[ 268 ]

فيما نذكره من كتاب (الأربعين) رواية الملقب بمنتجب الدين محمد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس الرازي الذي ذكرناه برجالهم، من كلام الجمل لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وخير الوصيين. فقال ما هذا لفظه:

حدثني الشيخ الأجل الإمام العالم منتجب الدين مرشد الإسلام، كمال العلماء، أبو جعفر محمد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس الرازي رحمة الله عليه بمدينة السلام في داره بدرب البصريين في منتصف ربيع الأول سنة احدى وثمانين وخمسمائة، قال: حدثنا الإمام الكبير السيد الأمير، كمال الدين، عز الإسلام، فخر العترة، علم الهدى، شرف آل الرسول صى الله عليه وآله، أبو محمد إبراهيم بن علي بن محمد بن علي بن محمد العلوي الحسيني الموسوي بكازرون في التاسع عشر من رجب المرجب سنة إحدى وسبعين وخمسمائة [ قال: حدثني الشيخ العارف شهريار بن تارج الفارسي ] (1) قال: حدثني القاضي أبو القاسم أحمد بن طاهر السوري قال: حدثنا الشيخ الإمام شرف العارفين أبو المختار الحسن بن عبد الوهاب قال: حدثني أبو النجيب علي بن محمد بن إبراهيم عن الأشعث بن مرة عن المثنى بن سعيد (2) عن هلال بن كيسان عن الطيب القواصري عن عبد الله بن سلمة المنتجي عن سفارة بن الأصميد البغدادي عن ابن حريز عن أبي الفتح المغازلي عن عمار بن ياسر قال:


 (1) ما بين المعكوفتين ليست في البحار.

(2) في النسخ: الليثي عن سعيد، صححناه من الباب 144، وهناك فروق أخرى بين السندين في هذا لاباب والباب 144 فليراجع.

 


[ 269 ]

كنت بين يدي مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام، وإذا بصوت قد أخذ جامع الكوفة. فقال: يا عمار، إئت بذي الفقار الباتر الأعمار (3)، فجئته بذي الفقار.

فقال: أخرج يا عمار وامنع الرجل عن ظلامة هذه المرأة، فان انتهى وإلا منعته بذي الفقار. قال: فخرجت وإذا أنا برجل وامرأة قد تعلقوا بزمام جمل، والمرأة تقول: الجمل لي، والرجل يقول: الجمل لي. فقلت: إن أمير المؤمنين ينهاك عن ظلم هذه المرأة. فقال: يشتغل علي بشغله ويغسل يده من دماء المسلمين الذين قتلهم بالبصرة، ويريد أن يأخذ جملي ويدفعه إلى هذه المرأة الكاذبة ؟ !

فقال عمار رضي الله عنه. فرجعت لأخبر مولاي وإذا به قد خرج ولاح الغضب في وجهه وقال: ويلك، خل جمل المرأة. فقال: هو لي ! فقال أمير المؤمنين عليه السلام: كذبت يالعين. قال: فمن يشهد أنه للمرأة، يا علي ؟ فقال: الشاهد الذي لا يكذبه أحد من [ أهل ] (4) الكوفة. فقال الرجل: إذا شهد شاهد وكان صادقا سلمته إلى المرأة، فقال عليه السلام: تكلم أيها الجمل، لمن أنت ؟ فقال بلسان فصيح: يا أمير المؤمنين وخير الوصيين، أنا لهذه المرأة منذ بضع عشرة سنة.

فقال علي عليه السلام: خذي جملك. وعارض الرجل بضربة قسمه نصفين (5).


 (3) في البحار: للأعمار.

(4) الزيادة من ق.

(5) لم نجده في الأربعين المخطوط، ولعله من القدر الساقط، وأورده في البحار: ج 41 ص 236 ب 111 ح 7.

 


[ 270 ]

فيما نذكره عن جابر بن عبد الله الأنصاري برواية الملقب منتجب الدين محمد بن أبى مسلم بن أبي الفوارس الرازي بتسميته لمولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين ومحنة المنافقين وبوار سيفه على القاسطين والمارقين والناكثين، فقال ما هذا لفظه:

الحديث الحادي والثلاثون: املاء سيدنا الشيخ الامام منتجب الدين محمد بن أبي مسلم الرازي بماردين، يرفعه إلى محمد بن علي الباقر عليه السلام أنه قال: سئل جابر بن عبد الله الأنصاري عن علي عليه السلام فقال: ذاك والله أمير المؤمنين ومحنة المنافقين وبوار سيفه على القاسطين والناكثين والمارقين.

سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله بأذني هاتين يقول، وإلا فصمتا: (علي بعدي خير البشر من أبي فقد كفر) (1).


 (1) لم نجده في الاربعين المخطوط ولعله من القدر الساقط من النسخة. وأورد قوله صلى الله عليه وآله علي خير البشر...) في الغدير: ج 3 ص 22 عن تاريخ الخطيب وكنوز الحقايق هامش الجامع الصغير: ج 2 ص 16 وكنز العمال: ج 6 ص 159


[ 271 ]

فيما نذكره من الرواية عن رجالهم من كتاب (المعرفة) تأليف أبي سعيد عباد بن يعقوب الرواجني من أمر النبي صلى الله عليه وآله بالتسليم على علي عليه السلام بامرة المؤمنين.

ذكر جدي أبو جعفر الطوسي في كتاب (الفهرست) عن هذا عباد بن يعقوب ما هذا لفظه: (عباد بن يعقوب الرواجني عامي المذهب، له كتاب أخبار المهدي) (1)، أخبرنا أحمد بن عبدون عن أبي بكر الدوري عن أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب قال: حدثنا علي بن العباس المقانعي قال: حدثنا عباد بن يعقوب عن مشيخته) (2).

أقول أنا: إذا كان عباد بن يعقوب عامي المذهب فهو ابلغ في الحجة فيما نرويه عنه.

وأنا أروي كلما يرويه جدي أبو جعفر الطوسي رضي الله بطرق كثيرة وقد ذكرناها في كتاب (الاجازات لما يخصني من الاجازات) (3).

ونحن ذاكرون من هذا الكتاب (المعرفة) للرواجني في مناظرة أبي بكر ومعاتبته على تعديه على مولانا علي عليه السلام بعدما كان قد عرفه من أمر النبي صلى الله عليه وآله [ لهم ] (4) بالتسليم عليه بامرة المؤمنين، باسناده ماهذا لفظه:


 (1) في النسخ: أخبار الهدى، صححناه من المصدر.

(2) الفهرست: ص 120 رقم 529.

(3) انظر الباب 37، الهامش 2 من هذا الكتاب.

(4) الزيادة من المطبوع.

 


[ 272 ]

حدثنا أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري وأبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد المطلب الشيباني رضي الله عنهما قالا: حدثنا أبو عبد الله محمد بن القاسم بن زكريا بن يحيى المحاربي (5) المعروف بالسوراني قدل: حدثنا أبو سعيد عباد بن يعقوب الأسدي.

وحدثنا أبو المفضل قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن العباس بن الوليد البجلي المقانعي إجازة قال: حدثنا أبو سعيد عباد بن يعقوب الأسدي الرواجني قال: قال أخبرني السري بن عبد الله السلمي قال: أخبرنا علي بن خرور قال: دخلت أنا والعلاء بن هلال الخفاف علي أبي إسحاق السبيعي حين قدم من خراسان، فجرى الحديث فقلت: يا أبا إسحاق، أحدثك بحديث حدثنيه أخوك أبو داود عن عمران بن حصين الخزاعي وبريدة بن حصيب الأسلمي ؟ قال: نعم.

فقلت: حدثني أبو داود أن بريدة أتى عمران بن حصين فدخل (6) عليه في منزله حين بايع الناس أبا بكر فقال: يا عمران، ترى القوم نسوا ما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وآله في حائط بني فلان - أهل بيت من الأنصار - فجعل لا يدخل عليه أحد من المسلمين فيسلم عليه إلا رد عليه السلام ثم قال له: سلم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

فلم يرد على رسول الله صلى الله عليه وآله يومئذ أحد من الناس إلا عمر فإنه قال: عن أمر الله أو عن أمر رسول الله ؟ (7) قال رسول الله صلى الله عليه وآله: بل من الله ومن رسوله (8).

قال عمران: قد أذكر ذا (9).

فقال بريدة: فانطلق بنا إلى أبي بكر


 (5) ق: المجاز في.

(6) في البحار: يدخل.

(7) في البحار: من أمر الله أو من أمر رسوله.

(8) ق 6 عن الله وعن رسوله.

(9) ق والبحار: قد ذكرنا.

 


[ 273 ]

فنسأله عن هذا الأمر، فان كان عنده عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله عهده إليه بعد هذا الأمر أو أمر أمر به، فإنه لا يخبرنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله بكذب ولا يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله.

فانطلقنا فدخلنا على أبي بكر فذكرنا ذلك اليوم وقلنا له: فلم يدخل أحد من المسلمين فسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله إلا قال له: (سلم على أمير المؤمنين علي)، وكنت أنت ممن سلم عليه بإمرة المؤمنين ؟ فقال أبو بكر: قد أذكر ذلك.

فقال له بريدة: لا ينبغي لأحد من المسلمين أن يتأمر على أمير المؤمنين علي عليه السلام بعد أن سماه رسول الله صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين.

فإن كان عندك عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله عهده إليك أو أمرك به بعد هذا فأنت عندنا مصدق.

فقال أبو بكر: لا والله، ما عندي عهد من رسول الله ولا أمر أمرني به، ولكن المسلمين رأوا رأيا فتابعتهم [ به ] (10) على رأيهم.

فقال له بريدة: والله (11) ما ذلك لك ولا للمسلمين خلاف رسول الله صلى الله عليه وآله.

فقال أبو بكر: أرسل لكم عمر.

فجاءه، فقال له أبو بكر: إن هذين سألاني عن أمر قد شهدته وقص عليه كلامهما.

فقال عمر: قد سمعت ذلك، ولكن عندي المخرج من ذلك.

فقال له بريدة: عندك ؟ ! قال: عندي.

قال: فما هو ؟ قال: لا تجتمع النبوة والملك في أهل بيت واحد.

قال: فاغتنمها بريدة - وكان رجلا مفوها (12) جريا على


 (10) الزيادة من البحار.

(11) في المطبوع: لا والله.

(12) في البحار: مفهما.

 


[ 274 ]

الكلام - فقال: يا عمر، ان الله عز وجل قد أبى ذلك عليك، أما سمعت الله في كتابه يقول: * (أم يحسدون النا على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) * (13)، فقد جمع الله لهم النبوة والملك.

قال: فغضب عمر حتى رأيت عينيه توقدان، ثم قال: (ما جئتما إلا لتفرقا جماعة هذه الأمة وتشتتا أمرها).

فما زلنا نعرف منه الغضب حتى هلك (14).

 

فصل:

أول أنا: فهل ترى إلا أن الذي جرى من التقدم على مولانا علي عليه السلام ما كان لبيان النص عليه بالخلافة، وإنما كان لأجل ما قاله عمر في حديث عبد الله بن عباس عنه الذي يأتي ذكره في الكتاب (15)، فيما رويناه عن الحافظ أحمد بن مردويه أن عمر قال لعبد الله بن العباس: إن عليا عليه السلام أحق بالأمر من أبي بكر ومنه، واعتذر عمر في التقدم على علي عليه السلام بأنهم خافوا أن العرب لا تجتمع عليه لأجل ما وترهم في حياة النبي صلى الله عليه ولاله ومجاهدته لهم وإيثاره برضا الله ورضا رسوله على رضاهم، ولأمور قد ذكر مولانا علي عليه السلام في خطبه (16) وكشف عن حججه ودعواهم.


(13) سورة النساء: الآية 54.

(14) أورده في البحار: ج 37 ص 308 ب 54 ح 39.

(15) انظر خاتمة الكتاب ص 523، 524.

(16) م: خطبة.

 


[ 275 ]

فيما نذكره من كتاب (المعرفة) تأليف عباد بن يعقوب الرواجني برجالهم في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين. نذكر منه بلفظه ما يحتمله هذا الكتاب ويليق ذكره بالصواب من حديث الخمس رايات:

فيقول عباد: قد حدثنا أبو عبد الرحمان المسعودي قال: حدثنا الحارث بن حصيرة عن صخر بن الحكم الفزاري عن حنان (1) بن الحارث الأزدي عن الربيع بن جميل الصيني (2) عن مالك بن ضمرة الرواسي عن أبي ذر رضي الله عنه.

قال: لما ان سير أبو ذر رضي الله عنه اجتمع هو وعلي أمير المؤمنين والمقداد بن الأسود [ الكندي ] (3)، قال: ألستم تشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وآله (4) قال: أمتي ترد علي الحوض على خمس رايات: أولها راية العجل، فأقوم فآخذ بيده، فإذا أخذت بيده أسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت احشائه، ومن فعل ذلك يتبعه.

فأقول: ماذا خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون: كذبنا الأكبر ومزقناه واضطهدنا الأصغر وابتزيناه حقه.

فأقول: اسلكوا ذات الشمال، فيصرفون ظمآن مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة.


 (1) في خصال الصدوق: حيان.

(2) في خصال الصدوق: الضبي.

(3) الزيادة من المطبوع والبحار.

(4) أورد هذا الحديث في الخصال وذكر في صدر شيئا كثيرا ليس هيهنا.

 


[ 276 ]

ثم ترد علي رأيه فرعون أمتي، فمنهم أكثر الناس وهم المبهرجون (5).

فقلت: يا رسول الله، وما المبهرجون ؟ أبهرجوا الطريق ؟ قال: لا ولكنهم بهرجوا دينهم، وهم الذين يغضبون للدنيا ولها يرضون ولها يسخطون ولها ينصبون.

فآخذ بيد صاحبهم فإذا أخذت بيده أسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت احشائه ومن فعل ذلك تبعه.

فأقول: ما خلفتموني في الثقلين.

بعدي ؟ فيقولون: كذبنا الأكبر ومزقناه وقاتلنا الأصغر وقتلناه.

فأقول: اسلكوا طريق أصحابكم، فينصرفون ظمآن مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطره.

ثم ترد علي راية فلان (6) وهو امام خمسين ألفا من أمتي، فأقوم فآخذ بيده فإذا أخذت بيده أسود وجهه ورفجت قدماه وخفقت احشائه ومن فعل ذلك تبعه.

فأقول: ماذا خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون: كذبنا الأكبر وعصيناه وخذلنا الأصغر وخذلنا عنه.

فأقول: اسلكوا سبيل أصحابكم، فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة.

ثم يرد علي المخدج برايته وهو إمام سبعين ألفا من أمتي، فآخذ بيده فإذا أخذت بيده أسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت احشائه ومن فعل ذلك تبعه.

فأقول: ماذا خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون: كذبنا الأكبر وعصيناه وقاتلنا الأصغر فقتلناه.

فأقول: اسلكوا سبيل أصحابكم، فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة.

ثم ترد على راية أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين.

فأقوم فآخذ بيده فيبيض وجهه ووجوه أصحابه.

فأقول: ماذا خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون: ابتعنا الاكبر وصدقناه ووازرنا الأصغر فنصرناه وقتلنا معه.

فأقول: ردوا (7) رواء مرويين، فيشربون شربة لا يظمئون بعدها أبدا، وجه إمامهم


 (5) في المنجد: بهرج بهم الدليل: عدل بهم الجادة إلى غيرها.

(6) ذكر هنا في الخصال (راية هامان أمتي) وذكر بعده (راية عبد الله بن قيس).

(7) ق: رووا.

 


[ 277 ]

كالشمس الطالعة ووجوههم كالقمر ليلة البدر وكاضوء نجم في السماء.

ثم قال: ألستم تشهدون على ذلك ؟ قالوا: نعم، وانا على ذلك من الشاهدين.

قال الحارث: اشهدوا علي بهذا عند الله، إن صخر بن الحكم حدثني به.

قال صخر: اشهدوا على بهذا عند الله، إن الربيع بن جميل حدثني به.

وقال الربيع: اشهدوا علي بهذا عند الله أن مالك بن ضمرة حدثني به.

وقال مالك: اشهدوا علي بهذا عند الله أن أبا ذر حدثني به.

وقال أبو ذر رضي الله عنه: اشهدوا علي بهذا عند الله أن رسول الله صلى الله عليه وآله حدثنى به.

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي ذر: إشهد أن جبرئيل حدثنى به عن الله تعالى.

وقال عبد الرحمان: اشهدوا على بهذا عند الله أن الحارث حدثنى به.

وقال عباد: إشهدوا على بهذا عند الله أن عبد الرحمان حدثني به.

قال عباد: وإسم أبي عبد الله، عبد الله بن عبد الملك بن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود.

قال علي بن العباس (8): اشهدوا على بهذا عند الله أن عبادا حدثني به.

قال أبو علي عمر: اشهدوا على بهذا عند الله أن علي بن عباس حدثني به (9).


 (8) لا يوجد اسم (علي بن العباس وأبو علي عمر) في سند الحديث.

(9) أورده في البحار: ج 8 ص 14 ب 19 ح 19 كما أورده في البحار أيضا: ج 37 ص 344 ب 55 ذيل ح 1، وأورده الصدوق في الخصال بسند آخر: ج 2 ص 65.

 


[ 278 ]

فيما نذكره من كتاب (المعرفة) تأليف عباد بن يعقوب الرواجني الموصوف بأنه من رجال المذاهب الأربعة، مما رواه عن النبي صلى الله عليه وآله أن أهل السماوات يسمون عليا عليه السلام (أمير المؤمنين)، رويناه باسنادنا كما أشرنا إليه، ولولا أنه من رجالهم ما كنا ننقل هذا الحديث الذي يأتي ذكره، لكن دركه عليه. فقال ما هذا لفظه:

حدثنا عباد قال: أخبرنا محمد بن يحيى التميمي قال: حدثني أبو قتادة الحراني عن أبيه عن الحارث بن الخزرج صاحب راية الأنصار مع رسول الله صلى الله عليه وآله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام: يا علي، لا يتقدمك بعدي إلا كافر، وإن أهل السماوات ليسمونك (أمير المؤمنين) (1).

 

فصل :

وقد روينا في كتاب (الطرائف) (2) نحو هذا من طرق من خالف أهل بيت النبوة من الطوائف. قد تقدم (3) ذكره أيضا من طريقهم نحوه.


 (1) أورده في البحار: ج 37 ص 310 ب 54 ح 40، كما أورده ابن شهر آشوب في المناقب: ج 1 ص 548.

(2) لم نجده في الطرائف المطبوع بعد الفحص.

(3) انظر الباب 79.

 


[ 279 ]

فيما نذكره من كتاب (تأويل ما نزل من القرآن الكريم في النبي وآله صلى الله عليه وعليهم) من المجلد الأول منه، تأليف الشيخ العالم محمد بن العباس بن على بن مروان، في تسمية النبي صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام (أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين).

اعلم أن هذا محمد بن العباس قد تقدم (1) مما ذكرناه عن أبي العباس أحمد بن علي النجاشي أنه ذكر عنه رضي الله عنه: (أنه ثقة ثقة عين)، وذكر أيضا أن جماعة من أصحابه ذكروا (إن هذا الكتاب الذي ننقل ونروي عنه لم يصنف في معناه مثله) وقيل: (انه ألف ورقة) (2).

وقد روي أحاديثه عن رجال العامة لتكون أبلغ في الحجة وأوضح في المحجة وهو عشرة أجزاء.

والنسخة التي عندنا الآن قالب ونصف الورقة مجلدان ضخمان، قد نسخت من أصل عليه خط أحمد بن الحاجب الخراساني، فيه (3) أجازة تاريخها (في صفر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة) وإجازة بخط الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي وتاريخها في جمادي الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.

وهذا الكتاب أرويه بعدة طرق، منها عن الشيخ الفاضل أسعد بن عبد القاهر المعروف جده بسفرويه الأصفهاني، حدثني بذلك لما ورد إلى بغداد في صفر سنة خمس وثلاثين وستمائة بدارى بالجانب الشرقي من بغداد التي أنعم بها علينا


 (1) لم يتقدم في هذا الكتاب شئ في ذلك.

(2) رجال النجاشي: ص 268.

(3) المطبوع وم خ ل: في.

 


[ 280 ]

الخليفة المستنصر - جزاه الله خير الجزاء - عند المأمونية في الدرب المعروف بدرب الحوبة (4)، عن الشيخ العالم أبي الفرج على بن العبد (5) أبي الحسين الراوندي [ عن أبيه ] (6) عن الشيخ أبي جعفر محمد بن على بن المحسن الحلبي (7) عن السعيد أبي جعفر الطوسي رضي الله عنهم.

وأخبرني بذلك الشيخ الصالح حسين بن أحمد السوراوي إجازة في جمادي الآخرة سنة سبع وستمائة عن الشيخ السعيد محمد بن القاسم الطبري عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن بن محمد الطوسي عن والده السعيد محمد بن الحسن الطوسي.

وأخبرني بذلك أيضا الشيخ علي بن يحيى الحافظ إجازة، تاريخها شهر ربيع الأول سنة تسع وستمائة عن الشيخ السعيد عربي بن مسافر العبادي عن الشيخ محمد بن القاسم الطبري عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن بن محمد الطوسي.

وغير هؤلاء - يطول ذكرهم - عن السعيد الفاضل في علوم كثيرة من علوم الإسلام والده أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قال: (أخبرنا بكتب هذا الشيخ العالم أبي عبد الله بن محمد بن العباس بن مروان ورواياته، جماعة من أصحابنا عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبرى عن أبي عبد الله محمد بن العباس بن مروان المذكور).

فقال في كتابه الذي قدمنا ذكره في تفسير قوله جل جلاله * (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) * (8) ماهذا لفظه: حدثنا محمد بن القاسم المحاربي قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال:


 (4) م وق خ ل: حربة.

(5) في المطبوع: السعيد.

(6) الزيادة من المطبوع.

(7) في المطبوع: أبي جعفر محمد بن الحسن الحلبي.

(8) سورة آل عمران: الآية 106.

 


[ 281 ]

أخبرنا أبو عبد الرحمان المسعودي عبد الله بن عبد الملك (9) بن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن الحارث بن حصيرة عن صخر بن الحكم الفزاري عن حباب (10) بن الحارث الأزدي عن الربيع بن جميل الصيني عن مالك بن ضمرة الرواسي (11) عن أبي ذر الغفاري: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ترد علي أمتي على خمس رايات.

فذكر الحديث إلى أن قال: ثم ترد علي راية أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، فأقوم فآخذ بيده فيبيض وجهه ووجوه أصحابه، فأقول: بما خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون: اتبعنا الأكبر وصدقناه ووازرنا الأصغر ونصرناه وقتلنا معه.

فأقول: ردوا (12) رواء مرويين، فيشربون شربة لا يظمئون بعدها، وجهه امامهم كالشمس الطالعة ووجههم كالقمر ليلة الدر أو كاضوء نجم في السماء.

قال أبو ذر لعلي والمقدار وعمار وحذيفة وابن مسعود - وكانوا شيعوه لما سير -: ألستم تشهدون علي ذلك ؟ قالوا: بلى، قال: وانا على ذلك من الشاهدين (13).


 (9) في البحار: وهو عبد الله بن عبد الملك.

(10) في البحار: حنان، وفى ق خ ل: حنان أو جناب.

(11) في البحار: الدوسي.

(12) ق: رووا.

(13) روى مثله في البحار: ج 8 ص 24 ب 20 ح 19 عن كفاية الطالب.

 


[ 282 ]

فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان من كتابه الذي أشرنا إليه في تفسير قوله جل وعز: * (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) * (1) وعلي أمير المؤمنين، ماهذا لفظه:

حدثنا أحمد بن محمد بن موسى قال: حدثنا محمد بن عبد الله الرازي عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن أبي زكريا الموصلي المعروف بكوكب الدم، عن جابر الجعفي قال: حدثني وصي الوصيين ووارث علم النبيين وابن سيد المرسلين أبو جعفر محمد بن علي باقر علم النبيين عن أبيه عن جده عليهم السلام، قال:

إن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلى عليه لاسلام: أنت الذي احتج الله بك في ابتداء الخلق حيث اقامهم فقال: (الست بربكم) ؟ فقالوا: بلى. فقال: ومحمد رسول الله ؟ فقالوا جميعا: بلى. فقال: وعلي أمير المؤمنين ؟ فقال الخلق جميعا: لا، استكبارا وعتوا عن ولايتك إلا نفر قليل، وهم أقل القليل وهم أصحاب اليمين (2).


 (1) سورة الاعراف: الآية 172، وفي النسخ: (ذرياتهم).

(2) أورده في البحار: ج 37 ص 310 ب 54 ح 41.

 


[ 283 ]

فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان من كتابه أيضا في تسمية علي عليه السلام أمير المؤمنين، من تفسير الآية المقدم ذكرها، ما هذا لفظه:

حدثنا أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري عن عمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: لو علم الناس متى سمي أمير المؤمنين ما انكروا ولايته.

قلت: ومتى سمي أمير المؤمنين ؟ قال: يوم أخذ الله ميثاق بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ؟ قالوا: بلى.

[ قال ] (1): وان محمد رسولي وان عليا أمير المؤمنين ؟ [ قالوا: بلى.

ثم قال أبو جعفر عليه السلام: ولقد سماه الله باسم ما سمي به أحدا قبله ] (2) (3).


 (1) الزيادة منا.

(2) الزيادة من البحار والمطبوع.

(3) أورده في البحار: ج 37 ص 306 ب 54 ذيل ح 35.

 


[ 284 ]

فيما نذكره أيضا عن محمد بن العباس بن مروان من كتابه الذي ذكرناه في تسمية علي عليه السلام أمير المؤمنين، بطريق آخر عند تفسير الآية المقدم ذكرها، بما هذا لفظه:

حدثنا على بن العباس البجلي قال: حدثنا محمد بن مروان الغزال قال: حدثنا زيد بن المعدل عن ابان بن عثمان عن خالد بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام قال: لو أن جهال هذه الأمة يعلمون متى سمي على أمير المؤمنين لم ينكروا ولايته وطاعته.

قلت: متى سمي أمير المؤمنين ؟ قال: حيث أخذ الله ميثاق ذرية آدم عليه السلام.

كذا نزل به جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على أنفسهم الست بربكم وان محمدا رسولي وأن عليا أمير المؤمنين ؟ قالوا: بلى.

ثم قال أبو جعفر عليه السلام: والله لقد سماه الله باسم ما سمي به أحدا قبله (1).


 (1) أورده في البحار: ج 37 ص 311 ب 54 ح 42.

 


[ 285 ]

فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان أيضا من كتابه الذي ذكرناه في تفسير قوله جل وعز * (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون) * (1). في أمر النبي صلى الله عليه وآله بالتسليم على علي عليه السلام بامرة المؤمنين، فقال ما هذا لفظه:

حدثنا أحمد بن إدريس، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن حديد ومحمد بن إسماعيل بن بزيع عن منصور بن يونس بن بزرج عن زيد بن الجهم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته وهو يقول: لما سلموا على علي عليه السلام بامرة المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي بكر: قم فسلم على علي بامرة المؤمنين.

فقال: من الله ومن رسوله يا رسول الله ؟ قال: نعم من الله ومن رسوله.

ثم قال لعمر: ثم فسلم على علي بامرة المؤمنين.

قال: من الله ومن رسوله ؟ قال: نعم من الله ومن رسوله.

ثم قال: يا مقداد، ثم فسلم على علي بامرة المؤمنين.

فلم يقل شيئا ثم قام فسلم.

ثم قال: قم يا سليمان، فسلم على علي بامرة المؤمنين، فقام فسلم.

ثم قال: قم يا أبا ذر فسلم على علي بامرة المؤمنين، فقام ولم يقل شيئا ثم قام فسلم.

ثم قال: قم يا حذيفة فقام ولم يقل شيئا وسلم.

ثم قال: قم يابن مسعود فقام فسلم.

ثم قال: قم يا عمار، فقام عمار وسلم.

ثم قال: قم يا بريدة الأسلمي، فقام فسلم.


 (1) سورة النحل: الآية 91.

 


[ 286 ]

حتى إذا خرج الرجلان وهما يقولان (2): لا نسلم له ما قال أبدا ! فانزل الله عز وجل * (ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون) * (3).


(2) في البحار وم: حتى إذا خرجا وهما يقولان.

(3) أورده في البحار: ج 37 ص 311 ب 54 ح 43.

 


[ 287 ]

فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان من كتابه المشار إليه، في تفسير هذه الآية المقدم ذكرها من تسمية علي عليه السلام بأمير المؤمنين لما أمرهم النبي صلى الله عليه وآله بالتسليم عليه، فقال ما هذا لفظه:

حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا أبي عن أبيه عن محمد بن إسماعيل (1) عن منصور بن يونس عن زيد بن الجهم الهلالي قال: سمعت أبا عبد الله عليهم السلام يقول في قول الله عز وجل * (ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون) * (2)، يعني به قول رسول الله صلى الله عليه وآله حين قال: قوموا فسلموا على علي بامرة المؤمنين.

فقالوا: من الله ومن رسوله ؟ (3).


(1) في البحار: محمد بن الحسن عن أبيه محمد بن إسماعيل.

(2) سورة النحل: الآية 91.

(3) أورده في البحار: ج 37 ص 321 ب 54 ح 44.

 


[ 288 ]

فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان الثقة الثقة من كتابه المقدم ذكره، في تسمية جبرئيل وبعض انبياء الله جل جلاله عليا أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد المسلمين من تفسير سورة * (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) * (1). روينا ذلك باسنادنا المقدم ذكرها (2) عن محمد بن العباس بن مروان المذكور، فقال في كتابه المعتمد عليه المشار إليه ما هذا لفظه:

حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم المعروف بماجيلويه قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال: وحدثنا محمد بن حماد الكوفي قال: حدثنا نصر بن مزاحم عن أبي داود الطهوي (3) عن ثابت بن أبي صخرة عن الرعلي عن علي بن أبي طالب عليه السلام.

وإسماعيل بن ابان عن محمد بن عجلان عن زيد بن علي، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كنت نائما (4) في الحجر إذ أتانى جبرئيل فحركني تحريكا لطيفا ثم قال لي: عفا الله عنك يا محمد، قم واركب فافد (5) إلى ربك.

فأتاني بدابة دون البغل وفوق الحمار، خطوها مد البصر، له جناحان من جوهر، يدعى البراق.

قال: فركبت حتى طعنت في الثنية (6)، إذا أنا برجل قائم متصل شعره


 (1) سورة الاسراء: الآية 1.

(2) انظر الباب: 98.

(3) في النسخ: الطهري.

(4) ق: قائما.

(5) في البحار: ففد.

(6) أي ذهبت فيها.

 


[ 289 ]

إلى كتفيه، فلما نظر إلى قال: السلام عليك يا أول، السلام عليك يا آخر، السلام عليك يا حاشر.

قال: فقال لي جبرئيل: رد عليه يا محمد.

قال: فقلت: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.

قال: فلما ان جزت الرجل فطعنت في وسط الثنية إذا انا برجل أبيض الوجه جعد الشعر، فلما نظر إلي قال: السلام عليك، مثل تسليم الأول (7)، فقال جبرئيل: رد عليه يا محمد.

فقلت: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.

قال فقال لي: يا محمد، احتفظ بالوصي - ثلاث مرات - على بن أبي طالب عليه السلام المقرب من ربه.

قال: فلما جزت الرجل وانتهيت إلى بيت المقدس إذ أنا برجل أحسن الناس وجها وأتم الناس جسما واحسن الناس بشرة.

قال: فلما نظر إلي قال: السلام عليك يا نبي، والسلام عليك يا أول - مثل تسليم الأول - قال: فقال لي جبرئيل: يا محمد، رد عليه.

فقت: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.

قال: فقال: يا محمد، احتفظ بالوصي - ثلاث مرات - علي بن أبي طالب المقرب من ربه الأمين على حوضك صاحب شفاعة الجنة.

قال: فنزلت عن دابتي عمدا.

قال: فأخذ جبرئيل بيدي فأدخلني المسجد، فخرق بي الصفوف والمسجد غاص باهله.

قال: فإذا بيد (8) من فوقي: (تقدم يا محمد).

قال: فقدمني جبرئيل فصليت بهم.

قال: ثم وضع لنا منه سلم إلى السماء الدنيا من لؤلؤ فأخذ بيدي جبرئيل فخرق به إلى السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا.

قال: فقرع جبرئيل الباب، فقالوا له: من هذا ؟ قال: أنا جبرئيل.

قالوا: من معك ؟ قال: معي أخي محمد.

قالوا: وقد أرسل إليه ؟ قال نعم.

[ قال ] (9): ففتحوا


 (7) م والبحار: السلام مثل تسليم الأول.

(8) في البحار: بنداء.

(9) الزيادة من م.

 


[ 290 ]

لنا. ثم قالوا: مرحبا بك من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المختار خاتم النبيين لا نبي بعده.

ثم وضع لنا منها سلم من ياقوت موشح بالزبرجد الأخضر. قال: فصعدنا إلى السماء الثانية، فقرع جبرئيل الباب، فقالوا مثل القول الأول وقال جبرئيل مثل القول الأول، ففتح لنا.

ثم وضع لنا سلم من نور محفوف حوله بالنور، قال: فقال لي جبرئيل: يا محمد، تثبت واهتد هديت.

ثم ارتفعنا إلى الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة باذن الله.

فإذا بصوت وصيحة شديدة.

قال: قلت: يا جبرئيل، ما هذا الصوت ؟ فقال لي: يا محمد، هذا صوت طوبى قد اشتاقت إليك.

قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فغشيني عند ذلك مخافة شديدة.

قال: ثم قال لي جبرئيل: يا محمد، تقرب إلى ربك، فقد وطئت اليوم مكانا بكرامتك على الله عز وجل ما وطئته قط، ولولا كرامتك لأحرقني هذا النور الذي بين يدي.

قال: فتقدمت فكشف لى عن سبعين حجابا.

قال: فقال لي: يا محمد، فخررت ساجدا وقلت: لبيك رب العزة لبيك.

قال: فقيل لي: يا محمد، ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع.

يا محمد، أإت حبيبي وصفيي ورسولي إلى خلقي وأميني في عبادي، من خلفت في قومك حين وفدت إلي ؟ قال: فقلت: من أنت أعلم به مني، أخي وابن عمي وناصري ووزيري وعيبة علمي ومنجز وعداتي (10).

فقال لي ربي: وعزتي وجلالي وجودي ومجدي وقدرتي على خلقي، لا أقبل الإيمان بي ولا بأنك نبي إلا بالولاية له.

يا محمد، أتحب أن تراه في ملكوت السماء ؟ قال: فقلت: ربي وكيف


 (10) خ ل: وعدي، عداتي.

 


[ 291 ]

لي به وقد خلفته في الأرض ؟ ! قال: فقال لي: يا محمد ارفع رأسك. قال: فرفعت رأسي وإذا انا به مع الملائكة المقربين، مما يلي السماء الأعلى. قال: فضحكت حتى بدت نواجدي. قال: فقلت: يا رب، اليوم قرت عيني.

قال: ثم قيل لي: يا محمد، قلت: لبيك ذا العزة لبيك. قال: اني أعهد إليك في علي عهدا فاسمعه. قال: قلت: ما هو، يا رب ؟ قال: علي ارية الهدى وإمام الأبرار وقاتل الفجار وإمام من اطاعني وهو الكلمة التي الزمتها المتقين، أورثته علمي وفهمي، فمن أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني.

إنه مبتلى ومبتلى به، فبشره بذلك يا محمد.

قال: ثم أتاني جبرئيل. قال: فقال لي: يقول الله لك: يا محمد، * (وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها) * (11) ولاية علي بن أبي طالب. تقدم بين يدي يا محمد.

فتقدمت، فإذا أنا بنهر حافتاه قباب الدرر (12) واليواقيت، أشد بياضا من الفضة وأحلى من العسل وأطيب ريحا من المسك الأذفر. قال: فضربت بيدي فإذا طينه مسكة ذفرة.

قال: فأتاني جبرئيل فقال لي: يا محمد، أي نهر هذا ؟ قال: قلت: أي نهر هذا يا جبرئيل ؟ قال: هذا نهرك وهو الذي يقول الله عز وجل: * (إنا أعطيناك الكوثر) * (13) إلى موضع (الأبتر)، عمرو بن العاص هو الأبتر.

قال: ثم التفت فإذا أنا برجال يقذف بهم في نار جهنم.

قال: فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل ؟ فقال لي: هؤلاء المرجئة والقدرية والحرورية وبنو أمية والناصب لذريتك العداوة، هؤلاء الخمسة لا سهم لهم في الاسلام. قال: ثم قال لي: أرضيت عن ربك ما قسم لك ؟ قال: فقلت:


 (11) سوة الفتح: الآية 26.

(12) في البحار: الدر.

(13) سورة الكوثر: الآيات 3 - 1.

 


[ 292 ]

سبحان ربي، إتخذ إبراهيم خليلا وكلم موسى تكليما وأعطى سليمان ملكا عظيما، وكلمني ربي واتخذني خليلا وأعطاني في علي عليه السلام أمرا عظيما.

يا جبرئيل، من الذي لقيت في أول الثنية ؟ قال: ذاك أخوك موسى بن عمران.

قال: السلام عليك يا أول فأنت مبشر (14) أول البشر، والسلام عليك يا آخر فأنت تبعث آخر النبيين، والسلام عليك يا حاشر فأنت على حشر هذه الأمة.

قال: فمن الذي لقيت في وسط الثنية ؟ قال: ذاك أخوك عيسى بن مريم يوصيك باخيك علي بن أبي طالب عليه السلام، فإنه قائد الغر المحجلين وأمير المؤمنين وأنت سيد ولد آدم.

قال: فمن الذي لقيت عند الباب باب المقدس (15) ؟ قال: ذاك أبوك آدم، يوصيك بوصيك، ابنه علي بن أبي طالب خيرا ويخبرك أنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين.

قال: فمن الذي صليت بهم ؟ قال: أولئك الأنبياء والملائكة، كرامة من الله أكرمك بها، يا محمد.

ثم هبط بي الأرض (16).

قال: فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله بعث إلى أنس بن مالك فدعاه، فلما جاءه قال له رسول إليه صلى الله عليه وآله: أدع [ لي ] (17) عليا، فأتاه.

فقال: يا علي ؟ أبشرك ؟ قال: بماذا ؟ قال: [ لقيت ] (18) أخاك موسى وأخاك عيسى وأباك آدم صلى الله عليهم، فكلهم يوصي بك.

قال: فبكي علي عليه السلام وقال: الحمد لله الذي لم يجعلني عنده منسيا.


 (14) في البحار: تنشر.

(15) كذا في النسخ والبحار.

(16) م والبحار: إلى الأرض.

(17) الزيادة من ق.

(18) الزيادة من البحار.

 


[ 293 ]

ثم قال: يا علي، الا أبشرك ؟ قال: قلت: بشرني يا رسول الله، قال: يا علي، صوبت (19) بعيني إلى عرش ربي جل وعز، فرأيت مثلك في السماء الأعلى، وعهد إلي فيك عهدا.

قال: بابي [ أنت ] (20) وأمى يا رسول الله، أوكل ذلك كانوا يذكرون إليك ؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الملأ الأعلى ليدعون لك، وان المصطفين الأخيار ليرغبون إلى ربهم جل وعز أن يجعل لهم السبيل إلى النظر (21) إليك، وأنت تشفع يوم القيامة، وان الأمم كلهم موقوفون على جرف جهنم.

قال: فقال علي عليه السلام: يا رسول الله، فمن الذين كانوا يقذف بهم في نار جهنم ؟ قال: أولئك المرجئة والحرورية والقدرية وبنو أمية ومناصبيك (22) العداوة.

يا علي، هؤلاء الخمسة ليس لهم في الإسلام نصيب (23).

فصل أقول: إن هذا الحديث رويناه كما نقلناه من هذه الطرق عن هذا الشيخ الذي شهد بثقته من ذكرناه.

ولا يستعظم لله جل جلاله أن يكون يكرم محمدا صلى الله عليه وآله بما أوردناه، فإن الله تعالى يقول له في صريح الآيات: * (أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات) * (24).


 (19) ق وم: صونت.

وفي البحار: نظرت إلى، وخ ل: صوبت (20) الزيادة من البحار.

(21) في المطبوع: أن ينظروا.

(22) في البحار: ناصبك، وفي م والمطبوع: مناصبك.

(23) أورده في البحار: ج 18 ص 390 ب 3 ح 98، كما أورده في البحار أيضا: ج 37 ص 312 ب 54 ح 46.

(24) سورة الزخرف: الآية 32، وفي النسخ: على بعض.

 


[ 294 ]

فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان الثقة الثقة من كتابه (فيما نزل من القرآن في النبي وآله عليهم السلام) والذي أشرنا إليه، من تفسير * (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) * (1)، في أخذ عهود الأنبياء بالوحدانبية والرسالة المحمدية وإن عليا أمير المؤمنين وسيد الوصيين، بما هذا لفظه:

حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال: حدثنا الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتى رجل إلى أمير المؤمنين وهو في مسجد الكوفة وقد احتبى بحمائل سيفه.

فقال: يا أمير المؤمنين، إن في القرآن آية قد افسدت علي ديني وشككتني في ديني ! قال: وما ذاك ؟ قال: قول الله عز وجل * (واسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا، أجعلنا من دون الرحمان آلهة يعبدون) * (2)، فهل في ذلك الزمان نبي غير محمد صلى الله عليه وآله فيسأله عنه ؟.

فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: إجلس اخبرك إنشاء الله، إن الله عز وجل يقول في كتابه: * (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا) *، فكان من آيات الله التي أريها محمد صلى الله عليه وآله أنه انتهى جبرئيل إلى البيت المعمور وهو المسجد الأقصى، فلما دنا منه أتى جبرئيل عينا فتضوأ منها، ثم قال يا محمد، توضأ.


 (1) سورة الأسراء: الآية 1.

(2) سورة الزخرف: الآية 45، وفي النسخ: (من أرسلنا قبلك).

 


[ 295 ]

ثم قام جبرئيل فأذن ثم قال للنبي صلى الله عليه ولاله: تقدم فصل واجهر بالقراءة، فإن خلفك افقا من الملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله جل وعز.

وفي الصف الأول: آدم ونوح وإبراهيم وهو وموسى وعيسى، وكل نبي بعث الله تبارك وتعالى منذخ لق الله السماوات والأرض إلى أن بعث محمدا صلى الله عليه وآله.

فتقدم رسول الله صلى الله عليه وآله فصلى بهم غير هائب ولا محتشم.

فلما انصرف أوحى الله إليه كلمح البصر: سل يا محمد * (من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمان آلهة يعبدون) *.

فالتفت إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله بجميعه فقال: بم تشهدون ؟ قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنت رسول الله وأن عليا أمير المؤمنين وصيك، وأنت (3) رسول الله سيد النبيين وإن عليا سيد الوصيين، أخذت على ذلك مواثيقنا (4) لكما بالشهادة.

فقال الرجل: أحييت قلبي وفرجت عني يا أمير المؤمنين (5).


(3) في البحار: انك.

(4) م: مواثيقا.

(5) أورده في البحار: ج 18 ص 394 ب 3 ح 99، كما أورده أيضا في البحار: ج 37 ص 316 ب 54 ح 47.

 


[ 296 ]

فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان الذي قدمنا ذكره من التسمية لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين، روينا ذلك بالاسانيد المقدم ذكرها عن محمد بن العباس بن مروان المذكور ما هذا لفظه:

حدثنا محمد بن هشام بن سهيل عن محمد بن إسماعيل العسكري، قال: حدثني عيسى بن داود (1) النجار عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه عليهما السلام، في قوله الله عز وجل: * (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم) * (1)، قال: (العهد) ما أخذ النبي صلى الله عليه وآله على الناس من مودتنا وطاعة أمير المؤمنين أن لا يخالفوه ولا يتقدموه ولا يقطعوا رحمه، وأعلمهم أنهم مسئولون عنه وعن كتاب الله جل وعز.

وأما القسطاس، فهو الإمام، وهو العدل من الخلق أجمعين وهو حكم الأئمة، قال الله عز وجل: * (ذلك خير وأحسن تأويلا) * (3).

قال: هو أعرف بتأويل القرآن وما يحكم ويقضي (4).


 (1) في البحار: محمد بن هشام بن سهيل العسكري عن عيسى بن داود ولعله محمد بن همان بن سهيل.

(2) (3) سورة الاسراء: الآيات 34 و 35.

(4) أورده في البحار: ج 24 ص 187 ب 52 ح 1.

 


[ 297 ]

فيما نذكره من المجلد الثاني من كتاب (ما نزل من القرآن في النبي وآله عليهم السلام) تأليف محمد بن العباس بن مروان الثقة الثقة، في تسمية الله جل جلاله لمولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأولي الناس بالناس والكلمة التي الزمتها المتقين، من تفسير قوله جل وعز * (وألزمهم كلمة التقوى) * (1). روينا ذلك بأسانيدنا المقدم ذكرها بما هذا لفظه:

حدثنا فضيل الرسان عن أبي داود عن أبي برزة (3)، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن الله عهد إلي في علي عهدا.

فقلت: اللهم بين لي.

فقلا لي: اسمع.

فقلت: اللهم قد سمعت.

فقال الله جل وعز: أخبر عليا بأنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأولي الناس بالناس والكلمة التي الزمتها المتقين (3).


 (1) سورة الفتح: الآية 26، وفي النسخ: (الزمها).

(2) خ ل: بردة.

(3) أورده في البحار: ج 37 ص 306 ب 54 ذيل ح 34.

 


[ 298 ]

فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان الثقة الثقة من كتابه المذكور، في تسمية الله جل جلاله لعلي عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم، من تفسير قوله جل وعز * (ثم دنى فتدلى) الآية. روينا ذلك بأسانيدنا المقدم ذكرها من كتابه بما هذا لفظه :

 

حدثنا محمد بن همام بن سهيل عن محمد بن إسماعيل بن العلوي(1)، حدثنا عيسى بن داود النجار عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده عليهم السلام في قوله جلّ وعزّ (ذو مرّة فاستوى) إلى قوله (إذ يغشى السدرة ما يغشى)(2)، فإنّ النبي صلى الله عليه وآله، لما أسري به إلى ربه(3) جلّ وعزّ قال:

وقف بي (4) جبرئيل عند شجرة عظيمة لم أر مثلها، على كل غصن منها ملك وعلى كل ورقة منها ملك وعلى كل ثمرة منها ملك، وقد كللها نور من نور الله جل وعز.

فقال جبرئيل: هذه السدرة المنتهى (5)، كان ينتهى الأنبياء من قبلك إليها ثم لا يجاوزونها، وأنت تجوزها إنشاء الله ليريك من آياته الكبرى، فاطمئن أيدك الله بالثبات حتى تستكمل كرامات الله وتصير إلى جواره.

ثم صعد بي حتى صرت تحت العرش، فدنى لي (6) رفرف أخضر ما


 (1) في البحار والمطبوع: إسماعيل العلوي.

(2) سورة النجم: الآيات 16 - 6.

(3) ق: قال: قال النبي النبي صلى الله عليه وآله: لما اسرى بي إلى ربي.

(4) في البحار: وقف جبرئيل، وفي المطبوع: وقف به جبرئيل.

(5) في البحار: هذه سدرة المنتهى.

(6) في البحار وق خ ل: فدلى، أي جذب.


[ 299 ]

أحسن أصفه، فرفعني الرفرف بإذن الله إلى ربي فصرت عنده وانقطع عني أصوات الملائكة ودويهم وذهبت عني المخاوف والنزعات (7) وهدأت نفسي واستبشرت وظننت أن جميع الخلائق قد ماتوا أجمعين، ولم أر عندي أحدا من خلقه.

فتركني ما شاء الله ثم رد علي روحي فأفقت فكان توفيقا من ربي عز وجل أن غمضت عيني وكل بصري وغشيني عن النظر (8)، فجعلت أبصر بقلبي كما أبصر بعيني بل أبعد وأبلغ، فذلك قوله عز وجل: * (ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى) * (9).

وإنما كنت أرى في مثل مخيط الإبرة ونور بين يدي ربي لا تطيقه الأبصار.

فناداني ربي جل وعز فقال تبارك وتعالى: يا محمد، قلت: لبيك ربي وسيدي وإلهي، لبيك.

قال: هل عرفت قدرك عندي ومنزلتك وموضعك ؟ قلت: نعم يا سيدي.

قال: يا محمد، هل عرفت موقفك مني وموضع ذريتك ؟ قلت: نعم يا سيدي.

قال: فهل تعلم يا محمد، فيم اختصم الملأ الأعلى ؟ فقلت: يا رب، أنت أعلم وأحكم وأنت علام الغيوب.

قال: اختصموا في الدرجات والحسنات، فهل تدري ما الدرجات والحسنات ؟ قلت: أنت أعلم يا سيدي وأحكم.

قال: إسباغ الوضوء في المكروهات والمشي على الأقدام إلى الجمعات (10) معك ومع الأئمة من ولدك وإنتظار الصلاة بعد الصلاة وإفشاء السلام وإطعام الطعام والتهجد بالليل والناس نيام.


 (7) في البحار وق خ ل: الروعات.

(8) في البحار وم: غشى عن النظر، وفي ق: غشي عني النظر.

(9) سورة النجم: الآيات 18 - 17.

(10) ق خ ل: الجهادات.

 


[ 300 ]

قال: * (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه) * (11) ؟ قلت: نعم يا رب، * (والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) * (12).

قال: صدقت يا محمد، * (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) * (13) وأغفر لهم.

فقلت: * (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو اخطأنا) * إلى آخر السورة (14).

قال: ذلك لك ولذريتك يا محمد.

قلت: ربي وسيدي وإلهي، قال: اسئلك عما أنا أعلم به منك.

من خلفت في الأرض بعدك، قلت: خير أهلها لها، أخي وابن عمي وناصر دينك، يا رب والغاضب لمحارمك إذا استحلت، ولنبيك غضب غضب النمر إذا جدل (15)، علي بن أبي طالب.

قال: صدقت يا محمد، إني اصطفيتك بالنبوة وبعثتك بالرسالة وامتحنت عليا بالبلاغ والشهادة إلى أمتك وجعلته حجة في الأرض معك وبعدك، وهو نور أوليائي ولي من أطاعني وهو الكلمة التي الزمتها المتقين.

يا محمد، وزوجته فاطمة وإنه وصيك ووارثك ووزيرك وغاسل عورتك وناصر دينك والمقتول على سنتي يقتله شقي هذه الأمة.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثم أمرنى ربي بأمور وأشياء أمرني أن أكتمها ولم يأذن لي في اخبار أصحابي بها.

ثم هوى بي الرفرف، أنا بجبرئيل.

فتناقلني (16) منه حتى صرت إلى سدرة المنتهى فوقف بي تحتها، ثم أدخلني إلى جنة المأوى فرأيت مسكني ومسكنك يا علي فيها.

فبينا جبرئيل يكلمني إذ تجلى لي نور من نور الله جل وعز فنظرت إلى مثل مخيط الإبرة إلى مثل ما كنت نظرت إليه في المرة الأولى.

فناداني ربي جل وعز: يا محمد.

قلت: لبيك ربي وسيدي وإلهي.


 (11) و (12) و (13) و (14) سورة البقرة: الآيات 285 و 286.

(15) في المطبوع، وم: (وعصت عصت اللهم إذا جل)، وفي ق: (ولنبيك غضب النمر إذا غضب اللهم إذا جدل)، صححناه من البحار.

وفي الكنز: والغاضب لمحارمك إذا استحلت وهتكت غضب النمر إذا اغضب.

(16) في البحار وم: فتناولني.

 


[ 301 ]

قال: سبقت رحمتي غضبي لك ولذريتك، أنت مقربي من خلقي وأنت أميني وحبيبي ورسولي، وعزتي وجلالي لو لقيني جميع خلقي يشكون فيك طرفة عين أو يبغضون (17) صفوتي من ذريتك لأدخلنهم ناري ولا أبالي.

يا محمد، علي أمير االمؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم، أبو السبطين سيدي شباب أهل جنتي المقتولين ظلما.

ثم حرض (18) على الصلاة وما أراد تبارك وتعالى.

وقد كنت قريبا منه في المرة الأولى مثل ما بين كبد القوس إلى سنيه (9 19، فذك قوله (20) جل وعز: * (قاب قوسين أو أدنى) * (21) من ذلك، ثم ذكر سدرة المنتهى فقال: * (ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى) * (22)، يعني [ يغشى ] (23) ما غشي السدرة من نور الله وعظمته (24).


 (17) ق وم والمطبوع: يبغضوا.

(18) م خ ل: حرص.

(19) في البحار: سيته، وفي ق: سيئته، وفي م: سنته.

(20) ق: قوله الله.

(21) سورة النجم: الآية 8.

(22) سورة النجم الآيات: 17 - 13.

(23) الزيادة من المطبوع.

(24) أورده في البحار: ج 18 ص 395 ب 3 ح 100، كما أورده في البحار أيضا: ج 37 ص 319 ب 54 ح 52. وفي البحار: ج 89 ص 196 ب 94 ح 41، ورواه في البحار: ج 36 ص 162 ح 144 عن كنز الفوائد للنجفي بعين الأسانيد.