روى الحافظ البرسي رحمه الله قال(1) : الدين عدل الله و العدل قسط الله ، و القسط هو القسطاس المستقيم ، و القسطاس هو الميزان ، فالدين هو الولاية .
قال الله سبحانه ( و نَضَعُ المَوازينَ القِسط لِيَومِ القِيامَة ) ، قال ابن عباس : الموازين الأنبياء و الأولياء ، و الميزان يقتضي كفّتين و شاهدين ضرورة ، فالكفّة الأولى منه : لا إله إلاّ الله ، و قسطاسه المرفوع محمّد رسول الله قائماً بالقسط ، و الكلمة الأخرى عليّ وليّ الله ، و إليه الإشارة بقوله : ( و السماء رَفَعَها و وَضَعَ الميزان ) ، قال العالم (عليه السلام) : السماء رسول الله و الميزان عليّ لأنّ بحبّه توزَن الأعمال .
و قوله : ( و لا تُخسِروا الميزان ) أي : لا تظلموا عليّاً حَقّه لأنّه مَن جَهل حَقّه لا ميزان له .
و روي في قول الله : ( الّذي أَنزَلَ الكِتابَ بِالحَقِّ و الميزان ) قال : الكتاب القرآن و الميزان الولاية .
و قال عليّ بن إبراهيم رحمه الله : الكتاب عليّ و الميزان أيضاً عليّ ، لأنّه ما لم تكن لك الولاية فلا دين و لا كتاب ، لأنّ الولاية بها يتمّ الدين ، و بها ينعقد اليقين ، فالولاية هي ميزان العباد يوم المعاد ، فإذا وضعت السماوات و الأرض و
(1) مشارق أنوار اليقين : ص63 ـ 67 .