١٥٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / قوّة العزم والاستقامة
٢ / ٦ ٤١٧١ ـ الإمام علىّ ¼ : أمّا بعد ، فإنّ الله سبحانه بعث محمّداً ½ وليس أحد من العرب يقرأ كتاباً ، ولا يدّعى نبوّةً ولا وحياً ، فقاتل بمن أطاعه من عصاه ، يسوقهم إلي مَنجاتهم . . . وايم الله ، لقد كنتُ من ساقَتها حتي تولّت بحذافيرها ، واستوسقت فى قيادها ، ما ضعفتُ ، ولا جبُنتُ ، ولا خُنتُ ، ولا وهنتُ وايم الله ، لأبقرنّ الباطل حتي اُخرج الحقّ من خاصرته(١) . ٤١٧٢ ـ عنه ¼ : لقد كنّا مع رسول الله ½ ، وإنّ القتل ليدور علي الآباء والأبناء والإخوان والقرابات ، فما نزداد علي كلّ مصيبة وشدّة إلاّ إيماناً ومضياً علي الحقّ ، وتسليماً للأمر ، وصبراً علي مضض الجراح(٢) . ٤١٧٣ ـ المستدرك علي الصحيحين عن ابن عبّاس : كان علىّ ¼ يقول فى حياة رسول الله ½ : إنّ الله يقول : ³ أَ فَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ² (٣) والله لا ننقلب علي أعقابنا بعد إذ هدانا الله ، والله لئن مات أو قُتل لاُقاتلنّ علي ما قاتل عليه حتي أموت ، والله إنّى لأخوه ، ووليّه ، وابن عمّه ، ووارث علمه ، فمن أحقُّ به منّى !(٤) (١) نهج البلاغة : الخطبة ١٠٤ والخطبة ٣٣ ، الإرشاد : ١ / ٢٤٨ كلاهما عن ابن عبّاس نحوه . ١٥٤ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / تمام الإخلاص
٤١٧٤ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى كلام له بعد وقعة النهروان يذكر فيه فضائله ـ : فقمتُ بالأمر حين فشلوا ، وتطلّعت حين تَقبّعوا(١) ، ونطقتُ حين تَعْتَعوا ، ومضيت بنور الله حين وقفوا ، وكنت أخفضهم صوتاً ، وأعلاهم فَوتاً(٢) ، فطِرتُ بعنانِها ، واستبددتُ برِهانِها(٣) ، كالجبل ; لا تحرّكه القواصف ، ولا تزيله العواصف ، لم يكن لأحد فىَّ مَهْمَز ، ولا لقائل فىَّ مَغْمَز(٤) . ٤١٧٥ ـ عنه ¼ ـ فى جواب كتاب عقيل ـ : وأمّا ما سألت عنه من رأيى فى القتال ، فإنّ رأيى قتال المحلّين حتي ألقي الله ، لا يزيدنى كثرة الناس حولى عزّةً ، ولا تفرّقهم عنّى وحشةً ، ولا تحسبنّ ابن أبيك ـ ولو أسلمه الناس ـ متضرّعاً متخشّعاً ، ولا مُقرّاً للضيم واهناً ، ولا سلس الزمام للقائد ، ولا وطىء الظهر للراكب المُتقعِّد ، ولكنّه كما قال أخو بنى سليم :
٢ / ٧ ٤١٧٦ ـ الفخرى : قيل إنّ علياً ¼ صرع فى بعض حروبه رجلاً ، ثمّ قعد علي (١) القُبوع : أن يُدخل الإنسان رأسه فى قميصه أو ثوبه ، ويَقبَع رأسَه : يُخبؤه (لسان العرب : ٨ / ٢٥٨) . ١٥٥ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / كمال الصدق
صدره ليحتزّ رأسه ، فبصق ذلك الرجل فى وجهه ، فقام علىّ ¼ وتركه ، فلمّا سئل عن سبب قيامه وتركه قتل الرجل بعد التمكّن منه قال : إنّه لمّا بصق فى وجهى اغتضتُ منه ، فخفتُ إن قتلتُه أن يكون للغضب والغيظ نصيبٌ فى قتله ، وما كنتُ اُحب أن أقتُله إلاّ خالصاً لوجه الله تعالي(١) . ٤١٧٧ ـ شرح نهج البلاغة : أنتَ إذا تأمّلتَ دعواته ومناجاته ، ووقفت علي ما فيها من تعظيم الله سبحانه وإجلاله ، وما يتضمّنه من الخضوع لهيبته ، والخشوع لعزّته ، والاستخذاء(٢) له ، عرفتُ ما ينطوى عليه من الإخلاص ، وفهمتُ من أىّ قلب خرجت ، وعلي أىّ لسان جرت(٣) . ٢ / ٨ ٤١٧٨ ـ رسول الله ½ ـ لعلىّ ¼ ـ : أنت . . . أحسنهم خلقاً ، وأصدقهم لساناً(٤) . ٤١٧٩ ـ الإمام علىّ ¼ ـ لمّا بويع بالمدينة ـ : والله ، ما كتمت وَشْمةً(٥) ، ولا كذبت كذبةً(٦) . (١) الفخرى : ٤٤ ، إحقاق الحقّ : ١٨ / ١٤٧ نحوه . راجع : مع النبىّ / غزوة الخندق . إرجاعات
١٢٦ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ / الفصل الأوّل : الخصائص العقائديّة / أخلص المؤمنين إيماناً
١٥٦ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / كمال الصدق
٤١٨٠ ـ عنه ¼ : فوَ الله ما كَذبت ولا كُذِّبت(١) . ٤١٨١ ـ عنه ¼ ـ من خطبته بعد وقعة النهروان ـ : أ ترانى أكذب علي رسول الله ½ ! ! والله ، لأنا أوّل من صدّقه ، فلا أكون أوّل من كذب عليه(٢) . ٤١٨٢ ـ عنه ¼ : والله ، ما كَذبت ولا كُذِّبت ، ولا ضَللت ولا ضُلّ بى ، وما نسيت ما عُهد إلىَّ ، إنى إذاً لنسىٌّ(٣) . ٤١٨٣ ـ خصائص الأئمّة (ع) : تحدّث [علىّ ¼ ] يوماً بحديث عن رسول الله ½ ، فنظر القوم بعضهم إلي بعض ، فقال ¼ : ما زلت مذ قُبض رسول الله ½ مظلوماً ، (١) صحيح مسلم : ٢ / ٧٤٩ / ١٥٧ ، السنن الكبري : ٨ / ٢٩٦ / ١٦٧٠١ ، خصائص أمير المؤمنين للنسائى : ٣٠٩ / ١٧٦ كلّها عن عبيد الله بن أبى رافع وص ٣١٧ / ١٨٣ عن زيد بن وهب ، مسند ابن حنبل : ١ / ٢٩٤ / ١١٧٩ عن الوضىء وص ٢٩٦ / ١١٨٨ وص ٢٩٨ / ١١٩٦ ، المستدرك علي الصحيحين : ٤ / ٥٧٧ / ٨٦١٧ والثلاثة الأخيرة عن أبى الوضى وج ٢ / ١٦٧ / ٢٦٥٨ عن مالك بن الحارث ، تاريخ بغداد : ٧ / ٢٣٧ / ٣٧٢٩ عن جابر ، البداية والنهاية : ٧ / ٢٩٤ عن أبى موسي ; الإرشاد : ١ / ١٦ ، الاختصاص : ١٢٣ عن مسمع بن عبد الله البصرى عن رجل ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ١٩١ عن عبد الله بن أبى رافع وأبى موسي وجندب وأبى الوضا ، مسند زيد : ٤٠٩ ، وقال ¼ هذا الكلام فى موارد مختلفة منها : فى النهروان ، والإخبار بشهادته ، وعلم القرآن . ١٥٧ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / كمال الإيثار
وقد بلغنى مع ذلك أنّكم تقولون : إنّى أكذب عليه ، ويلكم أ ترونى أكذب ! ! فعلي من أكذب ; أعلي الله ، فأنا أوّل من آمن به ؟ ! أم علي رسول الله ½ ، وأنا أوّل من صدّقه ؟ ! ولكن لهجة غبتم عنها ، ولم تكونوا من أهلها ، وعلمٌ عجزتم عن حمله ، ولم تكونوا من أهله ، إذ كيل بغير ثمن لو كان له وعاء : ³ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ² (١) (٢) . ٢ / ٩ ٤١٨٤ ـ الإمام زين العابدين ¼ : إنّ أوّل من شري نفسه ابتغاء رضوان الله علىّ بن أبى طالب ¼ ، وقال علىّ ¼ عند مبيته علي فراش رسول الله ½ :
٤١٨٥ ـ اُسد الغابة عن أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبى : رأيت فى بعض الكتب (١) ص : ٨٨ . ١٥٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / كمال الإيثار
أنّ رسول الله ½ لمّا أراد الهجرة خلّف علىّ بن أبى طالب ¼ بمكّة ; لقضاء ديونه ، وردِّ الودائع التى كانت عنده ، وأمَره ليلة خرج إلي الغار ـ وقد أحاط المشركون بالدار ـ أن ينام علي فراشه ، وقال له : اتّشِح(١) ببردى الحضرمى الأخضر ; فإنّه لا يخلص إليك منهم مكروه إن شاء الله تعالي . ففعل ذلك . فأوحي الله إلي جبرئيل وميكائيل ¤ : إنّى آخيت بينكما ، وجعلت عمْر أحدكما أطول من عمر الآخر ، فأيّكما يؤثر صاحبه بالحياة ؟ فاختارا كلاهما الحياة ، فأوحي الله عزّ وجلّ إليهما : أ فلا كنتما مثل علىّ بن أبى طالب ; آخيتُ بينه وبين نبيّى محمّد فبات علي فراشه يفديه بنفسه ، ويؤثره بالحياة . اهبطا إلي الأرض ; فاحفظاه من عدوّه . فنزلا ، فكان جبرئيل عند رأس علىّ ¼ ، وميكائيل عند رجليه ، وجبريل ينادى : بَخ بَخ ، من مثلك يابن أبى طالب يباهى الله عزّ وجلّ به الملائكة ! ! فأنزل الله عزّ وجلّ علي رسوله ½ ـ وهو متوجّه إلي المدينة ـ فى شأن علىّ ¼ : ³ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ² (٢) (٣) . ٤١٨٦ ـ مجمع البيان عن أبى الطفيل : اشتري علىّ ¼ ثوباً ، فأعجبه ، فتصدّق به وقال : سمعتُ رسول الله ½ يقول : من آثر علي نفسه آثره الله يوم القيامة بالجنّة ، (١) التَّوشُّح بالرداء : هو أن يُدخل الثوب من تحت يده اليمني فيلقيه علي منكبه الأيسر ; كما يفعل المحرم (لسان العرب : ٢ / ٦٣٣) . ١٥٩ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / شدّة الغيرة
ومن أحبّ شيئاً فجعله لله قال الله تعالي يوم القيامة : قد كان العباد يكافئون فيما بينهم بالمعروف ، وأنا اُكافيك اليوم بالجنّة(١) . ٤١٨٧ ـ الإمام الصادق ¼ : كان علىّ ¼ أشبه الناس طعمةً وسيرةً برسول الله ½ ، وكان يأكل الخبز والزيت ، ويُطعم الناس الخبز واللحم(٢) . ٤١٨٨ ـ شرح نهج البلاغة : روى عنه أنّه كان يسقى بيده لنخلِ قوم من يهود المدينة حتي مَجلَت(٣) يدُه ، ويتصدّق بالاُجرة ، ويشدّ علي بطنه حجراً(٤) . ٢ / ١٠ ٤١٨٩ ـ الإمام علىّ ¼ ـ من خطبته بعد هجوم عمّال معاوية علي مدينة الأنبار ـ : قد بلغنى أنّ الرجل منهم كان يدخل علي المرأة المسلمة ، والاُخري المعاهدة ، فينتزع حجلها وقُلْبَها(٥) وقلائدها ورِعاثَها(٦) ، ما تمنعُ منه إلاّ بالاسترجاع (١) مجمع البيان : ٢ / ٧٩٢ . إرجاعات
٣٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الأوّل : عليّ عن لسان القرآن / الذي يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله
١٥٧ - المجلد الأوّل / القسم الثاني : الإمام عليّ مع النبيّ / الفصل الثالث : الإيثار الرائع ليلة المبيت
١٦٠ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / زينة الزهد
والاسترحام ، ثمّ انصرفوا وافرين ، ما نال رجلاً منهم كَلْمٌ ، ولا اُريق له دمٌ . فلو أنّ امرأً مسلماً مات من بعد هذا أسفاً ما كان به ملوماً ، بل كان عندى به جديراً(١) . ٤١٩٠ ـ عنه ¼ : لقد بلغنى أنّ العصبة من أهل الشام كانوا يدخلون علي المرأة المسلمة ، والاُخري المعاهدة ، فيهتكون ستَرها ، ويأخذون القناع من رأسها ، والخرص من اُذُنها ، والأوضاح(٢) من يديها ورجليها وعضديها ، والخلخال والمئزر من سوقها ، فما تمتنع إلاّ بالاسترجاع والنداء : يا للمسلمين ، فلا يُغيثها مغيث ، ولا يَنصرها ناصر . فلو أنّ مؤمناً مات من دون هذا أسفاً ما كان عندى مَلوماً ، بل كان عندى بارّاً محسناً(٣) . ٢ / ١١ ٤١٩١ ـ رسول الله ½ : يا علىّ ، إنّ الله تعالي قد زيّنك بزينة لم تُزيّن العبادُ بزينة أحبّ إلي الله تعالي منها ; هى زينة الأبرار عند الله عزّ وجلّ : الزهد فى الدنيا ، فجعلك لا ترزأ(٤) من الدنيا شيئاً ، ولا تزرأ الدنيا منك شيئاً ، ووهب لك حبّ (١) الكافى : ٥ / ٥ / ٦ عن أبى عبد الرحمن السلمى ، نهج البلاغة : الخطبة ٢٧ ، شرح الأخبار : ٢ / ٧٥ / ٤٤٢ عن أبى صادق ، معانى الأخبار : ٣١٠ / ١ ، نثر الدرّ : ١ / ٢٩٨ ، الغارات : ٢ / ٤٧٦ ، دعائم الإسلام : ١ / ٣٩٠ ; الكامل للمبرّد : ١ / ٣٠ ، البيان والتبيين : ٢ / ٥٤ ، العقد الفريد : ٣ / ١٢٢ ، الأخبار الطوال : ٢١٢ والثمانية الأخيرة نحوه . ١٦١ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / زينة الزهد
المساكين ، فجعلك ترضي بهم أتباعاً ، ويرضون بك إماماً(١) . ٤١٩٢ ـ عنه ½ : يا علىّ ، إنّ الله قد زيّنك بزينة لم يَتزيّن العبادُ بزينة أحبّ إلي الله منها ; الزهد فى الدنيا ، فجعلك لا تَنال من الدنيا شيئاً ، ولا تَنال الدنيا منك شيئاً ، ووهب لك حبّ المساكين ، فرضوا بك إماماً ، ورضيت بهم أتباعاً ، فطوبي لمن أحبّك وصدّق فيك ، وويلٌ لمن أبغضك وكذب عليك ; فأمّا الذين أحبّوا وصدّقوا فيك فهم جيرانك فى دارك ، ورفقاؤك فى قصرك ، وأمّا الذين أبغضوك وكذبوا عليك فحقّ علي الله أن يوقفهم موقف الكذّابين يوم القيامة(٢) . ٤١٩٣ ـ عنه ½ ـ لعلىّ ¼ ـ : إنّ الله زيّنك بزينة لم يزيّن العباد بشىء أحبّ إلي الله منها ، ولا أبلغ عنده منها ; الزهد فى الدنيا ، وإنّ الله قد أعطاك ذلك ، جعل الدنيا لا تَنال منك شيئاً ، وجعل لك من ذلك سيماء تعرف بها(٣) . ٤١٩٤ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى كتابه إلي عامله علي البصرة عثمان بن حنيف ـ : ألا وإنّ لكلّ مأموم إماماً يقتدى به ، ويستضىء بنور علمه ، ألا وإنّ إمامكم قد اكتفي من دنياه بطِمرَيه(٤) ، ومن طُعمه بقُرصَيه ، ألا وإنّكم لا تقدرون علي ذلك ، ولكن (١) حلية الأولياء : ١ / ٧١ ، ذخائر العقبي : ١٧٩ ، شواهد التنزيل : ١ / ٥١٧ / ٥٤٨ نحوه إلي "المساكين" وكلّها عن عمّار . ١٦٢ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / زينة الزهد
أعينونى بورع واجتهاد ، وعفّة وسداد . فوَ الله ما كنزتُ من دنياكم تِبراً(١) ، ولا ادّخرتُ من غنائمها وَفْراً(٢) ، ولا أعددتُ لبالى ثوبى طِمراً . بلي ! كانت فى أيدينا فدك من كلّ ما أظلّته السماء ، فشَحّت عليها نفوس قوم ، وسخت عنها نفوس قوم آخرين ، ونِعْمَ الحكمُ الله . وما أصنعُ بفدك وغير فدك ، والنفسُ مظانُّها فى غد جَدَث ، تنقطعُ فى ظلمته آثارها ، وتغيبُ أخبارها ، وحفرةٌ لو زِيدَ فى فُسحتها ، وأوسعت يَدا حافرها ، لأضغطها الحجر والمدر ، وسَدّ فُرجها التراب المتراكم . وإنّما هى نفسى أروضها بالتقوي ; لتأتى آمنةً يوم الخوف الأكبر ، وتثبتُ علي جوانب المزلق . . . . ولو شئتُ لاهتديتُ الطريق إلي مصفّي هذا العسل ، ولُبابِ هذا القمح ، ونَسائج هذا القزّ ، ولكن هيهاتَ أن يغلبنى هواى ، ويقودنى جشعى إلي تَخيّر الأطعمة ، ولعلّ بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له فى القرص ، ولا عهد له بالشبع ، أو أبيت مبطاناً وحولى بُطونٌ غرثي وأكبادٌ حرّي ، أو أكون كما قال القائل :
أ أقنع من نفسى بأن يقال : هذا أمير المؤمنين ، ولا اُشاركهم فى مكاره الدهر ، أو أكون اُسوةً لهم فى جشوبة العيش ! فما خُلقتُ ليشغلنى أكل الطيّبات ، كالبهيمة المربوطة ; همّها علفها ، أو المُرسَلة ; شغلها تَقمُّمها ، تكترش من أعلافها ، وتلهو (١) التِّبْر : هو الذهب والفضّة قبل أن يُضربا دنانير ودراهم ، وقد يطلق التِّبْر علي غيرهما من المعدنيّات ; كالنحاس والحديد والرصاص ، وأكثر اختصاصه بالذهب (النهاية : ١ / ١٧٩) . ١٦٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / زينة الزهد
عمّا يُراد بها ، أو اُترك سديً ، أو اُهمل عابثاً ، أو أجرّ حبل الضلالة ، أو أعتسفُ طريق المتاهة ! . . . إليكِ عنّى يا دنيا ، فحبلكِ علي غاربكِ ، قد انسللتُ من مخالبكِ ، وأفلَتُّ من حبائلكِ ، واجتنبتُ الذهاب فى مداحضِك ، أين القرون الذين غَررتِهم بمَداعبك ! أين الاُمم الذين فتنتِهم بزَخارفكِ ! فها هم رهائن القبور ، ومضامين اللحود . والله لو كنتِ شخصاً مرئيّاً ، وقالباً حسّيّاً ، لأقمتُ عليكِ حدود الله فى عباد غررتِهم بالأمانى ، واُمم ألقيتِهم فى المهاوى ، وملوك أسلمتِهم إلي التلف ، وأوردتِهم موارد البلاء ، إذ لا ورد ولا صدر ! هيهات ! من وَطئ دَحضكِ زَلق ، ومن ركب لججك غرق ، ومن ازوَرَّ عن حبائلكِ وُفّق ، والسالم منك لا يُبالى إن ضاق به مناخُه ، والدنيا عنده كيوم حان انسلاخُه . اعزُبى عنّى ! فوَ الله لا أذلّ لك فتستذلّينى ، ولا أسلسُ لك فتقودينى . وايم الله ـ يميناً استثنى فيها بمشيئة الله ـ لأروضنّ نفسى رياضةً تهشُّ معها إلي القرص إذا قدرت عليه مطعوماً ، وتقنعُ بالملح مأدوماً ، ولأدعنّ مقلتى كعين ماء نضب معينُها ، مستفرغةً دموعها . أ تمتلئ السائمة من رعيها فتبرك ، وتشبع الربيضة من عشبها فتربض . ويأكل علىٌّ من زاده فيهجع ؟ ! قرّت إذاً عينه إذا اقتدي ـ بعد السنين المتطاولة ـ بالبهيمة الهاملة ، والسائمة المرعيّة . طوبي لنفس أدّت إلي ربّها فرضَها ، وعَرَكت(١) بجنبها بؤسها ، وهجرت فى (١) عرك البعيرُ جنبَه بمرفقه : إذا دلكه فأثّر فيه (النهاية : ٣ / ٢٢٢) . ١٦٤ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / زينة الزهد
الليل غُمضَها ، حتي إذا غلب الكَري عليها افترشَت أرضَها ، وتَوسّدت كفّها ، فى معشر أسهر عيونَهم خوفُ معادهم ، وتجافَت عن مضاجعهم جنوبُهم ، وهَمهَمت بذِكر ربّهم شفاهُهم ، وتقشّعت بطول استغفارهم ذنوبهم ; ³ أُولَـٰئـِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَ لاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ² (١) . فاتّقِ الله يابن حنيف ، ولتكفُف أقراصُك ، ليكون من النار خلاصُك(٢) . ٤١٩٥ ـ عنه ¼ : والله ما دنياكم عندى إلاّ كسفر علي منهل حلّوا ، إذ صاح بهم سائقهم فارتحلوا ، ولا لذاذَتها فى عينى إلاّ كحميم أشربه غسّاقاً ، وعلقم اتجرّعه زُعاقاً ، وسمّ أفعي اُسقاه دهاقاً ، وقلادة من نار اُوهقها(٣) خناقاً . ولقد رَقعتُ مِدرعتى هذه حتي استحييتُ من راقعها ، وقال لى : اقذف بها قذف الاُتُن ، لا يرتضيها ليرقعها . فقلت له : اغرُب عنّى فعند الصباح يحمد القوم السري(٤) ، وتنجلى عنّا علالات الكري . ولو شئت لتسربلت بالعبقرىُ المنقوش من ديباجكم ، ولاَكلتُ لُبابَ هذا البُرّ بصدور دجاجكم ، ولشربتُ الماء الزلال برقيق زجاجكم ، ولكنّى اُصدّق الله جلّت عظمته حيث يقول : ³ مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ ± أُولَـٰئـِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الاَْخِرَةِ إِلاَّ (١) المجادلة : ٢٢ . ١٦٥ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / زينة الزهد
النَّارُ ² (١) . فكيف أستطيع الصبر علي نار لو قذفت بشررة إلي الأرض لأحرقت نبتَها ! ولو اعتصمت نفس بقُلّة لأنضجها وهج النار فى قُلّتها ! وأيّما خير لعلىّ أن يكون عند ذى العرش مقرّباً ، أو يكون فى لظي خسيئاً مُبعداً مسخوطاً عليه بجُرمه مكذّباً !(٢)٤١٩٦ ـ عنه ¼ : دنياكم هذه أزهد عندى من عفطةِ عنز (٣) . ٤١٩٧ ـ عنه ¼ : والله لَدنياكم هذه أهون فى عينى من عُراقِ (٤) خنزير فى يدِ مجذوم (٥) . ٤١٩٨ ـ عنه ¼ : إنّ دنياكم عندى لأهون من ورقة فى فم جرادة ، تَقضِمُها ، ما لعلىٍّ ولنعيم يفني ، ولذّة لا تبقي !(٦) ٤١٩٩ ـ عنه ¼ ـ حين عزموا علي بيعة عثمان ـ : والله لاُسلمنّ ما سَلمت اُمور المسلمين ولم يكن فيها جور إلاّ علىَّ خاصّة ; التماساً لأجر ذلك وفضله ، وزهداً (١) هود : ١٥ و١٦ . ١٦٦ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / زينة الزهد
فيما تنافستموه من زخرفه وزبرجه(١) . ٤٢٠٠ ـ المحاسن عن حبّة العرنى : اُتى أمير المؤمنين ¼ بخِوان(٢) فالوذج ، فوُضع بين يديه ، فنظر إلي صفائه وحسنه ، فوَجأ بإصبعه فيه حتي بلغ بأسفله ، ثمّ سلّها ولم يأخذ منه شيئاً ، وتلمّظ إصبعه ، وقال : إنّ الحلال طيّب ، وما هو بحرام ، ولكنّى أكره أن اُعوّد نفسى ما لم اُعوّدها ، ارفعوه عنّى ، فرفعوه(٣) . ٤٢٠١ ـ شرح الأخبار عن الزهرى : لقد بلغنا أنّه [علىّ ¼ ] اشتهي كبداً مشويّة علي خبزة لبنة(٤) ، فأقام حولاً يشتهيها . ثمّ ذكر ذلك الحسن ¼ يوماً وهو صائم ، فصنعها له ، فلمّا أراد أن يفطر قرّبها إليه ، فوقف سائل بالباب ، فقال : يا بنىّ احملها إليه ; لا تُقرأ صحيفتنا غداً ³ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا ² (٥) (٦) . ٤٢٠٢ ـ الإمام علىّ ¼ ـ حين رُئى عليه إزار خَلق مرقوع فقيل له فى ذلك ـ : يخشع له القلب ، وتذلّ به النفس ، ويقتدى به المؤمنون . إنّ الدنيا والآخرة عدوّان متفاوتان ، وسبيلان مختلفان ، فمن أحبّ الدنيا وتولاّها أبغض الآخرة وعاداها ، وهما بمنزلة المشرق والمغرب وماش بينهما ; كلّما قرب من واحد بعد من الآخر ، وهما بعد ضرّتان (٧) . (١) نهج البلاغة : الخطبة ٧٤ . ١٦٧ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / زينة الزهد
٤٢٠٣ ـ الزهد عن أبى النوار بيّاع الكرابيس : أتانى علىّ بن أبى طالب ¼ ومعه غلام له ، فاشتري منّى قميصَى كرابيس ، ثمّ قال لغلامه : اختَر أيّهما شئت . فأخذ أحدهما ، وأخذ علىّ ¼ الآخر ، فلبسه ، ثمّ مدّ يده ، ثمّ قال : اقطع الذى يفضل من قدر يدى ، فقطعه ، وكفّه فلبسه ثمّ ذهب(١) . ٤٢٠٤ ـ الإمام علىّ ¼ : والله لقد رقعت مدرعتى هذه حتي استحييت من راقعها ، ولقد قال لى قائل : ألا تَنبذها عنك ؟ فقلت : اغرب عنّى ، فعند الصباح يحمد القوم السُّري(٢) . ٤٢٠٥ ـ تاريخ دمشق عن العلاء : خطب علىّ ¼ ، قال : أيّها الناس ، والله الذى لا إله إلاّ هو ، ما رزأتُ من مالكم قليلاً ولا كثيراً إلاّ هذه ـ وأخرج قارورةً من كُمّ قميصه فيها طيب ، فقال : أهداها إلىَّ دهقان ـ(٣) . ٤٢٠٦ ـ الإمام الصادق ¼ : ما اعتلج علي علىّ ¼ أمران لله قطّ إلاّ أخذ بأشدّهما ، وما زال عندكم يأكل ممّا عملت يده ، يؤتي به من المدينة . وإن كان ليأخذ السويق فيجعله فى الجراب ، ثمّ يختم عليه ; مخافة أن يزاد فيه من غيره . ومن كان أزهد فى الدنيا من علىّ ¼ !(٤) (١) الزهد لابن حنبل : ١٦٥ ، فضائل الصحابة لابن حنبل : ١ / ٥٤٤ / ٩١١ ، اُسد الغابة : ٤/٩٧/ ٣٧٨٩ ، شرح نهج البلاغة : ٩ / ٢٣٥ ; عوالى اللآلى : ١ / ٢٧٨ / ١٠٩ كلاهما نحوه . ١٦٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / زينة الزهد
٤٢٠٧ ـ عنه ¼ : حدّثنى محمّد بن علىّ بن الحسين ¼ قال : لمّا تجهّز الحسين ¼ إلي الكوفة أتاه ابن عبّاس ، فناشده الله والرحم أن يكون هو المقتول بالطفّ ، فقال : [أنا أعرف](١) بمصرعى منك ، وما وكدى من الدنيا إلاّ فراقها . أ لا اُخبرك يابن عبّاس بحديث أمير المؤمنين ¼ والدنيا ؟ فقال له : بلي ، لعمرى إنّى لاُحبّ أن تحدّثنى بأمرها . فقال أبى : قال على بن الحسين ¼ : سمعت أبا عبد الله ¼ يقول : حدّثنى أمير المؤمنين ¼ ، قال : إنّى كنت بفدك فى بعض حيطانها ، وقد صارت لفاطمة (ع) ـ قال : ـ فإذا أنا بامرأة قد قَحمت علىّ وفى يدى مسحاة وأنا أعمل بها ، فلمّا نظرت إليها طار قلبى ممّا تداخلنى من جمالها ، فشبّهتها ببثينة بنت عامر الجمحى ـ وكانت من أجمل نساء قريش ـ . فقالت : يابن أبى طالب ، هل لك أن تتزوّج بى فاُغنيك عن هذه المسحاة ، وأدلّك علي خزائن الأرض ، فيكون لك الملك ما بقيت ولعقبك من بعدك ؟ فقال لها على ¼ : من أنتِ حتي أخطبكِ من أهلك ؟ فقالت : أنا الدنيا . قال لها : فارجعى واطلبى زوجاً غيرى ، وأقبلتُ علي مسحاتى ، وأنشأت أقول :
(١) ما بين المعقوفين سقط من المصدر وأثبتناه من بحار الأنوار . ١٦٩ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / زينة الزهد
فخرج من الدنيا وليس فى عنقه تبعة لأحد ، حتي لقى الله محموداً غير ملوم ولا مذموم ، ثمّ اقتدت به الأئمّة من بعده بما قد بلغكم ، لم يتلطّخوا بشىء من بوائقها ، عليهم السلام أجمعين ، وأحسن مثواهم(٢) . ٤٢٠٨ ـ المناقب لابن شهر آشوب ـ فى الإمام على ¼ ـ : سأله أعرابى شيئاً ، فأمر ¼ له بألف ، فقال الوكيل : من ذهب أو فضّة ؟ فقال ¼ : كلاهما عندى حجران ، فأعطِ الأعرابى أنفعهما له(٣) . ٤٢٠٩ ـ الكامل فى التاريخ : إنّه [ عليّاً ¼ ] أخرج سيفاً له إلي السوق ، فباعه ، وقال : لو كان عندى أربعة دراهم ثمنَ إزار لم أبِعه . وكان لا يشترى ممّن يعرفه ، وإذا اشتري قميصاً قدّر كمّه علي طول يده وقطع الباقى(٤) . ٤٢١٠ ـ مكارم الأخلاق عن مجمع : إنّ عليّاً ¼ أخرج سيفه ، فقال : من يرتهن سيفى هذا ؟ أما لو كان لى قميص ما رهنتُه . فرهنه بثلاثة دراهم ، فاشتري قميصاً (١) وقع تصحيف فى بعض الألفاظ فصحّحناها من بحار الأنوار . ١٧٠ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / زينة الزهد
سنبلانيّاً ، كمّه إلي نصف ذراعيه ، وطوله إلي نصف ساقيه(١) . ٤٢١١ ـ خصائص الأئمّة (ع) : قال [ علىّ ] ¼ يوماً علي منبر الكوفة : "من يشترى منّى سيفى هذا ، ولو أنّ لى قوت ليلة ما بعتُه" ، وغلّة صدقته تشتمل حينئذ علي أربعين ألف دينار فى كلّ سنة(٢) . ٤٢١٢ ـ الإمام الحسن ¼ ـ بعد شهادة أبيه ¼ ـ : ما ترك علي أهل الأرض صفراء ولا بيضاء إلاّ سبعمائة درهم ; فضلتْ من عطاياه ، أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله(٣) . ٤٢١٣ ـ الاستيعاب : قد ثبت عن الحسن بن علىّ ¤ من وجوه أنّه قال : لم يترك أبى إلاّ ثمانمائة درهم أو سبعمائة فضلت من عطائه ، كان يعدّها لخادم يشتريها لأهله . وأمّا تقشّفه فى لباسه ومَطعمه فأشهَر(٤) . ٤٢١٤ ـ مروج الذهب : قال بعضهم : ترك لأهله مائتين وخمسين درهماً ، (١) مكارم الأخلاق : ١ / ٢٤٧ / ٧٣٣ . ١٧١ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / زينة الزهد
ومصحفه ، وسيفه(١) . ٤٢١٥ ـ مقتل الإمام أمير المؤمنين عن قبيصة بن جابر : ما رأيت أزهد فى الدنيا من علىّ بن أبى طالب ¼ (٢) . ٤٢١٦ ـ الكامل فى التاريخ عن الحسن بن صالح : تذاكروا الزهّادَ عند عمر بن عبد العزيز ، فقال عمر : أزهدُ الناس فى الدنيا علىّ بن أبى طالب ¼ (٣) . ٤٢١٧ ـ شرح نهج البلاغة : وهو الذى كان يكنس بيوتَ الأموال ، ويصلّى فيها . وهو الذى قال : يا صفراء ويا بيضاء غرّى غيرى . وهو الذى لم يخلّف ميراثاً ، وكانت الدنيا كلّها بيده إلاّ ما كان من الشام(٤) . ٤٢١٨ ـ شرح نهج البلاغة : أمّا الزهد فى الدنيا فهو سيّد الزهّاد ، وبدل الأبدال ، وإليه تُشدّ الرحال ، وعنده تنفض الأحلاس ، ما شبع من طعام قطّ ، وكان أخشن الناس مأكلاً وملبساً . قال عبد الله بن أبى رافع : دخلت إليه يوم عيد ، فقدّم جراباً مختوماً ، فوجدنا فيه خبز شعير يابساً مرضوضاً ، فقُدّم ، فأكل . فقلت : يا أمير المؤمنين ، فكيف تختمه ؟ قال : خفتُ هذين الولدَين أن يلُتّاه(٥) بسمن أو زيت . (١) مروج الذهب : ٢ / ٤٢٦ . ١٧٢ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / سماحة الكفّ
وكان ثوبه مرقوعاً بجلد تارة ، وليف اُخري ، ونعلاه من ليف . وكان يلبس الكرباس الغليظ ، فإذا وجد كُمّه طويلاً قطعه بشفرة ، ولم يُخِطه ، فكان لا يزال متساقطاً علي ذراعيه حتي يبقي سديً لا لُحْمَة له . وكان يأتدم ـ إذا ائتدم ـ بخلّ أو بملح ، فإن ترقّي عن ذلك فبعض نبات الأرض ، فإن ارتفع عن ذلك فبقليل من ألبان الإبل . ولا يأكل اللحم إلاّ قليلاً ، ويقول : "لا تجعلوا بطونكم مقابر الحيوان" . وكان مع ذلك أشدّ الناس قوّةً ، وأعظمهم أيداً(١) ، لا ينقض الجوع قوّته ، ولا يُخوِّن(٢) الإقلال منّته . وهو الذى طلّق الدنيا ، وكانت الأموال تُجبي إليه من جميع بلاد الإسلام إلاّ من الشام ، فكان يفرّقها ويمزّقها ، ثمّ يقول :
٢ / ١٢ ٤٢١٩ ـ رسول الله ½ : علىٌّ . . . أقدم الناس إسلاماً ، وأسمحهم كفّاً(٥) . (١) الأيْدُ والآدُ : القوّة (لسان العرب : ٣ / ٧٦) . إرجاعات
٣٤٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام المستضعفين
١٧٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / سماحة الكفّ
٤٢٢٠ ـ عنه ½ ـ لعلىّ ¼ ـ : أنت . . . أجودهم كفّاً ، وأزهدهم فى الدنيا(١) . ٤٢٢١ ـ عنه ½ ـ فى وصف علىّ ¼ ـ : هذا البحر الزاخر ، هذا الشمس الطالعة ، أسخي من الفرات كفّاً ، وأوسع من الدنيا قلباً ، فمن أبغضه فعليه لعنة الله(٢) . ٤٢٢٢ ـ الإمام علىّ ¼ : لقد رأيتَنى مع رسول الله ½ وإنّى لأربط الحجر علي بطنى من الجوع ، وإنّ صدقتى اليوم لأربعون ألفاً(٣) . ٤٢٢٣ ـ عنه ¼ : لقد رأيتَنى أربط الحجر علي بطنى من الجوع فى عهد رسول الله ½ ، وإنّ صدقتى اليوم لأربعون ألف دينار(٤) . ٤٢٢٤ ـ سنن الدارقطنى عن أبى سعيد : شهدت جنازةً فيها رسول الله ½ ، فلمّا وُضعت سأل رسول الله ½ : أ عليه دَين ؟ قالوا : نعم . فعدل عنها ، وقال ½ : صلّوا علي صاحبكم . فلمّا رآه عليّتقفّي ، قال : يا رسول الله ، برئ من دَينه ، وأنا ضامن لما عليه . فأقبل رسول الله ½ فصل ّي عليه ، ثمّ انصرف ، فقال : يا علىّ ، جزاك الله خيراً ، (١) الاحتجاج : ١ / ٣٦٣ / ٦٠ ، كتاب سليم بن قيس : ٢ / ٦٠١ / ٦ ، الفضائل لابن شاذان : ١٢٣ كلّها عن سلمان والمقداد وأبى ذرّ . ١٧٤ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / سماحة الكفّ
فكّ اللهُ رهانك يوم القيامة كما فككتَ رهانَ أخيك المسلم ; ليس من عبد يقضى عن أخيه دينَه إلاّ فكّ الله رهانَه يوم القيامة(١) . ٤٢٢٥ ـ ربيع الأبرار عن محمّد ابن الحنفيّة : كان أبى ¼ يدعو قنبراً بالليل ، فيُحمِّله دقيقاً وتمراً ، فيمضى إلي أبيات قد عرفها ، ولا يُطلع عليه أحداً . فقلت له : يا أبة ، ما يمنعك أن يُدفع إليهم نهاراً ؟ قال ¼ : يا بنىَّ ، صدقة السرّ تطفئ غضب الربّ(٢) . ٤٢٢٦ ـ المناقب للكوفى عن محمّد ابن الحنفيّة : كان أبى رضوان الله عليه إذا جاءت غلّته من ضياعه أخذ قوته لنفسه ، وقوت عياله واُمّهات أولاده ، وأعطي الحسن والحسين قوتهما ، وأعطانى قوتى ، وأعطي مَن بلغ من ولده ، وأعطي عقيل وولده ، وولد جعفر ، واُمّ هانئ وولدها ، وأعطي جميع ولد عبد المطّلب مَن كان منهم يحتاج إلي أن يعطيه ، وإلي سائر بنى هاشم ، وإلي ولد المطّلب بن عبد مناف ، وولد نوفل بن عبد مناف ، وإلي جماعة من قريش مَن كان منهم يحتاج إلي الصِّلة ، وإلي أهل بيوت من الأنصار ، وغيرهم ، حتي لا يُبقى منه شيئاً رضوان الله عليه ومغفرته . ولم يسأله أحد شيئاً فردّه إلاّ بما يرضيه(٣) . ٤٢٢٧ ـ ربيع الأبرار : أتي عليّاً (ع) أعرابىٌّ فقال : والله ، يا أمير المؤمنين ما تركتُ (١) سنن الدارقطنى : ٣ / ٧٨ / ٢٩١ وح ٢٩٢ وص ٤٧ / ١٩٤ ، السنن الكبري : ٦ / ١٢١ / ١١٣٩٩ كلاهما عن عاصم بن ضمرة عن الإمام علىّ ¼ وح ١١٣٩٨ ، تاريخ أصبهان : ٢ / ٢٦٠ / ١٦٣٣ كلّها نحوه ، المنتخب من مسند عبد بن حميد : ٢٨١ / ٨٩٣ ; عوالى اللآلى : ٢ / ١١٤ / ٣١٤ نحوه . ١٧٥ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / سماحة الكفّ
فى بيتى لا سَبَداً ولا لَبَداً(١) ، ولا ثاغية ولا راغية(٢) . فقال : والله ، ما أصبح فى بيتى فضل عن قوتى . فولّي الأعرابى وهو يقول : واللهِ ، ليسألنّك اللهُ عن موقفى بين يديك . فبكي بكاءً شديداً ، وأمر بردّه ، واستعادة كلامه . ثمّ بكي ، فقال : يا قنبر ائتنى بدرعى الفلانيّة ، ودفعها للأعرابى(٣) وقال : لا تُخدعنّ عنها ; فطالما كشفتُ بها الكربَ عن وجه رسول الله . ثمّ قال قنبر : كان يجزيه عشرون درهماً . قال : يا قنبر ، والله ما يسرّنى أن لى زِنَة الدنيا ذهباً أو فضّة فتصدّقت وقَبِله الله منّى وأنّه سألنى عن موقف هذا بين يدىّ(٤) . ٤٢٢٨ ـ تاريخ دمشق عن الأصبغ بن نباتة عن الإمام علىّ ¼ : جاءه رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّ لى إليك حاجة ، فرفعتها إلي الله قبل أن أرفعها إليك ، فإن أنت قضيتَها حمدتُ الله وشكرتُك ، وإن أنت لم تقضِها حمدتُ الله وعذَرتُك . فقال علىّ ¼ : اكتب حاجتَك علي الأرض ; فإنّى أكره أن أري ذلّ السؤال فى وجهك . فكتب : إنّى محتاج . (١) ما له سَبَد ولا لَبَد : أى ما له ذو وَبر ولا صوف ; يكنّي بهما عن الإبل والغنم ، وقيل : عن المعز والضأن (لسان العرب : ٣ / ٢٠٢) . ١٧٦ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / سماحة الكفّ
فقال علىّ ¼ : علىَّ بحُلّة ، فاُتى بها ، فأخذها الرجل فلبسها ، ثمّ أنشأ يقول :
فقال علىّ ¼ : علىَّ بالدنانير ، فاُتى بمائة دينار ، فدفعها إليه . فقال الأصبغ : فقلت : يا أمير المؤمنين ، حلّة ومائة دينار ؟ ! قال ¼ : نعم ، سمعت رسول الله ½ يقول : أنزِلوا الناسَ منازلهم . وهذه منزلة هذا الرجل عندى(١) . ٤٢٢٩ ـ شرح نهج البلاغة : وجاء فى الأثر : أنّ عليّاً ¼ عمل ليهودىٍّ فى سقى نخل له فى حياة رسول الله ½ بمُدٍّ من شعير ، فخبزه قرصاً ، فلمّا همّ أن يفطر عليه أتاه سائل يستطعم ، فدفعه إليه ، وبات طاوياً ، وتاجَرَ الله تعالي بتلك الصدقة . فعدّ الناس هذه المفعلة من أعظم السخاء ، وعدّوها أيضاً من أعظم العبادة(٢) . ٤٢٣٠ ـ الإمام الصادق ¼ : إنّ أمير المؤمنين ¼ أعتق ألف مملوك من ماله وكدّ يده(٣) . (١) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٥٢٣ / ٩٠٤٨ ، البداية والنهاية : ٨ / ٩ ; الأمالى للصدوق : ٣٤٨ / ٤٢٠ عن أحمد بن أبى المقدام العجلى نحوه . ١٧٧ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / سماحة الكفّ
٤٢٣١ ـ المناقب لابن شهر آشوب عن محمّد بن الصمة عن أبيه عن عمّه : رأيت فى المدينة رجلاً علي ظهره قربة وفى يده صُحفة ، يقول : اللهمّ ولىّ المؤمنين ، وإله المؤمنين ، وجار المؤمنين ، اقبل قربانى الليلة ، فما أمسيت أملك سوي ما فى صُحفتى ، وغير ما يوارينى ، فإنّك تعلم أنّى منعتُه نفسى مع شدّة سَغَبى فى طلب القربة إليك غنماً ، اللهمّ فلا تُخلِق وجهى ، ولا تَردّ دعوتى . فأتيتُه حتي عرفته ، فإذا هو علىّ بن أبى طالب ¼ ، فأتي رجلاً فأطعمه(١) . ٤٢٣٢ ـ الرسالة القشيريّة : بكي أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ¼ يوماً فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال ¼ : لم يأتِنى ضيف منذ سبعة أيّام ، وأخاف أن يكون الله تعالي قد أهاننى(٢) . ٤٢٣٣ ـ المناقب لابن شهر آشوب : روى أنّ عليّاً ¼ كان يحارب رجلاً من المشركين ، فقال المشرك : يابن أبى طالب ، هَبنى سيفك ، فرماه إليه ، فقال المشرك : عجباً يابن أبى طالب ! فى مثل هذا الوقت تدفع إلىَّ سيفك ! فقال ¼ : يا هذا ، إنّك مددت يد المسألة إلىَّ ، وليس من الكرم أن يُردّ السائل ، فرمي الكافر نفسه إلي الأرض وقال : هذه سيرة أهل الدِّين ، فباسَ قدمه وأسلم(٣) . ٤٢٣٤ ـ تفسير فرات عن موسي بن عيسي الأنصارى : كنت جالساً مع (١) المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٧٦ . ١٧٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / سماحة الكفّ
أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ¼ بعد أن صلّينا مع النبىّ ½ العصر بهفوات ، فجاء رجلٌ إليه فقال له : يا أبا الحسن ! قد قصدتك فى حاجة ، اُريد أن تمضى معى فيها إلي صاحبها . فقال له : قل . قال : إنّى ساكن فى دار لرجل فيها نخلة ، وإنّه يهيج الريح فتسقط من ثمرها بَلَح(١) وبُسْر ورطب وتمر ، ويصعد الطير فيلقى منه ، وأنا آكل منه ويأكل منه الصبيان من غير أن ننخسها بقصبة ، أو نرميها بحجر ، فاسأله أن يجعلنى فى حلّ . قال : انهض بنا ، فنهضت معه ، فجئنا إلي الرجل ، فسلّم عليه أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ¼ ، فرحّب وفرح به وسرّ وقال : فيما جئت يا أبا الحسن ؟ قال : جئتك فى حاجة . قال : تُقضي إن شاء الله ، قال : ما هى ؟ قال : هذا الرجل ساكن فى دار لك فى موضع كذا ، وذكر أن فيها نخلة ، وأنّه يهيج الريح فيسقط منها بَلَح وبُسْر ورطب وتمر ، ويصعد الطير فيلقى مثل ذلك من غير حجر يرميها به ، أو قصبة ينخسها ، اُريد أن تجعله فى حلّ . فتأبّي عن ذلك ، وسأله ثانياً وأقبل يلحّ عليه فى المسألة ويتأبّي ، إلي أن قال : آلله ، أنا أضمن لك عن رسول الله ½ أن يبدلك بهذه النخلة حديقة فى الجنّة . فأبي عليه ، ورهقنا المساء . فقال له علىّ ¼ : تبيعُنيها بحديقتى فلانة ؟ فقال له : نعم . (١) البَلَحُ : أوّل ما يُرطِبُ من البُسْر (النهاية : ١ / ١٥١) . ١٧٩ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / سماحة الكفّ
قال فأشهِد لى عليك اللهَ وموسي بن عيسي الأنصارى أنّك قد بعتها بهذه الدار ؟ قال : نعم ، اُشهد اللهَ وموسي بن عيسي أنّى قد بعتك هذه الحديقة بشجرها ونخلها وثمرها بهذه الدار ، أ ليس قد بعتنى هذه الدار بما فيها بهذه الحديقة ؟ ولم يتوّهم أنّه يفعل . فقال : نعم اُشهد الله وموسي بن عيسي علي أنّى قد بعتك هذه الدار بما فيها بهذه الحديقة . فالتفت علىّ ¼ إلي الرجل فقال له : قم فخذ الدار بارك الله لك فيها وأنت فى حلٍّ منها . ووجبت المغرب ، وسمعوا أذان بلال ، فقاموا مبادرين حتي صلّوا مع النبىّ ½ المغرب وعشاء الآخرة ، ثمّ انصرفوا إلي منازلهم ، فلمّا أصبحوا صلّي النبىّ ½ بهم الغداة ، وعقّب فهو يعقّب حتي هبط عليه جبرئيل ¼ بالوحى من عند الله ، فأدار وجهه إلي أصحابه فقال : مَن فعل منكم فى ليلته هذه فعلة ، فقد أنزل الله بيانها فمنكم أحدٌ يخبرنى أو اُخبره . فقال له أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ¼ : بل أخبرنا يا رسول الله ؟ قال ½ : نعم ، هبط جبرئيل ¼ فأقرأنى عن الله السلام ، وقال لى : إنّ عليّاً فعل البارحة فعلة ، فقلت لحبيبى جبرئيل ¼ : ما هى ؟ فقال : اقرأ يا رسول الله ، فقلت : وما أقرأ ؟ فقال : اقرأ ³ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ± وَالَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ ± وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ ± وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالاُْنثَىٰ ± إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ ² إلي قوله ³ وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ ² (١) أنت يا علىّ أ لست صدّقت بالجنّة ، وصدّقت بالدار علي ساكنها بدل الحديقة ؟ فقال ¼ : نعم ، يا رسول الله . (١) الليل : ١ ـ ٢١ . ١٨٠ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / سماحة الكفّ
قال ½ : فهذه سورة نزلت فيك ، وهذا لك . فوثب ½ إلي أمير المؤمنين ، فقبّل بين عينيه وضمّه إليه ، وقال له : أنت أخى وأنا أخوك(١) . ٤٢٣٥ ـ المناقب لابن شهر آشوب ـ فى حلم علىّ ¼ ـ : وجاءه أبو هريرة ـ وكان تكلّم(٢) فيه ، وأسمعه فى اليوم الماضى ـ وسأله حوائجه فقضاها ، فعاتبه أصحابه علي ذلك ، فقال : إنّى لأستحيى أن يغلب جهله علمى ، وذنبه عفوى ، ومسألته جودى(٣) . ٤٢٣٦ ـ شرح نهج البلاغة عن الشعبى ـ فى وصف سخاء الإمام ¼ ـ : كان أسخي الناس ، كان علي الخلق الذى يحبّه الله : السخاء والجود ، ما قال : "لا" لسائل قطّ(٤) . ٤٢٣٧ ـ شرح نهج البلاغة : وقال عدوّه ومبغضه الذى يجتهد فى وصمه وعيبه ـ معاوية بن أبى سفيان ـ لمحفن بن أبى محفن الضبّى لمّا قال له : جئتك من عند أبخل الناس ، فقال : ويحك ! كيف تقول : إنّه أبخل الناس ؟ لو ملك بيتاً من تِبر وبيتاً من تِبن ، لأنفد تِبره قبل تبنه(٥) . (١) تفسير فرات : ٥٦٦ / ٧٢٦ وص ٥٦٥ / ٧٢٥ عن الإمام زين العابدين ¼ نحوه . ١٨١ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / التواضع عن رفعة
٤٢٣٨ ـ شرح نهج البلاغة ـ فى بيان فضائل علىّ ¼ ـ : وأمّا السخاء والجود ; فحاله فيه ظاهرة ، وكان يصوم ويطوى ويؤثر بزاده ، وفيه اُنزل : ³ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ± إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا ² (١) . وروي المفسّرون : أنّه لم يكن يملك إلاّ أربعة دراهم ; فتصدّق بدرهم ليلاً ، وبدرهم نهاراً ، وبدرهم سرّاً ، وبدرهم علانيةً ، فاُنزل فيه : ³ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً ² (٢) (٣) . ٢ / ١٣ ٤٢٣٩ ـ فضائل الصحابة عن زاذان : رأيت علىّ بن أبى طالب ¼ يمسك الشُّسوع بيده ، يمرّ فى الأسواق ، فيناول الرجلَ الشِّسع ، ويرشد الضالّ ، ويعين الحمّال علي الحمولة وهو يقرأ هذه الآية : ³ تِلْكَ الدَّارُ الاَْخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الاَْرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ² (٤) ثمّ يقول : هذه الآية اُنزلت فى الولاة (١) الإنسان : ٨ و٩ . إرجاعات
٣٧٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ / الفصل الثالث : الخصائص العمليّة / إمام المتصدّقين
٣٦ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الأوّل : عليّ عن لسان القرآن / الوليّ المتصدّق في الركوع
٤٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الأوّل : عليّ عن لسان القرآن / الذي ينفق ماله بالليل والنهار سرّاً وعلانية
٧١ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الثاني : عليّ عن لسان النبيّ / الاُسرة
٨٦ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الثاني : عليّ عن لسان النبيّ / المنزلة عند النبيّ / قاضي دَيني
١٨٢ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / التواضع عن رفعة
وذوى القدرة من الناس(١) . ٤٢٤٠ ـ فضائل الصحابة عن صالح بيّاع الأكسية عن اُمّه أو جدّته : رأيت علىّ بن أبى طالب اشتري تمراً بدرهم ، فحمله فى ملحفته ، فقالوا : نحمل عنك يا أمير المؤمنين ؟ قال : لا ، أبو العيال أحقّ أن يحمل(٢) . ٤٢٤١ ـ الغارات عن صالح : أنّ جدّته أتت عليّاً ¼ ومعه تمرٌ يحمله ، فسلّمت وقالت : أعطنى هذا التمر أحمله ، قال : أبو العيال أحقّ بحمله . قالت : وقال : أ لا تأكلين منه ؟ قالت : قلت : لا اُريده . قالت : فانطلق به إلي منزله ثمّ رجع وهو مرتد بتلك الملحفة وفيها قشور التمر ، فصلّي بالناس فيها الجمعة(٣) ٤٢٤٢ ـ المناقب لابن شهر آشوب عن أبى طالب المكّى : كان علىّ ¼ يحمل التمر والملح بيده ويقول :
٤٢٤٣ ـ المناقب لابن شهر آشوب عن أبى الحسن البلخى ـ فى الإمام علىّ ¼ ـ : إنّه اجتاز بسوق الكوفة ، فتعلّق به كرسىّ ، فتخرّق قميصه ، فأخذه بيده ، ثمّ جاء به (١) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٢١ / ١٠٦٤ وج ١ / ٣٤٥ / ٤٩٧ وراجع تاريخ دمشق : ٤٢ / ٤٨٩ والبداية والنهاية : ٨ / ٥ والمناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١٠٤ . ١٨٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / التواضع عن رفعة
إلي الخيّاطين فقال : خيطوا لى ذا بارك الله فيكم(١) . ٤٢٤٤ ـ تاريخ دمشق عن صالح بن أبى الأسود عمّن حدّثه : أنّه رأي عليّاً ¼ قد ركب حماراً ودلّي رجليه إلي موضع واحد ، ثمّ قال : أنا الذى أهنتُ الدنيا(٢) . ٤٢٤٥ ـ الإمام العسكرى ¼ : من تواضع فى الدنيا لإخوانه ، فهو عند الله من الصدّيقين ، ومن شيعة علىّ بن أبى طالب ¼ حقّاً ، ولقد ورد علي أمير المؤمنين ¼ أخوان له مؤمنان أب وابن ، فقام إليهما ، وأكرمهما ، وأجلسهما فى صدر مجلسه ، وجلس بين أيديهما ، ثمّ أمر بطعام فاُحضر ، فأكلا منه ، ثمّ جاء قنبر بطست وإبريق خشب ومنديل لييبس ، وجاء ليصبّ علي يد الرجل ماءً ، فوثب أمير المؤمنين ¼ فأخذ الإبريق ليصبّ علي يد الرجل ، فتمرّغ الرجل فى التراب وقال : يا أمير المؤمنين ، الله يرانى وأنت تصبّ علي يدى ؟ ! قال : اقعد واغسل يدك ; فإنّ الله عزّ وجلّ يراك وأخوك الذى لا يتميّز منك ، ولا يتفضّل عليك يخدمك ، يريد بذلك خدمة فى الجنّة مثل عشرة أضعاف عدد أهل الدنيا ، وعلي حسب ذلك فى ممالكه فيها . فقعد الرجل فقال له علىّ ¼ : أقسمت عليك بعظيم حقّى الذى عرفته وبجّلته ، وتواضعك لله حتي جازاك عنه بأن ندبنى لما شرّفك به من خدمتى لك ، لمّا غسلت يدك مطمئنّاً كما كنت تغسل لو كان الصابّ عليك قنبراً ، ففعل الرجل ذلك . فلمّا فرغ ناول الإبريق محمّد ابن الحنفيّة وقال : يا بنىّ ، لو كان هذا الابن (١) المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٩٦ . ١٨٤ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / الخشونة فى ذات الله
حضرنى دون أبيه لصببت علي يده ، ولكنّ الله عزّ وجلّ يأبي أن يسوّى بين ابن وأبيه إذا جمعهما مكان ، لكن قد صبّ الأب علي الأب ، فليصبّ الابن علي الابن ، فصبّ محمّد ابن الحنفيّة علي الابن(١) . ٢ / ١٤ ٤٢٤٦ ـ مسند ابن حنبل عن أبى سعيد الخدرى : اشتكي عليّاً الناس . قال : فقام رسول الله ½ فينا خطيباً ، فسمعته يقول : أيّها الناس ! لا تشكوا عليّاً ; فو الله إنّه لأخشن فى ذات الله ، أو فى سبيل الله(٢) . ٤٢٤٧ ـ الإرشاد : أمر رسول الله ½ مناديه فنادي فى الناس : ارفعوا ألسنتكم عن علىّ بن أبى طالب ; فإنّه خشن فى ذات الله عزّ وجلّ غير مداهن فى دينه(٣) . ٤٢٤٨ ـ الإمام علىّ ¼ : والله لا اُداهن فى دينى(٤) . ٤٢٤٩ ـ عنه ¼ : إنّى لو قُتلت فى ذات الله وحُييت ، ثمّ قُتلت ثمّ حُييت سبعين (١) الاحتجاج : ٢ / ٥١٨ / ٣٤٠ ، تنبيه الخواطر : ٢ / ١٠٧ ، التفسير المنسوب إلي الإمام العسكرى ¼ : ٣٢٥ / ١٧٣ وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١٠٥ . ١٨٥ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / الجمع بين الأضداد
مرّة ، لم أرجع عن الشدّة فى ذات الله ، والجهاد لأعداء الله(١) . ٢ / ١٥ ٤٢٥٠ ـ نهج البلاغة ـ فى الإمام على ¼ ـ : ومن عجائبه ¼ التى انفرد بها وأمِنَ المشاركة فيها ، أنّ كلامه الوارد فى الزهد والمواعظ ، والتذكير والزواجر ، إذا تأمّله المتأمّل ، وفكّر فيه المتفكّر ، وخلع من قلبه أنّه كلام مثله ممّن عظم قدره ، ونفذ أمره ، وأحاط بالرقاب ملكه ، لم يعترضه الشكّ فى أنّه كلام من لا حظّ له فى غير الزهادة ، ولا شغل له بغير العبادة ، قد قبع فى كِسر بيت ، أو انقطع إلي سفح جبل ، ولا يُسمع إلاّ حسّه ، ولا يُري إلاّ نفسه . ولا يكاد يوقن بأنّه كلام من ينغمس فى الحرب مُصْلتاً سيفه ، فيقُطّ الرقاب ، ويجدّل الأبطال ، ويعود به ينطف دماً ، ويقطر مهجاً ، وهو مع تلك الحال زاهد الزهّاد ، وبدل الأبدال . وهذه من فضائله العجيبة ، وخصائصه اللطيفة ، التى جمع بها بين الأضداد ، وألّف بين الأشتات(٢) . ٤٢٥١ ـ شرح نهج البلاغة : كان أمير المؤمنين ¼ ذا أخلاق متضادّة : فمنها ما قد ذكره الرضى § ، وهو موضع التعجّب ; لأنّ الغالب علي أهل الشجاعة والإقدام والمغامرة والجرأة أن يكونوا ذوى قلوب قاسية ، وفتك وتمرّد وجَبَريّة(٣) ، (١) وقعة صفّين : ٤٧١ ; شرح نهج البلاغة : ١٥ / ١٢٣ . ١٨٦ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / الجمع بين الأضداد
والغالب علي أهل الزهد ورفض الدنيا وهجران ملاذّها والاشتغال بمواعظ الناس ، وتخويفهم المعاد ، وتذكيرهم الموت ، أن يكونوا ذوى رقّة ولين ، وضعف قلب ، وخَوَر طبع ، وهاتان حالتان متضادّتان ، وقد اجتمعتا له ¼ . ومنها : أنّ الغالب علي ذوى الشجاعة وإراقة الدماء أن يكونوا ذوى أخلاق سبعيّة ، وطباع حوشيّة ، وغرائز وحشيّة ، وكذلك الغالب علي أهل الزهادة وأرباب الوعظ والتذكير ورفض الدنيا أن يكونوا ذوى انقباض فى الأخلاق ، وعبوس فى الوجوه ، ونفار من الناس واستيحاش . وأمير المؤمنين ¼ كان أشجع الناس وأعظمهم إراقةً للدم ، وأزهد الناس وأبعدهم عن ملاذّ الدنيا ، وأكثرهم وعظاً وتذكيراً بأيّام الله ومَثُلاته(١) ، وأشدّهم اجتهاداً فى العبادة وآداباً لنفسه فى المعاملة . وكان مع ذلك ألطف العالم أخلاقاً ، وأسفرهم وجهاً ، وأكثرهم بِشراً ، وأوفاهم هشاشة ، وأبعدهم عن انقباض موحش ، أو خُلُق نافر ، أو تجهّم مباعد ، أو غلظة وفظاظة تنفر معهما نفس ، أو يتكدّر معهما قلب . حتي عيب بالدعابة ، ولمّا لم يجدوا فيه مغمزاً ولا مطعناً تعلّقوا بها ، واعتمدوا فى التنفير عنه عليها "و تلك شكاة ظاهر عنك عارها" . وهذا من عجائبه وغرائبه اللطيفة . ومنها : أنّ الغالب علي شرفاء الناس ومن هو من أهل بيت السيادة والرياسة أن يكون ذا كبر وتيه وتعظّم وتغطرس ، خصوصاً إذا اُضيف إلي شرفه من جهة النسب شرفه من جهات اُخري ، وكان أمير المؤمنين ¼ فى مُصاص(٢) الشرف (١) المَثُلات : الأشباه والأمثال ممّا يعتبر به (مجمع البحرين : ٣ / ١٦٧١) . ١٨٧ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / الجمع بين الأضداد
ومعدنه ومعانيه ، لا يشكّ عدوّ ولا صديق أنّه أشرف خلق الله نسباً بعد ابن عمّه صلوات الله عليه . وقد حصل له من الشرف غيرَ شرف النسب جهاتٌ كثيرة متعدّدة ، قد ذكرنا بعضها ، ومع ذلك فكان أشدّ الناس تواضعاً لصغير وكبير ، وأليَنهم عريكةً ، وأسمحهم خُلقاً ، وأبعدهم عن الكِبْر ، وأعرفهم بحقّ ، وكانت حاله هذه فى كلا زمانيه : زمان خلافته ، والزمان الذى قبله ، لم تُغيّره الإمرة ، ولا أحالت خُلُقه الرياسة ، وكيف تُحيل الرياسة خُلقه وما زال رئيساً ! وكيف تغيّر الإمرة سجيّته وما برح أميراً ! لم يستفِد بالخلافة شرفاً ، ولا اكتسب بها زينة ! بل هو كما قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل ، ذكر ذلك الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علىّ بن الجوزى فى تاريخه المعروف بالمنتظم : تذاكروا عند أحمد خلافة أبى بكر وعلىّ وقالوا فأكثروا ، فرفع رأسه إليهم ، وقال : قد أكثرتم ! إنّ عليّاً لم تزنه الخلافة ، ولكنّه زانها . وهذا الكلام دالّ بفحواه ومفهومه علي أنّ غيره ازدان بالخلافة وتمّمت نقصه ، وأنّ عليّاً ¼ لم يكن فيه نقص يحتاج إلي أن يُتممّ بالخلافة ، وكانت الخلافة ذات نقص فى نفسها ، فتمّ نقصها بولايته إيّاها . ومنها : أنّ الغالب علي ذوى الشجاعة وقتل الأنفس وإراقة الدماء أن يكونوا قليلى الصفح ، بعيدى العفو ; لأنّ أكبادهم واغرة(١) ، وقلوبهم ملتهبة ، والقوّة الغضبيّة عندهم شديدة ، وقد علمت حال أمير المؤمنين ¼ فى كثرة إراقة الدم وما ١٨٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / الجمع بين الأضداد
عنده من الحلم والصفح ، ومغالبة هوي النفس ، وقد رأيت فعله يوم الجمل ، ولقد أحسن مهيار فى قوله :
ومنها : أنّا ما رأينا شجاعاً جواداً قطّ ،كان عبد الله بن الزبير شجاعاً ; وكان أبخل الناس ، وكان الزبير أبوه شجاعاً ; وكان شحيحاً ، قال له عمر : لو ولّيتها لظلتَ تُلاطمُ الناس فى البطحاء علي الصاع والمُدّ . وأراد علىّ ¼ أن يحجر علي عبد الله بن جعفر لتبذيره المال ، فاحتال لنفسه ، فشارك الزبير فى أمواله وتجاراته ، فقال ¼ : أما إنّه قد لاذ بملاذ ، ولم يحجر عليه . وكان طلحة شجاعاً ; وكان شحيحاً ، أمسك عن الإنفاق حتي خلّف من الأموال ما لا يأتى عليه الحصر . وكان عبد الملك شجاعاً ; وكان شحيحاً ، يُضرب به المثل فى الشُّحّ ، وسمي رَشْح الحجر لبخله . وقد علمت حال أمير المؤمنين ¼ فى الشجاعة والسخاء كيف هى ، وهذا من أعاجيبه أيضاً ¼ (١) . ١٨٩ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام علىّ / الفصل الثانى : الخصائص الأخلاقيّة / الجمع بين الأضداد
٤٢٥٢ ـ المناقب لابن شهر آشوب عن أبى علىّ سينا : لم يكن شجاعاً فيلسوفاً قطّ إلاّ علىّ ¼ (١) . |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||