الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج3

(2) روى العلامة الشيخ عز الدين عبدالحميد البغدادي الشهير بأبن أبي الحديد المعتزلي المتوفي سنة 655 هـ قال : قال أبو الفرج : روى عمرو بن ثابت قال :
كنت أختلف الى أبي اسحاق السبيعي أسأله عن الخطبة التي خطب بها الحسن بن علي (عليه السلام) عقيب وفاة أبيه ولا يحدثني بها ، فدخلت اليه في يوم شاتِ وهو في الشمس وعليه برنسة فكأنه غول ، فقال لي : من أنت ؟ فأخبرته فبكى وقال :
روى عمرو بن ثابت عن أبي أسحاق السبيعي قال : حدثني هبيرة بن مريم قال :
خطب الحسن (عليه السلام) بعد وفاة أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال :
قد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأوّلون ولا يُدركه الآخرون ، لقد كان يجاهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيسبقه بنفسه ، ولقد كان يوجهه برايته فيكنفه جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره فلا يرجع حتى يفتح الله عليه ، ولقد توفي في الليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم ، والتي توفي فيها يوشع بن نون ، وما خلَّف صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم من عطائه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله .

ثم خنقته العبرة فبكى وبكى الناس معه ثم قال :

أيُّها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، أنا ابن البشير ، أنا ابن النذير ، أنا ابن الداعي الى الله باذنه والسراج المنير ، أنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، والذين افترض الله مودتهم في كتابه إذ يقول : «ومن يقترف حَسَنَة نزد له

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه