القسم الثاني
الروايات الصحيحة التي نصّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فيها
على عدد الأئمّة :
حديث عدد الأئمّة :
أخبر الرسول أنّ عدد الأئمّة الذين يلون من بعده إثنا عشر ، كما روى
عنه ذلك أصحاب الصحاح والمسانيد الآتية :
أ ـ
روى مسلم عن جابر بن سمرة أ نّه سمع النبيّ يقول :
«لا يزال الدين قائماً حتّى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر
خليفة ، كلّهم من قريش» .
وفي رواية : «لا يزال أمر الناس ماضياً ... » .
وفي حديثين منهما : «إلى اثني عشر خليفة ... » .
وفي سنن أبي داود : «حتّى يكون عليكم اثنا عشر خليفة» .
وفي حديث : «إلى اثني عشر»([1]) .
وفي البخاري ، قال : سمعت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول :
«يكون اثنا عشر أميراً» ، فقال كلمة لم أسمعها . فقال أبي : قال :
«كلّهم من قريش» .
وفي رواية : ثمّ تكلّم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بكلمة خفيت
عليّ فسألت أبي : ماذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟
فقال : «كلّهم من قريش»([2]) .
وفي رواية : «لا تضرّهم عداوة مَن عاداهم»([3]) .
ب ـ
وفي رواية :
«لا تزال هذه الاُمّة مستقيماً أمرها ، ظاهرة على عدوّها ، حتّى يمضي
منهم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش ، ثمّ يكون المرج أو الهرج»([4]) .
ج ـ
وفي رواية :
«يكون لهذه الاُمّة اثنا عشر قيِّماً لا يضرّهم مَن خذلهم ، كلّهم من
قريش»([5]) .
د ـ
وفي رواية :
«لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلا»([6]) .
هـ ـ
وعن أنس :
«لن يزال هذا الدين قائماً إلى اثني عشر من قريش فإذا هلكوا ماجت
الأرض بأهلها»([7]) .
و ـ
وفي رواية :
«لا يزال أمر هذه الاُمّة ظاهراً حتّى يقوم اثنا عشر كلّهم من قريش»([8]) .
ز ـ
وروى أحمد والحاكم وغيرهما واللفظ للأوّل عن مسروق قال :
«كنّا جلوساً عند عبدالله (ابن مسعود) يقرئنا القرآن، فسأله رجل
فقال: يا أبا عبدالرّحمن ! هل سألتم رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم) كم يملك هذه الاُمّة من خليفة ؟ فقال عبدالله : ما سألني عن
هذا أحد منذ قدمت العراق قبلك ، قال : سألناه فقال : اثنا عشر عدّة
نقباء بني إسرائيل»([9]) .
ح ـ
وفي رواية :
قال ابن مسعود : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «يكون
بعدي من الخلفاء عدّة أصحاب موسى»([10]) .
قال ابن كثير : «وقد روي مثل هذا عن عبدالله بن عمرو وحذيفة وابن
عباس»([11]) .
ولست أدري هل قصد من رواية ابن عباس ما رواه الحاكم الحسكانيّ عن ابن
عباس أو غيره .
نصّت الروايات الآنفة أنّ عدد الولاة اثنا عشر وأ نّهم من قريش ، وقد
بيّن الإمام عليّ في كلامه المقصود من قريش وقال : «إنّ الأئمّة من
قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلح على سواهم ولا يصلح
الولاة من غيرهم»([12]) .
وقال : «اللّهمّ بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجّة إمّا ظاهراً
مشهوراً أو خائفاً مغموراً لئلاّ تبطل حجج الله وبيِّناته ... »([13]) .
كانت تلكم الروايات التي نصّت على عدد الأئمة في كتب الحديث بمدرسة
الخلفاء ، وقد جاء النص على عددهم في التوراة كالآتي بيانه :
1
صحيح مسلم 6 / 3 ـ 4 ، باب الناس تبع لقريش من كتاب الإمارة ،
و ط . تحقيق محمّد فؤاد عبدالباقي ، ح 1821 ، ص 1453 ، واخترنا
هذا اللفظ من الرواية لأنّ جابراً كان قد كتبها . وفي صحيح
البخاري 4 / 165 ، كتاب الأحكام . وسنن الترمذي ، باب ما جاء في
الخلفاء من أبواب الفتن 6 / 66 ـ 67 . وسنن أبي داود 4 / 106 ،
كتاب المهدي ، ح 4279 و 4280 . ومسند الطيالسي ، ح 767 و 1278 .
ومسند أحمد 5 / 86 ـ 90 و 92 ـ 101 و 106 ـ 108 . وكنز العمال
13 / 26 ـ 27 . وحلية أبي نعيم 4 / 333 . وجابر
بن سمرة بن جنادة العامريّ ثمّ السوائيّ ، ابن اُخت سعد بن أبي
وقّاص ، وحليفهم ، مات في الكوفة بعد السبعين ، وروى عنه أصحاب
الصحاح 146 حديثاً ، ترجمته بأسد الغابة . وتقريب التهذيب .
وجوامع السيرة / 277 .
2
فتح الباري 16 / 338 . ومستدرك الصحيحين 3 / 617 .
4
منتخب الكنز 5 / 321 . وتاريخ ابن كثير 6 / 249 . وتاريخ الخلفاء
للسيوطي ، ص 10 . وكنز العمال 13 / 26 . والصواعق المحرقة ،
ص 28 .
5
كنز العمال 13 / 27 . ومنتخبه 5 / 312 .
6
صحيح مسلم بشرح النووي 12 / 202 . والصواعق المحرقة ، ص 18 .
وتاريخ الخلفاء للسيوطي ، ص 10 .
8
كنز العمال 13 / 27 عن ابن النجار .
9
مسند أحمد 1 / 398 و 406 .
قال أحمد شاكر
في الهامش الأوّل : إسناده صحيح . ومستدرك الحاكم وتلخيصه للذهبي
4 / 501 . وفتح الباري 16 / 339 مختصراً . ومجمع الزوائد 5 /
190 . والصواعق المحرقة لابن حجر ، ص 12 . وتاريخ الخلفاء
للسيوطي ، ص 10 . والجامع الصغير له 1 / 75 . وكنز العمال للمتقي
13 / 27 . وقال :
أخرجه الطبرانيّ ونعيم بن حمّاد في الفتن . وفيض
القدير في شرح الجامع الصغير للمناوي 2 / 458 . وذكر
الخبرين ابن كثير في تاريخه عن ابن مسعود ، باب ذكر الأئمّة
الاثني عشر الذين كلّهم من قريش 6 / 248 ـ 250 .
10
ابن كثير 6 / 248 . وكنز العمال 13 / 27 . وراجع شواهد التنزيل
للحسكاني 1 / 455 ، ح 626 .
12
نهج البلاغة ، الخطبة 142 .
13
ينابيع المودّة للشيخ سليمان الحنفي في الباب المائة ، ص 523 .
وراجع إحياء علوم الدين للغزالي 1 / 54 . وفي حلية الأولياء 1 /
80 بإيجاز .