الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج2

فقال (صلى الله عليه وآله) : أتحب ان ترافقنا ؟ فيقول : نعم ، فيوصي به ملك الموت ويخبره انه لهما مُحِبُّ ، فهذا يحبُّ لقاء الله ، ويُحبُّ الله لقاءه ، وأما عدوّهما فلا شيء اكره وابغض عليه من رؤيتهما ، فيعرف الملك انه عدوٌّ لهما ، فهو يكَرهُ لقاء الله ، والله يكره لقاءه(1) .
ثم أضاف المصنف قائلا : وهذا الحديث يُصرِّح بحضور محمد وعلي صلوات الله عليهما عند كل ميت ، ورؤية الميِّت لهما حَقيقة لا مجازاً .


(33) روى بالأسناد عن مسمع بن عبدالملك كردين البصري قال :

قال لي أبو عبدالله (عليه السلام) : يا مسمع انت من أهل العراق أما تأتي قبر الحسين (عليه السلام) ؟
قلت : لا ، أنا رجل مشهور عند أهل البصرة وعندنا من يتّبع هوى هذا الخليفة ، وعدوّنا كثير من أهل القبائل من النُصاب وغيرهم ، ولَستُ آمنهم ان يرفَعوا حالي عند ولد سليمان فيُمَثلون بي ، قال لي : أفما تذكر ما صنع به ؟

قلت : نعم ، قال : فتجزع ؟

قلت : اي والله ، وأستعبر لذلك حتى يرى أهَلي أثر ذلك عَلَي ، فأمتنع عن الطعام حتى يَستبين ذلك في وجهي .
قال : رحم الله دَمعتك ، أمَا انك من الذي يُعَدُّون من أهل الجَزَع لنا ، والذين يفرحون لفرحنا ، ويَحزنَون لحُزننا ، ويَخافون لخوفنا ، ويَأمنون اذا أمنا .
اما انك سترى عند موتك حضور آبائي لك ووصيّتهم ملك الموت بك ، وما


(1) المحتضر : ص5 ط النجف .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه