الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد التاسع

 

٣١٦ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعية الإمام للقتال

٣ / ٣ ـ ١٣

أدعية الإمام للقتال

أ : إذا أراد المسير

٤٥٠٩ ـ وقعة صفّين عن سلام بن سويد : كان علىّ  ¼ إذا أراد أن يسير إلي الحرب ، قعد علي دابّته وقال : الحمد لله علي نعمه علينا ، وفضله العظيم . ³ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ  ± وَإِنَّـا إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ  ²  (١) .

ثمّ يوجّه دابّته إلي القبلة(٢) ، ثمّ يرفع يديه إلي السماء ، ثمّ يقول : "اللهمّ إليك نُقلت الأقدام ، وأفْضَت القلوب ، ورُفعت الأيدى ، وشَخَصت الأبصار ، نشكو إليك غيبة نبيّنا ، وكثرةَ عدوّنا ، وتشتّت أهوائنا ، ربّنا افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ وأنت خير الفاتحين" سيروا علي بركة الله(٣) .

ب : إذا أراد القتال

٤٥١٠ ـ الإمام الصادق  ¼ : إنّ أمير المؤمنين  ¼ كان إذا أراد القتال قال هذه الدعوات :

اللهمّ إنّك أعلمت سبيلاً من سبلك ، جعلت فيه رضاك ، وندبت إليه أولياءك ، وجعلته أشرف سبلك عندك ثواباً ، وأكرمها لديك مآباً ، وأحبّها إليك مسلكاً ، ثمّ اشتريت فيه من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة ، يقاتلون فى سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون ، وعداً عليك حقّاً ، فاجعلنى ممّن اشتري فيه منك نفسه ، ثمّ


(١) الزخرف : ١٣ و١٤ .
(٢) فى المصدر : "القبيلة" ، والصحيح ما أثبتناه كما فى بحار الأنوار .
(٣) وقعة صفّين : ٢٣١ ، بحار الأنوار : ١٠٠ / ٣٧ / ٣٤ .

 ٣١٧ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعية الإمام للقتال

وفي لك ببيعه الذى بايعك عليه ، غيرناكث ولا ناقض عهداً ، ولا مبدّلاً تبديلاً ، بل استيجاباً لمحبّتك ، وتقرّباً به إليك ، فاجعله خاتمة عملى ، وصيّر فيه فناء عمرى ، وارزقنى فيه لك وبه مشهداً تُوجب لى به منك الرضا ، وتحطّ به عنّى الخطايا ، وتجعلنى فى الأحياء المرزوقين بأيدى العداة والعصاة ، تحت لواء الحقّ وراية الهدي ، ماضياً علي نصرتهم قدماً ، غير مولّ دبراً ، ولا محدث شكّاً .

اللهمّ وأعوذ بك عند ذلك من الجبن عند موارد الأهوال ، ومن الضعف عند مساورة الأبطال ، ومن الذنب المحبط للأعمال ، فأحجم من شكّ ، أو مضي بغير يقين ، فيكون سعيى فى تباب ، وعملى غير مقبول(١) .

ج : عند لقاء العدوّ محارباً

٤٥١١ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ كان يقول إذا لقى العدوّ محارباً ـ : اللهمّ إليك أفْضَت القلوب ، ومُدّت الأعناق ، وشخصت الأبصار ، ونُقلت الأقدام ، واُنضيت(٢) الأبدان . اللهمّ قد صرّح مكنون الشنآن ، وجاشت مراجل الأضغان . اللهمّ إنّا نشكو إليك غيبة نبيّنا ، وكثرة عدوّنا ، وتشتّت أهوائنا ، ربّنا افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ وأنت خير الفاتحين(٣) .

٤٥١٢ ـ عنه  ¼ ـ إذا لقى العدوّ ـ : اللهمّ إنّك أنت عصمتى ، وناصرى ومعينى ،


(١) الكافى : ٥ / ٤٦ / ١ عن ميمون القدّاح ، تهذيب الأحكام : ٣ / ٨١ / ٢٣٧ عن عبد الله بن ميمون ، الإقبال : ١ / ٣١٨ كلاهما عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عن الإمام علىّ (ع) نحوه وفيهما من "اللهمّ إنّك أعلمت . . . " ، تفسير العيّاشى : ٢ / ١١٣ / ١٤٣ عن عبد الله بن ميمون القدّاح وفيه صدره إلي "تبديلاً" ، بحار الأنوار : ٩٨ / ١٢٦ / ٣ .
(٢) نضيت : اُبليت (لسان العرب : ١٥ / ٣٢٩) .
(٣) نهج البلاغة : الكتاب ١٥ ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٤٦٣ / ٦٧٩ .

 ٣١٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعية الإمام للقتال

اللهمّ بك أصول ، وبك اُقاتل(١) .

د : فى التحريض علي القتال

٤٥١٣ ـ وقعة صفّين عن الحضرمى : سمعت عليّاً يحرّض فى الناس فى ثلاثة مواطن : يحرّض الناس فى يوم صفّين ويوم الجمل ، ويوم النهر يقول :

عباد الله ! اتّقوا الله ، وغضّوا الأبصار ، واخفضوا الأصوات ، وأقلّوا الكلام ، ووطّنوا أنفسكم علي المنازلة والمجاولة ، والمبارزة والمناضلة والمُجالدة والمعانقة(٢) والمكادمة(٣) والملازمة ، ³ فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ  ²  ، ³ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ  ²  (٤) اللهمّ ألهمهم الصبر ، وأنزل عليهم النصر ، وأعظِم لهم الأجر(٥) .

هـ : دعاء الإمام للضالّين

٤٥١٤ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ لمّا سمع قوماً يسبّون أهل الشام أيّام حربهم بصفّين ـ : إنّى أكره لكم أن تكونوا سبّابين ، ولكنّكم لو وصفتم أعمالهم ، وذكرتم حالهم ، كان أصوب فى القول ، وأبلغ فى العذر ، وقلتم مكان سبّكم إيّاهم :

اللهمّ احقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، واهدهم من ضلالتهم ، حتي يَعرف الحقَّ من جهله ، ويرعوى عن الغىّ والعدوان من لهج به(٦) .


(١) دعائم الإسلام : ١ / ٣٧١ .
(٢) عانقه : التزمه فأدني عُنُقَه من عُنُقِه وهى فى المودّة وفى الحرب (لسان العرب : ١٠ / ٢٧٢) .
(٣) المِكدَم : الشديد القِتال (لسان العرب : ١٢ / ٥١٠) .
(٤) الأنفال : ٤٥ و٤٦ .
(٥) تاريخ الطبرى : ٥ / ١١ ، شرح نهج البلاغة : ٤ / ٢٦ ; الإرشاد : ١ / ٢٦٥ ، وقعة صفّين : ٢٠٤ .
(٦) نهج البلاغة : الخطبة ٢٠٦ ، بحار الأنوار : ٣٢ / ٥٦١ / ٤٦٦ .

 ٣١٩ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعية الإمام للقتال

٤٥١٥ ـ وقعة صفّين عن عبد الله بن شريك : خرج حجر بن عدىّ وعمرو بن الحمق يظهران البراءة واللعن من أهل الشام ، فأرسل إليهما علىّ  ¼ أن كُفّا عمّا يبلغنى عنكما ، فأتياه فقالا :

يا أمير المؤمنين ، أ لَسنا محقّين ؟

قال : بلي .

قالا : أ وَليسوا مبطلين ؟

قال : بلي .

قالا : فَلِمَ منعتنا من شتمهم ؟

قال : كرهت لكم أن تكونوا لعّانين شتّامين ، تشتمون وتتبرّؤون ، ولكن لو وصفتم مساوئ أعمالهم فقلتم : من سيرتهم كذا وكذا ومن عملهم كذا وكذا ، كان أصوب فى القول ، وأبلغ فى العذر . ولو قلتم مكان لعنكم إيّاهم وبراءتكم منهم :

"اللهمّ احقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، واهدهم من ضلالتهم ، حتي يعرف الحقّ منهم من جهله ، ويرعوى عن الغىّ والعدوان من لهج به" كان هذا أحبَّ إلىَّ وخيراً لكم .

فقالا : يا أمير المؤمنين ، نقبل عظتك ، ونتأدّب بأدبك(١) .

و: علي من تخلّف عن الجهاد

٤٥١٦ ـ الإمام علىّ  ¼ : اللهمّ أيّما عبد من عبادك سمع مقالتنا العادلة غير


(١) وقعة صفّين : ١٠٣ وراجع الأخبار الطوال : ١٦٥ .

 ٣٢٠ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعية الإمام للقتال

الجائرة ، والمصلحة غير المفسدة فى الدِّين والدنيا ، فأبي بعد سمعه لها إلاّ النكوص عن نصرتك ، والإبطاء عن إعزاز دينك ، فإنّا نستشهدك عليه يا أكبر الشاهدين شهادة ، ونستشهد عليه جميع ما أسكنته أرضك وسمواتك ، ثمّ أنت بعدُ المغنى عن نصره والآخذ له بذنبه(١) .

ز : علي الناكثين والقاسطين والمارقين

٤٥١٧ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ رفع يده إلي السماء فى حرب الجمل وهو يقول ـ : اللهمّ إنّ طلحة بن عبيد الله أعطانى صفقة بيمينه(٢) طائعاً ، ثمّ نكث بيعته ، اللهمّ فعاجله ولا تمهله(٣) ، اللهمّ إنّ الزبير بن العوّام قطع قرابتى ، ونكث عهدى ، وظاهر عدوّى ، ونصب الحرب لى ، وهو يعلم أنّه ظالم ، فاكفنيه كيف شئت وأنّي شئت(٤) .

٤٥١٨ ـ عنه  ¼ ـ فى دعائه لمّا مرّ علي جماعة من أهل الشام بصفّين ـ : اللهمّ فإنّهم قد ردّوا الحقّ فافضض جمعهم ، وشتّت كلمتهم ، وأبسلهم(٥) بخطاياهم ; فإنّه لا يذلّ من واليت ، ولا يعزّ من عاديت(٦) .

٤٥١٩ ـ الإمام الباقر  ¼ : إنّ عليّاً  ¼ كان يدعو علي الخوارج ، فيقول فى دعائه :


(١) نهج البلاغة : الخطبة ٢١٢ .
(٢) فى المصادر الاُخري : "يمينه" .
(٣) فى المصدر : "لا تميّطه" ولم نجد لها معنيً مناسباً ، وما أثبتناه من المصادر الاُخري .
(٤) الفتوح : ٢ / ٤٦٨ ، المناقب للخوارزمى : ١٨٥ / ٢٢٣ ; المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٢٧٩ ، كشف الغمّة : ١ / ٢٤٠ ، بحار الأنوار : ٤١ / ٢٠٦ / ٢٣ وج ٣٢ / ١٨٩ / ١٤٠ .
(٥) أبسَلتَ فلاناً : إذا أسلمتَه للهَلَكة (لسان العرب : ١١ / ٥٤) .
(٦) وقعة صفّين : ٣٩١ عن زيد بن وهب ، نهج البلاغة : الخطبة ١٢٤ نحوه ، بحار الأنوار : ٣٢ / ٥٠٦ / ٤٣٥ .

 ٣٢١ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعية الإمام نظماً

اللهمّ ربّ البيت المعمور ، والسقف المرفوع ، والبحر المسجور ، والكتاب المسطور ، أسألك الظفر علي هؤلاء الذين نبذوا كتابك وراء ظهورهم ، وفارقوا اُمّة أحمد  ¼ عتوّاً عليك(١) .

٣ / ٣ ـ ١٤

أدعية الإمام نظماً

٤٥٢٠ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى الديوان المنسوب إليه ـ :

لك الحمدُ يا ذا الجود والمجد والعليتباركت تُعطى من تشاء وتمنعُ
إلهى وخلاّقى وحرزى وموئلىإليك لدي الإعسار واليسر أفزعُ
إلهى لئن جلّت وجمّت خطيئتىفعفوك عن ذنبى أجلّ وأوسعُ
إلهى لئن أعطيتُ نفسى سؤلهافها أنا فى روض الندامة أرتعُ
إلهى تري حالى وفقرى وفاقتى وأنت مناجاتى الخفيّةَ تسمعُ
إلهى فلا تقطع رجائى ولا تُزغْفؤادى فلى فى سيب جودك مطمعُ
إلهى أجرنى من عذابك إنّنىأسير ذليل خائف لك أخضعُ
إلهى فآنسنى بتلقين حُجّتىإذا كان لى فى القبر مثويً ومضجعُ
إلهى لئن عذبتنى ألف حِجّةفحبل رجائى منك لا يتقطّعُ
إلهى أذقنى طعم عفوك يوم لابنون ولا مال هنالك ينفعُ
إلهى لئن لم ترعنى كنتُ ضائعاً وإن كنتَ ترعانى فلستُ اُضيَّعُ
إلهى إذا لم تعفُ عن غير محسنفمن لمسىء بالهوي يتمتعُ
إلهى لئن فرّطتُ فى طلب التقيفها أنا إثر العفو أقفو وأتبعُ

(١) قرب الإسناد : ١٢ / ٣٧ عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق  ¼ ، بحار الأنوار : ٣٣ / ٣٨٢ / ٦١١ .

 ٣٢٢ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعية الإمام نظماً

إلهى ذنوبى بزّت الطود واعتلتْ وصفحُك عن ذنبى أجلّ وأرفعُ
إلهى لئن أخطأتُ جهلاً فطالمارجوتُك حتي قيل ما هو يجزعُ
إلهى يُنحّى ذكرُ طولك لوعتى وذكرُ الخطايا العينَ منى يُدمِعُ
إلهى أقلنى عثرتى وامحُ حَوبتىفإنى مقرّ خائف متضرِّعُ
إلهى أنلنى منك رَوحاً ورحمةًفلست سوي أبواب فضلك أقرعُ
إلهى لئن أقصَيتنى أو أهَنْتنىفمن ذا الذى أرجو ومن ذا اُشفِّعُ
إلهى لئن خيّبتنى أو طردتنىفما حيلتى يا ربِّ أم كيف أصنعُ
إلهى حليف الحبّ بالليل ساهرٌيناجي ويدعو والمغفَّل يهجعُ
إلهى وهذا الخلق ما بين نائم ومنتبه فى ليله يتضرّعُ(١)
وكلّهم يرجو نوالك راجياًبرحمتك العظمي وفى الخلد يطمعُ
إلهى يُمنينى رجائى سلامةً وقبح خطيئاتى علىّ يُشنِّعُ
إلهى فإن تعفو فعفوك مُنقذى وإلاّ فبالذنب المدمِّر اُصرعُ
إلهى بحقّ الهاشمىِّ وآلِه وحُرمة أبرار هم لك خُشّعُ
إلهى فأنشرنى علي دين أحمدمنيباً تقيّاً قانتاً لك أخضعُ
ولا تحرمنّى يا إلهى وسيّدىشفاعته الكبري فذاك المشفَّعُ
وصلِّ عليه ما دعاك موحّدٌ وناجاك أخيار ببابك ركّعُ(٢)

٤٥٢١ ـ عنه  ¼ ـ أيضاً ـ :

ذنوبى إن فكّرتُ فيها كثيرةٌ ورحمة ربّى من ذنوبى أوسعُ
فما طمعى فى صالح قد عملتُهُ ولكنّنى فى رحمة الله أطمعُ

(١) ليس هذا البيت فى المصدر ، ولكنّ السياق يقتضيه ، وأثبتناه من طبعة ترجمة مصطفي زمانى .
(٢) الديوان المنسوب إلي الإمام علىّ  ¼ : ٣٤٦ / ٢٧٢ .

 ٣٢٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / أدعية الإمام نظماً

فإن يكُ غفرانٌ فذاك برحمة وإن تكن الاُخري فما كنتُ أصنعُ ؟ !
مليكى ومعبودى وربّى وحافظى وإنّى له عبدٌ أقرّ وأخضعُ(١)

٤٥٢٢ ـ عنه  ¼ ـ أيضاً ـ :

إلهى أنت ذو فضل ومنٍّ وإنّى ذو خطايا فاعفُ عنّى
وظنّى فيك يا ربّى جميلٌفحقّق يا إلهى حسن ظنّى(٢)

٤٥٢٣ ـ عنه  ¼ ـ أيضاً ـ :

لبّيك لبّيك أنت مَولاهُفارحم عُبَيْداً إليك ملجاهُ
يا ذا المعالى عليك معتمدىطوبي لمن كنتَ أنت مولاهُ !
طوبي لمن كان نادماً أرقاًيشكو إلي ذى الجلال بلواهُ !
وما به علّة ولا سقمأكثر من حبّه لمولاهُ
إذا خلا فى الظلام مبتهلاًأجابه الله ثمّ لبّاهُ(٣)

٤٥٢٤ ـ عنه  ¼ ـ أيضاً ـ :

إلهى لا تعذّبنى فإنّىمقرٌّ بالذى قد كان منّى
وما لى حيلة إلاّ رجائىبعفوك إن عفوت وحسنُ ظنّى
فكم من زلّة لى فى الخطاياعضضتُ أناملى وقرعت سنّى !
يظنّ الناس بى خيراً وإنّىلشرُّ الخلق إن لم تعفُ عنّى
وبين يدىَّ مُحتَبَس طويلكأنّى قد دُعيت له كأنّى
اُجنّ بِزَهوة الدنيا جنوناً ويَفنى العمر منها بالتمنّى

(١) الديوان المنسوب إلي الإمام علىّ  ¼ : ٣٤٤ / ٢٧٠ ، بحار الأنوار : ٣٤ / ٤٢٣ / ٥٣ .
(٢) الديوان المنسوب إلي الإمام علىّ  ¼ : ٥٨٢ / ٤٤٠ .
(٣) الديوان المنسوب إلي الإمام علىّ  ¼ : ٤٢ / ١٤ .

 ٣٢٤ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر

فلو أنّى صدقت الزهد فيهاقلبت لأهلها ظهر المِجنِّ(١)

٤٥٢٥ ـ بحار الأنوار : قال المبرّد : ومن شعر أمير المؤمنين الذى لا اختلاف فيه أنّه قاله ، وكان يُردّده ، إنّهم لمّا ساموه أن يُقرّ بالكفر ويتوب حتي يسيروا معه إلي الشام ، فقال :

أ بَعد صحبة رسول الله  ½ والتفقّه فى دين الله أرجع كافراً ؟ ! ثمّ قال :

يا شاهد الله علىَّ فاشهدِإنّى علي دين النبىّ أحمدِ
من شكّ فى الله فإنّى مهتدىيا ربّ فاجعلْ فى الجنان موردى(٢)

٣ / ٣ ـ ١٥

النوادر

٤٥٢٦ ـ الخصال عن عامر الشعبى : تكلّم أمير المؤمنين  ¼ بتسع كلمات ارتجلهنّ ارتجالاً ، فقأن عيون البلاغة ، وأيتمن جواهر الحكمة ، وقطعن جميع الأنام عن اللحاق بواحدة منهنّ ; ثلاث منها فى المناجاة ، وثلاث منها فى الحكمة ، وثلاث منها فى الأدب .

فأمّا اللاّتى فى المناجاة ، فقال : إلهى كفي لى عزّاً أن أكون لك عبداً . وكفي بى فخراً أن تكون لى ربّاً . أنت كما أحبّ فاجعلنى كما تحبّ .

وأمّا اللاّتى فى الحكمة ، فقال : قيمة كلّ امرئ ما يحسنه . وما هلك امرؤ عرف قدره . والمرء مخبوّ تحت لسانه .


(١) الديوان المنسوب إلي الإمام علىّ  ¼ : ٥٨٤ / ٤٤١ .
(٢) بحار الأنوار : ٣٣ / ٣٥٢ / ٥٨٧ وج ٣٤ / ٤٠٩ / ٢٢ وج ٣٥ / ١٦٥ وراجع الكامل للمبرّد : ٣ / ١١٠٧ وشرح نهج البلاغة : ٢ / ٢٧٨ .

 ٣٢٥ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر

وأمّا اللاّتى فى الأدب ، فقال : امننْ علي مَن شئت تكن أميره . واحتج إلي مَن شئت تكن أسيره . واستغنِ عمّن شئت تكن نظيره(١) .

٤٥٢٧ ـ الإمام الصادق  ¼ : كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول إذا فرغ من الزوال(٢) :

اللهمّ إنّى أتقرّب إليك بجودك وكرمك ، وأتقرّب إليك بمحمّد عبدك ورسولك ، وأتقرّب إليك بملائكتك المقرّبين وأنبيائك المرسلين وبك ، اللهمّ أنت الغنىّ عنّى وبى الفاقة إليك ، أنت الغنىّ وأنا الفقير إليك ، أقَلتَنى عثرتى ، وسترتَ علىّ ذنوبى ، فاقضِ لى اليوم حاجتى ، ولا تعذّبنى بقبيح ما تعلم منّى ، بل عفوك وجودك يسعُنى .

قال : ثمّ يخرّ ساجداً ويقول :

يا أهل التقوي ويا أهل المغفرة ، يا برّ يا رحيم ، أنت أبرّ بى من أبى واُمّى ومن جميع الخلائق ، اقبلنى(٣) بقضاء حاجتى مُجاباً دعائى ، مرحوماً صوتى ، قد كشفت أنواع البلايا عنّى(٤) .

٤٥٢٨ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : اللهمّ إن كنّا قد قصّرنا عن


(١) الخصال : ٤٢٠ / ١٤ ، روضة الواعظين : ١٢٣ ، بحار الأنوار : ٧٧ / ٤٠٠ / ٢٣ .
(٢) قوله  ¼ : "إذا فرغ من الزوال" تحتمل الفريضة والنافلة ، لكنّ الشيخ [الطوسي] وغيره ذكروهما فى تعقيب نوافل الزوال بأدني تغيير ، وإطلاق صلاة الزوال علي النافلة فى عرف الأخبار أكثر (مرآة العقول : ١٢ / ٣٣٥) .
(٣) فى بعض النسخ : "اقلبنى" .
(٤) الكافى : ٢ / ٥٤٥ / ١ عن عيسي بن عبد الله القمّى ، من لا يحضره الفقيه : ١ / ٣٢٥ / ٩٥٦ ، دعائم الإسلام : ١ / ٢٠٩ نحوه ، بحار الأنوار : ٨٧ / ٧١ / ٢٠ .

 ٣٢٦ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر

بلوغ طاعتك فقد تمسّكنا من طاعتك بأحبّها إليك ، لا إله إلاّ أنت جاءت بالحقّ من عندك(١) .

٤٥٢٩ ـ عنه  ¼ ـ حين الذبح ـ : وجّهت وجهى للذى فطر السماوات والأرض ، حنيفاً مسلماً ، وما أنا من المشركين ، إنّ صلاتى ونُسكى ومحياى ومماتى لله ربّ العالمين ، لا شريك له ، وبذلك اُمرتُ وأنا من المسلمين(٢) .

٤٥٣٠ ـ عنه  ¼ : لمّا كان يوم خيبر بارزتُ مرحباً فقلت ما كان رسول الله  ½ علّمنى أن أقوله : "اللهمّ انصرنى ولا تنصر علىَّ ، اللهمّ اغلب لى ولا تغلب علىَّ ، اللهمّ تولّنى ولا تولِّ علىَّ ، اللهمّ اجعلنى ذاكراً لك ، شاكراً لك ، راهباً لك ، منيباً مطيعاً ، اقتل أعداءك" ، فقتلت مرحباً يومئذ ، وتركت سلبه ، وكنت أقتل ولا آخذ السلب(٣) .

٤٥٣١ ـ عنه  ¼ : قال رسول الله  ½ : ألا اُعلّمك دعاءً لا تنسي القرآن :

اللهمّ ارحمنى بترك معاصيك أبداً ما أبقيتنى ، وارحمنى من تكلّف ما لا يعنينى ، وارزقنى حسن النظر(٤) فيما يرضيك عنّى ، وألزم قلبى حفظ كتابك كما علّمتنى ، وارزقنى أن أتلوه علي النحو الذى يرضيك عنّى ، اللهمّ نوّر بكتابك بصرى ، واشرح به صدرى ، وفرّح به قلبى ، وأطلق به لسانى ، واستعمل به بدنى ، وقوّنى علي ذلك وأعنّى عليه ، إنّه لا معين عليه إلاّ أنت ، لا إله إلاّ أنت(٥) .


(١) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٢٧٥ / ١٧٤ .
(٢) شعب الإيمان : ٥ / ٤٨٤ / ٧٣٣٩ عن جيش ، الدرّ المنثور : ٦ / ٤٨ .
(٣) الجعفريّات : ٢١٧ .
(٤) فى المصدر : "المنظر" ، وما أثبتناه من المصادر الاُخري .
(٥) الكافى : ٢ / ٥٧٧ / ٢ ، عدّة الداعى : ٢ كلاهما عن حمّاد بن عيسي رفعه ، قرب الإسناد : ٥ / ١٦ عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه (ع) نحوه وفيه "إنّ هذا من دعاء النبىّ  ½ " ، دعائم الإسلام : ٢ / ١٣٧ عن الإمام علىّ  ¼ قال : "شكوت إلي رسول الله  ½ تفلّت القرآن منّى ، فقال : يا علىّ ، ساُعلّمك كلمات يثبتن القرآن فى قلبك قل . . ." وليس فيه "لا إله إلاّ أنت" ، بحار الأنوار : ٩٢ / ٢٠٨ / ٥ وج ٩٥ / ٣٤١ / ١ .

 ٣٢٧ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر

٤٥٣٢ ـ عنه  ¼ : إلهى ارحمنا غرباء إذا تضمّنَتنا بطون لحودنا ، وغُمَّت باللِّبن سقوف بيوتنا ، واُضجعنا مساكين علي الأيمان فى قبورنا ، وخُلّفنا فرادي فى أضيق المضاجع ، وصَرَعَتنا(١) المنايا فى أعجب المصارع ، وصرنا فى دار قوم كأنّها مأهولة ، وهى منهم بلاقع(٢) (٣) .

٤٥٣٣ ـ عنه  ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : أسألك بعزّة الوحدانيّة ، وكرم الإلهيّة ، أن لا تقطع عنّى برّك بعد مماتى ، كما لم تزل ترانى أيّام حياتى ، أنت الذى تجيب من دعاك ، ولا تخيّب من رجاك ، ضلّ من يدعو إلاّ إيّاك ، فإنّك لا تحجب من أتاك ، وتفضّل علي من عصاك ، ولا يفوتك من ناواك ، ولا يعجزك من عاداك ، كلّ فى قدرتك ، وكلّ يأكل رزقك(٤) .

٤٥٣٤ ـ عنه  ¼ ـ أيضاً ـ : اللهمّ إن فههتُ(٥) عن مسألتى أو عمهتُ(٦) عن طلبتى ، فدلّنى علي مصالحى ، وخذ بناصيتى إلي مراشدى ، اللهمّ احملنى علي عفوك ،


(١) فى نسخة : "صيّدتنا" .
(٢) البلاقع : جمع بلقع ; وهى الأرض القفر التى لا شىء فيها (النهاية : ١ / ١٥٣) .
(٣) المصباح للكفعمى : ٤٩٠ ، البلد الأمين : ٣١٤ كلاهما عن الإمام العسكرى عن آبائه (ع) ، بحار الأنوار : ٩٤ / ١٠٣ / ١٤ .
(٤) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٣١٩ / ٦٦٧ .
(٥) فههت : أى عَييْت (مجمع البحرين : ٣ / ١٤٢٠) .
(٦) العَمَهُ : التحيّر والتردّد (لسان العرب : ١٣ / ٥١٩) .

 ٣٢٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر

ولا تحملنى علي عدلك(١) .

٤٥٣٥ ـ عنه  ¼ : يا أفضل المنعمين فى آلائه ، وأنعم المفضلين فى نعمائه ، كثرت أياديك عندى فعجزت عن إحصائها ، وضقت ذرعاً فى شكرى لك بجزائها ، فلك الحمد علي ما أوليت ، ولك الشكر علي ما أبليت ، يا خير من دعاه داع ، وأفضل من رجاه راج ، بذمّة الإسلام أتوسّل إليك ، وبحرمة القرآن أعتمد عليك ، وبحقّ محمّد وآل محمّد أتقرّب إليك ، فصلّ علي محمّد وآل محمّد ، واعرف ذمّتى التى رجوت بها قضاء حاجتى ، برحمتك يا أرحم الراحمين(٢) .

٤٥٣٦ ـ عنه  ¼ ـ فى الحكم المنسوبة إليه ـ : إلهى كيف لا يحسن منّى الظنّ وقد حسن منك المنّ ؟ ! إلهى إن عاملتَنا بعدلك لم يبقَ لنا حسنة ، وإن أنلتنا فضلك لم يبقَ لنا سيّئة(٣) .

٤٥٣٧ ـ عنه  ¼ ـ أيضاً ـ : اللهمّ فرّغنى لما خلقتنى له ، ولا تشغلنى بما تكفّلت لى به ، ولا تحرمنى وأنا أسألك ، ولا تعذّبنى وأنا أستغفرك(٤) .

٤٥٣٨ ـ عنه  ¼ : إلهى لو لم تهدِنى إلي الإسلام ما اهتديت ، ولو لم ترزقنى الإيمان بك ما آمنت ، ولو لم تطلق لسانى بدعائك ما دعوت ، ولو لم تعرّفنى حلاوة معرفتك ما عرفت ، ولو لم تبيّن لى شديد عقابك ما استجرت(٥) .


(١) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٣٤٧ / ٩٨٧ .
(٢) المصباح للكفعمى : ٤٩٧ ، البلد الأمين : ٣١٨ كلاهما عن الإمام العسكرى عن آبائه (ع) ، بحار الأنوار : ٩٤ / ١٠٨ / ١٤ .
(٣) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٣١٩ / ٦٥٩ .
(٤) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٣٤٨ / ٩٨٩ .
(٥) المصباح للكفعمى : ٤٨٦ ، البلد الأمين : ٣١٢ كلاهما عن الإمام العسكرى عن آبائه (ع) ، بحار الأنوار : ٩٤ / ١٠١ / ١٤ .

 ٣٢٩ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر

٤٥٣٩ ـ عنه  ¼ : إلهى ، وعزّتك وجلالك ! لقد أحببتك محبّة استقرّت حلاوتُها فى قلبى ، وما تنعقد ضمائر موحّديك علي أنّك تبغض محبّيك(١) .

٤٥٤٠ ـ عنه  ¼ : إلهى لو طبقت ذنوبى ما بين السماء إلي الأرض ، وخرقت النجوم ، وبلغت أسفل الثري ، ما ردّنى اليأس عن توقّع غفرانك ، ولا صرَفَنى القنوط عن ابتغاء(٢) رضوانك .

إلهى دعوتك بالدعاء الذى علّمتَنِيه ، فلا تحرمنى جزاءك الذى وعدتَنِيه ، فمن النعمة أن هديتنى لحسن دعائك ، ومن تمامها أن توجب لى محمود جزائك(٣) .

٤٥٤١ ـ عنه  ¼ : إلهى جودك بسط أملى ، وشكرك قبل عملى ، فسرّنى بلقائك عند اقتراب أجلى .

إلهى ليس اعتذارى إليك اعتذار من يستغنى عن قبول عذره ، فاقبل عذرى ، يا خير من اعتذر إليه المسيؤون .

إلهى لا تردّنى فى حاجة قد أفنيتُ عمرى فى طلبها منك ، وهى المغفرة .

إلهى لو أردتَ إهانتى لم تهدنى ، ولو أردت فضيحتى لم تستُرنى ، فمتّعنى بما له قد هديتنى ، وأدِم لى ما به سترتنى .

إلهى ما وصفت من بلاء ابتليتَنِيه ، أو إحسان أولَيتَنِيه ، فكلّ ذلك بمنّك فعلتَه ،


(١) المصباح للكفعمى : ٤٩٦ ، البلد الأمين : ٣١٨ كلاهما عن الإمام العسكرى عن آبائه (ع) ، بحار الأنوار : ٩٤ / ١٠٨ / ١٤ .
(٢) فى البلد الأمين : "انتظار" .
(٣) المصباح للكفعمى : ٤٩٦ ، البلد الأمين : ٣١٧ كلاهما عن الإمام العسكرى عن آبائه (ع) ، بحار الأنوار : ٩٤ / ١٠٨ / ١٤ .

 ٣٣٠ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر

وعفوك تمام ذلك إن أتمَمتَه .

إلهى لولا ما قرفتُ من الذنوب ، ما فَرَقت(١) عقابك ، ولولا ما عرفت من كرمك ، ما رجوت ثوابك ، وأنت أولي الأكرمين بتحقيق أمل الآملين ، وأرحم من استرحم فى تجاوزه عن المذنبين .

إلهى نفسى تُمنّينى بأنّك تغفر لى ، فأكرم بها اُمنية بشّرت بعفوك ! وصدِّقْ بكرمك مبشّراتِ تمنّيها ، وهب لى بجودك مدمّرات تجنّيها .

إلهى ألقَتنى الحسنات بين جودك وكرمك ، وألقتنى السيّئات بين عفوك ومغفرتك ، وقد رجوت أن لا يضيع بين ذَين وذَين مسيءٌ ومحسنٌ .

إلهى إذا شهد لى الإيمان بتوحيدك ، وانطلق لسانى بتمجيدك ، ودلّنى القرآن علي فواضل جودك ، فكيف لا يبتهج رجائى بحسن موعودك ؟ ! إلهى تتابع إحسانك إلىّ يدلّنى علي حسن نظرك لى ، فكيف يشقي امرؤ حسن له منك النظر ؟ !

إلهى إن نظرت إلىَّ بالهلكة عيونُ سخطتك ، فما نامت عن استنقاذى منها عيون رحمتك .

إلهى إن عرّضنى ذنبى لعقابك ، فقد أدنانى رجائى من ثوابك .

إلهى إن عفوتَ فبفضلك ، وإن عذّبتَ فبعدلك ، فيا من لا يُرجي إلاّ فضله ، ولا يُخاف إلاّ عدله ، صلِّ علي محمّد وآل محمّد ، وامنن علينا بفضلك ، ولا تستقصِ علينا فى عدلك(٢) .


(١) الفَرَق بالتحريك : الخَوْف والفَزَع (النهاية : ٣ / ٤٣٨) .
(٢) المصباح للكفعمى : ٤٩٤ ، البلد الأمين : ٣١٦ كلاهما عن الإمام العسكرى عن آبائه (ع) ، بحار الأنوار : ٩٤ / ١٠٦ / ١٤ .

 ٣٣١ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر

٤٥٤٢ ـ عنه  ¼ : إلهى إن كان قد دنا أجلى ، ولم يقرِّبنى منك عملى ، فقد جعلت الاعتراف بالذنب إليك وسائل عللى(١) ، فإن عفوت فمن أولي منك بذلك ؟ ! وإن عذّبت فمن أعدل منك فى الحكم هنالك ؟ !

إلهى إن جُرْت(٢) علي نفسى فى النظر لها ، وبقى نظرك لها ، فالويل لها إن لم تسلم به .

إلهى إنّك لم تزل بى بارّاً أيّام حياتى ، فلا تقطع برَّك عنّى بعد وفاتى .

إلهى كيف أيأس من حسن نظرك لى بعد مماتى ، وأنت لم تولِّنى إلاّ الجميل فى أيّام حياتى ؟ !

إلهى إنّ ذنوبى قد أخافتنى ، ومحبّتى لك قد أجارتنى ، فتولَّ من أمرى ما أنت أهله ، وعد بفضلك علي من غمره جهله ، يا من لا تخفي عليه خافية ، صلِّ علي محمّد وآل محمّد ، واغفر لى ما قد خفى علي الناس من أمرى .

إلهى سترتَ علىَّ فى الدنيا ذنوباً ، ولم تظهرها ، وأنا إلي سترها يوم القيامة أحوج ، وقد أحسنتَ بى إذ لم تظهرها للعصابة من المسلمين ، فلا تفضحنى بها يوم القيامة علي رؤوس العالمين(٣) .

٤٥٤٣ ـ عنه  ¼ : إلهى أنت دللتنى علي سؤال الجنّة قبل معرفتها ، فأقبلت النفس بعد العرفان علي مسألتها ، أ فتدلُّ علي خيرك السُّؤّال ، ثمَّ تمنعهم النَّوال ، وأنت


(١) فى المصدر : "عملى" ، وما فى المتن من المصادر الاُخري .
(٢) فى البلد الأمين : "إنّى جرت" وفى بحار الأنوار : "إنّى إن جرت" .
(٣) المصباح للكفعمى : ٤٩٣ ، البلد الأمين : ٣١٦ كلاهما عن الإمام العسكرى عن آبائه (ع) ، بحار الأنوار : ٩٤ / ١٠٥ / ١٤ .

 ٣٣٢ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر

الكريم المحمود فى كلِّ ما تصنعه يا ذا الجلال والإكرام ؟ !

إلهى إن كنتُ غير مستوجب لما أرجو من رحمتك فأنت أهل التفضُّل علىَّ بكرمك ، فالكريم ليس يصنع كلَّ معروف عند من يستوجبه(١) .

٤٥٤٤ ـ عنه  ¼ : إلهى إن كنتُ غير مستأهل لما أرجو من رحمتك ، فأنت أهل أن تجود علي المذنبين بسعة رحمتك .

إلهى إن كان ذنبى قد أخافنى ، فإنّ حسن ظنّى بك قد أجارنى .

إلهى ليس تشبه مسألتى مسألة السائلين ; لاِنّ السائل إذا مُنِع امتنع عن السؤال ، وأنا لا غني بى عمّا سألتك علي كلِّ حال .

إلهى ارضَ عنّى فإن لم ترضَ عنّى فاعفُ عنّى ، فقد يعفو السيّد عن عبده وهو عنه غير راض .

إلهى كيف أدعوك وأنا أنا ؟ ! أم كيف أيأس منك وأنت أنت ؟ !

إلهى إنّ نفسى قائمة بين يديك وقد أظلَّها حسنُ توكُّلى عليك ، فصنعتَ بها ما يُشبهك ، وتغمَّدتنى بعفوك(٢) .

٤٥٤٥ ـ الإمام الصادق  ¼ : إنّ رجلاً أتي أمير المؤمنين  ¼ فقال :

يا أمير المؤمنين ، كان لى مال ورثته ولم اُنفق منه درهماً فى طاعة الله


(١) المصباح للكفعمى : ٤٩٢ ، البلد الأمين : ٣١٥ كلاهما عن الإمام العسكرى عن آبائه (ع) ، بحار الأنوار : ٩٤ / ١٠٥ / ١٤ .
(٢) المصباح للكفعمى : ٤٩٢ ، البلد الأمين : ٣١٦ كلاهما عن الإمام العسكرى عن آبائه (ع) ، بحار الأنوار : ٩٤ / ١٠٥ / ١٤ .

 ٣٣٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر

عزّ وجلّ ، ثمّ أكتسب منه مالاً فلم اُنفق منه درهماً فى طاعة الله ، فعلّمنى دعاءً يخلف علىّ ما مضي ويغفر لى ما عملت ، أو عملاً أعمله .

قال : قل .

قال : وأىّ شىء أقول يا أمير المؤمنين ؟

قال : قل كما أقول : يا نورى فى كلّ ظلمة ، ويا اُنسى فى كلّ وحشة ، ويا رجائى فى كلّ كربة ، ويا ثقتى فى كلّ شدّة ، ويا دليلى فى الضلالة ، أنت دليلى إذا انقطعت دلالة الأدلاّء فإنّ دلالتك لا تنقطع ولا يضلّ من هديت ، أنعمت علىّ فأسبغت ، ورزقتنى فوفرت ، وغذّيتنى فأحسنت غذائى ، وأعطيتنى فأجزلت بلا استحقاق لذلك بفعل منّى ولكن ابتداء منك لكرمك وجودك ، فتقوّيت بكرمك علي معاصيك ، وتقوّيت برزقك علي سخطك ، وأفنيت عمرى فيما لا تحبّ ، فلم يمنعك جرأتى عليك وركوبى لما نهيتنى عنه ودخولى فيما حرمت علىّ أن عدت علىّ بفضلك ، ولم يمنعنى حلمك عنّى وعودك علىّ بفضلك أن عدت فى معاصيك .

فأنت العوّاد بالفضل وأنا العوّاد بالمعاصى ، فيا أكرم من أقرّ له بذنب ، وأعزّ من خضع له بذل ، لكرمك أقررتُ بذنبى ، ولعزّك خضعتُ بذلّى ، فما أنت صانع بى فى كرمك ، وإقرارى بذنبى . وعزّك وخضوعى بذلّى ، افعل بى ما أنت أهله ، ولا تفعل بى ما أنا أهله(١) .

٤٥٤٦ ـ المزار الكبير عن أبى الحسن علىّ بن ميثم : حدّثنى ميثم قال : أصحر بى مولاى أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب  ¼ ليلة من الليالى حتي خرج من


(١) الكافى : ٢ / ٥٩٥ / ٣٥ عن علىّ بن أبى حمزة عن بعض أصحابه .

 ٣٣٤ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر

الكوفة وانتهي إلي مسجد جعفى ، توجّه إلي القبلة وصلّي أربع ركعات فلما سلّم وسبّح بسط كفّيه وقال :

إلهى كيف أدعوك وقد عصيتك ؟ ! وكيف لا أدعوك وقد عرفتك ؟ ! وحبّك فى قلبى مكين ، مددت إليك يداً بالذنوب مملوءة ، وعيناً بالرجاء ممدودة .

إلهى أنت مالك العطايا وأنا أسير الخطايا ، ومن كرم العظماء الرفق بالاُسراء ، وأنا أسير بجرمى مرتهن بعملى .

إلهى ما أضيق الطريق علي من لم تكن دليله ! وأوحش المسلك علي من لم تكن أنيسه !

إلهى لئن طالبتنى بذنوبى لاُطالبنّك بعفوك ، وإن طالبتنى بسريرتى لاُطالبنّك بكرمك ، وإن طالبتنى بشرّى لاُطالبنّك بخيرك ، وإن جمعت بينى وبين أعدائك فى النار لاُخبرنهم أنى كنت لك محبّاً ، وأننى كنت أشهد أن لا إله إلاّ الله .

إلهى هذا سرورى بك خائفاً فكيف سرورى بك آمناً ؟ !

إلهى الطاعة تسرّك والمعصية لا تضرّك ، فهب لى ما يسرّك واغفر لى ما لا يضرّك ، وتُب علىّ إنك أنت التوّاب الرحيم .

اللهمّ صلِّ علي محمّد وآل محمّد وارحمنى إذا انقطع من الدنيا أثرى ، وامتحي من المخلوقين ذكرى ، وصرت من المنسيّين كمن قد نُسى .

إلهى كبر سنّى ودقّ عظمى ، ونال الدهر منّى ، واقترب أجلى ، ونفدت أيّامى ، وذهبت محاسنى ، ومضت شهوتى ، وبقيت تبعتى ، وبُلى جسمى ، وتقطّعت أوصالى ، وتفرّقت أعضائى ، وبقيت مرتهناً بعملى .

إلهى أفحمتنى ذنوبى وانقطعت مقالتى ولا حجّة لى . إلهى أنا المقرّ بذنبى ،

 ٣٣٥ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر

المعترف بجرمى ، الأسير بإساءتى ، المرتهن بعملى ، المتهوّر فى خطيئتى ، المتحيّر عن قصدى ، المنقطع بى فصلِّ علي محمّد وآل محمّد وتفضّل علىّ وتجاوز عنى .

إلهى إن كان صغر فى جنب طاعتك عملى فقد كبر فى جنب رجائك أملى ، إلهى كيف أنقلب بالخيبة من عندك محروماً وكلّ ظنّى بجودك أن تقلبنى بالنجاة مرحوماً ؟ ! إلهى لم اُسلّط علي حسن ظنى بك قنوط الآيسين ، فلا تبطل صدق رجائى من بين الآملين .

إلهى عظم جرمى إذ كنت المطالب به ، وكبر ذنبى إذ كنت المبارز به ، إلاّ أنى إذا ذكرتُ كِبَر ذنبى وعِظمَ عفوك وغفرانك ، وجدتُ الحاصل بينهما لى أقربهما إلي رحمتك ورضوانك . إلهى إن دعانى إلي النار مخشىّ عقابك فقد نادانى إلي الجنّة بالرجاء حسن ثوابك .

إلهى إن أوحشتنى الخطايا عن محاسن لطفك فقد آنستنى باليقين مكارم عفوك ، إلهى إن أنامتنى الغفلة عن الاستعداد للقائك فقد أنبهتنى المعرفة يا سيدى بكرم آلائك . إلهى إن عزُب لبّى عن تقويم ما يُصلحنى فما عزُب إيقانى بنظرك إلىّ فيما ينفعنى .

إلهى إن انقرضت بغير ما أحببت من السعى أيامى فبالإيمان أمضيت السالفات من أعوامى ، إلهى جئتك ملهوفاً وقد اُلبست عدم فاقتى ، وأقامنى مع الأذلاّء بين يديك ضرّ حاجتى ، إلهى كرمت فأكرمنى إذ كنت من سؤآلك ، وجدت بالمعروف فاخلطنى بأهل نوالك ، إلهى أصبحت علي باب من أبواب منحك سائلاً ، وعن التعرّض لسواك بالمسألة عادلاً ، وليس من شأنك ردّ سائل ملهوف ومضطر لانتظار خير منك مألوف .

 ٣٣٦ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر

إلهى أقمت علي قنطرة الأخطار مبلوّا بالأعمال والاختبار إن لم تعن عليها بتخفيف الأثقال والآصار ، إلهى أمن أهل الشقاء خلقتنى فاُطيل بكائى ، أم من أهل السعادة خلقتنى فاُبشر رجائى ؟ ! إلهى إن حرمتنى رؤية محمّد  ½ وصرفت وجه تأميلى بالخيبة فى ذلك المقام فغير ذلك مَنَّتنى نفسى يا ذا الجلال والإكرام والطول والإنعام .

إلهى لو لم تهدنى إلي الإسلام ما اهتديت ، ولو لم ترزقنى الإيمان بك ما آمنت ، ولو لم تطلق لسانى بدعائك ما دعوت ، ولو لم تُعرّفنى حلاوة معرفتك ما عرفت ، إلهى إن أقعدنى التخلّف عن السبق مع الأبرار فقد أقامتنى الثقة بك علي مدارج الأخيار .

إلهى قلبٌ حشوته من محبّتك فى دار الدنيا ، كيف تُسلّط عليه ناراً تحرقه فى لظي ؟ ! إلهى كلّ مكروب إليك يلتجئ ، وكلّ محروم لك يرتجى .

إلهى سمع العابدون بجزيل ثوابك فخشعوا ، وسمع المزلّون عن القصد بجودك فرجعوا ، وسمع المذنبون بسعة رحمتك فتمتّعوا ، وسمع المجرمون بكرم عفوك فطمعوا ، حتي ازدحمت عصائب العُصاة من عبادك ، وعجّ إليك كلّ منهم عجيج الضجيج بالدعاء فى بلادك ولكلّ أمل ساق صاحبه إليك وحاجة ، وأنت المسؤول الذى لا تسودّ عنده وجوه المطالب صلِّ علي محمّد نبيك وآله ، وافعل بى ما أنت أهله إنك سميع الدعاء .

وأخفت دعاءه وسجد وعفّر وقال : العفو العفو مائة مرة(١) .

٤٥٤٧ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ عند وضع الميّت فى القبرـ : بسم الله وعلي ملّة


(١) المزار الكبير : ١٤٩ ، المزار للشهيد الأوّل : ٢٧٠ ، بحار الأنوار : ١٠٠ / ٤٤٩ / ٢٦ .

 ٣٣٧ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر

رسول الله  ½ ، اللهمّ افسح له فى قبره ، ونوّره له ، وألحقه بنبيّه ، وأنت عنه راض غير غضبان(١) .

٤٥٤٨ ـ عنه  ¼ ـ كان يقول علي الميّت ـ : اللهمّ اغفر لأحيائنا وأمواتنا ، وألِّف بين قلوبنا ، وأصلح ذات بيننا ، واجعل قلوبنا علي قلوب أخيارنا ، اللهمّ اغفر له ، اللهمّ ارحمه ، اللهمّ أرجعه إلي خير ممّا كان فيه ، اللهمّ عفوك ، اللهمّ عفوك(٢) .

٤٥٤٩ ـ عنه  ¼ ـ عند وضع ابن المكفّف فى القبر ـ : اللهمّ عبدك وولد عبدك ، نزل بك وأنت خير منزول به ، اللهمّ وسّع له مدخله ، واغفر له ذنبه ، فإنّا لا نعلم به(٣) إلاّ خيراً ، وأنت أعلم به(٤) .

٤٥٥٠ ـ عنه  ¼ ـ لأهل القبور ـ : عليكم السلام يا أهل الديار الموحشة والمحالّ المقفرة ، من المؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات ; وأنتم لنا سلفٌ وفَرَط(٥) ، ونحن لكم تبع ، وبكم عمّا قليل لاحقون . اللهمّ اغفر لنا ولهم ، وتجاوز عنّا وعنهم .

ثمّ قال : الحمد لله الذى جعل الأرض كِفاتاً(٦) ، أحياء وأمواتاً ; الحمد لله الذى


(١) الجعفريّات : ٢٠٢ .
(٢) الدعاء للطبرانى : ٣٦٠ / ١١٩٧ ، المصنّف لعبد الرزّاق : ٣ / ٤٨٧ / ٦٤٢٢ ، المصنّف لابن أبى شيبة : ٣ / ١٧٧ / ٧ كلّها عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى وفيهما "اللهمّ عفوك" مرّة .
(٣) كذا فى المصدر ، وفى بعض المصادر : "منه" .
(٤) السنن الكبري : ٤ / ٦١ / ٦٩٥٠ ، المصنّف لابن أبى شيبة : ٣ / ٢١٢ / ٢ وح ٥ كلاهما نحوه وكلّها عن عمير بن سعيد ، كنز العمّال : ١٥ / ٧٣٣ / ٤٢٩١٤ ; الدعوات : ٢٦٧ / ٧٦٢ نحوه .
(٥) فَرَطٌ : إذا تقدَّم وسَبَق القوم (النهاية : ٣ / ٤٣٤) .
(٦) الكِفات : الموضع الذى يضمّ فيه الشىء ويقبض ، وفى التنزيل العزيز : ³ أَلَمْ نَجْعَلِ الاَْرْضَ كِفَاتًا  ± أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا  ²  (المرسلات : ٢٥ و٢٦) (لسان العرب : ٢ / ٧٩) .

 ٣٣٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام الداعين / النوادر

جعل منها خلقنا ، وفيها يعيدنا ، وعليها يحشرنا . طوبي لمن ذكر المعاد ، وعمل للحساب ، وقنع بالكفاف ، ورضى عن الله بذلك ! (١)


(١) وقعة صفّين : ٥٣١ ، بحار الأنوار : ٣٢ / ٥٥٣ / ٤٦٢ وج ٨٢ / ١٧٩ / ٢٤ .