدعاء : اللهمّ إليك حنّت قلوبُ المخبتين ، وبك آنست عقولُ العاقلين ، وعليك عكفت رهبةُ العاملين ، وبك استجارت أفئدة المقصّرين ، فيا أمل العارفين ، ورجاء الآملين ، صلِّ علي محمّد وآله الطاهرين ، وأجرنى من فضائح يوم الدين عند هتك الستُور ، وتحصيل ما فى الصدور ، وآنسنى عند خوف المذنبين ، ودهشة المفرطين ، برحمتك يا أرحم الراحمين . فوعزّتك وجلالك ما أردتُ بمعصيتى إيّاك مخالفتَك ، ولا عصيتُك إذ عصيتُك (١) فى الطبعة المعتمدة : "ربّ" بدل "ولىّ" ، وما أثبتناه من طبعة مكتب الإعلام الإسلامى وبحار الأنوار . ٣١٥ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعيته فى تعقيب الصلوات
وأنا بمكانك جاهل ، ولا لعقوبتك متعرّض ، ولا بنظرك مستخفّ ، ولكن سوَّلت لى نفسى ، وأعانتنى علي ذلك شقوتى ، وغرّنى سترُك المرخي علىّ ، فعصيتك بجهلى ، وخالفتك بجهدى ، فمن الآن من عذابك من يستنقذنى ؟ وبحبل من أعتصم إذا قطعت حبلك عنى ؟ ! وا سوأتاه من الوقوف بين يديك غداً ! إذا قيل للمخفّين : جوزوا ، وللمثقلين : حُطُّوا ، أ مع المخفّين أجوزُ ، أم مع المثقلين أحطّ ؟ يا ويلتا ! كلّما كبرَت سنّى كثرت معاصيّى ، فكم ذا أتوبُ ، فكم ذا أعوذُ ، ما آنَ لى أن أستحيى من ربّى ؟ ! ثمّ يسجد ، ويقول ـ ثلاثمائة مرّة ـ : أستغفر الله ربّى وأتوبُ إليه(١) . ح : بعد صلاة الليل ٤٥٠٨ ـ الإمام علىّ ¼ ـ كان كثيراً ما يقول إذا فرغ من صلاة الليل ـ : أشهد أنّ السماوات والأرض وما بينهما آيات تدلّ عليك ، وشواهد تشهد بما إليه دعوت ، كلّ ما يؤدّى عنك الحُجّة ، ويشهد لك بالربوبيّة ، موسوم بآثار نعمتك ، ومعالم تدبيرك ، علوت بها عن خلقك فأوصلت إلي القلوب من معرفتك ما آنسها من وحشة الفكر ، وكفاها رجم الاحتجاج ، فهى مع معرفتها بك وولهها إليك ، شاهدة بأنّك لا تأخذك الأوهام ، ولا تدركك العقول ولا الأبصار ، أعوذ بك أن اُشير بقلب أو لسان أو يد إلي غيرك ، لا إله إلاّ أنت ، واحداً أحداً ، فرداً صمداً ونحن لك مسلمون(٢) . (١) بحار الأنوار : ٨٧ / ٢٤٢ / ٥١ ، مستدرك الوسائل : ٦ / ٣٤١ / ٢ . |