الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج1

الناس مَن يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله)(1).

قال الحجّاج: أحْسنتِ يا حُرّة، فبما تُفضّلينهُ على داود وسليمان(عليهما السلام)؟
قالت: اللهُ تعالى فضَّلهما بقوله عزّ وجلّ: (يا داود إنّا جَعلناك خليفةً في الأرضِ فاحكُم بين الناس بالحقِّ ولا تتّبع الهوى فيُضلَّكَ عن سبيل الله)(2).

فقال لها: في أيّ شيء كانت حكومته؟

قالت: في رجلين، رجلٌ كان له كرْمٌ والآخر له غنَم، فنفشت الغنم بالكرم فرَعتهُ، فاحتكما الى داود(عليه السلام) فقال: تُباعُ الغنم وينفق ثمنها على الكرم حتى يعود إلى ما كان عليه. فقال له ولده: لا يا أبَهْ، بَل يُؤخذَ من لبنها وصوفها، قال الله تعالى: (ففهَّمناها سُليمان)(3). وإنَّ مولانا أمير المؤمنين عليّاً(عليه السلام) قال: «سلوني عمّا فوق العرش، سلوني عمّا تحت العرش، سلوني قبل أن تفقدوني»، وأنه(عليه السلام) دخل على رسول الله(صلى الله عليه وآله) يوم فتح خيبر فقال النبي(صلى الله عليه وآله) للحاضرين: «أفضلُكم وأعلمكم أقضاكُم عليّ».
فقال لها: أحْسنتِ ، فبما تُفضّلينه على سليمان(عليه السلام)؟
فقالت: الله تعالى فضَّلَه عليه بقوله تعالى: (ربِّ اغفِر لي وهبْ لي مُلكاً لا ينبغي لأحد من بعدي)، ومولانا أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام) قال: «طلَّقتُكِ يا دُنيا ثلاثاً لا حاجةَ لي فيكِ»، فعند ذلك أنزل الله تعالى فيه: (تلكَ الدار الآخرة نَجعَلُها للّذين لا يُريدون عُلُوّاً في الأرض ولا فساداً)(4).


(1) البقرة: 207.
(2) ص: 26.
(3) الانبياء: 79.
(4) القصص: 83.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه