الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج2

أشَدُّ الناس حُبّاً لهند ، فلما حملت هند بمعاوية خاف مسافر ان يظهر انه منه فهَربَ الى ملك الحيرة وهو هند ابن عمرو فأقام عنده . ثم ان أبا سفيان قدم الحيرة فلقيه مسافر وهو مريض من عشقه لهند وقد سقى بطنه ، فسأله عن أهل مكة فأخبره ، وقيل أن أبا سفيان تَزوّج هنداً بعد انفصال مسافر عن مكة ، فقال له أبو سفيان : أني تَزوجْتُ هنداً بعدك فازداد مرضه .. ثم مات من عشقه لهند .
وذكر هشام بن محمد الكلبي أيضاً في كتاب المثالب وقال : كانت هند من المغيلمات وكانت تَميلُ الى السودان من الرجال ، فكانت اذاولدَت ولداً أسود قتلته .
قال : وجرى بين يزيد بن معاوية وبين اسحاق بن طابه بن عبيد كلامٌ بين يَدي معاوية وهو خليفة ، فقال يزيد لإِسحاق : ان خيراً لك ان يدخل بنو حَرب كلهم الجنة ـ أشار يزيد الى ان أمّ اسحاق كانت تُتهم ببعض بني حرب ، فقال له اسحاق : ان خيراً لك ان يدخل بنو العباس كلّهم الجنة ، فلم يفهم يزيد قوله وفهم معاوية ، فلما قام اسحاق قال معاوية ليزيد : كيف تشاتم الرجال قبل ان تعلم ما يقال فيك ؟ قال : قَصَدتُ شين اسحاق وهو كذلك أيضاً قال : وكيف قال : أما علمت ان بعض قريش في الجاهلية يَزعمون أني للعباس ! فسقط في يدي يزيد .
قال الشعبي : وقد أشار رسول الله (صلى الله عليه وآله) الى هند يوم فتح مكة بشيء من هذا ، فاِنها لما جاءَت تُبايعه وكان قد أهدَرَ دمها ، فقالت : على ما أبايعك ؟ فقال (صلى الله عليه وآله) : على أن لا تزنين ! فقالت هند : وهل تزني الحُرّة ؟ فعَرفها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنظر الى عمر فتبسّم !
وأمّا قول الحسن لعمرو بن العاص : وُلِدْتَ على فراش مشترك ، فذكر

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه