ب ـ مدير مؤسّسة ( ... )
بسمه تعالى
سماحة السيد مرتضى العسكري
سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته ،
إن كان لنا فضل السعي إلى مذهب آل البيت (عليهم السلام) كما تفضّلتم
ووصفتمونا فإنّ لسماحتكم فضل إنارة الطريق الصحيح لنا ولغيرنا من
ملايين المستبصرين وذلك بفضل كتاباتكم القيِّمة التي كانت وما زالت
تخرج من عيون القارئ إلى عقله فوراً ممّا يدعو المخالفين إلى إعادة
حساباتهم والإلتفات إلى الإسلام الصحيح . جزاكم الله عنّا خير الجزاء
وأطال لنا في عمركم حتّى تغدق على المسلمين من علمكم ما يستبصرون به
ويعرفون به دينهم الصحيح .
التوقيع محفوظ
مصر
ج ـ رسالة الكاتب المصري المرحوم
سعيد أيّوب
بسمه تعالى
سماحة العالم العلاّمة السيد مرتضى العسكري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
أكتب إلى سماحتكم شاكراً لكم فتحكم لطريق البحث العلميّ الجادّ ذلك
الطريق الذي كثيراً ما اصطدم فيه الباحث عن الحقيقة بعراقيل تجعله
مؤرق الجفن شارد الذهن واجف الفؤاد .
سيِّدي ! لقد قضيت عمراً طويلاً من أجل البحث عن الحقيقة ومعرفة رموز
الطائفة التي تسوق الناس إلى صراط العزيز الحميد ، ولقد أفنيت وقتاً
طويلاً في كتب التاريخ لتحديد الّذين يحملون مشاعل الهداية . وللأسف
الشديد لم أجد في كثير منها ما تطمئنّ له الفطرة ويحتضنه العقل
والقلب . لقد وجدتني أمام حشد من الجرائم التي ارتكبت بعد وفاة
الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بأقلّ من ستّين عاماً . وأمام هذا
الحشد وقفت حائراً أمام نصوص غلب عليها الترقيع والتلميع والبتر .
وعلى امتداد رحلتي مع البحث طالعت كتبكم وعلى رأسها معالم المدرستين
وعبدالله بن سبأ وأحاديث عائشة وغير ذلك من كتبكم التي تنقّب أمام
طلاّب الحقيقة لتمهّد لهم الطريق . ومن عند كتبكم ظهرت لي الحقيقة
التي بحثت عنها على امتداد طريق طويل في لهيب البحث . وكان فضل الله
عليّ عظيماً فلقد وجدتني داخل دائرة ليس فيها إلاّ ماء طاهر . ولقد
واجهنا صنوفاً من التعذيب([1])
لأ نّنا دخلنا إلى هذه الدائرة . ولكن التعذيب بالجمر بوضعه على
الجلود جعلنا نتمسّك أكثر بالجمر في أيدينا والله غالب على أمره .
سيِّدي ! لم تزل همومنا بعد أن عرفنا الحقّ لأ نّنا حملنا على
أكتافنا هموم الذين ما زالوا في الطريق يبحثون عن الحقيقة فهؤلاء
لا تتوفّر لهم الكتب ولا توجد لهم نواة يدورون حولها في عالم البحث
والفكر في الوقت الذي تتكاتف فيه العديد من مؤسّسات وأجهزة الصدّ عن
سبيل الله للنيل من عمق الأمّة الفطري ، وبما ان أعمال المؤسّسات
لا يقابل إلاّ بما يوازنها في القوّة فإنّنا نطمع أن تعمل من أجل وضع
لبنة في صرح مركز اشعاعي يجتمع فيه أهل الفكر ويقدّمون فيه بحوثهم
ويستعيرون منه كتبهم . وعلاوة على ذلك يعلّم أبناءهم العلوم النافعة
التي تحقّق سعادة الدنيا بما يوافق الكمال الأخروي .
سيِّدي ! نحن نعلم بأ نّنا نثقل عليك بمطلب كهذا ولكن عذرنا إنّك
الأب والأستاذ على طريق البحث عن الحقيقة . ولا يوجد للأب أجمل من أن
يقضي حاجات فلذة كبده وتلاميذه وقد علمنا إنّك أنشأت من قبل كليّة
أصول الدين في بغداد لتدريس العقائد وعلوم القرآن . وكذا كليّة الفقه
لتدريس فقه أهل البيت . ونحن نطمع أن تضيف إلى هذه الأعمال الخالدة
إنشاء صرح أصحاب الفكر([2])
الّذين يدفعون إليه بأبنائهم ليشربوا من وعاء الماء الطاهر . وإذا
كان لنا أن نقترح مكاناً لهذا البناء فأنّنا نودّ أن يكون على أرض
لا ترفع فيه الحراب في وجه أصحاب الفكر وأن يكون في مكان يحفظهم من
أن يتّهموا بالعمالة ، ذلك الاتّهام الذي يلقى على الرؤوس ظلماً
وعدواناً وصدّاً عن سبيل الله . ونرى من الأرجح أن يكون هذا المركز
ببيروت نظراً لقربها من بلادنا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الراسل سعيد أيّوب
كاتب ومفكر اسلامي ومدير الطباعة والنشر
بالمكتب العالمي للنشر والتوزيع
القاهرة ـ حدائق القبّة ـ شارع جميل عبداللطيف / 3
1
لقد اجتمع معي المرحوم في سوريا وأخبرني انّه بعد إعلانه اتباع
خطّ أهل البيت سجن وعذّب سنتين وانّه كان يعاني طيلة حياته .
2
طلب منِّي (رحمه الله) شفاهاً تأسيس كليّة أصول الدين وقد قدّمت
طلباً لتأسيسها في بيروت وهيّأت المكان والكادر العلمي فلم
أنجح ، ثمّ حاولت القيام بذلك في سوريا وأيضاً لم أنجح ، وأخيراً
وفّق الله إلى تأسيسها في قم وطهران ودزفول ولله الحمد .