تتويج الوصيّ :

وكانت لرسول الله عمامة ، تسمّى السحاب كساها علياً عند ذاك([1])وكانت سوداء اللون([2]) وكان الرسول يلبسها في أيام خاصّة([3]) مثل يوم فتح مكّة([4]) ، ورووا في كيفيّة تتويج الإمام بها يوم الغدير كالآتي :

عن عبدالأعلى بن عدي البهراني قال : دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليّاً يوم غدير خمّ فعمّمه وأرخى عذبة العمامة من خلفه([5]) .

وعن عليّ (عليه السلام) قال : عمّمني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم غدير خمّ بعمامة سوداء طرفها على منكبي([6]) .

وفي مسند الطيالسي وسنن البيهقي قال : عمّمني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم غدير خمّ بعمامة سدلها خلفي ، ثمّ قال : إنّ الله عزّ وجلّ أمدّني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمّون هذه العمّة ... وقال : إنّ العمامة حاجزة بين المسلمين والمشركين ... ([7]) .

*                    *                    *

 

ذكرنا الروايات السابقة اللاّتي تثبت إمامة عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) في كتب مدرسة الخلفاء ، وفي ما يأتي نذكر الروايات التي تثبت إمامة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) من ولده والتي عيّن الله ورسوله فيها الأوصياء والأئمّة من بعد الرسول وعرّفهم للأمّة .

تنقسم أحاديث الرسول (صلى الله عليه وآله) بمدرسة الخلفاء والتي نصّ فيها على انّ الأئمة من بعده من عترته إلى قسمين :


1  في زاد المعاد لابن القيم ، (فصل في ملابسه) : أي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)  ، بهامش شرح الزرقاني على المواهب اللدنية 1 / 121 .

2  جاء ذكر لون العمامة التي توّج بها الإمام في رواية عبدالله بن بشر الآتية وفي رواية الإمام نفسه .

3  اُشير إلى ذلك في كتب الحديث .

4  صحيح مسلم ، كتاب الحجّ ، ح 451 ـ 452 . وسنن أبي داود 4 / 54 ، باب في العمائم . وشرح المواهب 5 / 10 ، عن معرفة الصحابة لأبي نعيم .

5  الرياض النضرة 2 / 289 في ذكر تعميمه إيّاه (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده . وأسد الغابة 3 / 114 ، ومن ثمّ تعمّم الذريّة الباقية من نسله حتّى اليوم بالعمّة السوداء .

6  في ترجمة عبدالله بن بشر من الإصابة 2 / 274 ، قال : أخرجه البغوي .

7  كنز العمال 20 / 45 . ومسند الطيالسي 1 / 23 . والبيهقي 10 / 14 .