الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج1

نجاتهم كما قال تعالى : (قُلْ ما سَئَلْـتُكُمْ مِنْ أجْـر فَهُوَ لَكُمْ) إذاً المودة تقتضي المناسبة الروحانيّةَ المستلزمّة لاجتماعهم في الحشر كما في حديث « المرء مع مَن أحبّ » و لا يمكن لمن تكدّر روحه و بعُدت عنْهم مرتبته أن يحبّهم بالحقيقة و بصميم القلب ، و لا يمكن لمن تنوّر روحه أن لا يحبّهم لكونهم مخلوقين من طينة أهل بيت النبوّة و معادن الولاية و الفتوّة و لا يحبّهم إلاّ مَن يحبّ اللّه و رسوله ، و لو لم  يكونوا محبوبين في العناية الأولى من اللّه تعالى ، فما أحبّهم رسوله إذ محبّته عين محبّة اللّه تعالى في صورة التفصيل بعد كونها في الإجمال ، و الأربعة المذكورة في الآية : عليّ و فاطمة و ابناهما خُصُّوا بالذكر ، و لم يحرِّض النبيّ أمّته على محبّة غيرهم كتحريضه على محبّة هؤلاء ، و أولادهم السالكون سبيلهم التابعون لهداهم ، هم في حكمهم في وجوب المودّة فيهم ، و كذا حرّض النبيّ(صلى الله عليه وآله)أمّته على الإحسان إليهم و نهى عن ظلمهم و إيذائهم(1) .


(1) - احقاق الحق ج3 ص2 - 23 ، 533 . ج9 ص92 - 101 . ج14 ص106 - 115 . ج18  ص336 - 338 ، 538 . و الثعلبي في « الكشف و البيان » . الأمرتسري في « أرجح المطالب » ص57 ، 447 ط لاهور . و الحافظ الطبراني في « المعجم الكبير » ص131 . و الحافظ البدخشي في « مفتاح النجا » ص12. و الحافظ أبو نعيم الإصفهاني في « نزول القرآن » . الحافظ السيوطي في « الدّر المنْثور » ج6 ص7 ط مصر ، و في « الإكليل » ص190 ط مصر .
- الزمخشري في « الكشّاف » ج3 ص403 قال في تفسيره لآية المودة : و روي أنّها لمّا نزلت : (قُلْ لاَ أسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أجْرَاً إلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى ) قيل : يا رسول اللّه مَن قرابتك هؤلاء الَّذين وَجَبَت علينا مودتهم ؟
قال : عليّ و فاطمة و ابناهما . و قال الفخر الرازي في « تفسيره الكبير » (  ج27 ص166 ط مصر التزام عبد الرحمن محمّد ) في ذيل تفسير آية المودة ، بعد نقل الرواية المتقدّمة عن صاحب الكشّاف ما لفظه :

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه