القسم الأوّل
ما أبان فيها انّهم عدل القرآن دون أن يعيِّن عددهم كالآتي بيانه :
حديث الثقلين في حجّة الوداع :
روى الترمذي عن جابر ، قال : رأيت رسول الله في حجّته يوم عرفة وهو
على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول :
«يا أ يُّها الناس ! إنِّي قد تركت فيكم ، ما إن أخذتم به لن
تضلّوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي» .
قال الترمذي : وفي الباب عن أبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن اُسيد([1]) .
في غدير خمّ :
في صحيح مسلم ومسند أحمد وسنن الدارميّ والبيهقيّ وغيرها واللفظ
للأوّل ، عن زيد بن أرقم ، قال :
(إنّ رسول الله قام خطيباً بماء يدعى خُمّاً بين مكّة والمدينة ...
ثمّ قال :
«ألا يا أ يُّها الناس ! فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربِّي
فاُجيب ، وإنِّي تارك فيكم الثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه الهدى
والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ... وأهل بيتي ... » )([2]) .
وفي سنن الترمذيّ ومسند أحمد واللفظ للأوّل :
«إنِّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أعظم من
الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل
بيتي ، ولن يتفرّقا حتّى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلّفونني
فيهما»([3]) .
وفي مستدرك الصحيحين :
«كأنِّي قد دعيت فأجبت ، إنِّي تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من
الآخر : كتاب الله ، وعترتي ; فانظروا كيف تخلّفونني فيهما ، فإنّهما
لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ... »([4]) .
وفي رواية :
«أ يُّها الناس ! إنِّي تارك فيكم أمرين لن تضلّوا إن اتّبعتموهما ،
وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي ... » .
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين([5]) .
وقد جاء هذا الحديث بألفاظ اُخرى في مسند أحمد وحلية الأولياء
وغيرهما([6])
عن زيد بن ثابت .
* * *
في الحديث السابق أخبر الرسول في آخر سنة من حياته : أ نّه بشر ،
يُوشك أن يأتيه رسول ربّه ، ويدعى فيجيب ويلتحق بربّه ، وقال :
«وإنِّي تارك فيكم ، ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أعظم
من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي
ولن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلّفونني فيهما» .
قاله مرّة في عرفة ، واُخرى في غدير خمّ ، وهذا النصّ من رسول الله
في تعيين مرجع الأمّة من بعده، عمّ فيه ذكر جميع الأئمة من عترته في
الروايات التالية :
1
الترمذي 13 / 199 ، باب مناقب أهل بيت النبيّ . وراجع كنز العمال
1 / 48 .
2
صحيح مسلم ، باب فضائل عليّ بن أبي طالب . ومسند أحمد 4 / 366 .
وسنن الدارمي 2 / 431 باختصار . وسنن البيهقي 2 / 148 و 7 / 30
منه باختلاف يسير في اللفظ . وراجع الطحّاوي في مشكل الآثار 4 /
368 .
3
طبقات ابن سعد 2 / ق 2 / 2 ، وط . بيروت 2 / 194 ، وفي مسند أحمد
2 / 17 ، وفي ص 14 ، 26 ، 59 منه أكثر تفصيلاً ، وسنن الترمذي ،
كتاب المناقب ، باب مناقب أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله
وسلم) ، وأسد الغابة ، ترجمة الإمام الحسن 2 / 12 ، وط .
القاهرة ، مطابع الشعب 2 / 13 ، والدر المنثور ، آية المودة من
سورة الشورى 6 / 7 ، وكنز العمال 1 / 168 - 169 ، ح 959 ، و 1 /
165 ـ 166 ، و ص 167 ، ح 953 .
4
مسند أحمد 3 / 14 ، 26 ، 59 ، والمستدرك وتلخيصه 3 / 109 ،
وخصائص النسائي ، ص 30 ، وكنز العمال ، ط 1 ، 1 / 47 ، 48 ، 97
موجزاً ، وط 2 ، 1 / 165 ـ 169 .
5
مستدرك الصحيحين 3 / 109 بطريقين ، وقريب منه ما في 3 / 148 .
6
مسند أحمد 4 / 367 و 371 و 5 / 181. وتأريخ بغداد للخطيب 8 /
442 . وحلية الأولياء 1 / 355 و 9 / 64. وأسد الغابة 3 / 147.
ومجمع الزوائد للهيثمي 9 / 163 و 164.