الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج2

يلقونك به من البشارة أفضل ، ولملك الموت أرقُّ عليك وأشَدّ رحمة لك من الأم الشفيقة على ولدها . قال : ثم استعبر واستعبَرتُ معه ، فقال : الحمدلله الذي فَضّلنا على خلقه بالرحمة ، وخَصّنا أهل البيت .
يا مسمع ، ان الأرض والسماء لتبكي منذُ قُتل أمير المؤمنين (عليه السلام) رحمة لنا ، وما بكى لنا من الملائكة اكثر ، وما رقَأت دمُوع الملائكة منذ قُتلنا ، وما بكى أحدٌ رحمة لنا ولِما لَقينا الا رَحِمَهُ الله قبل ان تخرُج الدمعة من عينه ، فاذا سالت دموعه على خَدِّه فلو ان قطرة من دموعه سقَطَت في جهَنم لأطفأت حَرّها حتى لا يُوجد لها حَرّ ، وان الموجع لنا قلبه ليَفرح يوم يرانا عند موته فَرحَةً لا تزال تلكَ الفرحة في قلبه حتى يَردُ علينا الحوض ، وان الكوثر ليفرح بمحبِّنا اذا ورد عليه حتى انه ليذيقه من ضروب الطعام ـ الحديث(1) .


(34) روى العلامة المجلسي (قدس سره) في البحار باسناده عن أبي الظبيان قال :
كنتُ عند أبي عبدالله (عليه السلام) فقال : ما يقول الناس في أرواح المؤمنين بعد موتهم ؟

قلت : يقولون : في حواصل طيور خضر !

فقال : سُبحان الله ! المؤمن أكرَمُ على الله من ذلك ; اذا كان ذلك أتاه رسول الله (صلى الله عليه وآله)وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) ومعهم ملائكة الله عَزّوجَلّ المُقربون ، فان أنطق الله لسانه بالشهادة له بالتوحيد ، وللنبي (صلى الله عليه وآله) بالنبوة ، والولاية لأهل البيت ، شِهَد على ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)


(1) كامل الزيارات : الباب 32 ، ص101 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه