الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج1

يؤيّد هذه المقالة و يحقّق هذه الدلالة أنّ جبرائيل سيد الملائكة ، و الانبياء سادة أهل الأرض ، و الرسل سادة الانبياء و كلّ منهم سيّد أهل زمانه و محمد (صلى الله عليه وآله) سيّد الانبياء و المرسلين و سيد الخلائق أجمعين ، لأنّه الفاتح و الخاتم والأول و  الآخر  ، له سؤدد التقدم و التختم ، لأنّه لولاه ما خُلِقُوا و ما كانوا ، فلاحديّته على سائر الآحاد شرف الواحد على سائر الأعداد ، و جبرائيل خادمه والانبياء نوّابه لأنّهم بعثوا الى اللّه يدعون و بنبوّة محمد (صلى الله عليه وآله) يخبرون و بفضله على الكلّ يشهدون ، و بولاية عليّ يقرّون و بحبّه يدينون و على سلطان رسالة محمد و  حسامها و تمام أحكامها و ختامها دليل قوله : (وَ اجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانَاً نَصِيرَاً) يعني عليّاً أميراً و وزيراً .
فمحمّد سيد أهل السماوات و الأرض ، و عليّ نفس هذا السيّد و روحه و لحمه و  دمه ، و أخوه و فتاه و مؤانسه و مواسيه و مفديه ، و سلطان دولته و حامي ملّته و  فارس مملكته ، فعليّ سلطان أهل السماوات و الأرضين ، و أميرهم ووليّهم ومالكهم ، لأنّه أولى بهم من أنفسهم ، لأنّه أمين اللّه و أميره ، و وليّه و والده في الفخار على الإنس و الجنّة ، سيّداً لشباب أهل الجنّة ، فكلّ من سكن الجنّة من الإنس و الجنّ فالحسن و الحسين سيّداه ، و أهل الجنّة سادة الخلائق ، فالحسن والحسين سادة السادات ، و لا يسود أهل الآخرة إلاّ من ساد أهل الدنيا ، و  أبوهما خيرٌ منهما بنصّ الحديث الذي عليه الإجماع .
فأمير المؤمنين سيّد سادات أهل الدنيا و الآخرة ، و زوجته الزهراء سيّدة النساء لأنّها بضعة النبوّة ، و لحمة الرسالة ، و شمس الجلالة و دار العصمة ، و بقية النبوة ، و  معدن الرحمة ، و منبع الشرف و الحكمة ، فهو السيد ابن السيد أخو السيد أبو السادة قرين السيادة و الزيادة ، فهو الوليّ الذي حُبّه أمان و بغضه هوان ،

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه