المقـدّمة :
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه محمّد وآله
الطـاهرين والسلام على أزواجه أمّهات المؤمنين وأصحابه المنتجبين
الميامين .
وبعد : نقول في جواب الكرّاس الذي نشره الشيخ أبو سلمان عبدالمنعم
البلوچ باسم الشابّ محمد باقر السجّودي وعنون الكرّاس ما ترجمته :
(اسألوا من علماء الشيعة لماذا لم تُذكَر ولاية عليّ في القرآن)
ونبدأ بإيراد صفحات مترجمة منه في ما يلي ثمّ نكتب الجواب بحوله
تعالى .
ما
كتبه أبو عمر محمد باقر السجودي في المقدّمة :
( الحمد لله ربّ العالمين والسلام والتحيّة على رسول الله وآله
وأصحابه .
يردّد الشيعة في الأذان علانية يوميّاً ثلاث مرّات : «أشهد أنّ
علياً وليّ الله ، أشهد أنّ علياً حجّة الله» ، ويدّعون أنّ أذانهم
أذان الاسلام وشرعه ، وعندما تطالعون هذا الكتاب دائماً تذكّروا
ذلك .
والإنتباه إلى ذلك يساعدني على كشف الحقيقة) .
وجاء في الصفحة الأخيرة منه :
ما كتبه عالم مدرسة الخلفاء الشيخ أبو سلمان عبدالمنعم البلوچ :
اقرأوا هذا الكتاب !!
إنّ الكتاب هذا صغير في حجمه وكبيرٌ في محتواه ، فهو من جهة يبيِّن
إحدى المعاجز الخالدة للقرآن الكريم ، ومن جهة أخرى يوضِّح عجز علماء
الشيعة وجهلهم !
إنّ الإمامة عند الشيعة تعدّ من أصول الدين بل هي الثالثة من أصول
الدين في رأيهم . ومع كلّ الإهتمام الذي يحظى به القرآن عند الشيعة
فلا تجد فيه أثراً للإمامة أو ذكراً لها مع أنّ الكتاب الكريم ذكر
المستحبّات وفروع الدين . وانّ علماء الشيعة الكبار ومنهم «آية الله
الخميني» عاجزون أن يذكروا لشيعتهم ، لماذا لم يذكر القرآن
الإمامة ؟ . ومن الطريف أنّ المؤلّف لهذا الكتاب هو من الإيرانيّين
وكان شيعيّاً قبل هذا وما زالت عائلته وأسرته تعتنق هذا المذهب ،
وكان يدرِّس في إحدى مدارس طهران الدروس الدينيّة والتربويّة ، وقد
تولّى ـ في آخر وظيفة له ـ إدارة مدرسة سلمان الفارسي المتوسّطة
الواقعة في طهران ، ميدان محسني . لكنّ الله هداه وترك باطله والتحق
بأهل الجماعة والسنّة واضطرّ لأجل ذلك إلى مغادرة إيران .
في هذا الكتاب محاولة مباركة لهداية ـ الشيعة ـ الإيرانيّين الّذين
ما زالوا يجهلون بطلان مذهبهم ، فعلى كلّ شيعي أن يقرأ الكتاب كما
ونوصي أبناء السنّة أيضاً بقراءة الكتاب ، اقرأوا الكتاب !
(أبو سلمان عبد المنعم البلوچ)
وجاء في الصفحة السادسة :
(وكما قلنا سابقاً إنّ الشيعة والسنّة يختلفان في ما يتعلّق
بالحديث ، ولكن لا خلاف بينهما في القرآن ، فعلينا أن نتصرّف كما
يفعله ذلك التاجر الذكيّ ، ونميِّز الصحيح من السنّة عن سقيمها
بمساعدة القرآن الذي لا خلاف فيه ، ونكشف بذلك خدمة السنّة
الصادقين . فإنّ لنا ميزاناً يمكننا أن نزن به الروايات المنسوبة إلى
نبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)ونعرف الصادق من الكاذب
منها .
تعالوا لنقرأ القرآن ونرى ما جاء فيه في عليّ (رضي الله عنه) ، ماذا
يقول في مَنْ هو الأساس لمذهب الشيعة ؟ في مَنْ يدّعون أ نّه
الخليفة الشرعيّ للرسول ومنصوب من قبل الله وكم هو عدد الآيات
النازلة فيه ؟ إنّ هناك الآلاف من الأحاديث المدوّنة في كتب الشيعة
عن مناقب عليّ وإمامته ، كما أنّ هناك العشرات من الروايات المسجّلة
في كتب السنّة لا تتماشى مع فكرة الشيعة . فلا يمكن الاعتماد على
الحديث في بداية الأمر ولا يعالج ، بل إنّ العلاج والحلّ هو القرآن
تعالوا نرَ هل تكلّم القرآن عن عليّ وإمامته وعن الحسن والحسين
والمهديّ ؟ ها نحن والقرآن) .
وجاء في الصفحة التاسعة :
(أوّلاً : لنفترض أنّ كلامك هو الصحيح ، ولكنّ الإشكال الذي
وجّهتموه إلينا يرد على مهديّك في معتقدك ، فإنّك تزعم أن محمّداً
(صلى الله عليه وآله وسلم) نصب إثني عشر إماماً من بعده خلفاءَ في
أمّته فقُتِل عليٌّ ثمّ استخلف الحسن ثمّ الحسين إلى المهديّ ،
لكنّكم غيّبتم المهديّ قبل 1200 سنة وتركتم الأمّة الإسلاميّة بلا
خليفة ، ولا يوجد اليوم أحدٌ على وجه الكرة الأرضيّة يمكنه أن يدّعي
أ نّه
خليفة الله في خلقه ، فكيف ترون أن ما فعله المهديّ أمرٌ معقول في
حين أنّ تصرّف النبيّ (عدم تعيينه للخليفة) في رأيكم هو ما يرفضه
العقل السليم ؟ ) .
وجاء في الصفحة الثانية والأربعين من الكتاب :
(الكلمة الأخيرة ... إنِّي ولدت من أبوين شيعيّين ، وقضيت أيّام
طفولتي وشبابي على ذلك المذهب ، وجلست كثيراً تحت منابر علمائهم ،
وقرأت كثيراً من كتبهم ، إلى أن هداني الله ببركة القرآن ، وتركت
مذهب الشيعة !!
ونظراً إلى معرفتي بمذهب الشيعة ، فإنّ خوفي هو أن يتّهمني بعض علماء
الشيعة حينما لا يرون مخلصاً لأنفسهم عن سؤالنا وعن فضيحة عالمهم
ـ الخميني ـ فيقولون إنّ كتاب (كشف الأسرار) لا يحتوي على هذه
المضامين ، أو أن يبادروا إلى جمع نسخ الكتاب بطبعته القديمة من
الأسواق وكتابته من جديد ، ولكنّنا واثقون بأ نّهم
غير قادرين على الإجابة عن سؤالنا بأفضل ما أجاب به الخميني ، حتى
ولو أعادوا كتابة كشف الأسرار مئة مرّة ، نعم قد يتوسّلون إلى هذه
الحيلة فيتّهموننا بالكذب ويبعّدون الناس عن الموضوع الأساس لكي يبقى
الناس في ضلالهم لفترة وجيزة ، لا أكثر . ولكنّنا نطلب من قرّائنا أن
لا يغفلوا عن المسألة الكبرى في ما لو شاهدوا منهم هذه الحيلة ،
ويطالبوا منهم بإلحاح الإجابة عن هذا السؤال : لماذا لم يذكر اسم
عليّ في القرآن ؟ ولماذا لم يتطرّق القرآن إلى موضوع الإمامة ؟ ) .
انتهى كلام السائل الناقد ويأتي جوابه في ما يلي بحوله تعالى .