فهجم عليه جماعة منهم أبو جندب بن زهير الأسدي وابن عوف الأزدي وغيرهما وهو سكران لا يعي ، فايقظوه فلم ينتبه ، ثم قاء عليهم الخمر ، فنزعوا خاتمه من يده وخرَجُوا من فورهم الى المدينة فدَخَلوا على عثمان فشِهدوا على الوليد انه شرب الخمر ، فقال : وما يُدريكم انه شرب الخمر ؟ قالوا : شرب الخمر الذي كنا نشربه في الجاهلية !
فزبَرهما ونال منهما ، فخرَجا من عنده فدخَلا على علي (عليه السلام) وأخبَراه بالقصة فدخل على عثمان فقال : دفعت الشهود وأبطَلْتَ الحدود ؟ قال له : فما ترى ؟ فقال : تبعث الى الفاسق فتُحضُره فان قامت عليه البيِّنة حَددتَهُ . فأرسل الى الوليد فأحضَرهُ فشهدوا عليه ولم يكن له حجة ، فرمى عثمان السوط الى علي وقال له : حدّه ، فقال علي لولده الحسن : قم فحدّه فامتنع الحسن وقال : يتولى حارّها من تولى قارها ، والقرّ البرد ، ومعناه : يتولاه والي الأمر ـ فقال لعبدالله بن جعفر : قم فاجلده فامتنع ، فلما رآهم لا يفعلون توقياً لعثمان أخذ السوط ودنا من الوليد .. ثم جلده أربعين(1) .
(1) ورواه الأستاذ توفيق أبو علم في أهل البيت (ص343 ط السعادة بمصر) بتفصيل أكثر وفيه لعن أبا سفيان على لسان النبي (صلى الله عليه وآله) ، ونذكره اتماماً للفائدة :
قال الحسن (عليه السلام) في مخاطبته لمعاوية : وأنت يا معاوية دعا عليك رسول الله (صلى الله عليه وآله) لَما أراد ان يكتب كتاباً الى بني خزيمة فبعث اليك فنَهَمَك الى يوم القيامة فقال : اللهم لا تُشِبعهُ . وأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعثَ أكابر أصحابه الى بني قريظة فنزلوا من حصنهم فهُزموا ، فبعث علياً بالراية فاستْنَزَلهُم على حُكم الله وحكم رسوله ، وفعل في خيبر مثلها ، وأنتم أيّها الرهط نَشَدتكم الله الا تعلمون ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لَعَن اَبا سفيان في سبعة مواطن لا تستطيعون ردّها :