ما بينهما من الراسيات و الشامخات ، مقابل لا إله إلاّ الله فلا يلزم يقوم لها وزن ، وضعت الولاية مقابلها و هي عليّ وليّ الله رجحت الميزان ، لأنّ الولاية معها التوحيد و النبوّة لأنّها جزءٌ من التوحيد و جزءٌ من النبوّة فهي جامعة لسرِّ التوحيد ، و النبوّة خاتمة لهما . و ذلك لأنّ لا إله إلاّ الله روح الإيمان و ظرف الباطن محمّد رسول الله رسوخ الإسلام ، و ظرف الظاهر عليّ وليّ الله ظرف الإسلام و الإيمان ، و روح الظاهر و الباطن ، فلهذا جاء العبد يوم القيامة و في ميزانه الجبال الراسيات من الأعمال الصالحات ، و ليس فيه ولاية عليّ التي هي كمال الدين ، و رجح الموازين لا بل كمال سائر الأديان ، لأنّ دين محمّد كمال كلّ دين ، و ختم كلّ شريعة للنبيّين ، و تصديقاً للمرسلين ، و حبّ عليّ كمال هذا الكمال ، و ختم هذا الخاتم و تمام هذا المتمم و المكمل للكمال كمال الكمال ، و الكمال جمال فحبُّ عليّ كمال كلّ دين ، لأنّ الله لم يبعث نبيّاً يدعو الناس إليه و يدلّ عباده عليه ، إلاّ و قد أخذ عليه ولاية عليّ طوعاً أو كرهاً بكلّ دين ليس معه حبّ عليّ و ولايته فلا كمال له ، و ما لا كمال له ناقص ، و الناقص لا يقبل و لا يوزن و لا يعرض ، لأنّ الله لا يقبل إلاّ الطيّب ، و إليه الإشارة بقوله : (والوزن يومئذ الحقّ) و الحقّ هو العدل و العدل هو الولاية ، لأنّ الحقّ عليّ فمن كملت موازينه بحبّ عليّ رجح و أفلح ، و إليه الإشارة بقوله : (فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحون) و هم أهل الولاية الذين سبقت لهم من الله العناية ، و إليه الإشارة بقوله : (إليه يصعد الكَلِمُ الطيّب ) قال : الكَلِمُ الطيّب لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله ، و العمل الصالح يرفعه ، قال : العمل الصالح حبّ عليّ ، فكلّ عمل ليس معه حبّ عليّ فلا يُرفَعُ ، وما لا يرفع لا يسمع و ما لا يسمع فلا ينفع ، و لا ما يُرفع و لا يُسمع و لا يَنفع فهو وبالٌ و ضلال و هباء منثور