تسلسل إسناد روايات أئمة أهل البيت (عليهم السلام) 

إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)

 

روى عذافر الصيرفي ، قال : كنت مع الحكم بن عتيبة عند أبي جعفر (عليه السلام) فجعل يسأله ، وكان أبو جعفر له مكرماً ، فاختلفا في شيء ، فقال أبو جعفر (عليه السلام) :  يا بُنيَّ ! قم فأخرج كتاباً مدروجاً عظيماً ففتحه وجعل ينظر حتّى أخرج المسألة فقال أبو جعفر (عليه السلام) : هذا خطّ عليّ وإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)  ، وأقبل على الحكم وقال : يا أبا محمّد ! إذهب أنت وسلمة وأبو المقدام حيث شئتم يميناً وشمالا فوالله لا تجدون العلم أوثق منه عند قوم كان ينزل عليهم جبرئيل([1]) .

ولهذا قال لحفص بن البختري لما قال : نسمع الحديث منك فلا أدري منك سماعه أو من أبيك ، فقال : ما سمعته منِّي فاروه عن أبي وما سمعته منِّي فاروه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ([2]) ، ولنعم ما قال الشاعر :

ووال أناساً قولهم وحديثهم *** روى جدّنا عن جبرئيل عن الباري

ولهذا قال كما رواه هشام بن سالم وحمّاد بن عثمان وغيرهما : حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدّي ، وحديث جدّي حديث الحسين ، وحديث الحسين حديث الحسن ، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين ، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قول الله عزّ وجلّ([3]) .

ولهذا قال أبو جعفر ـ الإمام الباقر (عليه السلام) ـ لجابر ، لمّا قال له : إذا حدّثتني بحديث فأسنده لي ، فقال : حدّثني أبي عن جدّي رسول الله ، عن جبرائيل ، عن الله عزّ وجلّ ، وكلّ ما اُحدِّثك بهذا الإسناد ...  الحديث([4]) .

إلى هنا شخّصنا كيف قام الأئمة عملياً في توجيه الأمّة الاسلاميّة وكيف كانوا ورثة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حمل العلوم والمعارف الاسلاميّة والتي كتبها الإمام علي (عليه السلام) بخـطّه وإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ودوّنهـا في كتاب اسمه الجامعة .


1 رجال النجاشي ، ص 279 . وعذافر بن عيسى الخزاعي الصيرفي ، روى عن الإمام الصادق (عليه السلام) . قاموس الرجال 6 / 295 .  والحكم بن عتيبة الكوفي الكندي ولاء روى عن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) . توفي سنة 113 أو 114 أو 115هـ  . قاموس الرجال 3 / 375 . وأبو محمد مات وله نيف وستون أخرج حديثه أصحاب الصحاح . التهذيب 1 / 192 . وسلمة بن كهيل أبو يحيى الحضرمي الكوفي ، أدرك الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) . قاموس الرجال 4 / 439 . وأبو المقدام ثابت بن هرمز الحداد الفارسي العجلي ولاء ، أدرك الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) ، وهو وسلمة من البترية الذين دعوا إلى ولاية عليّ وخلطوها بولاية أبي بكر وعمر ، ويثبتون إمامتهما ويبغضون عثمان وطلحة والزبير وعائشة ، ويرون الخروج مع بطون ولد علي بن أبي طالب ، يذهبون في ذلك إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويثبتون لكل من خرج من ولد علي بن أبي طالب عند خروجه الإمامة . قاموس الرجال 2 / 287 ـ 289 .

2  الوسائل 3 / 380 ، رقم الحديث 86 ، وحفص بن البختري ، بغدادي كوفي الأصل ، روى عن الإمام الصادق (عليه السلام) ، كتاب قاموس الرجال 3 / 355 .

3  الكافي 1 / 53 ، وإرشاد المفيد ، ص 257 . وهشام بن سالم أبو محمد الجواليقي الجعفي ولاء ، كوفي ، روى عن الإمام الصادق ، له كتاب . قاموس الرجال 9 / 357 .

 4 أمالي الشيخ المفيد ، ص 26 .