[ 400 ]

فيما نذكره لما رووه عن رسول الله صلى الله عليه وآله من تسليم سبعين ألف ملك على قبره الشريف وقبر أمير المؤمنين وقبر الحسين عليهم السلام. وجدته قد رواه الملقب منتجب الدين محمد بن أبي مسلم في أربعين حديثا أختارها، وهو في روايته الحديث السابع.

رواه برجاله وإسناده إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وإنه قال: ما خلق الله تعالى خلقا أكثر من الملائكة، وإنه لينزل من السماء كل مساء سبعون ألف ملك يطوفون بالبيت ليلتهم، حتى إذا طلع الفجر انصرفوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله فيسلمون عليه، ثم يأتون إلى قبر أمير المؤمنين عليه السلام فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر الحسين بن علي عليه السلام فيسلمون عليه، ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تطلع الشمس.

ثم تنزل ملائكة النهار سبعون ألف ملك يطوفون بالبيت الحرام نهارهم حتى إذا غربت الشمس إنصرفوا إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر أمير المؤمنين عليه السلام فيسلمون عليه.

ثم يأتون قبر الحسين بن علي عليه السلام فيسلمون عليه، ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تغيب الشمس.

والذي نفسي بيده، إن حول قبره أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكون عليه إلى يوم القيامة.

وفي رواية: قد وكل الله تعالى بالحسين عليه السلام سبعين ألف ملك شعثا غبرا، يصلون عليه كل يوم ويدعون لمن زاره، ورئيسهم ملك يقال له


[ 401 ]

(منصور). فلا يزوره زائر إلا استقلبوه، ولا ودعه مودع إلا شيعوه ولا يمرض إلا عادوه ولا يموت إلا يموت إلا صلوا على جنازته واستغفروا له بعد موته (1).


 (1) الأربعين المخطوطة: ح 12، وأورده في البحار: ج 101 ص 26 ح 40.

 


[ 402 ]

فيما نذكره من حديث الصخرة الذي قدمناه (1) عن اليهود وشهادتهم أنه أمير المؤمنين وسيد الوصيين وحجة الله في أرضه.

رأينا هذا الحديث عن الملقب منتجب الدين أبي عبد الله محمد بن أبي مسلم الرازي [ رواه ] (2) بماردين في جامعها، فقال بإسناده إلى عبد الله بن خالد بن سعيد بن العاص، قال:

كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام وقد خرج من الكوفة إذ عبر بالصعيد الذي يقال له (النخيلة) (3) على فرسخين من الكوفة. فخرج منها خمسون رجلا وقالوا: أنت علي بن أبي طالب الإمام ؟ فقال: أنا ذا. فقالوا: إن صخرة (4) مذكورة في كتبنا عليه اسم ستة من الأنبياء وهوذا نطلب الصخرة فلا نجدها، فإن كنت إماما فاوجدنا (5) الصخرة. فقال علي عليه السلام: اتبعوني.

قال عبد الله بن خالد: فسار القوم خلف أمير المؤمنين عليه السلام إلى أن استبطن بهم البر وإذا بجبل من رمل عظيم. فقال عليه السلام: أيتها الريح، إنسفي الرمل عن الصخرة بحق إسم الله الأعظم. فما كان إلا ساعة حتى نسفت الرمل وظهرت الصخرة. قال علي عليه السلام: هذه صخرتكم.


 (1) الباب 87 من هذا الكتاب.

(2) الزيادة من المطبوع.

(3) م: النخلة.

(4) ق: فقالوا: لنا صخرة.

(5) م: وجدنا.

 


[ 403 ]

فقالوا: إن عليها اسم ستة من الأنبياء على ما سمعناه وقرأناه في كتبنا، ولسنا نرى عليها الأسماء.

فقال عليه السلام: الأسماء التي عليها فهي على وجهها الذي على الأرض فاقلبوها.

فاعصوصب عليها ألف رجل احضروا في هذا المكان فما قدروا على قلبها، فقال عليه السلام: (تنحوا عنها) فمد يده إليها فقلبها فوجودوا عليها اسم ستة من الأنبياء أصحاب الشرايع: آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.

فقال النفر اليهود: نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله وأنك أمير المؤمنين وسيد الوصيين وحجة الله في أرضه.

من عرفك سعد ونجا، ومن خالفك ضل وغوى وإلى الجحيم هوى، جلت مناقبك عن التحديد وكثرت آثار نعتك عن التعديد (6).


 (6) أورده في البحار: ج 41 ص 257 ب 112 ح 18.

وفي المصدر المخطوط: ح 29.

 


[ 404 ]

فيما نذكره من حديث الدراج وتسليمه على مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. برواية أخرى برجالهم، رأيناه في (الأربعين حديثا) التي ذكرها الملقب منتجب الدين أيضا محمد بن أبي مسلم الرازي روه بماردين في جامعها في شهر ربيع الأول سنة ست وثمانين وخمسمائة، وهو الحديث الثاني والثلاثون من أخباره الأربعين. فقال بإسناده:

إن أمير المؤمنين عليه السلام كان يسعى على الصفا بمكة، وإذا هو بدراج يتدرج على وجه الأرض، فوقع بإزاء أمير المؤمنين عليه السلام. فقال عليه السلام: السلام عليك أيها الدراج، ما تصنع في هذا المكان ؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إني في هذا المكان من اربعمائة عام، أسبح الله وأقدسه وأمجده واعبده حق عبادته.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أيها الدراج، إنه لصفا نقي لا مطعم فيه ولا مشرب، فمن أين لك المطعم والمشرب ؟ فأجابه الدراج وهو يقول: وقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله، يا أمير المؤمنين، إني كلما جعت دعوت الله لشيعتك ومحبيك فاشبع، وإذا ظمأت (1) دعوت الله على مبغضيك وغاصبيك فاروى (2).


 (1) ق وم: عطشت.

(2) لم نجده في الأربعين المخطوطة تحت هذا الرقم، نعم توجد تحد الرقم 30 مر عليك في الباب 92 من هذا الكتاب، وأورده في البحار: ج 41 ص 235 ب 111 ح 6.

 


[ 405 ]

فيما نذكره من قضايا مولانا علي عليه السلام من رواية أبي الحسن بكر بن محمد الشامي من شهادة بعض النبيين بأن عليا أمير المؤمنين وسيد الوصيين، بما هذا لفظه:

قال: حدثنا أبو عمرو (1) محمد بن صالح التمار قال: حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا زهير بن محمد، وحدثنا محمد بن الحسين الطائي قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد عن ابن رئاب عن محمد بن فضيل عن أبي الصباح الطائي (2) عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: أتى رجل أمير المؤمنين عليه السلام وهو في مسجد الكوفة قد احتبى (3) بسيفه، فقال: يا أمير المؤمين، إن في القرآن آية قد أفسدت قلبي وشككتني في دينى.

قال على عليه السلام: وما هي ؟ قال: قوله عز وجل: * (واسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا) * (4)، هل كان في ذلك الزمان غيره ؟ فقال له علي عليه السلام: اجلس اخبرك إنشاء الله، إن الله عز وجل يقول في كتابه: * (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا) * (5)، فكان من آيات الله عز وجل التى أراها محمدا صلى الله عليه وآله أنه أتاه جبرئيل عليه السلام فاحتمله من مكة فوافى به بيت المقدس في ساعة من الليل، ثم أتاه بالبراق


 (1) م: أبو عمر.

(2) في البحار: الكناني وهو الظاهر.

(3) أي اشتمل به.

(4) سورة الزخرف: الآية 45، وفى النسخ: (من أرسلنا قبلك).

(5) سورة الأسراء: الآية 1.

 


[ 406 ]

فرفعه إلى السماء ثم إلى البيت المعمور.

فتوضأ جبرئيل وتوضأ النبي صلى الله عليه وآله كوضوه، وأذن جبرئيل عليه السلام وأقام مثنى مثنى، وقال للنبي صلى الله عليه وآله: تقدم وصل واجهر بصلاتك، فإن خلفك صفوفا (6) من الملائكة لا يعلم عددهم إلا الله وفي الصف الأول: أبوك آدم ونوح وهود وإبراهيم وموسى وكل نبي ارسله الله مذ خلق السماوات والأرض إلى أن بعثك يا محمد.

فتقدم النبي صلى الله عليه وآله فصلى بهم غير هائب ولا محتشم ركعتين.

فلما انصرف من صلاته أوحى الله إليه * (إسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا) * الآية (7).

فالتفت إليهم النبي صلى الله عليه ولاله فقال: بم تشهدون ؟ قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله حده لا شريك له وأنك رسول الله وأن عليا أمير المؤمنين ووصيك، وكل نبي مات خلف وصيا من عصبته غير هذا - وأشار إلى عيسى بن مريم - فإنه لا عصبة له، وكان وصيه شمعون الصفا بن حمون بن عامة (8).

ونشهد أنك رسول الله سيد النبيين وأن علي بن أبي طالب سيد الوصيين أخذت على ذلك مواثيقنا لكما بالشهادة.

فقال الرجل: احييت قلبي وفرجت عني يا أمير المؤمنين (9).


 (6) ق وم: وقف، وفي البحار: أفقا.

(7) سورة الزخرف: الآية 45، وفي النسخ: (من أرسلنا قبلك).

(8) في البحار: عمامة.

(9) أورده في البحار: ج 26 ص 285 ب 6 ح 45.

 


[ 407 ]

فيما نذكره من أمر النبي صلى الله عليه وآله لمن حضره من الصحابة بالتسليم على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين، بغير الطرق التي ذكرناها فيما تقدم. نذكرها من (الاصل المتضمن أسماء مولانا علي عليه السلام) تاريخه سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، من ترجمة أربعة وخمسين ومائة أمير المؤمنين (1) ما هذا لفظه:

حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم قال: حدثنا محمد بن معدان [ عن محمد بن عمران بن أبى ليلى ] (2) قال: حدثنا عاصم بن الفضل الخياط عن محمد بن مسلم عن ابن دراج عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما نزلت هذه الآية * (بل يريد الإنسان ليفجر أمامه) * (3)، دخل أبو بكر على النبي صلى الله عليه وآله فقال له: سلم على علي بإمرة المؤمنين.

فقال: من الله ومن رسوله ؟ [ قال: من الله ومن رسوله.

ثم دخل عمر، قال: سليم على علي بإمرة المؤمنين.

فقال: من الله ومن رسوله ؟ ] (4) فقال: من الله ومن رسوله.

[ فقال: ] (5) ثم نزلت * (ينبا الإنسان يومئذ بما قدم وأخر) * (6) مما لم يفعله لما أمر به من السلام على علي بإمرة المؤمنين (7).


 (1) لعل المعنى: فقال في ترجمة الاسم 154 من أسماء أمير المؤمنين (ع) ما هذا لفظه (2) و (4) و (5) الزيادات من البحار.

(3) سورة القيامة: الآية 5.

(6) سورة القيامة: الآية 13.

(7) أورده في البحار: ج 37 ص 328 ب 54 ح 62.

 


[ 408 ]

فيما نذكره من كتاب (أسماء مولانا علي عليه السلام) من تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام بأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين. قد قدمنا في هذا الكتاب (1) رواية بذلك بغير بعض الرجال الذين نذكرهم الآن، وحيث تختلف الطرق في الروايات فهو أبلغ في الدلالات. فقال في ترجمة الخمسين وثلاثمائة (2) ما هذا لفظه:

حدثنا الحسن بن علي بن زكريا قال: حدثني الحسن بن الأسد قال: حدثني عبد الله بن عبد الملك عن الحارث بن حصيرة عن صخر [ بن الحكم عن حنان بن الحارث عن الربيع بن جميل ] (3) عن مالك بن ضمرة عن أبي الحسين قال: لما سير أبو ذر اجتمع هو وعلي بن أبي طالب عليه السلام والمقداد وحذيفة وعمار وعبد الله بن مسعود، قال أبو ذر: ألستم تشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن أمتي ترد علي الحوض على خمس رايات: أولها راية العجل، فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشائه وفعل ذلك بتبعه (4).

[ ثم ترد علي راية فرعون أمتي، فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشائه وفعل ذلك بتبعه ] (5).


 (1) انظر البابين: 96 و 129 من هذا الكتاب.

(2) لعله كان كذلك: في ترجمة ثلاث والخمسين ومائة.

(3) الزيادة من البحار، وفي م وق خ ل والمطبوع: صخر بن مالك بن ضمرة.

(4) في المطبوع: بمن يتبعه.

(5) الزيادة من البحار.

 


[ 409 ]

ثم ترد علي راية المخدج، فإذا أخذت بيده اسود وجهه وارتعدت قدماه وخفقت أحشائه وفعل ذلك بتبعه.

فأقول لهم: اسلكوا سبيل أصحابكم، فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطمعون منه قطرة، ولم يذكر الراية الثالثة والرابعة (6).

ثم قال ما هذا لفظه: ثم يرد علي أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، فأقوم فآخذ بيده فيبيض وجهه ووجوه أصحابه، فأقول: بماذا خلفتموني بعدي ؟ فيقولون: إتبعنا الأكبر وصدقناه، ووازرنا الأصغر ونصرناه وقتلنا معه.

فأقول: ردوا، فيشربون منه شربة لا يظمئون بعدها أبدا، فينصرفون رواء مرويين.

ترى وجه إمامهم كالشمس الطالعة ووجوههم كالقمر ليلة البدر، وعلى اضوء نجم في السماء (7).

قال أبو ذر لعلي عليه السلام والمقداد وعمار وحذيفة وابن مسعود: ألستم تشهدون على ذلك ؟ قالوا: بلى.

قال: وأنا على ذلك من الشاهدين.

وذلك تأويل قوله عز وجل: * (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه (8)) * (9).


 (6) في البحار: (ولم يذكر الراية الرابعة)، ولم يورد (الثالثة) في البحار لذكر الطائفة الثالثة هناك.

(7) في البحار: كأضواء نجم في السماء.

(8) سورة آل عمران: الآية 106.

(9) أورده في البحار: ج 37 ص 328 ب 54 ح 63.

 


[ 410 ]

فيما نذكره في تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين من تفسير الحافظ محمد بن مؤمن النيشابوري (1)، وقد ذكر أنه استخرجه من التفاسير الإثنى عشر في تفسير قوله تعالى * (عم يتسائلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون) * (2) :

وبإسناد الحافظ المذكور يرفعه، قال: أقبل صخر بن حرب حتى جلس إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد، هذا الأمر لنا من بعدك أم لمن ؟ قال: يا صخر، الأمر من بعدي لمن هو مني بمنزلة هارون من موسى.

فأنزل الله تعالى * (عم يتسائلون) * يعني: يسئلك أهل مكة عن خلافة علي بن أبي طالب.

* (عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون) *: منهم المصدق بولايته وخلافته.

* (كلا) * [ ردع ] (3) ورد عليهم.

* (سيعلمون) *: سيعرفون خلافته بعدك إنها حق يكون.

* (ثم كلا سيعلمون) *: سيعرفون خلافته وولايته إذ يسئلون عنها في قبورهم.

فلا يبقى ميت في شرق ولا في غرب ولا في بر ولا في بحر إلا ومنكر ونكير يسئلانه عن ولاية علي أمير المؤمنين بعد الموت، يقولان للميت: من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ ومن إمامك ؟ (4).


 (1) في البحار: الشيرازي.

(2) سورة النبأ: الآيات 3 - 1.

(3) الزيادة من البحار.

(4) أورده في البحار: ج 6 ص 216 ب 8 ح 6، كما أورده في البحار أيضا: ج 37 ص 258 ب 53 ح 16.

 


[ 411 ]

فيما نذكره أيضا من تفسير الحافظ محمد بن مؤمن المذكور في تفسيره عند ذكر قوله تعالى: * (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) * (1) وتسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين.

بإسناده عن علقمة عن ابن مسعود قال: وقعت الخلافة من الله عز وجل في القرآن لثلاثة نفر: لآدم عليه السلام، لقول الله تعالى: * (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) * يعني: بيت المقدس.

والخليفة الثالث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لقول الله تعالى في السورة التى يذكر فيها النور: * (وعد الله الذين آمنوا منكم [ وعملوا الصالحات ] - يعني علي بن أبي طالب عليه السلام - ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم - آدم وداود - وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم - من أهل مكة - أمنا - يعني بالمدينة - يعبدونني -


 (1) سورة البقرة: الآية 30.

(2) في البحار: (ثم قال في الحديث المذكور: والخليفة الثاني داود عليه السلام).

(3) سورة ص: الآية 26.

 


[ 412 ]

ويوحدنني - لا يشركون بى شيئا ومن كفر بعد ذلك - بولاية علي بن أبي طالب - فاولئك هم الفاسقون) * (4) - يعني العاصين لله ولرسوله - (5).


 (4) سورة النور: الآية 55، مابين المعكوفتين غير مذكورة في النسخ.

(5) أورده في البحار: ج 36 ص 96 ب 39 ح 32، كما أورده العلامة في كشف الحق: ج 1 ص 100، وذكره المصنف في الطرائف: ص 23.

 


[ 413 ]

فيما نذكره من رواية الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي المذكور في تسمية علي عليه السلام بأمير المؤمنين:

فقال في تفسير قوله تعالى: * (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم) * (1) بإسناده عن قتادة عن الحسن عن ابن عباس: * (والذين آمنوا) * يعني صدقوا بالله إنه واحد، علي وحمزة بن عبد المطلب وجعفر الطيار.

* (أولئك هم الصديقون) * قال: صديق هذه الأمة أمير المؤمنين، وهو الصديق الأكبر والفاروق الأعظم، الخبر (2).


 (1) سورة الحديد: الآية 19، وفي النسخ: (بالله ورسوله).

(2) أورده في البحار: ج 38 ص 213 ب 65 ح 16.

 


[ 414 ]

فيما نذكره من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين، من الكتاب العتيق الذي فيه خطبته عليه السلام القاصعة، تاريخه: سنة ثمان ومائتين، وقد قدمنا وصفه (1) أن أول إسناده (عن عبد الله بن جعفر الزهري)، بغير الأسانيد المتقدمة في روايته.

فقال فيه عن مولانا علي عليه السلام ما هذا لفظه: هاتوا من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ما أو قول لكم، وكأني معه الآن وهو يقول في بيت أم سلمة ذلك ؟ فقال لها رسلو الله صلى الله عليه وآله: قومي فافتحي الباب.

فقالت: يا رسول الله، من هذا الذي بلغ من خطره ما أفتح له الباب ؟ وقد نزل فينا قرآن بالأمس، يقول الله عز وجل: * (وإذا سئلتموهن متاعا فاسئلوهن من وراء حجاب) * (2).

فمن هذا الذي بلغ من خطره أن استقبله بمحاسني ومعاصمي ؟ فقال صلى الله عليه وآله كهيئة المغضب: يا أم سلمة، من يطع الرسول فقد أطاع الله، قومي فافتحي الباب فإن بالباب رجلا ليس بالخرق ولا بالنزق، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.

يا أم سلمة، إنه آخذ بعضادتي الباب ليس بفاتح الباب (3) ولا بداخل الدار حتى يغيب عنه الوطئ إنشاء الله تعالى.


 (1) يحتمل قويا أن يكون مراده الكتاب المذكور في الباب 142.

(2) سوره الأحزاب: الاية 53.

(3) في البحار: بفتاح الباب.

 


[ 415 ]

فقامت أم سلمة تمشي نحو الباب وهي لا تثبت من في الباب غير إنها قد حفظت النعت والوصف وهي تقول: بخ بخ لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.

ففتحت الباب، فأخذت بعضادتي الباب فلم أزل قائما حتى غاب الوطئ.

فدخلت أم سلمة خدرها ودخلت فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وآله.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أم سلمة، هل تعرفينه ؟ قالت: نعم، هذا علي بن أبي طالب عليه السلام وهنيئا له.

قال: صدقت يا أم سلمة، بلى (4) هنيئا له، هذا لحمه من لحمي ودمه من دمي وهو بمنزلة هارون من موسى، شد به أزري، إلا إنه لا نبي بعدى، يا أم سلمة، إسمعي وإشهدي: هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وسيد المسلمين، وعنده علم الدين، وهو الوصي على الأموات من أهل بيتي والخليفة على الأحياء من أمتي، أخي في الدنيا وقريني في الآخرة ومعي في الملأ الأعلى.

إشهدي علي يا أم سلمة، إنه صاحب حوض يذود عني كما يذود الراعي عن الحوض.

إشهدي يا أم سلمة، إنه قريني في الآخرة وقرة عيني وثمرة قلبي.

إشهدي إن زوجته سيدة نساء العالمين.

يا أم سلمة، إني على الميزان يوم القيامة وإنه على ناقة من نوق الجنة تسمى (محتوية)، تزاحمني بركابها لا يزاحمني غيرها.

إشهدي يا أم سلمة، إنه سيقاتل بعدي الناكثين والمارقين والقاسطين، وإنه يقتل الشيطان الردة (5)، وإنه يقتل شهيدا ويقدم علي حيا طريا (6).

أقول: هذا لفظ ما وجدناه نقلناه تأكيدا لما قدمناه أيضا.


 (4) في النسخ: بل، صححناه من المطبوع.

(5) في البحار: الردهة.

(6) أورده في البحار: ج 38 ص 121 ب 61 ح 70.

 


[ 416 ]

فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين بلسان حيوان الماء. مما رواه الشريف الجليل أبو يعلى محمد بن الشريف أبو القاسم الحسن الأقسامي برواية الجمهور في تفسير قصيدة الشاعر محمد بن عبيد الله المخزومي (1) المعروف بالسلامي التي مدح بها مولانا عليا عليه السلام وزارة بها. وأولها: * (سلام على زمرم والصفا) * (2). أنقل الرواية بإسنادها من نسخة بخط السلامي، تاريخها: في شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة. وهذا لفظ ما وجدناه:

حدثني الشريف أبو الحسن محمد بن جعفر المحمدي قراءة عليه فأقر به، قال: أخبرنا محمد بن وهبان الهنائي، قال: أخبرنا أحمد بن أبي دجانة الرزاز قال: أخبرنا الحسن بن علي الزعفراني قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله عن أبي سمينة عن علي بن عبد الله الخياط عن الحسن بن علي الأسدي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: مد الفرات عندكم على عهد علي عليه السلام، فأقبل إليه الناس فقالوا: يا أمير المؤمنين نحن نخاف الغرق لأن [ في ] (3) الفرات قد جاء من الماء ما لم ير مثله وقد امتلأت جنبتاه، فالله الله ! فركب أمير المؤمنين عليه السلام والناس معه وحوله يمينا وشمالا. فمرّ


 (1) من مقدمي شعراء العراق ولد سنة 336 وتوفي 393.

انظر الغدير: ج 5 ص 6.

(2) أورد ذكره في الغدير: ج 5 ص 7، نقلا عن هذا الكتاب.

(3) الزيادة من البحار.

 


[ 417 ]

بمسجد ثقيف (4) فغمزه بعض شبانهم. فالتفت إليهم مغضبا فقال: صغار (5) الخدود، لئام الجدود، بقية ثمود، من يشتري مني هؤلاء الأعبد ؟ ! فقام إليه مشايخهم فقالوا له: يا أمير المؤمنين، إن هؤلاء شبان لا يعقولن ما هم فيه فلا تؤاخذنا بهم، فوالله إننا كنا لهذا كارهين (6) وما منا أحد يرضى هذا الكلام لك، فاعف عنا عفى الله عنك.

قال: فكأنه عليه السلام استحى، فقال: لست أعفو عنكم إلا على أن لا أرجع حتى تهدموا مجلسكم، وكل كوة وميزاب وبالوعة إلى طريق المسلمين، فإن هذا أذى للمسلمين. فقالوا: نحن نفعل ذلك. فمضى وتركهم. فكسروا مجلسهم وجميع ما أمر به.

حتى انتهى إلى الفرات [ وهو يزخر بأمواجه، فوقف والناس ينظرون، فتكلم بالعبرانية كلاما ] (7) [ فضربه بقضيب كان معه وزجره ] (8) ونزل (9) الفرات ذراعا. فقال: حسبكم ؟ قالوا: زدنا.

فضربه بقضيب كان معه، وإذا بالحيتان فاغرة (10) أفواهها، فقالت: يا أمير المؤمنين، عرضت ولايتك علينا فقبلنا ما خلا الجري والمار ماهي والزمار.

فقال عليه السلام: إن بني إسرائيل لما تفرقوا عن المائدة، فمن كان أخذ منهم برا كان منهم القردة والخنازير ومن أخذ بحرا كان الجري والمار ماهي والزمار.

ثم أقبل الناس عليه فقالوا: هذه رمانة ما رأينا مثلها قط جاء بها الماء،


 (4) في البحار: سقيف.

(5) في البحار: صعار.

(6) ق: ان كنا، م والبحار: إن كنا لهذا الكارهين.

(7) الزيادة من البحار.

(8) مابين المعكوفتين ليست في ق والبحار.

(9) في البحار: نقص.

(10) أي فاتحة.

 


[ 418 ]

وقد أحبست الجسر من عظمها وكبرها. فقال: هذه رمانة من رمان الجنة ! فدعا بالرجال والحبال فأخرجوها (11). فما بقي بيت بالكوفة إلا دخله منها شئ (12) !


 (11) ق خ ل: فاجرحوها.

(12) أورده في البحار: ج 41 ص 236 ب 111 ح 8.

 


[ 419 ]

فيما نذكره من تفسير (قصيدة السلامي) من النسخة المقدم ذكرها بتسليم (1) الذئب على مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين.

وهذا لفظ الحديث وفيه رواة الجمهور، قال: أخبرني الشريف أبو الحسن قال: حدثنا أبو عبد الله الحسن بن جعفر القرشي المجاور بمدينة الرسول صلى الله عليه وآله، قال: حدثنا علي بن محمد بن المغيرة الملاح قال: أخبرنا الحسن بن سنان قال: حدثنا أبو يعقوب يوسف بن حمدان المدني (2) قال: حدثنا شعبة عن قتادة عن الحسين (3) عن عمار بن ياسر قال: تبعت أمير المؤمنين عليه السلام في بعض طرفات المدينة، فإذا أنا بذئب أدرع أزب قد أقبل يهرول حتى أتى المكان الذي فيه أمير المؤمنين وولداه الحسن الحسين عليهم السلام. فجعل الذئب يعفر خديه على الأرض ويومى بيديه إلى أمير المؤمنين عليه السلام. فقال علي عليه السلام: اللهم أطلق لسان الذئب فيكلمني، فأطلق الله لسان الذئب.

فإذا الذئب يقول بلسان طلق ذلق: السلام عليك يا أمير المؤمنين. قال: وعليك [ السلام ] (4)، من أين أقبلت ؟ قال: من بلد الفجار الكفرة. قال: وأين تريد ؟ قال: بلد الأنبياء البررة. قال: وفيماذا ؟ قال: لأدخل في


 (1) خ ل: بتسليمة.

(2) م وق خ ل: المديني.

(3) في البحار: الحسن.

(4) الزيادة من البحار.

 


[ 420 ]

بيعتك مرة أخرى. قال: كانكم قد بايعتمونا ؟ قال: بنا صائح من السماء أن اجتمعوا، فاجتمعنا إلى بيت (5) من بني إسرائيل فنشر فيها اعلام بيض ورايات خضر، ونصب فيها منبر من ذهب أحمر، وعلا عليه جبرئيل عليه السلام، فخطب خطبة بليغة وجل منها القلوب وأبكى منها العيون.

ثم قال: يا معشر الوحوش، إن الله عز وجل قد دعا محمد فأجابه واستخلف على عباده من بعده علي بن أبي طالب عليه السلام وأمركم أن تبايعوه.

فقالوا: (سمعنا واطعنا)، ما خلا الذئب فإنه جحد حقك وانكر معرفتك.

فقال علي عليه السلام: ويحك أيها الذئب. كأنك من الجن ؟ فقال: ما أنا من الجنة ولا من الإنس، أنا ذئب شريف. قال: وكيف تكون شريفا وأنت ذئب ؟ قال: شريف لأني من شيعتك، وآخر اني من ولد ذلك الذئب (6) الذي اصطاده أولاد يعقوب فقالوا: (هذا أكل أخانا بالأمس)، وأنا (7) منهم (8).


 (5) في البحار: ثنية.

(6) ق: أخبر أبي أني من ولد ذلك الذئب، وفي م: واخرني اني من ولد ذلك الذئب.

(7) في البحار: وانه متهم.

(8) أورده في البحار: ج 41 ص 238 ب 111 ح 9.

 


[ 421 ]

فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين حقا حقا على لسان العلماء والأحبار من بني إسرائيل.

برواية الأعمش عن جابر بن عبد الله الأنصاري. [ وجدنا ذلك بخط المحدث الأخباري محمد بن المشهدي.

بأسناده عن محمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن مشايخه عن سليمان الأعمش عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: ] (1) حدثني أنس بن مالك وكان خادم رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: لما رجع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من قتال أهل النهروان نزل (براثا) (2)، وكان بها راهب في قلايته (3) وكان اسمه الحباب.

فلما سمع الراهب الصيحة والعسكر أشرف من قلايته إلى الأرض، فنظر إلى عسكر أمير المؤمنين عليه السلام.

فاستفظع ذلك ونزل مبادرا، قال: من هذا ومن رئيس هذا العسكر ؟ فقيل له: هذا أمير المؤمنين عليه السلام وقد رجع من قتال أهل النهروان.

فجاء الحباب مبادرا يتخطى الناس حتى وقف على أمير المؤمنين عليه السلام فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين حقا حقا.

فقال له: وما علمك بأني أمير المؤمنين حقا حقا ؟ قال له: بذلك أخبرنا علمائنا واحبارنا.

فقال له: يا حباب.

فقال له الراهب: وما علمك بإسمي ؟ فقال: اعلمني بذلك حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله.

فقال له الحباب مد يدك


 (1) الزيادة من نسخة مكتبة آية الله المرعشي والبحار.

(2) قال في مراصد الإطلاع: براثا - بالمثلثة والقصر - محلة كانت في طرف بغداد في قبلي الكرخ وبني بها جامع كانت تجتمع فيه الشيعة ويسبون الصحابة فيه.

فأخذ الراضي من وجد فيه وهدمه، ثم أعاده بحلم وسعة.

وكتب أسم الراضي في صدره واقيمت به الجمعة إلى ما بعد سنة الخمسين وأربعمائة.

ثم قطعت منه وخرب وآثاره إلى الآن باقية.

(3) قال المجلسي رحمه الله: قلاية معرب كلاية من بيوت عبادة النصارى.

 


[ 422 ]

[ لأبايعك ] (3)، فانا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله، وإنك علي بن أبي طالب وصيه.

فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: وأين تأوي ؟ فقال: أكون في قلابة لي هيهنا.

فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: بعد يومك هذا لا تسكن فيها ولكن ابن هيهنا مسجدا وسمه باسم بانيه.

فبناه رجل اسمه (براثا) فسمي المسجد ببراثا باسم الباني له.

ثم قال: ومن أن تشرب يا حباب ؟ فقال: يا أمير المؤمنين، من دجلة هيهنا.

قال: فلم لا تحفر هيهنا عينا أو بئرا ؟ فقال له: يا أمير المؤمنين، كلما حفرنا بئرا وجدناها مالحة (4) غير عذبة.

فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: إحفر هيهنا بئرا.

فحفر فخرجت عليهم صخرة لم يستطيعوا قلعها.

فقلعها أمير المؤمنين، فانقلعت عن عين أحلى من الشهد وألذ من الزبد.

فقال له: يا حباب، [ يكون شربك من هذه العين.

أما أنه يا حباب ] (5) ستبني إلى جنب مسجدك هذا مدينة، وتكثر الجبابرة فيها ويعظم البلاء حتى أنه ليركب فيها كل ليلة جمعة سبعون ألف فرج حرام (6).

فإذا عظم بلائهم سدوا على مسجدك بقنطرة (7) ثم وابنه مرتين ثم وابنه لا يهدمه إلا كافر (8) فإذا فعلوا ذلك منعوا الحج ثلاث سنين واحترقت خضرهم


 (3) الزيادة من ق.

(4) م: صامحة مالحة.

(5) الزيادة من البحار.

(6) إلى هنا أورد في البحار: ج 102 ص 26 ب 52 ح 1.

(7) ق وم والبحار: فطوة، وق خ ل: فطرة، وفي المطبوع فطرة، صححناه من نسخة المشكاة.

(8) في العبارة اغلاق في جميع النسخ: ففي نسخة ق: ثم وابنه بنين وابنه لا يهدمه إلا كافر ثم بنيا. وفي نسخة م: ثم رأيته نبين ثم وابنه لا يهدمه إلا كافر ثم بيتا. وفي البحار: ثم وابنه بنين ثم وابنه لا يهدمه إلا كافر بيتا. صححناه من نسخة المشكاة.

 


[ 423 ]

وسلط الله عليهم رجلا من أهل السفح لا يدخل بلدا إلا أهلكه وأهلك أهله.

ثم ليعد عليهم مرة أخرى، ثم يأخذهم القحط والغلا ثلاث سنين حتى يبلغ بهم الجهد.

ثم يعود عليهم، ثم يدخل البصرة فلا يدع فيها قائمة إلا سخطها وأهلكها واهلك أهلها، وذلك إذا عمرت الخربة وبنى فيها مسجد جامع فعند ذلك يكون هلاك أهل البصرة.

ثم يدخل مدينة بناها الحجاج يقال لها (واسط) فيفعل مثل ذلك، ثم يتوجه نحو بغداد فيدخلها عفوا.

ثم يلتجئ الناس إلى الكوفة، ولا يكون بلد من الكوفة إلا تشوش له الأمر (9).

ثم يخرج هو والذي أدخله بغداد نحو قبري لينبشه فيتلقاهما السفياني فيهزمهما (10) ثم يقتلهما.

ويتوجه جيش نحو الكوفة فيستعبد بعض أهلها.

ويجئ رجل من أهل الكوفة فيلجئهم إلى سور فيمن لجأ إليها أمن.

ويدخل جيش السفياني إلى الكوفة فلا يدعون أحدا إلا قتلوه، وإن الرجل منهم ليمر بالدرة المطروحة العظيمة فلا يتعرض لها ويرى الصبي الصغير فيلحقه فيقتله.

فعند ذلك يا حباب يتوقع بعدها، هيهات هيهات، وأمور عظام وفتن كقطع الليل المظلم، فاحفظ عني ما أقول لك يا حباب (11).


 (9) في العبارة أغلاق وفي البحار: ولا يكون بلدا من الكوفة تشوش الأمر له. وفي نسخة ق وم: وستوسق له الأمر وفي نسخة المشكاة: إلا توشوش له الأمر وفي البحار خ ل: إلا تستوثق له الأمر.

(10) في نسخة المشكاة: فيهن حيا.

(11) أورده بتمامه في البحار: ج 52 ص 217 ب 25 ح 80. ووجدته في الأربعين لمحمد بن أبي مسلم بن أبى الفوارس، المخطوطة: ح 18، بهذه الإسناد: عن محمد بن علي بن أحمد التبريزي بساوة: قال عبد الله بن نصر بن محمد بن خميس الموصلي أبو بكر في العشر الأخير من ربيع الأول سنة...

بمدينة السلام بجانبها الأيسر مسجد الرباط: أحمد بن الحسين العطار عن أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني صاحب كتاب الكافي قال: علي بن إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن المفضل بن يسار عن محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده الحسين بن علي عليهم السلام قال:... الخ. كما أورد مثله في البحار: ج 38 ص 50 عن مناقب ابن شهر آشوب.


[ 424 ]

فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين من شيعته وأهل بيته (1) إلى جنات النعيم بأمر رب العالمين، عن أبي جعفر بن بابويه برجال المخالفين، رويناه من كتابه كتاب (أخبار الزهراء فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله) (2). فقال ما هذا لفظه.

حدثنا محمد بن الحسن بن سعيد (3) الهاشمي قال: حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال: حدثنا محمد بن علي الهمداني قال: حدثنا بو الحسن بن خلف بن موسى بن الحسن الواسطي بواسط (4) قال: حدثنا عبد الأعلى الصنعاني (5) قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال: لما زوج رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام فاطمة عليها السلام تحدثن نساء قريش وغيرهن وعيرنها وقلن: زوجك رسول الله صلى الله عليه وآله من عائل لا مال له.

فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فاطمة، أما ترضين أن الله تبارك وتعالى اطلع اطلاعة إلى الأرض فاختار منها رجلين أحدهما أبوك والآخر


 (1) م: أهل بيته وولايته.

(2) من الكتب المفقودة اليوم، وقد روى عنه في سادس البحار كما قال في الذريعة.

(3) في البحار ج 18: حسن بن محمد بن سعيد.

(4) في البحار: أبو الحسن خلف بن موسى.

(5) قال في هامش البحار: (في النسخة المخطوطة: محمد بن عبد الأعلى).

 


[ 425 ]

بعلك. يا فاطمة، كنت أنا وعلي نورين (6) بين يدي الله عز وجل مطيعين من قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق آدم قسم ذلك النور جزئين: جزءانا وجزء علي.

ثم أن قريشا تكلمت في ذلك وفشى الخبر فبلغ النبي صلى الله عليه وآله فأمر بلالا فجمع الناس وخرج إلى مسجده ورقي منبره يحدث الناس بما خصه الله تعالى من الكرامة وبما خص به عليا وفاطمة عليهما السلام، فقال: يا معشر الناس، [ إنه ] (7) بلغني مقالتكم، واني محدثكم حديثا فعوه واحفظوه مني واسمعوه، فإني مخبركم بما خص به أهل البيت وبما خص به عليا من الفضل والكرامة وفضله عليكم، فلا تخالفوه فتنقلبوا على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين.

معاشر الناس، إن الله قد اختارني من خلقه فبعثني إليكم رسولا، واختار لي عليا خليفة ووصيا.

معاشر الناس، إني لما اسرى بي إلى السماء وتخلف عنى جميع من كان معي من ملائكة السماوات وجبرئيل والملائكة المقربين ووصلت إلى حجب ربي دخلت سبعين ألف حجاب، بين كل حجاب إلى حجاب، من حجب العزة والقدرة والبهاء والكرامة والكبرياء والعظمة والنور والظلمة والوقار، حتى وصلت إلى حجاب الجلال، فناجيت ربي تبارك وتعالى وقمت بين يديه وتقدم إلي عز ذكره بما احبه وأمرني بما أراد، لم اسئله لنفسي شيئا في علي عليه السلام إلا أعطاني، ووعدني الشفاعة في شيعته وأوليائه، ثم قال لي لجليل جل جلاله: يا محمد، من تحب من خلقي ؟ قلت: أحب الذي تحبه أنت، يا ربي.

قال لي جل جلاله: فاحب عليا فاني احبه وأحب من يحبه. فخررت لله ساجدا مسبحا شاكرا لربي تبارك وتعالى. فقال لى:


 (6) في البحار: نورا.

(7) الزيادة من البحار.

 


[ 426 ]

يا محمد، علي وليي وخيرتي بعدك من خلقي، إخترته لك أخا ووصيا ووزيرا وصفيا وخليفة وناصرا لك على اعدائي.

يا محمد، وعزتي وجلالي، لا يناوي عليا جبار إلا قصمته، ولا يقاتل عليا عدو من اعدائي إلا هزمته (9) وأبدته.

يا محمد، انى اطلعت على قلوب عبادي فوجدت عليا انصح خلقي لك واطوعهم لك، فاتخذه أخا وخليفة ووصيا وزوجه ابنتك (10)، فانى سأهب لهما غلامين طيبين طاهرين تقيين نقيين.

فبي حلفت وعلى نفسي حتمت، انه لا يتولين عليا وزوجته وذريتهما احد من خلقي إلا رفعت لوائه إلى قائمة عرشي وجنتي وبحبوحة كرامتي، وسقيته من حظيرة قدسي ولا يعاديهم أحد ويعدل عن ولايتهم يا محمد إلا سبلته ودي وباعدته من قربي وضاعفت عليهم عذابي ولعنتي.

يا محمد، إنك رسولي إلى جمعى خلقي وإن عليا وليي وأمير المؤمنين، وعلى ذلك أخذت ميثاق ملائكتي وانبيائي [ وجميع خلقي من قبل أن أخلق خلقا في سمائي ] (11) وأرضي محبة مني لك يا محمد، ولعلي ولولدكما ولمن أحبكما وكان من شيعتكما ولذلك خلقتهم (12) من خليقتكما.

فقلت: إلهي وسيدي، فاجمع الأمة عليه.

فأبى علي وقال: يا محمد، انه المبتلي والمبتلى به، واني جعلتكم محنة لخلقي، امتحن بكم جميع عبادي وخلقي في سمائي وأرضي وما فيهن لأكمل الثواب لمن أطاعني فيكم.

وأحل عذابي ولعنتي على من خالفني فيكم وعصاني، وبكم أمير الخبيث من الطيب.

يا محمد، وعزتي وجلالي لولاك ما خلقت آدم، ولولا على ما خلقت الجنة لأنى بكم أجزى العباد يوم المعاد بالثواب والعقاب، وبعلي وبالأئمة من


 (9) ق خ ل: خرمته.

(10) في البحار: زوج ابنتك.

(11) الزيادة من البحار.

(12) في النسخ: خلقته.

 


[ 427 ]

ولده انتقم من اعدائي في دار الدنيا. ثم إلى المصير للعباد والمعاد وأحكمكما في جنتي وناري، فلا يدخل الجنة لكما عدو ولا يدخل النار لكما ولي، وبذلك أقسمت على نفسي.

ثم انصرفت فجعلت لا أخرج من حجاب من حجب ربي ذي الجلال والإكرام إلا سمعت في النداء ورائي: يا محمد قدم عليا، يا محمدا استخلف عليا، يا محمد أوص إلى علي، يا محمد واخ عليا، يا محمد أحب من يحب عليا، يا محمد استوص بعلي وشيعته خيرا.

فلما وصلت إلى الملائكة جعلوا يهنئونني في السماء ويقولون: هنيئا لك يا رسول الله بكرامة لك ولعلي.

معاشر الناس، علي أخي في الدنيا والآخرة ووصيي وأميني على سرى وسر رب العالمين ووزيري وخليفتي عليكم في حياتي وبعد وفاتي. لا يتقدمه أحد غيري وخير من أخلف بعدي.

ولقد أعلمني ربى تبارك وتعالى أنه سيد المسلمين وإمام المتقين وأمير المؤمنين ووارثي ووارث النبيين ووصي رسول رب العالمين وقائد الغر المحجلين من شيعته وأهل ولايته إلى جنات النعيم بأمر رب العالمين.

يبعثه الله يوم القيامة مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون، بيده لوائي لواء الحمد يسير به أمامي، وتحته آدم وجميع من ولد من النبيين والشهداء والصالحين إلى جنات النعيم حتما من الله محتوما من رب العالمين، وعد وعدنيه ربي فيه ولن يخلف الله وعده وأنا على ذلك من الشاهدين (13).


 (13) أورده في البحار: ج 18 ص 397 ب 3 ح 101، كما أورده في البحار أيضا: ج 40 ص 18 ب 91 ح 36.

 


[ 428 ]

فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين في حياة سيد المرسلين برجال المخالفين. وجدنا ذلك في مجلد عندنا عتيق، أوله: (كتاب روح النفوس (1) في تصحيح الأسانيد المنسوبة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه)، وهو في آخر المجلد في كراريس توشك أن تكون مكتوبة من مئات من السنين وفي آخره ما كان قد كتب بعد تاريخه (المحرم سنة ثمان وثلاثمائة). أولها حديث المؤاخاة بين سيدنا رسول الله وبين مولانا علي عليه السلام. فقال ما هذا لفظه:

ما جاء أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان يقال له (أمير المؤمنين) في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله: حدثنا علي بن كعب الكوفي قال: حدثنا إسماعيل بن ابان الوراق قال: حدثنا ناصح أبو عبد الله عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: كنا نقول لعلي بن أبي طالب عليه السلام (أمير المؤمنين) ورسول الله صلى الله عليه وآله [ حاضر ] (2) فلا ينكر (3) ويتبسم (4).


 (1) خ ل: روح قدس النفوس.

(2) الزيادة من المطبوع.

(3) في البحار: ورسول الله صلى الله عليه وآله لا ينكر ويتبسم.

(4) أورده في البحار: ج 37 ص 329 ب 54 ح 64.

 


[ 429 ]

فيما نذكره من تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين من الكتاب العتيق المذكور بهذا الإسناد.

حدثنا الحسن بن علي بن عثمان قال: حدثنا الحسن بن عطية قال: حدثنا سعاد بن سليمان عن جابر عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن أبيه عن علي عليه السلام قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وعنده أبو بكر وعمر وعائشة، فجلست بينه وبين عائشة.

فقالت عائشة: مالك مجلس (1) إلا على فخذي يا علي ؟ فضرب النبي صلى الله عليه وآله ظهرها وقال: لا تؤذيني في أخي فإنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين، يقعده الله يوم القيامة على الصراط فيدخل اوليائه الجنة واعدائه النار (2).


 (1) في البحار: لا تجلس.

(2) أورده في البحار: ج 37 ص 329 ب 54 ح 65.

 


[ 430 ]

فيما نذكره من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وخاتم الوصيين وامام الغر المحجلين من الكتاب العتيق المشار إليه.

حدثنا الحسين بن الحكم الحبرى قال: حدثنا إسماعيل بن ابان الأزدي قال: حدثنا الصباح بن يحيى المزني عن الحارث بن حصيرة الأزدي، قال: حدثنا القاسم بن جندب عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أسكب لي وضوء وماء قال: فتوضأ ثم صلى ثم انصرف ثم قال: يا أنس، أول من يدخل علي اليوم أمير المؤمنين وسيد المسلمين وخاتم الوصيين وامام الغر المحجلين.

قال: فقلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار، ولم أبدها له.

فجاء علي عليه السلام فضرب الباب، فقال: من هذا يا أنس ؟ فقلت: هذا علي عليه السلام قال: افتح.

فدخل.

فقام إليه حتى اعتنقه فجعل يمسح عرق وجهه فيمسح وجهه.

قال علي عليه السلام: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لقد صنعت بي اليوم ما لم تصنعه بي قط ؟ قال: وما يمنعنى أو قال: ولم لا أفعل وأنت تؤدى ديني وتسمعهم صوتي وتبين لهم الذي اختلفوا فيه بعدى (1).

(1) أورده في البحار: ج 37 ص 301، ب 54، ذيل ح 21.

 


[ 431 ]

في تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. ننقله من نسخة فيها ذكر اسماء علي عليه السلام أول خطبة النسخة: (الحمد لله المستحق للحمد بآلائه المستوجب الشكر على نعمائه). فقال ما هذا لفظه:

قال أبو عبد الله عليه السلام في قوله * (فطرة الله التي فطر الناس عليها) * (1).

قال: التوحيد، ومحمد رسول الله، وعلي أمير المؤمنين.


 (1) سورة الروم: الآية 30.

 


[ 432 ]

فيما نذكره من الكتاب المسمى (كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام) تأليف محدث الشام صدر الحفاظ محمد بن يوسف القرشي الكنجي الشافعي من الباب السادس منه في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله عليا أمير المؤمنين وإمام الغر المحجلين. فقال ما هذا لفظه:

أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن أحمد المتوكل على الله ببغداد عن محمد بن عبد الله (1)، حدثنا عبد الحميد بن عبد الرحمان، حدثنا محمد بن عبد الله، حدثنا الحسين بن محمد الفرزدق، حدثنا الحسين بن علي بن بزيع، حدثنا يحيى بن الحسين بن الفرات (2)، حدثنا أبو عبد الرحمان المسعودي وهو عبد الله بن عبد الملك عن الحارث بن حصيرة عن صخر بن الحكم الفزاري عن حنان (3) بن الحارث الأزدي عن الربيع بن جميل الضبي عن مالك بن ضمرة الدوسي (4) عن أبي ذر الغفاري، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ترد علي الحوض راية أمير المؤمنين وإمام الغر المحجلين (5)، فأقوم فآخذ بيده فيبيض وجهه ووجوه أصحابه، فأقول: ما خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون تبعنا الأكبر وصدقناه، ووازرنا الأصغر ونصرناه وقاتلنا معه. فأقول: ردوا (6) رواء مرويين، فيشربون


 (1) في المصدر: عبيد الله.

(2) في المصدر: يحيى بن الحسن بن الحسن بن الفرات.

(3) في المصدر: حبان.

(4) ق خ ل: الرواسي.

(5) في البحار: امام المتقين وقائد الغر المجلين.

(6) ق: رووا.

 


[ 433 ]

شربة لا يظمئون بعدها أبدا، وجه إمامهم كالشمس الطالعة ووجوههم كالقمر ليلة البدر و (7) كاضوء نجم في السماء (8).


 (7) في المصدر: أو.

(8) كفاية الطالب: ص 76 ب 6. وأورده في البحار: ج 8 ص 24 ب 20 ح 19 كما أورده في البحار أيضا: ج 37 ص 347 ب 55 ح 4، ذكره مرفوعا.

 


[ 434 ]

فيما نذكره من (كفاية الطالب) الذي قدمنا ذكره فيما ذكره في الباب الثاني والأربعين في تسمية مناد من بطنان العرش لمولانا علي عليه السلام انه وصي رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم. فقال ما هذا لفظه:

الباب الثاني والأربعون في تخصيص علي عليه السلام بالنداء من بطنان العرش يوم القيامة. أخبرني المقري عتيق بن أبي الفضل السلماني، أخبرنا محدث الشام أبو القاسم علي، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي، أخبرنا أبو الحسن عاصم بن الحسن بن محمد العاصمي، أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن القطواني، حدثنا خزيمة بن ماهان المروزي، حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يأتي على الناس يوم ما فيه راكب إلا نحن أربعة: فقال له العباس بن عبد المطلب عمه: فداك أبي وأمى، من هؤلاء الأربعة ؟ فقال: أنا علي البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه، وعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين (1)، عليه حلتان خضراوان من كسوة الرحمان، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركنا، على كل ركن ياقوتة حمراء تضئ للراكب من مسيرة ثلاثة أيام، وبيده لواء الحمد ينادي: لا إله إلا الله محمد رسول الله.


 (1) في المصدر: الحسن.

 


[ 435 ]

فتقول الخلائق من هذا ؟ ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش (2) ؟ فينادي مناد من بطنان العرش: ليس بملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم (3).


 (2) في المصدر: أملك مقرب ؟ أنبى مرسل ؟ أحامل عرش ؟ (3) كفاية الطالب: ص 184 ب 43، وأورده في البحار عن ابن عقدة من أمالي الشيخ: ص 162.

 


[ 436 ]

فيما نذكره من كتاب (كفاية الطالب) أيضا الذي أشرنا إليه في ما ذكره في الباب الرابع والخمسين منه في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي بن أبي طالب عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين، نذكره بلفظه:

أخبرنا إبراهيم بن محمود بن سالم بن مهدي ببغداد وعبد الملك بن أبي البركات بن القاسم بن قينا بن محمد بن عبد الباقي (1) وأخبرنا أبو طالب بن محمد بن على الجوهري وعلي بن محمد بن عبد السميع بن الواثق بالله، قال (2): أخبرنا ابن البطن، أخبرنا أبو الفضلين (3) بن أحمد بن عبد الله، حدثنا محمد بن أحمد بن علي، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا إبراهيم بن محمود بن ميمون، حدثنا علي بن عابس عن الحارث بن حصيرة عن القاسم بن العيني (4) عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا نس، أسكب لي وضوء يعينني، فتوضأ ثم قام وصلى ركعتين، ثم قال: يا أنس، أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين.

قال أنس: فقلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار وكتمته، إذ جاء علي عليه السلام، فقال: من هذا يا أنس ؟ فقلت: علي بن أبي طالب


 (1) في المصدر: عبد الملك بن أبي البركات بن أبي القاسم بن قيبا عن محمد بن عبد الباقي.

(2) في المصدر: قالا.

(3) في المصدر: أبو الفضل.

(4) ق والمصدر: القاسم بن جندب.

 


[ 437 ]

عليه السلام، فقام النبي صلى الله عليه وآله مستبشرا فاعتنقه، ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ويمسح عرق وجه علي عليه السلام بوجهه. قال علي عليه السلام: يا رسول الله، لقد رأيتك صنعت بي شيئا ما صنعت بي قبل. قال: وما يمنعني وأنت تؤدي عني وتسمعهم صوتي، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي (5).


 (5) كفاية الطالب: ص 211 ب 54، وأورده في البحار: ج 37 ص 301 ب 54، ذيل ح 21.

 


[ 438 ]

فيما نذكره من (كفاية الطالب) الذي اشرنا إليه فيما ذكره في الباب التاسع والثمانين منه في تسمية جبرئيل عليه السلام لمولانا علي عليه السلام (أمير المؤمنين): فقال ما هذا لفظه:

أخبرنا العدل محمد بن طرخان (1) الدمشقي بها عن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطار (2)، حدثنا نور الهدى أبو طالب الحسن بن محمد بن علي الوشاء (3) عن الإمام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان، حدثنا طلحة بن أحمد بن محمد، حدثنا أبو زكريا النيشابوري عن شابور بن عبد الرحمان عن علي بن عبد الله بن عبد الحميد عن هيثم (4) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (5) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ليلة أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت نورا ضرب به وجهي، فقلت لجبرئيل: ما هذا النور الذي رأيته ؟ ! قال: يا محمد، ليس هذا نور الشمس ولا نور القمر ولكن جارية من جواري علي بن أبي طالب عليه السلام طلعت (6)


(1) في النسخ: طرجان.

(2) في النسخ: أبي العلاء بن الحسن، صححناه من المصدر.

(3) الصحيح: أبو علي الحسن بن محمد بن عنبر البغدادي الوشاء المتوفي 308، انظر تذكرة الحفاظ: ج 2 ص 756.

(4) في المصدر: هشيم.

(5) أورد السند في البحار هكذا: محمد بن طرحان الدمشقي عن الحسن بن أحمد العطار عن الحسن بن محمد بن علي الوشاء عن محمد بن أحمد عن علي بن حسن بن شاذان عن طلحة بن أحمد عن شابور بن عبد الرحمن عن علي بن عبد الله بن عبد الحميد عن هيثم بن بشير عن شعبة بن الحجاج عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

(6) ق والمصدر: اطلعت.

 


[ 439 ]

من قصرها فنظرت إليك وضحكت، وهذا النور خرج من فيها، وهي تدور في الجنة إلى أن يدخلها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (7).


 (7) كفاية الطالب: ص 321 ب 89 وأورده في البحار: ج 39 ص 236 ب 86 ذيل ح 21.

 


[ 440 ]

فيما نذكره من جزء فيه أخبار ملاح منتقاة من نسخة عتيقة في تسمية جبرئيل عليه السلام لمولانا علي عليه السلام إنه أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، وسيد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيين والمرسلين فقال في الجزء المذكور ما هذا لفظه:

حدثنا عبد الله بن سليمان الأشعث السجستاني، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد النهشلي شاذان، قال: حدثنا زكريا بن يحيى الخزار، قال: حدثنا مندل بن علي العنزي عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يغدو إليه علي عليه السلام في الغداة وكان يحب أن لا يسبقه إليه أحد، فإذا النبي صلى الله عليه وآله في صحن الدار وإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي فقال: السلام عليك، كيف أصبح رسول الله ؟ قال: بخير يا أخا رسول الله.

فقال على عليه السلام: جزاك الله عنا أهل البيت خيرا ؟ قال دحية: إني أحبك، وإن لك عندي مديحة أهديها إليك: أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، وسيد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيين والمرسلين، لواء الحمد بيدك يوم القيامة، تزف أنت وشيعتك مع محمد وحزبه إلى الجنان، وقد أفلح من والاك، وخاب وخسر من تولاك، من يحب محمدا أحبوك، ومن يبغضه أبغضوك (1) لن تنالهم شافعة محمد صلى الله عليه وآله، أذن مني صفوة الله فأخذ رأس النبي صلى الله عليه وآله فوضعه في حجره فانتبه النبي صلى الله


 (1) خ ل: بحب محمد احبوك وببغضه أبغضوك.

 


[ 441 ]

عليه وآله فقال: ما هذا الهمهمة ؟ فأخبره الحديث، فقال: لم يكن دحية، كان جبرئيل عليه السلام سماك باسم سماك الله به، وهو الذي القى محبتك في قلوب المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين.

 


[ 442 ]

فيما نذكره من جزء عليه رواية أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي (1)، في تسمية مناد ينادي من بطنان العرش لمولانا علي عليه السلام: إنه وصي رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين. وقال ما هذا لفظه:

حدثنا أبو الحسن، قال: حدثني ابن عقدة، قال: حدثني محمد بن أحمد بن الحسن، قال حدثنا خزيمة بن ما هان المروزي، قال حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يأتي علي الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة.

فقال له العباس بن عبد المطلب: فداك أبي وأمي، ومن هؤلاء الأربعة ؟ قال: أنا علي البراق، وأخى صالح على ناقة الله التي عقرها قومه، وعمي حمزة اسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين، عليه حلتان خضراوان من كسوة الرحمان على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركنا على كل ركن ياقوتة حمراء تضئ للراكب مسيرة ثلاثة أيام، وبيده لواء الحمد ينادي: لا إله إلا الله محمد رسول الله.

فتقول الخلائق: من هذا ؟ ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش ؟ فينادي مناد من بطنان العرش: ليس بملك مقرب لا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين في جنات النعيم (2).


 (1) في النسخ: القطيفي، والصحيح ما ذكرنا.

(2) أورده في البحار: ج 7 ص 233 ب 8 ح 4، عن أمالي الشيخ. ص 162.

 


[ 443 ]

فيما نذكره من جزء عتيق عليه مكتوب: (في هذا الجزء حديث الرايات وخطبة أبي بن كعب) وعليه سماع تاريخه: في جمادي الآخرة سنة اثنين وأربعمائة، في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام بأمير المؤمنين وإمام الغر المحجلين فقد تقدم هذا الحديث بغير هذا الاسناد، فقال ما هذا لفظه:

حدثنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحسين الجعفي قراءة عليه فاقر به، قال: أخبرنا أبو عبد [ الله ] (1) الحسين بن محمد الفرزدق القطعي الفزاري (2) قال: حدثنا الحسين بن علي بن بزيع، قال: حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات الفزاري (3) قال: حدثنا أبو عبد الرحمان المسعودي عبد الله بن عبد الملك عن الحارث بن حصيرة [ عن صخر ] (4) بن الحكم الفزاري عن حيان (5) بن الحارث الأزدي يكنى أبا عقيل عن الربيع بن جميل الضبى عن مالك بن ضمرة الرواسى عن أبي ذر الغفاري، إنه اجتمع هو وعلى بن أبى طالب وعبد الله بن مسعود والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان.

قال: فقال أبو ذر: حدثونا حديثا نذكر به رسول الله صلى الله عليه وآله فنشهد له وندعو له ونصدقه. فقالوا: حدثنا يا علي. فقال علي عليه السلام: لقد علمتم ما هذا زمان حديثي. قالوا: صدقت. قال: فقالوا


 (1) الزيادة من (ق).

(2) ق خ ل: الحسين بن محمد بن الفرزدق القطعي القماري.

(3) ق وم: الفزاز.

(4) الزيادة منا بقرينة ذيل الحديث.

(5) م: جنان ق خ ل: حنان.

(6) م: عن الربيع عن جميل الضبي.

 


[ 444 ]

حدثنا يا حذيفة. قال: لقد علمتم اني سئلت عن المعضلات فحذرتهن. فقالوا: صدقت. قال: فاقلوا: حدثنا يابن مسعود. قال: لقد علمتم اني قرأت القرآن لم أسأل عن غيره. قالوا: صدقت. قال: فقالوا: حدثنا يا مقداد. قال: لقد علمتم انما كنت فارسا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله أقاتل (7) ولكن أنتم أصحاب الحديث. فقالوا: صدقت. قال: فقالوا: حدثنا يا عمار. قال: فقال: لقد علمتم إني إنسان أنسى (8) إلا أن أذكر فاذكر. قالوا: صدقت. قال: فقال أبو ذر رحمة الله عليه: إنما أحدثكم بحديث سمعتموه أو من سمعه منكم بلغ، تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأن البعث حق، وأن الجنة حق، وأن النار حق. قالوا: نشهد. قال: وأنا معكم من الشاهدين. قال: ألستم تشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وآله حدثنا [ أن ] (9) شر الأولين والآخرين إثنا عشر، ستة من الأولين، وستة من الآخرين، ثم سمي من الأولين ابن آدم النبي الذي قتل أخاه، وفرعون وهامان، وقارون [ و ] السامري، والدجال اسمه في الأولين ويخرج في الآخرين وسمي من الآخرين ستة العجل وهو عثمان وفرعون وهو معاوية وهامان وهو زياد بن أبي سفيان وقارون وهو سعد بن أبي وقاص والسامري وهو عبد الله بن قيس أبو موسى.

قيل: وما السامري ؟ قال: لا مساس.

قال: يقولون: لا قتال، والأبتر وهو عمرو بن العاص.

قالوا: وما ابترها ؟ بعينها (10)، لا دين ولا نسب ؟ قال: قالوا: نشهد على ذلك قال: وأنا على ذلك من الشاهدين.

ثم قال: الستم تشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن


 (7) في الخصال: لقد علمتم اني كنت صاحب الفتن لم أسئل من غيرها.

(8) ق وم: النساء.

(9) الزيادة من (م).

(10) كذا في النسخ.

 


[ 445 ]

من أمتي من يرد علي الحوض على خمس رايات: أولهن راية العجل، فأقوم فأخذ بيده فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشائه وفعل ذلك بمن معه (11)، فأقول: ما خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون: كذبنا الأكبر ومزقناه واضطهدناه وأما الأصغر فابتززنا (12) حقه.

فأقول: اسلكوا ذات الشمال، فينصرفون (13) ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة.

ثم ترد علي راية فرعون أمتي، وهم أكثر الناس البهرجيون.

فقلت: يا رسول الله، وما البهرجيون، أبهرجوا الطريق ؟ قال: لا، ولكن بهرجوا دينهم، وهم الذين يغضبون للدنيا.

لها يرضون ولها يسخطون ولها ينصبون، فأقوم فآخذ بيد صاحبهم، فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت احشائه وفعل ذلك بمن تبعه (14).

فأقول: ما خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون: كذبنا الأكبر ومزقناه، قاتلنا الأصغر وقتلناه.

فأقول: اسلكوا طريق أصحابكم، فينصرفون ظماء مظمئين، مسودة وجوههم، لا يطعمون منه قطرة.

ثم ترد علي راية عبد الله بن قيس وهو إمام خمسين ألفا من أمتي، فأقوم فآخذ بيده فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماء وخفقت أحشاؤه وفعل ذلك بمن تبعه (15) فأقول: ما خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون: كذبنا الأكبر وعصيناه، وخذلنا الأصغر وخذلنا عنه.

فأقول: اسلكوا سبيل أصحابكم، فينصرون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة.

ثم ترد علي راية المخدج وهو امام سبعين ألفا من الناس، فأقوم فأخذ بيده فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه، وفعل ذلك من تبعه (16) فأقول: ما خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون: كذبنا الأكبر


 (11) و (14) ق وم: فعل ذلك تبعه.

(12) ق وم: ابترنا.

(13) فيفرقون.

(15) و (16) ق وم: فعل ذلك تبعه.

 


[ 446 ]

وعصيناه، وقاتلنا الأصغر وقتلناه. فأقول: اسلكوا سبيل أصحابكم، فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة.

ثم ترد علي راية علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وإمام الغر المحجلين، فأقوم فآخذ بيده فيبيض وجهه ووجوه أصحابه، فأقول: ما خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولن: تبعنا الأكبر وصدقناه، ووازرنا الأصغر ونصرناه وقاتلنا معه، فأقول: ردوا رواء مرويين، فيشربون شربة لا يظمئون بعدها أبدا وجه امامهم كالشمس الطالعة، ووجوههم كالقمر ليلة البدر أو كاضوء نجم في السماء.

ثم قال: ألستم تشهدون على ذلك ؟ قالوا: بلى. قال: وأنا على ذلك من الشاهدين.

قال لنا القاضي محمد بن عبد الله: اشهدوا علي عند الله، إن الحسين بن محمد بن الفرزدق حدثني بهذا، وقال الحسين بن محمد: اشهدوا علي بهذا عند الله، إن الحسين (17) بن علي بن بزيع حدثني بهذا، وقال الحسين بن علي بن بزيع: اشهدوا علي بهذا عند الله، إن يحيي بن الحسن حدثني بهذا، وقال يحيى بن الحسن: اشهدوا علي بهذا عند اللن أن أبا عبد الرحمان حدثني بهذا، وقال عبد الله بن عبد الملك (18): اشهدوا علي عند الله، إن الحارث بن حصيرة حدثني بهذا عن صخر بن الحكم وقال الحارث بن حصيرة: إشهدوا علي عند الله أن صخر بن الحكم


 (17) م: الحسن.

(18) ق وم: أبو عبد الرحمن، مكان عبد الله بن عبد الملك.

وكلا الاسمين لرجل واحد.

 


[ 447 ]

حدثني بهذا عن حيان بن الحارث، وقال صخر بن الحكم: اشهدوا علي بهذا عند الله، إن حيان بن الحارث حدثني بهذا عن الربيع بن جميل الضبي، وقال: ربيع بن جميل الضبي: اشهدوا علي بهذا عند الله، ان مالك بن ضمرة حدثني بهذا عن أبي ذر الغفاري، وقال مالك بن ضمرة: اشهدوا علي بهذا عند الله، ان أبا ذر الغفاري حدثني بهذا عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال أبو ذر: اشهدوا علي بهذا عند الله أن رسول الله صلى الله عليه وآله حدثني بهذا عن جبرئيل، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إشهدوا علي بهذا عند الله أن جبرئيل حدثني عن الله جل جلاله وتقدست اسمائه.

وقال يوسف بن كليب ومحمد بن حنبل (19) أن أبا عبد الرحمان (20) حدثه بهذا الحديث بهذا الإسناد، وبهذا الكلام.

قال الحسن بن علي بن بزيع: وزعم إسماعيل بن ابان أنه سمع هذا الحديث حديث الرايات من أبي عبد الرحمان المسعودي (21).


 (19) هذه الأشخاص الثلاثة كثلاثة أسانيد للحديث.

(20) ق وم: عن أبي عبد الرحمن.

(21) أورده في البحار: ج 37 ص 344 ب 55، ذيل ح 1 وفي الخصال: ج 2 ص 65.

 


[ 448 ]

فيما نذكره من الجزء الذي فيه حديث الرايات الذي أشرنا إليه، في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بسيد الصديقين وافضل المتقين وأطوع الأمة لرب العالمين وأمره بالتسليم عليه بخلافة المؤمنين. فقال ما هذا لفظه:

حدثنا الحسن بن محمد بن الفرزدق الفزاري، قال: حدثنا محمد بن أبي هارون المقري العلاف، قال: حدثنا مخول بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن الحسن عن جده عن علي عليه السلام قال: لما خطب أبو بكر، قام أبي بن كعب يوم جمعة وكان أول يوم من شهر رمضان فقال: يا معشر المهاجرين الذين هارجوا واتبعوا مرضات الرحمان، واثنى الله عليهم في القرآن، ويا معشر الأنصار الذين تبوأوا الدار والإيمان ويا من أثنى الله عليهم في القرآن، تناسيتم (1) أم نسيتم أم بدلتم أم غيرتم أم خذلتم أم عجزتم، ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قام فينا مقاما أقام لنا عليا عليه السلام فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه ومن كنت أنا نبيه فهذا أميره، ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يا علي، أنت مني بمنزلة هارون من موسى طاعتك واجبة على من بعدي.

أو لستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أوصيكم بأهل بيتي خيرا فقدموهم ولا تقدموهم، وأمروهم ولا تؤمروا عليهم.

أو لستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أهل بيتي الأئمة من بعدي.


 (1) م والبحار: تعاشيتم.

 


[ 449 ]

أو لستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أهل بيتي منار الهدى والمدلون (2) على الله.

أو لستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يا علي أنت (3) الهادي لمن ضل.

أو لستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: علي المحيي لسنتي ومعلم أمتي والقائم بحجتي وخير من أخلف بعدي وسيد أهل بيتي وأحب الناس إلي، طاعته من بعدي كطاعتي على أمتي.

أو لستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يول على علي أحدا منكم، وولاه في كل غيبة عليكم.

أو لستم تعلمون أنهما كان منزلتهما واحدا وأمرهما واحدا.

أو لستم تعلمون أنه قال: إذا غبت عنكم خلفت فيكم عليا، فقد خلفت فيكم رجلا كنفسي.

أو لستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله جمعنا قبل موته في بيت إبنته فاطمة عليها السلام، فقال لنا: إن الله أوحى إلى موسى أن اتخذ أخا من أهلك واجعله نبيا، واجعل أهله لك ولدا واطهرهم من الآفات، واخلعهم من الذنوب.

فأتخذ موسى هارون وولده وكانوا أئمة بني إسرائيل من بعده، والذين يحل لهم من مساجدهم ما يحل لموسى، الا وإن الله تعالى أوحى إلي أن اتخذ عليا أخا كموسى اتخذ هارون أخا واتخذ ولدا كما اتخذ موسى ولد هارون ولدا فقد طهرتهم كما طهرت ولد هارون، ألا وأني ختمت بك النبيين فلا نبي بعدك فهم الأئمة (4).

(2) م والبحار: مدلولون.

(3) هنا آخر النسخ ة المخطوطة الناقصة من الكتاب الموجودة في مكتبة ملك بطهران التي رمزنا إليها بعلامة (م).

(4) أي فولد علي عليه السلام هم الأئمة.

 


[ 450 ]

أفما تعمهون (5)، أما تبصرون، أما تسمعون، ضربت عليكم الشبهات فكان مثلكم كمثل رجل في سفر اصابه عطش شديد حتى خشى أن يهلك، فلقى رجلا هاديا بالطريق فسئله عن الماء، فقال: أمامك عينان إحديهما مالحة والأخرى عذبة، فان أصبت من المالحة ضللت وهلكت وان اصت العذبة هديت ورويت، فهذا مثلك أيتها الأمة المهملة كما زعمت.

وايم الله ما أهملت (6)، لقد نصب لكم علما يحل لكم الحلال ويحرم عليكم الحرام، ولو اطعتموه لما خلفتم ولا تدابرتم ولا تعللتم ولا برء بعضكم من بعض.

فوالله انكم بعده لمختلفون في أحكامكم، وانكم بعده لناقضون عهد رسول الله صلى الله عليه وآله، وانكم على عترته لمختلفون وتباغضون.

إن سئل هذا عن غير ما علم أفتى برأيه وان سئل هذا عما يعلم أفتى برأيه.

فقد تحاربتم (7) وزعمتم أن الإحتلاف رحمة.

هيهات، أبى كتاب الله ذلك عليكم يقول الله تبارك وتعالى * (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعدما جاءهم البيات وأولئك لهم عذاب عظيم) * (8)، واخبرنا باختلافهم فقال: * (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك) * (9) ولذلك خلقهم للرحمة وهم آل محمد وشيعتهم.

سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يا علي، أنت وشيعتك على الفطرة والناس منها براء، فهلا قبلتم من نبيكم وهو يخبركم (10)


 (5) ق: تفهمون.

(6) ق: اهملتم.

(7) في البحار: تحاريتم.

(8) سورة آل عمران: الآية 105، وفي النسخ: جائتهم.

(9) سورة هود: الآية 118.

(10) في البحار: كيف وهو يخبركم.

 


[ 451 ]

بانتكاصكم (11) ونهاكم عن خلاف وصية (12) وأمينه ووزيره وأخيه ووليه أطهركم قلبا وأعلمكم علما وأقدمكم إسلاما وعظمكم عناء (13) عن رسول الله صلى الله عليه وآله.

اعطاه تراثه وأوصاه بعداته واستخلفه على أمته ووضع عنده سره (14) فهو وليه دونكم أجمعين واحق به منكم أكتعين.

سيد الوصيين وأفضل المتقين وأطوع الأمة لرب العالمين، وسلم عليه بخلافة المؤمنين في حياة سيد النبيين وخاتم المرسلين، قد أعذر من أنذر، وأدى النصيحة من وعط وبصر من عمى، وتغاشى (15) وردى، فقد سمعتم كما سمعنا ورأيتم كما رأينا وشهدتم كما شهدنا.

فقام عبد الرحمان بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل، فقالوا: أقعد يا أبي، أصابك خبل أم بك جنة (16).

فقال: بل الخبل فيكم، كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله فالفيته يكلم رجلا أسمع كلامه ولا أرى وجهه.

فقال فيما يخاطبه: يا محمد، ما أنصحه لك ولأمتك، وأعلمه لسنتك.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفترى أمتي تنقاد له بعد وفاتي ؟ فقال: يا محمد، يتبعه من أمتك أبرارها، ويخالف عليه من أمتك فجارها، وكذلك أوصياء النبيين من قبل (17).

يا محمد، إن موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون، وكان أعلم بني إسرائيل وأطوعهم له (18) فأمره الله أن يتخذه وصيا كما اتخذت عليا وصيا، وكما يأمره خيرة أهل بيت نبيك (19)


 (11) ق: انكاصكم.

(12) في المطبوع: عن صدكم عن خلاف وصيه.

(13) ق: غني.

(14) في البحار: ووضع عنده رأسه.

(15) في البحار: تعاشي.

(16) في البحار وق خ ل: أم أصابتك جنة.

(17) في البحار: من قبلك.

(18) زاد في البحار: واخوهم لله.

(19) في البحار: كما أمرت بذلك.

 


[ 452 ]

فسخط (20) بنو إسرائيل سبط موسى خاصة فلعنوه وشتموه وعنفوه ووضعوا أمره فإن أخذت امتك سنن (21) بني إسرائيل كذبوا وصيك وجعلوا أمره ونبذوا خلافته، وغالطوه في علمه.

فقلت: يا رسول الله صلى الله من هذا ؟ قال: هذا ملك من ملائكة ربي، ينبئ أن أمتي تختلف على أخي ووصيي علي بن أبي طالب، وإني أوصيك يا أبي بوصية إن أنت حفظتها لم تزل بخير: يا أبي عليك بعلي فإنه الهادي المهدي، الناصح لأمتي، المحيي لسنتي، وهو إمامكم بعدي، فمن رضي بذلك لقيني على ما فارقته عليه، ومن غير وبدل (22) لقيني ناكثا لبيعتي عاصيا لأمري جاهدا لنبوتي لا أشفع له عند ربي ولا أسقيه من حوضي.

فقامت إليه رجال الأنصار (23) فقالوا: أقعد رحمك الله فقد أديت ما سمعت، ووفيت بعهدك (24).


 (20) في البحار: فحسده.

(21) في البحار: ووضعوا منه فإن أخذت امتك كسنن بني إسرائيل كذبوا وصيك وجحدوا أمره.

(22) في البحار: يا أبي، ومن غير وبدل.

(23) في البحار: من الأنصار.

(24) أورده في البحار: ح 28 ص 221، كما أورده في البحار أيضا: ج 38 ص 123 ب 61 ح 71.

 


[ 453 ]

فيما نذكره من الجزء الذي فيه حديث الرايات المذكور في أمر النبي صلى الله عليه وآله للصحابة بالتسليم على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين. نذكره من حديث المنكرين على أبي بكر خلافته، وقد تقدم ذكره واسناده بغير هذا الإسناد، فنذكر منه ما يليق بهذا الكتاب مما هذا لفظه:

قال: ثم قام بريدة الأسلمي، فقال: يا أبا بكر، أنسيت أم تناسيت (1) أم خادعتك نفسك، أما تذكر إذ أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله فسلمنا على علي بامرة المؤمنين وهو بين أظهرنا ؟ فاتق الله وتدارك نفسك قبل أن لا تداركها وانقذها من هلكتها، وادفع هذا الأمر إلى من هو أحق به منك من أهله، ولا تماد في اغتصابه وارجع وأنت تستطيع أن ترجع، فقد محضت نصيحتك وبذلك لك ما عندي ما إن فعلته وفقت ورشدت (2).


 (1) في البحار وق خ ل: تعاشيت.

(2) أورده في البحار: ج 28 ص 221 ب 4 ح 12.

 


[ 454 ]

فيما نذكره من جزء في المجلد المذكور عليه من فضائل أمير المؤمنين رواية جعفر بن الحسين بن عبد (1) ربه في تسمية بعض اليهود لمولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين. فقال ما هذا لفظه:

وحدثني أيد الله تمكينه أيضا، فقال: حدثني في مشهد النيل صلوات الله على صاحبه مؤدب كان بالنعمانية من أهل السنه والجماعة وكان حافظا متأدبا قد بلغ من العمر ثمانين سنة، فقال: حدثني والدي فقد كان على مثل صورته في [ العلم و ] (2) الأدب والحفظ والمعرفة، فقال: حدثني الرياحي بالبصرة عن شيوخه، فقال: إن أمير المؤمنين عليه السلام دخل يوما إلى منزله فالتمس شيئا من الطعام فأجابته الزهراء فاطمة عليها السلام، فقالت: ما عندنا شئ وإنني منذ يومين أعلل الحسن والحسين، فقال: أعدونا مرطا نضعه عند بعض الناس على شئ فأعطى فخرج [ له ] (3) إلى يهودي كان [ في ] (4) جيرانه، فقال له: أخا تبع اليهود أعطنا على هذا المراط صاعا من شعير.

فأخرج إليه اليهودي الشعير فطرحه في كمه ومشى عليه السلام خطوات.

فناده اليهودي: أقسمت عليك يا أمير المؤمنين إلا وقفت لأشافهك، فجلس ولحقه اليهودي، فقال له: إن ابن عمك يزعم أنه حبيب الله وخاصته وخالصته وأنه أشرف الرسل على الله تعالى، فقل له: أفلا سئل الله تعالى أن يغنيك عن هذه الفاقة التى انتم


 (1) ق: عبد الويه وفي نسخة: عدلويه.

(2) الزيادة من البحار.

(3) و (4) الزيادات من البحار.

 


[ 455 ]

عليها. فامسك عليه السلام ساعة ونكت باصبعه الأرض، وقال له: يا أخا تبع اليهود، والله إن لله عبادا لو أقسموا عليه أن يحول هذا الجدار ذهبا لفعل، قال: فاتقد (5) الجدار ذهبا، فقال له عليه السلام: ما أعنيك إنما ضربتك مثلا. فاسلم اليهودي (6).


 (5) أي تلألأ.

(6) أورده في البحار: ج 41 ص 258 ب 112 ح 19.

 


[ 456 ]

فيما نذكره من جزء فيه أخبار ملاح منتقاة من نسخة عتيقة، في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين. فقال فيه ما هذا لفظه:

قال: حدثنا محمد بن جعفر بن الحسن الرزاز أبو العباس، قال: حدثني أبو أمي محمد بن عيسى بن جعفر القيسي، قال: حدثنا إسحاق بن زيد الطائي عن عبد الغفار بن القاسم عن عبد الله بن شريك العامري عن جندب بن عبد الله البجلي، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله قبل أن يضرب الحجاب، وهو في منزل عائشة فجلست بينه وبينها، فقالت: يابن أبي طالب ما وجدت مكانا لإستك غير فخذي، أمط (1) عني.

فضرب رسول الله صلى الله عليه وآله بين كتفيها، ثم قال لها: ويك (2) ما تريدين من أمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين (3).


 (1) أي أبعد.

(2) ق خ ل: ويلك.

(3) أورده في البحار: ج 22 ص 244 ب 4 ح 11.

 


[ 457 ]

فيما نذكره من أمر النبي صلى الله عليه وآله من حضر من أصحابه بالتسليم على مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين.

من كتاب (الأنوار) تأليف الصاحب الفاضل إسماعيل بن عباد، وان كان في تصانيفه ما يقتضي موافقة الشيعة (1) في الإعتقاد، لأننا وجدنا شيخ الإمامية في زمانه المفيد محمد بن النعمان قدس الله روحه قد نسب إسماعيل بن عباد إلى جانب المعتزلة (2) في خطبة كتاب (نهج الحق)، وكذلك رأينا المرتضى نور الله ضريحه قد نسب إسماعيل بن عباد إلى جانب المعتزلة في كتاب (الانصاف) الذي رد فيه علي ابن عباد الذي يتعصب للجاحظ.

فقال إسماعيل بن عباد في كتاب (الأنوار) الذي ذكرناه ما هذا لفظه: الإمام الاول: اسمه علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي.

ويكنى أبا الحسن، ولقبه رسول الله صلى الله عليه وآله (أمير المؤمنين، خاصا له حين قال لأصحابه: (قوموا وسلموا عليه بإمرة المؤمنين).

روى ذلك أبو بردة وغيره في قصة طويلة.

ويقال له المرتضى والوصي والولي، ولقبه النبي صلى الله عليه وآله بالوزير.


 (1) نقل كلام المصنف هذا في الغدير: ج 4 ص 62 و 63.

(2) انظر عن الصاحب بن عباد: الغدير ج 4 ص 80 - 40، كما مر الكلام في ذلك في مقدمة هذا الكتاب.


[ 458 ]

فيما نذكره من [ ما ] (1) يختص به مولانا علي عليه السلام من الألقاب، فقال ما هذا لفظه:

لقبه: سيد الوصيين، وقائد الغر المحجلين، وأمير المؤمنين، والصديق الأكبر والفاروق الأعظم، قسيم الجنة والنار والوصي وحيدرة وأبو تراب (2).

 


(1) الزيادة منا وفي ق: من تخصيص مولانا علي عليه السلام الخ.

(2) راجع الباب 179 الهامش 5.

 


[ 459 ]

 

ملحق


[ 460 ]

يقول مولانا المولى الصاحب، الصدر الكبير العالم العامل الفقيه الكامل، العلامة الفاضل الزاهد العابد الورع المجاهد، النقيب الطاهر، ذو المناقب والمراتب، نقيب نقباء آل أبي طالب في الأقارب والأجانب رضي الدين، ركن الإسلام والمسلمين، جمال العارفين، أنموذج سلفه الطاهرين، افتخار السادة، عمدة أهل بيت النبوة، مجد آل الرسول، شرف العترة الطاهرة، أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الفاطمي اعز الله انصاره وكبت اعدائه:

وحيث قد انتهينا إلى ما شرفنا الله جل جلاله بالإطلاع عليه وهدانا إليه من جميع الاحاديث والآثار التى تضمنت التصريح بتسمية مولانا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وبلغنا الله جل جلاله من ذلك برجمته ما لم يبلغ آمنال إليه فقد رأينا في خاطرنا وفي الإستخارة أننا نلحق بعض الأحاديث التي وردت بما معناه (إنه ما أنزلت في القرآن آيه * (يا أيها الذين آمنوا) * إلا وعلي أميرها، لأننا رأينا في كتاب (الواحدة) (1) لمحمد بن جمهور العمي عن مولانا موسى بن جعفر الكاظم صلوات الله عليه أنه احتج على الرشيد بان تسمية أمير المؤمنين يختص بها أمير المؤمنين مولانا على بن أبي طالب صلوات الله عليه بهذه


 (1) جاء ذكره في اجازة العلامة لبنى زهرة. انظر البحار: ج 107، ص 132.

 


[ 461 ]

الرواية ووافقه هارون الرشيد عليها. وكانت في زماننا (2) مشهورة كالدراية.

فنقول: إننا روينا للأحاديث في هذا المعنى باسنادنا إلى الحافظ محمد بن أحمد بن علي النطنزي المشهور بعدالته عند الجمهور في كتابه المسمى بالخصائص من ثلاث طرق، ورويناه من كتاب (المناقب) للحافظ ابن مردويه طراز المحدثين من أكثر من عشر طرق، ورويناه من كتاب (ما نزل من القرآن في النبي وآله صلى الله عليه وعليهم) تأليف محمد بن العباس بن مروان المشهور بثقته وتزكيته أكثر من عشرين طريقا، ورويناه من كتاب (المناقب) تأليف أخطب خطباء خوارزم موفق بن أحمد المكي الذي أثنى عليه محمد بن النجار شيخ المحدثين ببغداد (3) وغير هؤلاء.

ونحن نذكر من هذه الروايات حديثين مسندين في بابين، فنقول:


 (2) ق: زمانهما.

(3) انظر الباب 26، الهامش 1 من هذا الكتاب.

 


[ 462 ]

فيما نذكره من قول النبي صلى الله عليه وآله: ما أنزل الله عز وجل آية * (يا أيها الذين آمنوا) * إلا وعلي رأسها وأميرها. من كتاب نادرة الفلك محمد بن علي النطنزي. فقال ما هذا لفظه:

أخبرنا الحسن بن أحمد [ المقري عن أحمد بن ] (1) عبد الله قال: حدثنا محمد بن عمر بن غالب قال: حدثنا محمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا عباد بن يعقوب الرواجني يقال: كان من أصحابنا أو من الزيدية، قال: حدثنا محمد بن موسى بن عثمان الحضرمي عن الاعمش عن مجاهد عن ابن عباس،

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أنزل الله عز وجل آية: * (يا أيها الذين آمنوا) * إلا وعلي رأسها وأميرها (2).


 (1) الزيادة من البحار، وفي ق: الحسن بن أحمد بن عبد الله.

(2) أورده في البحار: ج 40 ص 21 ب 91 ح 37.

 


[ 463 ]

فيما نذكره من كتاب (المناقب) تأليف موفق بن أحمد المكي الخوارزمي وقدنا قدمنا الثناء عليه، فيما رواه عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ما أنزل آية فيها * (يا أيها الذين آمنوا) * إلا وعلي عليه السلام رأسها وأميرها. برواية عن أبي العلاء الحافظ المتفق على أمانته وعدالته، فقال ما هذا لفظه:

وأنبأني أبو العلاء الحافظ الحسن بن [ أحمد ] (1) العطار الهمداني اجازة، أخبرني الحسن بن أحمد [ ابن الحسين ] (2) الحداد أخبرنا أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ، حدثنا محمد بن عمر بن غالب، حدثنا محمد [ بن أحمد ] (3) بن أبي خيثمة (4)، حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا موسى بن عثمان [ الحضرمي ] (5) عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وله: ما أنزل آية فيها * (يا أيها الذين آمنوا) * إلا وعلي رأسها وأميرها (6).


(1) الزيادة من المصدر والبحار.

(2) الزيادة من البحار.

(3) الزيادة من المصدر وق.

(4) في البحار: محمد بن أحمد بن خيثمة.

(5) الزيادة من المصدر وق خ ل.

(6) مناقب الخوارزمي: ص 188، الفصل 17.

وأورده في البحار: ج 40 ص 21 ب 91، ذيل ح 37.

وأورده في الغدير: ج 8 ص 88: عن حلية الأولياء ج 1 ص 64 والرياض النضرة ج 2 ص 206 وكفاية الكنجي: ص 54 وتذكرة السبط: ص 8 ودرر السمطين لجمال الدين الزرندي والصواعق لابن حجر: ص 76 وكنز العمال: ج 6 ص 29 وتاريخ الخلفاء: ص 115.