الأمر الثالث

 قال أبو عمر السجودي في الصفحة السابعة :

«عن أوصياء النبي الاثني عشر : إذا  كان عليّ حقاً هو الوصيّ للنبيّ ، وكانت الإمامة من أصول الدين وكان عليّ معصوماً وأفضل من إبراهيم وأخيراً لو كان الأئمة هم المصدر للتشريع في الاسلام» .

نقول في جوابه : إنّ النبي عيّن أوصياءه الاثني عشر لحفظ الشريعة وتبليغها وتنفيذ أحكامها وذلك بأمر من الله سبحانه وتعالى .

وانّ حفظ الشريعة وتبليغها وتطبيقها في عصر الأوصياء تتطلّب الأمرين الآتي ذكرهما :

 

الأوّل :  إنّ النبيّ يبلِّغُ شريعته لأوصيائه .

الثاني :  أن يقوم الأوصياء بحمل الشريعة وتبليغها على مرّ العصور كما نبيِّن ذلك في ما يأتي :

 

الف ـ  كيف بَلَّغَ النبيّ شريعته لأوصيائه من بعده وكيف قام الأوصياء بحفظ الشريعة وتبليغها للناس ؟

تضمّن القرآن الكريم أصول أحكام الدين الاسلامي ، وأوكل تفصيلها وشرحها إلى النبيّ العظيم والمبلِّغين الأوائل الذين أخذوا العلم عنه . وقد أملى النبيّ حديثه وما أوحي إليه ممّا يحتاجه الناس إلى يوم القيامة على عليّ (عليه السلام) ودوّنها عليّ (عليه السلام) في كتاب له يُسمّى الجامعة .

وكان عليّ (عليه السلام) يتلقّى تلك العلوم من خلال لقاءات متنوعة :