٣ / ٤
٤٥٥١ ـ رسول الله ½ ـ لعلىّ ¼ ـ : أنت . . . أشجعهم قلباً فى لقاء الحرب ، وأجودهم كفّاً ، وأزهدهم فى الدنيا ، وأشدّهم جهاداً(١) .
٤٥٥٢ ـ عنه ½ : أفضلكم علىّ بن أبى طالب ، أقدمكم إسلاماً ، وأوفركم إيماناً ، وأكثركم علماً ، وأرجحكم حلماً ، وأشدّكم لله غضباً ، وأشدّكم نكايةً فى الغزو والجهاد(٢) .
٤٥٥٣ ـ شرح نهج البلاغة : وأمّا الجهاد فى سبيل الله فمعلومٌ عند صديقه وعدوّه أنّه سيّد المجاهدين ، وهل الجهاد لأحد من الناس إلاّ له ! وقد عرفت أنّ أعظم غزاة غزاها رسول الله ½ وأشدّها نكايةً فى المشركين بدر الكبري ، قُتل فيها سبعون من المشركين ، قتل علىٌّ نصفهم ، وقتل المسلمون والملائكة النصف
(١) الفضائل لإبن شاذان : ١٢٣ عن سلمان والمقداد وأبى ذرّ .
(٢) تفسير فرات : ٤٩٦ / ٦٥١ ; شواهد التنزيل : ٢ / ٣٥٧ / ١٠٠٣ وفيه "العدو" بدل "الغزو" وليس فيه "الجهاد" كلاهما عن ابن مسعود .
الآخر .
وإذا رجعت إلي مغازى محمّد بن عمر الواقدى وتاريخ الأشراف لأحمد بن يحيي بن جابر البلاذرى وغيرهما علمتَ صحّة ذلك ، دَع من قتله فى غيرها كاُحد والخندق وغيرهما .
وهذا الفصل لا معني للإطناب فيه ; لأنّه من المعلومات الضروريّة ، كالعلم بوجود مكّة ومصر ونحوهما(١) .
٤٥٥٤ ـ المناقب لابن شهر آشوب ـ فى الإمام علىّ ¼ ـ : أنّه قتل فى يوم بدر خمسة وثلاثين مبارزاً ـ دون الجرحي ـ علي قول العامّة ، وهم : الوليد بن عتبة ، والعاص بن سعيد بن العاص ، ومطعم بن عدىّ بن نوفل ، وحنظلة بن أبى سفيان ، ونوفل بن خويلد ، وزمعة بن الأسود ، والحارث بن زمعة ، والنضر بن الحارث بن عبد الدار ، وعمير بن عثمان بن كعب ـ عمّ طلحة ـ ، وعثمان ومالك أخوا طلحة ، ومسعود بن أبى اُميّة بن المغيرة ، وقيس بن الفاكهة بن المغيرة ، وأبو القيس بن الوليد بن المغيرة ، وعمرو بن مخزوم ، والمنذر بن أبى رفاعة ، ومنبه بن الحجّاج السهمى ، والعاص بن منبه ، وعلقمة بن كلدة ، وأبو العاص بن قيس بن عدىّ ، ومعاوية بن المغيرة بن أبى العاص ، ولوذان بن ربيعة ، وعبد الله بن المنذر بن أبى رفاعة ، ومسعود بن اُميّة بن المغيرة ، والحاجب بن السايب بن عويمر ، وأوس بن المغيرة بن لوذان ، وزيد بن مليص ، وعاصم بن أبى عوف ، وسعيد بن وهب ، ومعاوية بن عامر بن عبد القيس ، وعبد الله بن جميل بن زهير ، والسايب بن سعيد بن مالك ، وأبو الحكم بن الأخنس ، وهشام بن أبى اُميّة .
ويقال : قتل بضعة وأربعين رجلاً .
وقتل ¼ فى يوم اُحد : كبش الكتيبة طلحة بن أبى طلحة ، وابنه أبا سعيد ، وإخوته خالداً ومخلّداً وكلدة والمجالس ، وعبد الرحمن بن حميد بن زهرة ، والحكم بن الأخنس بن شريق الثقفى ، والوليد بن أرطاة ، واُميّة بن أبى حذيفة ، وأرطاة بن شرحبيل(١) ، وهشام بن اُميّة ، ومسافع ، وعمرو بن عبد الله الجمحى ، وبشر بن مالك المغافرى ، وصوابا مولي عبد الدار ، وأبا حذيفة بن المغيرة ، وقاسط بن شريح العبدى ، والمغيرة بن المغيرة ، سوي مَن قتلهم بعدما هزمهم .
ولا إشكال فى هزيمة عمر وعثمان ، وإنّما الإشكال فى أبى بكر ، هل ثبت إلي وقت الفرج أو انهزم ؟
وقتل ¼ فى يوم الأحزاب : عمرو بن عبد ودّ وولده ، ونوفل بن عبد الله بن المغيرة ، ومنبه بن عثمان العبدرى ، وهبيرة بن أبى هبيرة المخزومى . وهاجت الرياح ، وانهزم الكفّار .
وقتل ¼ يوم حنين أربعين رجلاً وفارسهم أبو جرول ، وأنّه قدّه عظيماً بنصفين بضربة فى الخوذة والعمامة والجوشن والبدن إلي القربوس ، وقد اختلفوا فى اسمه . ووقف ¼ يوم حنين فى وسط أربعة وعشرين ألف ضارب سيف إلي أن ظهر المدد من السماء .
وفى غزاة السلسلة قتل السبعة الأشدّاء ، وكان أشدّهم آخرهم ; وهو سعيد بن مالك العجلى .
وفى بنى نضير قتل أحد عشر ، منهم غروراً .
وفى بنى قريظة ضرب أعناق رؤساء اليهود مثل حىّ بن أخطب وكعب بن الأشرف .
وفى غزوة بنى المصطلق قتل مالكاً وابنه . . . .
وفى يوم الفتح قتل فاتك العرب أسد بن غويلم .
وفى غزوة وادى الرمل قتل مبارزيهم .
وبخيبر قتل : مرحباً ، وذا الخمار ، وعنكبوتاً .
وبالطائف هزم خيل ضيغم ، وقتل شهاب بن عيس ، ونافع بن غيلان .
وقتل مهلعاً وجناحاً وقت الهجرة .
وقتاله لأحداث مكّة عند خروج النبىّ من داره إلي المسجد ، ومبيته علي فراشه ليلة الهجرة .
وله المقام المشهور فى الجمل ; حتي قطع يد الجمل ، ثمّ قطع رجليه حتي سقط .
وله ليلة الهرير ثلاثمائة تكبيرة ، أسقط بكلّ تكبيرة عدوّاً . وفى رواية خمسمائة وثلاثة وعشرون ، رواه الأعثم . وفى رواية سبعمائة . ولم يكن لدرعه ظهر ، ولا لمركوبه كرّ وفرّ(١) .
(١) المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٨٢ .
٣ / ٥
٣ / ٥ ـ ١
٤٥٥٥ ـ الإمام علىّ ¼ : إنّ الله جعلنى إماماً لخلقه ; ففرض علىَّ التقدير فى نفسى ومطعمى ومشربى وملبسى كضعفاء الناس ; كى يقتدى الفقير بفقرى ، ولا يطغى الغنىّ غناه(١) .
٤٥٥٦ ـ الكافى عن صالح بن أبى حمّاد وأحمد بن محمّد وغيرهما عن الإمام علىّ ¼ ـ فى احتجاجه ¼ علي عاصم بن زياد حين لبس العباء وترك الملاء ، وشكاه أخوه الربيع بن زياد أنّه قد غمّ أهله ، وأحزن ولده بذلك ، فقال ¼ ـ : علىَّ بعاصم بن زياد . فجىء به ، فلمّا رآه عبس فى وجهه ، فقال له : أ ما استحييت من أهلك ؟ أ ما رحمت ولدك ؟ أ تري الله أحلّ لك الطيّبات وهو يكره أخذك منها ؟
(١) الكافى : ١ / ٤١٠ / ١ عن حميد وجابر العبدى ، بحار الأنوار : ٤٠ / ٣٣٦ / ١٧ .
أنت أهون علي الله من ذلك ! أ وَليس الله يقول : ³ وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ ± فِيْهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ ² (١) أ وَليس الله يقول : ³ مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ ± بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَ يَبْغِيَانِ ² (٢) إلي قوله : ³ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللؤلُؤُ وَالمَرْجَانُ ² (٣) ؟ فبالله لابتذال نِعَمِ الله بالفعال أحبُّ إليه من ابتذالها بالمقال ، وقد قال الله عزّ وجلّ : ³ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ² (٤) .
فقال عاصم : يا أمير المؤمنين ، فعلامَ اقتصرت فى مطعمك علي الجشوبة ، وفى ملبسك علي الخشونة ؟
فقال : ويحك ! إنّ الله عزّ وجلّ فرض علي أئمّة العدل أن يقدّروا أنفسهم بضَعَفة الناس ; كى لا يتبيّغ(٥) بالفقير فقره(٦) .
٤٥٥٧ ـ تذكرة الخواصّ عن الأحنف بن قيس : دخلت علي معاوية فقدّم إلىّ من الحلو والحامض ما كثر تعجّبى منه ، ثمّ قال : قدّموا ذاك اللون . فقدّموا لوناً ما أدرى ما هو ، فقلت : ما هذا ؟ فقال : مصارين البطّ محشوّة بالمخّ ودهن الفستق ، قد ذُرَّ عليه السكّر .
قال : فبكيت .
(١) الرحمن : ١٠ و١١ .
(٢) الرحمن : ١٩ و٢٠ .
(٣) الرحمن : ٢٢ .
(٤) الضحي : ١١ .
(٥) تَبيَّغَ به : هاجَ به (لسان العرب : ٨ / ٤٢٢) .
(٦) الكافى : ١ / ٤١٠ / ٣ ، نهج البلاغة : الخطبة ٢٠٩ ; ربيع الأبرار : ٤ / ٨٦ وليس فيه "كى لا . . ." ، المعيار والموازنة : ٢٤٣ كلّها نحوه وراجع الاختصاص : ١٥٢ وتذكرة الخواصّ : ١١١ و١١٢ .
فقال : ما يبكيك ؟
فقلت : لله درّ ابن أبى طالب !
لقد جاد من نفسه بما لم تسمح به أنت ولا غيرك .
فقال : وكيف ؟
قلت : دخلت عليه ليلة عند افطاره ، فقال لى : قم فتعشَّ مع الحسن والحسين . ثمّ قام إلي الصلاة ، فلمّا فرغ دعي بجراب مختوم بخاتمه ، فأخرج منه شعيراً مطحوناً ، ثمّ ختمه ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، لم أعهدك بخيلا ! فكيف ختمت علي هذا الشعير ؟
فقال : لم أختمه بخلا ، ولكن خفت أن يبسّه(١) الحسن والحسين بسمن أو إهالة(٢) .
فقلت : أحرام هو ؟
قال : لا ، ولكن علي أئمّة الحقّ أن يتأسّوا بأضعف رعيّتهم حالا فى الأكل واللباس ، ولا يتميّزون عليهم بشىء لا يقدرون عليه ; ليراهم الفقير فيرضي عن الله تعالي بما هو فيه ، ويراهم الغنىّ فيزداد شكراً وتواضعاً (٣) .
٤٥٥٨ ـ نثر الدرّ : وفى رواية اُخري قال الأحنف : دخلت علي معاوية ، فقدّم لى من الحارّ والبارد والحلو والحامض ما كثر تعجّبى منه ، ثمّ قدّم لى لوناً لم أدرِ ما
(١) بَسّ السَّويقَ : خلطه بسمن أو زيت (لسان العرب : ٦ / ٢٦) .
(٢) الإهالة : كلّ شىء من الأدهان ممّا يُؤتدم به ، وقيل : هو ما اُذيب من الإلية والشحم ، وقيل : الدَّسَم الجامد (النهاية : ١ / ٨٤) .
(٣) تذكرة الخواصّ : ١١٠ .
هو ، فقلت : ما هذا ؟ قال : مصارين البطّ محشوّة بالمخّ قد قُلى بدهن الفستق وذُرّ عليه الطَبَرْزَد(١) . فبكيت ، فقال : ما يبكيك ؟
قلت : ذكرت عليّاً ¢ ، بينا أنا عنده وحضر وقت إفطاره فسألنى المقام ، إذ دعا بجراب مختوم ، قلت : ما فى الجراب ؟
قال : سويق شعير .
قلت : ختمت عليه أن يؤخذ ، أو بخلت به ؟
قال : لا ، ولا أحدهما ، ولكنّى خفت أن يلتّه(٢) الحسن أو الحسين بسمن أو زيت .
قلت : محرّم هو يا أمير المؤمنين ؟ !
قال : لا ، ولكن يجب علي أئمّة الحقّ أن يعتدّوا أنفسهم من ضَعَفة الناس ; لئلاّ يُطغى الفقيرَ فقرُه .
فقال معاوية : ذكرت مَن لا يُنكر فضله(٣) .
٤٥٥٩ ـ تذكرة الخواصّ عن سويد بن غفلة : دخلت علي علىّ ¼ يوماً وليس فى داره سوي حصير رثّ وهو جالس عليه ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، أنت ملك المسلمين ، والحاكم عليهم وعلي بيت المال ، وتأتيك الوفود ، وليس فى بيتك سوي هذا الحصير شىء ؟
فقال : يا سويد ، إنّ اللبيب لا يتأثّث فى دار النقلة وأمامنا دار المقامة ، قد نقلنا
(١) الطَّبَرْزَذُ : السُّكَّر ، فارسىّ معرّب (لسان العرب : ٣ / ٤٩٧) .
(٢) يَلُتّ السَّويق : أى يَخلِطُه (النهاية : ٤ / ٢٣٠) .
(٣) نثر الدرّ : ١ / ٣٠٤ ، حلية الأبرار : ٢ / ٢٣٣ / ٢٠ وراجع ينابيع المودّة : ١ / ٤٤٧ / ١٦ .
إليها متاعنا ، ونحن منقلبون إليها عن قريب .
قال : فأبكانى والله كلامه(١) .
٤٥٦٠ ـ الإمام الباقر ¼ : والله ، إن كان علىّ ¼ ليأكل أكل العبد ، ويجلس جلسة العبد ، وإن كان ليشترى القميصين السنبلانيّين فيُخيّر غلامه خيرهما ، ثمّ يلبس الآخر ، فإذا جاز أصابعه قطعه ، وإذا جاز كعبه حذفه . ولقد ولى خمس سنين ما وضع آجُرّة علي آجُرّة ، ولا لبنة علي لبنة ، ولا أقطع قطيعاً ، ولا أورث بيضاء ولا حمراء ، وإن كان ليطعم الناس خبز البُرّ واللحم ، وينصرف إلي منزله ويأكل خبز الشعير والزيت والخلّ ، وما ورد عليه أمران كلاهما لله رضيً إلاّ أخذ بأشدّهما علي بدنه(٢) .
٤٥٦١ ـ أخلاق محتشمى : قدم عامل آذربيجان علي علىّ ¼ بأموالها فى شهر رمضان وهو بالكوفة . فلمّا صلّي بالناس صلاة المغرب تولّي بنفسه قسمة اللحم والثريد علي الفقراء وسائر أهل المسجد . وكان يأمر كلّ يوم بنحر جزور لذلك ، ولا يرجع إلي منزله إلاّ بعد الفراغ من الصلاتين وقسمة جميع ذلك بيده ¼ عليهم .
قال : فقال للعامل : خذ نصيباً من هذا اللحم والثريد وافطر عليه ! فقال العامل : أنا أفطر عند أمير المؤمنين ، وكان فى نفسه أنّه يصيب طعاماً خيراً من ذلك .
فلمّا فرغ ورجع إلي المنزل ومعه العامل ، اُتى بقرص من الخشكار(٣) وشىء من السويق ووزّع ، فقال ¼ للعامل : كُل ! وأخذ هو يأكل .
(١) تذكرة الخواصّ : ١١٥ ; عدّة الداعى : ١٠٩ ، إرشاد القلوب : ١٥٧ كلاهما نحوه .
(٢) الأمالى للصدوق : ٣٥٦ / ٤٣٧ عن محمّد بن قيس ، روضة الواعظين : ١٣١ .
(٣) قال المجلسى : فى كتب الطبّ وبعض كتب اللغة : أنّه الخبز المأخوذ من الدقيق غير المنخول (بحار الأنوار : ١٤ / ٧٠) .
فقال العامل : إنّى تركت لحم الجزور والثريد طمعاً فى شىء أجود منه !
فقال ¼ : أ ما تعلم أنّ المتولّى لاُمور الناس لا ينبغى أن يكون طعامه خيراً من طعامهم . ثمّ قال لقنبر : إذهب إلي الحسن ، وانظر هل تجد عنده طعاماً لضيفنا هذا !
قال : فذهب وأتي برغيفين وشىء من الثريد ، وقال : قال الحسن : ما بقى عندنا غير هذا . فوضع وأكل العامل(١) .
٣ / ٥ ـ ٢
٤٥٦٢ ـ الإمام علىّ ¼ : أكتفى من دنياكم بملحى وأقراصى ، فبتقوي الله أرجو خلاصى ، ما لعلىّ ونعيم يفني ، ولذّة تنتجها المعاصى !(٢)
٤٥٦٣ ـ تنبيه الخواطر : روى أنّه كتب إلي بعض عمّاله يقول له : إنّ إمامك علىّ بن أبى طالب قد اقتنع من دنياه بطِمريه(٣) ، ويسدّ فورة جوعه بقرصيه ، ولا يطعم الفلذة(٤) إلاّ فى سنة اُضحية ، ولن تقدروا علي ذلك ، فأعينونى بورع
(١) أخلاق محتشمى : ٤٤٥ / ١٠ .
(٢) الأمالى للصدوق : ٧٢٢ / ٩٨٨ عن المفضّل بن عمر عن الإمام الصادق عن آبائه
واجتهاد(١) .
٤٥٦٤ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى كتابه إلي عثمان بن حنيف ـ : ألا وإنّ لكلّ مأموم إماماً يقتدى به ، ويستضىء بنور علمه ، ألا وإنّ إمامكم قد اكتفي من دنياه بطِمريه ، ومن طُعمه بقرصيه . . . ولو شئت لاهتديت الطريق إلي مصفّي هذا العسل ، ولُباب هذا القمح ، ونسائج هذا القزّ ، ولكن هيهات أن يغلبنى هواى ، ويقودنى جشعى إلي تخيّر الأطعمة ، ولعلّ بالحجاز أو اليمامة(٢) من لا طمع له فى القرص ، ولا عهد له بالشبع ، أو أبيتَ مبطاناً وحولى بطون غرثي(٣) ، وأكباد حرّي ، أو أكون كما قال القائل :
وحَسبُكَ داءً أن تَبيتَ ببِطنة | وحوَلكَ أكبادٌ تَحِنُّ إلي القِدِّ |
أ أقنع من نفسى بأن يقال : هذا أمير المؤمنين ، ولا اُشاركهم فى مكاره الدهر ، أو أكون اُسوةً لهم فى جشوبة العيش ! . . . وايم الله ـ يميناً أستثنى فيها بمشيئة الله ـ لأروضنّ نفسى رياضةً تهشّ معها إلي القرص إذا قدرت عليه مطعوماً ، وتقنع بالملح مأدوماً ، ولأدعنّ مقلتى كعين ماء نضب معينها ، مستفرغةً دموعها ، أ تمتلئ السائمة من رعيها فتبرُك ، وتشبع الربيضة من عشبها فتربض ، ويأكل علىّ من زاده فيهجع ؟ ! قرّت إذاً عينه إذا اقتدي بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة ، والسائمة المرعيّة(٤) .
(١) تنبيه الخواطر : ١ / ١٥٤ ، الخرائج والجرائح : ٢ / ٥٤٢ / ٢ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١٠١ كلاهما نحوه .
(٢) اليَمَامَة : من بلاد نجد والحجاز ، بينها وبين البحرين عشرة أيّام (راجع معجم البلدان : ٥ / ٤٤٢) .
(٣) الغَرَثُ : أيسَرُ الجوع غرِث فهو غَرِثٌ والاُنثي غَرثي (لسان العرب : ٢ / ١٧٢) .
(٤) نهج البلاغة : الكتاب ٤٥ ، بحار الأنوار : ٤٠ / ٣٤٠ / ٢٧ . راجع : الخصائص الأخلاقيّة / زينة الزهد .
٤٥٦٥ ـ تنبيه الخواطر : أكل علىّ ¼ تَمرَ دَقَل(١) ، وشرب عليه الماء ، وضرب علي بطنه وقال : من أدخل بطنه النار فأبعده الله(٢) .
٤٥٦٦ ـ تنبيه الخواطر : روى أنّ أمير المؤمنين ¼ كان أكله قرص الشعير والملح الجريش(٣) .
٤٥٦٧ ـ الكامل فى التاريخ ـ فى ذكر الإمام علىّ ¼ ـ : كان يختم علي الجراب الذى فيه دقيق الشعير الذى يأكل منه ، ويقول : لا اُحبّ أن يدخل بطنى إلاّ ما أعلم(٤) .
٤٥٦٨ ـ الإمام الباقر ¼ : كان صاحبكم [يعني أمير المؤمنين ¼ ] ليجلس جلسة العبد ، ويأكل أكلة العبد ، ويُطعم الناس خبز البُرّ واللحم ، ويرجع إلي أهله فيأكل الخبز والزيت(٥) .
٤٥٦٩ ـ عنه ¼ : كان علىّ ¼ يُطعم الناس بالكوفة الخبز واللحم ، وكان له طعام علي حِدة ، فقال قائل من الناس : لو نظرنا إلي طعام أمير المؤمنين ما هو .
(١) الدَّقل : ضَربٌ من النخل ، وتمر الدَّقَل ردىء (لسان العرب : ١١ / ٢٤٦) .
(٢) تنبيه الخواطر : ١ / ٤٦ ، الدعوات : ١٣٧ / ٣٤٠ وزاد فيه : ثمّ تمثّل :
(٣) تنبيه الخواطر : ١ / ١٥٤ .
(٤) الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٤٣ .
(٥) الكافى : ٨ / ١٣٠ / ١٠٠ ، الأمالى للطوسى : ٦٩٢ / ١٤٧٠ كلاهما عن محمّد بن مسلم ، الأمالى للصدوق : ٣٥٦ / ٤٣٧ عن محمّد بن قيس ، تنبيه الخواطر : ٢ / ٨٤ عن عمر بن سعيد بن هلال عن الإمام الصادق ¼ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٩٩ والثلاثة الأخيرة نحوه .
فأشرفوا عليه وإذا طعامه ثريدة بزيت ، مكلّلة(١) بالعجوة(٢) ، وكان ذلك طعامه ، وكانت العجوة تحمل إليه من المدينة(٣) .
٤٥٧٠ ـ الإمام الصادق ¼ : كان أمير المؤمنين ¼ أشبه الناس طعمة برسول الله ½ ; كان يأكل الخبز والخلّ والزيت ، ويُطعم الناس الخبز واللحم(٤) .
٤٥٧١ ـ عنه ¼ ـ فى الإمام علىّ ¼ ـ : ما كان قوته إلاّ الخلّ والزيت ، وحلواه التمر إذا وجده ، وملبوسه الكرابيس(٥) ، فإذا فضل عن ثيابه شىء دعا بالجلم(٦) فجزّه(٧) .
٤٥٧٢ ـ عنه ¼ : كان أمير المؤمنين ¼ يأكل الخلّ والزيت ، ويجعل نفقته تحت طِنفسته(٨) (٩) .
٤٥٧٣ ـ عنه عن آبائه ¥ : إنّ عليّاً ¼ كان لا يُنخل له الدقيق(١٠) .
(١) مكلّلة : محفوفة (لسان العرب : ١١ / ٥٩٦) .
(٢) العجوة : نوع من تمر المدينة أكبر من الصيحانى يضرب إلي السواد ، من غرس النبىّ ½ (النهاية : ٣ / ١٨٨) .
(٣) الغارات : ١ / ٨٥ عن بكر بن عيسي عن الإمام الصادق ¼ وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٩٩ .
(٤) الكافى : ٦ / ٣٢٨ / ٣ وج ٨ / ١٦٥ / ١٧٦ ، تنبيه الخواطر : ٢ / ١٤٨ وفيهما "طعمة وسيرة" وليس فيهما "الخلّ" ، المحاسن : ٢ / ٢٧٩ / ١٩٠١ كلّها عن زيد بن الحسن .
(٥) الكِرباس : القُطن ، فارسىّ معرّب (لسان العرب : ٦ / ١٩٥) .
(٦) الجَلَمْ : الذى يُجزّ به الشعر والصوف كالمقصّ (مجمع البحرين : ١ / ٣٠٧) .
(٧) الكافى : ٨ / ١٦٣ / ١٧٣ عن الحسن الصيقل ، بحار الأنوار : ٤١ / ١٣٠ / ٤٠ .
(٨) الطِنْفِسَة : البساط الذى له خمل رقيق (مجمع البحرين : ٢ / ١١١٥) .
(٩) الكافى : ٦ / ٣٢٨ / ٩ عن يعقوب بن سالم .
(١٠) المحاسن : ٢ / ٢٢٢ / ١٦٦٩ عن طلحة بن زيد ، بحار الأنوار : ٦٦ / ٣٢٤ / ٧ .
٤٥٧٤ ـ الكافى عن محمّد بن علىّ الحلبى : سألت أبا عبد الله ¼ عن الطعام ، فقال :
٤٥٧٥ ـ الكافى عن اُمامة بنت أبى العاص بن الربيع : أتانى أمير المؤمنين علىّ ¼
٤٥٧٦ ـ الغارات عن بكر بن عيسي ـ فى الإمام على ¼ ـ : كان يطعم الناس
٤٥٧٧ ـ المناقب لابن شهر آشوب ـ فى الإمام علىّ ¼ ـ : رآه عدىّ بن حاتم
عَلّل النفسَ بالقنوع وإلاّ | طلبَت منكَ فوقَ ما يَكفيها(٥) |
٤٥٧٨ ـ ربيع الأبرار عن الأسود وعلقمة : دخلنا علي علىّ
(ع) وبين يديه طبق من خوص عليه قرص أو قرصان من شعير ، وأنّ أسطار النخالة لتبين فى الخبز ، وهو يكسره علي ركبته ، ويأكله بملح جريش . فقلنا لجارية سوداء اسمها فضّة : أ لا(١) الكافى : ٦ / ٣٢٨ / ٨ .
(٢) الكافى : ٦ / ٣٦٩ / ١ .
(٣) الغارات : ١ / ٦٨ ; شرح نهج البلاغة : ٢ / ٢٠٠ وفيه إلي "بالزيت" .
(٤) الشَّنّةُ : الخَلَقُ من كلّ آنية صُنِعَت من جلد (لسان العرب : ١٣ / ٢٤٠) .
(٥) المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٩٨ ; ينابيع المودّة : ١ / ٤٤٧ / ١٥ نحوه .
نخلت هذا الدقيق لأمير المؤمنين ؟ !
فقالت : أ يأكل هو المهنّا ويكون الوزر فى عنقى ؟
فتبسّم وقال : أنا أمرتها أن لا تنخله .
قلنا : ولِم يا أمير المؤمنين ؟ !
قال : ذلك أجدر أن يذلّ النفس ، ويقتدى بى المؤمن ، وألحق بأصحابى(١) .
٤٥٧٩ ـ الغارات عن عقبة بن علقمة : دخلت علي علىّ ¼ فإذا بين يديه لبن حامض ـ آذتنى حموضته ـ وكِسَر يابسة ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، أ تأكل مثل هذا ؟ ! فقال لى : يا أبا الجنوب ، رأيت رسول الله ½ يأكل أيبس من هذا ، ويلبس أخشن من هذا ـ وأشار إلي ثيابه ـ فإن أنا لم آخذ بما أخذ به خفت ألاّ ألحق به(٢) .
٤٥٨٠ ـ مسند ابن حنبل عن عبد الله بن زرير : دخلت علي علىّ بن أبى طالب ¢ يوم الأضحي ، فقرّب إلينا خزيرة(٣) ، فقلت : أصلحك الله ، لو قرّبت إلينا هذا البطّ ـ يعنى الوزّ ـ ; فإنّ الله عزّ وجلّ قد أكثر الخير . فقال : يابن زرير ، إنّى سمعت رسول الله ½ يقول : لا يحلّ للخليفة من مال الله إلاّ قصعتان ; قصعة يأكلها هو وأهله ، وقصعة يضعها بين يدى الناس(٤) .
(١) ربيع الأبرار : ٢ / ٦٩٣ ; تنبيه الخواطر : ١ / ٤٨ .
(٢) الغارات : ١ / ٨٤ ، مكارم الأخلاق : ١ / ٣٤٥ / ١١١٥ وفيه "يا أبا الجنود" بدل "يا أبا الجنوب" ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٩٨ وفيه من "يا أبا الجنوب . . ." ; شرح نهج البلاغة : ٢ / ٢٠١ .
(٣) الخزيرة : لحم يُقطّع صغاراً ويُصبّ عليه ماء كثير فإذا نضج ذُرّ عليه الدقيق (النهاية : ٢ / ٢٨) .
(٤) مسند ابن حنبل : ١ / ١٦٩ / ٥٧٨ ، فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٧٢٤ / ١٢٤١ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٨١ / ٩٠٤٥ وفيه "الخبز" بدل "الخير" ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٦٤٤ ، الرياض النضرة : ٣ / ٢١٩ ، البداية والنهاية : ٨ / ٣ عن عبد الله بن رزين وص ٢ عن عبد الله بن أبى رزين وفيه "يطعمها" بدل "يضعها" .
٤٥٨١ ـ المناقب للخوارزمى عن سويد بن غفلة : دخلت علي علىّ ¼ القصر(١) فوجدته جالساً ، وبين يديه صَحفة(٢) فيها لبن حازر أجد ريحه من شدّة حموضته ، وفى يديه رغيف أري قشار الشعير فى وجهه ، وهو يكسر بيده أحياناً ، فإذا غلبه كسره بركبته وطرحه فيه ، فقال ¼ : ادنُ فأصِب من طعامنا هذا . قلت : إنّى صائم . فقال ¼ : سمعت رسول الله ½ يقول : من منعه الصيام من طعام يشتهيه كان حقّاً علي الله أن يطعمه من طعام الجنّة ، ويسقيه من شرابها .
قال : فقلت لجاريته ـ وهى قائمة بقرب منه ـ : ويحك يا فضّة ، أ لا تتّقين الله فى هذا الشيخ ! أ لا تنخلون له طعاماً ممّا أري فيه من النخالة !
فقالت : لقد تقدّم إلينا أن لا ننخل له طعاماً .
قال : ما قلتَ لها ؟ فأخبرتُه . قال : بأبى واُمّى من لم يُنخل له طعام ، ولم يشبع من خبز البُرّ ثلاثة أيّام حتي قبضه الله عزّ وجلّ(٣) .
٤٥٨٢ ـ حلية الأولياء عن عبد الملك بن عمير : حدّثنى رجل من ثقيف أنّ عليّاً استعمله علي عكبرا(٤) . قال : ولم يكن السواد يسكنه المصلّون . وقال لى : إذا كان
(١) القَصْر من البناء : معروف ، وقال اللحيانى : هو المنزل ، وقيل : كل بيت من حَجَر ، قُرشِيّةٌ (لسان العرب : ٥/١٠٠) .
(٢) الصحفة : إناء كالقصعة المبسوطة ونحوها (النهاية : ٣ / ١٣) .
(٣) المناقب للخوارزمى : ١١٨ / ١٣٠ ، شرح نهج البلاغة : ٢ / ٢٠١ نحوه ، فرائد السمطين : ١ / ٣٥٢ / ٢٧٧ ; إرشاد القلوب : ٢١٥ ، الغارات : ١ / ٨٦ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٩٨ كلاهما نحوه ، كشف الغمّة : ١ / ١٦٣ .
(٤) عَكْبَرا : بليدة علي دجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ بينها وبين بعقوبة ، وقد بناها شابور ذو الأكتاف ، ويطلقون عليها أيضاً "بزرج شابور" (راجع تقويم البلدان : ٣٠١) .
عند الظهر فرُح إلىّ ، فرُحت إليه فلم أجِد عنده حاجباً يحبسنى عنه دونه ، فوجدته جالساً وعنده قدح وكوز من ماء ، فدعا بظبية(١) ، فقلت فى نفسى : لقد أمننى حتي يُخرج إلىّ جوهراً ـ ولا أدرى ما فيها ـ فإذا عليها خاتم ، فكسر الخاتم ، فإذا فيها سَويق ، فأخرج منها فصبّ فى القدح ، فصبّ عليه ماء ، فشرب وسقانى ، فلم أصبر فقلت : يا أمير المؤمنين ، أ تصنع هذا بالعراق وطعام العراق أكثر من ذلك ؟ !
قال : أما والله ، ما أختم عليه بخلاً عليه ، ولكنّى أبتاع قدر ما يكفينى ، فأخاف أن يفني فيصنع من غيره ، وإنّما حفظى لذلك ، وأكره أن اُدخل بطنى إلاّ طيّباً(٢) .
٤٥٨٣ ـ فضائل الصحابة عن عدىّ بن ثابت : إنّ عليّاً اُتى بفالوذج فلم يأكله(٣) .
٤٥٨٤ ـ المناقب للخوارزمى عن عدىّ بن ثابت : اُتى علىّ بن أبى طالب ¼ بفالوذج فأبي أن يأكل منه ، وقال : شىء لم يأكل منه رسول الله ½ لا اُحبّ أن آكل منه(٤) .
٤٥٨٥ ـ فضائل الصحابة عن حبّة العرنى ـ فى الإمام علىّ ¼ ـ : إنّه اُتى بفالوذج
(١) فى المصدر : "بطينة" ، والصحيح ما أثبتناه كما فى نسخة ذكرت فى هامش المصدر وكما فى صفة الصفوة والرياض النضرة . والظَّبْية : الجراب (لسان العرب : ١٥ / ٢٢) .
(٢) حلية الأولياء : ١ / ٨٢ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٨٧ ، صفة الصفوة : ١ / ١٣٥ ، الرياض النضرة : ٣ / ٢١٩ عن ابن عمر وفيهما "بظبية" بدل "مَطيبه" وفيها "يفني" بدل "نمي" ; كشف الغمّة : ١ / ١٧٥ ، شرح الأخبار : ٢ / ٣٦٤ / ٧٢٦ كلاهما نحوه وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٩٨ .
(٣) فضائل الصحابة لابن حنبل : ١ / ٥٣٦ / ٨٩٤ ، الزهد لابن حنبل : ١٦٤ ، حلية الأولياء : ١ / ٨١ ، الرياض النضرة : ٣ / ٢١٣ .
(٤) المناقب للخوارزمى : ١١٩ / ١٣١ ; الغارات : ١ / ٨٨ وفيه صدره ، إرشاد القلوب : ٢١٥ ، كشف الغمّة : ١ / ١٦٣ وراجع المحاسن : ٢ / ١٧٨ / ١٥٠٣ .
فوضع قدّامه ، فقال : إنّك لطيّب الريح حسن اللون طيّب الطعم ، ولكنّى أكره أن اُعوّد نفسى ما لم تعتاد(١) .
٤٥٨٦ ـ الإمام الباقر ¼ : إنّ أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ¼ اُتى بخبيص(٢) ، فأبي أن يأكله . فقالوا له : أ تحرّمه ؟ قال : لا ، ولكنّى أخشي أن تتوق(٣) إليه نفسى فأطلبه ، ثمّ تلا هذه الآية : ³ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا ² (٤) (٥) .
٤٥٨٧ ـ الغارات عن بكر بن عيسي ـ فى ذكر الإمام علىّ ¼ ـ : إنّه كان يقول ـ ويضع يده علي بطنه ـ : والذى فلق الحبّة وبرأ النسمة ، لا تنطوى ثميلتى(٦) علي قلّة من خيانة ، ولأخرجنّ منها خميصاً(٧) (٨) .
(١) فضائل الصحابة لابن حنبل : ١ / ٥٤٣ / ٩١٠ ، الزهد لابن حنبل : ١٦٥ ، حلية الأولياء : ١ / ٨١ عن عبد الله بن شريك عن جدّه ، الرياض النضرة : ٣ / ٢١٣ وراجع المحاسن : ٢ / ١٧٨ / ١٥٠٢ والمناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٩٩ .
(٢) الخَبِيصُ : الحَلواءُ المَخبوصةُ (لسان العرب : ٧ / ٢٠) .
(٣) تاقَت نفسى إلي الشىء تَتُوق تَوقاً : نزَعَت واشتاقت (لسان العرب : ١٠ / ٢٣) .
(٤) الأحقاف : ٢٠ .
(٥) الأمالى للمفيد : ١٣٤ / ٢ عن عبد الله بن ميمون عن الإمام الصادق ¼ ، الغارات : ١ / ٩٠ عن الإمام الصادق ¼ وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٩٩ .
(٦) الثَّمِيلَة : أصلها ما يَبقي فى بطن الدابّة من العَلف والماء ، وما يَدّخِره الإنسان من طَعام أو غيره ، وكلّ بقيّة ثميلةٌ (النهاية : ١ / ٢٢٣) .
(٧) الخُمصانُ : الجائعُ الضامرُ البطنِ (لسان العرب : ٧ / ٢٩) .
(٨) الغارات : ١ / ٦٩ .