الصفحة 435

الباب الخامس:

نوادر ما يتعلق بابواب الامر والنهي


4674/1 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: لم يمت من ترك أفعالا يُقتدى بها من الخير، ومن نشر حكمة ذُكر بها(1).

4675/2 ـ أحمد بن أبي طالب الطبرسي، في حديث الزنديق الذي جمع متناقضات القرآن وعرضها على أمير المؤمنين (عليه السلام) وأجاب عنها، وهو طويل، وفيه في كلام له (عليه السلام) قال: ولذلك قال النبي (صلى الله عليه وآله) : من استنّ بسنّة حقّ كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن استنّ بسنّة باطل كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، ولهذا القول من النبي (صلى الله عليه وآله) شاهد من كتاب الله وهو قول الله عزّ وجلّ في قصّة قابيل قاتل أخيه: {مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَني إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ}(2)، الآية(3).

____________

1- كنز الكراجكي: 162; مستدرك الوسائل 12: 229 ح13958.

2- المائدة: 32.

3- الاحتجاج 1: 592; ح137; مستدرك الوسائل 12: 230 ح13964.


الصفحة 436
4676/3 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: أظلم الناس من سنّ سنن الجور، ومحا سنن العدل(1).

4677/4 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: صُن دينك بدنياك تربحهما، ولا تَصُن دنياك بدينك فتخسرهما، وقال: صُن الدين بالدنيا ينجيك، ولا تَصُن الدنيا بالدين فترديك(2).

4678/5 ـ (الجعفريات)، بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : اتّقوا جدال كلّ مفتون، فإنّ كلّ مفتون يلقّن حجّته إلى انقضاء مدّته، فإذا انقضت مدّته رست به خطيئته وأحرقته(3).

4679/6 ـ وبهذا الاسناد، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ما ابتدع القوم بدعة إلاّ أعطوا لها جدلا، ولا سبّب قوم فتنة إلاّ كانوا فيها حرماً(4).

4680/7 ـ وبهذا الاسناد، قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لعن الله الذين اتّخذوا دينهم سحتاً ـ يعني الجدال في الدين ـ(5).

4681/8 ـ قال علي (عليه السلام) : لرجل سأله أن يعظه: لا تكن ممّن يرجو الآخرة بغير العمل، إلى أن قال: ينهى ولا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي، الحديث(6).

4682/9 ـ قال علي (عليه السلام) : لا يحضرنّ أحدكم رجلا يضربه سلطان جائر ظلماً وعدواناً، ولا مقتولا ولا مظلوماً إذا لم ينصره; لأنّ نصرة المؤمن (على المؤمن)

____________

1- مستدرك الوسائل 12: 231 ح13967; عن غرر الحكم ودرر الكلم.

2- مستدرك الوسائل 12: 246 ح14015; عن غرر الحكم ودرر الكلم.

3- الجعفريات: 171; مستدرك الوسائل 12: 248 ح14021.

4- الجعفريات: 171; مستدرك الوسائل 12: 249 ح14022.

5- الجعفريات: 171; مستدرك الوسائل 12: 249 ح14023.

6- نهج البلاغة: قصار الحكم 150; وسائل الشيعة 11: 420.


الصفحة 437
فريضة واجبة إذا هو حضره، والعافية أوسع ما لم تلزمك الحجّة الحاضرة، قال: ولمّا جعل الله التقصير في بني إسرائيل جعل الرجل منهم يرى أخاه على الذنب فينهاه فلا ينتهي، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وجليسه وشريبه، حتّى ضرب الله عزّ وجلّ قلوب بعضهم ببعض، ونزل فيهم القرآن حيث يقول عزّ وجلّ: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفُرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَر فَعَلُوهُ}(1)، إلى آخر الآية(2).

4683/10 ـ قال علي (عليه السلام) : الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم، وعلى كلّ داخل في باطل إثمان: إثم العمل به، وإثم الرضا به(3).

4684/11 ـ (الجعفريات)، بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من شهد أمراً وكرهه كان كمن غاب عنه، ومن غاب عن أمر فرضيه كان كمن شهده(4).

4685/12 ـ محمّد بن النعمان، عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، عن أبي عبد الله جعفر بن عبد الله المحمدي، عن يزيد بن إسحاق الأرجي، عن محوّل، عن فرات ابن أحنف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) على منبر الكوفة يقول: أيّها الناس أنا أنف الايمان، أنا أنف الهدى وعيناه، أيّها الناس لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلّة من سلكه، إنّ الناس اجتمعوا على مائدة قليل شبعها كثير جوعها والله المستعان، وإنّما يجمع الناس الرضى والغضب، أيّها الناس إنّما عقر ناقة صالح رجل واحد فأصابهم الله بعذابه بالرضى بفعله، وآية ذلك قوله عزّ وجلّ:

____________

1- المائدة: 78 و79.

2- عقاب الأعمال: 261; البحار 100: 79.

3- نهج البلاغة: قصار الحكم 154; وسائل الشيعة 11: 411.

4- الجعفريات: 171; مستدرك الوسائل 12: 193 ح13857; إحياء الاحياء 4: 106; تهذيب الأحكام 6: 170.


الصفحة 438
{فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ * فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ}(1) وقال: {فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذِنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا}(2)، الخبر(3).

4686/13 ـ ابن عساكر، أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن عبد الله، أنبأنا عاصم ابن الحسن بن محمّد، أنبأنا محمود بن عمر بن جعفر بن إسحاق، أنبأنا عليّ بن الفرج بن عليّ بن أبي روح، أنبأنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا، أنبأنا إسحاق بن إسماعيل، أنبأنا سفيان بن عيينة، عن أبي حمزة، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر، قال: قال علي [(عليه السلام)]:

إنّ الأمر ينزل من السماء كقطر المطر، لكلّ نفس ما كتب الله لها من زيادة أو نقصان في نفس أو أهل أو مال، فمن رأى نقصاً في أهله أو نفسه أو ماله، ورأى لغيره عثرة، فلا يكوننّ ذلك له فتنة، فإنّ المسلم ما لم يعش دنياه يظهر تخشعاً لها إذا ذكرت، ويغري به لئام الناس كالياسر الفالج ينتظر أوّل فوزه من قداحه يوجب له المغنم ويدفع عنه المغرم، فكذلك المرء المسلم البريء من الخيانة، ينتظر من الله إحدى الحُسنيين: إمّا داعي الله وإمّا أن يرزقه الله مالا، وإذا هو ذو أهل ومال، ومعه حسبه ودينه، والحرث حرثان: فحرث الدنيا المال والبنون، وحرث الآخرة الباقيات الصالحات، وقد يجمعهم الله لأقوام.

قال سفيان بن عيينة: ومن يحسن أن يتكلّم بهذا الكلام إلاّ علي(4).

4687/14 ـ الإمام العسكري (عليه السلام) ، قال: قال عليّ بن الحسين: دخل على أمير المؤمنين (عليه السلام) رجلان من أصحابه، فوطأ أحدهما على حيّة فلدغته، ووقع على

____________

1- القمر: 29 و30.

2- الشمس: 14 و15.

3- الغيبة للنعماني: 27; مستدرك الوسائل 12: 193 ح13858.

4- تاريخ ابن عساكر، مجلد ترجمة علي (عليه السلام) 3: 271.


الصفحة 439
الآخر في طريقه من حائط عقرب فلسعته، وسقطا جميعاً فكأنّما لما بهما يتضرعان ويبكيان، فقيل لأمير المؤمنين (عليه السلام) ، فقال: دعوهما فإنّه لم يحن حينهما ولم تتمّ محنتهما، فحملا إلى منزليهما، فبقيا عليلين أليمين في عذاب شديد شهرين، ثمّ إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) بعث إليهما فحملا إليه والناس يقولون: سيموتون على أيدي الحاملين لهما، فقال (عليه السلام) : كيف حالكما؟ قالا: نحن بألم عظيم وفي عذاب شديد، قال لهما: استغفرا الله من كلّ ذنب أداهما إلى هذا، وتعوّذا بالله ممّا يحبط أجركما ويعظم وزركما، قالا: وكيف ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال علي (عليه السلام) : ما اُصيب واحد منكما إلاّ بذنبه، أمّا أنت يا فلان وأقبل على أحدكما، فتذكر يوم غمز على سلمان الفارسي فلان وطعن عليه لموالاته لنا، فلم يمنعك من الردّ والإستخفاف به خوف على نفسك ولا على أهلك ولا على ولدك ومالك، أكثر من انّك استحييته، فلذلك أصابك.

وقال للآخر: فأنت أتدري لما أصابك ما أصابك، قال: لا، قال: أما تذكر حيث أقبل قنبر خادمي وأنت بحضرة فلان العاتي، فقمت إجلالا له لإجلالك لي، فقال لك: أو تقوم لهذا بحضرتي؟ فقلت له: وما بالي لا أقوم له وملائكة الله تضع له أجنحتها في طريقه فعليهما يمشي، فلمّا قلت هذا له، قام إلى قنبر وضربه وشتمه وآذاه وتهدّدني وألزمني الاغضاء على قذى، فلهذا سقطت عليك هذه الحيّة، فإن أردت أن يعافيك الله من هذا فاعتقد أن لا تفعل بنا ولا بأحد من موالينا بحضرة أعدائنا ما يخاف علينا وعليهم منه، أما أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان مع تفضيله لي لم يكن يقوم لي من مجلسه إذا حضرته، كما كان يفعله ببعض من لا يعشر معشار جزء من مائة ألف جزء من ايجابه لي; لأنّه علم أنّ ذلك يحمل بعض أعداء الله على ما يغمّه ويغمّني ويغم المؤمنين، وقد كان يقوم لقوم لا يخاف على نفسه ولا عليهم مثل ما

الصفحة 440
خاف عليّ لو فعل ذلك بي(1).

4688/15 ـ محمّد بن عليّ بن شهر آشوب، عن الباقر (عليه السلام) أنّه قال: رجع علي (عليه السلام) إلى داره في وقت القيظ، فإذا امرأة قائمة تقول: إنّ زوجي ظلمني وأخافني وتعدّى عليّ وحلف ليضربني، فقال (عليه السلام) : يا أمّة الله اصبري حتّى يبرد النهار ثمّ أذهب معك إن شاء الله، فقالت: يشتدّ غضبه وحرده عليّ، فطأطأ رأسه ثمّ رفعه وهو يقول: لا والله أو يؤخذ للمظلوم حقّه غير متعتع، أين منزلك؟ فمضى إلى بابه (فوقف) فقال: السلام عليكم، فخرج شاب، فقال علي (عليه السلام) : يا عبد الله اتّق الله فإنّك قد أخفتها وأخرجتها، فقال الفتى: وما أنت وذاك والله لأحرقها لكلامك، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : آمرك بالمعروف وأنهاك عن المنكر تستقبلني بالمنكر وتنكر المعروف، قال: فأقبل الناس من الطرق ويقولون: سلام عليكم يا أمير المؤمنين، فسقط الرجل في يديه فقال: يا أمير المؤمنين أقلني عثرتي فوالله لأكون لها أرضاً تطأني، فأغمد علي (عليه السلام) سيفه وقال: يا أمة الله اُدخلي منزلك ولا تُلجئي زوجك إلى مثل هذا وشبهه(2).

4689/16 ـ البرقي، عن محمّد بن عيسى بن يقطين، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي الحسن الاصفهاني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : قولوا الخير تُعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله(3).

4690/17 ـ الصدوق، حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه، عن عليّ بن إبراهيم، عن

____________

1- تفسير الإمام العسكري: 587 ح352; مستدرك الوسائل 12: 335 ح14221; البحار 7: 213.

2- مناقب ابن شهر آشوب، باب التواضع 2: 106; مستدرك الوسائل 12: 337 ح14223; البحار 41: 57.

3- المحاسن 1: 78 ح42; وسائل الشيعة 11: 397.


الصفحة 441
أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من أمر بمعروف أو نهى عن منكر أو دلّ على خير أو أشار به فهو شريك، ومن أمر بسوء أو دلّ عليه أو أشار به فهو شريك(1).

____________

1- الخصال، باب الثلاثة: 138; وسائل الشيعة 11: 398; البحار 100: 76.


الصفحة 442

الباب السادس:

في وجوب أداء الأمانة وتحريم الخيانة


4691/1 ـ محمّد بن يعقوب، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : أدّوا الأمانة ولو إلى قاتل ولد الأنبياء(1).

4692/2 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: أدّ الأمانة إذا ائتمنت ولا تتّهم غيرك إذا ائتمنته، فإنّه لا ايمان لمن لا أمانة له(2).

4693/3 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة بعد ذكر الصلاة والزكاة: ثمّ أداء الأمانة، فقد خاب من ليس من أهلها، انّها عرضت على السماوات المبنيّة، والأرضين المدحوّة، والجبال ذات الطول المنصوبة، فلا أطول ولا أعرض ولا أعلى ولا أعظم منها، ولو امتنع شيء بطول أو عرض أو قوّة أو عزّ لامتنعن، ولكن

____________

1- الكافي 5: 133; البحار 75: 115; الخصال، حديث الأربعمائة: 614.

2- غرر الحكم: 151; مستدرك الوسائل 14: 21 ح15997.


الصفحة 443
أشفقن من العقوبة، وعقلن من جهل من هو أضعف منهنّ، وهو الإنسان إنّه كان ظلوماً جهولا(1).

4694/4 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: الأمانة فضيلة لمن أدّاها(2).

4695/5 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه كتب إلى رفاعة: أدّ أمانتك ووفّ صفقتك، ولا تخن من خانك، وأحسن إلى من أساء إليك، وكاف من أحسن إليك، واعفُ عمّن ظلمك، وادعُ لمن نصرك، واعط من حرمك، وتواضع لمن أعطاك، واشكر الله على ما أولاك، واحمده على ما أبلاك(3).

4696/6 ـ عماد الدين الطبري، أخبرنا الشيخ أبو البقاء إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم البصري، قال: حدّثنا أبو طالب محمّد بن الحسن بن عتبة، قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن أحمد، قال: أخبرنا محمّد بن وهبان الدبيلي، قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن كثير العسكري، قال: حدّثني أحمد بن المفضل أبو سلمة الاصفهاني، قال: أخبرني راشد بن علي القرشي، قال: حدّثني عبد الله بن حفص المدني، قال: أخبرني محمّد بن إسحاق، عن سعد بن زيد بن اُرطاة، عن كميل بن زياد، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال في وصيّته له: يا كميل افهم واعلم إنّا لا نرخّص في ترك أداء الأمانات لأحد من الخلق، فمن روى عنّي في ذلك رخصة فقد أبطل وأثم وجزاؤه النار بما كذب، أقسمت لقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لي قبل وفاته بساعة مراراً ثلاثاً: يا أبا الحسن أدّ الأمانة إلى البرّ والفاجر فيما قلّ وجلّ حتّى في الخيط والمخيط، الوصيّة(4).

____________

1- نهج البلاغة: خطبة 199; مستدرك الوسائل 14: 6 ح15939.

2- غرر الحكم: 250; مستدرك الوسائل 14: 8 ح15947.

3- دعائم الإسلام 2: 487; مستدرك الوسائل 14: 9 ح15951.

4- بشارة المصطفى: 29; مستدرك الوسائل 14: 11 ح15962.


الصفحة 444
4697/7 ـ (الجعفريات)، بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : المكر والخديعة والخيانة في النار(1).

4698/8 ـ الشيخ المفيد، عن أبي الطبيب الحسين بن محمّد النحوي التمّار، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن، قال: حدّثنا أبي نعيم، قال: حدّثنا صالح بن عبد الله، قال: حدّثنا هشام، عن مخنف، عن الأعمش، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة له: ليس المسلم بالخائن إذا ائتمن ولا بالمخلف إذا وعد، ولا بالكذب إذا نطق(2).

4699/9 ـ الصدوق، حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن أسلم الجبلي، بإسناده يرفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إنّ الله عزّ وجلّ يعذّب ستّة بستّة، إلى أن قال: والتجّار بالخيانة، الخبر(3).

4700/10 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: الخيانة أخو الكذب، وقال: الخيانة صنو الافك، وقال: الخيانة رأس النفاق، وقال: الخيانة دليل على قلّة الورع وعدم الديانة، وقال: إيّاك والخيانة فإنّها شرّ معصية، فإنّ الخائن لمعذّب بالنار على خيانته، وقال: توخّ الصدق والأمانة ولا تكذّبنّ من كذّبك ولا تخن من خانك، وقال: ثلاث شين الدين: الفجور والغدر والخيانة، وقال: جانبوا الخيانة فإنّها مجانبة الإسلام، وقال: رأس النفاق الخيانة، وقال: رأس الكفر الخيانة(4).

____________

1- الجعفريات: 171; مستدرك الوسائل 14: 12 ح15963.

2- أمالي المفيد، المجلس 26: 145; مستدرك الوسائل 14: 12 ح15965.

3- الخصال، باب الستة: 325; مستدرك الوسائل 14: 13 ح15969.

4- مستدرك الوسائل 14: 14 ح15974; عن غرر الحكم ودرر الكلم.


الصفحة 445
4701/11 ـ (الجعفريات)، بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ما اُبالي ائتمنت خائناً أو مضيّعاً(1).

4702/12 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ثلاثة مهلكة: الجرأة على السلطان، وائتمان الخوّان، وشرب السم، وقال: من علامات الخذلان ائتمان الخوّان(2).

____________

1- الجعفريات: 171; مستدرك الوسائل 14: 19 ح15988.

2- غرر الحكم: 460; مستدرك الوسائل 14: 19 ح15990.


الصفحة 446


مبحث
المناهـــي





الصفحة 447

الصفحة 448

الباب الأوّل:

في ذكر جمل من مناهي النبي (صلى الله عليه وآله)


4703/1 ـ عن علي [(عليه السلام)] قال: نهاني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن النظر في النجوم، وأمرني باسباغ الوضوء(1).

4704/2 ـ عن علي [(عليه السلام)] قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن تُنزى الحمر على الخيل، وأن ينظر في النجوم وأمر باسباغ الوضوء(2).

4705/3 ـ عن علي [(عليه السلام)]: إن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: ياعلي لا تجالس أصحاب النجوم(3).

4706/4 ـ عن محمد بن سعد اليربوعي، قال: قال علي (رضي الله عنه) للحسن بن علي: كم بين الايمان واليقين؟ قال: أربع أصابع، قال: بيّن، قال: اليقين ما رأته عينك، والايمان ماسمعته اُذنك، وصدقت به قال:أشهدأنك مِن منَ أنت منه،ذرية بعضهامن بعض(4).

____________

1- كنز العمال 10:278 ح29437.

2- كنز العمال 10:278 ح29438، تفسير السيوطي 3:35.

3- كنز العمال 10:280 ح29441.

4- ذخائر العقبى: 138.


الصفحة 449
4707/5 ـ الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الفقيه، نزيل الري:

روي عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) ، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) .

قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) : عن الأكل على الجنابة، وقال: إنه يورث الفقر، ونهى عن تقليم الأظفار بالأسنان، ونهى عن السواك في الحمّام، والتنخّع في المساجد، ونهى عن أكل سؤر الفأرة، وقال: لا تجعلوا المساجد طرقاً حتى تصلوا فيها ركعتين، ونهى أن يبول أحد تحت شجرة مثمرة أو على قارعة الطريق، ونهى أن يأكل الانسان بشماله، وأن يأكل وهو متكىء، ونهى أن تجصّص المقابر ويصلّى فيها، وقال: إذا اغتسل أحدكم في فضاء من الأرض فليحاذر على عورته، ولا يشربنّ أحدكم الماء من عند عروة الاناء فإنه مجمع الوسخ.

ونهى أن يبول أحدكم في الماء الراكد فانه منه يكون ذهاب العقل، ونهى أن يمشي الرجل في فرد نعل أو يتنعّل وهو قائم، ونهى أن يبول الرجل وفرجه باد للشمس أو للقمر، وقال: إذا دخلتم الغائط فتجنبوا القبلة.

ونهى عن الرّنة عند المصيبة، ونهى عن النياحة والاستماع إليها، ونهى عن إتباع النساء الجنائز.

ونهى أن يمحى شيء من كتاب الله عزّوجلّ بالبزاق أو يكتب به.

ونهى أن يكذب الرجل في رؤياه متعمداً، وقال: يكلفه الله يوم القيامة شعيرة وما هو بعاقدها، ونهى عن التصاوير، وقال: من صوّر صورة كلّفه الله يوم القيامة أن ينفخ فيها وليس بنافخ.

ونهى أن يحرق شيء من الحيوان بالنار، ونهى عن سبّ الديك، وقال: إنه يوقظ للصلاة.


الصفحة 450
ونهى أن يدخل الرجل في سوم أخيه المسلم، ونهى أن يكثر الكلام عند المجامعة، وقال: يكون منه خرس الولد.

وقال: لا تبيتوا القمامة في بيوتكم وأخرجوها نهاراً فانها مقعد الشيطان، وقال: لا يبيتن أحدكم ويده غمرة فان فعل فأصابه لمم الشيطان فلا يلومن إلاّ نفسه، ونهى أن يستنجي الرجل بالروث والرّمة.

ونهى أن تخرج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها فان خرجت لعنها كل ملك في السماء وكل شيء تمرّ عليه من الجن والانس حتى ترجع إلى بيتها، ونهى أن تتزين لغير زوجها فإن فعلت كان حقاً على الله عزّوجلّ أن يحرقها بالنار، ونهى أن تتكلم المرأة عند غير زوجها أو غير ذي محرم منها أكثر من خمس كلمات مما لابدّ لها منه، ونهى أن تباشر المرأة المرأة وليس بينهما ثوب، ونهى أن تحدّث المرأة بما تخلو به مع زوجها.

ونهى أن يجامع الرجل أهله مستقبل القبلة، وعلى ظهر طريق عامر، فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

ونهى أن يقول الرجل للرجل: زوجني أختك حتى ازوجك اختي.

ونهى عن إتيان العرّاف، وقال: من أتاه وصدّقه فقد برئ مما أنزل الله على محمد (صلى الله عليه وآله) .

ونهى عن اللعب بالنرد والشطرنج والكوبة والعربطة ـ وهي الطنبور ـ والعود.

ونهى عن الغيبة والاستماع اليها، ونهى عن النميمة والاستماع اليها، وقال: لا يدخل الجنة قتّات ـ يعني نماماً ـ ونهى اجابة الفاسقين إلى طعامهم.

ونهى عن اليمين الكاذبة، وقال: إنها تترك الديار بلاقع، وقال: من حلف بيمين كاذبة صبراً ليقطع بها مال امرئ مسلم لقي الله عزوجل وهو عليه غضبان إلاّ أن يتوب ويرجع.


الصفحة 451
ونهى عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر.

ونهى أن يدخل الرجل حليلته إلى الحمام، وقال: لا يدخلن أحدكم الحمام إلاّ بمئزر.

ونهى عن المحادثة التي تدعو إلى غير الله عزّوجلّ، ونهى عن تصفيق الوجه، ونهى عن الشرب في آنية الذهب والفضة، ونهى عن لبس الحرير والديباج والقز للرجال فأما النساء فلا بأس.

ونهى أن تباع الثمار حتى تزهو ـ يعني تصفر أو تحمر ـ ونهى عن المحاقلة ـ يعني بيع التمر بالرطب والزبيب بالعنب وما أشبه ذلك.

ونهى عن بيع النرد، وأن يشتري الخمر، وقال ( (صلى الله عليه وآله) ): لعن الله الخمر وغارسها وعاصرها وشاربها وساقيها وبايعها ومشتريها وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة اليه، وقال ( (صلى الله عليه وآله) ): من شربها لم يقبل الله له صلاة أربعين يوماً فإن مات وفي بطنه شيء من ذلك كان حقاً على الله عزّوجلّ أن يسقيه من طينة خبال ـ وهي صديد أهل النار ـ وما يخرج من فروج الزّناة فيجتمع ذلك في قدور جهنم فيشربه أهل النار، فيصهر ما في بطونهم والجلود.

ونهى عن أكل الربا وشهادة الزور وكتابة الربا، وقال: إن الله عزّوجلّ لعن آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه.

ونهى عن بيع وسلف، ونهى عن بيعين في بيع، ونهى عن بيع ما ليس عندك، ونهى عن بيع ما لم تضمن، ونهى عن مصافحة الذمي.

ونهى أن تنشد الشعر أو ينشد الضالة في المسجد، ونهى أن يسلّ السيف في المسجد، ونهى عن ضرب وجوه البهائم.

ونهى أن ينظر الرجل إلى عورة أخيه المسلم، وقال: من تأمّل عورة أخيه المسلم لعنه سبعون ألف ملك، ونهى المرأة أن تنظر إلى عورة المرأة.


الصفحة 452
ونهى أن ينفخ في طعام أو شراب أو ينفخ في موضع السجود، ونهى أن يصلي الرجل في المقابر والطرق والأرحية والأودية ومرابط الابل وعلى ظهر الكعبة، ونهى عن قتل النحل، ونهى عن الوسم في وجوه البهائم.

ونهى أن يحلف الرجل بغير الله، وقال: من حلف بغير الله عزّوجلّ فليس من الله في شيء، ونهى أن يحلف الرجل بسورة من كتاب الله عزّوجلّ، وقال: من حلف بسورة من كتاب الله فعليه بكل آية منها كفارة يمين فمن شاء برّ ومن شاء فجر.

ونهى أن يقول الرجل للرجل لا وحياتك وحياة فلان.

ونهى أن يقعد الرجل في المسجد وهو جنب، ونهى عن التعري بالليل والنهار، ونهى عن الحجامة يوم الأربعاء والجمعة، ونهى عن الكلام يوم الجمعة والامام يخطب، فمن فعل ذلك فقد لغى ومن لغى فلا جمعة له، ونهى عن التختّم بخاتم صفر أو حديد، ونهى أن ينقش شيء من الحيوان على الخاتم.

ونهى عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها وعند استوائها، ونهى عن صيام ستة أيام: يوم الفطر، ويوم الشك، ويوم النحر، وأيام التشريق.

ونهى أن يشرب الماء كما تشرب البهائم، وقال: اشربوا بأيديكم فانه أفضل أوانيكم، ونهى عن البزاق في البئر التي يشرب منها.

ونهى أن يستعمل أجير حتى يعلم ما أجرته، ونهى عن الهجران فمن كان لابدّ فاعلا فلا يهجر أخاه أكثر من ثلاثة أيام، فمن كان مهاجراً لأخيه أكثر من ذلك كانت النار أولى به.

ونهى عن بيع الذهب بالذهب زيادة إلاّ وزناً بوزن.

ونهى عن المدح وقال: احثوا في وجوه المداحين التراب.

وقال (صلى الله عليه وآله) : من تولى خصومة ظالم أو أعان عليها، ثم نزل به ملك الموت قال له: ابشر بلعنة الله ونار جهنم وبئس المصير، وقال: من مدح سلطاناً جائراً وتخفف

الصفحة 453
وتضعضع له طمعاً فيه كان قرينه في النار، وقال (صلى الله عليه وآله) : قال الله عزّوجلّ: {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}(1). وقال (صلى الله عليه وآله) : من ولي جائراً على جور كان قرين هامان في جهنم.

ومن بنى بنياناً رياءً وسمعة حمله يوم القيامة من الأرض السابعة وهو نار تشتعل ثم يطوّق في عنقه ويلقى في النار فلا يحبسه شيء فيها دون قعرها إلاّ أن يتوب، قيل: يارسول الله كيف يبني رياءً وسمعة؟ قال: يبني فضلا على ما يكفيه استطالة منه على جيرانه ومباهاة لاخوانه.

وقال (صلى الله عليه وآله) : من ظلم أجيراً أجره أحبط الله عمله وحرّم عليه ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام، ومن خان جاره شبراً من الأرض جعله الله طوقاً في عنقه من تخوم الأرضين السابعة حتى يلقى الله يوم القيامة مطوقاً إلاّ أن يتوب ويرجع.

ألا من تعلم القرآن ثم نسيه لقي الله يوم القيامة مغلولا يسلّط الله عزوجل بكل آية منه حيّة تكون قرينته إلى النار إلاّ أن يغفر (الله) له.

وقال (عليه السلام) : من قرأ القرآن ثم شرب عليه حراماً أو آثر عليه حبّ الدنيا وزينتها استوجب عليه سخط الله إلاّ أن يتوب، ألا وإنه إن مات على غير توبة حاجّه يوم القيامة فلا يزايله إلاّ مدحوضاً.

ألا ومن زنى بامرأة مسلمة أو يهودية أو نصرانية أو مجوسية حرّة أو أمة، ثم لم يتب منه ومات مصّراً عليه فتح الله له في قبره ثلثمائة باب تخرج منها حيّات وعقارب وثعبان النار فهو يحترق إلى يوم القيامة، فاذا بُعث من قبره تأذّى الناس من نتن ريحه فيعرف بذلك وبما كان يعمل في دار الدنيا حتى يؤمر به إلى النار.

____________

1- هود: 113.


الصفحة 454
ألا وإن الله حرّم الحرام وحدّ الحدود فما أحد أغير من الله عزّوجلّ ومن غيرته حرّم الفواحش.

ونهى أن يطلع الرجل في بيت جاره، وقال: من نظر إلى عورة أخيه المسلم أو عورة غير أهله متعمداً أدخله الله تعالى مع المنافقين الذين كانوا يبحثون عن عورات الناس، ولم يخرج من الدنيا حتى يفضحه الله، إلاّ أن يتوب.

وقال (عليه السلام) : من لم يرض بما قسمه الله له من الرزق وبثّ شكواه ولم يصبر ولم يحتسب لم ترفع له حسنة ويلق الله عزوجل وهو عليه غضبان، إلاّ أن يتوب.

ونهى أن يختال الرجل في مشيه، وقال: من لبس ثوباً فاختال فيه خسف الله به من شفير جهنم فكان قرين قارون; لأنه أول من اختال فخسف الله به وبداره الأرض، ومن اختال فقد نازع الله عزّوجلّ في جبروته.

وقال (عليه السلام) من ظلم امرأة مهرها فهو عند الله زان يقول الله عزّوجلّ له يوم القيامة: عبدي زوّجتك أمتي على عهدي فلم توف بعهدي وظلمت أمتي، فيؤخذ من حسناته فيدفع اليها بقدر حقّها، فاذا لم تبق له حسنة أمر به إلى النار بنكثه للعهد إنّ العهد كان مسؤلا.

ونهى (عليه السلام) عن كتمان الشهادة، وقال: من كتمها أطعمه الله لحمه على رؤوس الخلائق وهو قول الله عزّوجلّ: {وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُوْنَ عَلِيْمٌ}(1).

وقال (عليه السلام) : من آذى جاره حرم الله عليه ريح الجنة، ومأواه جهنّم وبئس المصير، ومن ضيّع حقّ جاره فليس منا، وما زال جبرئيل (عليه السلام) يوصيني بالجار حتى ظننت أنّه سيورثه، وما زال يوصيني بالمماليك حتى ظننت أنه سيجعل لهم وقتاً إذا

____________

1- البقرة: 283.


الصفحة 455
بلغوا ذلك الوقت اعتقوا وما زال يوصيني بالسواك حتى ظننت أنّه سيجعله فريضة، وما زال يوصيني بقيام الليل حتى ظننت أن خيار أمتي لن يناموا.

ألا ومن استخف بفقير مسلم فقد استخف بحق الله، والله يستخف به يوم القيامة، إلاّ أن يتوب، وقال (عليه السلام) : من أكرم فقيراً مسلماً لقي الله عزّوجلّ يوم القيامة وهو عنه راض، وقال (عليه السلام) من عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها من مخافة الله عزّوجلّ حرّم الله عليه النار، وآمنه يوم الفزع الأكبر، وأنجز له ما وعده في كتابه في قوله تبارك وتعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَان}(1).

ألا ومن عرضت له دنياً وآخرة فاختار الدنيا على الآخرة لقي الله يوم القيامة وليست له حسنة يتقي بها النار، ومن اختار الآخرة على الدنيا وترك الدنيا رضي الله عنه وغفر له مساوي عمله، ومن ملأ عينيه حرام ملأ الله عينيه يوم القيامة من النار، إلاّ أن يتوب ويرجع.

وقال (عليه السلام) : من صافح امرأة تحرم عليه فقد باء بسخط من الله عزّوجلّ، ومن التزم امرأة حراماً قُرن في سلسلة من نار مع شيطان، فيقذفان في النار.

ومن غش مسلماً في شراء أو بيع فليس منا، ويحشر يوم القيامة مع اليهود لأنهم غش الخلق للمسلمين.

ونهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يمنع أحد الماعون جاره، وقال: من منع الماعون جاره منعه الله خيره يوم القيامة ووكله إلى نفسه، ومن وكله إلى نفسه فما أسوأ حاله.

وقال (عليه السلام) : أيما امرأة آذت زوجها بلسانها لم يقبل الله عزّوجلّ منها حرفاً ولا عدلا ولا حسنة من عملها حتى ترضيه، وإن صامت نهارها، وقامت ليلها، وأعتقت الرقاب، وحملت على جياد الخيل في سبيل الله، وكانت في أول من يرد

____________

1- الرحمن: 46.