الكلبي أيضاً في المثالب قال : كانت النابغة أم عمرو بن العاص من البغَايا أصحاب الرايات بمكة ، فوقَعَ عليها العاص بن وائل في عدّة من قريش منهم أبو لهَب ، وأمية بن خلف ، وهشام بن المغيرة ، وأبو سفيان بن حرب في طهر واحد .
قال ابن الكلبي : وكان الزُناة الذين أشتهروا بمكة جماعة ، منهم هؤلآء المذكورين ، وأمية بن عبد شمس ، وعبدالرحمن بن الحكم بن أبي العاص أخو مروان بن الحكم ، وعتبة بن أبي سفيان أخو معاوية ، وعَقَبة بن أبي معيط ، فلما حملت النابغة بعمَرو تكلّموا فيه . فلما وضعته أختصَمَ فيه الخمسة الذين ذكرناهُم كلُّ واحد يزعم انه ولده ، والب عليه العاص بن وائل وأبو سفيان بن حرب ، كلُّ واحد يقول : والله انه مني ! فحكّما النابغة فاختارت العاص فقالت : هو منه ، فقيل لها : ما حَملَكِ على هذا ؟ وأبو سفيان أشرف من العاص ؟ فقالت : هو كما قلتم الا انه رجلٌ شحيح والعاص جَوادٌ يُنفِقُ على بناتي وأبو سفيان لا يُنفِق عَلَيهنَّ !
وأما قول الحسن للوليد بن عقبة : (وجَلَدَك علي في الخمر) فذكر أرباب السير قاطبة ان عثمان بن عفان ولّى الوليد بن عقبة الكوفة سنة ست وعشرين ، وكان الوليد مُدمناً على شُرب الخمر ، وكان يجلس على الشراب وعنده ندماؤه ومُغَنُّوه طول الليل الى الفجر ، فاذا أذنه المؤذن بصَلاة الفجر خرَجَ سكراناً فصَلى بهم ، فخرَجَ يوماً في غلالة لا يدري أين هو ، فتقدم الى المحراب فصَلّى بهم الفجر أربعاً وقال : أزيدكم ؟ فقال له عبدالله بن مسعود : مازلنا معك في زيادة منذ اليوم !
ولما سَجَدَ قال في سجوده : إشرب واسقني ! فناداه ابن غيلان الثقفي سقاك الله المُهل ومَن بعثك أميراً عليَنا !
ثم حَصَبَهُ وحصبه أهل المسجد ، فدخل القصر وهو يتَرنح فنام في سريره ،