٣١٦ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعية الإمام للقتال
٣ / ٣ ـ ١٣ أ : إذا أراد المسير ٤٥٠٩ ـ وقعة صفّين عن سلام بن سويد : كان علىّ ¼ إذا أراد أن يسير إلي الحرب ، قعد علي دابّته وقال : الحمد لله علي نعمه علينا ، وفضله العظيم . ³ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ± وَإِنَّـا إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ ² (١) . ثمّ يوجّه دابّته إلي القبلة(٢) ، ثمّ يرفع يديه إلي السماء ، ثمّ يقول : "اللهمّ إليك نُقلت الأقدام ، وأفْضَت القلوب ، ورُفعت الأيدى ، وشَخَصت الأبصار ، نشكو إليك غيبة نبيّنا ، وكثرةَ عدوّنا ، وتشتّت أهوائنا ، ربّنا افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ وأنت خير الفاتحين" سيروا علي بركة الله(٣) . ب : إذا أراد القتال ٤٥١٠ ـ الإمام الصادق ¼ : إنّ أمير المؤمنين ¼ كان إذا أراد القتال قال هذه الدعوات : اللهمّ إنّك أعلمت سبيلاً من سبلك ، جعلت فيه رضاك ، وندبت إليه أولياءك ، وجعلته أشرف سبلك عندك ثواباً ، وأكرمها لديك مآباً ، وأحبّها إليك مسلكاً ، ثمّ اشتريت فيه من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة ، يقاتلون فى سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون ، وعداً عليك حقّاً ، فاجعلنى ممّن اشتري فيه منك نفسه ، ثمّ (١) الزخرف : ١٣ و١٤ . ٣١٧ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعية الإمام للقتال
وفي لك ببيعه الذى بايعك عليه ، غيرناكث ولا ناقض عهداً ، ولا مبدّلاً تبديلاً ، بل استيجاباً لمحبّتك ، وتقرّباً به إليك ، فاجعله خاتمة عملى ، وصيّر فيه فناء عمرى ، وارزقنى فيه لك وبه مشهداً تُوجب لى به منك الرضا ، وتحطّ به عنّى الخطايا ، وتجعلنى فى الأحياء المرزوقين بأيدى العداة والعصاة ، تحت لواء الحقّ وراية الهدي ، ماضياً علي نصرتهم قدماً ، غير مولّ دبراً ، ولا محدث شكّاً . اللهمّ وأعوذ بك عند ذلك من الجبن عند موارد الأهوال ، ومن الضعف عند مساورة الأبطال ، ومن الذنب المحبط للأعمال ، فأحجم من شكّ ، أو مضي بغير يقين ، فيكون سعيى فى تباب ، وعملى غير مقبول(١) . ج : عند لقاء العدوّ محارباً ٤٥١١ ـ الإمام علىّ ¼ ـ كان يقول إذا لقى العدوّ محارباً ـ : اللهمّ إليك أفْضَت القلوب ، ومُدّت الأعناق ، وشخصت الأبصار ، ونُقلت الأقدام ، واُنضيت(٢) الأبدان . اللهمّ قد صرّح مكنون الشنآن ، وجاشت مراجل الأضغان . اللهمّ إنّا نشكو إليك غيبة نبيّنا ، وكثرة عدوّنا ، وتشتّت أهوائنا ، ربّنا افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ وأنت خير الفاتحين(٣) . ٤٥١٢ ـ عنه ¼ ـ إذا لقى العدوّ ـ : اللهمّ إنّك أنت عصمتى ، وناصرى ومعينى ، (١) الكافى : ٥ / ٤٦ / ١ عن ميمون القدّاح ، تهذيب الأحكام : ٣ / ٨١ / ٢٣٧ عن عبد الله بن ميمون ، الإقبال : ١ / ٣١٨ كلاهما عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عن الإمام علىّ
(ع) نحوه وفيهما من "اللهمّ إنّك أعلمت . . . " ، تفسير العيّاشى : ٢ / ١١٣ / ١٤٣ عن عبد الله بن ميمون القدّاح وفيه صدره إلي "تبديلاً" ، بحار الأنوار : ٩٨ / ١٢٦ / ٣ . ٣١٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعية الإمام للقتال
اللهمّ بك أصول ، وبك اُقاتل(١) . د : فى التحريض علي القتال ٤٥١٣ ـ وقعة صفّين عن الحضرمى : سمعت عليّاً يحرّض فى الناس فى ثلاثة مواطن : يحرّض الناس فى يوم صفّين ويوم الجمل ، ويوم النهر يقول : عباد الله ! اتّقوا الله ، وغضّوا الأبصار ، واخفضوا الأصوات ، وأقلّوا الكلام ، ووطّنوا أنفسكم علي المنازلة والمجاولة ، والمبارزة والمناضلة والمُجالدة والمعانقة(٢) والمكادمة(٣) والملازمة ، ³ فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ² ، ³ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ² (٤) اللهمّ ألهمهم الصبر ، وأنزل عليهم النصر ، وأعظِم لهم الأجر(٥) . هـ : دعاء الإمام للضالّين ٤٥١٤ ـ الإمام علىّ ¼ ـ لمّا سمع قوماً يسبّون أهل الشام أيّام حربهم بصفّين ـ : إنّى أكره لكم أن تكونوا سبّابين ، ولكنّكم لو وصفتم أعمالهم ، وذكرتم حالهم ، كان أصوب فى القول ، وأبلغ فى العذر ، وقلتم مكان سبّكم إيّاهم : اللهمّ احقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، واهدهم من ضلالتهم ، حتي يَعرف الحقَّ من جهله ، ويرعوى عن الغىّ والعدوان من لهج به(٦) . (١) دعائم الإسلام : ١ / ٣٧١ . ٣١٩ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعية الإمام للقتال
٤٥١٥ ـ وقعة صفّين عن عبد الله بن شريك : خرج حجر بن عدىّ وعمرو بن الحمق يظهران البراءة واللعن من أهل الشام ، فأرسل إليهما علىّ ¼ أن كُفّا عمّا يبلغنى عنكما ، فأتياه فقالا : يا أمير المؤمنين ، أ لَسنا محقّين ؟ قال : بلي . قالا : أ وَليسوا مبطلين ؟ قال : بلي . قالا : فَلِمَ منعتنا من شتمهم ؟ قال : كرهت لكم أن تكونوا لعّانين شتّامين ، تشتمون وتتبرّؤون ، ولكن لو وصفتم مساوئ أعمالهم فقلتم : من سيرتهم كذا وكذا ومن عملهم كذا وكذا ، كان أصوب فى القول ، وأبلغ فى العذر . ولو قلتم مكان لعنكم إيّاهم وبراءتكم منهم : "اللهمّ احقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، واهدهم من ضلالتهم ، حتي يعرف الحقّ منهم من جهله ، ويرعوى عن الغىّ والعدوان من لهج به" كان هذا أحبَّ إلىَّ وخيراً لكم . فقالا : يا أمير المؤمنين ، نقبل عظتك ، ونتأدّب بأدبك(١) . و: علي من تخلّف عن الجهاد ٤٥١٦ ـ الإمام علىّ ¼ : اللهمّ أيّما عبد من عبادك سمع مقالتنا العادلة غير ٣٢٠ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعية الإمام للقتال
الجائرة ، والمصلحة غير المفسدة فى الدِّين والدنيا ، فأبي بعد سمعه لها إلاّ النكوص عن نصرتك ، والإبطاء عن إعزاز دينك ، فإنّا نستشهدك عليه يا أكبر الشاهدين شهادة ، ونستشهد عليه جميع ما أسكنته أرضك وسمواتك ، ثمّ أنت بعدُ المغنى عن نصره والآخذ له بذنبه(١) . ز : علي الناكثين والقاسطين والمارقين ٤٥١٧ ـ الإمام علىّ ¼ ـ رفع يده إلي السماء فى حرب الجمل وهو يقول ـ : اللهمّ إنّ طلحة بن عبيد الله أعطانى صفقة بيمينه(٢) طائعاً ، ثمّ نكث بيعته ، اللهمّ فعاجله ولا تمهله(٣) ، اللهمّ إنّ الزبير بن العوّام قطع قرابتى ، ونكث عهدى ، وظاهر عدوّى ، ونصب الحرب لى ، وهو يعلم أنّه ظالم ، فاكفنيه كيف شئت وأنّي شئت(٤) . ٤٥١٨ ـ عنه ¼ ـ فى دعائه لمّا مرّ علي جماعة من أهل الشام بصفّين ـ : اللهمّ فإنّهم قد ردّوا الحقّ فافضض جمعهم ، وشتّت كلمتهم ، وأبسلهم(٥) بخطاياهم ; فإنّه لا يذلّ من واليت ، ولا يعزّ من عاديت(٦) . ٤٥١٩ ـ الإمام الباقر ¼ : إنّ عليّاً ¼ كان يدعو علي الخوارج ، فيقول فى دعائه : (١) نهج البلاغة : الخطبة ٢١٢ . ٣٢١ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعية الإمام نظماً
اللهمّ ربّ البيت المعمور ، والسقف المرفوع ، والبحر المسجور ، والكتاب المسطور ، أسألك الظفر علي هؤلاء الذين نبذوا كتابك وراء ظهورهم ، وفارقوا اُمّة أحمد ¼ عتوّاً عليك(١) . ٣ / ٣ ـ ١٤ ٤٥٢٠ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى الديوان المنسوب إليه ـ :
(١) قرب الإسناد : ١٢ / ٣٧ عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق ¼ ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٣٨٢ / ٦١١ . ٣٢٢ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعية الإمام نظماً
٤٥٢١ ـ عنه ¼ ـ أيضاً ـ :
(١) ليس هذا البيت فى المصدر ، ولكنّ السياق يقتضيه ، وأثبتناه من طبعة ترجمة مصطفي زمانى . ٣٢٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعية الإمام نظماً
٤٥٢٢ ـ عنه ¼ ـ أيضاً ـ :
٤٥٢٣ ـ عنه ¼ ـ أيضاً ـ :
٤٥٢٤ ـ عنه ¼ ـ أيضاً ـ :
(١) الديوان المنسوب إلي الإمام علىّ ¼ : ٣٤٤ / ٢٧٠ ، بحار الأنوار : ٣٤ / ٤٢٣ / ٥٣ . ٣٢٤ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر
٤٥٢٥ ـ بحار الأنوار : قال المبرّد : ومن شعر أمير المؤمنين الذى لا اختلاف فيه أنّه قاله ، وكان يُردّده ، إنّهم لمّا ساموه أن يُقرّ بالكفر ويتوب حتي يسيروا معه إلي الشام ، فقال : أ بَعد صحبة رسول الله ½ والتفقّه فى دين الله أرجع كافراً ؟ ! ثمّ قال :
٣ / ٣ ـ ١٥ ٤٥٢٦ ـ الخصال عن عامر الشعبى : تكلّم أمير المؤمنين ¼ بتسع كلمات ارتجلهنّ ارتجالاً ، فقأن عيون البلاغة ، وأيتمن جواهر الحكمة ، وقطعن جميع الأنام عن اللحاق بواحدة منهنّ ; ثلاث منها فى المناجاة ، وثلاث منها فى الحكمة ، وثلاث منها فى الأدب . فأمّا اللاّتى فى المناجاة ، فقال : إلهى كفي لى عزّاً أن أكون لك عبداً . وكفي بى فخراً أن تكون لى ربّاً . أنت كما أحبّ فاجعلنى كما تحبّ . وأمّا اللاّتى فى الحكمة ، فقال : قيمة كلّ امرئ ما يحسنه . وما هلك امرؤ عرف قدره . والمرء مخبوّ تحت لسانه . (١) الديوان المنسوب إلي الإمام علىّ ¼ : ٥٨٤ / ٤٤١ . ٣٢٥ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر
وأمّا اللاّتى فى الأدب ، فقال : امننْ علي مَن شئت تكن أميره . واحتج إلي مَن شئت تكن أسيره . واستغنِ عمّن شئت تكن نظيره(١) . ٤٥٢٧ ـ الإمام الصادق ¼ : كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول إذا فرغ من الزوال(٢) : اللهمّ إنّى أتقرّب إليك بجودك وكرمك ، وأتقرّب إليك بمحمّد عبدك ورسولك ، وأتقرّب إليك بملائكتك المقرّبين وأنبيائك المرسلين وبك ، اللهمّ أنت الغنىّ عنّى وبى الفاقة إليك ، أنت الغنىّ وأنا الفقير إليك ، أقَلتَنى عثرتى ، وسترتَ علىّ ذنوبى ، فاقضِ لى اليوم حاجتى ، ولا تعذّبنى بقبيح ما تعلم منّى ، بل عفوك وجودك يسعُنى . قال : ثمّ يخرّ ساجداً ويقول : يا أهل التقوي ويا أهل المغفرة ، يا برّ يا رحيم ، أنت أبرّ بى من أبى واُمّى ومن جميع الخلائق ، اقبلنى(٣) بقضاء حاجتى مُجاباً دعائى ، مرحوماً صوتى ، قد كشفت أنواع البلايا عنّى(٤) . ٤٥٢٨ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : اللهمّ إن كنّا قد قصّرنا عن (١) الخصال : ٤٢٠ / ١٤ ، روضة الواعظين : ١٢٣ ، بحار الأنوار : ٧٧ / ٤٠٠ / ٢٣ . ٣٢٦ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر
بلوغ طاعتك فقد تمسّكنا من طاعتك بأحبّها إليك ، لا إله إلاّ أنت جاءت بالحقّ من عندك(١) . ٤٥٢٩ ـ عنه ¼ ـ حين الذبح ـ : وجّهت وجهى للذى فطر السماوات والأرض ، حنيفاً مسلماً ، وما أنا من المشركين ، إنّ صلاتى ونُسكى ومحياى ومماتى لله ربّ العالمين ، لا شريك له ، وبذلك اُمرتُ وأنا من المسلمين(٢) . ٤٥٣٠ ـ عنه ¼ : لمّا كان يوم خيبر بارزتُ مرحباً فقلت ما كان رسول الله ½ علّمنى أن أقوله : "اللهمّ انصرنى ولا تنصر علىَّ ، اللهمّ اغلب لى ولا تغلب علىَّ ، اللهمّ تولّنى ولا تولِّ علىَّ ، اللهمّ اجعلنى ذاكراً لك ، شاكراً لك ، راهباً لك ، منيباً مطيعاً ، اقتل أعداءك" ، فقتلت مرحباً يومئذ ، وتركت سلبه ، وكنت أقتل ولا آخذ السلب(٣) . ٤٥٣١ ـ عنه ¼ : قال رسول الله ½ : ألا اُعلّمك دعاءً لا تنسي القرآن : اللهمّ ارحمنى بترك معاصيك أبداً ما أبقيتنى ، وارحمنى من تكلّف ما لا يعنينى ، وارزقنى حسن النظر(٤) فيما يرضيك عنّى ، وألزم قلبى حفظ كتابك كما علّمتنى ، وارزقنى أن أتلوه علي النحو الذى يرضيك عنّى ، اللهمّ نوّر بكتابك بصرى ، واشرح به صدرى ، وفرّح به قلبى ، وأطلق به لسانى ، واستعمل به بدنى ، وقوّنى علي ذلك وأعنّى عليه ، إنّه لا معين عليه إلاّ أنت ، لا إله إلاّ أنت(٥) . (١) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٢٧٥ / ١٧٤ . ٣٢٧ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر
٤٥٣٢ ـ عنه ¼ : إلهى ارحمنا غرباء إذا تضمّنَتنا بطون لحودنا ، وغُمَّت باللِّبن سقوف بيوتنا ، واُضجعنا مساكين علي الأيمان فى قبورنا ، وخُلّفنا فرادي فى أضيق المضاجع ، وصَرَعَتنا(١) المنايا فى أعجب المصارع ، وصرنا فى دار قوم كأنّها مأهولة ، وهى منهم بلاقع(٢) (٣) . ٤٥٣٣ ـ عنه ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : أسألك بعزّة الوحدانيّة ، وكرم الإلهيّة ، أن لا تقطع عنّى برّك بعد مماتى ، كما لم تزل ترانى أيّام حياتى ، أنت الذى تجيب من دعاك ، ولا تخيّب من رجاك ، ضلّ من يدعو إلاّ إيّاك ، فإنّك لا تحجب من أتاك ، وتفضّل علي من عصاك ، ولا يفوتك من ناواك ، ولا يعجزك من عاداك ، كلّ فى قدرتك ، وكلّ يأكل رزقك(٤) . ٤٥٣٤ ـ عنه ¼ ـ أيضاً ـ : اللهمّ إن فههتُ(٥) عن مسألتى أو عمهتُ(٦) عن طلبتى ، فدلّنى علي مصالحى ، وخذ بناصيتى إلي مراشدى ، اللهمّ احملنى علي عفوك ، (١) فى نسخة : "صيّدتنا" . ٣٢٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر
ولا تحملنى علي عدلك(١) . ٤٥٣٥ ـ عنه ¼ : يا أفضل المنعمين فى آلائه ، وأنعم المفضلين فى نعمائه ، كثرت أياديك عندى فعجزت عن إحصائها ، وضقت ذرعاً فى شكرى لك بجزائها ، فلك الحمد علي ما أوليت ، ولك الشكر علي ما أبليت ، يا خير من دعاه داع ، وأفضل من رجاه راج ، بذمّة الإسلام أتوسّل إليك ، وبحرمة القرآن أعتمد عليك ، وبحقّ محمّد وآل محمّد أتقرّب إليك ، فصلّ علي محمّد وآل محمّد ، واعرف ذمّتى التى رجوت بها قضاء حاجتى ، برحمتك يا أرحم الراحمين(٢) . ٤٥٣٦ ـ عنه ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : إلهى كيف لا يحسن منّى الظنّ وقد حسن منك المنّ ؟ ! إلهى إن عاملتَنا بعدلك لم يبقَ لنا حسنة ، وإن أنلتنا فضلك لم يبقَ لنا سيّئة(٣) . ٤٥٣٧ ـ عنه ¼ ـ أيضاً ـ : اللهمّ فرّغنى لما خلقتنى له ، ولا تشغلنى بما تكفّلت لى به ، ولا تحرمنى وأنا أسألك ، ولا تعذّبنى وأنا أستغفرك(٤) . ٤٥٣٨ ـ عنه ¼ : إلهى لو لم تهدِنى إلي الإسلام ما اهتديت ، ولو لم ترزقنى الإيمان بك ما آمنت ، ولو لم تطلق لسانى بدعائك ما دعوت ، ولو لم تعرّفنى حلاوة معرفتك ما عرفت ، ولو لم تبيّن لى شديد عقابك ما استجرت(٥) . (١) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٣٤٧ / ٩٨٧ . ٣٢٩ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر
٤٥٣٩ ـ عنه ¼ : إلهى ، وعزّتك وجلالك ! لقد أحببتك محبّة استقرّت حلاوتُها فى قلبى ، وما تنعقد ضمائر موحّديك علي أنّك تبغض محبّيك(١) . ٤٥٤٠ ـ عنه ¼ : إلهى لو طبقت ذنوبى ما بين السماء إلي الأرض ، وخرقت النجوم ، وبلغت أسفل الثري ، ما ردّنى اليأس عن توقّع غفرانك ، ولا صرَفَنى القنوط عن ابتغاء(٢) رضوانك . إلهى دعوتك بالدعاء الذى علّمتَنِيه ، فلا تحرمنى جزاءك الذى وعدتَنِيه ، فمن النعمة أن هديتنى لحسن دعائك ، ومن تمامها أن توجب لى محمود جزائك(٣) . ٤٥٤١ ـ عنه ¼ : إلهى جودك بسط أملى ، وشكرك قبل عملى ، فسرّنى بلقائك عند اقتراب أجلى . إلهى ليس اعتذارى إليك اعتذار من يستغنى عن قبول عذره ، فاقبل عذرى ، يا خير من اعتذر إليه المسيؤون . إلهى لا تردّنى فى حاجة قد أفنيتُ عمرى فى طلبها منك ، وهى المغفرة . إلهى لو أردتَ إهانتى لم تهدنى ، ولو أردت فضيحتى لم تستُرنى ، فمتّعنى بما له قد هديتنى ، وأدِم لى ما به سترتنى . إلهى ما وصفت من بلاء ابتليتَنِيه ، أو إحسان أولَيتَنِيه ، فكلّ ذلك بمنّك فعلتَه ، (١) المصباح للكفعمى : ٤٩٦ ، البلد الأمين : ٣١٨ كلاهما عن الإمام العسكرى عن آبائه
(ع) ، بحار الأنوار : ٩٤ / ١٠٨ / ١٤ . ٣٣٠ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر
وعفوك تمام ذلك إن أتمَمتَه . إلهى لولا ما قرفتُ من الذنوب ، ما فَرَقت(١) عقابك ، ولولا ما عرفت من كرمك ، ما رجوت ثوابك ، وأنت أولي الأكرمين بتحقيق أمل الآملين ، وأرحم من استرحم فى تجاوزه عن المذنبين . إلهى نفسى تُمنّينى بأنّك تغفر لى ، فأكرم بها اُمنية بشّرت بعفوك ! وصدِّقْ بكرمك مبشّراتِ تمنّيها ، وهب لى بجودك مدمّرات تجنّيها . إلهى ألقَتنى الحسنات بين جودك وكرمك ، وألقتنى السيّئات بين عفوك ومغفرتك ، وقد رجوت أن لا يضيع بين ذَين وذَين مسيءٌ ومحسنٌ . إلهى إذا شهد لى الإيمان بتوحيدك ، وانطلق لسانى بتمجيدك ، ودلّنى القرآن علي فواضل جودك ، فكيف لا يبتهج رجائى بحسن موعودك ؟ ! إلهى تتابع إحسانك إلىّ يدلّنى علي حسن نظرك لى ، فكيف يشقي امرؤ حسن له منك النظر ؟ ! إلهى إن نظرت إلىَّ بالهلكة عيونُ سخطتك ، فما نامت عن استنقاذى منها عيون رحمتك . إلهى إن عرّضنى ذنبى لعقابك ، فقد أدنانى رجائى من ثوابك . إلهى إن عفوتَ فبفضلك ، وإن عذّبتَ فبعدلك ، فيا من لا يُرجي إلاّ فضله ، ولا يُخاف إلاّ عدله ، صلِّ علي محمّد وآل محمّد ، وامنن علينا بفضلك ، ولا تستقصِ علينا فى عدلك(٢) . (١) الفَرَق بالتحريك : الخَوْف والفَزَع (النهاية : ٣ / ٤٣٨) . ٣٣١ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر
٤٥٤٢ ـ عنه ¼ : إلهى إن كان قد دنا أجلى ، ولم يقرِّبنى منك عملى ، فقد جعلت الاعتراف بالذنب إليك وسائل عللى(١) ، فإن عفوت فمن أولي منك بذلك ؟ ! وإن عذّبت فمن أعدل منك فى الحكم هنالك ؟ ! إلهى إن جُرْت(٢) علي نفسى فى النظر لها ، وبقى نظرك لها ، فالويل لها إن لم تسلم به . إلهى إنّك لم تزل بى بارّاً أيّام حياتى ، فلا تقطع برَّك عنّى بعد وفاتى . إلهى كيف أيأس من حسن نظرك لى بعد مماتى ، وأنت لم تولِّنى إلاّ الجميل فى أيّام حياتى ؟ ! إلهى إنّ ذنوبى قد أخافتنى ، ومحبّتى لك قد أجارتنى ، فتولَّ من أمرى ما أنت أهله ، وعد بفضلك علي من غمره جهله ، يا من لا تخفي عليه خافية ، صلِّ علي محمّد وآل محمّد ، واغفر لى ما قد خفى علي الناس من أمرى . إلهى سترتَ علىَّ فى الدنيا ذنوباً ، ولم تظهرها ، وأنا إلي سترها يوم القيامة أحوج ، وقد أحسنتَ بى إذ لم تظهرها للعصابة من المسلمين ، فلا تفضحنى بها يوم القيامة علي رؤوس العالمين(٣) . ٤٥٤٣ ـ عنه ¼ : إلهى أنت دللتنى علي سؤال الجنّة قبل معرفتها ، فأقبلت النفس بعد العرفان علي مسألتها ، أ فتدلُّ علي خيرك السُّؤّال ، ثمَّ تمنعهم النَّوال ، وأنت (١) فى المصدر : "عملى" ، وما فى المتن من المصادر الاُخري . ٣٣٢ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر
الكريم المحمود فى كلِّ ما تصنعه يا ذا الجلال والإكرام ؟ ! إلهى إن كنتُ غير مستوجب لما أرجو من رحمتك فأنت أهل التفضُّل علىَّ بكرمك ، فالكريم ليس يصنع كلَّ معروف عند من يستوجبه(١) . ٤٥٤٤ ـ عنه ¼ : إلهى إن كنتُ غير مستأهل لما أرجو من رحمتك ، فأنت أهل أن تجود علي المذنبين بسعة رحمتك . إلهى إن كان ذنبى قد أخافنى ، فإنّ حسن ظنّى بك قد أجارنى . إلهى ليس تشبه مسألتى مسألة السائلين ; لاِنّ السائل إذا مُنِع امتنع عن السؤال ، وأنا لا غني بى عمّا سألتك علي كلِّ حال . إلهى ارضَ عنّى فإن لم ترضَ عنّى فاعفُ عنّى ، فقد يعفو السيّد عن عبده وهو عنه غير راض . إلهى كيف أدعوك وأنا أنا ؟ ! أم كيف أيأس منك وأنت أنت ؟ ! إلهى إنّ نفسى قائمة بين يديك وقد أظلَّها حسنُ توكُّلى عليك ، فصنعتَ بها ما يُشبهك ، وتغمَّدتنى بعفوك(٢) . ٤٥٤٥ ـ الإمام الصادق ¼ : إنّ رجلاً أتي أمير المؤمنين ¼ فقال : يا أمير المؤمنين ، كان لى مال ورثته ولم اُنفق منه درهماً فى طاعة الله (١) المصباح للكفعمى : ٤٩٢ ، البلد الأمين : ٣١٥ كلاهما عن الإمام العسكرى عن آبائه
(ع) ، بحار الأنوار : ٩٤ / ١٠٥ / ١٤ . ٣٣٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر
عزّ وجلّ ، ثمّ أكتسب منه مالاً فلم اُنفق منه درهماً فى طاعة الله ، فعلّمنى دعاءً يخلف علىّ ما مضي ويغفر لى ما عملت ، أو عملاً أعمله . قال : قل . قال : وأىّ شىء أقول يا أمير المؤمنين ؟ قال : قل كما أقول : يا نورى فى كلّ ظلمة ، ويا اُنسى فى كلّ وحشة ، ويا رجائى فى كلّ كربة ، ويا ثقتى فى كلّ شدّة ، ويا دليلى فى الضلالة ، أنت دليلى إذا انقطعت دلالة الأدلاّء فإنّ دلالتك لا تنقطع ولا يضلّ من هديت ، أنعمت علىّ فأسبغت ، ورزقتنى فوفرت ، وغذّيتنى فأحسنت غذائى ، وأعطيتنى فأجزلت بلا استحقاق لذلك بفعل منّى ولكن ابتداء منك لكرمك وجودك ، فتقوّيت بكرمك علي معاصيك ، وتقوّيت برزقك علي سخطك ، وأفنيت عمرى فيما لا تحبّ ، فلم يمنعك جرأتى عليك وركوبى لما نهيتنى عنه ودخولى فيما حرمت علىّ أن عدت علىّ بفضلك ، ولم يمنعنى حلمك عنّى وعودك علىّ بفضلك أن عدت فى معاصيك . فأنت العوّاد بالفضل وأنا العوّاد بالمعاصى ، فيا أكرم من أقرّ له بذنب ، وأعزّ من خضع له بذل ، لكرمك أقررتُ بذنبى ، ولعزّك خضعتُ بذلّى ، فما أنت صانع بى فى كرمك ، وإقرارى بذنبى . وعزّك وخضوعى بذلّى ، افعل بى ما أنت أهله ، ولا تفعل بى ما أنا أهله(١) . ٤٥٤٦ ـ المزار الكبير عن أبى الحسن علىّ بن ميثم : حدّثنى ميثم قال : أصحر بى مولاى أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ¼ ليلة من الليالى حتي خرج من (١) الكافى : ٢ / ٥٩٥ / ٣٥ عن علىّ بن أبى حمزة عن بعض أصحابه . ٣٣٤ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر
الكوفة وانتهي إلي مسجد جعفى ، توجّه إلي القبلة وصلّي أربع ركعات فلما سلّم وسبّح بسط كفّيه وقال : إلهى كيف أدعوك وقد عصيتك ؟ ! وكيف لا أدعوك وقد عرفتك ؟ ! وحبّك فى قلبى مكين ، مددت إليك يداً بالذنوب مملوءة ، وعيناً بالرجاء ممدودة . إلهى أنت مالك العطايا وأنا أسير الخطايا ، ومن كرم العظماء الرفق بالاُسراء ، وأنا أسير بجرمى مرتهن بعملى . إلهى ما أضيق الطريق علي من لم تكن دليله ! وأوحش المسلك علي من لم تكن أنيسه ! إلهى لئن طالبتنى بذنوبى لاُطالبنّك بعفوك ، وإن طالبتنى بسريرتى لاُطالبنّك بكرمك ، وإن طالبتنى بشرّى لاُطالبنّك بخيرك ، وإن جمعت بينى وبين أعدائك فى النار لاُخبرنهم أنى كنت لك محبّاً ، وأننى كنت أشهد أن لا إله إلاّ الله . إلهى هذا سرورى بك خائفاً فكيف سرورى بك آمناً ؟ ! إلهى الطاعة تسرّك والمعصية لا تضرّك ، فهب لى ما يسرّك واغفر لى ما لا يضرّك ، وتُب علىّ إنك أنت التوّاب الرحيم . اللهمّ صلِّ علي محمّد وآل محمّد وارحمنى إذا انقطع من الدنيا أثرى ، وامتحي من المخلوقين ذكرى ، وصرت من المنسيّين كمن قد نُسى . إلهى كبر سنّى ودقّ عظمى ، ونال الدهر منّى ، واقترب أجلى ، ونفدت أيّامى ، وذهبت محاسنى ، ومضت شهوتى ، وبقيت تبعتى ، وبُلى جسمى ، وتقطّعت أوصالى ، وتفرّقت أعضائى ، وبقيت مرتهناً بعملى . إلهى أفحمتنى ذنوبى وانقطعت مقالتى ولا حجّة لى . إلهى أنا المقرّ بذنبى ، ٣٣٥ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر
المعترف بجرمى ، الأسير بإساءتى ، المرتهن بعملى ، المتهوّر فى خطيئتى ، المتحيّر عن قصدى ، المنقطع بى فصلِّ علي محمّد وآل محمّد وتفضّل علىّ وتجاوز عنى . إلهى إن كان صغر فى جنب طاعتك عملى فقد كبر فى جنب رجائك أملى ، إلهى كيف أنقلب بالخيبة من عندك محروماً وكلّ ظنّى بجودك أن تقلبنى بالنجاة مرحوماً ؟ ! إلهى لم اُسلّط علي حسن ظنى بك قنوط الآيسين ، فلا تبطل صدق رجائى من بين الآملين . إلهى عظم جرمى إذ كنت المطالب به ، وكبر ذنبى إذ كنت المبارز به ، إلاّ أنى إذا ذكرتُ كِبَر ذنبى وعِظمَ عفوك وغفرانك ، وجدتُ الحاصل بينهما لى أقربهما إلي رحمتك ورضوانك . إلهى إن دعانى إلي النار مخشىّ عقابك فقد نادانى إلي الجنّة بالرجاء حسن ثوابك . إلهى إن أوحشتنى الخطايا عن محاسن لطفك فقد آنستنى باليقين مكارم عفوك ، إلهى إن أنامتنى الغفلة عن الاستعداد للقائك فقد أنبهتنى المعرفة يا سيدى بكرم آلائك . إلهى إن عزُب لبّى عن تقويم ما يُصلحنى فما عزُب إيقانى بنظرك إلىّ فيما ينفعنى . إلهى إن انقرضت بغير ما أحببت من السعى أيامى فبالإيمان أمضيت السالفات من أعوامى ، إلهى جئتك ملهوفاً وقد اُلبست عدم فاقتى ، وأقامنى مع الأذلاّء بين يديك ضرّ حاجتى ، إلهى كرمت فأكرمنى إذ كنت من سؤآلك ، وجدت بالمعروف فاخلطنى بأهل نوالك ، إلهى أصبحت علي باب من أبواب منحك سائلاً ، وعن التعرّض لسواك بالمسألة عادلاً ، وليس من شأنك ردّ سائل ملهوف ومضطر لانتظار خير منك مألوف . ٣٣٦ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر
إلهى أقمت علي قنطرة الأخطار مبلوّا بالأعمال والاختبار إن لم تعن عليها بتخفيف الأثقال والآصار ، إلهى أمن أهل الشقاء خلقتنى فاُطيل بكائى ، أم من أهل السعادة خلقتنى فاُبشر رجائى ؟ ! إلهى إن حرمتنى رؤية محمّد ½ وصرفت وجه تأميلى بالخيبة فى ذلك المقام فغير ذلك مَنَّتنى نفسى يا ذا الجلال والإكرام والطول والإنعام . إلهى لو لم تهدنى إلي الإسلام ما اهتديت ، ولو لم ترزقنى الإيمان بك ما آمنت ، ولو لم تطلق لسانى بدعائك ما دعوت ، ولو لم تُعرّفنى حلاوة معرفتك ما عرفت ، إلهى إن أقعدنى التخلّف عن السبق مع الأبرار فقد أقامتنى الثقة بك علي مدارج الأخيار . إلهى قلبٌ حشوته من محبّتك فى دار الدنيا ، كيف تُسلّط عليه ناراً تحرقه فى لظي ؟ ! إلهى كلّ مكروب إليك يلتجئ ، وكلّ محروم لك يرتجى . إلهى سمع العابدون بجزيل ثوابك فخشعوا ، وسمع المزلّون عن القصد بجودك فرجعوا ، وسمع المذنبون بسعة رحمتك فتمتّعوا ، وسمع المجرمون بكرم عفوك فطمعوا ، حتي ازدحمت عصائب العُصاة من عبادك ، وعجّ إليك كلّ منهم عجيج الضجيج بالدعاء فى بلادك ولكلّ أمل ساق صاحبه إليك وحاجة ، وأنت المسؤول الذى لا تسودّ عنده وجوه المطالب صلِّ علي محمّد نبيك وآله ، وافعل بى ما أنت أهله إنك سميع الدعاء . وأخفت دعاءه وسجد وعفّر وقال : العفو العفو مائة مرة(١) . ٤٥٤٧ ـ الإمام علىّ ¼ ـ عند وضع الميّت فى القبرـ : بسم الله وعلي ملّة (١) المزار الكبير : ١٤٩ ، المزار للشهيد الأوّل : ٢٧٠ ، بحار الأنوار : ١٠٠ / ٤٤٩ / ٢٦ . ٣٣٧ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر
رسول الله ½ ، اللهمّ افسح له فى قبره ، ونوّره له ، وألحقه بنبيّه ، وأنت عنه راض غير غضبان(١) . ٤٥٤٨ ـ عنه ¼ ـ كان يقول علي الميّت ـ : اللهمّ اغفر لأحيائنا وأمواتنا ، وألِّف بين قلوبنا ، وأصلح ذات بيننا ، واجعل قلوبنا علي قلوب أخيارنا ، اللهمّ اغفر له ، اللهمّ ارحمه ، اللهمّ أرجعه إلي خير ممّا كان فيه ، اللهمّ عفوك ، اللهمّ عفوك(٢) . ٤٥٤٩ ـ عنه ¼ ـ عند وضع ابن المكفّف فى القبر ـ : اللهمّ عبدك وولد عبدك ، نزل بك وأنت خير منزول به ، اللهمّ وسّع له مدخله ، واغفر له ذنبه ، فإنّا لا نعلم به(٣) إلاّ خيراً ، وأنت أعلم به(٤) . ٤٥٥٠ ـ عنه ¼ ـ لأهل القبور ـ : عليكم السلام يا أهل الديار الموحشة والمحالّ المقفرة ، من المؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات ; وأنتم لنا سلفٌ وفَرَط(٥) ، ونحن لكم تبع ، وبكم عمّا قليل لاحقون . اللهمّ اغفر لنا ولهم ، وتجاوز عنّا وعنهم . ثمّ قال : الحمد لله الذى جعل الأرض كِفاتاً(٦) ، أحياء وأمواتاً ; الحمد لله الذى (١) الجعفريّات : ٢٠٢ . ٣٣٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر
جعل منها خلقنا ، وفيها يعيدنا ، وعليها يحشرنا . طوبي لمن ذكر المعاد ، وعمل للحساب ، وقنع بالكفاف ، ورضى عن الله بذلك ! (١) (١) وقعة صفّين : ٥٣١ ، بحار الأنوار : ٣٢ / ٥٥٣ / ٤٦٢ وج ٨٢ / ١٧٩ / ٢٤ . |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||